ذكر العلماء أن في شرب الخمر عشرة خصال مذمومة وهي :--
*أولها : أن شاربها يصير بمنزلة المجنون ، كما يصير مضحكة للصبيان ، ومذموما عند العقلاء ، كما ورد عند بن أبي الدنيا أنه قال : رأيت سكرانا في سكك بغداد يبول ويمسح بثوبة ، ويقول : اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين .
* ثانيها : أنها مذهبة للعقل ، متلفة للمال ، كما قال عمر بي الخطاب ( رضي الله عنه ) : اللهم أرنا رأيك في الخمر ،فإنها متلفة للمال ، مذهبة للعقل .
*ثالثها : أن شربها سبب للعداوة بين الأخوة والأصدقاء وعامة الناس ، كما قال الله تعالي ((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر )) المائدة 91.
*رابعها : أن شربها يمنع من ذكر الله ومن الصلاة كما قال الله تعالي (( ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) المائدة 91.
*خامسها : أن شربها يحمل علي الزنا ، وعلي طلاق الزوجة وهو لا يدري .
* سادسها : أن الخمر مفتاح كل شر ، لأنها تسهل إرتكاب المعاصي .
* ثامنها : أن شاربها أوجب علي نفسه ثمانين جلدة ، فإن لم يضرب في الدنيا فإنما يضرب بسياط من نار علي رؤس الأشهاد يوم القيامة ، والناس ينظرون إلية والآباء والأصدقاء والأبناء .
* تاسعها : أن شاربها أغلق علي نفسه باب السماء أربعين يوما ، فلا ترفع حسناتة ولا يرفع دعائة .
* عاشرها : أن شاربها يخاطر بنفسه ، لأنه يخاف عليه أن ينتزع الأيمان من عند موته والرسول ( صلي الله عليه وسلم ) يقول : (( ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )) ، أما العقوبات التي له في الآخرة فهي لا تحصي ، كشرب الحميم والزقوم ، وطينة الخبال عصارة أهل النار .
خلصت دراسة طبية نيوزيلندية جديدة إلى أن الأضرار الناجمة عن تعاطي المشروبات الكحولية، ولو بمقادير صغيرة أو متوسطة، تفوق أي فوائد متوقعة مما يناقض المفهوم الشائع بالغرب من أن كأسا واحدة من الخمر كل يوم قد تقي من أمراض القلب.
وفي مقاله المنشور بالعدد الأخير من مجلة لانسيت الطبية، يرى أستاذ علم الأوبئة بجامعة أوكلاند بنيوزيلندا الدكتور رود جاكسون أن أي وقاية من أمراض القلب بسبب التعاطي الخفيف أو المعتدل للخمور، ستكون ضئيلة جدا ولا تعادل الأضرار الناجمة عنه.
ويحذر جاكسون من افتراض أن هناك احتمالا بأن ترجح الفوائد الصحية من وراء تعاطي الكحول على الأضرار التي يسببها، إذ أنه ليست هناك فرصة لمزايا خالصة دون سلبيات.
ومنذ السبعينات الماضية، توالت الدراسات التي كانت تقترح أن تعاطي الخمور، بمقادير تتراوح بين كأس واحدة وثلاث كؤوس في اليوم الواحد، يؤدي إلى انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 20 و25%.
"
أي وقاية من أمراض القلب بسبب التعاطي الخفيف أو المعتدل للخمور ستكون ضئيلة جدا ولا تعادل الأضرار الناجمة عنه
"
ويبدو أن نتائج هذه الدراسات قد انحرفت أكاديميا بسبب حقيقة أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب، تبدو أكثر شيوعا بين الناس الذين لا يتعاطون الكحول.
ومن المعلوم أن الكحول يقوم بزيادة ذلك النوع من كوليسترول الدم الذي يقدر بأنه مسؤول عن نصف التأثير الوقائي للقلب من الأمراض، كما أنه يساعد أيضا على تحسين سيولة الدم كما يفعل الأسبرين.
ورغم الوقاية من أمراض القلب التي قد تنجم عن التعاطي المعتدل أو المفرط للخمور، يلاحظ الدكتور جاكسون أن الأضرار الناجمة عنها تفوق فوائدها المتوقعة.
