هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
415 0 0
استخدام القوات الجوية في إطار


سياسة





الردع لتحقيق الأهداف السياسية


للدولة



Handler.ashx
إستراتيجيا

الكاتب: العميد الطيار الركن /عبدالكريم محمـد الصعــــــر

لقد بدأ الصراع منذ نشأة البشرية على الأرض وظل الإنسان يسعى لاقتناء وتطوير وسائل يؤمن بها كيانه من التهديدات والعدائيات التي تواجهه وتؤثر على استقراره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ولقد استخدم الردع منذ وجود الإنسان كنشاط بشري يمارس عمله بصورة شاملة لتنظيم الحياة الاجتماعية كفرض غرامة لردع المواطن من القيام بأعمال غير منطقية .
تعتمد سياسة الردع على جميع القوى المتوفرة في المجتمع والمتمثلة في الوسائل الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى القوة العسكرية .
انطلاقاً من ذلك فان أسلوب الردع هو الأمثل في الإستراتيجية الشاملة الحديثة للحصول على نتائج إيجابية تجعل الدولة تعتنق هذه السياسة لتأمين حدودها ومصالحها وأمنها لمنع أي محاولة للعدوان عليها .
لقد تزايدت أهمية القوات الجوية خلال العقود الأخيرة في حسم نتائج الصراع المسلح واهتمت معظم الدول بتطوير وتحديث قواتها الجوية وزيادة الاعتماد عليها كقوة ردع في يد القيادة السياسية لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة باعتبار القوات الجوية السلاح الذي لديه القدرة على تغيير مجرى الحروب بصورة نهائية ، وذلك للمميزات التي تتمتع بها القوات الجوية من مناورة وسرعة عالية و تحقيق المفاجأة وشدة التدمير وشمول الضربة وقدرة على اختراق أعماق كبيرة ، وهذا ما يؤكد أن القوات الجوية هي لب القوات المسلحة لتنفيذ الردع , وقد ثبت هذا واضحاً في حرب الخليج والنزاعات الموجودة على الساحة الإقليمية والدولية.
وتعتبر الأهداف السياسية للدولة من أهم الاعتبارات المؤثرة على مهام القوات الجوية في الصراع المسلح وكذا على تحديد حجم ونوعية القوات الجوية المطلوب توافرها لتحقيق هذه الأهداف وبالذات عندما يكون الهدف السياسي هو تأمين الدولة وحماية مصالحها الحيوية ضد التهديد الخارجي .

متطلبات القوات الجوية كأداة ردع

القوات الجوية هي وسيلة القيادة السياسية لتحقيق الأهداف المرسومة سواءً في الصراع المسلح على مسرح العمليات أو خارجه حين تقدم مساعدة لدولة صديقة أو شقيقة​
لما كانت القوات الجوية تمثل أحد مصادر القوة العسكرية والتي تلعب دورا بارزا وحاسما في الصراع المسلح فإنها قادرة على القيام بتنفيذ إستراتيجية الردع حين تنتهجها الدولة .
ومن الضروري أن نتعرف على الضوابط والشروط التي تحكم استخدامها في إطار هذه الإستراتيجية والسياسة العسكرية لتحقيق الأهداف السياسة للدولة.
فالقوات الجوية هي وسيلة القيادة السياسية لتحقيق الأهداف المرسومة سواءً في الصراع المسلح على مسرح العمليات أو خارجه حين تقدم مساعدة لدولة صديقة أو شقيقة.
كلنا يعلم أنه بعد اقل من عشرة سنوات من اختراع الطائرة في سنة 1903م تم استخدامها لأغراض عسكرية في حرب البلقان سنة1912م .
ولقد لعب سلاح الطيران خلال الحرب العالمية الأولى دورا متواضعا حيث لم يؤثر على مجرى الحرب وجود النظرية العلمية لحسن استخدام هذا السلاح.
ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تضاعف دور الطيران بشكل كبير ولعب دوراً حاسماً في الحروب، فخلال الحرب العالمية الثانية في أوروبا والباسفيك قام الطيران بتدمير المصانع والمنشات الحيوية, و تم إسقاط قنبلتين ذريتين على "هيروشيما" "ونجازاكى" بواسطة الطائرات القاذفة ب -29 و التي أنهت الحرب العالمية الثانية ، كما استخدمت القوات الجوية في حرب الخليج الأولى والثانية وكان لها تأثير واضح على سير المعارك .
أجمعت النظريات العسكرية على أن التعامل مع الأهداف العسكرية يأتي في المرتبة الأولى لضمان نجاح الحروب ، ثم يأتي في مراتب متأخرة ومراحل لاحقة التعامل مع الأهداف التي تمد ميدان القتال بالصناعات العسكرية اللازمة لاستمرار القتال ولقد اتبع التحالف الدولي منهجاً آخر ارتكز على نظرية تسمى "مراكز الثقل " .

