المدن النووية الروسية المغلقة

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
415 0 0
الكاتب: ترجمة / عقيد / عبد السلام البرني |

نقلا عن مجلة Jane's

إن ظاهرة الوجود الإقليمي هي ظاهرة مقتصر ة على روسيا فقط ، السيدان إيجوركريبانوف (Igor Khkripunov) و نيكولاس فيرنانديز (Nicolas N Fernandez) يكشفان أكبر تهديدات لمواضع المدن المغلقة وكيف تحاول روسيا إحتوائها.
ذهـب القــطاع النــووي الروســـي مؤخـــرا ضــمن تحــولات مفاجئة من الصعب تبريرها منـــذ ( 4 ) سنـوات فـقط هبطت وزارة الطاقــة الذرية مينــاتم (Minatom) والتي كانت وزارة مسيطرة وكتومة إلى مستوى وكالــة فرعيـة تنفيذية أدنى وأصبحت تعرف باسم روساتوم (( Rosatom)) .

في سنة 2008 تحولت منزلة روساتوم إلى أشبه ما تكون من شركة أو نقابة وأصبحت تشبه إلى حد كبير شركة غاز بروم.
في سنة2008 أصبح التحول مثيرا جدا بالنسبة للوضع الذي أعطى لسلطة الدولة حق الممارسات السابقة على الصناعة النووية .
حقيقة وبالنظر إلى موضوع الأسلحة النووية الروسية والتي بقيت في نطاق المسؤولية القانونية لشركة روساتوم (Rosatom) وهي تدار الآن بواسطة طاقمها المشترك والذي هو أكثر من موظفي الدولة عددا في هذا المجال . إن المستخدمين حاليا هم من شركة روساتوم (Rosatom) قبل الإتحاد ، ولم يتم الوصول حتى الآن إلى تغيرات هامة ومع ذلك فإن التغير في إدارة المركب النووي الروسي قد أثار الجدل حول ما إذا ستكون بنية الإتحاد أكثر فاعلية في منع ازدياد نمو الوسائل النووية والتقنية ورأس المال البشري أو أنها ستزيد من التهديدات .

إن هذا المفهوم المستقل هو في الحقيقة ليس من موسكو وحدها بقد ما هو من كل دول العالم، وتوجد الآن المنشآت النووية الروسية للدولـة، مـما أدى إلى إتسـاع البنية التحتية للقوة النوويـة للدولـة بصـفة عامـة وبشكـل مثيـر وفعال.


مدن زاتو(Zato ):

