الشفاعة الحسنة

ابو حامد

عضو مميز
إنضم
14 مارس 2008
المشاركات
1,109
التفاعل
15 0 0
يقول سبحانه وتعالى:
أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون .

خلق الله الخلق فجعلهم درجات ،فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والأعمال والعقول وغير ذلك ،وكل ذلك من أجل أن يتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ،يكون كل منهم مسخراً لخدمة الآخر وللسعي في حاجته. الغنيُ يخدمُ الفقير بجاهه وماله ،والفقير يخدم الغني بعمله وسعيه.

ومن نعم الله على العبد المسلم نعمة الجاه والمكانة بين الناس ،إذا قام بشكرها كانت نعمة ،وإذا قام بكفرها فحجب هذا الجاه عن أهله المستحقين له كانت نقمة ووبالاً عظيماً. قال صلى الله عليه وسلم:
((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل))
رواه مسلم.
ومن أعظم أبواب النفع للمسلمين باب الشفاعة الحسنة ،يقول سبحانه وتعالى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها .


الشفاعة الحسنة وبذل الجاه والمكانة للمسلمين أياًما كانوا ،أصبح في حكم المعدوم والنادر في هذا الزمان. وتناسى أصحاب المكانات والجاه والرئاسة الفضل العظيم في قبول الشفاعات الحسنة.
((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ،ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) رواه البخاري ومسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم:
((لأن أمشي في حاجة أخي أحبُ إليَّ من أن أعتكف شهراً)).

((وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه السائل - أو صاحب الحاجة - قال: اشفعوا فلتؤجروا ،وليقض الله على لسان رسوله ما شاء))
رواه البخاري. الفتح 10/451.

قال الإمام الشافعي: "الشفاعات زكاة المروات" كشف الخفاء 1/129.

ومرة: جاء رجلٌ إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة ،قضاها ،فأقبل الرجل يشكره ،فقال له الحسن بن سهل: علام تشكرنا ،ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة؟ ثم أنشأ يقول:


وزكـاة جاهـي أن أعيـن وأشفعـا
فاجهـد بـوسعك كلـه أن تنفعا

فرضت علـي زكـاة ما سكلت يدي
فإذا ملكت فجـد فإن لـم تستطـع


أيها الأخوة:

إن الشفاعة الحسنة مبذولة لكل مسلم ،ليست لمعارفك ولا لإخوانك: إنك عمَّا قريب ستفارق جاهك ،وتفارق منصبك ،فلا تبخل حتى بجاهك ومساعدتك عن إخوانك المسلمين.
إنما المؤمنون إخوة
((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)).

إذا جاءك رجل مسلم يريدُ شفاعتك في كذا فقم معه ،ولا تتوانى ،ترفع عنه الظلم أو تجلب له الخير بشفاعتك الحسنة.

أيها الأخوة:

والشفاعة حتى تكون حسنة ،مقبولة شرعاً ،تنفع صاحبها ،وتزيد في أجره لابد أن تتوفر فيها ضوابط وشروط:

الأول: عدم تضييع من له حق: فكم من الناس يشفع ويتوسط ويتوسل في أمور يضيع بها حقوق المسلمين لنفع صاحبه أو قريبه ،وهذا من المحرمات ،ومن البلايا التي ابتلي بها أهل الزمان ،تضيع حقوق وتهدر أحوال وأوقات وجهود بسبب مكالمة أو ورقة صغيرة: إثمها كبير، ووزرها خطير ،ويظن الجاهل أن هذا من الشفاعة الحسنة ،وما علم أنها من الشفاعة المحرمة: ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً .

ومن علامات سوء المجتمع. أنك لا تستطيع إنجاح حاجة من حوائجك بدون أن تكلم فلان أو تتصل على هيان بن بيان أو تستخرج ورقة من علان ،لتسجيل أحد أولادك في الجامعة أو أحد بناتك في الكلية ،أو حتى تسجيل بعض أولادك الصغار في المدارس.

أو لكي تعين في المنطقة الفلانية أو تنقل من جهة إلى جهة. وتدخل الشفاعات السيئة عندما يصل الأمر إلى نقل المدرسات من منطقة إلى منطقة بل قد يتعدى الأمر إلى الرشاوى، هذا والنظم موجودة والباب مفتوح. فإلى الله المشتكى. وهذا إن حصل فكما قلت علامة سوء المجتمع.

