معالم مرحلة جديدة للتجسس الإسرائيلي

dodehaytham

عضو
إنضم
18 مايو 2008
المشاركات
68
التفاعل
0 0 0
بقلم: د. خير الدين عبدالرحمن
p044_01_01.jpg

طائرة تجسس نقلت الأنباء خبرين متصادمين في يوم واحد، هو يوم 2005/6/29، وعن شأن واحد، هو التجسس الأسرائيلي. فقد تداولت وسائل الإعلام في ذلك اليوم تقريرا عن اختفاء جهاز كمبيوتر فائق الأهمية للقوات المسلحة الإسرائيلية على الإنترنت عن مصدر عسكري أن هذا الجهاز اختفى بشكل غامض في شهر نيسان (أبريل) 2005 من قاعدة مركزية للجيش، وأن التحقيق الذي جري بإشراف مسؤول كبير لم يبدد غموض هذا الحادث الخطير.

قال مسؤول عسكري: " هذا تطور مثير للقلق الشديد، فليس منطقيا اختفاء كمبيوتر يحتوي معلومات بهذا القدر من الحساسية هكذا، بينما يفترض أن يكون محميا تماما". بدأت القضية باختفاء خادم شبكة الكمبيوتر الذي يستقبل معلومات استخباراتية من شبكة عسكرية، بعد أيام قليلة من تغيير محله ونقله إلى وحدة تدريب. أضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي: "إن العديد من أجهزة الكمبيوتر التابعة للجيش أو للاستخبارات قد فقدت في الماضي، لكن هذه الحادثة بالذات مختلفة وبالغة الخطورة، فهذا الكمبيوتر المفقود يتبع قسما كاملا، وفيه مخزون من معلومات هائلة الخطورة لا يمكن إصلاح الضرر الضخم المؤكد الذي ينشأ لو وقعت في أيدي أعداء".
تم الإعلان في نفس ذلك اليوم عن تسلم سلاح الجو الإسرائيلي أحدث طائرة تجسس في العالم من الولايات المتحدة. جرى إطلاق اسم" ناحشون بن عميدور" على تلك الطائرة، وهو اسم أول من عبر البحر الأحمر لدى خروج اليهود من مصر، وفقا للتاريخ اليهودي. تباهى قائد الطائرة بأنها قادرة على تصوير أي بقعة على سطح الكرة الأرضية بدقة كبيرة، وبهذا "سوف تحسن من الأداء التجسسي لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ توفر معلومات بالغة الأهمية والفعالية وأفضل صور دقيقة لأوضاع مختلفة الساحات". وقد أكد موقع سلاح الجو الإسرائيلي على الإنترنت قدرة هذا السلاح "على استيعاب الطائرة الجديدة وهضم تقنياتها العالية، إذ أمضى بعض طياريه عدة أسابيع في الولايات المتحدة للتدرب على الطائرة (WWW.IAF.ORG.IL).
أما عن ميزات هذه الطائرة التي تم تطويرها أصلا من طائرة رجال الأعمال "جلف ستريم Gulf stream"، والتي تعاقدت شركة ايليتا الإسرائيلية وشركة جلف ستريم الأمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 على صفقة تتضمن نموذجا للتجسس وآخر للمراقبة الجوية، فقد وصف قائدها قدراتها التكنولوجية بأنها فائقة التطور، كما لفت النظر إلى قدرة التحليق على ارتفاعات عالية جدا والبقاء في الجو خمس عشرة ساعة متواصلة، فتقلع من الولايات المتحدة إلى الخليج العربي مثلا بلا توقف ولا انقطاع (يديعوت أحرونوت، 2005/6/29م).
من ناحية ثانية، قال موقع الجيش الاسرائيلي على الإنترنت (www.IDF. IL) أن الطائرة الجديدة فائقة التطور تمنح سلاح الاسرائيلي تفوقا نوعيا لا نظير له، وأن الجيش الذي كان يعتمد على وحدات برية في مهام المراقبة الجوية صار يمتلك بهذا النوع من الطائرات قدرات غير مسبوقة لإنجاز مهام التجسس والمراقبة الجوية بفعالية ودقة كبيرتين. تبلغ تكلفة كل طائرة من هذا النموذج التجسسي، الذي لم يكن لدى سلاح الجو الإسرائيلي ما يضاهيه، نحو مئة مليون دولار.
من ناحية أخرى، تم بتعاون إسرائيلي- روسي إنتاج عدد من طائرات التجسس فالكون التي تعتمد على تقنيات أمريكية متقدمة. حلقت أولى تلك الطائرات المصنوعة في روسيا بمشاركة الصناعة الجوية الإسرائيلية فوق تل أبيب يوم 2002/5/30م . كان الاعتراض الأمريكي الشديد على تزويد الصين بتكنولوجيا أمريكية حساسة قد اضطر إسرائيل سنة 2000 إلى إلغاء اتفاق إسرائيلي- صيني سابق على إنتاج مشترك لنفس هذه الطائرة (معاريف، 2002/5/31م).
لقد تزايد الاعتماد الإسرائيلي علي أحدث تقنيات التجسس والاستطلاع، مثل سلسلة أقمار (أفق) الصناعية للتجسس، وطائرات بلا طيارين واختراق شبكات الكمبيوتر والتنسيق مع الولايات المتحدة للاستفادة من قدراتها وشبكاتها، وخاصة نظام التنصت الأمريكي العملاق (ب- 415- ايشلون) الذي يتنصت على كافة الاتصالات الهاتفية واللاسلكية والإلكترونية في العالم عبر شبكة ضخمة من مراكز ومحطات التنصت الموزعة في القارات الخمس، وعشرات الأقمار الصناعية وكابلات اتصالات خاصة بالنظام عبر المحيطات، بما يشكل أضخم شبكة تجسس في التاريخ البشري، إذ تتجسس يوميا على عشرات ملايين- وأحيانا مئات ملايين- الاتصالات المختلفة، تبعثها إلى مقر وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA في فورت ميد بولاية ميريلاند.
p044_01_02.jpg

ضبطت مصر 64 جاسوساً يعملون لاصحل الموساد
كان افتضاح أمر زرع أجهزة متناهية الصغر تتولى إرسال المعلومات والبيانات المخزونة في آلاف من أجهزة الكمبيوتر المستعملة في عدة دول عربية إلى الاستخبارات الإسرائيلية، بما فيها أجهزة تستخدمها جيوش عربية، نتيجة التواطؤ بين عملاء المخابرات الإسرائيلية ومصدّري تلك الأجهزة، مؤشرا إلى واحد من آلاف أوجه الاختراق المخابراتي الإسرائيلي. كما جرى تعديل مئات آلاف أجهزة الهاتف المحمولة المباعة إلى العديد من الأقطار العربية لمصلحة المخابرات الإسرائيلية قبل شحنها، بحيث يبدو عمل الهاتف طبيعيا وبريئا، لكن اتصالا يرد إلى ذلك الهاتف من رقم معين مبرمج مسبقا يؤدي إلى تشغيله دون أن يدري صاحبه، بحيث يتم التقاط كل كلمة ينطق بها المتكلمان ونقلها عبر الشبكة إلى محطة التنصت (تفاصيل هذه التقنية في مجلة New Scientist الأمريكية وموقعها على الإنترنت).
صنعت شركة Net Line الإسرائيلية لتكنولوجيا الاتصالات، على سبيل المثال، عدة أنواع من أجهزة تجسس دقيقة تستخدم في الهواتف المحمولة. وقد شرح بن تني، أحد صاحبي الشركة ( كلا الشريكين: (تني) و(جيل) إسرائيلي ، عمل في مخابرات الجيش الإسرائيلي ثم في شركة صناعة الطائرات الحربية) آلية عمل جهاز رصد الاتصالات من الهواتف المحمولة التي تبدو خاملة تماما، بينما مستخدموها يتصلون في تلك الأثناء بأي مكان من العالم دون إصدار رنين، ودون أن تضيء شاشة الهاتف المحمول، بحيث يتم استخدامه كجهاز إرسال ينقل معلومات ومحادثات لا حصر لها دون إثارة أي شبهات أو شكوك. كما أن شركته قد طورت محلل نشاط الهاتف المحمول الذي يرصد نشاط الهواتف المحمولة في مكان ما، مسجلا مكالماتها، ومعطيا إشارة تحذير مرئية أو مسموعة، كما أنه يستطيع اكتشاف ما إذا كان جهاز تنصت قد زرع في غرفة أو قاعة.
وقال (بن تني) إن تمردا متزامنا جرى في خمسة سجون برازيلية قد اعتمد تنسيق إعداده وتنفيذه على منتجات شركته، وكذلك حالات هروب مساجين من سجون فرنسية وغيرها.
بدأت أجهزة الاستخبارت الإسرائيلية أيضا استخدام طائرة صغيرة جدا بحجم كف اليد، طولها 15 سنتمترا ووزنها مئة جرام، بحيث تبدو أشبه بحشرة طائرة، وهي تحتوي آلة تصوير فديو وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء وجهاز لقياس مدى أشعة الليزر مرتبط بقمر صناعي وميكرفون تنصت ومجسات كيماوية وكاشف متفجرات. لا تصدر حشرات التجسس الإلكترونية هذه صوتا لدى طيرانها، وتعمل داخل قاعات مغلقة أو في العراء. (معاريف 2002/10/9م).