وتعني هذه الكلمة اختصار لعبارة المدن الإقليمية المغلقة (باللغة الروسية) ـ إن مجموعة ال 10 مدن النووية المغلقة والمعروفة في روسيا (التواجدالإقليمي الإداري المغلق) والتي كانت قد تأسست فيما بين سنتي 1946-1955والتي كانت تحتل مركزا وسطا للبرنامج النووي السوفييتي.
إن التفكير السليم والمنطقي لغلق هذه المدن كان من أجل التكتم على المعلومات عنها وإخفاء وجودها، وكانت مثل هذه المدن السرية تعرف بكود بريدي وتدعم بحماية خاصة وقائية مثل الاسيجة والأبنية الخرسانية بالإضافة إلى الحراسات .
إن المدن المغلقة كانت في الواقع شبيهة جدا بالسجن ومعسكرات العمل التي تتطلب بذل جهد مضني وشاق ، وأن هذه المدن لا تتطلب الحماية ضد التهديدات الخارجية فقط بل والاحتفاظ بالخبراء بداخلها ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي ،وأن العيش والعمل في مثل هذه المدن هو في الواقع أشبه ما يكون بالسجن كما ذكرنا حيث أن العمال فيها نادرا ما يسمح لهم بمغادرتها لزيارة أقربائهم ونظرا للتصاريح الأمنية المشددة كانوا عادة ما يرفضون المغادرة ، ومع ذلك ونظرا لإدراكهم لأهمية عملهم فهم يقبلون بهذه التحوطات الأمنية .
مع تأسيس القسم الخاص بالأعمال النووية كان يعهد لخمسة من العشر مدن النووية بإنتاج المواد القابلة للانشطار لاستخدامها في إنتاج السلاح النووي ، وأن اثنتين فقط من هذه الخمسة تنتج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية وهما زيلينو جورسك(Zelinogorsk) وتعرف باسم كراسنويارسك45 (Krasnoyarsk 45 ) أما المدينة الأخرى فهي نوفولارسك (Novouralsk) وتعرف باسم سفيردلوفسك44(Sverdlovsk-44) بينــما توجـــد اثنـــتان منـــها متخصـــصة فــــي إنتـــاج البلوتونيـــوم الابتدائــــي وهــما (( أوزيـــــرســك تشيليــــابينســـك )) (Ozersk /Chelyabinsk-65) وزيلوزنيجورسك (Zheloznigorsk) والمعروفة باسم كراسنويارسك26 (Krasnoyarsk-26) ، وقد أوكل للمدينة الأخيرة في المقام الأول مهمة إنتاج المواد القابلة للانشطار والتي استخدم فيهـا كـل مـن اليورانيوم عالي التخصيب ووسائل إنتاج البلوتونيوم، علاوة على ذلك فقد أوكلت إلى مدينتين أخريين مهمة بحث وتصميم الأسلحة وأن هذه المشاريع كانت في الأصل مكثفة في حيث تم إنشاء معهد الأبحاث الفيزيائية الاختباري سنة 1946، وعرف مركز تصميم السلاح النووي الاختباري بمعهد أبحاث الفيزياء النظرية والذي أنشئ فيما بعد في (Snezhinsk/Chelyabinsk-70) ، وكان هذان المعهدين يتنافسان فيما بينهما ومن ناحية أخرى فهما يكملان بعضهما البعض علاوة على ذلك فقد احتوت مدينة (Sarov/Arzamas-16) أيضا وسائل تجميع لبعض الأسلحة النووية أما المدن الثلاث الأخرى فقد اهتمت بتجميع السلاح النووي مع بعض الأجزاء الأخرى والتي أنتجت خارج هذه المدن، وحسب التقديرات الصادرة عن مجلس منظمة الدفاع الوطني للثروات الطبيعية وهي منظمة غير حكومية فقد وصل الإنتاج إلى ذروته في ثمانينيات القرن العشرين وقد أدى ذلك إلى نشر 45.000رأس نووي جاهزة للاستعمال مع نسبة إنتاج سنوي ما بين 2.000ـــــ 3.000 رأس حربي ، وقد تطور البرنامج النووي الروسي في عهد الحقبة السوفييتية من خلال هذه المدن العشر.
إن التسارع المستمر والمتواصل وسرعة الجنون والهوس المؤقت بالبرنامج النووي هو دائما وبغض النظر عن مقاييس الأمن يقود إلى الوقوع في حوادث صناعية كثيرة تجني ضريبة بشرية وبيئية كبيرتين حيث كان الحدث الإشعاعي المأساوي العالمي الثاني في سبتمبر من سنة 1957 والذي نتج عنه التأثير الإشعاعي الذي أدى إلى إتلاف مساحات شاسعة من الأراضي قدرت بحوالي 300 كم ×50كم وقتلت أكثر من 200 شخص وهذا ما عرف في روسيا فقط سنة 1992، وتتابعت بعد ذلك بعض الحوادث الأقل إشعاعا في كل من (Ozersk) وبعض مدن مغلقة أخرى.