نظرية مراكز الثقل
Handler.ashx

تهدف هذه النظرية في أساسها إلى إفقاد العدو الرغبة والقدرة على شن الحرب ، وهي تتضمن أهدافاً على المستوى الاستراتيجي والتعبوي ذات ثقل سياسي واقتصادي ومعنوي كبير ، بما يضع القائد المعادي تحت ضغط كبير لإجباره على تقديم التنازلات المطلوبة ، أو قد تصل الضغوط إلى الحد من قدرته الكلية على القيام بأي أعمال عدائية .
لقد حددت نظرية مراكز الثقل فكرتها الأساسية في خمسة دوائر تتحد في المركز وتتسع إلى الخارج وهذه الدوائر تتمثل في القيادة ، والمراكز الصناعية الكبرى والبنية الأساسية ، وشبكة المواصلات الإستراتيجية والقواعد والمطارات الهامة ، و السكان والموارد الغذائية ، والقوات المسلحة .
تعتبر الدائرة المركزية المتمثلة في القيادة ، هي الأهم والأسرع في الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه ، وهي تعني إما عزل القائد أو خلعه أو وضعه تحت ضغط شديد للوصول إلى التنازلات المطلوبة .
تأتي الدائرة الثانية بما تحويه من مراكز ثقل صناعية وبنية تحتية هامة ومؤثرة في هذه المرتبة نظراً لتأثيرها الشديد على الاتزان الكلي للدولة ، وبالتالي الإرادة السياسية للدولة المتمثلة قي القائد وعلى قدرته في ممارسة سلطاته بنجاح .
أما الدائرة الثالثة فهي تتعامل مع شبكة المواصلات الإستراتيجية البرية والبحرية والجوية ، لتأثيرها المباشر على اقتصاد الدولة ، بالإضافة إلى قطع خطوط الإمدادات سواء للجهات المدنية أو العسكرية .
ويحتل السكان ومواردهم الغذائية المرتبة الرابعة لما يشوبها من جوانب أخلاقية ، قد تحد من القدرة على التعامل المؤثر في هذه الدائرة ، مما قد يجعل متخذ القرار يتراجع عن قراراته ، أو تحدث اضطرابات وقلاقل داخلية تؤثر على النظام الحاكم ككل .
وبالنسبة للقوات المسلحة فهي الدائرة الأخيرة في أولويات التعامل وذلك لإيمان واضع النظرية بأن القوات المسلحة هي أحد أدوات القائد في فرض إرادته السياسية إلا أن حرمانه منها أو إحداث خسائر جسيمة سيجبر القائد على تقديم التنازلات المطلوبة .
لم تغفل هذه النظرية الجانب الاقتصادي من الحملة الجوية إذ أن حجم ومساحة انتشار الأهداف التي يجب أن يتعامل معها في كل دائرة يتنامى بشكل ملحوظ مما يؤثر طردياً على تكلفة الحملة الجوية ومدتها .
لهذا أصبحت الأهداف الرئيسية للقوات الجوية ليست هي الأهداف الصغيرة بل هي المناطق الصناعية والأهداف الحيوية والسكنية ومناطق تجمع القوات البرية و المطارات والقواعد البحرية. ًُ
وتعتبر القوات الجوية لب القوات المسلحة في عصرنا هذا حيث تلعب المعركة الجو برية دورا حاسما في الحرب الحديثة وتُكلف القوات الجوية في هذا النوع من المعارك بما يتراوح بين 75-80% من أهدافها ويتحدد دور القوات الجوية في الدفاع على الدولة وحماية مصالحها الحيوية و أمن حدودها الوطنية وردع العدو الذي يهددها وكذلك تلك المهام التي تكلف بها لتحقيق الأهداف السياسية العسكرية للدولة.
وهذه المهام تقسم إلى قسمين :
- مهام خارج الصراع المسلح وتتمثل في ردع العدوان عن الوطن والدول الصديقة والمتحالفة والنقل الجوي للقوات والعتاد لدعم الدول الشقيقة خلال الكوارث الطبيعية أو للوقوف بجانبها عند الحاجة لها حيث تكون هناك اتفاقيات دفاعية أو مصالح مشتركة تنظم ذلك .
- مهام في إطار الصراع المسلح في ردع الدفاع عن الوطن وحماية المصالح والأهداف الحيوية للدولة .

