( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

هل ترى الحرب النفسية هي

  • خيار أساسي لربح أي حرب ويجب التحصن بوسائل تمنع العدو من استغلالها

    الأصوات: 18 94.7%
  • وسيلة ثانوية تأتي في أخر الترتيب

    الأصوات: 1 5.3%

  • مجموع المصوتين
    19

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
415 0 0
هايل عبد المولى طشطوش
باحث ومؤلف
ماجستير علوم سياسية

[font=&quot]مقدمة:[/font]
[font=&quot]لقد اثبت التاريخ بان الحرب النفسية الموجهة ضد الخصم تلعب ابرز الأدوار وأعظمها في تحقيق النصر ،وبما أن كل طرف في المعركة ليس له غاية سوى تحقيق النصر ، حينها يبقى العامل النفسي المتقن الإبداع هو العامل الرئيس في تحقيق هذه الغاية ، والأمم التي تعيش ضمن بؤر ساخنة ومتوترة وفي حالة حرب دائمة او شبة دائمة تنفق مليارات الدولارات من اجل توظيف طاقاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتعبئة مواطنيها وتوظيف كامل قدراتها من اجل تحقيق النصر ولكنها أحيانا تغفل أن كل ذلك لا يجدي نفعا بعيدا عن توظيف العامل النفسي لخدمة الهدف الاسمى الذي هو النصر على الخصم .[/font]
[font=&quot] إن المتتبع لمسيرة التاريخ الحربي بين الشعوب منذ البدء يرى أن العامل النفسي كان له حضور بارز ، وكان له دور في قلب قوانين المعركة وتحويل الدفة من صالح طرف إلى صالح طرف آخر ، ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى فنون وقدرات وإمكانيات مادية ومعنوية في ذات الوقت ، ومن المفيد هنا وقبل الدخول في تفاصيل العامل النفسي أن نعرج بشيء من التفصيل على تعريف الحرب النفسية وكل ما يتعلق بها من مفردات ومفاهيم ولعل التعريف الإجرائي التفصيلي هو ما سيخدم مجال دراستنا في هذا المقام .[/font]
[font=&quot]تحديد معنى المفهوم :[/font]
[font=&quot] تصدى الباحثون والدارسون وعلماء النفس لتحديد معنى الحرب النفسية وتفصيلها وأبدعوا وابتدعوا مسميات مرادفة لها ، حيث يسميها الانجليز (الحرب السياسية ) كمصطلح مرادف للحرب النفسية ، ويطلق عليها البعض الآخر تسميات مختلفة مثل : حرب الأفكار ، حرب العقيدة والايدولوجيا ،حرب الكلمة ، حرب الأعصاب ، حرب العقل ..... الخ ، لذلك فان هذا الأمر يجعل من الصعب وضع تعريف محدد مانع جامع لهذا المصطلح وفي هذا السياق يرى بعض الباحثين أمثال (لاينا رجر) بان الحرب النفسية هي : " تطبيق بعض أجزاء علم النفس من اجل معاونه وخدمة أي مجهود يبذل في المجالات كافة الاقتصادية والسياسية والعسكرية ...الخ في المعركة بغية تحقيق الغاية والهدف المنشود " ،والحرب النفسية لا تستخدم أسلحة مادية تطلق النار من خلالها ولكنها تستخدم الأفكار والعواطف والسلوكيات من اجل تحقيق هدفها ، وإن هذا الاستخدام للأفكار والسلوكيات لا يكون عشوائيا بل منظما تنظيما دقيقا وقائم على أصول علمية .[/font]
[font=&quot]ويمكننا أن نجتهد في تحديد معنى المفهوم بقولنا : إن الحرب النفسية هي عملية تسخير كافة الطاقات والقدرات والإمكانيات التي تملكها جهة ما للتأثير على الطرف الآخر مستهدفه عقلة وفكرة وسلوكياته وقيمة ومبادئه بغية تحقيق الهدف بغض النظر عن مجاله (اقتصادي ،سياسي ، عسكري ، فني ، تقني … الخ ) والذي يخدم بالنهاية الهدف الأسمى والأعلى (الأمن الوطني – مثلا- ) للجهة التي قامت بهذه العملية . [/font]
[font=&quot]وسائل – أساليب- الحرب النفسية :[/font]
[font=&quot] سبق أن قلنا إن الحرب النفسية لا تستخدم القذائف والرصاص لتحقيق هدفها ،بل إنها تمتلك وسائل مغايرة لان غايتها مغايره ، وبما إن هدفها هو الإنسان والسيكولوجية التي يتحرك في إطارها بل بالتحديد المعنوية التي يعيش فيها وتعيش فيه ..!!، لذا فان وسائلها هي كل ما يؤثر على السيكولوجيا البشرية ، ولعل من ابرز وسائلها :[/font]
1. [font=&quot] الإشاعة[/font][font=&quot] :[/font]
[font=&quot] تستخدم الحرب النفسية (الكلمة ) كعنصر أساسي من عناصر تحقيق أهدافها ،وقد اثبت التاريخ أن للكلمة وقع على النفس البشرية أقوى من حد الحسام البتار ، ولا أفضل من الكلمة لتحقيق وسيله الإشاعة المفيدة والنافعة لخدمة الهدف المنشود ، والإشاعة التي يمكن تعريفها بأنها " بث الخبر مع الترويج له بكل الوسائل المتاحة المكتوبة والمسموعة والمرئية والمحسوسة .. الخ بغية إقناع الآخرين به وتصديقه وخلق حالة نفسية سيئة لدى الخصم من خلاله " فإنها تلعب دورا حاسما في التأثير على المعنويات وتحطيمها وبالتالي التقليل من قدرة العدو على تحقيق الانتصارات وشل كامل قدراته القتالية ،وعلى الطرف الآخر رفع معنويات أفراد الطرف الذي قام بها سواء كانوا مدنيين أم عسكريين ، وهنا يبرز التساؤل حول دور معنويات المدنيين وأثرها على تحقيق النصر وانجاز الهدف ؟؟ ، فلاشك أن لمعنويات السكان المدنيين وتعبئتهم النفسية الجيدة في حالة الحرب اثر كبير في تحقيق النصر لأنهم يشكلون الرديف الذي يسند الجبهة الداخلية ويحافظ على مقدرات الدولة ومكتسبات الوطن من العبث والتخريب ، بل إنهم يشكلون رافدا للقوات المسلحة يمدها بالمعنويات وبما قد تحتاجه من تجهيزات وخاصة إذا كانت في حالة من الانتشار الكثيف وضمن الأحياء السكنية ، وقد اثبت تاريخ الحروب أن لمعنويات وصمود السكان المدنيين دور كبير في النجاح في تحقيق الهدف والغاية المنشودة، وهذه إحدى نطاقات الحرب النفسية التي يمكننا أن نطلق عليها (الحرب النفسية التعزيزية) .[/font]
[font=&quot] وعلى الرغم من تقدم وسائل الإعلام يبقى العنصر الأهم لبث الإشاعة والترويج لها ونشرها هو (الرأي العام ) أي الشعب ذاته الذي يجب أن يعد إعدادا ذهنيا مبني على أصول علمية لكي يعرف اصول التعامل مع الإشاعة من اجل منعها من تحقيق الهدف الذي أطلقت من أجلة .[/font]
[font=&quot] تزداد الإشاعة أهمية في وقت الحرب وتصبح سهلة التصديق – بسبب الخوف والترقب والحذر وعدم معرفة المجهول- لذا يجب استخدام عدة وسائل لكي لا تكون الإشاعة إحدى أسباب خسارة وضياع الهدف الاسمى ، ومن ابرز هذه الطرق والوسائل هو:[/font]
- [font=&quot]عدم ترديد الإشاعة .[/font]
- [font=&quot]تكذيب الإشاعة.[/font]
- [font=&quot]استخدام الإشاعة المضادة.[/font]
- [font=&quot]البحث عن مصدر الإشاعة وتطويقه ومحاصرته.[/font]
- [font=&quot] تحويل انتباه الرأي العام لما يعود علية وعلى وطنه بالنفع والفائدة، وهنا يبرز الدور الكبير لوسائل الإعلام بأشكالها المختلفة. [/font]
[font=&quot] يبقى القول إن الجمهور المثقف الواعي المتعلم لا يصغي كثيرا للإشاعات ولا يلقي لها بالا بل على العكس يوظفها بما يخدم وطنه وأمته، عندها يدرك الخصم بان هذه الوسيلة لم تجد نفعا ولم تحقق غايتها.[/font]
2. [font=&quot] الدعاية[/font][font=&quot]: [/font]
[font=&quot] أنها إحدى الوسائل الهامة للحرب النفسية ، والتي يمكن تعريفها بشكل مبسط بأنها " استخدام كافة وسائل الإعلام المتاحة بهدف التأثير العلمي المنظم على أفكار وعواطف الخصم من خلال استخدام المعلومات والأفكار والعواطف المضادة ، من اجل تحقيق هذا الهدف ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهدف قد لا يكون تكتيكيا عسكريا – أي في ساحة المعركة - فقد يكون هدف سياسي او اقتصادي او اجتماعي ...... بعيد المدى وفي هذه الحالة تسمى الدعاية بـ (الدعاية الإستراتيجية ) ، وهنا يجب الانتباه إلى ضرورة صنع ما يسمى بـ (الدعاية التعزيزية ) او الدعاية التثبيتة ) التي غايتها تثبيت معنويات السكان والمحافظة عليهم من الانهيار النفسي وبالتالي انهيار الجبهة الداخلية الرديفه مما ينعكس سلبا على القوات المقاتلة في الميدان ، والمحافظة على الرأي العام لتكون اتجاهاته وأفكاره منسجمة مع ما يتخذ من قرارات من قبل القيادة ، وهنا يبرز للسطح أمر آخر هو وحدة السكان وتلاحمهم لأنه بغير اتحاد السكان وانصهارهم وانسجام سلوكياتهم وأفكارهم وتطابقها بقدر كبير فانه من الصعب ثبات المقاتلين على الجبهات ،فالوحدة الوطنية بين أفراد الشعب وحفاظهم على مكتسبات دولتهم عامل قد لا يوازيه عامل آخر في الأهمية ..!!.[/font]