والضابط الثاني ما أذن فيه الشرع دون ما لم يأذن فيه، والأجر لا يكون في الشفاعة إلا إذا كانت شرعية ،يقرها الشرع.

وبعض الناس يظن أن كل شفاعة أو واسطة فيها الأجر والثواب ،وهذا مخالف لقول الله تعالى:
ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها
،فدل على وجود نوع من أنواع الشفاعات: حرام ،وهي الشفاعة السيئة.

وقد يشفع إنسان ما بجاهه ومنزلته وبكلمته المسموعة ليغتصب حقوق الآخرين ويظلمهم ويأكل أموالهم بالباطل.

والضابط الثالث: ((ألا تكون الشفاعة في حدٍ من حدود الله)).
إن الشفاعة في الحدود من الكبائر عدها إبن القيم منها ،واستدل بحديث ابن عمر المرفوع:
((من حالت شفاعته دون حدٍ من حدود الله فقد ضاد الله في أمره))
رواه أحمد وغيره بإسناد جيد.


وعن عائشة رضي الله عنها: أن قريشاً أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت ،فقالوا: مَنْ يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن يجترئ عليه إلا أسامة حِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلم أسامة رسول الله. فقال:
((تشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام صلى الله عليه وسلم فخطب فقال: يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم إنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه ،وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد. وأيمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ،لقطع محمد يدها))
رواه البخاري.


وهذا في الشفاعة إذا وصل الحد إلى السلطان ،فلا تجوز الشفاعة حينئذ ،ومن يشفع فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر العظام ،مضاد لحكم الله في أرضه وسلطانه لكن إذا لم يصل السارق إلى السلطان أو شارب الخمر فالستر عليه والعفو عنه.

ومن أسباب النكبات التي تمر بها بلدان المسلمين تعطيل الحدود الشرعية، بسبب شفاعات السوء ،وجاهات الضرار التي تحاد شرع الله، فإذا تعطل الحد الشرعي حلت عقوبة قدرية كونية تشمل المجتمع كليه ،قال صلى الله عليه وسلم:
((حد يقام في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين صباحاً)).

- يزني الزاني فيشفع فيه من يشفع فلا يقام عليه الحد.
- ويشرب الخمر من يشربها فيشفع فيه من يشفع.
- ويسرق من يسرق فيشفع فيه من يشفع فلا يقام عليه الحد.
- ويسبُ الدين والشرع ويستهزأ به ولا يقام الحد.
ويرتد من ارتد عن دينه فلا يقام حد الردة.

وكل ذلك بسبب شفاعات السوء ،التي تحارب حكم الله وحدوده.

أيها الأخوة:

وللشفاعة الحسنة أحكام تتعلق بها ،وتنبيهات يجدر بالمسلم أن يتفطن لها. فإذا شفعت أيها الأخ المسلم شفاعة حسنة: فلا يجوز لك أن تأخذ مقابل على هذه الشفاعة والواسطة. والدليل ما رواه الإمام أحمد عن أبي أمامة مرفوعاً:
((من شفع لأحد شفاعة ،فأهدى له هدية (عليها) فقبلها (منه) فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا)).

ومن الناس من يعرض بذل جاهه ووساطته مقابل مبلغ مالي يشترطه: ليعين شخصاً في وظيفة أو نقل آخر من دائرة لأخرى، أو من منطقة إلى أخرى، أو حتى يُدخل مريضاً المستشفى لعلاجه، أو ليُخرج أوراقاً يمكث بها الناس في بعض الديار والبقاع ،ويأخذ على هذا مبلغاً مالياً ،يشترطه.

إن هذا المقابل المادي حرام لا يجوز أخذه والدليل:
((من شفع لأحد شفاعة فأهدي له هدية فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا)).