بدايات الموساد


إن مواقع رسم السياسات وصنع القرارات الإسرائيلية تعوّل كثيرا على دور تكنولوجيا الإلكترون والمعلوماتية في استعادة فعالية الموساد وبريقه القديم. وهنا نلقي نظرة خاطفة على بدايات هذا الجهاز. ربما كان أحد أهم النشاطات التجسسية الصهيونية المبكرة ذلك النشاط الذي قادة: هارون آرنسوهن، أحد أبرز قادة الاستيطان الصهيوني في فلسطين، وقائد المنظمة الصهيونية السرية المسماة (نيلي Nili)، فقد استطاع إقناع جمال باشا، والي دمشق العثماني، بتعيينه في 1915/3/27 مفتشا لعمليات مكافحة الجراد في سورية وفلسطين ولبنان، واتخذ من هذه الوظيفة وسيلة تضمن له حرية الحركة والتنقل والاتصال، وغطاء لنشاطه التجسسي الذي كانت أبرز محطاته: قيادته مجموعة صهيونية استخباراتية هيأت لنزول القوات البريطانية على شاطئ فلسطين واحتلالها. وأخطر مهماته مع رجل المخابرات البريطاني الشهير لورنس: ترتيب اللقاء الثاني بين رئيس المنظمة الصهيونية العالمية حاييم وايزمان، وفيصل بن حسين الذي عينه البريطانيون لاحقا ملكا على سورية، ثم على العراق -إذ وقع فيصل في ذلك اللقاء يوم 13-1-1919م. وثيقة موافقته على قيام دولة يهودية في فلسطين (جاك ديروجي وهنري كارمل، تاريخ إسرائيل السري: 1917-1977، الترجمة العربية، دمشق 1978، ص 42).
كان قرار تأسيس الموساد قد اتخذ في اجتماع سري عقده سنة 1937م في تل أبيب قادة الحركة العمالية الصهيونية والهاغانا والكيبوتزات. أعطي الجهاز آنذاك اسم Mossad Aliya Beth، أي (منظمة الهجرة غير المرخص بها). وبالتالي كانت المهمة الرئيسة له تهجير اليهود من أوربا خاصة إلى فلسطين بوسائل غير مشروعة، وانتهاكا لقوانين وأنظمة الدول المختلفة. كان المركز الرئيسي للموساد في باريس، ثم تم نقله إلى استنبول، وأعيد مجددا إلى باريس في آذار (مارس) 1945، وأقيمت إلى جانب المقر الرئيس في باريس قاعدة ميدانية ضخمة في ميناء مرسيليا الفرنسي، شكلت دولة داخل الدولة الفرنسية آنذاك. قال مسؤول أمريكي في ذلك الوقت إن للموساد في فرنسا جهاز اتصالات أفضل مما لدى الجيش الأمريكي في ألمانيا، ناهيك عن تجنيد مئات من الوزراء وكبار المسؤولين وأصحاب النفوذ الفرنسيين في صفوفه. وأقيمت كذلك مراكز استعلامات وقواعد ومحطات للموساد في كل أنحاء أوربا، بحيث لعب دورا رئيسا في تنفيذ عملية اغتصاب فلسطين وإقامة دولة صهيونية على معظم أرضها، إضافة لهذا الوجود القوي في أوربا، قبل إعلان إقامة إسرائيل على أرض فلسطين في 1948/5/15،
قال جاك ديروجي وهنري كارمل في كتابهما المشار إليه تاريخ إسرائيل السري 1917- 1977 (ص 17) أن الموساد استطاع دس عملاء في معظم البلدان والجيوش العربية قبل نشوب الحرب في العام 1948 بين تلك الجيوش والقوات الصهيونية يوم إعلان إقامة إسرائيل . جاء في الكتاب أنه أثناء تلك الحرب وبعد الهدنة تسلل عدد من رجال الموساد إلى بيروت ودمشق وعمان وبغداد والقاهرة منتحلين أسماء وشخصيات عربية، وتوصل بعضهم إلى احتلال مراكز هامة في تلك العواصم، مما سمح لهم بإغراق جهاز الموساد بأدق وأفضل المعلومات عن الدول العربية. واستثمر الجهاز تلك المعلومات لتكرار وتكريس انتصارات إسرائيلية عسكرية وسياسية ومخابراتية، ولإحباط خطط وبرامج وجهود العرب في سياق صراعهم ضد الغزوة الصهيونية.
توهم البعض بأن رضوخ عدة أنظمة عربية للضغوط الأمريكية الهادفة إلى إنهاء الصراع وتصفية القضية الفلسطينية عبر تسويات أحادية بين كل من هذه الأنظمة على حدة والحكومة الإسرائيلية يقلص الحاجة الإسرائيلية إلى التجسس في العالمين العربي والإسلامي. سرعان ما تبين خطأ هذا. لقد أظهرت تجارب العقود الأخيرة بوضوح أن التجسس الإسرائيلي على البلدان العربية والإسلامية ازداد، ولا يستثني أيا منها. عددت صحيفة الوفد المصرية مثلا في نهاية العام 2000 خمسا وعشرين حالة لشبكات تجسس وتخريب إسرائيلية، ضمت أربعة وستين جاسوسا، تم الإعلان رسميا في مصر عن ضبط أفرادها واعتقالهم خلال العقد الأخير من القرن العشرين، عدا ما لم يتم اكتشافها وضبطها من الحالات المماثلة، وعدا ما اقتضت أسباب مختلفة أن تتكتم السلطات المصرية بشأنها أو أن تغض الطرف عنها. بل قد تم ضبط تسع شبكات تجسس إسرائيلية في مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة من القرن العشرين (انظر: تل أبيب تتجسس على طائرة الرئيس مبارك..، المستقلة، لندن، 2000/12/12، ص6).
تضمنت نشاطات تلك الشبكات: الحصول على معلومات حيوية وأسرار عسكرية واستراتيجية وتجنيد عملاء محليين وتزوير عملات نقدية وتهريب نحو خمسمئة طن من المخدرات سنويا إلى مصر. وساعد في هذا أن اتفاقية كامب ديفيد خولت الإسرائيليين دخول سيناء بدون جوازات سفر. ضمت أبرز تلك الشبكات عدة موظفين في المركز "الأكاديمي" الإسرائيلي في القاهرة وموظفة أمريكية في هيئة "المعونة" الأمريكية، وتم ضبط أفلام وصور لوحدات من الجيش المصري ومحطة استقبال وإرسال لاسلكي ومعمل تحميض وأدوات تجسس ليزرية لديها، وكذلك شبكة ضمت صبحي مصراتي وابنه ماجد وابنته فائقة، وهم أصلا من يهود ليبيا، ومعهم ديفيد أوفيتس الذي لقنهم التجسس على الوحدات والمواقع العسكرية المصرية والشخصيات الهامة ومسؤولين كبار وأبنائهم ، خاصة بغواية الابنة (فائقة) التي أقامت علاقات جنسية مع العشرات من هؤلاء. تم إطلاق سراح أفراد تلك الشبكة، على الرغم من اعترافهم بالتجسس، وعلى الرغم من الإهانة العلنية المتلفزة التي وجهها صبحي المصراتي في آخر جلسة عقدتها المحكمة عندما شتم مصر وحكومتها وقضاءها، ثم صدم الحضور من محامين وشرطة ورجال إعلام وسواهم عندما شرع في التبول باتجاه هيئة المحكمة مطلقا سيل شتائمه، واعتدى بالضرب على ضابط الحراسة الذي حاول منعه. وتم وقف المحاكمة في أيار (مايو) 2002 وجرى إرسال هؤلاء الجواسيس إلى فلسطين المحتلة في طائرة مصرية خاصة، استجابة لضغوط أمريكية وإسرائيلية.
تكرر أيضا إطلاق سراح أشد الجواسيس الإسرائيليين خطورة وغموضا، عزام مصعب عزام، الذي أقام مصنعا لإنتاج الملابس في منطقة (شبرا الخيمة) العمالية في ضواحي القاهرة بالاشتراك مع أحد المصريين، وجعل المصنع قاعدة لأعمال تجسس وتخريب فائقة الخطورة؛ فبعد اعترافاته وإدانته قضائيا ومقاومة مصر للضغط الأمريكي والإسرائيلي لإغلاق ملفه، أطلق سراحه فجأة في ربيع العام 2005 .
لقد شهد الموساد الإسرائيلي بشكل خاص مؤخرا، إضافة إلى أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية الأخرى: الشين بيت والشاباك والاستخبارات العسكرية (أمان)، تركيزاً شديدا على إعادة التنظيم والتأهيل على نحو يستثمر قدرات أحدث التقنيات الإلكترونية، إضافة إلى العنصر البشري، لتكثيف نشاطات التجسس على البلدان العربية الإسلامية. وإذا كانت الآفاق التي تتيحها التقنيات الإلكترونية المتداولة بين عامة الناس هائلة الاتساع، فهي تتيح بالتأكيد فرصا متجددة غير محدودة لاستخدامها واستغلال قدراتها من قبل أجهزة وشبكات التجسس.
إن الاستغلال المخابراتي الإسرائيلي لتكنولوجيا المعلومات وتسخير الشبكة العنكبوتية والإنترنت لغرف قدر هائل من المعلومات عن الأوضاع والتحولات العربية، أمر مؤكد؛ فهذه التقنيات الإلكترونية تغني عن إرسال أو زرع أو استقطاب عشرات آلاف الجواسيس. إن الحواسيب العملاقة الإسرائيلية التي تتلقى دفق كميات هائلة من المعلومات عن العالمين العربي والإسلامي على مدار الساعة، بما فيها ما قد يبدو نفايات معلومات تافهة سطحية، تتغذى أساسا من اختراق المواقع والشبكات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر العسكرية والمدنية.
لقد تم التشديد في قيادة الموساد على ضرورة مواجهة التحدي بعقلية جديدة وأساليب مبتكرة بعد سلسلة من الإخفاقات والنكسات التي تعرض لها عمل هذا الجهاز الذي نال شهرة أسطورية في الماضي. يلفت النظر هنا لجوء الموساد للمرة الأولى في نهاية شهر تموز (يوليو) 2000 إلى نشر إعلانات مفتوحة في وسائل الإعلام ذكرت أنها "تحتاج لمواجهة الأخطار المتزايدة في المنطقة، إلى جواسيس بمواصفات خاصة حاصلين على مؤهلات عليا ويعتقدون أنهم مؤهلون للعمل في الوكالة" ودعت "أفضل يد عاملة في السوق" ممن أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين "التواقين إلى مهنة مشوقة" لتقديم طلباتهم بالبريد إلى عنوان بريدي حددته من أجل الانتماء إلى "وحدة الصفوة الخاصة بالمواهب المتميزة" متعهدة بامتيازات مغرية هامة.

