مستشعرات طائرات الدورية البحرية والاتصالات
تشكل
طائرات الدورية البحرية (MPA) ادوات اساسية للبلدان التي لها مصالح بحرية
توظفها في المراقبة الفعالة وحماية مناطقها البحرية. ولدى اقترانها
بالمستشعرات القائمة على الارض، تستطيع طائرات الدورية البحرية والسفن
الحربية المنتشرة في البحر ونظم الاتصالات الفعالة السماح للبلدان ان تحصل
على صورة سريعة عما يحصل في المناطق البحرية التي لها فيها مصلحة. وتتيح
سرعة طائرات الدورية البحرية وردها عندئذ على التهديدات، ان تشل بسرعة هذه
الاخيرة.
صفتان
تجعلان طائرات الدورية البحرية (MPA) فعالة بنوع خاص في العمليات البحرية
الحديثة. اولا، انها تتيح لمجموعة من المستشعرات، كالرادار على سبيل
المثال، الارتفاع الى مستويات عالية نسبيا لتمنحها تغطية على امتدادات
بحرية كبيرة. وثانيا، ان الفائدة الرئيسية التي تتمتع بها طائرات الدورية
البحرية على الطوافات التي تعتمد على السفن هي المدى والاستدامة، اللتان
تتيحان للطائرات المعنية البقاء في مواقعها من 10 الى 15 ساعة بعيدة عن
الارض. وهذا يسمح لها ان تراقب وتتحكم بالاوضاع الناشئة، سواء أكانت عمليات
انقاذ ام حوادث بيئية ام مهام قتالية لفترات طويلة من الوقت، وتتيح للقادة
تكوين مفهوم مفصل عما يحصل.
ان
تكنولوجيا المعلومات الحديثة ونظم المستشعرات المستعملة في الكومبيوتر قد
غيرت مهمة طائرات الدورية البحرية (MPA)، اذ اتاحت قيادة قوية جدا من خلال
نظم التحكم، التي يمكن ان تدمج معطيات تلقيم لمستشعرات متعددة، يمكن شراؤها
مقابل تكاليف زهيدة. هذه النظم كانت قبل 10 او 20 سنة باهظة التكاليف،
والمعيار السائد لمراقبة دقيقة. ان السوق التجارية (COTS) لنظم مهام طائرات
الدورية البحرية ومستشعراتها تجعل التكنولوجيا المتقدمة جدا حاليا متاحة
للبلدان التي لم تتمكن سابقا من الحصول على هذه النظم.
منتوجات شركة Thales
طورت
شركة الكترونيات الدفاع الفرنسية (Thales) تكرارا منذ مطلع التسعينات نظام
التحكم بالاوضاع البحرية المحمول جوا (AMASCOS) لمعالجة هذا القطاع النامي
من سوق طائرات الدورية البحرية (MPA). وقد صمم النظام الذي يعتمد على قاعدة انشاء
جاهزة، مصممة لدمج اي مجموعة من المستشعرات التي يحددها الزبون - بما فيها
الرادار والبصريات الالكترونيات/الاشعة تحت الحمراء (EO/IR) وتدابير الدعم
الالكترونية (ESM) ونظام المعلومات الاوتوماتيكي (AIS) والمعالجة الصوتية
ووصلات البيانات - بأمرة تكتيكية قوية ونظام عرض فرعي يمنح وظيفة بقدر
مناسب للمراقبة البحرية والحرب المضادة للغواصات (ASW) والحرب المضادة
للسطح (ASuW) والمخابرات الالكترونية والبحث والانقاذ (SAR) والمراقبة
البيئية. وقد اختيرت نماذج نظام (AMASCOS) المصممة خصيصا حتى تاريخه، في
التطبيق، لزبائن في فرنسا واندونيسيا واليابان وماليزيا والباكستان وتركيا
والامارات العربية المتحدة.
استنادا
الى شركة (Thales)، ان نظام التحكم بالاوضاع البحرية (AMASCOS) هو مجموعة
الكترونيات جوية للمهام المتدرجة الصالحة لمجموعة من المنصات المحمولة جوا
والتي صنعت بسهولة بناء على تحديدات معينة استنادا لحاجات المهام مع مجموعة
واسعة من المعدات. ويوجد في صميمه نظام فرعي للقيادة التكتيكية (TCS) يقوم
بتأدية ربط وتجميع ودمج البيانات التي تبث من المستشعرات على متون
الطائرات ووصلات البيانات الخارجية وشاشات عرض الاوضاع التكتيكية وتصنيف
الاهداف/تحديدها وتقدير التهديد ومسعفات القرار التكتيكي والمخزونات وادارة
السلاح.
