الكاتب: ترجمة / عقيد / عبد السلام البرني |
نقلا عن مجلة Jane's
إن ظاهرة الوجود الإقليمي هي ظاهرة مقتصر ة على روسيا فقط ، السيدان إيجوركريبانوف (Igor Khkripunov) و نيكولاس فيرنانديز (Nicolas N Fernandez) يكشفان أكبر تهديدات لمواضع المدن المغلقة وكيف تحاول روسيا إحتوائها.
ذهـب القــطاع النــووي الروســـي مؤخـــرا ضــمن تحــولات مفاجئة من الصعب تبريرها منـــذ ( 4 ) سنـوات فـقط هبطت وزارة الطاقــة الذرية مينــاتم (Minatom) والتي كانت وزارة مسيطرة وكتومة إلى مستوى وكالــة فرعيـة تنفيذية أدنى وأصبحت تعرف باسم روساتوم (( Rosatom)) .
في سنة 2008 تحولت منزلة روساتوم إلى أشبه ما تكون من شركة أو نقابة وأصبحت تشبه إلى حد كبير شركة غاز بروم.
في سنة2008 أصبح التحول مثيرا جدا بالنسبة للوضع الذي أعطى لسلطة الدولة حق الممارسات السابقة على الصناعة النووية .
حقيقة وبالنظر إلى موضوع الأسلحة النووية الروسية والتي بقيت في نطاق المسؤولية القانونية لشركة روساتوم (Rosatom) وهي تدار الآن بواسطة طاقمها المشترك والذي هو أكثر من موظفي الدولة عددا في هذا المجال . إن المستخدمين حاليا هم من شركة روساتوم (Rosatom) قبل الإتحاد ، ولم يتم الوصول حتى الآن إلى تغيرات هامة ومع ذلك فإن التغير في إدارة المركب النووي الروسي قد أثار الجدل حول ما إذا ستكون بنية الإتحاد أكثر فاعلية في منع ازدياد نمو الوسائل النووية والتقنية ورأس المال البشري أو أنها ستزيد من التهديدات .
إن هذا المفهوم المستقل هو في الحقيقة ليس من موسكو وحدها بقد ما هو من كل دول العالم، وتوجد الآن المنشآت النووية الروسية للدولـة، مـما أدى إلى إتسـاع البنية التحتية للقوة النوويـة للدولـة بصـفة عامـة وبشكـل مثيـر وفعال.
مدن زاتو(Zato ):
وتعني هذه الكلمة اختصار لعبارة المدن الإقليمية المغلقة (باللغة الروسية) ـ إن مجموعة ال 10 مدن النووية المغلقة والمعروفة في روسيا (التواجدالإقليمي الإداري المغلق) والتي كانت قد تأسست فيما بين سنتي 1946-1955والتي كانت تحتل مركزا وسطا للبرنامج النووي السوفييتي.
إن التفكير السليم والمنطقي لغلق هذه المدن كان من أجل التكتم على المعلومات عنها وإخفاء وجودها، وكانت مثل هذه المدن السرية تعرف بكود بريدي وتدعم بحماية خاصة وقائية مثل الاسيجة والأبنية الخرسانية بالإضافة إلى الحراسات .
إن المدن المغلقة كانت في الواقع شبيهة جدا بالسجن ومعسكرات العمل التي تتطلب بذل جهد مضني وشاق ، وأن هذه المدن لا تتطلب الحماية ضد التهديدات الخارجية فقط بل والاحتفاظ بالخبراء بداخلها ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي ،وأن العيش والعمل في مثل هذه المدن هو في الواقع أشبه ما يكون بالسجن كما ذكرنا حيث أن العمال فيها نادرا ما يسمح لهم بمغادرتها لزيارة أقربائهم ونظرا للتصاريح الأمنية المشددة كانوا عادة ما يرفضون المغادرة ، ومع ذلك ونظرا لإدراكهم لأهمية عملهم فهم يقبلون بهذه التحوطات الأمنية .
