دارفور ... طريق أولمرت إلى مصر
خريطة السودان
تضافرت الجهود الإسرائيلية لاستيعاب لاجئي إقليم دارفور والاستفادة منهم، في مسعى إلى جعل الإقليم بمنزلة مسمار جحا إسرائيلي مغروس في خريطة السودان، يُصدِّر آلامه إلى الجسد المصري ويكشف الظهر العربي.
ومع تزايد هجرة لاجئي دارفور إلى إسرائيل، تنامى موقف شعبي معاد لفكرة استيعاب لاجئين سوادنيين ، ويمكن تلمس ذلك عبر تعليقات القراء في الصحف العبرية.
ففي موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، وهي صحيفة أغلب قرائها من العلمانيين، ظهرت سلسلة من التعليقات أسفل خبر توضح أن إسرائيل استوعبت حتى الآن قرابة 2000 لاجئ من دارفور ، وذلك طبقا لما ورد بجريدة "الجريدة" الكويتية.
وقال القارئ "مونجي": " حذار من تحويل بلادنا إلى جنة اللاجئين، سنغرق فيهم، ولن نصبح دولة يهودية".
وكتب قارئ آخر أطلق على نفسه "هرتزل": " آن الأوان لإغلاق الحدود مع مصر، والتخلص من هذه المصيبة السوداء".
ومن أصل 200 تعليق، لم تظهر سوى خمسة تعليقات متعاطفة مع أزمة دارفور ، وترتب عليها معركة ضارية بين القراء. وصبت الاتهامات في خانة اليسار الإسرائيلي بزعم أنه "يسعى الى تصفية الدولة اليهودية الخالصة، ويفتح الباب أمام لاجئي دارفور على مصراعيه".
[SIZE=-0][/SIZE]
تبدو هذه المعركة مهمة جدا لإدراك عدم اهتمام الإسرائيلي العادي بلاجئي دارفور، وتخوفه منهم ، فاليمين الديني واليمين العلماني يقفان على قلب رجل واحد ضد استيعاب هؤلاء اللاجئين، واليسار متهم بهم. وهي "تهمة" لها نصيب من الواقع، ومن مخطط حكومي إسرائيلي.
لاجئي دارفور في اسرائيل ادعاء كاذب
وأعلنت حكومة ايهود أولمرت التبرع بخمسة ملايين دولار لمساعدة لاجئي دارفور ، وفتحت باب التبرعات أمام كل الجمعيات والمنظمات الأهلية في إسرائيل للغرض نفسه.
كما وافقت الحكومة الإسرائيلية على فتح مكتب تمثيل دبلوماسي لـ"حركة تحرير السودان"، إحدى فصائل حركة "العدل والمساواة" التي نفذت محاولة الانقلاب الأخيرة في الخرطوم.
والتقطت الجماعات اليسارية طرف الخيط، ولا يمر شهر دون أن تطالع إعلاناً في صحيفة عبرية عن منظمة حقوقية يسارية تساعد في استيعاب لاجئين سودانيين.
ويكفي أن تكتب كلمة "دارفور" بالعبرية على محرك البحث "جوجل" حتى تعثر على 193 ألف صفحة عبرية تتناول هذا الموضوع الشائك.
وتقدم هذه الصفحات أفلاماً عن مذابح جماعية في الإقليم السوداني ، وتنشر مادة إعلامية تهاجم نظام الرئيس السوداني عمر البشير، والنظام المصري بدعوى تقصيره في حماية اللاجئين السودانيين.
الموقف الرسمي الإسرائيلي من قضية دارفور يكتسب زخما دبلوماسيا يوما بعد يوم.
ليفني وزيرة خارجية اسرائيل
ففي لقاء جمع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بعدد من السفراء الأفارقة في تل أبيب، قالت الوزيرة: " إسرائيل التي أقيمت كملاذ لضحايا قمع اليهود واضطهادهم، لن تظل غير مكترثة بمعاناة الغير، وتل أبيب تعرب عن عميق صدمتها وقلقها من الفظائع والوضع الإنساني في إقليم دارفور، أما وزير العدل دانيال فريدمان، فذهب إلى أن لاجئي دارفور هم "بنو إسرائيل" العصر الحديث، في إشارة إلى معاناة "بني إسرائيل" على يد فرعون.
وبعيداً عن تصريحات السياسيين التي لا تشي بالحقيقة في أغلب الأحيان، تبدو تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق حييم لاسكوف أكثر وضوحا ومباشرة في التعبير عن الموقف الإسرائيلي ، فالرجل ذو خبرة عسكرية لا تؤهله للعب بالكلمات ، لذلك يقول: " إن نجاح إسرائيل في تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية، خصوصاً تلك الدول التي تقع في المناطق المتاخمة للدول العربية، سيحقق لها مكاسب استراتيجية كبيرة، ويساعدها على الوصول إلى الظهر العربي المكشوف في ميدان لا يتوقعه العرب".