أسس بناء وتكوين القوات الجوية

من بين الإجراءات المعقدة في الإستراتيجية العسكرية هو بناء وتشكيل القوات الجوية وجعلها وسيلة فعالة في تحقيق الأهداف ، وهو ما يستلزم تخطيط طويل المدى ، مع العلم أن هذا التخطيط لبناء وتطوير هذه القوة يتأثر بعدة عوامل وهي :

إستراتيجية الدولة وتأثيرها على بناء وتكوين القوات الجوية :
Handler.ashx

إذا كانت الدولة تعتنق إستراتيجية مبنية على العمل داخل الإطار القومي ستزداد التزامات الدولة السياسية والعسكرية بينما تقل أعبائها الاقتصادية نتيجة مشاركة الأطراف الأخرى في تكاليف الاحتفاظ بقوات مسلحة قوية لخدمة الأهداف القومية .
فعند العمل في الإطار القومي تحتاج لأعداد كبيرة من وحدات النقل الجوي مجهزة بنوعيات خاصة من الطائرات ذات المدى البعيد والحمولات الكبيرة المتنوعة لنقل القوات واحتياجات الدعم إلى الدول الصديقة عند الحاجة وعند العمل في إطار الانعزالية أو العمل الفردي فان الدولة ستحتاج إلى أعداد كبيرة من الوحدات المقاتلة لعدم وجود دعم من دول أخرى بينما تقل الحاجة إلى أعداد كبيرة من النقل الجوي .
إن الدولة التي تعتنق سياسة الردع لتحقيق أهدافها الإستراتيجية فإن عليها أن تحتفظ بقوات جوية قوية وقادرة على اختراق دفاعات الخصم والوصول إلى الأهداف التي تريد مهاجمتها .

طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التي تواجهها الدولة :

حين تواجه الدولة تهديدا واحدا من أحد الاتجاهات الإستراتيجية لمسرح عملياتها فإنها تبني وتعد قواتها الجوية لمواجهة العدائيات في ذلك الاتجاه المهدد نظرا للتكاليف الباهظة لبناء قوات جوية حديثة .
إذا كان التهديد من أكثر من اتجاه استراتيجي أو أكثر من دولة مع احتمال نشاط هذه التهديدات في وقت واحد فيجب أن يكون للدولة في هذه الحالة قوات جوية قادرة على تدمير القوات المهاجمة في الاتجاهات المهددة بالتعاون مع باقي أفرع القوات المسلحة أو على الأقل تقوم بصد وتدمير القوات المعادية في الاتجاه الاستراتيجي الأكثر خطورة مع صد وتثبيت الاتجاهات الأخرى الأقل خطورة .
يجب ألا تقل نسبة التفوق للقوات الجوية اللازمة لتحقيق الدفاع الاستراتيجي عن نسبة 1:1بالنسبة لطيران العدو الذي تواجهه و ألا تقل هذه النسبة عن 1:1,2 في حالة قيام الدولة بعمليات هجومية إستراتيجية .

حجم المهام وطبيعتها المنتظرة للقوات الجوية :

يتحدد عدد ونوعية الوحدات الجوية وكذا الطائرات والمعدات التي تجهز بها تبعا لطبيعة المهام المنتظرة وطبقا للسياسة العسكرية والظروف التي سيتم فيها تنفيذ المهام .
و تؤثر عدد ونوعية الأهداف المنتظر التعامل معها على نوع الطائرات والأسلحة والمعدات فنوعية الطائرات اللازمة والتسليح اللازم لمواجهة التهديدات البحرية المعادية يختلف عن تلك اللازمة لمواجهة التهديدات البرية ، وكذلك الحال بالنسبة لنوع الطائرات والتسليح اللازم للتفوق على طيران العدو وتحقيق السيطرة الجوية وكل هذا يختلف عن نوعية الطائرات والمعدات في حالة الاحتياج لنقل أو إبرار قوات داخل أو خارج حدود الدولة .