وتشمل أضرار تعاطي الخمور زيادة مخاطر الإصابة بقرحة المعدة، وتخلخل العظام، وأمراض الكبد، وحرقة في المعدة، والبدانة، والسرطان. بل إن السلوك غير الصحي للمفرطين في تناولها قد يحجب أو يمنع أي وقاية للشرايين قد تنجم عن تعاطي الخمور.
عندما يحتسي الإنسان الخمر فإنها تمتص بسرعة جداً من الجهاز الهضمي في المعدة والأمعاء الدقيقة حيث تسير مع الدم وتذهب حوالي 95% منها إلى الكبد،
وتذهب الكمية المتبقية إلى القلب ثم إلى الرئة والكلية والجلد حيث تخرج من الجسم
مع التنفس والبول والعرق.. ويذهب جزء منها إلى المخ مباشرة...
ومن الأعراض الحادة الوقتية لشرب الخمر:
1ءحالة نشوة وانبساط لا تتناسب مع الجو الخارجي الذي تواجد
فيه الشخص فيظهر في صورة غير لائقة.
2ءتتغير لغة وطريقة الكلام والنطق بالحروف والكلمات وذلك
بسبب الخلل الذي يحدث في عملية التعاون بين العضلات
الدقيقة الخاصة بالكلام والتنغيم وإخراج الأصوات فيؤدي
ذلك إلى إطالة النطق ببعض الحروف وسرعة البعض الآخر
فيبدو الكلام هزلياً.
3ءيتقلب إحساس الشخص تجاه الآخرين من الشعور الودي
الزائد إلى شعور عدائي زائد فجأة وبدون أسباب معقولة
وقد ينفجر في البكاء بلا سبب.
4ءعدم توافق حركة المشي .. فيسير السكران مترنحاً بسبب
التأثير على المخيخ وهو المسؤول عن التوازن.
5ءهلوسة بصرية وخلل في جهاز الرؤية فتصبح الأشياء غير
واضحة أمام الشخص السكران فلا يرى الشياء على حقيقتها
..وقد يرى مناظر لاوجود لها في الحقيقة.
6ءيحدث قيء شديد يفقد الجسم فيه الكثير من محتويات المعدة
وعصاراتها وانزيماتها الهاضمة مع المأكولات التي تناولها.
من المهم أن نعرف أهم التأثيرات الجسمية والنفسية التي يسببها الخمر:
1ءزيادة إفرازات الفم والعين والأنف.
2ألإمساك المستمر.
3ءضعف الأعضاء التناسلية.
4ءنزلة معوية مزمنة.
5ءآلام شديدة منتشرة في مفاصل الجسم.
6ءضمور خلايا المخيخ وتآكلها وفسادها.
7ءفشل الكبد في إزالة السموم الموجودة في الدم بسبب
تليّفه من الكحول مما يؤدي إلى الهذيان والأرتعاش
وفقدان الوعي.
8ألتهاب العصب البصري وضموره الذي ينتهي بالعمى.
9ألصرع والتشنجات نتيجة لتأثير الخمر على مادة كيماوية
موجودة بالمخ تسمى (الجابا..من خصائصها منع التشنج).
10ء أولاد شاربي الخمر عادةً ضعيفي الجسم ومعرضين لشتى
الأمراض ،إلى جانب فساد الأخلاق والميل إلى الأجرام.
11ءويعتبر الخمر أحد الأسباب الرئيسية للعقم.
12ءتجعل شاربها في وضع غير كريم في المجتمع،فتنعدم ثقة
وأحترام أهله والناس تجاهه، وتفقده هيبته.
13ألجرعة القليلة من الخمر تحدث شيئا من الارتفاع في ضغط الدم،وكلما تضاعف الضغط يحدث هيجانا يزيدفي الضغط لدرجة ينفجر معها شريان في المخ والذي يسبب شللا وقد ينجو منه الشخص جزئيا ولا ينجوكليا.
14ألخمر تؤثر في غدد الجسم عموما وتسبب الاضطراب لها وللقلب.
15ءتسبب الخمر احتقان الجهاز التناسلي.