المستشعر
الاول المتعلق بنظام (AMASCOS) هو رادار (Ocean Master) بذبذبة (I(X))
من
شركة (Thales) للمراقبة باساليب متعددة. ويتميز الرادار بكونه نظام صغير
الحجم، خفيف الوزن، صمم للعمل في كل الاحوال الجوية في بيئات بحرية معقدة
لمراقبة السفن السطحية وكشف الاهداف الصغيرة ومتابعة التحركات وتصنيف
الاتصالات ذات الاهتمام بدقة. ويستعمل عبر مجموعة من مهام طائرات الدورية
البحرية، بما فيها الحرب المضادة للغواصات (ASW) والحرب المضادة للسطح
(ASuW) في اعلى الطرف والمنطقة الاقتصادية الحصرية (EEZ) والتحكم بالبحث
والانقاذ (SAR) على الطرف الذي يحظى بمراقبة اكثر من الشرطة ضمن الطيف
العملاني.
حقق
نظام التحكم بالاوضاع البحرية (AMASCOS) اكبر نجاح منفرد حتى تاريخه في
ايلول/سبتمبر العام 2002، عندما تعاقدت تركيا مع شركة (Thales) لتلبي
متطلبات برنامج (MELTEM) بمبلغ 400 مليون دولار اميركي. وتشمل المعدات
الصالحة رادار (Ocean Master 400) ومجموعة المعالجة الصوتية (TMS 2000)
وتدابير الدعم الالكترونية (DR 3000 ESM) تزودها كلها شركة Thales وبرج
بصري - الكتروني/يعمل بالاشعة تحت الحمراء (ASELFLIR 200 EO/IR) من شركة
(Aselsan) التركية ونظام انذار لاقتراب الصواريخ (AN/AAR-60) ونظام
الكترونيات (AN/ASQ-508 (V) MAD) من شركة (CAE) للالكترونيات. وقد حصل احدث
مبيع لنظام (AMASCOS) في مطلع العام 2009 عندما وقع الاختيار على شركة
(Thales) لتزود مجموعة مهام لطائرتي نقل من طراز (Dash & Q-300) مزدوجة
المحركات من شركة (Bombardier) تحولهما الشركة الكندية (Provincial
Aerospace) للخدمة كمنصات مراقبة بحرية.
Bombardier Q300
Dash-8 Q300 MPA interior
المنافســـــة
المنافس
الناشىء لشركة (Thales) ونظام التحكم (AMASCOS) على المسرح الدولي هو نظام
المراقبة التكتيكي (ATOS) من شركة (Selex Galileo)، وهو مجموعة مهام جاهزة
التصميم مخصّصة لطائرات الدورية البحرية (MPA). وقد اختيرت النماذج لمهام
مثل الدورية في المنطقة الاقتصادية الحصرية (EEZ) وللبحث والانقاذ (SAR)
والمراقبة البيئية والدورية البحرية.
تصف
شركة (Selex Galileo) مجموعة مهام (ATOS) بأنها نظام مراقبة متقدما ومرنا
مدمجا ومحمولا جوا. والناحية الاخرى التي تؤكدها شركة (Selex Galileo) هي
العناية الدقيقة التي تمنحها للهندسة البيئية الانسانية/الالة (HMI)
ولتقنيات دمج المستشعرات لخفض عبء العمل عن المشغل وتحسين الادراك الوضعي.
وان خيارات كونصول التشغيل (Console) الخفيفة الوزن ذات الوظائف المتعددة
المدمجة متاحة مع إنشاء جاهز مفتوح للنظام الذي يعزز نمو القدرة المتزايدة
ومحطات المشغل الاضافية.
تقدم
شركة (Selex Galileo) خيارين لرادار المراقبة للدمج كجزء من نظام مهام
(ATOS). الخيار الاول هو خيار (Gabbiano)، وهو رادار من نوع (Doppler)
النبضي الخفيف الوزن الذي يراقب ميكانيكيا، ويمكن تصميمه اما بهوائي يعمل
على 360 درجة، يركب تحت هيكل الطائرة، او بهوائي يعمل على 90 درجة لدى
تركيبه في مقدم الطائرة. والخيار الآخر لرادار المراقبة هو سلسلة رادارات
(Seaspray 7000E) التي تراقب الكترونيا، والتي طورتها شركة (Selex Galileo)
للاعمال الرادارية في المملكة المتحدة.
Seaspray 7000E
اما
بالنسبة للزبائن الذين يطلبون قدرة حربية مضادة للغواصات (ASW)، فقد طورت
شركة (Selex Galileo) مجموعة معالجة صوتية، اطلقت عليها اسم (GAMAS). وهي
متاحة باشكال اقنية من 16 و32 و64 قناة، وتتضمن معالجا للطافيات من السوق
التجارية (COTS) وجهاز استقبال يعمل بالتردد العالي جدا (VHF) وبمسجل رقمي.