zucca5.jpg
 
رد: المدن النووية الروسية المغلقة

ما بعد الحقبــــــة السوفييتية ( الإتحاد السوفييتي السابق) :-
يوجد مع تلك المدن النووية (Zato) عدد من المواقع الإستراتيجية الأخرى والتي أغلقت أيضا في الحقبة السوفييتية.
ما مجموعه 37 موقعاً ( Zato) استخدم عن طريق سلطات لوكالات مختلفة في الإتحاد السوفييتي قبل تفكيكه سنة 1991وكانت قد ميزت بالقانون التشريعي سنة 1992على أنها من ضمن مدن الزاتو(Zato).
منذ ذلك الحين أضيفت وكالة الفضاء ووكالات أخرى إلى وزارة الصناعة والطاقة واللتان فصلتا عن بعض في مايو 2008.
منذ شهر أبريل سنة2007 تم إضافة 41 موقع للزاتو (Zato ) عن طريق الحكومة وتحت سيطرة سلطات مختلفة ، وكانت وزارة الدفاع تدير الجزء الأكبر منها ، و 26موقعاً للزاتو (Zato) وما يماثل 400.000 نسمة قد اتبعت لشركة روساتم(Rosatom) والتي تديرالعشر مدن النووية مع ما مجموعه 770.000نسمة منهم 200.000 نسمة وظفوا في وسائط الإنتاج ومعاهد الأبحاث وتحت إشرافها .
بصفة عامة نجد أن ما نسبته 1% فقط من الشعب الروسي يعيشون في هذه المدن (Zato) والتي كانت خلال فترة التسعينيات بالكامل تحت سلطة ما يعرف بالروساتم(Rosatom) التي استخدمت في برنامج تصميم وتجميع وإنتاج الأسلحة الذي تأثر بتعطيل مرحلة التحول ، وقامت معظم المدن الأخرى من الزاتو (Zato) بنشر أسلحة إستراتيجية وإعداد مواقع تخزين وتم تزويدها بالجيش وكانت أقل تأثرا.
تدنى مستوى الإنتاج للأسلحة النووية وأجزائها خلال عقد من الزمن إلى مستوى 10 أضعاف عما كانت عليه في سنة 1990. وكذلك تدنى مستوى التدبير الدفاعي بالكامل إلى 7 أضعاف.
كنتيجة لما سبق فإن مواقع المدن النووية والمقيمين فيها أصبح مكشوفا بالرغم من تنظيمات الخروج الصارمة التي أصبحت رخوة إلى حد بعيد بعد سنة 1992،وأن الزيارات من خارج هذه المدن مازالت تواجه عقبات أمنية كثيرة وتوقيع التصريحات للزوار من قبل الأمن الفيدرالي بينما كانت الإقامة تمنح إلى أولئك الذين يتحصلون على تسهيلات مبدئية أو عن طريق أناس مقربون جدا من أولئك الذين يقيمون في المدينة ، إضافة إلى ذلك فإن الأجرة كانت تتأخر لعدة أشهر خلال فترة التسعينات و لذلك كانت تقام المظاهرات السلمية والمسيرات ، وكانت تسجل عدة حالات انتحار بين ذوي الرتب والموظفيـن وكذلـك بيـن العلــماء وكـان العجز في رفع المرتبات الشخصية للأفراد هو الذي قاد الدكتور فلاديمير نيتشي (Vladimir Nechai) وهو مدير لإحدى مدن الزاتو( Zato) للأسلحة النووية إلى الإقــدام على الانتحار في نوفمبرسنة 1996.


عودة زاتو (Zato):

إن هذا الإتجاه كان قد انعكس بصورة واسعة في ضعف حملة جيش الناتو التي انطلقت في يوغوسلافيا السابقة في مارس سنة 1999والتي فسرت في روسيا بشكل عام على أنها تهديدات جادة للأمن القومي للدولة ولذلك فالموقف يتطلب إيجاد سلاح نووي حديث يمكن الاعتماد عليه، وقد بلغت مناصرة الحملة النووية في روسيا ذروتها وذلك في اجتماع المجلس الأمني الروسي في 29 ابريل سنة 1999والذي ترأسه الرئيس الروسي بوريس يلتسن (Boris Yeltsen ) ، وفي الاجتماع كانت الرغبة جلية في أن تبقى القوة النووية مع بعضها البعض بمثابة جزء من القوة العسكرية في إستراتيجية الأمن القومي بل والجزء الهام من القوة العسكرية الروسية.
رفضت الحكومة الروسية التعهدات السابقة مع أسلافها والتي لم تطبق في الإتحاد السوفييتي السابق ، وتضمنت في وثائقها قبول شاسع للسيناريوهات المطبقة لأول مرة.
خلال الاجتماع الذي تم في ابريل 1999تبنى مجلس الأمن سلسلة من القرارات التي مهدت الأساس لإعطاء حياة جديدة للسلاح النووي ، وعلاوة على ذلك فقد تم استخدام ال10 مدن النووية (Zato) في تصميم وإنتاج وتجميع الأسلحة ، وبعد ذلك بسنة واحدة اختار السيد الرئيس فلاديمير بوتن(Vladimir Putin) أن تكون أول زيارة له خارج موسكو إلى (70Snezhinsk/Chelyabinsik) حيث قابل مجموعة الأركان هناك ووضع أسبقية إستراتيجية جديدة ومن بين الفوائد التي نتجت عن هذه الزيارة كان تعهد الحكومة إلى المدن النووية المغلقة بالحصول على ميزانيات جديدة عالية ومرتبات عالية واعتماد كامل لإعادة البناء ، وتحول دفاعي والتحول إلى بيئات آمنة ، وحفظ الطاقة ووضع المهارات والمعدات والصيانة (hardware) غير أن بعض تلك التعهدات لم يتحقق بسبب خضوع البرنامج الفيدرالي لتطويرالأسلحة النووية والذي ينتهي مع حلول سنة 2015والذي بلغ إجمالي ميزانيته ما يقارب من 1.700 بليون دولار أميركي.