16ءتسبب الكحول قرحة المعدة والاثنى عش والتهابات الجهاز الهضمي.
17ألخمر تؤدي الى التهابات شديدة مباشرة على الفم والبلعوم والمعدة والامعاء والاعصاب والغدد الصماء والحواس.
18ءبالادمان على الكحول وتناولها يصبح الانسان اسير العادات السيئة مع عدم الاستجابة للتخدير العام عند الحاجة لها.
19ألمواد الكحولية والخمر تسبب للكبد التهابا وتمزيقا لخلاياه وتجمعات للدهنيات فيمايبقى منها ثم تحجرا مع تليف يصل بالكبد الى مرحلة التشمع التي لا شفاء منها حيث ظهر من خلال الدراسات ان نسبة السرطان الكبدي في حالة تشمع الكبد مرتفعة جدا في الاشخاص الذين يتناولون المواد الكحولية.
20ءوالمدمنون على الخمر تجدهم ساقطين اجتماعيا ونفسيا وصحيا.
21ءسميت الخمر بهذا الاسم لانها تخمر العقل اي تستره وقد وصفها الله تعالى بانها اثم كبير ورجس من عمل الشيطان ،وقد صدق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال في الخمر(لا تشرب الخمر فانها مفتاح كل شر)رواه ابن ماجه
وقد دُعي أحد الدكاترة لإلقاء محاضرة في مركز
للمدمنين عن أضرار الخمر
فأحضر معه حوضان زجاجيان : الأول فيه ماء ، والثاني فيه خمر
ووضع دودة في الماء فسبحت ، ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت
حينها نظر إلى المدمنين سائلاً:
هل وصلت الرسالة ؟؟
فكان الجواب نعم
أضرار الخمر على الجهاز التنفسي
الجهاز التنفسي آية من آيات الله المعجزة؛ التي ترينا عظمة الخالق وقدرته ء سبحانه ء على إبداع خلقه وإتقانه لكل شيء، قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل: 88).
هذا الجهاز الحيوي: أعضاؤه قليلة، لكن أعماله جليلة.. يبدأ بالأنف، فالبلعوم، فالحنجرة فالقصبة الهوائية، فالشعب الهوائية، وينتهي بالرئتين.
إنه جهاز التكرير في الجسم، يمده بالأكسجين وينتزع منه ثاني أكسيد الكربون، وأي عطب في هذا الجهاز يؤثر على حياة كل خلية في هذا الجسم.
* فماذا تفعل الخمر مع أعضاء هذا الجهاز الحساس؟
(1) الأنف:
إنه المكيف الرباني، الذي هيأ الله فيه أغشية مخاطية تدفيء الهواء البارد، وترطب الهواء الساخن، ليس هذا فحسب، بل حباه الله بشعيرات تحجز الأتربة والأوساخ وتمنعها من الدخول إلى المجاري التنفسية.
والأنف كما نعلم هو عضو الشم في جسم الإنسان بواسطته يستطيع المرء التميز بين الروائح المختلفة، وقد وجد أن الإدمان على تعاطي الخمور يضعف تلك الحاسة المهمة مما قد يؤدي في النهاية إلى فقد تلك النعمة التي أنعم الله بها على هذا الإنسان.
كما تتسبب الخمر في إصابة الأنف بالورم الفقاعي (rهينوپهيما) أو ما يعرف بأنف السكير، حيث يحدث تشوه بالغ في الأنف قد يحتاج معه الأمر إلى إجراء عملية تجميل.
(2) البلعوم:
هو الممر الذي يتفرع منه كل من المريء (الذي يقوم بتوصيل الطعام إلى المعدة) والحنجرة والقصبة الهوائية (اللتين تقومان بتوصيل الهواء إلى الرئتين).
ولكن كيف يتم التحكم في ذهاب كل من الطعام والهواء دون أن يخطئ كل منهما الطريق؟
إنها عناية البارئ جل في علاه وقدرته على إبداع الخلق وتقديره الحكيم، قال تعالى:
فلقد جعل المولى ـ سبحانه وتعالى ـ حارساً أميناً على هذين الممرين الحيويين يعرف بلسان المزمار (ىپيعلوتتيس).