وتتماشى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق وسياسات حكومة أولمرت مع اتهامات توجهها الحكومة السودانية لتل أبيب بالمشاركة في محاولة الانقلاب الأخيرة، وبتجنيد عناصر من لاجئي دارفور، وإعادة إرسالها إلى السودان .
والخطير أن هذه الاتهامات تجد ما تستند إليه في دراسة خطيرة أصدرها "مركز موشيه ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" التابع لجامعة تل أبيب، بعنوان:"إسرائيل وحركة تحرير السودان".
سكان دارفور
[/SIZE]
وسرد مؤلف الدراسة ضابط الموساد السابق العميد متقاعد موشي فرحي مجموعة من الحقائق التي توضح أن الأصابع اليهودية تعبث بالسودان لكي تضع حذاءها على العتبة الجنوبية لمصر.
ففي الفصل الأول بعنوان "إفريقيا كمدخل إلى السودان"، يقول إن :" إسرائيل قررت احتواء إفريقيا والانتشار في قلبها للاقتراب من السودان والإحاطة به، ومن ثم يتسنى لها الضغط على مصر وتهديد بعدها الاستراتيجي الجنوبي".
وورد المؤلف تصريحاً لمستشار بن غوريون للشؤون العربية أروي لوبراني، قال فيه: " لا بد من رصد وملاحظة كل ما يجري في السودان، ذلك القطر الذي يشكل عمقا استراتيجيا لمصر، بالإضافة إلى سواحله المترامية على البحر الأحمر، وهو ما يوفر للسودان موقعا استراتيجيا متميزا، لذلك فمن الضروري العمل على إيجاد ركائز إما حول السودان أو في داخله، ولأجل ذلك فإن دعم حركات التمرد والانفصال يغدو مهما لأمن إسرائيل".
ويبدو أن مخطط الحكومة الإسرائيلية، ووضوح مجالات الرؤية بالنسبة لليسار الإسرائيلي، سمحت بتضافر الجهود بين الجانبين لاستيعاب لاجئي دارفور والاستفادة من عناصر منتقاة منهم، كمخلب قط في المستقبل، ليكون إقليم دارفور بمنزلة مسمار جحا إسرائيلي مغروس في خريطة السودان، ويصدر آلامه إلى الجسد المصري.
تم بحمد الله .:biggrin:
خريطة السودان
تضافرت الجهود الإسرائيلية لاستيعاب لاجئي إقليم دارفور والاستفادة منهم، في مسعى إلى جعل الإقليم بمنزلة مسمار جحا إسرائيلي مغروس في خريطة السودان، يُصدِّر آلامه إلى الجسد المصري ويكشف الظهر العربي.
ومع تزايد هجرة لاجئي دارفور إلى إسرائيل، تنامى موقف شعبي معاد لفكرة استيعاب لاجئين سوادنيين ، ويمكن تلمس ذلك عبر تعليقات القراء في الصحف العبرية.
ففي موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، وهي صحيفة أغلب قرائها من العلمانيين، ظهرت سلسلة من التعليقات أسفل خبر توضح أن إسرائيل استوعبت حتى الآن قرابة 2000 لاجئ من دارفور ، وذلك طبقا لما ورد بجريدة "الجريدة" الكويتية.
وقال القارئ "مونجي": " حذار من تحويل بلادنا إلى جنة اللاجئين، سنغرق فيهم، ولن نصبح دولة يهودية".
وكتب قارئ آخر أطلق على نفسه "هرتزل": " آن الأوان لإغلاق الحدود مع مصر، والتخلص من هذه المصيبة السوداء".
ومن أصل 200 تعليق، لم تظهر سوى خمسة تعليقات متعاطفة مع أزمة دارفور ، وترتب عليها معركة ضارية بين القراء. وصبت الاتهامات في خانة اليسار الإسرائيلي بزعم أنه "يسعى الى تصفية الدولة اليهودية الخالصة، ويفتح الباب أمام لاجئي دارفور على مصراعيه".
[SIZE=-0][/SIZE]
[SIZE=-0]مخطط حكومي[/SIZE]
تبدو هذه المعركة مهمة جدا لإدراك عدم اهتمام الإسرائيلي العادي بلاجئي دارفور، وتخوفه منهم ، فاليمين الديني واليمين العلماني يقفان على قلب رجل واحد ضد استيعاب هؤلاء اللاجئين، واليسار متهم بهم. وهي "تهمة" لها نصيب من الواقع، ومن مخطط حكومي إسرائيلي.
لاجئي دارفور في اسرائيل ادعاء كاذب
وأعلنت حكومة ايهود أولمرت التبرع بخمسة ملايين دولار لمساعدة لاجئي دارفور ، وفتحت باب التبرعات أمام كل الجمعيات والمنظمات الأهلية في إسرائيل للغرض نفسه.