الأمن والسلم:

يتم الآن إعادة تجميع الصناعة النووية لعقد من الزمن بالإعتمادات الأدنى و مع الحاجة الملحة للموارد و الأمن المشار إليه مع التغير فـي الإدارة ، كـل هـذا زاد مـن التساؤلات عــن الأمــــن والسلــــم للـــــــــمدن الزاتــــو
وبالرغم من تنظيمات الحماية التي كانت غير مؤثرة في تحويل الميناتوم (Minatom) إلى الروساتوم(Rosatom) ، ومن الروساتم إلى نقابات أو شركات ، وفيما كان المهتمون بشؤون الأسلحة النووية ووزارة الدفاع دائما محافظون على الحضور (التواجد) داخل الزاتو(Zato) والتي تدار الآن بواسطة روساتم (Rosatom) من حيث الإشراف والمتابعة ، والتعاون والاستشارة وقبول الإنتاج بالإضافة لأغراض أخرى متعددة كان يجري تغيير للأفراد بالسلاح النووي من قبل روساتم (Rosatom) والتي هي مسؤولة
عن الدفاع والوكالة المعهود إليها مهمة النشر والتشغيل. كلتا الوكالتين لديهما مستخدمين مفوضين ومرخص لهم بأذونات مقبولة ولهم أيضا الإذن بالدخول إلى مواقع الوكالات الأخرى بما في ذلك المدن المغلقة .
إنهم مطالبون وبصفة دائمة بمتابعة النظام الذي يتم عن طريقه إجراء الفحص للسجلات الخاصة وذلك لتأكيد تدوين كل ما يتم نقله من وحدة إلى أخرى أو من مدينة إلى أخرى.
بما أن مدن الزاتو (Zato)قد أنهكت في برنامج السلاح النووي فإن وزارة الدفاع قامت هي الأخرى بإجراء التمارين للإشراف والمراقبة على الأمن والسلم داخل هذه المدن وذلك خلال مراحل التطوير والتصنيع والاختبار والتشغيل والتخزين والتنظيم وكذلك التدمير للسلاح النووي .
كنتيجة لما سبق فقد وجد هناك إرباك وفوضى بسبب إنهاك تلك المدن بالعمل المتزامن في إنتاج الأسلحة الدفاعية وكذلك في المشاريع المدنية التي تزداد باستمرار، وأن هذه وغيرها من المسائل المتأصلة في العلاقة بين وزارة الدفاع والروساتم (Rosatom)قد جعلت الحكومة تقوم بإعداد مسودات وتقديمها إلى مجلس النواب الفيدرالي وذلك قبل نهاية سنة2008.
بينما كان التوضيح القانوني لحالات التخطي لسلطات الدولة والتحديات القائمة لتوفير الأمن التام والكامل للمدن النووية يتباطأ فقد ظهرت الحقائق من قبل من لديهم الرهان على اختلاف مستوياتهم .
في مجلة أبزتشايا جازيتا (Obschaya Gazeta)وبالتحديد في عددها الصادر في يونيو 2007 وصفت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية الزاتو(Zato) على أنها وجود اجتماعي خطير يتطلب تجديد الجهود لتوفير الحماية لجميع أعضاء المجموعة.
نظراً لكثرة الملكية الشخصية للأعمال من قبل البعض والذين أصبحوا أغنياء وقادرين على تحمل المستوى المعقد للأمن فإن ترتيبات الحماية للزاتو (Zato) قد أظهرت المزيد من الكآبة وهجر العمل من قبل المستخدمين.
قام المشرعون القانونيين الروس الذين أتيحت لهم فرصة زيارة الزاتو (Zato) بدراسة إمكانياتهم المضادة للإرهاب ، ومقابلة المستخدمين والعمال في تلك المدن وانتقاد أسلوبهم في الحماية الشخصية والإخفاق في تلبية متطلباتهم .