وتتجلى قدرة الخالق العظيم ـ سبحانه وتعالى ـ في الدقة المتناهية لهذا العضو الحساس، فلو أن أحدنا أراد أن يبلع لقمة أو حتى أن يبلع ريقه، فإن لسان المزمار يقوم بغلق منافذ الحنجرة والقصبة الهوائية، حتى لا يتسرب شيء من الطعام أو الريق إلى الرئتين فيغص بهما الإنسان ويسببان له اختناقاً وربما التهاباً رئوياً، في حين لو أراد أحدنا أن يتنفس فإن هذا العضو يقوم بغلق مجرى الطعام ليدخل الهواء سهلاً إلى الرئتين عن طريق الحنجرة.. فسبحان الخالق العظيم القائل: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ) (لقمان: 11).
وهذا العضو يستلهم أوامره بإذن الله من الجهاز العصبي، الأمر الذي ينتج عنه عدم قدرة الجهاز العصبي على إرسال الأوامر إلى ذلك الحارس الأمين؛ فلا يستطيع أن يقوم بالمهمة التي هيأه الله لها، فلذا نجد شارب الخمر كثيراً يغص بريقه أو بلقمة صغيرة مما يؤدي إلى إصابته بالاختناق والسعال الحاد وربما الموت.
وتتسبب الخمر إلى جانب ذلك بإصابة البلعوم بالالتهابات المتكررة (pهارينعيتيس) والتي تجعل المريض يكره حياته نتيجة لتكررها حيث يصاب بصعوبة في البلع بشكل دائم، إلى غير ذلك من الأعراض.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية دور الكحول في الإصابة بسرطان البلعوم.
(3) الحنجرة:
عضو صغير لا يتعدى طولها (5سم).. إلا أن دورها ليس بالأمر السهل. فعند حركة البلع ترتفع الحنجرة فتساعد بذلك على سهولة حركة لسان المزمار.. فينغلق بذلك منفذ القصبة الهوائية وينفتح المريء، كما أنها تقوم بوظيفة عظيمة في عملية الكلام نظراً لاحتوائها على الحبال الصوتية.
ولكن ما تأثير الكحول على الحنجرة؟
من الملاحظ أنه عندما يصل شارب الخمر إلى مرحلة السكر فإنه يفقد السيطرة على سلوكه، وتتحرر بذلك القيود التي كانت تكبح جماحه، فيبدأ بالصراخ بصوت عال، ويكثر من الكلام وربما الغناء، وكل ذلك يؤدي إلى إصابة الحنجرة بالالتهاب الحاد إذا تكرر هذا الأمر، كما أن الحنجرة تلتهب من جراء طعم الكحول اللاذع والحاد، فلذا نلاحظ أن المدمن كثيراً ما يصاب بسعال دائم وبحة وخشونة في صوته، وذلك بسبب تورم الحبال الصوتية نتيجة للالتهاب؛ الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى ضعف مقاومتها تجاه الجراثيم، فتصبح فريسة سهلة لأنواع عديدة من هذه الجراثيم وخصوصاً بكتريا السل.
كما يؤثر الكحول في الإصابة بسرطان الحنجرة.
كيف تؤثر الخمر على القصبة الهوائية؟
يتسبب الكحول في إصابة القصبة الهوائية وتفرعاتها بالأمراض التالية:
أ ـ التهاب القصبات المزمن (چهرونيچ برونچهيتيس):
لقد لاحظ الباحثون كثرة انتشار التهاب القصبات المزمن لدى المدمنين على الخمور، حيث يصاب المدمن بنوبات من السعال الشديد والمستمر مصحوباً في غالب الأحيان ببلغم (سپوتوم)، وقد يكون هذا البلغم مخلوطاً بدم أحياناً. كما يعاني المريض من ضيق في صدره يجعله غير قادر على التنفس بشكل طبيعي.
ويرجع العلماء سبب انتشار هذا المرض لدى المدمنين إلى الآتي:
1ـ العلاقة الحميمة والصداقة الوطيدة التي تربط إدمان الخمور بعادة التدخين، حيث إنه من النادر أن نجد مدمناً على الخمر لا يدخن.