[font=&quot] ومن ابرز ما تحققه الدعاية بأنواعها المختلفة هو زعزعه معنويات العدو وتشكيكه بقيادته وتخريب أفكاره وإقناعه بان الهزيمة وشيكة لا محالة ، وتفريق صفوفه من خلال بث بذور الخلاف والفرقة بين أفراده أنفسهم وبين الأفراد وحكومتهم وبين الدولة وحلفائها وأنصارها ،إضافة إلى كسب الأفراد الذين يتم أسرهم وخطفهم إلى جانب الطرف الذي حصل عليهم ضد قواتهم من خلال العبث بعواطفهم وهذا ما ينقلنا إلى الوسيلة الثالثة من وسائل الحرب النفسية . [/font]
3. [font=&quot] غسيل الدماغ[/font][font=&quot] :[/font]
[font=&quot] سبق أن ذكرنا بان الحرب النفسية هي حرب الدماغ وحرب العقل وحرب الفكر ... والعبث بالدماغ هو صورة من أقدم صور الحرب النفسية التي عرفتها البشرية واستخدمتها للتأثير على معنويات الخصم وتحقيق النصر علية ،ويقصد بها :عملية تشكيل الفكر وصياغة محتوياته من خلال وسائل مختلفة بدنية او نفسية – عاطفية – والخروج بشخص جديد يؤمن بما يريده الطرف الفاعل ويكفر بما كان يؤمن بة سابقا من أفكار .[/font]
[font=&quot] لم تعد عملية غسيل الدماغ تتطلب السيطرة على الشخص بشكل محسوس حيث لعبت وتلعب وسائل التكنولوجيا الحديثة دورها الفعال في هذا العمل ، حيث أصبحت عملية غسل الدماغ تتم من خلال ما يبث على هذه الوسائل من معلومات وأفكار حولت اتجاهات الملايين من البشر وغيرت أفكارهم وطرائق تفكيرهم ، ولعل من ابرز هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة هو شبكه الانترنت وما عليها من مواقع تبث وتروج لأفكار صناعها ومن يقف خلفها .[/font]
[font=&quot]إن وسائل استخدام العامل النفسي كثيرة ومتعددة ومتنوعة فقد عرفتها البشرية من خلال التطبيق العلمي لها في ميدان المعركة ومن خلال الحروب الكثيرة التي شهدتها البشرية ،والتي كان أبرزها ميادين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ،حيث استخدمت ألمانيا-على سبيل المثال – العامل النفسي بإتقان وبكثرة في معاركها المختلفة وتفوقت في ذلك على غيرها من الدول ، ومن ذلك أيضا هو استخدام الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من ( 1262 ) عالما نفسيا في معاركها في الحرب العالمية الثانية ، واليوم تهتم الجيوش بموضوع العامل النفسي وتستحدث له الإدارات المختلفة التي تعنى بشؤون العقيدة والأفكار والمعنويات والطب النفسي والإرشاد النفسي والفكري والتوجيه العقدي والمعنوي .... الخ بغية إيجاد الدراسات والأبحاث العلمية التي تستخدم لتحقيق أهدافها وغاياتها.[/font]
[font=&quot]وهنا يجب الإشارة إلى إن العامل النفسي ليس فقط مصمم للاستخدام بغية تحقيق أهداف عسكرية او ميدانية بل إن الدول تستخدمه من اجل خدمة أغراضها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأحيانا الثقافية ولعل ما يحرك الدول في كل هذه السلوكيات هو مصلحتها بالدرجة الأولى وخاصة بعد أن أصبح الحاكم الرئيس للعلاقات الدولية هو (المصلحة ) بالدرجة الأولى ليس إلا .[/font]
[font=&quot]اثر وسائل التكنولوجيا الحديثة على العامل النفسي :[/font]
[font=&quot]لقد شهدت البشرية في العقدين الأخيرين ثورة هائلة من التقنيات والاتصالات الحديثة التي جعلت من العالم قرية صغيرة وسهلت مهمة الاتصال بين أجزائه وقربت كل بعيد وجعلت كل ما خفي يظهر للعيان بوضوح وتجاوزت المحرمات ودخلت إلى كل مكان في هذه المعمورة فأصبحت متاحة في البيت والمدرسة والجامعة والعمل والسوق ، والاهم من ذلك أنها أفرزت وسائل إعلام لم تكن معروفة في سابق العهود وجعلت منها الوسيلة الأقرب والأبرز والأشد تأثيرا على نفوس البشر ، ومن ابرز هذا الوسائل هي شبكة الانترنت التي وضعت العالم والعلم بكل تفاصيله على شاشة صغيرة محمولة في جيب الإنسان يسهل علية من خلالها رؤية ابعد الأماكن مسافة عنه، ووضعت بين يديه كل المعلومات التي كان من المستحيل علية أن يحصل عليها ،وهذا الواقع فرض على الدول والحكومات أن تسرع الخطى نحو هذا التقنيات وتسخيرها لخدمتها ،وقد برز دور هذه التقنيات في استخدامها من قبل طرف للتأثير على الطرف الآخر بغية الحصول على منفعة او الإضرار بة بهدف تحقيق نصر ما سواء كان نصرا ماديا او معنويا .[/font]
[font=&quot]أما دورها في تحقيق النصر النفسي لطرف على طرف فهو دور بارز وفعال لأنها الأقرب إلى العقول والقلوب والنفوس لذا فان تأثيرها ساحر يجذب الألباب ويشد الأنظار ويشنف الآذان ، ولعل كثير من الدول والجهات والمنظمات والتنظيمات سخرتها لصناعه الحرب النفسية وبث كل مضامين هذه الحرب مستخدمه إياها كأكبر وسيلة دعاية وأشاعه وغسيل دماغ بل استخدمتها من اجل تحقيق الصدمة النفسية للطرف الخصم ، فهناك عشرات الآلاف من المواقع التي ليس لها غاية سوى التأثير النفسي من قبل طرف على طرف ،وقد أثبتت هذه الوسيلة فاعليتها ونجاحها المنقطع النظير وخاصة إنها تجمع بين عناصر الإحساس المختلفة فهي مرئية ومسموعة بل وأحيانا محسوسة ومشاهدة على شكل بث حي ومباشر .[/font]
[font=&quot]وتلعب الفضائيات دورا كبيرا كوسيلة هامة من وسائل الحرب النفسية لأسباب كثيرة أولها انتشارها الفائق ، وتنوعها، وقربها إلى النفوس ، وغزارة تدفق المعلومات من خلالها فهي لا تقل أهمية عن شبكة الانترنت ، وقد شاهدنا أمثلة حية كثيرة لاستخدام هذه الوسائل المبتكرة والمعاصرة والفائقة التقنية ، فمنذ حرب الخليج الثانية مرورا بحرب الخليج الثالثة ثم إلى سقوط بغداد وما تلاها من أحداث قوية وهامة في العالم ليس فقط على الصعيد العسكري بل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي أيضا، كالأزمة المالية العالمية مثلا ،والعامل النفسي في مثل هذه الظروف يلعب دورا كبيرا في التأثير على صناع القرار في العالم سواء السياسيين او الاقتصاديين ليقوموا بصياغة القرار المناسب في الوقت المناسب وملاحظة تأثيراته على سكان المعمورة ،وتبرز (الحرب النفسية الالكترونية ) بكل وضوح في الحرب الأخيرة التي تشنها إسرائيل على غزة حيث تستخدم فيها كل التقنيات الحديثة من هواتف نقالة إلى فضائيات إلى انترنت... ، حيث يشير المراقب الإعلامي في أذاعه إسرائيل إلى ذلك بقولة :"أن الانترنت وسيلة اتصال فاعله ولها تأثير كبير خصوصا بين الشباب كون تقنيتها سهلة فأي شخص يستطيع أن يلتقط عبر هاتفه النقال صورا ويبثها " ، وقد أثبتت الحرب الأخيرة بان هناك جبهات غير تقليدية ومبتكرة للصراع يمكن فتحها والقتال من خلالها وهي الجبهة الالكترونية –الانترنت- والفضائيات المفتوحة ، وهذه ما يدور حاليا على مواقع الانترنت ، إنها حقا حرب وحرب مضادة وحرب مضادة للمضادة وهكذا يستمر المشهد حيث يمارس كل طرف حربة ومعركته النفسية ضد الطرف الآخر بمهاجمة المواقع الخاصة بالطرف الآخر ، ولعل من ابرز المواقع التي مورست وتمارس عليها الحرب النفسية المواقع الأكثر رواجا في العالم مثل(الفيس بوك[/font] [font=&quot] ) وموقع( اليوتيوب) ويقوم كل طرف بالانتقام من الطرف الآخر الكترونيا حيث تم خلال العشرة أيام الأولى من حرب إسرائيل على غزة مهاجمة أكثر من 10 آلاف صفحة الكترونية ،بل أن احد (الهاكرز ) استطاع اختراق 2485 موقعا الكترونيا ،حقا إنها ميادين جديدة للحرب تفرض على الدول الاستعداد لها أكثر من الاستعداد لأي جانب أخر واستغلالها للنجاح في حربها النفسية ضد خصمها وتوظيفها أحسن توظيف. [/font]
[font=&quot]خاتمة :[/font]
[font=&quot]إن الظروف الحالية – الحرب على غزة – التي تمر بها منطقتنا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بان الدول ما زالت تخشى من العامل النفسي ودورة الفعال في المعركة رغم ما تمتلك من أسلحة متطورة وفتاكة ،ومن أدلة ذلك هو قيام إسرائيل بالتعتيم الإعلامي الكامل وحجب المعلومات قطعيا عن وسائل الإعلام المختلفة عن خسائرها وأحوال المعركة ومجريات عملياتها عن الجمهور المحلي والإقليمي والعالمي – كما فعلت بحجب موقع (تيك ديبكا) الالكتروني- والهدف لاشك معروف وهو الحفاظ على جبهتها العسكرية والمدنية من الانهيار .[/font]
[font=&quot]إن التطورات التقنية كما أعطت طرف ما إمكانات كبيرة للتأثير على خصمه فإنها كذلك أتاحت للطرف المتضرر القيام بعملية الحرب النفسية المضادة بل أيضا والمضادة للمضادة وهو ما يفرض على الجهات الرسمية وغير الرسمية في بلد أن تحسن استغلال هذه التقنيات والوسائل بما يخدم أهدافها ومصالحها العليا من اجل الحفاظ على وطنها وشعبها لتبقى بعيدة عن كل ما قد يصيبها بضرر .[/font]