قــــال السيــــد فيكتــور أوزيـروف (Victor Ozerof) رئيس لجنة تقصي الحقائق بالحكومة الفيدرالية في نهاية عمله بهذه المهمة مع الروساتم (Rosatom) في مارس 2007 أن أنظمة الوقاية الشخصية قد تأسست في الأصل في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين وهي بحاجة إلى التحديث بصورة عاجلة حتى نتمكن من الصمود ضد الهجمات الإرهابية المعاصرة .
تقع مسؤولية الحماية للحدود الخارجية لمعظم المدن النووية المقفلة على عاتق الجنود الروس بإشراف سلطة الشؤون الداخلية للدولة ،إضافة إلى 10 مؤسسات نووية ، وحوالي 100 موقع حكومي آخر من ذوات الأهمية العالية ، وتشكل قوة الحماية هذه ما عدده 50.000جندي يعملون تحت قيادة سلطة الشؤون الداخلية لتنفيذ القانون في مناطق مغلقة ومواقع ذات نظام سري.
ظهرت الحاجة المستمرة للجنود لتوفير الحماية للمدن النووية بشكل رسمي منذ سنة 2005حيث كان يقبض على بعض الحراس وكان هناك حوالي 36.000 من الأشخاص قد خالفوا قواعد تصاريح الدخول وحاول 370 آخـرون حــاولو اختــراق الاسيــجة للحدود الخارجية والدخـول إلــى المنـاطــق المحظــورة بالرغــــم مــــن حمايتـــها.
ما تجدر الإشارة إليه هو أن ما نسبته 35% فقط من 50.000 جندي هم جنود نظاميون في الخدمة أما الباقون فهم جنود خدمة إلزامية و سيبدؤون العمل أعتبارا من 1 يوليو 2008ولمدة سنة واحدة فقط، وأن قصر الفترة الزمنية لتأمين الحراسات تتطلب البراعة في إيجادهم وتحديد مسؤولياتهم ، كما يوجد سبب آخر أيضا للقلق وهو الأخلاق والعامل النفسي العام للجنود داخل وحداتهم .
منذ بداية الألفية الثالثةيوجد أكثر من 15 جندي نظامي تم تعيينهم للعمل في إحدى المدن ونتيجة لذلك فمنهم من أختار الانتحار ومنهم من مات نتيجة للتدريب الصارم أو العقوبة، وتوجد العديد من حالات الفساد الأخلاقي الأخرى فمثلا في سنة 2008 تم القبض على عقيد مسؤول في وحدة تدقيق الحسابات ومنح التراخيص بتهمة اغتصاب وقبول رشاوى و مازال مقبوضا عليه حتى الآن، والسؤال الآن هو من سيستمر في حماية تلـك المنــشآت ( المدن النووية ) وهي في حالة سيطرة كاملة من قبل الروساتم(Rosatom) والتي أصبحت غير مرغـوب فيـها أكثـر لأستكـمال الدعـم المالــي مـن الحكومـة الفيدراليــة ، وحســب الجـدول التنظيـمي الجديـد لشركــة روساتـم (Rosatom) فـإن ( 4 ) مـدن منـها وعـــلى وجــــه التحديـــــد:ــ
Zhelznogorsk,Novouralsk,Seversk,Zelenogorsk قد تم تحويلها من قسم السلاح النووي ونقلت إلى روساتم كمدن مازالت مغلقة بقسم روساتم للأمن النووي والإشعاعي وشركتها المساهمة المتحدة المسماة (Atomenergoprom) والتـــــي تحتــوي عـلى البنـية التحتــــية لجيـــل الـــــقوة النوويـــــة الروسية بالكامل.
تقدر التدابير الدفاعية لبعض الوسائط النووية داخل الزاتو (Zato)بنسبة 20%مع بقاء ال 80% الأخرى على أنها عائدات لعقود مدنية ،ووفقا لما سبق فإن الحكومة الروسية لا ترغب في الدفع من أجل الاحتفاظ بالزيادة في عدد الجنود لحماية الزاتو(Zato) بل ترغب في وسائل أخرى تدار الآن بفاعلية للمساهمة في إدارة أمنها الخاص.
ستكون المرحلة التنظيمية القادمة للدفاع عن مدن الزاتو(Zato) بتأمين الحرس الكافي والذي يؤمن الحراسة للوسائط داخل تلك المدن .... كان فيلق الحراسة قد تأسس سنة 1999 حسب القانون الفيدرالي بنظام الحرس الإداري والذي منح الدعم لعدد من الوزراء الفيدراليين للاحتفاظ بخدمات الأمن في الداخل .
الحرس الإداري هو عبارة عن حرس مسلح ويمكنه استخدام القوة البدنية عند الضرورة أو السلاح للقضاء على التهديدات ، ويسمح لهم أيضا باستخدام وسائلهم الدفاعية في الخارج للمطاردة أو لحراسة المواد النووية عند نقلها من مكان إلى آخر.
أحيانا العمل مع مصلحة الشؤون الداخلية للتعامل مع الأحداث الداخلية متضمنا تنظيم الحراسة الأمنية بينها وبين الآخر في الغالب يكون نظام حماية الوحدات بتصميم وتركيب معدات الأمن والسلامة بالإضافة إلى وحدات حرس الشرطة التي تدير وتراقب هذه الأنظمة على المستوى المحلي .
من ناحية أخرى يعرف الحرس الإداري للروساتم (Rosatom) ب(Atom-Okhrana) أي بمعنى حماية الذرة، وأن الخدمات التي يتصور أنها هائلة وكبيرة وهامة والمقدمة بواسطة مستخدمين عسكريين سائقين وعلى درجة عالية من التعلم كانت في الحقيقة تافهة وغير مجدية بسبب قلة المرتبات الممنوحة مقارنة بوحدات الأمن الخاصة ، وكنتيجة لذلك فإن الموقع (Zheleznogorsk) الفرع رقم 19 لمؤسسة روساتم المركزية (Rosatom) والمعروفة بوحدة حماية الذرة(Atom-Okhrana) وتظم هيئة وحدة الحرس الإداري التابعة له أكثر من 700 فرد منهم 100 رجل فقط.
إن الفشل في خلق قوة متوازنة لمعالجة العجز في التعامل مع السيناريوهات الإرهابية يعرض قدرات الزاتو للخطر ، إضافة إلى ذلك فإن الحضور الكبير لل FSB ـــــــ هو بمثابة إيكالها لمهمة التنسيق والإشراف والقيام بالتدابير الأمنية متضمنة مرور الزوار من وإلى المنطقة ، ومن أولويات هذه الإجراءات هو تنفيذ الأعمال التحليلية والعملياتية لمنع وإيقاف وحل كل الجرائم المتعلقة بالتخريب وتحول العبور الغير قانوني للمواد النووية معطية بذلك الشرعية والدفع للروس للاستمرار في التطوير .
إن نشاطات ال ----FSBأحيانا تتضارب مع آراء أعضاء الوزارة للشؤون الداخلية ومهمة ممثلي وكلاء الأعمال بالإقليم وأيضا داخل الزاتو(Zato)، وأن غياب أي قسم من الأقسام الخاصة بالعمال في التعامل مع الخروقات الأمنية داخل الزاتو(Zato) من شأنه أن يبطل ويعيق أعمال التحليل والمتابعة عند التعامل مع هذه الحالات.
 