2ـ تكرر إصابة القصبات بالالتهاب نتيجة لتكرر إصابة المدمن باستنشاق (إسپيراتيون) الأجسام الغريبة من ريق وطعام وجراثيم وغيرها، كما يساعد في ذلك تأثر منعكس السعال (چووعه ريفييخ) الذي يتأثراً بالغاً.
3ـ سوء التغذية الذي يصيب معظم المدمنين.
ب ـ توسع القصبات (bرونچهييچتاسيس):
يحدث هذا المرض نتيجة لتكرر إصابة المدمن بالالتهابات الرئوية وتراكم الإفرازات التي تؤدي إلى انسداد القصبات، ومن ثم إصابتها بالإنتانات مما يؤدي في النهاية إلى تأثر تلك القصبات وفقدانها لقوامها فتتوسع توسعاً لا يمكن بعده أن تعود لحالتها الأولى. وذلك التوسع يؤدي إلى مشكلات عديدة بالنسبة للمريض؛ حيث تزداد نوبات السعال حدة وتكرراً، كما يزداد إفراز البلغم من المريض بشكل كثيف، وقد يرافق السعال خروج كمية من الدم (حايموپتيسيس)، ويتعرض معها المريض للإصابة بالتهاب القصبات بشكل متكرر، ونتيجة لذلك تنقلب حياة المريض إلى جحيم لا يطاق ـ فالحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه.
ج ـ هبوط في عملية التنفس (rيسپيراتوري فايلوري):
لقد وجد الباحثون أن الإدمان على الكحول يتسبب في رفع نسبة حدوث هبوط (فشل) عملية التنفس عند المصابين باعتلال الرئة الانسدادية المزمن (copض).
وذلك للأسباب التالية:
(1) التأثير السمي المباشر للكحول على مراكز التنفس في الدماغ مما يؤدي إلى تثبيطها.
(2) دور الكحول في إصابة المدمن بالالتهابات الرئوية المتكررة.
(3) يعتبر مدمنو الخمور هم أكثر الناس عرضة للكسور التي تصيب أضلاع القفص الصدري، وخصوصاً عند تماديهم في الشراب، مما يؤدي إلى إعاقة دور القفص الصدري في عملية التنفس.
(4) تعرض عضلات التنفس للضعف نتيجة لنقص الفوسفات (حيپوپهوسپهاتيميا) الذي تحتاجه العضلات، وقد سجل الباحث (نيومان وزملاؤه) حالتين لهبوط التنفس نتيجة لنقص الفوسفات الناتج عن تعاطي الخمور.
(5) انسداد الحنجرة الذي ينتج عن اعتلال العصب الحرقفي العاشر (المبهم) عند الكحولي (إلچوهوليچ ڢاعال نيوروپاتهي)، والذي يصاحب انحلال المخيخ الحاد (إچوتي چيريبيللار ديعينيراتيون) عند المدمنين على تعاطي الخمور. وقد سجلت حالة لهبوط التنفس عند أحد المدمنين على الكحول يبلغ من العمر ستاً وأربعين عاماً.
(5) الرئتان:
هما نهاية المطاف للجهاز التنفسي.. محميتان ـ بفضل الله ـ داخل القفص الصدري، وتشبه الرئتان في شكليهما الإسفنج إلى حد بعيد، وتعتبر الرئة اليمني أكبر حجماً من اليسرى، وتنقسم إلى ثلاثة فصوص في حين أن الرئة اليسرى تنقسم إلى فصين فقط.
وجهاز التنقية (الرئتان) يقوم بإمداد الدم بالأكسجين اللازم للخلايا وسحب ثاني أكسيد الكربون، وذلك من خلال الدورة الرئوية (الصغرى). وتتم هذه العملية في دقة محكمة وإبداع منظم لتظهر عظمة الخالق العظيم ـ سبحانه وتعالى.
فماذا تفعل الخمر بالرئتين؟
لقد كان الباحثان (بورش) و (دي باسكويل) هما أول من وصف اعتلال الرئة الكحولي (إلچوهوليچ لونع ديسياسي)، بعد أن وجدا تغيرات هستولوجية في البنية الهيكلية للرئتين من جراء الإدمان على الكحول.
وقد أثبتت بعض الأبحاث تأثير إدمان الكحول على الوظائف الفسيولوجية للرئتين وخصوصاً قدرة الرئتين على استيعاب أحجام معينة من الغازات (lونع ڢولوميس)، والسعة الانتشارية للغازات (ضيففوسينع چاپاچيتي).
كما يتسبب الكحول بتأثيره السام في تقليل كمية الأكسجين (حيپوخيا) في الدم ورفع نسبة ثاني أكسيد الكربون (حيپيرچاپنيا)، لذا نجد أن الرئتين تحاولان التخلص من هذا السم الخبيث، لهذا تشم رائحة الكحول في زفير السكير.
ويستطيع الإنسان من خلال جهاز خاص أن يعرف نسبة تركيز الكحول في دم السكير، وهذا الجهاز يستخدمه رجال المرور في أوروبا وأمريكا، حيث تحدد نسبة معينة للكحول في دماء السائقين لا ينبغي تعديها.
كما لوحظ أنه عند ارتفاع شارب الخمر إلى مكان مرتفع أو صعوده في الطائرة إلى ارتفاعات شاهقة، فإن الكحول يتسبب في نقص الأكسجين بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى إصابته بالاختناق وربما الموت.. ولذا فإن تعليمات الطيران في الولايات المتحدة تحظر على الطيارين تناول أية مشروبات كحولية قبل طيرانهم بثماني ساعات، كما تفيد بعض التقارير بأن (44%) من حوادث الطيارين غير التجاريين سببها شرب الخمر، رغم أن نسبة الكحول في دمائهم لم تزد عن (4%) (أقل من أربعة كؤوس في ثلاث ساعات).
وهناك تحليل علمي يؤكد بأنه إذا كان وزن الشخص (72) كيلو غراماً وشرب (8) أوقيات من الويسكي أو (96) من البيرة في ظرف ساعتين وجب أن تمر عليه (10) ساعات قبل أن تعود نسبة الكحول في دمه إلى درجة الصفر.
كما يتسبب الكحول في العديد من الأمراض التي تصيب الرئتين، منها:
أ ـ التهاب الرئة الاستنشاقي (إسپيراتيون پنيومونيا):
لقد هيأ المولى ـ جل في علاه ـ من وسائل الحماية للرئتين ما يجعلهما في مأمن ـ بإذن الله ـ من دخول أي جسم غريب.. ومن تلكم الوسائل:
1 ـ منعكس السعال (cووعه ريفليخ) الذي يعمل على طرد أي جسم غريب يدخل إلى المجاري التنفسية بسرعة فائقة.
2 ـ حركة الشعيرات التي تمتد على طوال الجهاز التنفسي، والتي تعمل كسد منيع في وجه الأجسام الغريبة، حيث تدفعها إلى خارج الجهاز التنفسي، كما يلعب السائل المخاطي دوراً مهماً في الحد من تقدم هذه الأجسام ومن ثم لفظها إلى الخارج.
3 ـ دور لسان المزمار والحنجرة ـ كما سبق شرحه.
4 ـ خاصية البلع (البلعمة) (pهاعوچيتوسيس) التي تتمتع بها كريات الدم البيضاء والبالعات الحويصلية الكبيرة (إلڢيولار ماچروپهاعيس) والتي تستطيع ـ بفضل الله ـ تحطيم أي جسم غريب يصل إلى الرئتين.
كل تلك الوسائل التي هيأها الله ـ تعالى ـ لتطهير الرئتين والدفاع عنهما تتأثر تأثراً بالغاً بالكحول مما يجعل المدمنين على الخمور هم أكثر الناس عرضة للإنتانات والأمراض الرئوية الأخرى.
وليس هذا فحسب، بل تشترك عوامل أخرى في التأثير على الرئتين من جراء تعاطي الخمور، ومنها:
1 ـ انخفاض قدرة المدمن على مقاومة الأمراض، وذلك لتأثير الكحول على خاصية البلع ـ كما ذكرنا سابقاً ـ بالإضافة إلى تأثير الكحول على حركة كريات الدم البيضاء والبالعات الحويصلية الكبيرة ومنعها من التوجه إلى أماكن العدو، وانخفاض تكوين الأجسام المضادة.