بل إن ظاهر الحديث يشمل الأخذ ولو بدون شرط مسبق كما يقوله الشيخ العلامة ابن باز ،فلو شفعت أخي المسلم لأخيك وجاءك بهدية - بدون أن تشترطها - فلا تأخذها ،وأجرك على الله ،ولا تجعل باباً للشيطان يُفسد عليك أعمالك الصالحة التي تبتغي بها وجه الله، لا تقبل هدية ،ولا مال ،ولا خدمة أخرى مقابل شفاعتك وواسطتك، فإن "الشفاعات زكاة المروات".

وإذا قلنا بتحريم - أخذ الهدية - على الشفاعة والواسطة ولو لم تشترط ،فإنه لا يدخل في ذلك استئجار شخص لإنجاز معاملة ومتابعتها وملاحقتها في الدوائر ،مقابل أجرة معلومة، فهذا باب آخر غير مسألة الشفاعة والواسطة ،فهو من باب الإجارة: فكأنك تستأجر فلان ليُطارد لك معاملتك وينجزها ،فهذا جائز لا شيء فيه، وهو ليس من باب بذل الجاه والشفاعة والمكانة مقابل المال. فهذا هو المحرم.


وهناك شفاعة أخرى غائبة عن كثير من الناس إلا ما رحم ربي وقليل ماهم .

إنها الشفاعة للميت. نعم. "الميت" أحوج ما يكون للدعاء والشفاعة ،تشفع فيه بدعائك الصالح الذي قد يقبله الله منك. "الميت" أحوج لهذه الشفاعة من ذلك الحي الذي تسعى له بكل جهدك وأعمالك لتصلح من حاله.


يقول عليه الصلاة والسلام:
((إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء))
وقال:
((ما من رجل مسلم يموت ،فيقوم على جنازته أربعون رجلاً ،لا يشركون بالله شيئاً ،إلا شفعهم الله فيه))
ويموت الميت في هذا الزمان ولا يبالي به بعض أهله ولا يكترثون بمن يُصلى عليه أو يصلي عليه وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في شفاعة الأحياء

((اشفعوا تؤجروا))
فإنه يقول في الصلاة على الميت:
((من خرج مع جنازة من بيتها أو صلى عليها ،ثم تبعها حتى تدفن ،كان له قيراطان من أجر ،كل قيراط مثل أحد ،ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد)).

أيها الأخوة:

وفي يوم الدين تزول الشفاعات الباطلة ،ولا تبقى إلا شفاعة من أذن الله له ورضي له قولاً. يقول الكفار في ذلك اليوم:
فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ويقول عز وجل عنهم: فما تنفعهم شفاعة الشافعين حتى لو شفع أحد فيهم فلا تنفعهم شفاعة شافع مهما كان. والكفار لا شفيع لهم في يوم المعاد ولهذا يقولون: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم كانوا في الدنيا يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقول الله لهم: وما نرى معكم شفعاؤكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ويقول: ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين .

أخي الحبيب:

وفي يوم القيامة كما في الصحيحين:
((يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ،فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ ألا ترون إلى ما قد بلغكم؟ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم ،فيأتون آدم ،فيقولون: يا آدم ،أنت أبو البشر ،خلقك الله بيده ،ونفخ فيك من روحه ،وأمر الملائكة فسجدوا لك ،فاشفع لنا إلى ربك ،ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،ولن يغضب بعده مثله ،وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ،نفسي نفسي ،نفسي نفسي ،اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى نوح ،فيأتون نوحا ،فيقولون: يا نوح ،أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ،وسماك الله عبداً شكورا ،فاشفع لنا إلى ربك ،الا ترى إلى ما نحن فيه؟ألا ترى ما قد بلغنا؟فيقول نوح: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،ولن يغضب بعده مثله ،وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ،نفسي نفسي، نفسي نفسي ،إذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى إبراهيم ،فيأتون إبراهيم ،فيقولون: يا إبراهيم ،أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ،ألا ترى إلى ما نحن فيه؟الا ترى ما قد بلغنا؟فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،ولن يغضب بعده مثله ،وذكر كذباته ،نفسي نفسي، نفسي نفسي ،اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى موسى ،فيأتون موسى فيقولون: يا موسى ،أنت رسول الله ،اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه على الناس ،اشفع لنا إلى ربك ،ألا ترى ما نحن فيه؟ألا ترى ما قد بلغنا؟فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،ولن يغضب بعده مثله ،وإني قتلت نفساً لم أومر بقتلها ،نفسي نفسي، نفسي نفسي ،اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى عيسى ،فيأتون عيسى ،فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ،قال: هكذا هو ،وكلمت الناس في المهد ،فاشفع لنا إلى ربك ،ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،ولن يغضب بعده مثله ،ولم يذكر له ذنبا ،اذهبوا إلى غيري ،اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم ،فيأتون ،فيقولون: يا محمد ،أنت رسول الله ،وخاتم الأنبياء ،غفر الله لك ذنبك ،ما تقدم منه وما تأخر ،فاشفع لنا إلى ربك ،ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأقوم ،فآتي تحت العرش ،فأقع ساجداً لربي عز وجل ،ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ،فيقال: يا محمد ،ارفع رأسك ،سل تعطه ،اشفع تشفع ،فأقول: يا رب أمتي أمتي ،يا رب أمتي أمتي ،يا رب أمتي أمتي ،فيقول: أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة ،وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب ،ثم قال: والذي نفسي بيده ،لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر ،أو كما بين مكة وبصرى))
أخرجاه في الصحيحين بمعناه ،واللفظ للإمام أحمد.
 