وقد تم في مطلع العام 2009 اختيار نظام مراقبة بحري بعيد المدى (ATOS)
اكثر شمولا لاربع منصات دورية بحرية جديدة (ATR 72MP)، طُلبت من شركة
(Alenia Aeronautica) للخدمة في سلاح الجو الايطالي اعتبارا من العام 2012.
DDN - ATR 72ASW interior
وتتميز هذه المجموعة المؤلفة من اربع كونصولات "4 Consoles" برادار
(Seaspray 7300E) وببرج بصري الكتروني/يعمل بالاشعة تحت الحمراء (EO/IR) من
طراز (EOS T-23) وبنظام يحدد الصديق من العدو (IFF) وبنظام معلومات
اوتوماتيكي (AIS) وبتدابير دعم الكترونية (ESM) وبوصلة بيانات تكتيكية.
اللاعب الاوروبي
اللاعب
الاوروبي الرئيسي الثالث في سوق نظام المهام البحرية المحمول جوا هو شركة
(Airbus Military) سابقا EADS CASA، التي ركّبت نماذج من النظام التكتيكي
المدمج تماما (FITS) على متون سلسلة واسعة من المنصات، بما فيها منصات
(C-212) و(CN-235) و(C-295) وكجزء من رزمة تحديث المنصة المحترمة (P-3
Orion). وكانت نماذج من نظام (FITS) تحلق منذ السنوات ال15 الاخيرة على
منصات مختلفة، بيع منها اكثر من 55 نظاما الى 11 مشغل في جميع انحاء
العالم.
The P-3C Orion is the US Navy's maritime patrol and anti-submarine warfare aircraft.
بوصف
النظام التكتيكي (FITS) بانه نظام انشائي مفتوح يعتمد على السوق التجارية
ويتضمن عددا مختلفا من كونصولات المشغّل العالمية، والتي يمكن اعادة
تصميمها متباينة مع معالجين تكتيكيين اضافيين عبر شبكة اتصالات محلية
للمنطقة. وتقول شركة (L. Martin) انه يمكن اعادة توصيل الكونصولات
بمستشعرات مختلفة ابان الطيران، تعتمد على المتطلبات العملانية او على
مهارات المشغّل، قد يحوّل المشغّلون في بعض الحالات العمل خلال مهمة طويلة
لخفض الكلل وتحسين الاداء. وتشمل المستشعرات المختلفة وخيارات الاتصالات
رادار البحث ونظام تحديد الصديق من العدو (IFF) والبصريات
الالكترونية/الاشعة تحت الحمراء (EO/IR) وتدابير الدعم الالكترونية (ESM)
والمخابرات الالكترونية (ELINT) والاتصالات المخابراتية والصوتيات والاداة
الصوتية المغنطيسية (MAD) ونظام المعلومات الاوتوماتيكي والاتصالات
بالاقمار الاصطناعية ومستشعرات التلوث ووصلات البيانات التكتيكية.
fits-Fully Integrated Tactical System
تم
تركيب معظم منشآت النظام التكتيكي (FITS) حتى تاريخه على متون طائرات
(CN-235). والمستعملون هم سلاح الجو الاسباني 6 طائرات لمهام البحث
والانقاذ SAR ووكالة السلامة البحرية الاسبانية ثلاث طائرات والبحرية
المكسيكية طائرتان والبحرية الكولومبية طائرة واحدة. وتلقت طائرتان
اضافيتان يستخدمهما سلاح الجو الايرلندي (IAC) نظام (FITS) بكونصولين
كتحديث. وتستفيد ايضاً طائرات المراقبة البحرية الجديدة، طراز (HC - 144A)،
التابعة لحرس السواحل الأميركي، التي تعتمد على هيكل طائرة (CN - 235)، من
تكنولوجيا نظام (FITS)، في دمج مستشعراتها ونظمها، وقد صممت الطائرة (HC -
144A)، التي تشكل قسماً من برنامج نظام المياه العميقة المدمج (IDS)
برئاسة المتعاقد الأول (L. Martin) لمهام البحث والانقاذ واعتراض المخدرات
وحماية البيئة البحرية والجهوزية العسكرية ومهام التحكم بالجليد الدولي،
اضافة الى الحمولة ونقل الموظفين، وقد طورت شركة (L. Martin) نظام تحكم
بالمهام بشكل منصة، يمكن ازالته عندما تدعو الحاجة الى استعمال الطائرة في
مهام النقل.
العروض السويدية
اقتطعت
الشركة السويدية (Space Corp.) في النهاية السفلى من السوق مكاناً مناسباً
لمجموعة مهام المراقبة البحرية (MSS 6000) باعتمادها على خبرة اكثر من 30
سنة في تزويد نظم المراقبة المحمولة جواً لأكثر من 20 زبون في جميع انحاء
العالم.
بجمع
مستشعرات مجرّبة ميدانياً مع برمجية متخصصة في ادارة المهام، صمم نظام
المراقبة البحرية (MSS 6000) ليؤمن أنشطة سريعة على سطح البحر مثل مراقبة
المنطقة الحصرية (EEZ) ومتابعة التلوث وحماية مصائد الأسماك ومراقبة حركة
السفن والبحث والانقاذ SAR، وان المكونات الرئيسية لمجموعة مهام المراقبة
البحرية (MSS 6000) يحتضنها رادار محمول جواً بانحراف جانبي (SLAR)، يولد
خريطة رادارية مفصلة للمنطقة الخاضعة للمراقبة، لمراقبة الاختلافات الدقيقة
في صورة الضجيج في البحر وخريطة تكتيكية تزود المشغل برؤية عمومية عن
الوضع. وتستكمل هذه الصور بلائحة من المستشعرات وبأداة تسجيل وخيارات نظام
اتصالات وإفادة مثل جهاز المراقبة الخطي الذي يعمل بالأشعة تحت
الحمراء/الأشعة فوق البنفسجية (IR/UV) وأداة بصرية الكترونية/أشعة تحت
الحمراء (EO/IR)، ورادار بحث ونظام معلومات اوتوماتيكي (AIS) ونظام (DF)
وراديومتر بموجة ميكروية/مستشعر ليزري مشع (MWR/LFS) ونظام مراقبة السفن
(VMS) وكاميرا وانوار كشافة واتصالات بالأقمار الاصطناعية.
يستطيع
مستشعر الرادار (SLAR) التقاط الأنشطة الخارجية والظواهر على سطح البحر،
وقد تشمل هذه الأنشطة انسكابات النفط وأزهار الطحالب وطوافات الحياة
والجليد والريح وأنماط حالية من آثار السفينة وأنشطة صيد السمك وأهداف
صغيرة.
MSS_6000_bombardier_console
تم
التركيز مؤخراً على مبيعات مجموعة مهام المراقبة البحرية (MSS 6000) في
الأسواق الواقعة في حوض بحر البلطيق وجنوب شرق آسيا مع زبائن يضمون المكتب
البحري البولندي (PMO) وحرس الحدود الاستوني (EBG) والفنلندي والشرطة
البحرية الفيتنامية (VMP) ووكالة مايسيان "MAYSIAN" لتنفيذ القوانين
البحرية (MMEA).
سلمت
شركة (Field Aviation) الكندية ثلاث طائرات من طراز (Dash 8 Q300) من شركة
(Bombardier) مصنوعة حسب الطلب لتلبي متطلبات المراقبة البحرية المحمولة
جوا لحرس السواحل السويدي بموجب مشروع (KBV 501). وانتهت المنافسة في كانون
الاول/ديسمبر عام 2004 بمنح عقد قيمته اكثر من 80 مليون دولار اميركي
لشركة (Field Aviation) المتعاقد الاول لتزود ثلاث طائرات من طراز (Dash 8 Q
300) مصممة للمهام. وقد اتفقت الشركة مع شركة (Bombardier) بالنسبة
للمركبة الجوية الاساسية وشركة (L-3 Integrated Systems) لدمج اعمال
المستشعرات/المهام. وقد تضمنت هذه الطائرات رادار (SLAR) كملحق لرادار
المراقبة الرئيسي الذي يستطيع وضع خريطة لانسكاب النفط ومتابعة السفن وجهاز
المراقبة (IR/UV) لتقدير كثافة وحجم انسكاب النفط والقدرة على الانزال
الجوي لطافيات انقاذ الحياة من باب الحمولة الجوي في الطائرة والبالونات
الحرارية والطافيات عن طريق انبوب انزال منفصل.
الفرصة المفتوحة
ان
نظم المهام والمستشعرات متاحة حاليا لطائرات الدورية البحرية (MPA)
وطائرات الجيل الجديد، التي هي اقدر حاليا من مثيلاتها بكثير التي كانت
متاحة قبل 20 سنة. وكان لتأثير ثورة تكنولوجيا المعلومات وقع كبير. وقد صمم
وبني الجيل الحالي من النظم ليتيح زجه بسهولة في التكنولوجيا الجديدة. وان
المستقبل مفتوح على تطور سريع وعلى قدرة للنمو بتكاليف ملكية متواضعة جدا.