مع تأسيس القسم الخاص بالأعمال النووية كان يعهد لخمسة من العشر مدن النووية بإنتاج المواد القابلة للانشطار لاستخدامها في إنتاج السلاح النووي ، وأن اثنتين فقط من هذه الخمسة تنتج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية وهما زيلينو جورسك(Zelinogorsk) وتعرف باسم كراسنويارسك45 (Krasnoyarsk 45 ) أما المدينة الأخرى فهي نوفولارسك (Novouralsk) وتعرف باسم سفيردلوفسك44(Sverdlovsk-44) بينــما توجـــد اثنـــتان منـــها متخصـــصة فــــي إنتـــاج البلوتونيـــوم الابتدائــــي وهــما (( أوزيـــــرســك تشيليــــابينســـك )) (Ozersk /Chelyabinsk-65) وزيلوزنيجورسك (Zheloznigorsk) والمعروفة باسم كراسنويارسك26 (Krasnoyarsk-26) ، وقد أوكل للمدينة الأخيرة في المقام الأول مهمة إنتاج المواد القابلة للانشطار والتي استخدم فيهـا كـل مـن اليورانيوم عالي التخصيب ووسائل إنتاج البلوتونيوم، علاوة على ذلك فقد أوكلت إلى مدينتين أخريين مهمة بحث وتصميم الأسلحة وأن هذه المشاريع كانت في الأصل مكثفة في حيث تم إنشاء معهد الأبحاث الفيزيائية الاختباري سنة 1946، وعرف مركز تصميم السلاح النووي الاختباري بمعهد أبحاث الفيزياء النظرية والذي أنشئ فيما بعد في (Snezhinsk/Chelyabinsk-70) ، وكان هذان المعهدين يتنافسان فيما بينهما ومن ناحية أخرى فهما يكملان بعضهما البعض علاوة على ذلك فقد احتوت مدينة (Sarov/Arzamas-16) أيضا وسائل تجميع لبعض الأسلحة النووية أما المدن الثلاث الأخرى فقد اهتمت بتجميع السلاح النووي مع بعض الأجزاء الأخرى والتي أنتجت خارج هذه المدن، وحسب التقديرات الصادرة عن مجلس منظمة الدفاع الوطني للثروات الطبيعية وهي منظمة غير حكومية فقد وصل الإنتاج إلى ذروته في ثمانينيات القرن العشرين وقد أدى ذلك إلى نشر 45.000رأس نووي جاهزة للاستعمال مع نسبة إنتاج سنوي ما بين 2.000ـــــ 3.000 رأس حربي ، وقد تطور البرنامج النووي الروسي في عهد الحقبة السوفييتية من خلال هذه المدن العشر.
إن التسارع المستمر والمتواصل وسرعة الجنون والهوس المؤقت بالبرنامج النووي هو دائما وبغض النظر عن مقاييس الأمن يقود إلى الوقوع في حوادث صناعية كثيرة تجني ضريبة بشرية وبيئية كبيرتين حيث كان الحدث الإشعاعي المأساوي العالمي الثاني في سبتمبر من سنة 1957 والذي نتج عنه التأثير الإشعاعي الذي أدى إلى إتلاف مساحات شاسعة من الأراضي قدرت بحوالي 300 كم ×50كم وقتلت أكثر من 200 شخص وهذا ما عرف في روسيا فقط سنة 1992، وتتابعت بعد ذلك بعض الحوادث الأقل إشعاعا في كل من (Ozersk) وبعض مدن مغلقة أخرى.
نقلا عن مجلة Jane's
إن ظاهرة الوجود الإقليمي هي ظاهرة مقتصر ة على روسيا فقط ، السيدان إيجوركريبانوف (Igor Khkripunov) و نيكولاس فيرنانديز (Nicolas N Fernandez) يكشفان أكبر تهديدات لمواضع المدن المغلقة وكيف تحاول روسيا إحتوائها.
ذهـب القــطاع النــووي الروســـي مؤخـــرا ضــمن تحــولات مفاجئة من الصعب تبريرها منـــذ ( 4 ) سنـوات فـقط هبطت وزارة الطاقــة الذرية مينــاتم (Minatom) والتي كانت وزارة مسيطرة وكتومة إلى مستوى وكالــة فرعيـة تنفيذية أدنى وأصبحت تعرف باسم روساتوم (( Rosatom)) .
في سنة 2008 تحولت منزلة روساتوم إلى أشبه ما تكون من شركة أو نقابة وأصبحت تشبه إلى حد كبير شركة غاز بروم.
في سنة2008 أصبح التحول مثيرا جدا بالنسبة للوضع الذي أعطى لسلطة الدولة حق الممارسات السابقة على الصناعة النووية .
حقيقة وبالنظر إلى موضوع الأسلحة النووية الروسية والتي بقيت في نطاق المسؤولية القانونية لشركة روساتوم (Rosatom) وهي تدار الآن بواسطة طاقمها المشترك والذي هو أكثر من موظفي الدولة عددا في هذا المجال . إن المستخدمين حاليا هم من شركة روساتوم (Rosatom) قبل الإتحاد ، ولم يتم الوصول حتى الآن إلى تغيرات هامة ومع ذلك فإن التغير في إدارة المركب النووي الروسي قد أثار الجدل حول ما إذا ستكون بنية الإتحاد أكثر فاعلية في منع ازدياد نمو الوسائل النووية والتقنية ورأس المال البشري أو أنها ستزيد من التهديدات .
إن هذا المفهوم المستقل هو في الحقيقة ليس من موسكو وحدها بقد ما هو من كل دول العالم، وتوجد الآن المنشآت النووية الروسية للدولـة، مـما أدى إلى إتسـاع البنية التحتية للقوة النوويـة للدولـة بصـفة عامـة وبشكـل مثيـر وفعال.