 
رد: هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

الموقف الاقتصادي للدولة :

إن بناء وتكوين قوات جوية على درجة استعداد قتالي عالي بصفة مستمرة يشكل عبئا اقتصاديا كبيرا وخاصة بالنسبة للدولة النامية والتي تحتاج نسبة كبيرة من مواردها إلى مشاريع التنمية الاقتصادية .
وليكن في الحسبان أن الطائرات المقاتلة الحديثة قد يصل سعر الواحدة منها إلى ( 65 ) مليون دولار ومن هنا يمكن أن تتصور تكاليف بناء قوات جوية متطورة ومدى تأثر بنائها بالقوات الجوية والاحتفاظ بها على درجة استعداد قتالي عالي للدفاع عن الدولة وحماية مصالحها القومية .
إذا لم توفر موارد الدولة ذلك فغالبا ما تلجا القيادات السياسية للدول للدعم الاقتصادي من الدول الصديقة أو الحصول على تسهيلات من الدول المنتجة للسلاح تسدد على أقساط لآجال طويلة .

الظروف السياسية للدولة :

إذا انتهجت الدولة سياسة وطنية مستقلة بعيدا عن مناطق النفوذ للقوى الكبرى بينما تمثل نفس الدولة مركز الثقل في منطقة لها أهمية إستراتيجية بالنسبة لتلك القوى الكبرى فإنها بالطبع ستتعرض لضغوط سياسية وعسكرية واقتصادية ومحاولات للاستقطاب .
وإن الدولة التي تستطيع انتهاج سياسة قومية للتصنيع الحربي يحد كثيرا من الضغط عليها للدخول في فلك سياسات تلك القوى العظمى.
إذا كانت الدولة تخطط سياستها العسكرية في ظل الأحلاف أو اتفاقيات الدفاع المشترك فإن حجم القوات الجوية التي ستحتاجها سيقل عما لو كانت تعمل منفردة حيث أن مقارنة القوى في الحالة الأولى سيدخل فيها إمكانيات الدول الحليفة أما في الحالة الثانية فإن المقارنة ستكون بين القوات الجوية للدولة وحدها والعدو المواجه لها .

التكوين العام للقوات الجوية

تتكون القوات الجوية من قيادة مركزية وقيادات تعبوية وعدد من الوحدات الجوية بالإضافة إلى الوحدات الإدارية والهندسية والفنية لتأمين أعمالها وتتشكل من ( المقاتلات، المقاتلات القاذفة ، المتعدد المهام ، القاذفات ، الاستطلاع الجوي ، النقل الجوي ، الهليوكوبتر ، طائرات المساندة " التموين في الجو – القيادة والسيطرة - الإنذار المبكر - الدعم الالكتروني " ، الطائرات بدون طيار ) .

مهام القوات الجوية في الصراع المسلح
Handler.ashx

تنفذ القوات الجوية مهامها في مجموعتين من المهام كما يلي :
المجموعة الأولى :
تنفذ هذه المجموعة طبقا لخطة القيادة العليا / وزارة الدفاع و لصالح القيادة والقوات المشتركة في العملية الإستراتيجية ككل وتؤثر نتائج تنفيذها على تحقيق الأهداف النهائية للعمليات والتي تدار بواسطة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة أو القيادة العليا / وزارة الدفاع وتتلخص هذه المهام في (القيام بالاستطلاع الجوي التعبوي والاستراتيجي ، حماية القوات والأهداف الحيوية ضد طيران العدو واستطلاعه الجوي ، تدمير/ إضعاف التجميع الجوي المعادي ، الإبرار والإسقاط الجوي ، قتال احتياطيات العدو التعبوية ، قتال البحرية المعادية ، إرباك خطوط مواصلات العدو البحرية ، قتال قوات الإبرار البحري والجوي المعادي ، النقل والإمداد والإخلاء الجوي) .
المجموعة الثانية :
تشمل المهام التي تنفذها التشكيلات والوحدات الجوية لصالح الجيوش الميدانية/ المناطق العسكرية والقوات البحرية مباشرة طبقا لخطة هذه الجيوش والقوات وفي حدود المجهود الجوي المخصص لهذا الغرض وتشمل هذه المهام ( المعاونة الجوية النيرانية للتشكيلات البرية والبحرية ، الاستطلاع الجوي التكتيكي لصالح التشكيلات ، الإبرار الجوي التكتيكي لصالح التشكيلات التعبوية والقوات البحرية ، الإمداد والإخلاء الجوي ، تأمين ومعاونة الإبرار الجوي والبحري التكتيكي ، قتال احتياطيات العدو التكتيكية ، إرباك نظام السيطرة المعادي في العمق التكتيكي والتعبوي القريب ، تدمير / شل القطع البحرية والأهداف البحرية المعادية على الشاطئ ) .