رد: المدن النووية الروسية المغلقة

الفساد الأخلاقي:بسبب الاختلاف على السلطة بين القوى الأمنية،والأعمال الإجرامية والفساد داخل مدن الزاتو،والمنظمات الحكومية الروسية ،كل هذه المشاكل من شأنها أن تحول دون التقدم وتنامي التكنولوجيا.
اكتسبت الحكومة الروسية خبرة إدارية ومالية من حيث إعادة نشر الجند بالمدن المغلقة وذلك خلال حقبة المعسكر الشيوعي .
خلال تسعينيات القرن العشرين تمت عدة محاولات لتأسيس وضع قانوني جديد لاتخاذ إجراءات معتدلة وأكثر شفافية لتوفير الحماية العلمية والتقنية للمدن المغلقة بالإضافة لخلق توازن جديد للقوى الإقليمية بين السلطات المركزية والإقليمية في روسيا وإن معظم المحاولات الحالية والرامية لإعادة التشكيلات الخاصة بتوحيد المجالس البلدية لمدن الزاتو(Zato) في شكل سلطات إقليمية كان قد اتخذ منحى هاما وغير متوقع من حيث الميزانيات في تلك المدن ومعايير أدنى للحياة وارتفاع نسبة الجريمة ، وقد وجدت السلطات البلدية صعوبة وعجز بالغين في ممارسة مسؤولياتها والمساهمة مع الوكالات الفيدرالية لمراقبة وإحلال الأمن والسلم للمدن النووية ، ومن جهة أخرى فهم يبطلون تلك الأعمال والسلوكيات من خلال الدعم والمراقبة لفرق الطوارئ، ووضع القانون موضع التنفيذ بالنسبة للمستخدمين والأفراد الآخرين المتواجدين داخل تلك المدن.
تم إدانة و استقصاء العديد من الأفراد الرسميين بتهم الفساد خلال السنوات الأخيرة ، وفي الحقيقة أنهم قيدوا إلى تلك الممارسات الفاسدة إما برغبتهم لتخفيف الصعوبات على مناصريهم أو بتجميع مكاسب مالية أكثر لأنفسهم ، وقد وصل الفساد إلى أعلى مستوياته حيث حكم المحافظ أناتولي أبلانتشك (Anatoli Oplanchuk) في سبتمبر 2007 وذلك بسبب إساءة استعمال السلطة وسوء التقدير واستلام الرشاوى ، ومع ذلك فقد تم اختلاس ملايين الدولارات مع الإفلات من المطالبة بدفعها في تلك المدن ،و يرجح بعض المراقبين حدوث كل ذلك إلى عدم تطبيق اللوائح والتنظيمات الإدارية الخاصة بمدن الزاتو (Zato).
عـادة مـا تتـلاعب ال FSB بالعهـدات المخصصة للمدن وذلك بأن تضغط عليهم بتحمل تلك العهد تلك أو تنقل أولئك الذين تشك في ولائهم لها ، وكان النشاط الإجرامي بصفة عامة يتزايد بالرغم من الإدعاء بما يفيد العكس من قبل الموظفين بالشؤون الداخلية من الطبقة الوسطى.
في أكتوبر2007 سجل المكتب الإعلامي لمحافظ مدينة ساروف (Sarov)جرائم سرقة ونهب وسلب وتصنف هذه الجرائم بأنها من الجرائم الخطيرة ، وكان متوقعا أن ترتفع نسبة الجريمة إلى 170% مقارنة بسنة 2006.
قـام الرئيـس (( ديمتــري مدفيديف )) (Dmitri Medvedev) بإطلاق حملة ضد الفساد وذلك بعد توليه منصبه مباشرة في مايو ووصف هذه الخطوة بأنها من أهم أولوياته، وصرح في الوقت نفسه بأن مجموع المبالغ المتبادلة كرشاوى يساوي ثلث ميزانية روسيا الفيدرالي وإن تأصل الجريمة المنظمة وحالة الفساد في المدن المغلقة من شأنها خلق خطورة كبيرة على التقنيات النووية ومستلزماتها.
هل هناك مستقبل خلف الأسلاك الشائكة ؟
إذا ما كان الحل على المدى البعيد للمسائل المتزامنة متشابها من حيث إنهائها أو إبقائها أوإعادة تبعية مسؤوليتها هو موضوع المناظرة الآن بين مختلف المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين فالمطلوب في مثل هذه المناظرات الابتسامة ولو البسيطة للزاتو تحت سلطة وزارة الدفاع للتجرد من الأسلحة الدفاعية ويتم ذلك تحت سيطرة ومراقبة مسلحة .