تم بحمد الله
الدفاع العربى
field marshal
تشكل
طائرات الدورية البحرية (MPA) ادوات اساسية للبلدان التي لها مصالح بحرية
توظفها في المراقبة الفعالة وحماية مناطقها البحرية. ولدى اقترانها
بالمستشعرات القائمة على الارض، تستطيع طائرات الدورية البحرية والسفن
الحربية المنتشرة في البحر ونظم الاتصالات الفعالة السماح للبلدان ان تحصل
على صورة سريعة عما يحصل في المناطق البحرية التي لها فيها مصلحة. وتتيح
سرعة طائرات الدورية البحرية وردها عندئذ على التهديدات، ان تشل بسرعة هذه
الاخيرة.
صفتان
تجعلان طائرات الدورية البحرية (MPA) فعالة بنوع خاص في العمليات البحرية
الحديثة. اولا، انها تتيح لمجموعة من المستشعرات، كالرادار على سبيل
المثال، الارتفاع الى مستويات عالية نسبيا لتمنحها تغطية على امتدادات
بحرية كبيرة. وثانيا، ان الفائدة الرئيسية التي تتمتع بها طائرات الدورية
البحرية على الطوافات التي تعتمد على السفن هي المدى والاستدامة، اللتان
تتيحان للطائرات المعنية البقاء في مواقعها من 10 الى 15 ساعة بعيدة عن
الارض. وهذا يسمح لها ان تراقب وتتحكم بالاوضاع الناشئة، سواء أكانت عمليات
انقاذ ام حوادث بيئية ام مهام قتالية لفترات طويلة من الوقت، وتتيح للقادة
تكوين مفهوم مفصل عما يحصل.
ان
تكنولوجيا المعلومات الحديثة ونظم المستشعرات المستعملة في الكومبيوتر قد
غيرت مهمة طائرات الدورية البحرية (MPA)، اذ اتاحت قيادة قوية جدا من خلال
نظم التحكم، التي يمكن ان تدمج معطيات تلقيم لمستشعرات متعددة، يمكن شراؤها
مقابل تكاليف زهيدة. هذه النظم كانت قبل 10 او 20 سنة باهظة التكاليف،
والمعيار السائد لمراقبة دقيقة. ان السوق التجارية (COTS) لنظم مهام طائرات
الدورية البحرية ومستشعراتها تجعل التكنولوجيا المتقدمة جدا حاليا متاحة
للبلدان التي لم تتمكن سابقا من الحصول على هذه النظم.
طورت
شركة الكترونيات الدفاع الفرنسية (Thales) تكرارا منذ مطلع التسعينات نظام
التحكم بالاوضاع البحرية المحمول جوا (AMASCOS) لمعالجة هذا القطاع النامي
من سوق طائرات الدورية البحرية (MPA). وقد صمم النظام الذي يعتمد على قاعدة انشاء
جاهزة، مصممة لدمج اي مجموعة من المستشعرات التي يحددها الزبون - بما فيها
الرادار والبصريات الالكترونيات/الاشعة تحت الحمراء (EO/IR) وتدابير الدعم
الالكترونية (ESM) ونظام المعلومات الاوتوماتيكي (AIS) والمعالجة الصوتية
ووصلات البيانات - بأمرة تكتيكية قوية ونظام عرض فرعي يمنح وظيفة بقدر
مناسب للمراقبة البحرية والحرب المضادة للغواصات (ASW) والحرب المضادة
للسطح (ASuW) والمخابرات الالكترونية والبحث والانقاذ (SAR) والمراقبة
البيئية. وقد اختيرت نماذج نظام (AMASCOS) المصممة خصيصا حتى تاريخه، في
التطبيق، لزبائن في فرنسا واندونيسيا واليابان وماليزيا والباكستان وتركيا
والامارات العربية المتحدة.
استنادا
الى شركة (Thales)، ان نظام التحكم بالاوضاع البحرية (AMASCOS) هو مجموعة
الكترونيات جوية للمهام المتدرجة الصالحة لمجموعة من المنصات المحمولة جوا
والتي صنعت بسهولة بناء على تحديدات معينة استنادا لحاجات المهام مع مجموعة
واسعة من المعدات. ويوجد في صميمه نظام فرعي للقيادة التكتيكية (TCS) يقوم
بتأدية ربط وتجميع ودمج البيانات التي تبث من المستشعرات على متون
الطائرات ووصلات البيانات الخارجية وشاشات عرض الاوضاع التكتيكية وتصنيف
الاهداف/تحديدها وتقدير التهديد ومسعفات القرار التكتيكي والمخزونات وادارة
السلاح.