استخدام القوات الجوية لحماية المصالح الحيوية للدولة
Handler.ashx

عندما تعتمد الدولة في استمرار نموها على مصادر داخلية وخارجية مع الدول الصديقة والحليفة وظهور خطر يهددها ويؤثر على أمنها فأن الدولة التي تملك القوة تكون مستعدة للمواجهات العسكرية دفاعا عن مصالحها الحيوية وأمثلة الحروب في التاريخ المعاصر متعددة وأقرب وأقوى مثال هو العدوان العراقي على دولة الكويت .
و عندما تقرر الدولة مواجهة التهديد الذي تتعرض له مصالحها الحيوية باستخدام القوة المسلحة فتكون على رأسها القوات الجوية لما لها من تأثير حاسم على الموقف ومالها من قدرة تدميرية كبيرة ودرجة استعداد قتالي عالية و سرعة نقل جهودها إلى أقصى مدى حدود الدولة بل إلى عمق دولة الخصم .
تعتبر القوات الجوية هي إحدى الوسائل العسكرية الهامة للقيادة السياسية لمواجهة التهديد وردعه حين لا يحسم الموقف بالمفاوضات الدبلوماسية أو الطرق السلمية الأخرى.

أشكال وأساليب عمل القوات الجوية أثناء الصراع المسلح
Handler.ashx

عندما تستخدم القوات الجوية في الدفاع على الوطن وحماية مصالحها في إطار الصراع المسلح وردع أي عدوان محتمل فأنها تقوم بتنفيذ مهامها بواسطة الأشكال والأساليب القتالية التالية :
العملية الجوية :
تعتبر العملية الجوية أحد الأشكال التي تنفذ بها القوات الجوية مهامها عندما يسمح الموقف ومقارنة القوات بتركيز الجهود قبل بدء العملية الدفاعية أو الهجومية أو خلالها لتنفيذ مهمة أو اكثر تشكل خطورة على احتمالات نجاح العملية .
عندما تنفذ العملية قبل بدء الهجوم فهي تهدف عادة إلى تحقيق السيطرة الجوية على مسرح العمليات والتمهيد النيراني للهجوم أو إحباط تحضيرات العدو للهجوم في حالة اتخاذ الدفاع أما إذا كانت العملية الجوية ستجرى أثناء إدارة العملية فهي تهدف عادة إلى تعديل ميزان التفوق الجوي الذي يكون قد مال لصالح العدو نتيجة دعم خارجي أو موقف غير محسوب له .
تستخدم العملية الجوية عادة للحصول على السيطرة الجوية أو لعزل منطقة العمليات قبل بدء الأعمال الرئيسية التي تقوم بها القوات البرية أو البحرية حيث استعمل هذا الأسلوب خلال حرب الخليج ضد العراق .
تشمل العملية الجوية مجموعة من أعمال القتال الجوية التي تخطط وتدار طبقا لفكرة واحدة بالتعاون مع أفرع القوات المسلحة الأخرى وتشمل العملية الجوية ضربات جوية شاملة ومنفصلة بالإضافة إلى المعارك الجوية والقتال الجوي .
أعمال القتال الجوية :
بالإضافة إلى العملية الجوية تستخدم القوات الجوية خليط من أعمال القتال الجوية لتحقيق مهامها سواء للدفاع عن الوطن ضد التهديد الخارجي أو لحماية المصالح القومية للدولة المعتنقة سياسة الردع وفي إطار التعاون مع دولة من الدول الشقيقة خلال نشوب صراع مسلح .
و هذه الأعمال القتالية تتم بشكلٍ مستقلاً في الأهداف والتوقيتات ، ولكن ضمن خطة شاملة ومنسقة مع أعمال القوات الصديقة( برية – بحرية – دفاع جوي ) خلال العملية الهجومية أو الدفاعية ، ويمكن أن تتم أعمال القتال الجوي بأي من الأساليب التالية أو بالمزج بينها طبقاً للأهداف السياسية أو السياسية العسكرية المطلوب تحقيقها والمهمة التي المطلوب تنفيذها والظروف السائدة خلال التنفيذ وهذه الأساليب هي :
الضربات الجوية الشاملة :
تتكون من مجموعه من الهجمات الجوية المركزة وتتم بمعظم القوات الجوية وتوجه ضد أكثر الأهداف المعادية تأثيرا على تحقيق المهمة .
وتخطط وتدار طبقا لفكرة واحدة وخلال فترة زمنية قصيرة (50-60 دقيقة ) ، وتحتاج إلى فترة طويلة نسبيا للتخطيط لها وتحضير القوات المشتركة فيها .
الضربات الجوية المنفصلة :
تستخدم لتنفيذ أغلب مهام القوات الجوية خلال فترة الصراع المسلح وتتم في أعقاب الضربات الجوية الشاملة أو فيما بينها نظرا للسرعة في التخطيط لها وتجهيز القوات التي تشترك فيها مقارنة بالضربات الجوية الشاملة .
و تتكون من مجموعه من الهجمات الجوية المركزة والتي تتم خلال فترة زمنية قصيرة ( دقائق ) بواسطة عدد محدود من الأسراب ( حتى 3 سرب ) وتتم بشكل متتالي ( بفواصل زمنية 2-3 دقيقة ) .
المعارك الجوية :
هي احد الأساليب التي تهدف إلى تدمير طائرات العدو في الجو ويشترك فيها أعداد كبيرة من طائرات الجانبين المتحاربين ، و إدارة هذه المعارك الجوية والسيطرة عليها تتم بواسطة قادة المناطق الجوية ، وغالبا تتم عند صد الضربات الجوية الشاملة المعادية .
ويعتبر هذا الأسلوب ملائماً عند تنفيذ مهمة القتال من اجل الحصول على السيطرة الجوية أو حماية القوات والأهداف الحيوية أو حماية أسلحة الجو الأخرى .
القتال الجوي :
هو أحد الأساليب التي تهدف إلى تدمير طائرات العدو في الجو، وتدار في منطقة محدودة و بقوات صغيرة نسبياً من المقاتلات وطبقاً لقرارات قادة المناطق الجوية والألوية الجوية .
 