إن الانتهاء من نشر الأسلحة نتيجة لإعادة التمركز المخطط له بالانتقال من موقع لآخر أو التجرد من الأسلحة الدفاعية تحت مراقبة مسلحة يقود إلى القضاء على المنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الزاتو ، وعندئذ يكون من الطبيعي أن تقوم وزارة الدفاع بإيقاف العمل في المدن المغلقة (الزاتو) وذلك كنموذج يحتدي به لتقلص نشر الأسلحة مقارنة بما كان عليه الوضع في الحقبة السوفييتية السابقة .
القضية أصبحت لها قواعد قانونية واضحة الآن مع تبني التعديل للفقرة 2 من القانون داخل الزاتو والذي يتخذ الإجراءات القانونية الوقائية اللازمة لإعادة تنظيم المدن المغلقة وتقديم ما هو مطلوب لاتخاذ التدابير اللازمة للمرحلة الانتقالية .
قانونا إن هذا الخيار يضل مفتوحا أمام الروساتم أيضا ولكنه صعب التحقيق بالنسبة لها والمعضلة الآن هي أن معظم مدن الزاتو تحتفظ بأجزاء منفردة من السلاح النووي وذلك لحماية الأمن الإستراتيجي الروسي من الخطر. تمتلك المدن النووية المغلقة الآن واحدة من أكبر التكتلات للعلماء والمهندسين والذين هم بمثابة موظفين بالوسائط الدفاعية سواء الحالية أو السابقة ، ويندمج هذا التكتل الآن وبشكل شامل داخل المشاريع المدنية بما في ذلك المشروع الروسي الطموح والذي يهدف إلى تحسين البنية التحتية لقوتها النووية بمعدل مفاعلين اثنين سنويا.
إن مطلب موجة الغضب المنتشرة داخل الحكومة الروسية الآن هو أن تبقى المدن النووية مغلقة معطية بذلك أهمية لدورها الإستراتيجي والدعم للمنزلة الرفيعة التي تتسم بها تلك المدن.
كنتيجة لما سبق تقوم مؤسسة الروساتم الآن باستكمال تقدمها وإبراز خصوصيتها كمؤسسة مستقلة ، وهي تحتفظ برباطة جأشها وحرصها على تقديم عمل هام ومتوازن، ولو اختارت الروساتم الاحتفاظ ببقاء مدن الزاتو مغلقة كما تتطلب إستراتيجيتها الآن فعندئذ سيتوقع منها رفع معايير مفعمة وفعالة وستقوم بتوحيد دورها القيادي أيضا في إدارة تلك المدن، و لذلك فقد تم إحراز تقدما ملحوظا في بعض المجالات كاعتمادات الخدمات الاجتماعية والصحية .والتي تمت إعادتها من قبل السلطات الإقليمية بالحكومة الفيدرالية وأصبح هذا فعالا اعتبارا من 1 يناير 2008.
ظاهريا يوجد هناك بعض التعاون لتطوير اقتصاديات المدن المغلقة وقد يكون هذا التعاون من منظمات غربية مثل المبادرة النووية للمدن المغلقة ، والشراكة البريطانية - الروسية للمدن النووية المغلقة ، والمركز الدولي للعلوم والتقنية ، وعلى أية حال فإن هذه البرامج الدولية والخاصة بالتعاون والتي تهدف إلى التعاون مع مشاريع التحول والاستثمار في الأعمال المحلية وتقديم أعمال إضافية أخرى لتجنب نسبة ارتفاع البطالة قد كان لها نصيب قليل جدا من الحقيقة وذلك بسبب القيود المفروضة على الخدمة وأذونات الدخول وتبادل المعلومات .
إن المهم والخطير وراء قرار الاحتفاظ بغلق المدن النووية هو منع تكاليف الدفاع لنقل هذه المدن إلى خارج حدودها وتوفير الأمن الذي في الغالب ما يتطلب أموالا كثيرة ، وهذه تأتي بالعمل الشاق والمضني وأحيانا تكون صعبة التحقيق لأن هذه الوسائل كانت قد أنشئت أصلا وبصورة متكاملة للأماكن المأهولة من هذه المدن السرية ، كما توجد أيضا في بعض مدن الزاتو وسائط متبعثرة بأنحاء مختلفة من المنطقة مما يجعل المهمة أكثر تعقيدا.


