3 سفن حربية إيرانية ترسو على سواحل السودان
في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة السودانية رسميًا إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم الجوي، الذي تسبب في تدمير «مصنع ذخيرة» بالخرطوم، الثلاثاء الماضي، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن ما تم استهدافه في السودان كان محطة لتهريب أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة، فيما أعلنت فيه وكالة أنباء «فارس» عن رسو ثلاث سفن حربية إيرانية، الإثنين، على السواحل السودانية.
وقال «بن يشاي» في تقرير نشرته «يديعوت أحرونوت»: «وفقًا لكل المؤشرات، فإن ما تم تفجيره في السودان، لم يكن مصنعًا لإنتاج السلاح، وإنما شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر الحديثة، التي كانت في طريقها من إيران للعناصر الإرهابية في قطاع غزة».
ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي قوله إن «هذه الأسلحة المتجهة إلى غزة تمثل تهديدًا خطيرًا على إسرائيل والجيش الإسرائيلي، ومع ذلك، يبدو أن الأمر لا يتعلق بأسلحة كيماوية أو طائرات بدون طيار».
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إن «التقديرات تشير إلى أن جزءا على الأقل من هذه الأسلحة، خاصة منظومة الذخائر الخاصة والحديثة، تم إنتاجها في إيران وموجهة للجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة ولمنظمات أخرى في القطاع ممولة إيرانيًا».
وأضاف: «هذا السلاح جاء تقريبًا مموهًا في سفينة تجارية مدنية معلومة المسار: من الخليج الفارسي، عبر المحيط الهندي، ومن هناك لأحد موانئ الشاطئ السوداني على البحر الأحمر تم تفريغ الشحنة ونقلت بشاحنات إلى الخرطوم».
وتابع بن يشاي: «هناك، في عمق القارة الأفريقية، وبعيدًا عن عيون المتطفلين من رجال المخابرات الإسرائيلية (هكذا على الأقل يؤمن المنظمون) تم تفريغ شحنة الأسلحة الإيرانية في مصنع اليرموك التابع للجيش السوداني. في هذا المصنع تعمل ورش صيانة أسلحة الجيش السوداني، الذي لا يمتلك صناعة عسكرية متطورة، ولكن مما نشر يتضح أن له استخدامًا أكبر من ذلك: يعمل مصنع اليرموك، وفقًا لاتفاقية تعاون سودانية - إيرانية، كمحطة نقل برية مركزية لمنظومة تهريب الأسلحة الإيرانية لعملاء في شرق البحر المتوسط، وتتولى تشغيل هذه المنظومة «قوة القدس»، التابعة للحرس الثوري الإيراني، وعملاؤها يتمثلون في العناصر الإرهابية في قطاع غزة، حزب الله في لبنان وسوريا».
وعن مصادر الأسلحة التي تصل إلى مصنع «اليرموك»، بحسب رون بن يشاي، يقول المحلل الإسرائيلي: «لا يصل إلى مصنع اليرموك أسلحة من إيران فقط بشكل مباشر، ولكن من المحتمل أيضًا أن تصل إليه أسلحة مسروقة من مخازن الأسلحة التي كانت تابعة لنظام القذافي في ليبيا، وتم شراؤها من قبل الإيرانيين أو الفلسطينيين».
وأضاف بن يشاي: «السلاح من المصدرين ينقل من الخرطوم برًا للحدود المصرية، ومن هناك يتم نقله بواسطة مهربين مصريين لمنطقة الدلتا، وفي شمال سيناء، يتولى البدو مسؤولية نقله عبر الأنفاق إلى قطاع غزة».
وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين يسلكون الآن طريقًا مختلفًا لتهريب السلاح، عن الطريق الذي كانوا يسلكونه في الماضي، والذي كان مباشرًا وأقصر لغزة، الذي كان يبدأ من بورسودان على طول شاطئ البحر الأحمر للسودان ومصر، حتى خليج السويس، ومنه إلى سيناء، وذلك بسبب أن الإيرانيين والفلسطينيين والبدو الذين يتعاملون معهم، فهموا أن المخابرات الإسرائيلية تعمل لجمع معلومات ولإحباط عمليات التهريب.