رد: هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

يستخدم هذا الأسلوب بواسطة المقاتلات لتنفيذ مهمة حماية القوات والأهداف الحيوية ، و لكي تقوم القوات الجوية بدور فعال في مواجهة التهديدات فلابد من أن يتحقق لها مطلبين أساسيين وهما (تحقيق التفوق النوعي والكمي على طيران العدو ، تحقيق الفاعلية للقوات الجوية ) فبتحقيق هذين المطلبين تتوفر لها القدرة على الردع الجوي .

التفوق الجوي :
يعتبر التفوق الجوي على طيران العدو وتوفير القوة الجوية القادرة على العمل المؤثر من أهم العوامل التي توفر للقيادة نطاق واسع من حرية العمل وقدرة أكبر على اختيار البدائل المناسبة والمؤثرة والتي تحقق الأسلوب الأمثل لمواجهة التهديدات المختلفة في الوقت الذي يضيق فيه نطاق الحركة المتاحة للعدو خوفا من تأثير استخدام هذه القوة المتفوقة أو الرادعة .

العوامل المؤثرة على تحقيق التفوق الجوي :
Handler.ashx

يتأثر حجم القوات الجوية اللازمة لتحقيق التفوق الجوي على طيران العدو المحتمل بعدد من العوامل أهمها :
- طبيعة المهام التي ستكلف بها القوات الجوية وحجم الأهداف التي ستتعامل معها : فكلما تزايدت المهام التي ستكلف بها القوات الجوية وزاد عدد الأهداف المطلوب تدميرها تتزايد الحاجة إلى نسبة تفوق أكبر على قوات العدو الجوي حتى يمكن التغلب على طيران العدو من ناحية وتخصيص الأعداد الملائمة من الطائرات لتدمير الأهداف المختلفة من ناحية أخرى .
- الظروف المنتظرة التي تؤثر على عمل القوات الجوية : حيث تتوفر الظروف التي ينتظر أن تعمل فيها القوات الجوية على نسبة التفوق المطلوب ( درجة التعرض ، طبيعة مسرح العمليات ، مدى قدرة الدفاع الجوي المعادي ، مدى تفوق الخصم من ناحية الكفاءة القتالية) .
فعندما تزداد درجة تعرض القوات والأهداف المختلفة للعدو لنيران القوات الجوية سواء نتيجة لطبيعة مسرح العمليات المكشوفة كمسارح العمليات الصحراوية أو نتيجة العمليات المنتظرة في الهجوم عبر موانع مائية وممرات جبلية فانه تزداد حاجة كلا الطرفين المحاربين إلى القوات الجوية سواء لاستغلال الظروف الملائمة لاستخدام الطيران ضد قوات الخصم أو لحماية القوات والأهداف الحيوية من الضربات الجوية للطرف الآخر .
كما تقل درجة تعرض القوات والأهداف لضربات الطيران في مسارح العمليات ذات الغابات الكثيفة الأمر الذي يقلل من فعالية استخدام القوات الجوية ضدها وبالتالي يقل الاعتماد على القوات الجوية في مواجهة هذه الأهداف وخاصة ذات الحجم الصغير المستترة داخل الغابات .
وعندما تزداد قوة الدفاع لجوي للعدو فان ذلك يحتم زيادة نسبة التفوق المطلوب من القوات الجوية لاختراق الدفاع الجوي المعادي والتغلب علية حيث تصل القوة الجوية اللازمة للتغلب على الدفاع الجوي لهدف ما إلى 50 % من القوة الجوية اللازمة لتدمير أو شل هذا الهدف .
وفي حالة تفوق العدو من ناحية الكفاءة القتالية فان حجم القوات الجوية اللازمة لتحقيق نسبة التفوق المطلوب يزداد من الناحية العددية عما لو كان العدو مساوياً لنا من هذه الناحية ، كما يتطلب ذلك العمل على رفع كفاءة معداتنا القتالية بجانب ضرورة تفوقنا النوعي على قدرات العدو .