المستشعر
الاول المتعلق بنظام (AMASCOS) هو رادار (Ocean Master) بذبذبة (I(X))
من
شركة (Thales) للمراقبة باساليب متعددة. ويتميز الرادار بكونه نظام صغير
الحجم، خفيف الوزن، صمم للعمل في كل الاحوال الجوية في بيئات بحرية معقدة
لمراقبة السفن السطحية وكشف الاهداف الصغيرة ومتابعة التحركات وتصنيف
الاتصالات ذات الاهتمام بدقة. ويستعمل عبر مجموعة من مهام طائرات الدورية
البحرية، بما فيها الحرب المضادة للغواصات (ASW) والحرب المضادة للسطح
(ASuW) في اعلى الطرف والمنطقة الاقتصادية الحصرية (EEZ) والتحكم بالبحث
والانقاذ (SAR) على الطرف الذي يحظى بمراقبة اكثر من الشرطة ضمن الطيف
العملاني.
حقق
نظام التحكم بالاوضاع البحرية (AMASCOS) اكبر نجاح منفرد حتى تاريخه في
ايلول/سبتمبر العام 2002، عندما تعاقدت تركيا مع شركة (Thales) لتلبي
متطلبات برنامج (MELTEM) بمبلغ 400 مليون دولار اميركي. وتشمل المعدات
الصالحة رادار (Ocean Master 400) ومجموعة المعالجة الصوتية (TMS 2000)
وتدابير الدعم الالكترونية (DR 3000 ESM) تزودها كلها شركة Thales وبرج
بصري - الكتروني/يعمل بالاشعة تحت الحمراء (ASELFLIR 200 EO/IR) من شركة
(Aselsan) التركية ونظام انذار لاقتراب الصواريخ (AN/AAR-60) ونظام
الكترونيات (AN/ASQ-508 (V) MAD) من شركة (CAE) للالكترونيات. وقد حصل احدث
مبيع لنظام (AMASCOS) في مطلع العام 2009 عندما وقع الاختيار على شركة
(Thales) لتزود مجموعة مهام لطائرتي نقل من طراز (Dash & Q-300) مزدوجة
المحركات من شركة (Bombardier) تحولهما الشركة الكندية (Provincial
Aerospace) للخدمة كمنصات مراقبة بحرية.
Bombardier Q300
Dash-8 Q300 MPA interior
المنافس
الناشىء لشركة (Thales) ونظام التحكم (AMASCOS) على المسرح الدولي هو نظام
المراقبة التكتيكي (ATOS) من شركة (Selex Galileo)، وهو مجموعة مهام جاهزة
التصميم مخصّصة لطائرات الدورية البحرية (MPA). وقد اختيرت النماذج لمهام
مثل الدورية في المنطقة الاقتصادية الحصرية (EEZ) وللبحث والانقاذ (SAR)
والمراقبة البيئية والدورية البحرية.
تصف
شركة (Selex Galileo) مجموعة مهام (ATOS) بأنها نظام مراقبة متقدما ومرنا
مدمجا ومحمولا جوا. والناحية الاخرى التي تؤكدها شركة (Selex Galileo) هي
العناية الدقيقة التي تمنحها للهندسة البيئية الانسانية/الالة (HMI)
ولتقنيات دمج المستشعرات لخفض عبء العمل عن المشغل وتحسين الادراك الوضعي.
وان خيارات كونصول التشغيل (Console) الخفيفة الوزن ذات الوظائف المتعددة
المدمجة متاحة مع إنشاء جاهز مفتوح للنظام الذي يعزز نمو القدرة المتزايدة
ومحطات المشغل الاضافية.
تقدم
شركة (Selex Galileo) خيارين لرادار المراقبة للدمج كجزء من نظام مهام
(ATOS). الخيار الاول هو خيار (Gabbiano)، وهو رادار من نوع (Doppler)
النبضي الخفيف الوزن الذي يراقب ميكانيكيا، ويمكن تصميمه اما بهوائي يعمل
على 360 درجة، يركب تحت هيكل الطائرة، او بهوائي يعمل على 90 درجة لدى
تركيبه في مقدم الطائرة. والخيار الآخر لرادار المراقبة هو سلسلة رادارات
(Seaspray 7000E) التي تراقب الكترونيا، والتي طورتها شركة (Selex Galileo)
للاعمال الرادارية في المملكة المتحدة.
Seaspray 7000E
اما
بالنسبة للزبائن الذين يطلبون قدرة حربية مضادة للغواصات (ASW)، فقد طورت
شركة (Selex Galileo) مجموعة معالجة صوتية، اطلقت عليها اسم (GAMAS). وهي
متاحة باشكال اقنية من 16 و32 و64 قناة، وتتضمن معالجا للطافيات من السوق
التجارية (COTS) وجهاز استقبال يعمل بالتردد العالي جدا (VHF) وبمسجل رقمي.