ويشير المحلل العسكري الإسرائيلي لرعاية نظام عمر البشير لعمليات التهريب قائلًا: «يبدو أن عملية الرعاية التي تمنحها الحكومة السودانية لخدمة التهريب حتى الحدود المصرية، والقدرة على إخفاء القنابل الكبيرة في سلع بقالة تحملها شاحنات وتنقلها على طرق الدلتا، زادت من جرأة الإيرانيين والمهربين».
ويقول الخبير الإسرائيلي إن «نظام الإخوان المسلمين الجديد في مصر قلق بدرجة لا تقل عن إسرائيل من هذه الظاهرة. في القاهرة يعلمون جيدًا إمكانية تسرب بعض من هذه الأسلحة المهربة لعناصر إرهابية تمثل تهديدًا على النظام الجديد في مصر نفسها وفي سيناء. لذلك عززت المخابرات المصرية جهودها ونجحت في العام الحالي في اعتقال عنصرين أو ثلاثة يعملون في تهريب شحنات أسلحة كبيرة من السودان».
وعلى الرغم من التزام إسرائيل «الرسمية» بالصمت إزاء اتهامات السودان لها بالوقوف وراء الهجوم، وصف رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، السودان بأنه «دولة إرهابية خطيرة»، ووصف الرئيس السوداني عمر البشير بأنه «مجرم حرب».
وقال جلعاد إن «السودان كان دائما قاعدة عملياتية لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي السابق أسامة بن لادن.. النظام السوداني مدعوم من إيران، وأراضيه تشكل نقطة عبور من خلال الأراضي المصرية لنقل أسلحة إيرانية إلى إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي في غزة».
من ناحية أخرى، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن سفنًا حربية إيرانية رست في ميناء بورسودان، الاثنين، من بينها السفينة «خارك» والمدمرة «الشهيد نقدي».
ويبلغ عدد أفراد طاقم السفينة «خارك» 250 شخصًا ويمكن أن تحمل ثلاث مروحيات، بحسب ما أعلنته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وقال تقرير لمكتب العلاقات العامة بالبحرية الإيرانية إن الزيارة «تهدف إلى نقل رسالة سلام وصداقة لدول الجوار وضمان الأمن للنقل والشحن ضد القرصنة البحرية». وأضاف التقرير أنه من المقرر أن يعقد قادة مجموعة السفن اجتماعا مع قائد البحرية السودانية.
http://www.almasryalyoum.com/node/1206996
في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة السودانية رسميًا إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم الجوي، الذي تسبب في تدمير «مصنع ذخيرة» بالخرطوم، الثلاثاء الماضي، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن ما تم استهدافه في السودان كان محطة لتهريب أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة، فيما أعلنت فيه وكالة أنباء «فارس» عن رسو ثلاث سفن حربية إيرانية، الإثنين، على السواحل السودانية.
وقال «بن يشاي» في تقرير نشرته «يديعوت أحرونوت»: «وفقًا لكل المؤشرات، فإن ما تم تفجيره في السودان، لم يكن مصنعًا لإنتاج السلاح، وإنما شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر الحديثة، التي كانت في طريقها من إيران للعناصر الإرهابية في قطاع غزة».
ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي قوله إن «هذه الأسلحة المتجهة إلى غزة تمثل تهديدًا خطيرًا على إسرائيل والجيش الإسرائيلي، ومع ذلك، يبدو أن الأمر لا يتعلق بأسلحة كيماوية أو طائرات بدون طيار».
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إن «التقديرات تشير إلى أن جزءا على الأقل من هذه الأسلحة، خاصة منظومة الذخائر الخاصة والحديثة، تم إنتاجها في إيران وموجهة للجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة ولمنظمات أخرى في القطاع ممولة إيرانيًا».
وأضاف: «هذا السلاح جاء تقريبًا مموهًا في سفينة تجارية مدنية معلومة المسار: من الخليج الفارسي، عبر المحيط الهندي، ومن هناك لأحد موانئ الشاطئ السوداني على البحر الأحمر تم تفريغ الشحنة ونقلت بشاحنات إلى الخرطوم».