أهم نكسات الموساد


نذكّر هنا ببعض أهم نكسات الموساد الأخيرة، مثل الأزمة الحادة مع الحكومة النيوزيلندية التي رفضت رئيستها هيلين مثل الاتهام الخضوع لأسلحة الابتزاز الصهيوني البالية كالاتاهم باللاسامية لإغلاق ملف جاسوسَيْ الموساد: أوريل كيلمان وايلي كارا، اللذين أدانتهما محكمة نيوزيلندية في العام 2005 بالتجسس والتخريب في نيوزيلندا لصالح الموساد والانتماء إلى عصابة صهيونية تمارس الجريمة المنظمة وخرق السيادة والقوانين النيوزيلندية والقانون الدولي.
قبل أن تخف ضجة هذه الأزمة، تفجرت فضيحة تجسس لاري فرانكلين، الموظف الكبير في وزارة الدفاع الأمريكية لصالح المخابرات الإسرائيلية، مما أدى إلى اعتقاله وبدء محاكمته، تكرارا لحالة الجاسوس الآخر جوناثان بولارد الذي نقل للمخابرات الإسرائيلية كميات هائلة من المعلومات والوثائق عن دول عربية وإسلامية- وخاصة باكستان- مستغلا عمله في قيادة القوات البحرية الأمريكية.
كذلك كانت فضيحة جون دويش، رئيس المخابرات المركزية الأمريكية الذي استقال في 1996 وقدم اعتذاراً رسميا بعدما اعترف لسلطات التحقيق بأنه سلم العديد من الوثائق السرية للسفير الإسرائيلي في واشنطن بن أليعازر.
ثم فضيحة السفير الأمريكي في تل أبيب الصهيوني المتطرف مارتن انديك، الذي كان مسؤول المخابرات الخارجية الأسترالية أصلا ثم هاجر إلى الولايات المتحدة، حيث رتبت القيادات الصهيونية له الحصول على الجنسية الأمريكية وتعييته مساعدا لوزير الخارجية الأمريكية خلال أسابيع قليلة من وصوله إلى الولايات المتحدة، تجاوزا للقوانين والأنظمة الأمريكية المرعية. لقد أوقف انديك عن عمله في العام 1999 وجرد من امتيازاته الدبلوماسية والسياسية وخضع للتحقيق بتهمة ارتكاب جريمة تضر بالأمن القومي الأمريكي من خلال تسريبه وثائق ومعلومات سرية أمريكية عن العلاقات والاتصالات مع المسؤولين العرب كان يحولها من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية إلى أجهزة كمبيوتر الموساد الإسرائيلي. وتكررت فضيحة مماثلة كشفت عمالة رونالد نيومان، السفير الأمريكي المرشح للبحرين، للموساد الإسرائيلي.
وكشف مجلة In Sight الأمريكية المتخصصة بشؤون المخابرات في نفس الفترة أن تحقيقا يجريه مكتب التحقيقات الاتحادي FBI أثبت قيام الموساد بالتنصت على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية لمسؤولين أمريكيين كبار في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، لكن وزارة العدل الأمريكية عرقلت جهود المكتب لتقديم اتهام بهذا الصدد متذرعة بضرورات دبلوماسية تتطلب تحاشي أزمة أمريكية - إسرائيلية.
أكد تقرير لوكالة (درادج ريبورت) المعلوماتية الأمريكية ما ذكرته هذه المجلة وأضافت أن عمليات التنصت الإسرائيلية في واشنطن تتم منذ أربع سنوات بواسطة شركة اتصالات يملكها الموساد في واشنطن. إن الذين يتجسسون على الولايات المتحدة- وهي ضامنة وجودهم وحامية تجاوزاتهم واعتداءاتهم وتفوقهم ومموّلة كيانهم، التي لا تبخل عليهم بدعم مالي وعسكري وسياسي واقتصادي وأمني- لن يتورعوا عن التجسس على أي دولة أخرى.
فرضت التطورات المتلاحقة تركيزاً إسرائيليا أشد بكثير على تنشيط العمليات المخابراتية. تركز توجهات السياسية الإسرائيلية الراهنة المحمية والمدعومة كليا من قبل الولايات المتحدة على استثمار الأوضاع الناجمة عن الاحتلال الأمريكي للعراق، يتضمن التوسع في تنفيذ استراتيجية التوتر، التي تنسجم مع التكتيك الأمريكي الراهن الذي أسمته كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، انتهاج سياسة "الفوضى الخلاقة". كان جيفري ستاينبرغ، المحلل الاستراتيجي اليهودي في وكالة EIR المخابراتية الأمريكية، قد جزم في مرحلة انتصار مجاني مماثل سابق أهدته الحرب الأمريكية الأولى ضد العراق لإسرائيل أنه " لا شك على الإطلاق في أن هناك مصالح أمريكية اسرائيلية مشتركة في تنفيذ استراتيجية التوتر، لكن الدوافع السياسية والجيوبوليتيكية وكذلك اللاعبين الإسرائيليين في هذه العملية الرامية إلى زعزعة الاستقرار ترتبط جميعا ارتباطا أساسيا بوكالات المخابرات الأوربية والإسرائيلية" (الكفاح العربي، بيروت، العدد 765، 1993/3/29). لذا نتوقع تنشيط أعمال التخريب والاغتيالات واختراق البني المجتمعية والفكرية والعقيدية والإعلامية والمؤسساتية العربية والإسلامية وإثارة الاضطرابات والقلاقل والأزمات الاقتصادية والحروب الأهلية والصراعات السياسية والقبلية والمذهبية والطائفية في أكثر البلدان العربية والإسلامية... كل ذلك متوقع بوتيرة أشد كأبرز مهام المخابرات الإسرائيلية الراهنة.
لقد منحت الأوضاع التي أفرزها الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق داخل العراق وعلى امتداد إقليمي واسع مشروع الغزوة الصهيونية مستوى هائلا من الأمان على الصعيد الاستراتيجي المرحلي، لكنها ضاعفت في الوقت نفسه من المخاطر الهائلة الناجمة عن تصعيد توجه قوى شعبية نحو القتال ضد إسرائيل والولايات المتحدة معا، خارج أطر الجيوش والحكومات المقيدة بمعادلات وضغوط وتدخلات دولية. هذا دافع جوهري مؤكد لمضاعفة جهود وأدوات التجسس الإسرائيلي في المنطقة. ولا فرق هنا بين دول خدّرها وَهْمُ أنها باتت في مأمن بعد توقيعها معاهدات تسوية وصلح مع الحكومة الصهيونية، وبين دول لاتزال قواها الفاعلة تتمسك بالموقف المبدئي، معتبرة أن اغتصاب فلسطين وتحويل معظم أرضها إلى كيان أجنبي استيطاني عنصري صهيوني هو باطل لا يكتسب شرعية بمرور الزمن أو بضغوط أمريكية، وأن الصراع العربي - الإسلامي ضد الغزوة الصهيونية مستمر ومتجدد: صراع وجود، لا مجرد نزاع على حدود.
 
المخابرات السرية

إن المخابرات السرية هي مجال للنشاط الإنساني يبدو فيه – كما هو الحال غالبا – أن الوضوح ليس سوى ظاهرة يكتنفها الغموض .وليس هذا فقط شيئا متأصلا في أعمال المخابرات ولكنه غالبا شئ متعمد إلى وليس من النادر أن يئول إلى الفشل إلى ولنأخذ لذلك مثالا بسيطا عن " الشبيط " وهو نوع من السمك الرخو الذي يفرز من جسمه سائلا أسود اللون إلى لإخفاء اتجاه تحركه عن عدو كامن متربص له .. فالذي يحدث هو أن عدو الشبيط لن يحاول فقط إختراق تلك السحابه المظلمه ( وهي محاوله من المحتمل أن تؤدي إلى الفشل ) بل أنه أيضا سوف يحسب إلى من خلال معلوماته عن التيارات المائيه إلى والتكوين الصخري تحت الماء إلى وما إلى ذلك إلى اتجاه النجاة المحتمل أن يسلكه عدوه أو فريسته .
وفي غضون ذلك قد يصاب الشبيط نفسه بالارتباك إلى ويضل طريقه في المتاهة السرية التي خلقها بنفسه إلى بل وربما لازمه سوء الحظ إلى فما أن يبرز من تلك السحابة السوداء حتى يجد نفسه مباشرة بين فكي عدوه .
وثمة مثال آخر للمخابرات السرية إلى يتمثل في الخداع " البلف " الذي يمارسه لاعب البوكر . ذلك أن أي لاعب بوكر يعرف طبيعة هذا النوع من الحيل الخادعة . فهو ببساطة يستطيع بحركة بارعة يبديها أثناء المقامرة إلى إقناع لاعب أو أكثر من خصومه بأن لديه أوراقا أفضل مما لديهم إلى فينسحبون رغم أن أوراقهم هي الأفضل إلى وعندئذ يكسب اللاعب الماهر نقودهم إلى دون أن يكشف لهم أوراقه " السرية " .
وثمة حيلة أخرى أكثر تعقيدا تعتمد على سلسلة من أعمال " البلف " لإقناع الخصوم إلى بأنه يخدعهم فعلا مرة أخرى ( وعندئذ يحسبون انه ليست لديه أوراق تتفوق على ما لديهم بينما هو في الحقيقة يملك أوراقا ممتازة تكسب ما لديهم ) .
والحق أن الجمع بين أعمال الخداع " البلف " واللا خداع والخداع المضاد إلى تكاد أن تكون بلا حدود . ولاعب البوكر الماهر يمكنه أن يكسب الكثير من المال وبذا يتيسر له أن يدفع لزوجته أو لعشيقته ما يمكنها من التعامل مع أفضل صانعي الأزياء !.
ومن أنواع الخداع أيضا ما يعتبر لونا من العبث إلى مثل المكالمات التليفونية المجهولة إلى عن وجود قنبلة في مكان ما كمحطة سكة حديد كبرى مما يؤدي إلى إخلائها من الناس .
إن هذه الأمثلة السابقة المأخوذة من الحياة اليومية العادية إلى هي مجرد نوعين من بين آلاف غيرها إلى مما يمكن أن نقابلها كثيرا إلى وان لم يكن بصفة مستمرة .
بيد انه يجمع بينهما جميعا صفة مشتركة إلى وهي التنافس بين القدرات العقلية إلى مما يعني وجود علاقة قائمة على التعارض بين طرفين . وهذا قد يتراوح من المنافسة الودية بين المقامرين أو الرياضيين إلى العداء القاتل بين الدول أو الأديان أو الأيديولوجيات . وهذا النوع يهمنا بالدرجة الأولى إلى كما يهمنا بدرجة أقل ما يتفرع منها من أعمال الدعاية والتخريب .
على أن معظم أعمال المخابرات ليست سرية مطلقا . وهذا صحيح – بصفة خاصة – في المجتمعات العصرية المفتوحة إلى التي يمكن أن يشار إليها هنا – لملاءمة الواقع – بالدول الديموقراطية إلى أي الدول التي تملك – في زمن السلم – صحافة حره وحدودا مفتوحة إلى وتتبادل فيما بينها بعثات دبلوماسية وأنشطة تجارية إلى وتتبع أنماطا متشابهة في الأخلاقيات السياسية.