يتبع
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

لا شيء على وجه الأرض اسمه الممستحيل .. المحاولة تقهر المستحيل .. والقدرة تقهر المجهول .. والمعلم يقهر كلمة : لا أعلم ..
قالها نابليون بونابرت : - من قال لا أعلم ، قلت له : ( تعلم ) .. - من قال لا أقدر ، قلت له : ( حاول ) .. - من قال مستحيل ، قلت له : ( جرب ) ..
ثمار ثلاث يمكن أن يقطفها المتردد في دربه لو أنه نزع قناع تردده .. وتحرك في عزيمة للوصول إلى " الحقيقة " .. دون توقف .. ودون خوف .. إن أخطر ما يقهر النفس هو أن تستسلم لضعفها .. وعجزها .. ووهمها .. ووهنها .. ألا يتحرك في داخلها ضمير الحركة .. وأن يشتط بها شيطان الخوف من مواجهة الانكفاء والتردد ..

إن المستحيل كان وهماً .. وتحول إلى خرافة مزرية في معايير الحركة الفاعلة .. لقد كانت الأبعاد في الفضاء .. والإنجازات العلمية المذهلة .. كانت جميعها ضرباً من الخيال .. أو ما يشبه المحال .. وحين تحرك عقل الإنسان .. وانفلت من قيده .. انطوت مسافة الأبعاد في سرعة .. وتحدث الحديد .. وتحركت الآلة فيما يشبه المعجزة ..

إن ما نحسه في حكم الاستحالة .. لم يعد إلا شيئاً سهل التحقيق .. قريب التناول ؛؛ لأن العقل المفكر وحده لا يقف عند حدود التخيل .. وإنما يتجاوزها .. إلى ما هو أبعد .. وأبعد .. إن إحدى الأخطاء التي يقع بها بعض الناس في هذا العصر أنهم يعتقدون أن الإنسان قد وصل إلى القمة بالنسبة للاكتشافات .. ( أي أن كل شيء قد اكتشف ) .. ولكن الحقيقة أننا لا نزال في البداية ..

فكل حرب تعلمنا أشياء جديدة ..

فقد كان " فردريك أنجلز " يعتقد في عام 1978 م أن الحرب الفرنسية البروسية ( حرب السبعين ) .. كانت قمة الحروب التقنية ؛؛ وذلك لاختراع المدافع البعيدة المدى في تلك الأيام !! ونحن في هذه الأيام تعترينا الابتسامة عندما نفكر بتلك الملاحظة الساذجة .. عندما أسقطت أول قنبلة ذرية على " هيروشيما وناجازاكي " ..


أرسل قائد القوى الجوية الأميركية " الجنرال كارل سباتز " برقية إلى البنتاغون بدأت كما يلي : " إن القنبلة الذرية قد قررت مصير الحرب الجوية نهائياً " .. منذ تلك الحادثة أصبح الديناميت يعتبر مادة من طراز قديم .. وحتى الطاقة الذرية لم تعد أحدث أدوات التدمير ؛؛

إذ أصبحت أشعة الموت ( اللايزر ) هي أحدث اكتشاف .. ( وهي توسيع وتطوير للأشعة الضوئية بواسطة انبعاث قوى الإشعاع من نقطة واحدة مركزة ) !! " فالحرب أب لكل الأشياء " كما قال الفيلسوف اليوناني " هيرا كليتوس " ..

وأحب أن أنوه على نقطة أخيرة .. ألا وهي أن " توماس أديسون " بلغ محاولاته في اختراع المصباح ما يتجاوز العشرة آلاف محاولة كما ذكر المؤرخون .. وقيل لو أنه كان يتمتع بالذكاء لما تجاوزت محاولاته العشرين ..

وكان كلما فشل في تجربة يقول : " أصبحت الآن أعرف طريقة أخرى لا يمكن أن يعمل بها المصباح الكهربائي " !! وكان يقول : " كل خطوة فاشلة هي خطوة للنجاح " !!


يقول توماس أديسون : " إن العبقرية هي 1% إلهام ، و 99% عرق جبين " !
!
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات


( توسعة )