2 ـ يتسبب الكحول في نقص الأحماض الدهنية التي تعتبر مصدراً لتكوين الدهون للحويصلات الهوائية (الأنساخ) وبذا يمكن أن يحدث تحطم لا رجعي في الهيكل البنيوي للرئتين.
وتفيد الإحصاأت الطبية أن نحو (10%) من حالات التهاب الرئة الاستنشاقي كانت بسبب الإدمان على الخمور.
فعندما يشرب السكير حتى الثمالة يصبح أكثر عرضة للتقيؤ ومن ثم استنشاق ذلك القيء وأخيراً وصوله إلى الرئتين. فإذا كان القيء من العصارة الهضمية التي تحتوي على حامض الهيدروكلوريك، فإن وصولها إلى الرئتين يتسبب في ضعف شديد في التنفس مع ضيق واختناق وربما الوفاة بالصدمة.
وبالرغم من الرعاية الطبية الفائقة لتلك الحالات إلا أن نسبة الوفيات تتراوح بين (30 ـ 6%).
كما يمكن أن يغص السكير بلقمة أو بأي جسم غريب؛ الأمر الذي يؤدي إلى انسداد الحنجرة إذا كانت اللقمة كبيرة، فيصاب السكير بالاختناق ويزرق بدنه وقد تكون نهايته.
ب ـ الالتهابات الرئوية البكتيرية (bاچتيريال پنيومونيا):
تنتشر الالتهابات الرئوية البكتيرية عند المدمنين على الخمور نتيجة للأسباب التالية:
1 ـ تأثر عملية تطهير الرئتين من الأجسام الغريبة ـ كما سبق وأن شرحنا.
2 ـ ضعف المناعة عند المدمن في مقاومة الأمراض.
3 ـ تأثر الفم بالكحول وخصوصاً اللثة والأسنان مما يؤدي إلى تكاثر الجراثيم التي تجد مرتعاً خصباً لها على الأسنان المتعفنة والمتسوسة، مما يهيء الفرصة لوصول تلك الجراثيم إلى الرئتين وإصابتهما بالالتهابات المتكررة.
4 ـ سوء التغذية المصاحب للإدمان على الخمور.
وتفيد المصادر الطبية أن نسبة حدوث الوفيات بسبب الالتهابات الرئوية البكتيرية عند المدمنين تفوق ثلاثة أضعاف النسبة عند غيرهم من غير المدمنين.
كما يذكر التقرير الصادر عن الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا عام 1987م، ما يلي: (لابد أن يوجه الأطباء سؤالاً إلى كل المرضى الذين يعانون من الالتهابات الرئوية، هل أنت ممن يتعاطى الكحول أم لا؟).
وتسوق لنا المجلة الطبية لأمريكا الشمالية بعض الإحصاأت والدراسات التي أجريت بهذا الصدد، نذكر منها:
* تشكل الالتهابات الرئوية الناتجة عن المكورات السبحية الرئوية (صتريپتوچوچچوس پنيومونياي)، نحو (80%) من مجموعة الالتهابات الرئوية البكتيرية.
وقد أثبتت إحدى الدراسات أن الإدمان على الكحول كان سبباً في وفاة ثلاثين حالة من بين سبع وثلاثين حالة التهاب رئوي في إحدى الولايات.
* وجد الباحثان (شميث) و (دي لنت) من خلال متابعتهما لنحو (6478) مدمن ومدمنة أصيبوا بالالتهاب الرئوي ولفترة (14) عاماً ـ وذلك أثناء ترددهم على عيادة مكافحة الإدمان في تورنتو بكندا ـ وجدا أن نسبة الوفيات من جراء الالتهابات الرئوية فاقت ثلاثة أضعاف عند الرجال وسبعة عند النساء مقارنة بغير المدمنين.