كما وافقت الحكومة الإسرائيلية على فتح مكتب تمثيل دبلوماسي لـ"حركة تحرير السودان"، إحدى فصائل حركة "العدل والمساواة" التي نفذت محاولة الانقلاب الأخيرة في الخرطوم.
[SIZE=-0]إعلانات كثيفة[/SIZE]
والتقطت الجماعات اليسارية طرف الخيط، ولا يمر شهر دون أن تطالع إعلاناً في صحيفة عبرية عن منظمة حقوقية يسارية تساعد في استيعاب لاجئين سودانيين.
ويكفي أن تكتب كلمة "دارفور" بالعبرية على محرك البحث "جوجل" حتى تعثر على 193 ألف صفحة عبرية تتناول هذا الموضوع الشائك.
وتقدم هذه الصفحات أفلاماً عن مذابح جماعية في الإقليم السوداني ، وتنشر مادة إعلامية تهاجم نظام الرئيس السوداني عمر البشير، والنظام المصري بدعوى تقصيره في حماية اللاجئين السودانيين.
الموقف الرسمي الإسرائيلي من قضية دارفور يكتسب زخما دبلوماسيا يوما بعد يوم.
ليفني وزيرة خارجية اسرائيل
ففي لقاء جمع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بعدد من السفراء الأفارقة في تل أبيب، قالت الوزيرة: " إسرائيل التي أقيمت كملاذ لضحايا قمع اليهود واضطهادهم، لن تظل غير مكترثة بمعاناة الغير، وتل أبيب تعرب عن عميق صدمتها وقلقها من الفظائع والوضع الإنساني في إقليم دارفور، أما وزير العدل دانيال فريدمان، فذهب إلى أن لاجئي دارفور هم "بنو إسرائيل" العصر الحديث، في إشارة إلى معاناة "بني إسرائيل" على يد فرعون.
[SIZE=-0]الظهر العربي[/SIZE]
وبعيداً عن تصريحات السياسيين التي لا تشي بالحقيقة في أغلب الأحيان، تبدو تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق حييم لاسكوف أكثر وضوحا ومباشرة في التعبير عن الموقف الإسرائيلي ، فالرجل ذو خبرة عسكرية لا تؤهله للعب بالكلمات ، لذلك يقول: " إن نجاح إسرائيل في تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية، خصوصاً تلك الدول التي تقع في المناطق المتاخمة للدول العربية، سيحقق لها مكاسب استراتيجية كبيرة، ويساعدها على الوصول إلى الظهر العربي المكشوف في ميدان لا يتوقعه العرب".
وتتماشى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق وسياسات حكومة أولمرت مع اتهامات توجهها الحكومة السودانية لتل أبيب بالمشاركة في محاولة الانقلاب الأخيرة، وبتجنيد عناصر من لاجئي دارفور، وإعادة إرسالها إلى السودان .
والخطير أن هذه الاتهامات تجد ما تستند إليه في دراسة خطيرة أصدرها "مركز موشيه ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" التابع لجامعة تل أبيب، بعنوان:"إسرائيل وحركة تحرير السودان".
[SIZE=-0]تهديد مصر[/SIZE]
[SIZE=-0] سكان دارفور
[/SIZE]
وسرد مؤلف الدراسة ضابط الموساد السابق العميد متقاعد موشي فرحي مجموعة من الحقائق التي توضح أن الأصابع اليهودية تعبث بالسودان لكي تضع حذاءها على العتبة الجنوبية لمصر.
ففي الفصل الأول بعنوان "إفريقيا كمدخل إلى السودان"، يقول إن :" إسرائيل قررت احتواء إفريقيا والانتشار في قلبها للاقتراب من السودان والإحاطة به، ومن ثم يتسنى لها الضغط على مصر وتهديد بعدها الاستراتيجي الجنوبي".
وورد المؤلف تصريحاً لمستشار بن غوريون للشؤون العربية أروي لوبراني، قال فيه: " لا بد من رصد وملاحظة كل ما يجري في السودان، ذلك القطر الذي يشكل عمقا استراتيجيا لمصر، بالإضافة إلى سواحله المترامية على البحر الأحمر، وهو ما يوفر للسودان موقعا استراتيجيا متميزا، لذلك فمن الضروري العمل على إيجاد ركائز إما حول السودان أو في داخله، ولأجل ذلك فإن دعم حركات التمرد والانفصال يغدو مهما لأمن إسرائيل".
ويبدو أن مخطط الحكومة الإسرائيلية، ووضوح مجالات الرؤية بالنسبة لليسار الإسرائيلي، سمحت بتضافر الجهود بين الجانبين لاستيعاب لاجئي دارفور والاستفادة من عناصر منتقاة منهم، كمخلب قط في المستقبل، ليكون إقليم دارفور بمنزلة مسمار جحا إسرائيلي مغروس في خريطة السودان، ويصدر آلامه إلى الجسد المصري.
تم بحمد الله .:biggrin: