لبنان في عين قلب العاصفة !!

"المغوار"

راقب كلماتك .. فهي دليل شخصيتك
عضو مميز
إنضم
27 أغسطس 2010
المشاركات
9,928
التفاعل
21,904 10 0
الدولة
Jordan
لبنان في عين العاصفة وسط التهديدات المتبادلة للحرب بين إسرائيل وإيران

الأربعاء 22 آب 2012، آخر تحديث 12:03 هيثم زعيتر - "اللواء"

هل يُمكن القول أن الأوان قد آن لفتح مصاريع الحرب في المنطقة وبالذات بين «إسرائيل» وإيران تحت حجة القضاء على الترجيحات بقرب امتلاك إيران قوة نووية؟
سؤال كبير جداً وسط المؤشرات الظاهرة والملموسة من الاستعدادات والتحضيرات، بل والتهديدات السياسية والتقنية على ألسنة المسؤولين والمعنيين في هذا الشأن، التي تكشف عن حرب طاحنة، ليس بين «إسرائيل» وإيران، بل وإنما تشعل كل المنطقة في سياق الأوضاع والارتباطات والتحالفات القائمة التي تتجاذب كل دول المنطقة من جهة، وتمتد وتنبسط على مساحة القوى العظيمة التي تتضارب فيها المصالح والغايات والأهداف في حرب غير مباشرة وتتم بالواسطة في أجواء الحرب الباردة الجارية بين الجبابرة..
هذا الواقع يتزامن مع جملة من المحطات في مقدمها:
- عقد القمة الإسلامية في مكة المكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
- التعديل في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي بات يتيح له اتخاذ القرار في المجلس الوزاري المصغر، الذي أصبح يمتلك فيه التصويت الأكبر.
- الاستعدادات الإسرائيلية للحرب المقبلة.
- المواقف التي أطلقت في يوم «القدس العالمي» خصوصاً في بيروت وطهران.
- التطورات على الساحة السورية.
- انشغال الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام.
- الواقع الفلسطيني في ظل انسداد آفاق المفاوضات، وتوقف تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس».
- الاعتداء الذي تعرّض له الجنود المصريون في سيناء وما أعقب ذلك من قيام الجيش المصري بعمليات ملاحقة وتطهير في سيناء.
- انعقاد قمة لدول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية، طهران يومي 30 و31 آب الجاري.
لقد كانت الأمور تجري على نارٍ هادئة حتى الأمس القريب، في محاولة قد تكون صحيحة، وقد تكون مخفية ومجرد وهمٍ في إظهار المسألة ضمن أطر التفاهم والتواصل والاجتماعات الكثيرة التي كانت تنتقل من مكان إلى آخر، ومن مرحلة إلى أخرى، لا هي معروفة بأنها ستصل إلى حدود معينة وأهداف ثابتة، ولا هي غامضة تخفي في طياتها خلفيات معينة ضارةً وخاسرة للبعض، ورابحة ومفيدة للبعض الآخر، وكانت الظروف والمعطيات تظهر على السطح وفوق المجريات التي تخفي المقاصد والأهداف، وإن كانت بكل بساطة واضحة المعالم وتتبلور فيها كل المعاني والمجريات للغاية المقصودة، وهي بسط مقومات المنطقة ودول المنطقة، وكل الإمكانيات رهن القوى الإسرائيلية التي تتفوق على ما عداها، سواءً كانوا مجتمعين أو حتى متفرقين..
ولكن ما بين الأمس واليوم، أو ما بين ليلة وضحاها يغيّر الله من حال إلى حال، ويبدل الأوضاع من مجرى إلى آخر..
صحيحٌ إن التهديدات الإسرائيلية مصحوبة بمثلها من دول الغرب، وبالذات من الولايات المتحدة الأميركية، العرين الواقي لربيبتها «إسرائيل» من أن كل الأمور بما فيها المسألة العسكرية مطروحة على طاولة البحث، التي كانت تعتبر من باب التهويل والضغوطات المؤثرة وتندرج في سياق التوقعات، في أخطر الحالات وليس في أحسنها، على اعتبار أن مثل هذه الحرب لا بد أن تكون مكلفة ومكلفة جداً، إلى حدٍ يفوق الوصف وأي توقعات قد تكون في الحسبان، نظراً لقوة الاستعدادات من جهة، وتفرع المواقع من جهة ثانية.
كان الملفت في هذا السياق مجموعة الاستعدادات المكثفة التي كانت تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مجموعة المناورات المتعددة الغايات والأهداف التي كانت وما زالت تقوم بها وتجريها قوات الاحتلال، في إطار ليس غير مخفي على أي مراقببن، بل أن «إسرائيل» بحد ذاتها كانت تكشف وتعلن عن معطياتها العامة، بل والتقنية مثل: استعدادتها لمواجهة حرب مثلثة الأبعاد والمشاركة من سوريا وغزة ومن جبهة «حزب الله» في لبنان.
وكانت تُعلن بكل وضوحٍ لا لبس فيه طبيعة هذه المواجهة، وفي كل جبهة، وعلى كل جبهة بالذات وبالتحديد، حيث نصبت محطات لصواريخ «الباتيريوت» ضمن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ لمواجهة صواريخ «حزب الله» من جهة، وصواريخ غزة من جهة أخرى، ومعدلات الخسائر والدمار الذي يصيب الكيان الإسرائيلي في البشر والحجر، بالإضافة طبعاً إلى ما يُمكن أن يطال الإسرائيليين من الجبهة السورية التي تمتلك القوة الكيميائية، ولذلك استعدوا بتوزيع الكمامات العازلة والحافظة على أكبر كمية من الناس، والحبل على الجرار في هذا السياق، حيث أظهرت التقارير أن الكميات الموزعة ما زالت قليلة، وتتطلب المزيد من التجهيزات لمواجهة أي قوة أو حرب كيميائية.
لكن اللهجة والمعطيات الآن تغيّرت وتحوّلت خاصة عشية الاحتفالات بذكرى «يوم القدس العالمي»، التي تكشفت فيه النوايا والتهديدات بما ينذر بإشارات تحمل في طياتها كل معاني وترجمات الاستعدادات العسكرية الجارية عن حرب مدمرة وشيكة، بل قاب قوسين وأدنى من كل التوقعات والتحليلات.
ومن يتابع المعلومات المتوافرة في أكثر من ساحة معنية بما يجري في منطقة الشرق الأوسط، والتي محورها الكيان الإسرائيلي، يُمكنه تسجيل جملة من المعطيات، التي يأتي في مقدمها:
إسرائيلياً
* على الصعيد الإسرائيلي: وبعيداً من الترجيحات التي يطلقها المحللون الإستراتيجيون من أن «إسرائيل» لا تستطيع أن تشن حرباً على إيران وتمنعها من امتلاك السلاح النووي من دون مساعدة الولايات المتحدة الأميركية وحتى من دون موافقتها، وخاصةً في ظل الإستعدادت والانشغالات الأميركية بانتخابات الرئاسة، وتوجيه كل الطاقات للمعركة الانتخابية، فإن «إسرائيل» قد عمدت خلال الأسبوع الماضي إلى منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صلاحيات استثنائية شبه مطلقة، تشمل إعلان وشن الحرب في أعقاب ما قالت مصادر إسرائيلية من أن نتنياهو ووزير دفاعه أيهود باراك قد حسما أمرهما بتوجيه ضربة لإيران في فصل الخريف المقبل.
وقد بات نتنياهو بالتالي يستأثر بقرار الحرب وإمكانية اتخاذه بعد تفويض الحكومة الإسرائيلية له ومنحه صلاحيات استثنائية، حيث قد قام بتعيين وزير جديد للدفاع المدني أفي ديختر وزيراً للجبهة الداخلية، بعدما انشق عن حزب «كاديما»، وبالتالي بات نتنياهو يمتلك 5 أصوات من أصل الأصوات الـ 9 في المجلس المصغر، بعدما كان يمتلك 4 - أي أنه أصبح يمتلك الآن الأكثرية، وبإمكانه اتخاذ القرار عبر مشاورات هاتفية فقط مع الوزراء، وحتى إلغاء قرارات، وطلب التصويت على أي قرارات أخرى، حيث تأتي هذه التطورات في إطار تسريع الاستعدادات الدفاعية للسكان في الكيان الإسرائيلي تحسباً للحرب على إيران.
وذكرت التقارير الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب في عدة جبهات انطلاقا من أن القواعد الكبرى معروفة، وهي مهددة وستكون أهدافاً سهلة لضربات الصواريخ الدقيقة التي قد توجه من قبل إيران أو «حزب الله»
وقد أوضح رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» داني ياتوم إلى «احتمال أن تنهمر الصواريخ على «إسرائيل» عقب شن هجوم على إيران، على خلفية برنامجها النووي».. ولم يستبعد «أن «إسرائيل» ربما تُجبر على تدمير أجزاء من لبنان وغزة إذا أطلق «حزب الله» و«حماس» صواريخ على البلاد رداً على هجوم إسرائيلي على إيران».
واعترف بأن «إيران لديها عدة مئات قليلة من الصواريخ التي يُمكن أن تصل «إسرائيل»، وأن الثمن سوف يكون مروعاً إذا ما تم تحميل هذه الصواريخ برؤوس حربية نووية أو كيماوية».. إلا أنه قال: إن القلق الرئيسي يتمثل في عشرات الآلاف من الصواريخ الموجودة في ترسانات «حزب الله» و«حماس» في لبنان وغزة، وأن هذه الصواريخ يُمكن أن تغطي كل «إسرائيل»، وهذه هي المشكلة الرئيسية».
وفي العودة إلى ما جرى خلال عدوان تموز من العام 2006، تبيّن أن «إسرائيل» لم تقم برد فعل على أسر «حزب الله» الجنديين الإسرائيليين آيهود غولدفاسير والداد ريجيف، بتاريخ 12 تموز 2006، بل كانت تحضر المفاجأة لهذه الحرب، وقد أعدت الخطط لها، وربما كان عنصر المفاجأة هو ما سرّع في تنفيذ بنك الأهداف الإسرائيلي.
وأكد تقرير «لجنة فينوغراد» الذي وضع في أعقاب هذا العدوان وصدر بتاريخ 30 كانون الثاني 2008، تحمل المستوى السياسي والعسكري في «إسرائيل» مسؤولية حرب لبنان الثانية، التي وفق ما جاء في التقرير «لم ينتصروا فيها»، حيث استطاعت مجموعة من آلاف المقاتلين الصمود لأسابيع طويلة أمام الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، وبخطوة ولدت شعوراً قوياً لدى الجمهور الإسرائيلي بالانكسار والخيبة.
وأوضح التقرير فشل الحرب التي شابتها عيوب خطيرة، مستطراداً «أن الامتناع عن تحميل المسؤولية الشخصية، ذلك لا يعني أي مسؤولية بهذه غير قائمة».
والتقرير الذي جاء في 621 من القطع المتوسط موزع على جزأين و5 أبواب و18 فصلاً، تطرق إلى ما جرى بعد الاندحار الإسرائيلي في أيار من العام 2000 حتى اندلاع الحرب، متحدثاً عن أن القيادة الإسرائيلية اختارت المبادرة للخروج إلى عملية عسكرية هدفها ضرب «حزب الله» بشكل نوعي، وتغيير قواعد اللعبة على الجبهة اللبنانية، وطلبت وقتاً من أجل إنجاز ذلك، ولكن في نهاية اليوم 34 من القتال لم يكن هناك حسم لمصلحة الجيش ولا حتى «بالنقاط»، حيث إستمر إطلاق صواريخ «حزب الله» على الجبهة الداخلية، وتوقف فقط بسبب وقف إطلاق النار، و«إسرائيل» لم تنتصر بوضوح في هذه الحرب، بل إن منتقديها من الداخل وصفوا الحرب بأنها «هزيمة إسرائيلية».
وتحدث التقرير عن عدم استطاعة الجيش الإسرائيلي حماية مواطني الدولة من مغبة التعرض للمساس على يد عدوان خارجي، وظهور عيوب خطيرة في استخدام القوات البرية، وإن كان قد أشار إلى أن الإنجاز السياسي للحرب كان هو قرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، وأن أحد الخصائص التي ميّزت حرب لبنان الثانية، كان غياب الانشغال بمسار الخروج من الحرب، خلال غياب الحسم بين خيارين رئيسيين:
- الأول: استعداد فوري لخطوة برية واسعة وتنفيذها بهدف السيطرة على أراضٍ وتقليص إطلاق النار على الداخل الإسرائيلي، والوصول إلى إنجازات عسكرية تتيح وقفاً للنار وشروطاً جيدة.
- والثاني: الاستعداد لوقف سريع قبل الإنتقال للقتال، وبشكل خاص بعد إنجازات الأيام الأولى، ولكن كان فشلاً خطيراً جراء الامتناع الواضح عن حسم مدروس جداً بين البدائل، خصوصاُ إن استمرار «إسرائيل» في إدارة حرب محدودة لم يوازها خطوة برية قبل نهاية الأسبوع الأول، ورغم كل المسؤولية الأولية على الفشل المزدوج، تقع على كاهل الجيش الإسرائيلي وعلى المحافل المهنية.
لكن تقرير «لجنة فينوغراد»، دعا «للاستعداد إلى الحرب المقبلة»، التي لم يحدد تاريخها.
وبين عدوان تموز 2006 واليوم، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من المناورات لتحاكي حرباً مع مجموعات مسلحة، بل أقامت العديد من النماذج لحرب شبيهة للأنفاق والمواقع القتالية التي استخدمها «حزب الله» في حربه في عدوان تموز 2006.
كما أن شبكات التجسس التي أوقفتها الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز المقاومة، كشف عن العدد الكبير من شبكات التجسس الإسرائيلي.
هذا على الصعيد الإسرائيلي والنوايا العدوانية التي يستعد لها الاحتلال وقطعت أشواطاً كبيرة في معطيات الاستعدادات لشن الحرب على إيران ومتفرعاتها على مختلف الجبهات، خصوصاً مع الاستفادة من انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات الرئاسية، بل أن نتنياهو يعلم جيداً أن الإدارة الأميركية لا يُمكن أن تقف ضد أي خطوة يقوم بها، وهو الذي على ما يبدو يؤيد منافس الرئيس الأميركي الحالي أوباما، المرشح الجمهوري روميني بالانتخابات الرئاسية.
وفي ما تؤكد الولايات المتحدة الأميركية عزمها على مواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل إيجاد تسوية لقضية البرنامج النووي الإيراني، فإن واشنطن أبلغت سفارة «إسرائيل» في أميركا عن دعمها الكامل ومساندتها في حال قررت الحرب مع إيران.
لبنانياً
* في لبنان: تكشفت الأمور عن أوضاع لا تقل أهمية وانشغالاً عن ترتيبات الجهوزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي تهدد به وبرد «حزب الله» بالاستعداد لمواجهته.
وقد جاءت ردود الفعل هادئة على لسان أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي أشار في خطابه في «يوم القدس العالمي» إلى أنه «بعد التطورات في سوريا صغر منسوب القلق الإسرائيلي وارتفع لديها منسوب الفرص، لكن في الشأن اللبناني الجديد، إنما نستطيع أن نحول حياة ملايين الإسرائيليين في فلسطين إلى جحيم حقيقي ونستطيع أن نغيّر وجه إسرائيل».
وقال: «الحرب على لبنان مكلفة جداً، وهناك بعض الأهداف في فلسطين يُمكن استهدافها بعدد قليل من الصواريخ».
وتوجه السيد نصر الله إلى الإسرائيليين بالقول: «لديكم عددٌ من الأهداف يُمكن أن تُطال بعدد قليل من الصواريخ الموجودة لدينا، والضرب بهذه الأهداف سيحول عشرات آلاف الإسرائيليين لقتلى، ونستطيع أن نغيّر وجه «إسرائيل»، ونحوّل حياة الملايين لجحيم حقيقي»، مشدداً على أن «الصواريخ منصوبة ومركزة على هذه الأهداف وبسرية، وفي أي مرحلة من الحرب، لن نتردد باستعمالها لهذه الأهداف، وإذا اعتدت «إسرائيل» فلن آخذ إذناً للدفاع عن لبنان».
وشدد السيد نصر الله ان على «الإسرائيليين أن يعرفوا إن كلفة العدوان على لبنان باهظة ولا تقاس بكلفة الحرب في العام 2006، وحرب تموز ما زالت تسيطر على عقل الإسرائيلي حتى اليوم»، مؤكداً على أنه «مقابل تهديد إيران، إيران قوية، وفي مقابل تهديد لبنان، نحن نملك من الشجاعة والقدرة لندافع عن بلدنا، وعندما يعتدي على بلدنا لن ننتظر إذناً من أحد».
بين عدوان تموز 2006 واليوم تغيّرت كثيراً من الأمور، ومنها أن الإجماع على المقاومة قد تبدل، بعدما كان الثالوث المقدس: الجيش والمقاومة والشعب وحدة متلاحمة، بات هناك من يطرح تساؤلات حول سلاح المقاومة، ثم الإستراتيجية الدفاعية، والتي أصبحت هناك وجهات نظر عديدة لقوى سياسية بشأن استخدام سلاح المقاومة.
إيرانياً
* في إيران: فإن الأمور فيه تجري على قدم وساق، بل وبسرعة فائقة من الاستعدادات لكل الاحتمالات، خصوصاً منها العسكرية، التي تترافق مع مواجهة تهديدات بأخرى مماثلة لها، وبالقضاء على الوجود الإسرائيلي، قضاءً مبرماً يتسم بالقدرة والهيبة والمظاهر التي تطلقها القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية، مصحوبةٍ بصورة القوة والاستعدادات لأي محاولات إسرائيلية بالعدوان والحرب.
وفي آخر تعليق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد في «يوم القدس العالمي» أنه «لا مكان للدولة اليهودية في الشرق الأوسط مستقبلاً، وأن «إسرائيل» ورمٌ سرطاني سيزول قريباً، ودول المنطقة ستنهي قريباً وجود المغتصبين الصهاينة على أرض فلسطين».
فلسطينياً
- وفي فلسطين: يواجه الفلسطينيون توقف المفاوضات بسبب التعنت الإسرائيلي وانسداد آفاقه على أقله للمرحلة المقبلة، مترافقاً مع استمرار التهويد الإسرائيلي وطرد المقدسيين من القدس، ومصادرة الأماكن المقدسة والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، فقد وجدت القيادة الفلسطينية نفسها أمام جملة من الضغوط الداخلية اقتصاديا ومعيشياً، في مواجهة فرض الإجراءات التعسفية الإسرائيلية، واستمرار قطع الأشجار، ومصادرة الأملاك، وتجريف الحقول، وإشادة المزيد من المستوطنات التي تحولت إلى مدن قائمة بحد ذاتها، وتهويد الأراضي المقدسية، وهدم العديد من المنازل وإقامة مباني لمستوطنين عليها، وصولاً إلى التعدي على الأماكن المقدسة.
وفي اطار مواجهة المخططات الإسرائيلية، يأتي قرار القيادة الفلسطينية العودة بالتوجه إلى «هيئة الأمم المتحدة»، حيث يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال انعقاد الدورة المقبلة في شهر أيلول المقبل، لتقديم طلب العضوية، كعضو مراقب في هيئة الأمم المتحدة، بعدما كان قد قدّم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في «مجلس الأمن الدولي» في أيلول من العام الماضي، لكن لم يتم تأمين 9 أعضاء من أصل 15 من أعضاء «مجلس الأمن الدولي»، وبالتالي لم تنل فلسطين طلب العضوية، والظروف الحالية لا يُمكن أن يتوافر فيها عدد أكثري بالتصويت لصالح دولة فلسطينية كاملة العضوية.
ولهذا، فإن التوجه سوف يكون إلى «الأمم المتحدة» لنيل عضوية غير كاملة - عضو مراقب، وهو ممكن خصوصاً أن هناك 133 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية، علماُ بأنه في آخر تصويت بشأن حق تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره، صوّتت 183 دولة من بين 193 لصالح هذا القرار..
ماذا أعددنا للحرب
وبعد..
إننا الآن على أبواب الخريف، التوقيت الدقيق والحساس الذي يتم التداول فيه من الانتقال من مرحلة التهديدات والاستعدادات إلى مرحلة الفعل، الذي يحمل في طياته كل أنواع المآسي المدمرة جراء الحشد التي يتم جزء منه في العلن والظاهر، والجزء الآخر الذي يظهر كم أن السبل مقفلة أمام أي حلول سلمية في المدى المنظور أو البعيد، وسط تصاعد محاولة التوتير واستعدادات المواجهة، فهل يقع لبنان مرة جديدة في المحظور في حرب جديدة مع الكيان الإسرائيلي، ذلك ما سوف تكشف عنه الأسابيع المقبلة.
ولكن إذا كان الكيان الإسرائيلي قد جهز نفسه للحرب المقبلة، ماذا جهز لبنان لمواجهة تلك الحرب، خصوصاُ انه قد جرى تشكيل لجنة طوارئ إثر عدوان 2006، وفي ظل غرق لبنان بالظلام الدامس في تقنينٍ قاسٍ للتيار الكهربائي يترافق مع تقنين المياه، والوضع الاقتصادي الصعب، والتأزم السياسي، الذي وصل إلى حد الانقسام؟
ما هو مصير وموقف قوات الطوارئ الدولية المعززة التي انتشرت في مثل هذا الأيام من العام 2006 بعد وقف الحرب إثر عدوان تموز؟..

المصدر :
 
رد: لبنان في عين قلب العاصفة !!

الحل الوحيد لانقاذ لبنان هو نجاح الثورة السورية
 
عودة
أعلى