مجلة الجيش

العدد 210 - كانون الأول, 2002



الحرب النفسية وتأثيرها على مستقبل الدول
اعداد: ناديا متى فخري

كيف تؤثر الشائعات والدعايات المدبلجة على الإستعداد النفسي للعسكريين

إذا كانت العلوم قد حققت تقدماً هائلاً في مجالات الحياة المختلفة, فإن علم النفس أيضاً, إستطاع أن يأخذ مكانه بين العلوم, منذ دخوله ميدان التجربة ليصبح عالماً مستقلاً بحد ذاته, له مكانة واسعة بين العلوم الأخرى, وله موضوعاته ونظرياته.. نحن نعرف أن لكل علم خصائص ومميزات وسمات أساسية تعبّر عن الدوافع التي تلعب دوراً أساسياً في مجاله, وعلم النفس العسكري الناشط تطرّق في اجتهاداته الى دراسة أهم العوامل التي تشكّل أزمة حقيقية ضمن المؤسسات العسكرية, التي تعتبر العمود الفقري للدولة, والقاعدة الأساس التي تنهض بكامل أجهزتها. وبما أن الجيش يأخذ موقع السويداء في قلب السلطة, أي أنه في النقطة الحساسة defense-arab.com الحرجة التي تلتقي حولها مؤسسات الدولة, فهو الذي يصون وحدة الأجهزة العامة والخاصة, ويحدد نمط الإتجاهات الوطنية والإجتماعية, بما فيها من سياسة وطنية وسياسة إدارية عامة, وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية, ويسهر على سلامة العلاقات, التي تربطها بعضها بالبعض الآخر.. ومن هذا الموضع رأى علماء النفس, أن مؤسسة بهذا الحجم من المسؤولية تتطلب مزيداً من الإهتمام بشؤونها الداخلية, وتحتاج الى رصد الخبرات لصونها من التيارات التي تسيء الى توازنها وتماسكها, على أقل تقدير, كونها تشكل صمام الأمان الأساسي للوطن... ومن هذه الرؤية, عمد علماء النفس الى إستعراض أبرز العوامل التي لعبت دوراً خطيراً في الميدان العسكري واستنفدت الإمكانات والثروات الوطنية وانتهت بتطلعات الشعوب وآمالها الى الخيبة. وقد استند علماء النفس في سلسلة إجتهاداتهم الى معلومات ومرتكزات وتجارب مشهود لها في هذا المجال, وانتهوا الى أنّ الحرب النفسية
Psychological War For)) , هي أخطر سلاح حربي إستخدم منذ أقدم العصور, لفرض إثارة الصراعات والفتن بين صفوف العسكريين, وشق وحدة الصف الوطني. والملاحظة الجديرة بالإهتمام, أن الحرب النفسية قد برزت بأساليب مختلفة وتسللت الى غرفة العمليات العسكرية وتركت بصماتها بوضوح, وكانت دائماً ترتبط بالمعارك الحربية بصورة أولية, وأشيرَ إليها كعامل أساسي في نجاح أو فشل المعارك.
باختـصار, إن الحـرب النفسية هي فنّ حربي, يُنشر عن طريـق الدعاية وبث الشائعات المسمومة, أو, عن طريق إرسال الجواسـيس بهدف جمع المعلومـات عن الجهة التي توجّه إليها الحرب النفسية, بقصد التوصـل الى تدبيـر مخطـط يستـهدف قاعدة القيادة.. وقد سـجّل علم النـفس موقفاً صريحاً من سياسة الحرب النفسية وأهدافها, وتوسّع في تحلـيل المصـادر والبصـمات التي تتـركها في المجال العسكري.

سياسة الحربة النفسية

من المعلوم أن الحرب تقوم على صراع الإرادات؛ إنها صراع إرادتي خصمين يحاول كلاهما أن يجبر خصمه على الرضوخ لإرادته, فالهدف الأساسي لأي حرب, هو كسر إرادة الصمود لدى العدو وبالدرجة الأولى قيادته, وإجباره على الإستسلام الكامل غير المشروط, أي, تجريده من الإمكانات والقوى المادية والمعنوية, وجعله لا إرادياً يتراجع في كل موقع حاملاً معه خسائره الكبيرة... ولا ريب أن أخطر أسلحة الحرب فتكاً هي التي تستهدف تمزيق الروح المعنوية وتساعد الخصم على تحقيق سياسة دولته وأهدافها. لهذا نجد جميع الجيوش في العالم تستخدم أساليب الحرب النفسية لتحجيم قوة الخصم, ومحاولة التأثير على معنوياته والقضاء عليها من جهة, ورفع معنويات قطعها العسكرية وتحريكها بإتجاه إيجابي للصمود أمام الأزمات في أوقات الشدة والخطر من جهة ثانية... من هنا, لنا أن نتصوّر خطورة الدور الذي تلعبه الحرب النفسية, خاصة في المجال العسكري, فالجيش هو نواة السلطة, وأي نقد أو تشهير أو فشل يطاله, هذا معناه بالتأكيد, بأن الدولة نفسها قد سُلّط عليها الضوء, وطالها النقد, وحاصرها الفشل.
فإذا قيل مثلاً, أن سياسة الدولة ليست متزنة, أو أن وضعها الداخلي مرتبك أو أن اقتصادها ليس مستقراً, أو إذا أثيرت حولها الشائعات والتصوّرات التي لا تمت الى الحقيقة بصلة, لتشويه صورتها والإنتقاص من قوتها ودفاعاتها الهادفة الى تحقيق النمو الشامل, هنا, تستطيع الدولة أن تأخذ موقف الدفاع وترد على مثل هذه المواقف من دون أن تشعر بإحراج كبير, فبيان أو تصريح من المسؤول المعني بالأمر المشار إليه, قد يُطمئن من يهمهم الأمر, أو يجنبهم القلق على أقل تقدير, ويصحح ما أشارت إليه الشائعات عن أن النشاط الذي تقوم به ليس مجدياً. أما حين تتسرّب شائعة تنطوي على أبعاد وخلفيات تؤثر مباشرة على معنويات الجيش وتشكّل إستغلالاً للمشاعر الوطنية, هنا تصبح المشكلة أكبر وأخطر, ذلك أن بوادر القلق وعدم الإرتياح والرضى تولّد في النفوس أعراض الإنفعال والإضطراب من الوضع السائد, وبالتالي ينمّ عنها عجز وإرتباك في صفوف الجيش ينتقص من قدرة العسكريين ويمنعهم عن الإستجابة والمشاركة الفعّالة ويقودهم الى تجاوز المسؤولية.
وهذه الحالة شغلت إهتمام علم النفس نسبة لخطورتها, ووجد أنه لا بد من إتباع طرق لإثارة إنتباه الجنود الى فعالية القيادة وأهدافها, بحيث يتمكن القادة من عزل الحرب النفسية التي يشنها الخصم ضد قضيته.. لأن الجندي عليه أن يؤمن بالهدف, ويكون متأكداً من أن النظام الذي يسود قيادته سليم, وأن يكون مقتنعاً من أنه يقاسي ويعيش المحن لأسباب ودوافع وطنية مقدسة ونبيلة وليس جزافاً, وهنا يأتي دور التوجيه السياسي والعسكري, ودور التوعية التي تعزز إيمان الجندي بوطنه وقيادته وتجعله أكثر قدرة وتعاطفاً, ولديه مقومات الإستمرار والتواصل والنضال, فلا تغريه شائعة أو تجعل منه هدفاً سهل المنال.

دور التوجيه المعنوي

شدد علم النفس العسكري على أهمية دور التوجيه في إعداد المقاتلين ورفد إستعدادهم للمضي قدماً بثبات من دون الوقوع في ثغرات التراجع, وعلى ضوء معطيات الظروف القائمة, مهما كانت الدوافع والمبررات التي تقف لهم بالمرصاد, إذ يُفترض بكل مقاتل أن يتمتع بإرادة صلبة ويظل مؤمناً بمواقف قيادته, فالخطر كل الخطر, أن تستدرجه إحدى أساليب الحرب النفسية الى الإحباط, فما الجندي من جندي إذا بدا منهكاً, مستسلماً, فاقد القدرة على الإستجابة لنداءات واجباته العسكرية؟
أما الجانب الأكثر أهمية الذي أشيرَ إليه في مجال مواجهة الحرب النفسية, فهو إعتماد برنامج توجيهي واضح يستند الى مبررات تساعد المقاتل على تقبّل الهدف الذي أعد من أجله, ويتضمن فقرات مهيأة ومعدة بصورة منظمة ترفد استعداد الجنود وتعطيهم الحوافز التي تحصّن دفاعاتهم النفسية, وترقى بمعنوياتهم الى أعلى مستوى من التكامل.. وقد حدّد علم النفس إتجاهات الحرب النفسية في شقين أساسيين, وهما: حماية المقاتل من الإنجراف وراء التيّارات الهدّامة, وتوجيه نشاط مكثّف من أجل الحدّ من قوة الخصم ومنعه من الإستمرار في شنّ حملاته الهجومية ضدّ مصالحه, وهذا يشترط بالتأكيد وجوداً فعّالاً ونشيطاً داخل المؤسسات العسكرية يأخذ على عاتقه إنجاز هذه المهمة التي تتطلب الدقة والذكاء وشخصية موثوقاً بها.
وتعتبر الحرب النفسية من أهم موضوعات الساعة, ويمكن أن نطلق عليها تسمية “مرض التحدي”, لأنها تتحدى المعنويات وتستخدم اسلحة حادة تطعن الشخصية وينتج عنها تلوث فكري وسلوكي, وهذا شيء خطير توقف عنده علم النفس واعتبره محوراً أساسياً في نضاله مع أزمة الحرب النفسية التي أصرّ على أنها حرب باردة, هي حرب أعصاب؛ قد تكون حرباً بلا مدافع وبلا سلاح موجّه, ولكنها أشد خطراً لأنها تعتمد على أساليب خبيثة تصيب الإنسان في انسانيته وتعطيه شعوراً بالخيبة يقلل من قابليته على التحسس بمسؤولياته الوطنية, ويجعله عاجزاً عن تفهم الظروف ومجابهتها بالأساليب الواقعية والعملية.