كيفية تحقيق التفوق الجوي المطلوب :

لتحقيق التفوق الجوي المطلوب يجب حشد وتركيز جهود القوات الجوية للدولة في الاتجاه الاستراتيجي الأكثر تهديدا مع تخصيص قوات مناسبة لتثبيت باقي الاتجاهات ، والعمل على تدعيم القوات الجوية للدولة بجهود قوات جوية لدولة حليفة كلما أمكن ذلك ، وتكثيف الجهود على المستوى السياسي لإدخال أطراف أخرى في الصراع ضد العدو الأمر الذي يشتت قوته ويبعثرها في أكثر من اتجاه مما يخلق توازنا أو تفوقا في الاتجاه الاستراتيجي الذي تعمل فيه قواتنا .

تحقيق الفاعلية للقوات الجوية :

تتحقق فاعلية القوات الجوية بمدى قدرتها على تنفيذ المهام التي تكلف بها بكفاءة في الوقت المناسب وبتأكد العدو من تصميمنا على استخدام هذه القوة إذا تطلب الموقف السياسي أو العسكري ذلك .
واهم متطلبات تحقيق الفاعلية للقوات الجوية قبل تكليفها بالمهام وتحديد الأهداف المطلوب تدميرها أو شلها في الوقت المناسب هي:( مركزية القيادة والسيطرة على كافة التشكيلات والوحدات الجوية ، و تكثيف الجهود السياسية والعسكرية لتحقيق التفوق الجوي على الاتجاه الاستراتيجي الأكثر تهديدا ، والقدرة على استيعاب وامتصاص القدرة التدميرية للقوات الجوية المعادية والاستمرار في الصراع حتى يتحقق الهدف السياسي أو السياسي العسكري ، وتجهيز مسرح العمليات بما يؤمن أفضل استخدام للقوات الجوية وذلك بإنشاء شبكة متكاملة من القواعد الجوية والمطارات ومراكز القيادة والسيطرة والقواعد الإدارية والورش مع توفير التجهيز الهندسي لها الأمر الذي يحقق تأمين واستمرارية أعمال قتال القوات الجوية على كافة الاتجاهات للدولة ، وانتهاج الدولة لاستراتيجية عسكرية تقنع الخصم باستعداد الدولة وقدرتها على استخدام قواتها المسلحة بصفة عامة وقواتها الجوية الرادعة بصفة خاصة إذا تطلب الموقف السياسي والعسكري ذلك ) .