وقد تم في مطلع العام 2009 اختيار نظام مراقبة بحري بعيد المدى (ATOS)
اكثر شمولا لاربع منصات دورية بحرية جديدة (ATR 72MP)، طُلبت من شركة
(Alenia Aeronautica) للخدمة في سلاح الجو الايطالي اعتبارا من العام 2012.
DDN - ATR 72ASW interior
وتتميز هذه المجموعة المؤلفة من اربع كونصولات "4 Consoles" برادار
(Seaspray 7300E) وببرج بصري الكتروني/يعمل بالاشعة تحت الحمراء (EO/IR) من
طراز (EOS T-23) وبنظام يحدد الصديق من العدو (IFF) وبنظام معلومات
اوتوماتيكي (AIS) وبتدابير دعم الكترونية (ESM) وبوصلة بيانات تكتيكية.
اللاعب
الاوروبي الرئيسي الثالث في سوق نظام المهام البحرية المحمول جوا هو شركة
(Airbus Military) سابقا EADS CASA، التي ركّبت نماذج من النظام التكتيكي
المدمج تماما (FITS) على متون سلسلة واسعة من المنصات، بما فيها منصات
(C-212) و(CN-235) و(C-295) وكجزء من رزمة تحديث المنصة المحترمة (P-3
Orion). وكانت نماذج من نظام (FITS) تحلق منذ السنوات ال15 الاخيرة على
منصات مختلفة، بيع منها اكثر من 55 نظاما الى 11 مشغل في جميع انحاء
العالم.
The P-3C Orion is the US Navy's maritime patrol and anti-submarine warfare aircraft.
بوصف
النظام التكتيكي (FITS) بانه نظام انشائي مفتوح يعتمد على السوق التجارية
ويتضمن عددا مختلفا من كونصولات المشغّل العالمية، والتي يمكن اعادة
تصميمها متباينة مع معالجين تكتيكيين اضافيين عبر شبكة اتصالات محلية
للمنطقة. وتقول شركة (L. Martin) انه يمكن اعادة توصيل الكونصولات
بمستشعرات مختلفة ابان الطيران، تعتمد على المتطلبات العملانية او على
مهارات المشغّل، قد يحوّل المشغّلون في بعض الحالات العمل خلال مهمة طويلة
لخفض الكلل وتحسين الاداء. وتشمل المستشعرات المختلفة وخيارات الاتصالات
رادار البحث ونظام تحديد الصديق من العدو (IFF) والبصريات
الالكترونية/الاشعة تحت الحمراء (EO/IR) وتدابير الدعم الالكترونية (ESM)
والمخابرات الالكترونية (ELINT) والاتصالات المخابراتية والصوتيات والاداة
الصوتية المغنطيسية (MAD) ونظام المعلومات الاوتوماتيكي والاتصالات
بالاقمار الاصطناعية ومستشعرات التلوث ووصلات البيانات التكتيكية.
fits-Fully Integrated Tactical System
تم
تركيب معظم منشآت النظام التكتيكي (FITS) حتى تاريخه على متون طائرات
(CN-235). والمستعملون هم سلاح الجو الاسباني 6 طائرات لمهام البحث
والانقاذ SAR ووكالة السلامة البحرية الاسبانية ثلاث طائرات والبحرية
المكسيكية طائرتان والبحرية الكولومبية طائرة واحدة. وتلقت طائرتان
اضافيتان يستخدمهما سلاح الجو الايرلندي (IAC) نظام (FITS) بكونصولين
كتحديث. وتستفيد ايضاً طائرات المراقبة البحرية الجديدة، طراز (HC - 144A)،
التابعة لحرس السواحل الأميركي، التي تعتمد على هيكل طائرة (CN - 235)، من
تكنولوجيا نظام (FITS)، في دمج مستشعراتها ونظمها، وقد صممت الطائرة (HC -
144A)، التي تشكل قسماً من برنامج نظام المياه العميقة المدمج (IDS)
برئاسة المتعاقد الأول (L. Martin) لمهام البحث والانقاذ واعتراض المخدرات
وحماية البيئة البحرية والجهوزية العسكرية ومهام التحكم بالجليد الدولي،
اضافة الى الحمولة ونقل الموظفين، وقد طورت شركة (L. Martin) نظام تحكم
بالمهام بشكل منصة، يمكن ازالته عندما تدعو الحاجة الى استعمال الطائرة في
مهام النقل.