وسائل الحرب النفسية

يرى “لينبارجر”
Linebarger)) وهو أول من قدّم تعريفاً للحرب النفسية defense-arab.com بأنها أضمن سلاح استخدم في المعارك لتحقيق المصالح التي يجري الصراع من أجلها defense-arab.com بأن الحرب النفسية عمدت في سياستها الى استخدام الوسائل التي تحدث شرخاً عميقاً في خصال الشخصية ومظاهر السلوك وفي طبيعة الأداء والآراء والمعتقدات والقيم المعنوية والروحية للفرد... ونذكر منها:
-defense-arab.com استخدام أساليب الإبتزاز غير المشروع لتهديد أمن وسلام الدول ودفع قواتها المسلحة الى الإستسلام.
-defense-arab.com ضرب الموارد الأساسية وافتعال الأزمات السياسية والإقتصادية للتأثير على الرأي العام.
-defense-arab.com تعميق الشعور العام بفقدان العدالة للتشكيك بسلامة النظام الداخلي, وإرساء حالة من الترقب والإحتجاج والتمرد على الأمر الواقع والأوضاع السائدة.
-defense-arab.com إثارة النعرات الطائفية ليسود التباغض بين أبناء الشعب الواحد ويعيش الأفراد عمق مرارة الوضع المشحون بالتشوش والقلق, وهذا يفتح خندقاً عميقاً بين أبناء الشعب المنقسم, وتقع البلاد في مأزق حرج؛ وحدّة الصراع هذه بالتأكيد تخدم الخصم.
-defense-arab.com بثّ الشائعات بهدف إلهاء العسكريين عن الإندفاع وعن الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن قضيتهم وأهدافها.
-defense-arab.com إعتماد أساليب الدعاية التي رأى فيها علم النفس توأماً للشائعة, لها نفس الخطورة كمصدر مؤثر على الرأي العام لسعة إنتشارها الى درجة لا يضاهيها أي مرض آخر...

الدعاية وأهدافها

يرى علم النفس في “الدعاية”
Propaganda)), محاولة للتأثير في إتجاهات الأفراد وآرائهم وأنماط سلوكهم, وهي عبارة عن ترويج معلومات منتخبة, وفق تخطيط معيّن, بقصد التأثير على جهة معينة, لغرض قد يكون إقتصادياً أو عسكرياً أو سياسياً, ويمكن التعريف عنها بأنها الأسلوب المخطط لنشر فكرة أو عقيدة أو خبر, وبث معلومات لغاية تهم مصدر الدعاية. إذاً, الدعاية هي لنشر معلومات مختلفة قد تكون حقائق, وقد تكون أنصاف حقائق, وقد تكون أكاذيب, ولكنها في واقع حالها هي محاولة منظّمة للتأثير على الرأي العام عبر إستخدام وسائل الإعلام المختلفة؛ وهي تمثل أهم المصادر المؤثرة في ساحة المعركة.. والجدير ذكره, أن طرق الدعاية المكثّفة قد تحقق نجاحاً آنياً يعوّض عن الحالة الحقيقية للوضع السائد, ولكنه قد لا يستمر الى حد بعيد, فالحقائق سرعان ما تظهر جلية واضحة. ولكن التضليل نفسه قد يكون مطلوباً في بعض المرات بسبب إضطرار القائمين على الدعاية الى إبراز جانب واحد من الصورة وإخفاء الجوانب الأخرى للتستر على الهزائم, فشدة الصراخ تخفي وراءها عمق الهزيمة, ولكن حين تظهر في الأفق الإعلامي حماسة لا عقلانية تدبلجها الصحف وتبثها وسائل الإعلام المسموعة والمتلفزة بصورة مكررة وبقوالب مملة ومقلقة, فإن ذلك يعتبر بحد ذاته دليلاً على وجود ثغرات حول حقيقة المعلومات المبثوثة... ومما لا شك فيه, أن كل إنسان منّا لديه الفكر ولديه العقل ولديه الإمكانية ليعرف ما هو مطابق للعقل والمنطق, ويملك القدرة على إختبار ما هو صحيح وما ليس صحيحاً.
فقد تكثّف الدعاية نشاطها لإثارة غبار كثيف يلفّ الموقف ويجعله قابلاً للشك, وتدعي من النجاحات ما ليس له وجود في حيّز الواقع, وتجعل المرء يعيش في محيط من المظاهر الخادعة, لأن هذا هو الهدف النهائي منها. إلا أن الحقيقة الثابتة هي أن الدعاية المؤثرة هي تلك التي تستند على الحقائق الملموسة وتدير ماكنتها لتعرض الصورة الحقيقية, خاصة حين تكون واثقة مما تشير إليه.
أما في الحالات التي يقف فيها الجيش عاجزاً عن تحقيق نجاحات وإنجازات في ساحات القتال, فهنا لا بد للأجهزة الإعلامية الموضوعة في خدمة القيادة العسكرية أن تشتد فيها الدعاية لصالح معنويات العسكريين, ففي تلك اللحظات تكون الأعصاب مشدودة, بسبب غموض الموقف وعنف المفاجآت. هنا على الدعاية أن توجّه جهودها للتأثير على الأعصاب, وعلى النفس التي تكون في حالة توتر وإضطراب وليس على العقل,لأن المطلوب منها أن تبدأ بتعزيز الشعور التدريجي بالإطمئنان, فذلك يُحدث إستقراراً في نفسية المقاتل وهو أمر مهم جداً في المراحل العصيبة والحاسمة.
ومن أبرز أهداف الدعاية وأهمها في المجال العسكري:
defense-arab.com المحافظة على الروح المعنوية للجيش وتوجيهه فكرياً ونفسياً لتقبل ظروف الحرب وما قد ينتج عنها.
defense-arab.com كسب تأييد الرأي العام من خلال شرح أبعاد القضية وخطورة الموقف.
defense-arab.com إحداث الفرقة بين صفوف العدو وإضعاف قدرته القتالية.
defense-arab.com كسب العدو فكرياً, وإظهار أن قضيته خاسرة ولا جدوى من نضاله وإطالة الحرب.
defense-arab.com نشر التخاذل وتثبيط المعنويات وإرهاق العدو, للوصول الى تحطيم الدوافع والبواعث للقتال.

الشائعة.. وسيلة وهدف

تأخـذ الشائعة نفس طابـع الدعاية, فهي تهدف الى تزييف الحقائق وتتحرك بالكلمة المنطوقة بين الأفراد, متعمدة بث الشقاق وتوسيع شقة الخلاف بين الخصم وحلفائه في الداخل والخارج, وإجباره على تغيير خططه وبرامجه, وهي دائماً تجد أذناً صاغية وميلاً قوياً لتقبلها كحقيقة ثابتة, رغم أنها قد لا تحمل دليلاً على صحتها وتتغيّر تفاصيلها من فرد لآخر. والشائعة كالدعاية تماماً, تشكل خطورة على واقع المدنيين والعسكريين على السواء, لأنها تبعث في النفس والروح دفعاً جديداً يحدد نشاط الأفـراد نمـواً صاعداً أو ضموراً, والشائعة عادةً تسري في ضعفاء النفوس والأعصاب كسريان النار في الهشيم.
وتعتـبر الشائعة من الوسائل الأساسية للضغط التي تسبق مرحلة إعلان الحرب بين جيشين, إذ يرى فيها طرفا النزاع خير وسيط لإحباط خصمه ومحاصرته ليصبح عاجزاً عن التقدم وفي حالة خضوع تام. وأكثر, تتدخل الشائعة تدخلاً مباشراً في توجيه دفة سياسة الدولة, وتسدد طعناتها الى صميم المؤسسات من دون إستثناء. ومما لا شك فيه, أن الهدف الأساسي من الشائعة, هو هدف شخصي, نفعي وآني, ودائـماً يكون لمصلحة فريـق أو طبـقة معيـنة. ويرى “شارلز أتندال” أن الشائعـة تستـخدم كستار لإخفـاء حقيـقـة معينة وتكوين صورة بعيدة كل البعد عن الواقـع, ومن أهدافها, وضع الخـصم في حالـة نفسـية متدنية, والتأثير على نمـط العلاقات وتعكير الأجواء الى درجة مخيفة.. وأيضـاً, السيطـرة علـى قدرات الخصـم لتسـديد الضـربة القاضيـة في اللحظـة الحاسمـة.
كما تتعمد الشائعة ترويج الأخبار التي تشيع الرعب في نفوس المقاتلين وتعزز فيهم حالة التشاؤم, طمعاً من مروّجيها بمنع الخصم من تنفيذ خططه العسكرية وتحقيق الطموحات المقررة قيادياً.