الموساد يقع "الموساد" في مبنى عادي في شارع الملك شاؤول في تل أبيب وتطلق عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية اسم (عين داود الثاقبة)، وتم تأسيس الموساد قبل إنشاء دولة إسرائيل بنصف قرن تقريبا! إلى وجاء مواكبا للقرار الذي اتخذ في مدينة "بازل" السويسرية خلال أغسطس 1897 أثناء اجتماع المؤتمر الصهيوني الأول برئاسة ثيودور هرتزل ففي عام 1907 انشأ الحزب منظمة عسكرية من اليهود الأوروبيين تسمى (بارجيورا) ثم تأسست الوكالة اليهودية عام 1923 بقرار من المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهي الوكالة التي أخذت على عاتقها تنشيط هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين بشتى الوسائل.
وفي عام 1920 تم تشكيل منظمة الهاجانا (الدفاع) العسكرية شبه القانونية وكان هدفها المعلن هو الحفاظ على موطن اليهود القومي ثم دخلت تحت وصاية الوكالة اليهودية التي تشكلت بعدها بثلاث سنوات، وشكلت الهاجانا فيما بعد قوام جهاز المخابرات الإسرائيلي الحالي "الموساد".
ومن خلال الهاجانا تكونت منظمة سرية خاصة سميت مكتب المعلومات (شيروت يهوديوت) عرفت باسم (شاي)، وفي عام 1937 أنشأت الهاجانا أيضا منظمة (موساد لي اليافي بيت) أي (مكتب الهجرة)إلى واسمها الأول (موساد) هو الاسم الذي استعاره جهاز المخابرات الإسرائيلية عام 1951 ليكون اسمه حينما ظهر لأول مرة بشكل رسمي، كما ورث أيضا شبكة جواسيسها.
ونظرا لتعدد تنظيمات التجسس الإسرائيلية رأت القيادة الصهيونية أن تنشئ جهازا خاصا لتنسيق أنشطتها سمي (شيروت إسرائيل) أو (في خدمة إسرائيل)إلى وقد تولى تأسيسه روفين شيلوح الذي رأس الموساد بعد تأسيسه رسميا.
وطبقا لإحصائية نُشرت عام 1996، يبلغ عدد العاملين في الموساد نحو 1200 إلى 1500 شخص، من بينهم 500 ضابط يعمل الواحد منهم حتى سن الثانية والخمسين، ويحال بعدها للمعاش، ويتقاضى 70 في المائة من مرتبه وقتها إلى وللموساد شبكة للعملاء تغطي أنحاء العالم تضم 35 ألف شخص (20 الفاً عاملون والباقي في حالة كمون موقت).
يتولى الموساد العديد من المهام منها: التجسس إلى الاغتيالات إلى الحصول على الأسلحة إلى التجسس المضاد إثارة الفتن إلى الخطف.. الخ.
ويتكون الموساد من عدة أقسام رئيسية لكل منها دور أو مهمة خاصة بها وتتراوح مهام هذه الأقسام بين جمع المعلومات وتصنيفها ودراسة هذه المعلومات وتقييمها، والمراقبة والتجسس، والتجنيد وتنفيذ العمليات الخارجية الخاصة من قتل وتصفية .. الخ، إضافة إلى قسم خاص بالتصوير والتزوير والشفرة وأجهزة الاتصال، فضلا عن قسم خاص بالتدريب والتخطيط ورفع كفاءة العاملين بالجهاز .كما يضم الموساد قسما لمكافحة التجسس والاختراق . ويعتبر قسم العمليات هو أكبر فروع الموساد ومهمته تنظيم نشاط وعمل الجواسيس المنتشرين حول العالم.
وهناك أيضا وحدة خارجية أخرى تسمى (عل) أي رفيعة المستوى إلى وهي تقوم بجمع المعلومات عن كل الدول العربية من داخل الولايات المتحدة الأميركية بواسطة تعقب البعثات الديبلوماسي