اقتطعت
الشركة السويدية (Space Corp.) في النهاية السفلى من السوق مكاناً مناسباً
لمجموعة مهام المراقبة البحرية (MSS 6000) باعتمادها على خبرة اكثر من 30
سنة في تزويد نظم المراقبة المحمولة جواً لأكثر من 20 زبون في جميع انحاء
العالم.
بجمع
مستشعرات مجرّبة ميدانياً مع برمجية متخصصة في ادارة المهام، صمم نظام
المراقبة البحرية (MSS 6000) ليؤمن أنشطة سريعة على سطح البحر مثل مراقبة
المنطقة الحصرية (EEZ) ومتابعة التلوث وحماية مصائد الأسماك ومراقبة حركة
السفن والبحث والانقاذ SAR، وان المكونات الرئيسية لمجموعة مهام المراقبة
البحرية (MSS 6000) يحتضنها رادار محمول جواً بانحراف جانبي (SLAR)، يولد
خريطة رادارية مفصلة للمنطقة الخاضعة للمراقبة، لمراقبة الاختلافات الدقيقة
في صورة الضجيج في البحر وخريطة تكتيكية تزود المشغل برؤية عمومية عن
الوضع. وتستكمل هذه الصور بلائحة من المستشعرات وبأداة تسجيل وخيارات نظام
اتصالات وإفادة مثل جهاز المراقبة الخطي الذي يعمل بالأشعة تحت
الحمراء/الأشعة فوق البنفسجية (IR/UV) وأداة بصرية الكترونية/أشعة تحت
الحمراء (EO/IR)، ورادار بحث ونظام معلومات اوتوماتيكي (AIS) ونظام (DF)
وراديومتر بموجة ميكروية/مستشعر ليزري مشع (MWR/LFS) ونظام مراقبة السفن
(VMS) وكاميرا وانوار كشافة واتصالات بالأقمار الاصطناعية.
يستطيع
مستشعر الرادار (SLAR) التقاط الأنشطة الخارجية والظواهر على سطح البحر،
وقد تشمل هذه الأنشطة انسكابات النفط وأزهار الطحالب وطوافات الحياة
والجليد والريح وأنماط حالية من آثار السفينة وأنشطة صيد السمك وأهداف
صغيرة.
MSS_6000_bombardier_console
تم
التركيز مؤخراً على مبيعات مجموعة مهام المراقبة البحرية (MSS 6000) في
الأسواق الواقعة في حوض بحر البلطيق وجنوب شرق آسيا مع زبائن يضمون المكتب
البحري البولندي (PMO) وحرس الحدود الاستوني (EBG) والفنلندي والشرطة
البحرية الفيتنامية (VMP) ووكالة مايسيان "MAYSIAN" لتنفيذ القوانين
البحرية (MMEA).
سلمت
شركة (Field Aviation) الكندية ثلاث طائرات من طراز (Dash 8 Q300) من شركة
(Bombardier) مصنوعة حسب الطلب لتلبي متطلبات المراقبة البحرية المحمولة
جوا لحرس السواحل السويدي بموجب مشروع (KBV 501). وانتهت المنافسة في كانون
الاول/ديسمبر عام 2004 بمنح عقد قيمته اكثر من 80 مليون دولار اميركي
لشركة (Field Aviation) المتعاقد الاول لتزود ثلاث طائرات من طراز (Dash 8 Q
300) مصممة للمهام. وقد اتفقت الشركة مع شركة (Bombardier) بالنسبة
للمركبة الجوية الاساسية وشركة (L-3 Integrated Systems) لدمج اعمال
المستشعرات/المهام. وقد تضمنت هذه الطائرات رادار (SLAR) كملحق لرادار
المراقبة الرئيسي الذي يستطيع وضع خريطة لانسكاب النفط ومتابعة السفن وجهاز
المراقبة (IR/UV) لتقدير كثافة وحجم انسكاب النفط والقدرة على الانزال
الجوي لطافيات انقاذ الحياة من باب الحمولة الجوي في الطائرة والبالونات
الحرارية والطافيات عن طريق انبوب انزال منفصل.
ان
نظم المهام والمستشعرات متاحة حاليا لطائرات الدورية البحرية (MPA)
وطائرات الجيل الجديد، التي هي اقدر حاليا من مثيلاتها بكثير التي كانت
متاحة قبل 20 سنة. وكان لتأثير ثورة تكنولوجيا المعلومات وقع كبير. وقد صمم
وبني الجيل الحالي من النظم ليتيح زجه بسهولة في التكنولوجيا الجديدة. وان
المستقبل مفتوح على تطور سريع وعلى قدرة للنمو بتكاليف ملكية متواضعة جدا.
تم بحمد الله
الدفاع العربى
field marshal