سمات الشائعة

تنطلق الشائعة من واقع المجتمع الذي تبث فيه, وتأخذ حاجات الأفراد بعين الإعتبار عند بثها, وهي تتسم بطابع الغموض, كونها لا تنتسب الى مصدر محدد, لأن الغموض يولّد الشك, وهذا مطلوب لنجاح مقاصدها.. والشائعة تُنسب من خبر لا أساس له من الصحة, أو دبلجة خبر فيه شيء من الصحة, وتكون دائماً موجزة لتسهيل نشرها... وقد أجمع علم النفس أن الشائعة هي عبارة عن تنفيس للمشاعر المكبوتة, ويرى فيها الفرد ما ليس موجوداً في غيرها؛ وهي تنجح دائماً في بثّ سمومها, لأن مروّجي الشائعات يقدّمون الشائعة بصورة برّاقة, فلا تخرج إلا بعد حبكة وصياغة وإختيار جيّد للكلمات والزمن لتفرض نفسها بقوة على الرأي العام.
إن عملية إنتقال الشائعات تتعرّض أثناء حركتها الى عملية تحوير, وهذا التحوير أو ما يسمى بالتطعيم يستفيد منه مروّجو الشائعات, لأن عملية التحوير تخدم الهدف الذي من أجله تمّ إطلاق الشائعة الى النور... والشائعات تختلف بإختلاف المواقف, فهنالك الشائعات السوداء, وهي تحمل طابع التشاؤم وتكون سريعة الإنتشار والهدف منها إرباك الخصم.. أما الشائعات البيضاء, فهي تدعو الى التفاؤل وتثبيت الثقة في النفوس وتقوية العزائم.
وهنالك بعض الشائعات هي من القوة بحيث تزيد من الحالة الإنفعالية للفرد, والمعروف أن الإنفعال يزيد من الحساسية النفسية عند الأفراد ويخلق البلبلة في الرأي العام, وقد قيل فيها, أنها أفضل أسلوب مدمّر استخدم في الحروب, وسلاح مدمّر من أسلحة الحرب النفسية.. فلماذا نخضع الأعداء بالوسائل الحربية ما دام بوسعنا إخضاعهم بوسائل أبسط وأجدى؟
وتكـثر الشائعات في فترات الطوارئ, وعندما يرتاب الناس في سلامة الوضع السياسي والأمني, وتفرض نفسها حين يكون الناس في حالة من الترقب أو الخوف من حدوث أمر ما, فإذا ما ظهرت الشائعة لاقت قبولاً خاصةً إذا كان تمثل ذلك الموقف الغامض, ونذكّر بأن الغموض في الشائعة يساعد في إنتشارها ويعطي للناس فرصة أكبر في تصديقها.. ولا يمكن الإستهانة مطلقاً بخطورة الخلفية التي تتركها الشائعة وراءها. وحتى نحجّم من أهمية الشائعة وخطرها على المجتمع المدني والعسكري, لا بد من التعاون الوثـيق بين المواطـن والسلـطة لمحاربتـها بإظـهار الحقيـقة والدوافـع التي كانت وراء إختلاقها للرأي العام, كما يجب عدم تلقي الشائعة بإنفعال, ومناقشتها, وتحديد مصدرها, والإبلاغ عنها, لتنبيه المواطنين وتوضيح الدوافع, فهذا يحد من إنتشارها.
وهنا, لا بد من التنويه, بأن لأجهـزة الإعلام دوراً كبـيراً في تحجـيم الـشائعة أو العـكس, بيد أن الشائعة تؤدي الى انعكـاسات سلبية لدى الرأي العام, ما لم تقترن بصـحة المـصدر والمـعلومات وتتـحدد دوافـعها, ونحـن اليوم أحوج ما نكون الى صرف النظـر عن الشائـعات, حيـث أننا لم نزل ننفـض عنّا غبار الشائعات التـي كان لهـا دور كبـير في إشعال نار الفتنة التي دفع ثمنها الوطن والمواطن. وللقـضاء على الـشائعة, المطـلوب, عدم ترديدها, لأن عدم ترويجها يحد من سريانهـا وإنتشـارهـا, لتدفن في مهدها, فإذا كانت صحيحة المصدر وتحمـل الى الـناس حقيقة ثابتة, لا بد أن تعود لتفرض نفسها وبقوة, لأن الحقائق كالشمس التي وإن غابت لا بدّ أن تشرق من جديد.

 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

عند الانتهاء من الاعداد النفسي ننتقل للاعداد القتالي والتمويني...


الاستعداد القتالي للقوات المسلحة



Handler.ashx
تدريب

تبدي الدول في مراحل بناء قواتها المسلحة اهتماماً متواصلاً بقضايا زيادة وإدامة الاستعداد القتالي بحيث تكون مستعدة للقتال دوماً ويعتبر هذا الاهتمام أمراً طبيعياً لأن الهدف من هذا الاستعداد هو تحسين الأداء القتالي في وقت السلم والذي هو مفتاح النصر في وقت الحرب وهي حالة تكون فيها القوات المسلحة قادرة في أية لحظة على انجاز مهامها المقررة لها للدفاع عن الوطن .
إن الاستعداد القتالي لا يمكن أن يكون ذا صفة وقتية أو موسمية ، أو أن ينحسر في مكان واحد وإنما هو عمل مستديم يجري تحسينه وزيادة كفاءته باستمرار .

الأسباب الموجبة لزيادة الاستعداد القتالي

● توتر العلاقات السياسية مع الخصم أو حدوث اضطرابات أو تجاوز على الحدود مما قد يؤدي إلى حدوث بعض الأعمال القتالية .
● ملاحظة زيادة في فعالية ونشاط الخصم .
●قيام الخصم بإجراء استعدادات عسكرية بشكل واسع وغير طبيعي .
●قيام الخصم بزيادة قوته العسكرية والانفتاح بهذه القوة في مناطق جديدة ونشر أسلحته الإستراتيجية لتهديد المراكز الحيوية .
●قيام الخصم بإدخال أسلحة ومعدات جديدة في الخدمة أو الحصول على أسلحة ومعدات تخل بالتوازن العسكري معه .
للأسباب الآنفة الذكر يجب أن تكون القوات المسلحة مستعدة لمثل هذه الأحداث المحتملة الوقوع وأن متطلبات تحسين وزيادة الاستعداد القتالي تتوقف أيضاً على مواصفات وخصائص الحرب المحتملة .
إن الاعتماد على عامل المباغتة وشن هجمات إجهاضية أصبحت من العوامل التي تدخل في خطط العمليات العسكرية وفي تطوير وإعداد العقيدة العسكرية للدول ، لذلك من الضروري تهيئة القوات المسلحة واستعدادها دوماً لتنفيذ مثل هذه العمليات في أي مكان وزمان .

نطاق شمول الاستعداد القتالي
Handler.ashx

يعتبر الاستعداد القتالي موضوعاً ذا مجال واسع ويجري على مستويات متعددة ويشمل ما يلي :
بالنسبة للأفراد
● تعزيز الضبط العسكري والمحافظة على النظام ، وهناك مقولة لقائد عسكري كبير يصف فيها القوات المسلحة بأنها كيان ضعيف يستمد قوته من الضبط العسكري .
● إدامة الروح المعنوية للمقاتلين .
●انجاز مراحل التدريب الأساسي والفردي والإجمالي بشكل جيد مع إدامة التدريب بشكل مستمر ومتواصل .
● التدريب على تحمل المشاق الجسدية والفكرية وكيفية العمل تحت مختلف ظروف .
بالنسبة للتسليح والتجهيز
●تجهيز القوات المسلحة بالأسلحة والمعدات الحديثة والمتطورة والتي تتفوق على أسلحة الخصم أو على الأقل تتوازن مع تجهيز قوات الخصم.
●القدرة على إدامة هذه الأسلحة والمعدات بشكل جيد للحفاظ على كفاءة أداءها .
●الاستخدام الأمثل لهذه الأسلحة بعد إتقان التدريب عليها .
- إعداد كوادر كفؤة من الضباط وصف الضباط وعلى مستوى عالي من التدريب .
- توفير التنسيق الجيد مابين عناصر القيادة والسيطرة في عموم القوات المسلحة .
- الاحتفاظ بوحدات وتشكيلات خاصة وبقوة كاملة من الملاك الأصلي لتنفيذ المهام الطارئة.
- ضرورة وجود قوة احتياط وبأعداد كافية من الاختصاصيين المدربين بشكل جيد بحيث تكون هذه القوة جاهزة دوماً للانضمام فوراً إلى القوات المسلحة عند تغير كفة التوازن في المعركة .
- ضرورة توفر القدرة للقوات المسلحة على بدء عمليات عسكرية ناجحة ضمن فترة إنذار قصيرة .
إن مستوى الاستعداد القتالي يعتمد بشكل حاسم على البحوث وعلى تطوير منظومات الأسلحة والمعدات العسكرية واستمرار تزويد القوات المسلحة بهذه المعدات لاستخدامها في الوقت والمكان الصحيحين .