تنامي الخطر:

بينما يظهر استمرار غلق مدن الزاتو تشابها أكثر بين الحكومة والروساتم و من الصعب إيجاد مبرر للحماية في روسيا الحديثة للشدود الذي كان في الاتحاد السوفييتي السابق وذلك بالاحتفاظ بأكثر من نصف مليون من البشر خلف الأسلاك الشائكة بالرغم من استمرار زيادة المرتبات ، أما الروساتم فهي أشبه ما تكون بالعاجزة عن لفت انتباه الجيل الجديد من العلماء المتقدين والفنيين إلى الزاتو مع القيود المفروضة على حرياتهم والأعمال المتاحة بصورة واسعة في ظل ازدهار الاقتصاد الروسي ،وكان قرار حكيما ذالك الذي صدر سنة 1992 والقاضي بالمحافظة على المدن المغلقة مع غموض المستقبل الروسي.
على أية حال فإن روسيا الجديدة والمزدهرة ستكون تحت الضغط المحلي والإقليمي أكثر فأكثر وذلك لإيجاد حل للتحديات مع تنامي
المخاطر بينما تظهر التجارب متطلبات أخرى لكي تبقى قوة دولية .
يجب أن تبقى المواقع مغلقة على أن يكون التأثير على الأمن والسلم بقدرة الروتاسم على سن قانون لإحداث تغيرات فعالة في الإدارة أكثر عوزا للشفافية منه إلى إثباتات .
في ديسمبر من سنة 1998أحبطت ال FSBمحاولة لنقل ما زنته 18.5كجم من المواد المشعة بإقليم تشيليابنسك (Chelyabinsk) ولم يتم التسليم بصحة هذا الخبر لقلة الأمن في الزاتو ولكن قيل بأن هذه المادة قد تكون بلوتونيوم و هي من أوزيرسك تشيليابنسك(Ozersk Chelyabinsk65) 65 ، ولهذا السبب فإن التغير في الإدارة بالمدن النووية الروسية المغلقة هو أشبه ما يكون بالسري بالنسبة للمراقبين الدوليين ، وبالرغم من عدم وجود ما يشير حتى الآن إلى أن التغير سيكون أقل أمنا مما هو عليه في السابق، وأن هذا التغير من شأنه أن يحرض على التسليم بأن أي أحداث لمرحلة انتقالية تهدف لإنقاص التكاليف قد يزيد من تنامي الخطر.
 
عودة
أعلى