http://www.yabeyrouth.com/pages/index2662.htm
 

جهاز
1777a.jpg
الموساد

يتعلم المرشحون الجدد من المدربين في مدرسة الموساد كيفية تجنيد العملاء في المخابرات الإسرائيلية ، وعموما من ناحية سيكولوجية ، تراعى نقاط الضعف في الشخص الذي يراد تجنيده ، وتدرس جيدا السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل عملية الاقتراب منة . وهناك ثلاث أساليب رئيسية تستخدمها الموساد للتجنيد وهى : الجنس والمال والعاطفة ،( سواء أكانت الانتقام او الأيديولوجية). إن فكرة التجنيد لدى الموساد تشبة دحرجة صخرة عن تله وتستعمل كلمة (ليداردو) ، والتي تعنى الوقوف على رأس تله ودحرجة جلمود من هناك ، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء ، يتم اخذ شخص وجعلة تدريجيا يقوم بشيء مخالف للقانون او للأخلاق ، ويتم دفعة منحدرا عن التله ، لكنة إن كان هذا الشخص على قاعدة راسخة فانة لن يقدم المساعدة ، ولا يمكن استخدامه ، والقصد كله هو أن يتم استخدام الناس ، ولكن لكي يتم استخدامهم يجب قولبتهم ، وإذا كان هناك شخص سعيد في حياته ولا يحب الشرب او الجنس وليس بحاجة للمال ، وليست لدية مشكلات سياسية فلا يمكن تجنيده ، وما يمكن عملة هو التعامل مع الخونة ، فالعميل خائن مهما كانت درجة عقلنتة للأمر ، لذلك تتعامل كوادر الموساد مع أردأ أنواع البشر ، وقد تستخدم مهارات عاليه وغامضة في كيفية استقطاب الجواسيس في دول الجوار . وتقوم الموساد بتدريب عملائها على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر ، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد واطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسة ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟ ( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا او مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في أخر النهار ، وقد طبق أثناء عملية التدريب استبيان عن الاتجاهات خاصة عن القتل . ويعتبر ذلك في الموساد نقطة أساسية في أعمال الجاسوس الإسرائيلي ، خاصة الذين يلتحقون بفرقة( الكيدون ) وهي وحدة داخلية من جهاز الموساد وتقسم إلى ثلاث فرق كل منها مكون من اثني عشر شخصا ، مهمة هؤلاء الاغتيال ويطلق عليهم "ذراع عدالة إسرائيل الطويلة " أو ( الحربة ) وهي وحدة الاغتيالات المسئولة عن الجواسيس ، وتلعب سيكولوجيا الجنس دورا مهما في أعمال الموساد الميدانية والتي هي على درجة عالية من الستر ، واستخدام النساء شائع كذلك في أعمال معظم المخابرات الأخرى ، ولكن يبدو انه ليس هناك من يجيدة اكثر من المخابرات الإسرائيلية . وعادة ما يتم تدريب المرشحين الجدد على كيفية توظيف الجنس في أعمال جمع المعلومات او التجنيد بعد الابتزاز ، وفي مبنى قيادة الموساد هناك ما يسمى بــ ( الحجرة الصامتة ) وهناك شبة اتفاق بين رجال الموساد أن يقيموا اتصالات جنسية . ( ويذكر أحد المرشحين ) : " ما خيب أملي أنني اعتقدت عند حضوري إلى هناك أني ادخل معبد إسرائيل المهيب فإذا بي في سدوم وعمورة " ، ( وهى أماكن اللواط والجنس ) . وكل شخص مرتبط بشخص آخر من خلال الجنس ، كان نظاما متبادلا من الخدمات المتبادلة ، أنا أدين لك ، وأنت تدين لي ، أنت تساعدني وأنا أساعدك ، كانت اغلب السكرتيرات في مبنى الموساد على درجة عالية من الجمال ، وهذا أحد شروط اختيارهن وقد يصل الأمر حد الطلب إليهن أن يكن مرنات بما يتمشى ذلك مع العمل ، وبعض العملاء لهم سطوة غير عادية على النساء فوصف أحدهم ( كان جذابا للنساء كالمغناطيس ) ويصف أحدهم مشكلات الخيانة الزوجية : ( هذا هو الشخص الذي تأمنة على حياتك ، لكن يجدر ألا تأمنة على زوجتك ) ، فقد تكون في بلد عربي ، في الوقت الذي يقوم فيه بإغواء زوجتك ، واصبح من المألوف جدا إذا ما تقدم شخص للعمل في الموساد أن يطرح علية هذا السؤال ، لماذا أنت من ذوى القرون ؟ . أي الذي تخدعهم زوجاتهم ، وكان لدى بعض رجال الموساد عدد من الخليلات وتستخدم شقق هؤلاء الخليلات كبيوت مأمونة ، يقوم عملاء الموساد بالمبيت في كل ليلة في شقة مختلفة ، وقد تختار الموساد نساء جذابات للرجال كالمغناطيس مما يسهل عملية ابتلاع السمكة للخطاف ، ولا يمكن تصور الأهمية التي يلعبها الجنس في حياه ضباط وعملاء الموساد فعامل عدم اليقين يعنى الحرية المطلقة . فإذا ما التقى الضابط أو العميل بمجنده وأراد أن يقضى نهاية الاسبوع ، معها فالأمر سهل لأن زوجته اعتادت على حقيقة غيابه عن البيت ، وهذا النوع من الحرية مرغوب فيه والطرافة الحقيقية انك لا تستطيع أن تصبح عنصرا في الموساد ما لم تكن متزوجا ، ولا يمكنك السفر إلى الخارج ، وهم يقولون أن شخصا غير متزوج سوف يسعى للعبث مع الفتيات وقد يلتقي بواحدة تكون عميلة . هذا في حين أن الجميع كانوا يعبثون ، مما يجعلهم عرضة للابتزاز ، ففي سيكولوجيا الاستخبارات الإسرائيلية تم تكريس انتباه خاص للافخاخ الجنسية ، حيث تلتقط صور لنساء شابات في أوضاع مثيرة ، وتستخدم لابتزاز الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع المخابرات ، حيث يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ، وهذا يعتبر سلاحا قويا في أجهزة المخابرات الإسرائيلية ( بالنسبة لمجتمع مسلم تقليدي) وكذلك يقوم جهاز ( الشين بيت ) باستغلال الزيارات التي يقوم بها المواطنون لمراكز عمل تصاريح المرور والعمل ، وكان ( الشين بيت ) يعتمد طريقة إظهار أن السجين او الموقوف قد اصبح مخبرا ، وذلك بتعريضه لانتقام زملائه السجناء ، ولقد قامت الموساد بتركيب صور فاضحة بصورة فائقة بهدف الابتزاز أو المساعدة في جمع المعلومات ، ولقد تم تصوير بعض القادة العرب من خلال عملية التلاعب بالافخاخ الجنسية ، وتلعب هذه العمليات الابتزازية وفق نشاط رجال الموساد وعملاؤهم وتبعا لسيكولوجيا الجنس دورا مركزيا في الحرب النفسية كما يمارسها جهاز الموساد. * التجـنــيـــد * تتنوع أساليب (الموساد) في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات ، وحسب القسم المسؤول عن العميل في المركز الرئيس. ولا توجد قاعدة واضحة محددة تستلزم الحصول على موافقة المركز الرئيس.. قبل تجنيد عملاء - باستثناء حالة البلدان الشيوعية ، والإسرائيليون مستعدون لاستغلال أي نوع من الدوافع ( جميع أشكال الدوافع لدى العملاء لكسب عملاء جدد ) ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك العملاء ، ويمكن أن نلخص نقاط الضعف هذه أو الدوافع على سبيل المثال لا الحصر بالتالي: * دوافــع التجنيـد * 1- الدافع المادي بغرض تحقيق رغبة ، أو "أمنية" يصبح الفرد أسيرا لها، وهنا يتم عرض او ( إغداق المال) على العميل إما لقضاء حاجته او للتمتع بالخمر والنساء والظهور بمظهر القادر واللائق أمام حبيبته أو أهلة أو زوجته أو القادر بعد فشلة لسنوات في جمع المال ، أو بعد تجارة خاسرة ، أو( للاستمرار ) في الظهور بنفس الحياة بعد فقدان ذلك او عرض مبالغ او رواتب على موظفي الفنادق ،أو سائقي تاكسيات الأجرة ذوى الدخل المحدود ورغبة بعض هؤلاء في عدم الاكتفاء ( بالدخل المشروع ) ، واتباع اقصر الطرق وأسهلها للثراء مع الاستهتار بجميع القيم . 2- الأفراد الموتورون ، واللذين لحق بهم ضرر نتيجة قيام الثورات في سوريا ، ومصر، او نتيجة للتأميمات ، أو اللذين اغتيل او اعدم مقربون لهم ، كأزواجهن أو أبنائهم لخيانتهم فتستغل ( الموساد) ذلك وتتصل ببعض هؤلاء بدافع الانتقام والشعور بالاضطهاد وما يتولد عند هؤلاء من حقد. 3- نقص الدافع الوطني، خاصة عند اللذين يكثرون من الاختلاط بالأجانب ، ويقلدونهم ويتقمصون شخصيتهم وطريقتهم في الحياة ، ( المغتربون وطنيا ) الذين يعنون ( الاغتراب الفكري ) وبعض هؤلاء يتولد عندهم عدم الولاء) خاصة من أفراد بعض الأقليات والمتجنسين. 4-الضعف الخلقي والشذوذ الجنسي ،أو خلق ( الشذوذ ) أو ممارسته مع البعض بهدف تجنيده ، مع تصويره وتهديده بذلك. 5- الابتزاز والضغط والتهديد والمساومة ، مثلا الإفراج عنة من الحبس مقابل مهمات معينة ، أو تخيف العقوبة مقابل تجنيده ، أو تهديده بأحد أفراد أسرته ، بقتل طفلة ، أو اغتصاب ابنته ،أو زوجته ، أو ما شابة ذلك ، خاصة بالنسبة لبعض المناطق التي تقدم هذه المسألة على مسألة "الخيانة" ،( العرض ولا الأرض) وعند الموافقة يضيع العرض ( نقطة الضعف ) وتطير الأقدام من فوق الأرض . 6- بعض تجار المخدرات والمهربين ، مقابل مساعداتهم في التهريب ، او تمرير بضائعهم ، يدفعون (المقابل). 7- استغلال عقدة الذنب بالنسبة لبعض الألمان خاصة الذين كانوا في القوات النازية أو تكوين او تنمية تلك العقدة لدى بعض الشباب واستغلالها او استغلال بعض ما تبقى من الضباط النازيين السابقين والذين تكشفهم " الموساد" وتساومهم على ذلك ، ويتم ابتزازهم بإفشاء سرهم أو العمل مع الموساد كما حدث مع متعهد السفن الألماني ( مانفريد جايجر ) في السنغال حيث اضطر للعمل مع الموساد بعد أن حدثوه بما فعلوا بـ( أيخمان). 8- التهديد بالقتل ، او العمل مع الموساد ، وهذه قد تنجح مع بعض المترددين والمهزوزين وطنيا. 9- ولقد استخدم الإسرائيليون مرات عديدة أسلوب ( العمل لصالح دولة أخرى) كأن تقوم الموساد بتجنيد فرنسي يعمل مع (حلف الناتو) وان يقوم عربي ( عميل للموساد) بتجنيد عميل للعمل لصالح الاستخبارات المصرية او السورية او يدعى فلسطيني أنة في المقاومة ويقوم بتجنيد مجموعة على هذا الأساس ، وفي اللحظة التي تنوى هذه المجموعة العمل يتم ضبطها وتهديدها والمساومة معها وتجنيد بعضها. 10-استغلال دافع الغيرة والمنافسة والخلافات السياسية والخلافات العشائرية لتجنيد أفراد (من تقف معهم ضد الطرف الأخر). إن اكتشاف طرق وأساليب ودوافع التجنيد لأي منظمة استخبارية ، له أهمية للوقاية منها ومحاربتها وكشف من وقع في حبائلها ، ومراقبة شبكاتها وتختلف أساليب تجنيد وطرائق التجنيد في الموساد حسب "جنسية المجند" فلكل جنسية طرائق وأساليب ودوافع مختلفة. ونحاول هنا تحديد كيفية اختيار الموساد لعملائها او موظفيها من الإسرائيليين والذين بالتأكيد يمتلكون دوافع تختلف عن دوافع عملائها من العرب والفلسطينيين، كما أن أساليب عملاء الموساد من اليهود تختلف أيضا عن تجنيد عملاء أجانب من جنسيات مختلفة. ونتعرض هنا إلى: 1- عندما يكون المجند " العميل" إسرائيليا . 2- عندما يكون المجند " العميل" يهوديا. 3- عندما يكون المجند" العميل" أجنبيا. 4- عندما يكون المجند" العميل" فلسطينيا او عربيا. وهنا ملاحظة نود الإشارة إليها وهي أهمية المكان في التجنيد ، هل التجنيد تم داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ؟ هل المجند او (عائلته) يقيمون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ أم هل التجنيد تم في الخارج ؟. وفي كل الأحوال ، فان هناك أهمية كبرى للضابط الذي قام بعملية التجنيد ، وكذلك للضابط المشرف على التشغيل والسيطرة على العميل؟ كما نشير أيضا إلى مدى الأهمية التي تعلقها الموساد على هذا او ذاك من العملاء : حسب سنة (عمرة) و موقع عملة ، ( داخل الهدف) او ( خارجة) وحسب وضعة الاجتماعي ، وهل هو تجنيد ( طويل الأمد) او ( للحرق السريع) او ( الطعم) . كل هذه التساؤلات ضرورية ونحن نبحث موضوع التجنيد ونستذكر في هذا الصدد ما قاله أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية ( بوريس غورييل) لبن غوريون : " إذا كنت تريد معرفة ما يفكر فيه أصحاب الشأن والنفوذ ، فعليك أن تكون حيث يكونون " … باختصار ، هذه العبارة حددت ماذا نريد معرفته، وعلى ضوء ذلك يتم التجنيد. - كيف يتم اختيار العملاء؟ - كيف يتم تدريب العملاء؟. - كيف يتم الاتصال بالعملاء؟. - كيف يتم السيطرة على العملاء؟. - كيف تتم إنهاء خدمات العملاء؟. إن الإجابات على هذه التساؤلات تختلف أيضا باختلاف "جنسية" العميل بعبارة أخرى ، إن اختيار العميل يختلف باختلاف اصل الأشخاص المطلوبين للعمل في جهاز الموساد . أولا- المجند/ العميل الإسرائيلي : تختار الموساد ضباطها ومد راء أقسامها ومسئولي محطاتها والعناصر المهمة في هيكليتها ، أي جسمها الرئيس من الإسرائيليين واكثر تحديدا من ( الرعيل الأول ) من المهاجرين ومن الذين لهم ( تاريخ ) مؤكد وهم : 1-من أفراد وضباط القوات المسلحة ممن برزوا في حياتهم العسكرية ، وشاركوا في الحروب العدوانية ضد العرب ، والفلسطينيين. 2-من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المتفوقين والمبرزين في حياتهم وعملهم وممن انهوا (الخدمة الإجبارية) في الجيش . لقد نادي زعماء الموساد دوما بأهمية تجنيد خريجي (الجامعات) من (نظرة صهيونية عنصرية) بقولهم" يجب أن نتميز تميزا ملائما بالنسبة للعدو في كل وقت" .. وحتى هؤلاء – فيتم اختيارهم من ( الاشكنازيم) وليس من ( السفا رديم ) ، أي من أصول – يهودية غربية بالتحديد - ليست شرقية - وأكثر تحديدا - ليس من يهود البلاد العربية ( السفا رديم ) ، الذين يستخدمون كمخبرين ، ومنفذين ، وعملاء صغار ، على مستوى كل المد راء ، ومد راء الأقسام ، وعدد من الذين كشفت أسماؤهم لسبب او لاخر ، ولا تجدهم إلا من ( الاشكنازيم ) .. إن أجهزة الأمن – وبالتحديد ( الموساد ) هي من إقطاعيات ( يهود الغرب ). إن جميع الذين يتم اختيارهم للعمل في ( الموساد ) يقدمون بيانات - عن تاريخ حياتهم - ويخضعون لتحقيق روتيني وقد يشمل التحقيق أحيانا عائلة المجند ، إن التقارير الأمنية حول الإسرائيليين المولد هي سهلة نسبيا حيث أن حياة ( الشاب الإسرائيلي ) –الصابر – المولود في ( فلسطين المحتلة ) تكون موثقة جيدا ، ولا يتمتع " بالخصوصية " في حياته ، فهي موجودة في ( ملفات البوليس ) ، وسجلات المدارس والجامعات ، وسجلات الجيش ، وحركات الشبيبة ، والعلاقات السياسية ( والتاريخ العائلي ) ، والسجلات الانتخابية والعلاقات مع الأصدقاء .. وكل هذه العلاقات تخضع للمراقبة وان كان المتقدم للعمل في الأجهزة الأمنية خاصة ( الموساد ) مولودا داخل ( فلسطين المحتلة) أو في الخارج ، فان سجلات - دائرة الهجرة - تعطى معلومات كاملة يمكن اختيارها هي الأخرى ، وتتحقق ( الشين بيت ) "من خلفية " كل من ينتسب( للموساد) أو يترشح لها ، وتتم دراسته والتحقق من (كافة) نواحي حياته والتي تخضع لفحص (دقيق) وأهم ما تحقق فيه(الشين بيت) . – نوعية اتصالاته - إن كان هناك اتصالات مع العرب ، وهل له " أصدقاء" بينهم . - ميلة للمقامرة والمراهنة ، وحبه للتفاوض وميلة للظهور ( إضافة إلى نقاط الضعف الأخرى) حيث يعتبر (علاقاته بالعرب) من أهم نقاط الضعف لدى أي مرشح (للموساد) ، وأهم أراؤة السياسية ، فلا يقبل على الإطلاق من له ( ميول يسارية – أي أن يكون متعاطفا مع المابام – او راكاح ، أو حركات الاحتجاج المختلفة ) . كما أنه لا يقبل المهاجرون الجدد - خاصة - القادمين من الدول الاشتراكية وبشكل خاص من دول الاتحاد السوفيتي ( سابقا ). - وإذا ما قبل أحدهم - بالصدفة - فلابد أن يمضى على (هجرته) مدة لا تقل عن خمس سنوات وحتى لو توافرت الشروط في بعض هؤلاء - القادمين - من الدول الاشتراكية وقبلوا في سلك ( الموساد ) فانة لا يسمح لهم بالاطلاع على الوثائق السرية لمدة تصل من 4-5 سنوات . إن أهم ( المواصفات – والصفات ) التي يجب توافرها في ( المرشح الإسرائيلي للموساد ) هو مدى ( ولائه واخلاصة لإسرائيل ) وهما المعيار الأول والرئيس ، في قبول المرشح ( للموساد ) وان هذا - الولاء والإخلاص - لا يغفر له إلا إذا سبق وان كان عضوا في (حزب يساري) حتى لو كان قد تخلى عنة .. إن كان الأعضاء المرشحين الجدد للتوظيف في سلك ( الموساد ) تراجع ملفاتهم (الشين بيت) ويتم التأكد منهم . 3-أما فيما يتعلق - بإعلانات الوظائف - عبر الجرائد والمجلات .. فتستعمل ( الموساد ) هذه الطريقة ولكن بطريقة مضلله ، مثلا تحت عنوان : مطلوب للعمل في الولايات المتحدة أو ( أوروبا الغربية او جنوب أفريقيا ) ويشترط المؤهلات التالية : أ- إنهاء الخدمة العسكرية في الوحدات المقاتلة والمواقع القيادية. ب- أن يكون المتقدم طالبا في الولايات المتحدة او ( البلد المطلوب العمل فيه ) أو يخطط للذهاب إليها. ج- يدفع للمرشح نفقات السفر. د- موجز عن حياته ومؤهلاته ورقم هويته. ه- ذو صحة جيدة. و- سيرد على المؤهلين فقط… . ويذكر في هذا الإعلان – عنوان محدد - صندوق بريد في الولايات المتحدة ( يكون بالطبع أحد صناديق بريد السفارة أو إحدى القنصليات الإسرائيلية هناك) . ومع ظهور عالم الاتصالات استطاعت الموساد أن تدخل عبر بوابة الإنترنت وإعلانات وظائفها عبر هذه الشبكة. ففي 14/9/2002 كشفت صحيفة معاريف " الإسرائيلية " عن قيام " الموساد " بإنشاء أول موقع خاص له على شبكة الإنترنت لتنشر في إطار حملة إعلانية للبحث عن عملاء جدد . حيث تطلب الموساد من الراغبين للعمل أن يقوموا بتعبئة استماره خاصة بعد التعهد بالحفاظ على سرية المعلومات التي يقدمها المتقدمون ، وتؤكد الموساد على إن المعلومات التي يتم تعبئتها في الاستمارة سيتم إيداعها في الشبكة الحكومية التي لن يتمكن أحد من اختراقها أو العبث بها أو الاطلاع عليها ، وان التفاصيل ستبقى سرية ولن تنقل لأي جهة أخرى . والموقع محمي بخدمة الحماية من قبل حكومة إسرائيل . وتحتوي الأسئلة الموجودة في الاستمارة على تفاصيل شخصية كالاسم ، والسن ، والحالة الاجتماعية، وتاريخ الميلاد، ومكان الميلاد، والعنوان، والهاتف، واسم البلد الأصلي للعائلة، وسنة الهجرة (بالنسبة لليهود)، والجنسية الأخرى الحاصل عليها، واللغات التي يتحدثها، مع أهمية وجود لغة أخرى يتحدثها بطلاقة، ومن ضمنها بالطبع اللغة العربية. كذلك تضم الاستمارة استفسار عن مستوى التعليم ونوعه والمعاهد والمدارس والجامعات التي درس بها المتقدم، والأماكن التي عمل بها، واخر خمس أماكن عمل فيها، ونوع العمل والفترة التي قضاها في كل عمل. ثم تنتقل الاستمارة للحديث عن الزيارات التي قام بها المتقدم للخارج، مع تحديد مكان وزمن وهدف الزيارة، وكتابة خلفية عن كل بلد قام بزيارته. كما تهتم استمارة العمل بالتعرف على موقف الزائر من الخدمة العسكرية، وأين قضاها ؟ ثم ذكر أي معلومات أخرى يمكن أن تفيد في استقاء معلومات عن الراغب في العمل. وكذلك تطلب الموساد متطلبات وظيفية في الشخص المتقدم للعمل وهي قدرة على التمثيل، والتفكير المرن والابداع، وحب الاستطلاع والفضول، والقدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على العمل المستقل، وخبرة متنوعة في الحياة، بالإضافة إلى استعداده للعمل في الخارج وهي في الغالب للمتزوجين من الجنسين (الرجال والنساء) والذين لديهم عائلات. الحلقة الثانية * تدريب المجند - العميل الإسرائيلي * يتم بعد الاختبار تدريب العميل الإسرائيلي لمدة سنة كاملة، على المبادئ الأولية لطبيعة عمل المخبر.. ولا تختلف هذه التدريبات، عن تلك التي يتلقاها العملاء الروس والأمريكان ، فهي تضم دروسا في كيفية استخدام الشيفرة.. وحل رموزها، واستعمال الأسلحة الحربية، والدفاع عن النفس " الجودو والكاراتيه " . ولا شك في أن تمارين الذاكرة هي اكثر التدريبات إثارة للأعصاب، إذ غالبا ما يعرض على المتدربين فيلم سينمائي، ويطلب منهم ذكر عدد من التفصيلات الدقيقة المتعلقة بآخر مشهد منه، بعد إيقاف الكاميرا فجأة، وقد يوجه المدرب إليهم أحيانا سؤالا محددا مثل " أذكر عشرة أشياء كانت موضوعة على الطاولة الموجودة إلى يسار الممثل في المشهد ما قبل الأخير " وتستخدم هذه التمارين بغية مساعدة العميل الجديد، على تذكر الصورة والوثائق والخرائط، التي تشكل جزءا هاما من عمله المقبل ، وعلى المنتسب الجديد إلى " الموساد " أن يتقن فن متابعة أحد الأشخاص بشكل سري ودون لفت انتباه الآخرين إليه، وغالبا ما يكلف في المراحل الأولى بتتبع أحد العملاء المحترفين الذي يحاول تضليله، فيما يقوم شخص آخر بمراقبة تصرفاته، وردات فعله أثناء الوضعيات المختلفة التي يمر بها. ويجري بعد انقضاء الأشهر الستة الأولى ، فرز العناصر الصالحة لمتابعة التدريب المطلوب، ولا تتعدى هذه النسبة عادة 15% من المنتمين الجدد، ويتم بعد ذلك إلحاق هؤلاء بدولة معينة، من أجل العمل بشكل منتظم، وذلك استنادا إلى جملة عناصر بينها اللغة التي يحسنون التكلم بها بطلاقة، ومدى انطباق شكلهم الخارجي على مظهر السكان الأصليين للبلاد، إن الهجرة الصهيونية إلى " فلسطين المحتلة " تضم خليطا عجيبا من اليهود من شتى أصقاع المعمورة وليس هذا بالأمر الصعب بالنسبة إلى إسرائيل التي تضم أقليات من مختلف أنحاء العالم،ومن أجل مساعدة العميل الاسرائيلي، على الانخراط بسرعة وسهولة في الدولة التي يعمل بها، عليه أن يدرس أثناء تدربه: الأزياء المقبولة في المنطقة موضع اهتمامه، إضافة إلى الموضوعات الحساسة وطريقة معالجتها، مقدار (البقشيش) المدفوع عادة للحمال وسائق التاكسي…. الخ. ويتعين على العملاء الإسرائيليين المفروزين للعمل في ألمانيا مثلا معرفة نتائج كرة القدم بشكل يومي، وأسماء اللاعبين في المنتخب الوطني، وبشكل عام يتم اختيار(إسرائيلي) ألماني الأصل للعمل في ألمانيا، ويحصل الجواسيس الجدد، خلال المرحلة