العوامل المؤثرة على زيادة الاستعداد القتالي
Handler.ashx

من المعروف أن الاستعداد القتالي للقوات المسلحة يعتمد بدرجة رئيسية على التدريب القتالي ، وقدرة هذه القوات على القتال وفقاً لمتطلبات القتال الحديثة لتحقيق الانتصار على عدو قوي ، واهم هذه العوامل :
- فهم ووعي الأفراد للدور المنوط بهم .
- مستوى الأفراد في إتقان استخدام الأسلحة والمعدات المتوفرة والمعرفة الكاملة لخواص هذه الأسلحة والمعدات .
إن تقييم نوعية وكفاءة القوات المسلحة وتقييم استعدادها القتالي يجري اعتماداً على مستوى الأداء في ساحة المعركة وعلى درجة التدريب والتنسيق القتالي مابين الوحدات والتشكيلات وبين الصنوف الساندة لها والخدمات الإدارية ، ومن المهم جداً الوصول إلى تقدير تقريبي لعملية التدريب نسبةً لأحوال المعركة الحقيقية .

الاستعداد النفسي والمعنوي
Handler.ashx

في المعركة الحديثة والتي قد يعتمد فيها العدو إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل أو الأسلحة ذات التأثير النفسي يكون الاستعداد النفسي والمعنوي في المعركة ذو أهمية عظمى وهذا هو احد الاتجاهات المهمة للكفاح من اجل الوصول إلى استعداد قتالي بمستوى عالي . علماً أن المقاتل حتى وإن كان قد تعلم كل فنون القتال سواءً في العمليات التعرضية أو الدفاعية ولم يكن قد استعد نفسياً ومعنوياً فإن كل فنون القتال التي تعلمها لا تسعفه في أوقات المحن .

متطلبات الأستعداد القتالي في الحرب الحديثة

لقد ازدادت مجالات استخدام أسلحة الدمار الشامل في هذا القرن ( قرن الأسلحة النووية ) وتميزت الحرب الحديثة بقابلية الحركة والمناورة الواسعة النطاق وأصبحت العمليات العسكرية أكثر صعوبة وتعقيد وازدادت أهمية القطعات المتميزة بالضبط الصارم والقتال الكفؤ وإن أقل انخفاض أو تدنٍ في هذه المتطلبات حتى وإن حدث في حالات منفردة من اللامبالاة والتراخي وقلة الضبط سيؤدي إلى وقوع عواقب خطيرة .

دور الضباط في إدامة الاستعداد القتالي

يقوم كادر الضباط بأداء دور فاعل وحاسم في زيادة الاستعداد القتالي وإدامته في المستوى المطلوب ، وتزداد أهمية هذا الدور الملقى على عاتقهم وهذا يقودنا إلى معرفة ما هي الصفات الواجب توفرها في الضابط أو القائد العسكري ليكون مؤهلاً للقيام بهذا الدور ومن ابرز هذه الصفات :
- القدرة على القيادة بحزم ومهارة للوحدات أو التشكيلات التي بإمرته .
- القدرة على العمل في فترة زمنية محدودة و تحت ظروف مجهدة من الناحية النفسية و البدنية .
- أن يكون الضابط ذو كفاءة وجدارة مهنية لتمييز ما هو جديد في العلوم العسكرية .
- إن يكون قادراً على تحمل المسؤولية في حل المشاكل و الواجبات الصعبة .
- أن يشجع أعمال الإبداع الذاتي لمرؤوسيه .
- أن يمتلك الخبرة في تنظيم العمليات المشتركة والتي يستخدم فيها صنوف مختلفة من القوات المسلحة .
ويمكن القول بأن الحصول على النصر في العمليات والمعارك الحديثة يتم بواسطة تنسيق الجهود المشتركة لكل الوحدات والتشكيلات الصنوف الأخرى المشتركة في العمليات .

منظومة القيادة والسيطرة
Handler.ashx

تعتمد منظومة القيادة والسيطرة بدرجة كبيرة على هيئة الركن وعلى آمري الصنوف والخدمات ومنظومات عملهم ، والمطلوب من هذه المنظومة تطوير وتقديم أفكار وآراء جيدة في الوقت الصحيح عن القتال والاستعداد القتالي والتدريب وعن خطط العمليات والأعمال القتالية .
من المهم جداً في الحرب الحديثة ولغرض إدامة الاستعداد القتالي أن يجري تدريب مستمر لضباط الركن على الأعمال الفعلية والتنظيمية ليتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة .

أهمية العلوم بالنسبة للاستعداد القتالي
Handler.ashx

أصبحت العلوم العسكرية في الوقت الحاضر من أهم العوامل في تأمين الاستعداد القتالي ، ليس فقط لأغراض البحوث الأكاديمية والعلمية في معاهدها العسكرية فحسب بل كذلك للقادة وهيئات الركن وإن الاطلاع على هذه العلوم سيوفر لهم إمكانيات كبيرة للتدقيق من الناحية العلمية في التوصيات والمقترحات المقدمة وفي كل ما تحتاجه القوات المسلحة وبالتالي يتم التوصل الى حلول نظرية وعملية لمعالجة مشاكل زيادة الاستعداد القتالي .
يجب أن تكون القوات المسلحة على أتم استعداد في جميع الأوقات من ناحية التدريب والتسليح والتجهيز ، ومهيأة دائماً للقتال وبفترة إنذار قصيرة .
بالنسبة للظروف السياسية السائدة في العالم الآن ، ولاحتمال شن حروب مباغتة لذلك يجب التأكد من مستوى الاستعداد القتالي العملياتي والتعبوي وذلك بالإكثار من إجراء الفحوص الميدانية وتطبيق التمارين على اختلاف أنواعها .
كما يمكن أيضاً التأكد من مستوى الاستعداد القتالي من نتائج فحوص التدريب السنوية التي توضح درجة استعداد الوحدات والتشكيلات للاشتراك في القتال وأداء الواجبات المنوطة بها للدفاع عن ارض الوطن ، وإن المحك الأخير لهذا الاستعداد هو في حالة نشوب الحرب واشتراك هذه القوات في القتال تجاه العدو بشكل ناجح وتحقيق الانتصار عليه .





 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

لماذا نجحت المقاومات العربية في ردع إسرائيل؟

التاريخ العربي منذ ألف سنة زاخر بأخبار المقاومات والانتفاضات التي قامت ضد جور الحكام الأجانب والغزاة الخارجيين، ومن أشهرها الحروب العربية المقاومة ضد السيطرة العثمانية