ومن أعظم أبواب النفع للمسلمين باب الشفاعة الحسنة ،يقول سبحانه وتعالى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها .
اسلام عليكم و جزاك الله خيرا
ايمكنك ان تشرح لي امعنى هذه الفقرة
و مذا يعني الشفاعة الحسنة و الشفاعة السيئة?
اريد مثالا إذا اردت
 
ومن علامات سوء المجتمع. أنك لا تستطيع إنجاح حاجة من حوائجك بدون أن تكلم فلان أو تتصل على هيان بن بيان أو تستخرج ورقة من علان ،لتسجيل أحد أولادك في الجامعة أو أحد بناتك في الكلية ،أو حتى تسجيل بعض أولادك الصغار في المدارس
هل يعني هذا انني اذا كلمت فلانا يعرفني لتسهيل عملية انا بحاجة اليها اكون قد ارتكبت خطيئة?? اما يجوز ذلك خصوصا اننا في زمن كل شيء صعب فيه

سؤال اخر: اذا كنت في منصب و قمت بقضاء حاجة لشخص اعرفه لكن بدون تضييع حقوق الناس هل ارتكب معصية?

وقد يشفع إنسان ما بجاهه ومنزلته وبكلمته المسموعة ليغتصب حقوق الآخرين ويظلمهم ويأكل أموالهم بالباطل.
اذا كان شخص لديه كلمة مسموعة يستغل منصبه و مكانته لقضاء هاجة المسلمين فهل يجوز ذلك
 
التعديل الأخير:
فأدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة ،وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب

على حسب علمي, ان هناك من يدخل الجنة بدون حساب و قد يشفع لهم, و مذا عن الناس من سيعذبون ثم يدخلون الجنة هل يشفع الرسول ص لهم?
 
اسلام عليكم و جزاك الله خيرا
ايمكنك ان تشرح لي امعنى هذه الفقرة
و مذا يعني الشفاعة الحسنة و الشفاعة السيئة?
اريد مثالا إذا اردت

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


تنقسم الشفاعة في الدنيا إلى قسمين:

1. شفاعة حسنة، وهي المطلوبة والمأمور بها، وهي التعاون على البر والتقوى.


2. وشفاعة سيئة، وهي المنهي والمحذر منها، وهي التعاون على الإثم والعدوان.


دليل ذلك قوله تعالى: "مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا


ذكر القرطبي في تفسيرها أقوالاً لأهل التأويل في المراد بالشفاعة الحسنة والسيئة، ملخصها:

1. هي في شفاعات الناس بينهم في حوائجهم،
فمن يشفع لينفع فله نصيب، (هذي شفاعه حسنه)
ومن يشفع ليضر فله كفل – أي وزر.(هذي شفاعه سيئه)

2. الحسنة في البر والطاعة،
والسيئة في المعاصي.

3. وقيل المراد بالحسنة الدعاء للمسلمين،
وبالسيئة الدعاء عليهم.