القدرات القتالية للقوات الجوية
Handler.ashx

إن العامل الاقتصادي هو العمود الفقري لأي دولة وبناءً على ذلك نجد أن القوة العسكرية وتطورها مرتبط باقتصاد دولتها , وتمثل القدرات المتاحة للدولة عنصراً أساسيا في حساب التوازن العسكري على مستوى مسرح العمليات الخاص بهذه الدولة .
ومن مقارنة هذه القدرات مع الأطراف المعادية الأخرى في المسرح , وخاصة مع أكثر هذه الأطراف إمكانية وقدرة في حالة تعدد الاتجاهات والعدائيات , يمكن توفير القاعدة التي يبنى عليها التخطيط .
علماً إن القدرات القتالية للقوات الجوية هي الكفاءة القتالية لكافه عناصر القوات الجوية وخاصة الكفاءة القتالية للطائرات و أطقمها والخدمات الأرضية ، وتتضاعف القدرات القتالية مع زيادة كفاءة الأداء للأفراد والطائرات والمعدات والتنظيم الجيد والقوة العددية ونسبة استكمالها مع تخطيط دقيق يستغل نقط القوة والضعف للطرفين ، وتقاس القدرة القتالية للقوات الجوية بعدة مقاييس وهي ( المجهود الجوي الذي يمكن أن تنفذه القوات الجوية خلال فترة زمنية محددة ، ومتوسط معدل الطلعات اليومي لكل من الأسلحة الجوية ، وقوة و أوزان الحمولات التي يمكن نقلها أو إبرارها جواً خلال طلعة واحدة أو خلال مدة العملية ، وعدد الأهداف التي يمكن التعامل معها خلال فترة زمنية ، والقوة التدميرية التي يمكن حملها في طلعة واحدة).
إن زيادة القدرة القتالية للقوات الجوية لتكون قادرة على ردع العدو ليس فقط شراء الطائرات الحديثة ولكن أيضا التخطيط المسبق المبني على الأسس العملية , حيث يجب أن تكون القوات الجوية جاهزة وقادرة على المناورة بوحدات ومعدات من اتجاه لآخر في الوقت المناسب وشن القتال ليلا أو نهارا وهو ما يمكن تحقيقه بالتدريب المتواصل للطيارين والتأمين الفني والإداري .

متطلبات القوة الجوية لكي تصبح عنصر ردع قوي .

- توفير طائرات حديثة قادرة على حمل تسليح ثقيل وقادرة على العمل في جميع الأجواء ومداها التكتيكي كبير .
- توفير نسبة عالية من الطيارين الأكفاء بالنسبة للطائرات تسمح باستخدام الطائرات لأكبر عدد من الطلعات يوميا .
- توفير الأسلحة القادرة على تدمير الأهداف الحيوية بكفاءة .
- توفير إمكانيات حرب إلكترونية تمكن من إعاقة نشاط العدو الإلكتروني وتوفر المعلومات .
- توفير عدد كبير من القواعد الجوية مع انتشارها ووجود عدد من المطارات التبادلية تسمح بالتوزيع المؤثر للتشكيلات الجوية في مواجهة عدائياتها المحتملة سواء في العملية الهجومية أو العملية الدفاعية .
- توفير الدفاع الجوي المنيع عن المطارات والقواعد الجوية وجميع الأهداف الحيوية في منظومة القوات الجوية والدفاع الجوي .
- وجود خطط مسبقة لتنفيذ عملية الردع والتدريب عليها مع تطويرها المستمر لتتماشى مع تغير أوضاع وإمكانيات القوى المضادة المتوقعة .
- وجود نظام حديث ومؤمن ومستمر بالقيادة قادر على إدارة العمليات الجوية والمهام المتعددة تحت أصعب الظروف .
- وجود تنسيق دقيق ومستمر ومتطور مع القوات الجوية للدول الصديقة لتعظيم قوة الضربة الرادعة وتأثيرها ونتائجها .
- يفضل أن يكون هناك أسلحة أخرى معاونة لدعم الردع الجوي ومضاعفة تأثيره وخاصة الصواريخ الإستراتيجية والتعبوية ذات القدرة التدميرية ودقة الإصابة .

 
رد: هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

مشكور على هذا الموضوع الرائع
الذى يحتاج قرأه بتأنى ثم الرد مره اخرى
 
رد: هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

مشكور على هذا الموضوع الرائع
الذى يحتاج قرأه بتأنى ثم الرد مره اخرى
لا شكر على واجب اختي الكريمة في انتظار ردك
احتراماتي....
 
رد: هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

ما هو المقصود بمصطلح طيار ace?
 
رد: هام جدا استخدام القوات الجوية في اطار سياسة الردع

ما هو المقصود بمصطلح طيار ace?
في الحرب الحربين العالميتين إذا رجع الطيار العسكري من طلعته الجويه وقد اسقط العديد من طائرات العدو ييطلقون علية لقب "ace" اي البطل بشرط ان يكون قد اسقط اكثر من خمس طائرات
 
عودة
أعلى