تكملة السؤال: لماذا نجحت المقاومات العربية في ردع إسرائيل؟ هي: ولماذا أخفقت الجيوش العربية الرسمية في ردع إسرائيل عن غيها وتغطرسها، وإيغالها واستمرارها في إذلال العرب؟ الجواب عن هذا السؤال الاستراتيجي، يحتاج إلى قراءة متعمقة للتاريخ العسكري العربي من ناحية القوة العسكرية العربية التاريخية المتكونة من الإمكانيات والقدرات، وحسن التخطيط وسلامة الإدارة والأداء. أي بأن الجواب يحتاج لقراءة التاريخ العربي وتفكيك تراثه العسكري وإعادة بنائه لاستيعاب ما يجري اليوم من حروب عربية إسرائيلية، وفهم نتائجها على أساسه.
وبما أن الأمة العربية نشأت وترعرعت في الجزيرة العربية، ذات البيئة الصحراوية؛ فهي إذاً أمة مقاتلة بكل ما تعنيه الكلمة. حيث مهنة القتال، هي أهم مهنة عند الأمم الصحراوية، كون بيئتها الفقيرة تحتم عليها دوام الكر والفر، من أجل بقائها على قيد الحياة. ولذلك لو حذفنا تاريخ الحروب والمغازي من تاريخ العرب قبل الإسلام، لخرجنا بتاريخ مليء بالطلاسم، وممل.
عندما قامت الدولة العربية الإسلامية، استفادت قيادتها الواعية بإمكانياتها وقدراتها، استفادة قصوى من الميزة القتالية المتفوقة - والمتشتتة - عند العرب، ولمت شملها وجمعتها في جيش واحد، لدولة واحدة وتحت قيادة واحدة؛ ولذلك قطفت ثمارها بكل ذكاء ودراية وتخطيط سليم؛ وفي أقل من قرن، جعلت منها أقوى دولة عسكرية عظمى في العالم؛ اجتاحت الأطراف القريبة والقصية منها، من حدود الصين شرقاً، إلى حدود فرنسا غرباً من دون عناء يذكر. سر الميزة القتالية العربية، تكمن في مذهبها العسكري المتفوق على غيره من المذاهب العسكرية، التي تعتمد أسلوب القتال غير المباشر، من ناحية الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، وتستبعد الأسلوب التقليدي المباشر للحرب.
وصف الله تعالى في القرآن الكريم، الأسلوب العربي في الحرب بإيجاز جميل، "والعاديات ضبحا؛ فالموريات قدحا؛ فالمغيرات صبحا؛ فأثرن به نقعا؛ فوسطن به جمعا"؛ فالعاديات ضبحا، هي الخيل التي تجري في الغزو بأقصى سرعتها، والموريات قدحا، كناية عن سرعتها كذلك، حيث حدوة الخيل الحديدية، تقدح شررا عند احتكاكها بالحصى، وكذلك كناية عن كونها تغير بعد الفجر، في بداية ظهور الضوء، وتؤكد على ذلك الآية، فالمغيرات صبحا. فأثرن به نقعا، أي أن الفرسان المغيرين يحدثون غبرة حولهم، بواسطة حركة خاصة بحوافر خيولهم، تجعل الخصم، لا يعرف عددهم، وهذا ما تقوم به الآن القنابل الدخانية الساترة للرؤية. فوسطن به جمعا، أي تلتف على جنبات الخصم، ولا تصطدم معه جبهوياً؛ وذلك لإحداث صدمة نفسية قوية له، تقتل لديه إرادة المقاومة ثم القتال، فيستسلم أو يفر طلباً للنجاة. وهذا الأسلوب الذي أقصده بغير المباشر في القتال، وهذا ما تميز به المذهب العسكري العربي، قبل الإسلام وبعده. وهو ما جعل الحروب العربية أقل دموية عن غيرها من الحروب، وأكثر فاعلية وسرعة في تحقيق النصر. فمفهوم الحرب هو قتل أو شل الروح القتالية عند الخصم، واستسلامه وفرض الإرادة عليه. وليس مفهوم الحرب هو قتل وتدمير الخصم؛ حيث لو فعلت ذلك فلن تجد من يستسلم لك أو تفرض عليه إرادتك وشروطك؛ وهذا ما عنيت به بالأسلوب المباشر للحرب.
قادة جيوش الدولة العربية الإسلامية، أداروا حروبهم بالمذهب العربي المتفوق للحرب، وعلى هذا الأساس تراكمت لدى العرب تجربة عسكرية غنية جداً، لا تضاهيها تجربة مماثلة في التاريخ العسكري العالمي. ولكن في منتصف عهد الدولة العباسية، تم تهميش العرب قادة وجنودا، واستبدالهم بالفرس ثم السلاجقة؛ وهنا انقطعت خبرة العرب التراكمية المتميزة في إدارة الحرب، عن أجيالهم التي تلت، عدا الحروب ضد الصليبيين والمغول، التي كذلك قادها الكرد والمماليك. ثم أتت الدولة العثمانية التي عزلت كذلك العرب عن إدارة الحرب الرسمية والسياسية كذلك، مما عزلهم تماماً عن الخبرة العربية المتميزة المتراكمة في إدارة الحرب وكيفية استثمارها سياسياً.
إذاً نحن في مواجهة أزمة حضارية ومعرفية عربية عويصة وعميقة، وهي الفجوة التي مدتها أكثر من ألف سنة، والتي قاد غير العرب فيها العرب، وحرموهم من قيادة أنفسهم عسكرياً وسياسياً، حتى بداية العقد الثاني من القرن العشرين. وهذه الفجوة في الاتصال والتواصل بين الأجيال العربية الأولى والتي تلتها، حرمتهم من ميزة التراكم الخبراتي والمعرفي مع حضارتهم وثقافتهم العربية الأولى، وعلى رأسها الخبرة العسكرية والسياسية؛ أحدثت قطيعة طويلة بين العربي الحديث والعربي الأول، عربي القوة والحضارة. عندها أصبح التاريخ العربي لا يعني شيئا يذكر للعربي الحديث، كون تجربته انقطعت عنه لحوالي ألف سنة.
في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، انسحبت الدولة العثمانية من العالم العربي، وتركت العرب يعاركون الهجوم الغربي عليه، بدون خبرة لا عسكرية ولا سياسية، ولا حتى حضارية، يقاومون بها الغازي الجديد، وأصبحوا كالأيتام على مائدة اللئام. وفوق كل هذا وذاك، لا خبرة ولا تراكم معرفيا لديهم، حتى لبناء حياتهم السياسية والمعرفية، ناهيك عن العسكرية، التي أخذت تخضع لمعطيات حديثة وجديدة، لا علم لهم بها. لوضع القارئ بالصورة، آخر شاعر عربي فحل، عرفناه هو المتنبي، ثم عرفنا بعده كشاعر فحل كذلك أحمد شوقي، ولا يوجد بينهما شاعر يذكر على مستواهما؛ وهكذا أحدثت الفجوة الثقافية بيننا وبين أجدادنا وتراثنا العربي، قطيعة حتى مع لغتنا وديواننا العربي وهو الشعر، وقس على ذلك حالتنا في باقي العلوم والمعارف.
ولكن روح المقاومة لم تؤثر عليها هذه الفجوة التاريخية الثقافية والمعرفية والخبراتية، مع تاريخنا، لا من بعيد ولا من قريب، بل هي أججتها وفعلتها، وجعلتها رأس الحربة في الدفاع عن العرب وصيانة كراماتهم، ضد الطغاة من حكامهم الأجانب (سلاجقة مماليك أتراك)، أو الغزاة الخارجيين. وأخذت المقاومات والانتفاضات المحلية تتحرك من فينة لأخرى، كل مقاومة أو انتفاضة تتحرك وحدها وبمعزل حتى عن جيرانها، على حسب إمكانياتها وقدراتها الذاتية، التي تصعد منها روحها المقاومة لأقصى درجاتها. ولذلك أصبحت المقاومات هي خط الدفاع الأول عن الشعوب العربية؛ حيث لا توجد لديها جيوش رسمية، تدافع بها عن نفسها.
والتاريخ العربي منذ ألف سنة زاخر بأخبار المقاومات والانتفاضات التي قامت ضد جور الحكام الأجانب والغزاة الخارجيين. ومن أشهرها الحروب العربية المقاومة ضد السيطرة العثمانية، التي دشنتها حروب الدولة السعودية الأولى مع الدولة العثمانية، وحرب المقاومة الليبية ضد المحتل الإيطالي، وحروب المقاومة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي، وقد سجلت كل منطقة عربية، من المحيط إلى الخليج، حربا أو حروب مقاومة ملحمية ضد طاغية محلي أو غاز أجنبي. وأصبحت المقاومات، لا الجيوش الرسمية، حيث هي غير موجودة، أداة دفاع العرب الأولى ووسيلتهم التي تمكنوا منها وأتقنوها ونجحوا فيها للدفاع عن أنفسهم، حيث هي الأقرب للمذهب العسكري العربي، منه لأي مذهب قتالي آخر.
الجيوش العربية الحديثة، صممت وسلحت ودربت على نمط الجيوش الأوروبية؛ أي على أسلوب المذهب العسكري الأوروبي، الغريب عن الطبيعة الجغرافية العربية. ولذلك أضاعت جيوشنا الحديثة مشيتها. وفشلت في ردع إسرائيل ونجحت المقاومات في ذلك.
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

كانت ابي افتح موضوع ولقيت موضوعي وموضوعك نفس الهدف الي انا ابي اوصله وانت
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

موضوع جميل جدا +تقيم مني لك
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

مشكورين تقبلو احترامي وتقييمي....
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

الاعلام هو اقوى وسائل الحرب النفسية وهو ما نراه اليوم
 
رد: ( هام جدا )الوزن الكبير للحرب النفسية في الانتصار في الصراعات

اليوم الحرب الأستخبارية هي الحرب الناجحة والتي تندرج تحتها:الاعلام بكافة وسائله، و تجنيد عملاء،.....وغيرها

وموضوع جميل جداً وتقييييم خاص لك وخمس نجوم للموضوع

واتمنى تثبيت الموضوع
 
عودة
أعلى