4. من يكن شفعاً لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر، ومن يكن له شفعاً لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر.

5. وعن الحسن: الحسنة ما يجوز في الدين،
والسيئة ما لا يجوز فيه.

وقال عن قول الحسن هذا: إنه جامع.

هذه الأقوال متقاربة، والآية تسعها جميعاً، لكن الراجح القول الأول، أن الآية نزلت في الشفاعات بين الناس.

قال النووي: (والجمهور على أنها هذه الشفاعة المعروفة، وهي شفاعة الناس بعضهم في بعض).

وقال ابن كثير: (نزلت هذه الآية في شفاعات الناس بعضهم لبعض)


هذي اقوال اهل العلم بالشفاعه الحسنه والسيئه وتفسير الايه الكريمه

اذا باقي عندك سؤال في هذي النقطه تفضل
 
هل يعني هذا انني اذا كلمت فلانا يعرفني لتسهيل عملية انا بحاجة اليها اكون قد ارتكبت خطيئة?? اما يجوز ذلك خصوصا اننا في زمن كل شيء صعب فيه

اذا كان فيها تعدي على حقوق الاخرين او اضرار بهم فلا يجوز

سؤال اخر: اذا كنت في منصب و قمت بقضاء حاجة لشخص اعرفه لكن بدون تضييع حقوق الناس هل ارتكب معصية?

نفس الاجابه السابقه اذا لم يكن فيه تعدي على حقوق الاخرين او اضرار بمصالحهم فيجوز

اذا كان شخص لديه كلمة مسموعة يستغل منصبه و مكانته لقضاء هاجة المسلمين فهل يجوز ذلك

عليك ان تنظر هل في ما تقم به فيه اضرار بحقوق الاخرين او مصالحهم او تعدي عليها اذا نعم فلا يجوز اذا لا فيجوز واهم شرط الا تكن الشفاعه في معصيه او حد من حدود الله
 
بارك الله فيك, لكن اريد فقط تفسير كلمة شفاعة, فهل شفاعة يقصد بها اي عمل حسن اي ان يكون العمل صالحا بدون مقابل لوجه الله
 
على حسب علمي, ان هناك من يدخل الجنة بدون حساب و قد يشفع لهم, و مذا عن الناس من سيعذبون ثم يدخلون الجنة هل يشفع الرسول ص لهم?

تنقسم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الى اقسام وهي

القسم الأول: الشفاعة العظمى وهي التي تكون في موقف القيامة لإراحة الناس من الموقف وهي خاصة بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ودليلها حديث الصور الطويل
وفيه أن الناس يأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم يأتون نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- فيذهب فيسجد تحت العرش في مكان يقال له: الفحص فيقول الله: ما شأنك وهو أعلم؟ قال رسول الله صلى الله -صلى الله عليه وسلم-: فأقول: يا ربي وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك، فاقض بينهم فيقول الرب -سبحانه وتعالى- شفعتك أنا آتيكم فأقضي بينهم قال: فأرجع فأقف مع الناس .



النوع الثاني من الشفاعة الشفاعة لأهل الجنة في الإذن لهم في دخولها، ودليلها ما في صحيح مسلم عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أنا أول شفيع في الجنة .

النوع الثالث: الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب ودليله حديث عكاشة بن محصن حين دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وهو في الصحيحين
ومن الأدلة أيضا قول الله -تعالى- في جواب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
لما قال: أمتي أمتي قال: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه الذين يدخلون الجنة بغير حساب وهم شركاء الناس في بقية الأبواب.

النوع الرابع: الشفاعة في رفع درجات قوم من أهل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثوابهم ومن دليل ذلك حديث أنس أنا أول شفيع في الجنة .

النوع الخامس: الشفاعة في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ليدخلوا الجنة ودليلها ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال السابق يدخل الجنة بغير حساب والمتصل برحمة الله والظالم نفسه وأصحاب الأعراف يدخلونها بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

السادس: الشفاعة في قوم قد أمر بهم إلى النار لا يدخلونها ودليلها حديث حذيفة عند مسلم وفيه:
ونبيكم على الصراط يقول: رب سلم

السابع: الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه وهي خاصة بأبي طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وخاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ودليلها ما ورد في طرق متعددة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قيل له: إن أبا طالب يحميك ويذود عنك ويؤويك فهل نفعته؟ قال نعم وجدته في غمرات من نار فأخرجته منها إلى ضحضاح من نار يغلي منها دماغه أسأل الله السلامة والعافية.