الأخيرة من تدريبهم، على جوازات سفر مزورة وفق الدولة التي اختيروا للعمل فيها.. على أن هذا الانتقال الجديد ليس نهاية المطاف.. فقد روى أحد العملاء السابقين في الموساد ما حدث معه بعد حصوله على جواز السفر المزور: " تلقيت أمرا بالتوجه إلى مانشستر في انجلترا، وبعدما حطت طائرتي على مدرج المطار، استقبلني زميل لم أكن أعرف عنه شيئا وضرب لي موعدا في المساء من أجل إعطائي بعض النقود، وشرح مهمتي بالتفصيل، وعندما وصلت إلى المكان المحدد لم أجد أحدا في انتظاري، حاولت مرة أخرى دون أن أعثر على الشخص المطلوب،عندها فهمت أن رؤسائي نصبوا لي فخا لامتحان جرأتي وقدرة تصرفي في المواقف الصعبة والغامضة،ومرت في مخيلتي حلول عدة لم تكن مناسبة لأنها حتما ستؤدي إلى كشف هويتي الحقيقية،وبعد فترة من التفكير قررت اقتحام أحد المحلات الكبرى أثناء الليل وسرقة بعض النقود من الخزانة من أجل شراء تذكرة سفر والعودة إلى تل أبيب، وبعدما أبلغت مدربي عن عودتي.. هنأني بنجاحي في الامتحان، وهكذا تصرف دون اللجوء إلى السفارة أو إلى أحد المراكز الصهيونية، وبعد انتهاء فترة التدريب يمنح المتخرجون علامات تدل على نسبة نجاحهم ومن يحصل منهم على تقدير" وسط " يعين في وظيفة مكتبية في مقر قيادة الموساد التي تضم فروعا عدة، أما من يحصل على تقدير ممتاز فيختار إلى أداء "مهمات خاصة" تتضمن القيام بأعمال تخريب أو اغتيال في الخارج، ويتم تدريب العملاء الجدد على هذه الأمور خلال دورة قصيرة،ومكثفة تستمر ثلاثة أشهر إلى أربعة في فيلا فاخرة تقع على مقربة من هرتسيليا، ويفد إلى تلك من وقت إلى آخر عدد من المدربين التابعين إلى (CIA )، وقد جرى فيها في الماضي تدريب عملاء ( السافاك ) الإيرانيين، واما في معسكر تابع للموساد على شاطئ ايلات، وهناك تدرب أحد الذين اغتالوا الشهيد ماجد أبوشرار في روما سنة 1981. وتعتمد المخابرات الإسرائيلية في الدرجة الأولى، على العنصر البشري، وعلى هذا الأساس تتكل أكثر من غيرها على المبادرة الفردية التي يقوم بها عملائها إضافة إلى حسهم الأمني.. وقد أثرت هذه الرؤية وهذا الوضع على طبيعة التدريبات التي يتلقاها المنتسبون( للموساد ) منذ عام 1956، إذ إنها تشدد على ضرورة إحاطة العميل الإسرائيلي بكافة المعلومات المتعلقة بقضايا التجسس، قبل التركيز على اتجاه محدد، وأدت هذه السياسة فيما بعد إلى تقسيم متشعب للعمل داخل المخابرات الإسرائيلية ، نتج عنه بروز مجموعات كبيرة من المتخصصين في كافة الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وتخضع هذه الفئة لتدريب متواصل إلى جانب عملها اليومي، إما بإرسالها إلى بعض البلدان الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة،لتلقي بعض البرامج والدروس المتقدمة في فن الجاسوسية عن طريق استدعاء عدد من خبراء التجسس المتقاعدين بغية الاستفادة من تجربتهم ومشورتهم فيما يتعلق بأساليب العمل المتبعة. وبسبب النقص في - الكادر البشري - في الموساد لمواجهة الفلسطينيين في الخارج فلقد اتبعت الموساد سياسة وهي الاستفادة من تواجد الإسرائيليين في الخارج(للعمل - والتجارة – والدراسة - والسياحة) وانتقاء بعض من هؤلاء " لمعاونة " ضباط الموساد في تلك الدولة، خاصة فيما يتعلق بعمليات (الاستطلاع والمراقبة) وما شابه.. * عندما يكون العميل/ المجند يهوديا : تعتمد ( الموساد ) إلى حد بعيد على الطوائف والمنظمات اليهودية المنتشرة في أكثرمن سبعين بلدا في أنحاء العالم ، في تجنيد العملاء وجمع المعلومات وتستفيد ( الموساد ) من وجود عدد كبير من اليهود المنتشرين في أنحاء العالم من أجل التخطيط لعمليات والحصول على بعض المعلومات الأساسية لتحركاتها، خصوصا من المتعاطفين مع الحركة الصهيونية وإسرائيل، وتستهدف الحركة الصهيونية تسخير المجتمعات اليهودية وتأمين تعاون غير اليهود عن وعي لخدمة أغراضها، ولذلك فهي تقوم بمحاربة اندماج اليهود في المجتمعات، أو تعمل على تنمية شعورهم بالانفصال كما تستفيد الموساد من اليهود الذين يتمتعون "بمراكز حساسة" داخل الحكومات والجيوش الأجنبية حيث يشكل هؤلاء دعامة للموساد التي تعمل على تجنيدهم وربط علاقة معهم. - دوافع التجنيد: وتبذل ( الموساد ) جهودا كبيرة لاستغلال النعرات العرقية والدينية اليهودية وإثارة المشاعر السامية كما تستخدم الابتزاز والمال وفرص القيام بأعمال تجارية أو إطلاق سراح يهودي من السجن . أيضا نوع من الدوافع لدى عملائها اليهود خاصة من لهم ميول يهودية عنصرية أو دينية أو من المؤيدين للصهيونية والذين يكرهون معاداة السامية، والذين لهم ميول معادية للعرب، من اجل تجنيدهم للعمل في صفوفها. إن (الموساد) تختار عملاءها بشكل عام في الخارج من بين أشخاص من ذوي اصل يهودي. - الجاليات اليهودية في العالم: إن ضباط الموساد يعملون بشكل عام بصورة سرية في أوساط الجاليات اليهودية، وقد تلقوا تعليمات بالعمل في منتهى الحذر، كي يمنعوا أي إحراج وارتباك لإسرائيل من قبل جهات معادية، للصهيونية، وهناك حوالي 500 منظمة في العالم تغذي الموساد الصلات بها باستمرار وتستخدم كقنوات لانسياب المعلومات والمواد المضللة والدعاية. - يهود العالم: يتم استقطاب يهود العالم خاصة اليهود الأمريكيين والشباب منهم من خلال تنظيم رحلات إلى إسرائيل بتذاكر مخفضة وانضمامهم إلى معسكرات (الجدناع) ، وهذه المعسكرات تم تدريب بعض "الفلاشا" فيها تمهيدا لإرسالهم في ( مهمات ) إلى أفريقيا. كما تقوم الموساد باختراق المنظمات اليهودية (غير الصهيونية)، على نطاق البلد الواحد، أو الدولية كما تقوم الموساد أيضا ( بالتسلل ) إلى العناصر اليهودية المعادية للصهيونية بهدف تحييدها، ورغم كل الاحتياطات التي اتخذتها الموساد، إلا إنها عانت الفشل في – كثير من المحاولات - وروى بعض اليهود الأمريكيين محاولات تجنيدهم من قبل الموساد وابلغوا السلطات الأمريكية حيث أن هناك مخاطر أمنية من انقسام ولاء الشخص (توزع الولاء) لإسرائيل وللدولة التي يحمل جنسيتها، وبالرغم من ادعاءات الموساد إنها تبتعد في عملية التجنيد عن (الكنيس) والمنظمات المحلية اليهودية لأن هذه الأماكن حسب وجهة نظر الموساد هي محط أنظار عملاء الوكالات الآمنة، لكن هناك اكثر من مثال يوضح زيف ادعاءات (الموساد) هذه حيث استخدمت الموساد يهود من النرويج والدنمارك والسويد في عملية ( ليلياهمر) الفاشلة عام 1973 واتضح ذلك من اعتقال ومحاكمة فريق الاغتيال الذي قتل (احمد بوشيكي) المغربي الأصل .. وقد جند هؤلاء اليهود المحليون لتنفيذ عمليات القتل .. لقد ذكرت (ماريان) في المحكمة في أوسلو " لقد طلب مني أن أقوم بخدمة ( لدولة إسرائيل) ، فشعرت بأنني مضطرة للقيام بذلك لأنني لم أقم بتأدية الخدمة العسكرية " كما أن تجنيد (بولارد) اليهودي محلل المعلومات في المخابرات البحرية الأمريكية لهو دليل آخر .. وهناك سلسلة طويلة من الأمثلة. إن أغلبية مجندي الموساد في الساحات الخارجية، هم من بين يهود تلك الدول، أو من الذين هم من اصل يهودي، وبذلك تعمل الموساد على زعزعة ولاء – مواطني – تلك الدولة – لبلدانهم – وتحاول الموساد باستمرار الادعاء بأنها لا تقو م بتجنيد عملاء يهود. ونشير في هذا المجال ... ، أيضا أن هناك جهازا استخباريا إسرائيليا لتجنيد اليهود (وتقديمهم كمجندين للموساد)، إن هناك دائرة سرية أخرى عرفت باسم (هيئة الخدمة السرية) ، وهناك اسم آخر لها – الشائع – في معظم المصادر (مصلحة يهود العالم)، هدفها التنسيق بين كافة الوكالات اليهودية في العالم بهدف نشر الأيديولوجيا العنصرية الصهيونية تحت سواتر النوادي الرياضية (المكابي) والنوادي الاجتماعية ومعسكرات الشباب بهدف تجنيد الصالحين منهم للعمل في الموساد. إن تجنيد اليهود لصالح الموساد - غالبا ما يتم عبر - المنظمات والوكالات اليهودية - التي تضع في خدمة الموساد عددا من المتعاونين والعملاء والذين يخدم بعضهم داخل أجهزة المخابرات الأجنبية، وتستغل الموساد وجودهم – هناك – من اجل الحصول على الوثائق السرية (كما حدث مع بولارد .. وغيره). - انتقاء وتصنيف العملاء اليهود: وحتى تنتقي الموساد عملاءها من بين اليهود فهناك (ذاتية) لكل يهودي يعيش خارج إسرائيل وكل هذه المنظمات اليهودية والصهيونية بالإضافة إلى الذاتيات تساعد جهاز الموساد في انتقاء عملائه من هؤلاء اليهود المنتشرين في العالم .. ويصنف هؤلاء العملاء اليهود إلى ما يلي: أ- علماء، وخبراء، رجال سياسة، أساتذة جامعات، باحثون .. الخ. أي رجالات ذوي مراكز مهمة وحساسة، وهذا العميل من هذا الصنف لا يمر بمراحل اختبار وتجارب، إنما يقوم بالتشاور معه في كثير من الأمور التي من الممكن أن تخدم إسرائيل والحركة الصهيونية من خلال موقعه (الوظيفي والأكاديمي)، كما تقوم الموساد بتزويده بما يلزم من معلومات لتقوية مركزه أو (تنويره) بما يحتاج إليه. ب- عملاء يهود مهمتهم جمع المعلومات، سواء كانت عن العرب، أو بعض التنظيمات اليسارية في تلك الدولة .. لتستطيع الموساد استغلال تلك المعلومات وأحيانا تقدمها إلى الجهات الحاكمة للحصول على (ثمن مقابل ذلك). ج- عملاء يهود للقيام بتنفيذ المهمات الخاصة وهؤلاء لابد أن يمروا بمراحل تدريبية وتجارب خاصة. د- عملاء يهود يزرعون في المؤسسات الحكومية والخاصة في الدول الأجنبية وأحزابها. ه- عملاء يهود من دول أجنبية يزرعون في الوطن العربي من خلال تسهيل ازدواجية الجنسية ومن خلال شركات بلدانهم في الوطن العربي. - تشغيل العملاء اليهود: كما تقوم الموساد باستغلال عملائها من اليهود مواطني البلاد الأجنبية للقيام (بعمليات الاختيار وتنمية العلاقات مع الأفراد المطلوب تجنيدهم) كذلك القيام ببعض المقابلات السرية لتوصيل تعليمات المركز إلى العملاء أو القيام بمراقبة هؤلاء العملاء لمعرفة نشاطهم واتصالاتهم، بل والأخطر من ذلك تستغلهم في شبكاتها التخريبية. ألم تستعمل (اليهود المصريين) للتخريب في مصر، وعملية سوزانا وغيرها من العمليات لخير دليل على ذلك؟ ألم تستعمل الاستخبارات الإسرائيلية اليهود العراقيين في عملياتها التخريبية مع بداية تأسيس الموساد عام 1951 ؟ - يهود البلدان العربية: أما فيما يتعلق باليهود الذين هاجروا من بلدان عربية إلى "إسرائيل" حيث ولدوا وتعلموا في البلدان العربية، ويبدو عليهم انهم عرب اكثر منهم إسرائيليين في حديثهم وتصرفاتهم، فانه يتم تجنيد عملاء إسرائيليين من هؤلاء، ويزودون بوثائق تحقيق شخصية – بجوازات سفر – عربية أو غربية ويرسل هؤلاء - كعملاء - يتم زرعهم في الدول العربية – خاصة دول الطوق – أو يرسلون كمواطنين من دول أوروبية ، ليزرعوا في الوطن العربي. لقد نجحت ( إسرائيل ) في قصة واحدة في عملية زرع يهودي ممن كانوا في البلاد العربية وهو ( ايلي كوهين ) حيث تم زرعه في سوريا وكشف أمره واعدم، وبالرغم من ادعاءات الموساد المتكررة أنها زرعت ( يهودا عربا ممن كانوا في البلاد العربية ) - يهودي عراقي – في منظمة التحرير الفلسطينية، أو في بلدان عربية، لكننا نعتقد أن ذلك كان من ضمن ( الحرب النفسية ) .. ، لقد رويت قصص كثيرة عن أن ذلك الشخص والذي كان يعيش في تلك الخيمة في منطقة كذا في الضفة الغربية ظهر بعد حرب 1967 ضابطا .. هذه قصص وشائعات لم تثبت كحقائق، ولكن قد يستعمل هؤلاء في مهمات محددة مقيدة الأجل، لقد حاولت الموساد اكثر من مرة إرسال يهود ممن كانوا في البلاد العربية من الذين يعيشون في فلسطين المحتلة حاليا إلى دول أوروبية للالتقاء بمناضلين عرب وفلسطينيين على أساس انهم مسيحيون فلسطينيون ولكنهم كانوا يكشفون بسهولة لان مسيحي فلسطين معروفون جيدا ومن السهل التعرف على كل من يدعي انه مسيحي من قرية كذا في الجليل .. وذلك لتواجد مناضلين مسلمين ومسيحيين من مختلف القرى في منظمة التحرير الفلسطينية، ولوجود ارشيفات إحصائية ومعلوماتية لدى الأجهزة الفلسطينية والعربية. لقد اكتشفت التنظيمات الوطنية اللبنانية حالات تجسس للموساد من بين يهود لبنان القاطنين في لبنان، وتم إعدام ( د. ايلي حلاق ) اللبناني – اليهودي – والذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويقيم في بيروت، والذي كان يدير شبكة للموساد في بيروت، وتحاول الموساد بكثافة إيجاد شبكة لها من بين اليهود المقيمين في سوريا والعراق. إن تلك المحاولات لم تصادف نجاحات باهرة، وان كانت قد فأوجدت لها شبكة في المغرب مثلا وعبرها يتم انتقال هؤلاء اليهود العملاء من اليهود المغاربة أعضاء شبكة الموساد إلى شمال إفريقيا .. مثلا، ولكننا نعتقد أن اليهود ممن كانوا في البلاد العربية – المهاجرين إلى إسرائيل – يتم نقلهم بوساطة الموساد إلى دول عربية، ليس بوساطة جوازات سفر عربية، أو غطاء انهم كمواطنين عرب في تلك الدول أو في دول عربية أخرى بل بجوازات سفر أوروبية غربية وأمريكية وكندية، وفي شركات متعددة الجنسيات، وبشكل خاص امريكية، أي يصل عملاء الموساد كأمريكان وكأوروبيين وفي شركات أجنبية وهذا يتطلب من أجهزة الأمن العربية التحقق من هؤلاء ومن نشاطاتهم، ويتطلب أيضا التحقق من كل الشركات الأجنبية المنتشرة في عواصم البلدان العربية. الحلقة الثالثة · عندما يكون العميل / المجند أجنبيا ( أو ) فلسطينيا ( أو ) عربيا. أولا :- عندما يكون العميل / المجند أجنبيا : - تقوم ( الموساد ) بتجنيد ( نوعيات ) من الأجانب الذين يزورون ( إسرائيل ) ، أو بوساطة ضباط محطاتها في دول متعددة ، ويتم التجنيد بشكل مباشر لصالح ( الموساد ) ، أو في حالات عديدة تستخدم ( الموساد ) – هويات مزورة – أو ما نطلق علية ( إعلانات زائفة ) كأن يتظاهر ضابط الموساد – بأنة يعمل لحساب حلف شمال الأطلسي ، ويقوم بتجنيد هذا الأوروبي – أو – ذاك لصالح – استخبارات الحلف – ويستخدمون هذا الاسلوب بشكل خاص ، لتجنيد أوروبيين يعملون – أو للعمل كعملاء في البلدان العربية . وفي أثناء محاكمة العميل الإسرائيلي " لوتست " في القاهرة … صرحت زوجته " فالتراود " المتهمة بمشاركته في التجسس " أن زوجها ابلغها أنة يعمل لصالح حلف الناتو فإنها ساعدته على هذا الأساس .. " وقد حكمت حكما خفيفا ( 3 سنوات ) على هذه التهمة بينما حكم على زوجها بالسجن المؤبد. ويستخدم موظفو ( الموساد ) في هذا المجال وبشكل واسع ، التشهير والرشوة والمشاعر القومية أو الدينية ويقع في شباكهم عادة خدم المطاعم والبارات والفنادق والمحطات التلفونية ، وسكرتيرو مختلف الدوائر والسواقون وخدم ابرز رجالات الدولة ، والعناصر الملفوفة طبقيا وتشترك أل CIA بتجنيد عناصر أجنبية وترسلهم في ( تدريب عملي ) إلى الدول العربية ، ثم تقوم بتسليم متابعتهم وتشغيلهم بعد ذلك للموساد ليمارسوا – أي هؤلاء العملاء – أعمالهم في بلدانهم حيث يقدمون هناك خدمات نشطة ( للموساد ) – ومن أمثلة ذلك ( فرسان العباءة والخنجر ) في أمريكا اللاتينية . إن أل CIA تشترك مع الموساد في تجنيد أجانب ، لصالح ( الموساد ) خاصة في الدول العربية ويعتبر العميل / جون تاكر – الأسترالي – مثالا على ذلك.. فقد قاتل هذا العميل في صفوف القوات الأمريكية في فيتنام ، وبعد عودته إلى استراليا جند لصالح ( الموساد ) في استراليا ، ( واصبح من كبار تجار المخدرات في استراليا ) وارسلتة ( الموساد ) – إلى بيروت – وقتل هناك وهو يقاتل مع الكتائب عام 1976 ضد الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية . وتقوم ( الموساد ) بدراسة كل شخص ، تقع علية عيون ( الموساد ) ، من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ... الخ قبل تجنيده ، وتركز الموساد في تجنيدها للعملاء على : I- الخبراء والمهنيون ورجال ذوو مراكز حساسة : 1- مد الموساد بالمعلومات عن بلادهم ومراكزهم في جميع النواحي . 2- القيام بسرقة التكنولوجيا المتقدمة والحديثة . 3- الزرع داخل البلدان العربية تحت أسماء مختلفة . 4- إبداء التعاطف مع الدول العربية وبناء مؤسسات موالية لها . 5- إبداء تعاطف وتعاون مع المقاومة الفلسطينية والدخول في جميع مجالاتها . 6- خبراء عسكريين وشركات بناء يزورون الدول العربية لمساعدتها في بناء المعسكرات والمطارات وتقديم الخبرة لهم في المجال العسكري … الخ . ب- ضباط الارتباط ورجال هيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي … الخ من هيئات دولية وعالمية واستغلال أوضاعهم . ج- الدبلوماسيون الأجانب في الدول العربية والاشتراكية وخاصة الملحقين العسكريين . د- المراسلون والصحفيون الأجانب حيث أن لهؤلاء تسهيلات في تحركاتهم ومقابلاتهم وخاصة مع الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى المعلومات العسكرية والسياسية المتميزة التي يحصلون عليها خاصة من المقابلات والمشاهدات . ه- مهربو السلاح وخاصة من لهم علاقة مع الفلسطينيين لمعرفة ما يحتاجونه من سلاح وطرق التهريب … الخ ، وعند الحاجة تقوم إسرائيل بتزويدهم بالسلاح الخفيف لتوصيله للحكومات الدكتاتورية في العالم لقمع حركات التحرر أو مساندة حركات مناهضة للحكومات الثورية ، ومقابل ذلك يكون للموساد اليد الطولى داخل تلك البلاد والحركات . و- الأحزاب والحركات والمنظمات والعصابات والمافيا العالمية لا يهم الاتجاه إن كان يمينيا أو يساريا ، المهم إنها تخترقه لتجمع المعلومات واستغلالها لحين الحاجة وخاصة ممن لهم علاقة مع الفلسطينيين . ومن بين هؤلاء تحاول ( الموساد) تجنيد عملاء لها. * عندما يكون العميل/ المجند فلسطينيا (أو) عربيا . يتم تجنيد عملاء فلسطينيين – وعرب - لصالح (الموساد) إما: I- داخل الأرض المحتلة - حيث تحتل إسرائيل كل الأرض الفلسطينية - وهضبة الجولان السورية والتي يعيش فيها ( اكثر من 25 ألف مواطن سوري) ، بالإضافة إلى مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. المعروف أن ثلث ضباط الموساد يعملون داخل الأرض المحتلة بالتنسيق مع (الشين بت) ، وذلك لتدريبهم أولا على( الاختلاط الفلسطيني ) وفهم عقليتهم ، ولتجنيد العملاء من بين صفوفهم ، ولتعليمهم اللغة العربية (واللهجة الفلسطينية) ، وتقضية فترة (تدريب عملي). ويطلق على ضباط الموساد هؤلاء- في الأرض المحتلة اسم (المخابرات الخارجية) ، وبشكل خاص يتابعون بالإضافة إلى تجنيد واختيار عملاء - شبكات وعملاء في " دول الطوق " ودول الخليج العربية ، حيث تشترك الموساد - والاستخبارات العسكرية في العمل في هذه الساحات المفتوحة لكلا الجهازين ، أو ما يطلقون عليه (عمليات عبر الحدود) ، ضمن تنسيق بينهما ، عبر لجنة رؤساء الأجهزة (فاعادات) ، وتساعد "الشين بت" (الموساد) في اختيار وتجنيد العملاء من الذين يترددون على تلك الساحات والذين لهم عائلات في الداخل وغالبا ما يتم تهديدهم بعائلاتهم ومن الذين يزورون الأرض المحتلة . أو من الطلبة العرب الذين يقيمون في الأرض المحتلة ويدرسون في الجامعات العربية أو الأجنبية أو من المقيمين في الأرض المحتلة ، وكذلك الإشراف على (العملاء المزدوجين) ، كما يتم التجنيد من بين المهربين- بعد إلقاء القبض عليهم أو مقابل تسهيل أعمالهم ، وبعض هؤلاء المهربين هم من أوساط البدو ، أومن المقيمين في القرى الحدودية. II- خارج الأرض المحتلة : حيث يتواجد الفلسطينيون والعرب بهدف الإقامة أو الدراسة أو العمل ، ويتم الاختيار والتجنيد بواسطة ضباط " الموساد " العاملين في المحطات الخارجية ، وأحيانا تساعد أجهزة الأمن الأجنبية في تجنيد فلسطينيين وعرب لصالح الموساد كما يحدث في ألمانيا مثلا ، من بين المتقدمين لطلب اللجوء السياسي"في برلين" كما تساعد ال CIA في ذلك أيضا ، ويتم تشغيل هؤلاء العملاء في الساحات التي تم تجنيدهم فيها ، أو يتم إعدادهم وتحضيرهم للعودة إلى أوطانهم ، حيث تكون هناك مهماتهم التجسسية لصالح (الموساد) أو إلى دول عربية أخرى ( ويقوم جيش عملاء لحد الفارين من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل بدور كبير في هذا المجال ، لقد استطاعت الموساد تجنيد عرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وبشكل خاص بواسطة الاغراءات المالية (مرتبات ، مكافآت ، أو سلف مالية) أو للإفراج عن حساباتهم المجمدة في البنوك منذ عام 1948 أو مقابل جمع شمل العائلة المشتتة بسبب الاحتلال أو مقابل تخفيض فترة أحكامهم بالسجن ، أو" الغيرة والتنافس والخوف والخلافات والصراعات العشائرية ، أو خلق نقاط ضعف فيهم – كالشذوذ الجنسي- أو الاغتصاب أو التهديد بالفضيحة. وبشكل عام … فان " الموساد " تستغل كل الدوافع والتي تتركز بشكل أساسي- في الاغراءات المالية .. وبالرغم من ذلك ، فان المخابرات الإسرائيلية لم تستطيع أن تنشر شبكة واسعة وكثيفة من العملاء رغم محاولاتها ذلك ، ورغم ادعاءاتها المتكررة ، وحتى أن رجال المخابرات الإسرائيلية السريين جدا ، وذوي المستوى الاستراتيجي
 
الموضوع ممتاز وجميل

وصراحة أكثر مايعجبني فيهم السياسة القذرة

الإغتيال و.................

أرى أنها تحقق المراد

لا تفهموني خطأ.................لكن هذا رأيي
 
والله ياخت هدى احييكى على التميز فى الكتابه وسهولة التعبير لايصال المعلومات وهذا فعلا موضوع متميز اضاف اضافه بالغه الى موضوع الاخ هيثم مشكورين جدا على مجهودكم الرائع
 
عودة
أعلى