وتابع بن يشاي: «هناك، في عمق القارة الأفريقية، وبعيدًا عن عيون المتطفلين من رجال المخابرات الإسرائيلية (هكذا على الأقل يؤمن المنظمون) تم تفريغ شحنة الأسلحة الإيرانية في مصنع اليرموك التابع للجيش السوداني. في هذا المصنع تعمل ورش صيانة أسلحة الجيش السوداني، الذي لا يمتلك صناعة عسكرية متطورة، ولكن مما نشر يتضح أن له استخدامًا أكبر من ذلك: يعمل مصنع اليرموك، وفقًا لاتفاقية تعاون سودانية - إيرانية، كمحطة نقل برية مركزية لمنظومة تهريب الأسلحة الإيرانية لعملاء في شرق البحر المتوسط، وتتولى تشغيل هذه المنظومة «قوة القدس»، التابعة للحرس الثوري الإيراني، وعملاؤها يتمثلون في العناصر الإرهابية في قطاع غزة، حزب الله في لبنان وسوريا».
وعن مصادر الأسلحة التي تصل إلى مصنع «اليرموك»، بحسب رون بن يشاي، يقول المحلل الإسرائيلي: «لا يصل إلى مصنع اليرموك أسلحة من إيران فقط بشكل مباشر، ولكن من المحتمل أيضًا أن تصل إليه أسلحة مسروقة من مخازن الأسلحة التي كانت تابعة لنظام القذافي في ليبيا، وتم شراؤها من قبل الإيرانيين أو الفلسطينيين».
وأضاف بن يشاي: «السلاح من المصدرين ينقل من الخرطوم برًا للحدود المصرية، ومن هناك يتم نقله بواسطة مهربين مصريين لمنطقة الدلتا، وفي شمال سيناء، يتولى البدو مسؤولية نقله عبر الأنفاق إلى قطاع غزة».
وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين يسلكون الآن طريقًا مختلفًا لتهريب السلاح، عن الطريق الذي كانوا يسلكونه في الماضي، والذي كان مباشرًا وأقصر لغزة، الذي كان يبدأ من بورسودان على طول شاطئ البحر الأحمر للسودان ومصر، حتى خليج السويس، ومنه إلى سيناء، وذلك بسبب أن الإيرانيين والفلسطينيين والبدو الذين يتعاملون معهم، فهموا أن المخابرات الإسرائيلية تعمل لجمع معلومات ولإحباط عمليات التهريب.
ويشير المحلل العسكري الإسرائيلي لرعاية نظام عمر البشير لعمليات التهريب قائلًا: «يبدو أن عملية الرعاية التي تمنحها الحكومة السودانية لخدمة التهريب حتى الحدود المصرية، والقدرة على إخفاء القنابل الكبيرة في سلع بقالة تحملها شاحنات وتنقلها على طرق الدلتا، زادت من جرأة الإيرانيين والمهربين».
ويقول الخبير الإسرائيلي إن «نظام الإخوان المسلمين الجديد في مصر قلق بدرجة لا تقل عن إسرائيل من هذه الظاهرة. في القاهرة يعلمون جيدًا إمكانية تسرب بعض من هذه الأسلحة المهربة لعناصر إرهابية تمثل تهديدًا على النظام الجديد في مصر نفسها وفي سيناء. لذلك عززت المخابرات المصرية جهودها ونجحت في العام الحالي في اعتقال عنصرين أو ثلاثة يعملون في تهريب شحنات أسلحة كبيرة من السودان».
وعلى الرغم من التزام إسرائيل «الرسمية» بالصمت إزاء اتهامات السودان لها بالوقوف وراء الهجوم، وصف رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، السودان بأنه «دولة إرهابية خطيرة»، ووصف الرئيس السوداني عمر البشير بأنه «مجرم حرب».
وقال جلعاد إن «السودان كان دائما قاعدة عملياتية لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي السابق أسامة بن لادن.. النظام السوداني مدعوم من إيران، وأراضيه تشكل نقطة عبور من خلال الأراضي المصرية لنقل أسلحة إيرانية إلى إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي في غزة».
من ناحية أخرى، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن سفنًا حربية إيرانية رست في ميناء بورسودان، الاثنين، من بينها السفينة «خارك» والمدمرة «الشهيد نقدي».
ويبلغ عدد أفراد طاقم السفينة «خارك» 250 شخصًا ويمكن أن تحمل ثلاث مروحيات، بحسب ما أعلنته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وقال تقرير لمكتب العلاقات العامة بالبحرية الإيرانية إن الزيارة «تهدف إلى نقل رسالة سلام وصداقة لدول الجوار وضمان الأمن للنقل والشحن ضد القرصنة البحرية». وأضاف التقرير أنه من المقرر أن يعقد قادة مجموعة السفن اجتماعا مع قائد البحرية السودانية.
http://www.almasryalyoum.com/node/1206996