الثامنة: الشفاعة في أهل الكبائر من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ممن دخلوا النار ليخرجوا منها وهذا أدلته متواترة تواتر بهذا النوع الأحاديث من ذلك حديث أنس -رضي الله عنه- شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وهذه شفاعة تتكرر من النبي -صلى الله عليه وسلم- أربع مرات كما ثبت في حديث أنس وأنه في المرة الأولى يقال: أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، وفي الثانية يقال له: أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، وفي الثالثة يقال له: أخرج من كان في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، وفي الرابعة يقال له: يقول لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله أو أخرج منها من قال: لا إله إلا الله

والفائدة والحكمة من الشفاعة هي إكرام الشفيع في قبول شفاعته كما في الحديث: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء وحكمة إلهام الناس التردد إلى غير النبي -صلى الله عليه وسلم- في موقف القيامة يسألون الأنبياء أن يشفعوا لهم، ولم يلهموا لمجيء النبي -صلى الله عليه وسلم- من أول وهلة لإظهار فضله وشرفه -صلى الله عليه وسلم-.

 
النوع الثالث: الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب ودليله حديث عكاشة بن محصن حين دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وهو في الصحيحين

بدون حساب.......طيب هذا يعنيان هناك 70000 يدخلو الجنة بدون حساب
هل هذا يعني ان اشخاصا اخرين سيدخلون الجنة لكن بعد ان يحاسبهم الله ما فعلو ( والحساب هل يعني ان يستعرض عليهم اعمالهم الصالحة و السيئة ام ان الحساب قد يعني العذاب)??
و اسمح لي إن اثقلت عليك بالاسئلة, فقط لا اشبع من التعلم في الامور الدينية
 
بارك الله فيك, لكن اريد فقط تفسير كلمة شفاعة, فهل شفاعة يقصد بها اي عمل حسن اي ان يكون العمل صالحا بدون مقابل لوجه الله

الشفاعة هي الوساطة في إيصال خير أودفع شر بدون مقابل (لوجه الله) سواء كانت بطلب من المنتفع أم لا بدون ان يكون فيه تعدي على حقوق الاخرين
 
بدون حساب.......طيب هذا يعنيان هناك 70000 يدخلو الجنة بدون حساب
هل هذا يعني ان اشخاصا اخرين سيدخلون الجنة لكن بعد ان يحاسبهم الله ما فعلو ( والحساب هل يعني ان يستعرض عليهم اعمالهم الصالحة و السيئة ام ان الحساب قد يعني العذاب)??
و اسمح لي إن اثقلت عليك بالاسئلة, فقط لا اشبع من التعلم في الامور الدينية

يا اخي محمد انت لا تثقل عليه وهذا واجبي نحوك كاخ لي في الاسلام ويجي على كل مسلم عدم كتم اي اجابه او علم على اخوه المسلم وان يسعى في حاجته ما دام يستطيع ذلك

وانا يسعدني وبكل سرور ان اجيب على اسئلتك من كتب واقوال اهل السنه والجماعه


الاجابه على اسئلتك هي

وتختلف محاسبة الله لعباده تبعاً لأعمالهم في الدنيا ،

1-قسم لا يحاسبهم الله محاسبة من توزن حسناته وسيئاته وإنما تعد أعمالهم وتحصى عليهم ، ثم يُدْخلون النار، وهؤلاء هم الكفار ،
قال تعالى :
{ إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا، إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا }
(
النساء:168- 169)

. وقال أيضا :
{ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام } (الرحمن:41) .