مدن زاتو(Zato ):
وتعني هذه الكلمة اختصار لعبارة المدن الإقليمية المغلقة (باللغة الروسية) ـ إن مجموعة ال 10 مدن النووية المغلقة والمعروفة في روسيا (التواجدالإقليمي الإداري المغلق) والتي كانت قد تأسست فيما بين سنتي 1946-1955والتي كانت تحتل مركزا وسطا للبرنامج النووي السوفييتي.
إن التفكير السليم والمنطقي لغلق هذه المدن كان من أجل التكتم على المعلومات عنها وإخفاء وجودها، وكانت مثل هذه المدن السرية تعرف بكود بريدي وتدعم بحماية خاصة وقائية مثل الاسيجة والأبنية الخرسانية بالإضافة إلى الحراسات .
إن المدن المغلقة كانت في الواقع شبيهة جدا بالسجن ومعسكرات العمل التي تتطلب بذل جهد مضني وشاق ، وأن هذه المدن لا تتطلب الحماية ضد التهديدات الخارجية فقط بل والاحتفاظ بالخبراء بداخلها ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي ،وأن العيش والعمل في مثل هذه المدن هو في الواقع أشبه ما يكون بالسجن كما ذكرنا حيث أن العمال فيها نادرا ما يسمح لهم بمغادرتها لزيارة أقربائهم ونظرا للتصاريح الأمنية المشددة كانوا عادة ما يرفضون المغادرة ، ومع ذلك ونظرا لإدراكهم لأهمية عملهم فهم يقبلون بهذه التحوطات الأمنية .
مع تأسيس القسم الخاص بالأعمال النووية كان يعهد لخمسة من العشر مدن النووية بإنتاج المواد القابلة للانشطار لاستخدامها في إنتاج السلاح النووي ، وأن اثنتين فقط من هذه الخمسة تنتج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية وهما زيلينو جورسك(Zelinogorsk) وتعرف باسم كراسنويارسك45 (Krasnoyarsk 45 ) أما المدينة الأخرى فهي نوفولارسك (Novouralsk) وتعرف باسم سفيردلوفسك44(Sverdlovsk-44) بينــما توجـــد اثنـــتان منـــها متخصـــصة فــــي إنتـــاج البلوتونيـــوم الابتدائــــي وهــما (( أوزيـــــرســك تشيليــــابينســـك )) (Ozersk /Chelyabinsk-65) وزيلوزنيجورسك (Zheloznigorsk) والمعروفة باسم كراسنويارسك26 (Krasnoyarsk-26) ، وقد أوكل للمدينة الأخيرة في المقام الأول مهمة إنتاج المواد القابلة للانشطار والتي استخدم فيهـا كـل مـن اليورانيوم عالي التخصيب ووسائل إنتاج البلوتونيوم، علاوة على ذلك فقد أوكلت إلى مدينتين أخريين مهمة بحث وتصميم الأسلحة وأن هذه المشاريع كانت في الأصل مكثفة في حيث تم إنشاء معهد الأبحاث الفيزيائية الاختباري سنة 1946، وعرف مركز تصميم السلاح النووي الاختباري بمعهد أبحاث الفيزياء النظرية والذي أنشئ فيما بعد في (Snezhinsk/Chelyabinsk-70) ، وكان هذان المعهدين يتنافسان فيما بينهما ومن ناحية أخرى فهما يكملان بعضهما البعض علاوة على ذلك فقد احتوت مدينة (Sarov/Arzamas-16) أيضا وسائل تجميع لبعض الأسلحة النووية أما المدن الثلاث الأخرى فقد اهتمت بتجميع السلاح النووي مع بعض الأجزاء الأخرى والتي أنتجت خارج هذه المدن، وحسب التقديرات الصادرة عن مجلس منظمة الدفاع الوطني للثروات الطبيعية وهي منظمة غير حكومية فقد وصل الإنتاج إلى ذروته في ثمانينيات القرن العشرين وقد أدى ذلك إلى نشر 45.000رأس نووي جاهزة للاستعمال مع نسبة إنتاج سنوي ما بين 2.000ـــــ 3.000 رأس حربي ، وقد تطور البرنامج النووي الروسي في عهد الحقبة السوفييتية من خلال هذه المدن العشر.
إن التسارع المستمر والمتواصل وسرعة الجنون والهوس المؤقت بالبرنامج النووي هو دائما وبغض النظر عن مقاييس الأمن يقود إلى الوقوع في حوادث صناعية كثيرة تجني ضريبة بشرية وبيئية كبيرتين حيث كان الحدث الإشعاعي المأساوي العالمي الثاني في سبتمبر من سنة 1957 والذي نتج عنه التأثير الإشعاعي الذي أدى إلى إتلاف مساحات شاسعة من الأراضي قدرت بحوالي 300 كم ×50كم وقتلت أكثر من 200 شخص وهذا ما عرف في روسيا فقط سنة 1992، وتتابعت بعد ذلك بعض الحوادث الأقل إشعاعا في كل من (Ozersk) وبعض مدن مغلقة أخرى.