2-قسم يدخلهم الله الجنة بغير حساب ، وهم المؤمنون الموحدون الذين تميزوا عن سائر الأمة بحسن التوكل على الله جل وعلا ، قال صلى الله عليه وسلم :
( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب . هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) متفق عليه .
ومعنى لا يسترقون أي : أنه لا يطلبون الرقية من أحد توكلا على الله سبحانه ، وإن كانوا يرقون أنفسهم أو يرقون غيرهم ، ومعنى لا يتطيرون أي : لا يتشاءمون ، ومعنى لا يكتوون : لا يتداوون بالكي لتوكلهم على الله .


3-قسمٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم عرضاً ويقررهم بها ثم يدخلهم الجنة ،
قال صلى الله عليه وسلم :
( يدنوا المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه – ستره - فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، رب أعرف مرتين ، فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته )
رواه البخاري و مسلم .

4-قسم لم يتحدد مصيرهم بعد وهم أصحاب الأعراف ، وهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، فهؤلاء يوقفون على مرتفع بين الجنة والنار ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمة منه سبحانه ،
قال تعالى :
{ وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون }
( الأعراف:46) .


5-قسم غلبت سيئاتهم حسناتهم فاستحقوا العقاب وهم عصاة المؤمنين ، وهؤلاء تحت مشيئة الله سبحانه ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء عذبهم ، ثم يخرج من عُذِّب منهم بالنار بشفاعة الشافعين أو بكرم أرحم الراحمين جلا وعلا ،
قال تعالى:
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }
( النساء:48 ).


هذا عن حساب المكلفين من الإنس والجن ،
أما البهائم فإنها تحاسب ويقتص لبعضها من بعض كما قال صلى الله عليه وسلم :
( لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )
رواه مسلم .

والشاة الجلحاء هي التي لا قرون لها ، والقرناء هي ذات القرون .


وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من حقوق الله
الصلاة ،
وأول ما يحاسب عليه من حقوق العباد
الدماء ،
قال صلى الله عليه وسلم :
( أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء )
رواه النسائي وصححه الألباني .

والحقوق المتعلقة بالخلق من أشدِّ ما يحاسب عليه العبد بعد الشرك بالله ، وذلك أن العفو عنها مرتبط بالمظلومين أنفسهم ، والناس في ذلك اليوم أحرص ما يكونُ على الحسنات ،
لذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالتحلل من المظالم في الدنيا قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات ،
ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم . إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )
رواه البخاري .


ومن كمال عدل الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم أنه يحاسب العبد فيقرره بذنوبه ،
فإن لم يقر أشهد عليه أعضاءه ، فتشهد عليه بما عمل ،
قال تعالى :
{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }( النور: 24) ،

وتشهد عليه الملائكة الكرام الكاتبون كما ثبت ذلك في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن كمال عدله سبحانه أيضاً أنه يقيم للحساب ميزاناً يزن به أعمال الخلق ، حتى يعلم العبد نتيجة حسابه معاينة ، فإن الله لا يظلم الناس شيئا ،

قال تعالى :
{ والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون }
( الأعراف:8 – 9 ) .


فإذا علم المسلم ما يكون في ذلك اليوم من الحساب والعقاب ، وكيفية القصاص في المظالم والسيئات ،
كان حريَّاً به أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ،
كما قال عمر رضي الله عنه :
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر " .

 
التعديل الأخير:
بارك الله فيك, نقطة اخيرة فقط


-قسمٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم عرضاً ويقررهم بها ثم يدخلهم الجنة ،
قال صلى الله عليه وسلم :
( يدنوا المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه – ستره - فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، رب أعرف مرتين ، فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته )
رواه البخاري و مسلم .

عندما يعرض الله ذنب عبد ثم يدخلة الجنة علما ان العبد له حسنات اكثر من السيئات, هل يدخله الجنة مباشرة او ممكن ان يعذبه قليلا رغم اكثرية حسناته مع سيئاته
 
بارك الله فيك, نقطة اخيرة فقط




عندما يعرض الله ذنب عبد ثم يدخلة الجنة علما ان العبد له حسنات اكثر من السيئات, هل يدخله الجنة مباشرة او ممكن ان يعذبه قليلا رغم اكثرية حسناته مع سيئاته

لا عليك اخي محمد اسال ما بدا لك يبدو اني لا استطيع اقناعك ان اسالتك غير ثقيله علي

 
عودة
أعلى