* وجد الباحثان (كابس) و (كولمان) أن نسبة الوفيات من جراء الالتهابات الرئوية عند أولئك الذي يتعاطون الكحول بكميات كبيرة تقدر بنحو (49.9%) في حين بلغت عند أولئك الذين يتعاطونها بكميات معتدلة نحو (34.4%)، أما أولئك الذين يتعاطونها بكميات قليلة فقد بلغت نسبة الوفيات فيهم نحو (22.5%).
* في دراسة أجراها الباحث (دورف وزملاؤه) على نحو (148) مصاباً بالالتهابات الرئوية عولجوا في أحد المستشفيات الأمريكية ـ وجد أن الإدمان على الكحول كان سبباً في إصابة (35%) من إجمالي عدد المرضى.
أما الباحثان (كومت) و (جاتش) فقد وضعا تقريراً عن (37) جثة ـ توفي أصحابها بسبب الالتهابات الرئوية ـ حيث وجدا أن (30) جثة كانت لمدمنين على الكحول، وأن (22) منهم توفوا في اليوم الأول من دخولهم المستشفى.
* وفي دراسة قام بها (وينترباوير وزملاؤه) لنحو (158) مريضاً تكرر تنويمهم في أحد المستشفيات الأمريكية بسبب تكرر إصابتهم بالالتهابات الرئوية، حيث وجد أن (63) منهم (40%) كان الكحول هو السبب في إصابتهم بالالتهابات المتكررة.
* يؤكد الباحثان (آدمز) و (جوردان) من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا أن عدداً من الذين أصيبوا بالالتهابات الرئوية قد تعاطوا الكحول بكثرة قبل إصابتهم بأيام أو أسابيع.
والجدير بالذكر أنه توجد عدة أنواع أخرى من البكتيريا يمكن أن تصيب المدمنين بالالتهابات الرئوية ومنها: الكلبسيلا (كليبسييللا)، والاشريكية القولونية (ى. چولي)ن والبكتريا الزائفة (pسيودوموناس)، والبكتيريا المتقلبة (pروتيوس)، والبكتيريا العنقودية (صتاپهيل0وچوچچوس)، والمستدمية النزلية (ح. ينفلوينزاي) والليوجونيلا (lيعيونيللا)، والبكتيريا اللاهوائية (إنايروبيچ باچتيريا).
وبالرغم من التقدم الباهر في استخدام المضادات الحيوية في علاج الالتهابات الرئوية، إلا أن نسبة الوفيات ما تزال مرتفعة في أوساط مدمني الخمور.
ويعزا سبب ذلك إلى أن أعراض المرض لا تظهر بشكل واضح عند المدمنين، بل إن الفحوصات تظهر علامات غير واضحة وغير مؤكدة، مما يجعل التشخيص معها متعذراً، الأمر الذي يعطي فرصة سانحة لاستفحال المرض، بالإضافة إلى أن المدمن لا يقدر مدى خطورة المرض لأنه لا يكاد يفيق من سكره حتى يعود إليه مرة ثانية دون أن يدرك ما يجرى في رئتيه.
والخطير في الالتهابات الرئوية أنها يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة منها: هبوط وفشل في التنفس، وتكون خراجات، والتهاب السحايا، والتهاب شغاف القلب (ىندوچارديتيس).
ج ـ خراج الرئة (lونع ابسچيسس):
تتكون خراجات الرئة كنتيجة لمضاعفات الالتهابات الرئوية وتوسع القصبات الهوائية عند مدمني الخمور، وذلك نتيجة لما يحدث من تهتك وتآكل لأنسجة الرئتين.
وتفيد الإحصاأت الطبية أن الكحول هو المسؤول الأول عن تكون هذه الخراجات عند نحو (30 ـ 70%) من مجموع الحالات.
أما أسباب تكونها فهي نفس الأسباب التي سبق ذكرها عند الحديث عن الالتهابات الرئوية.
أما الأعراض التي تظهر فتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة مع قشعريرة وزيادة في التعرق وألم في الصدر، وسعال جاف قد يصاحبه بلغم قيحي، ولابد من العلاج بشكل مكثف.
ومن مضاعفات المرض انتشار هذه الالتهابات إلى الرئة غير المصابة بالإضافة إلى التهاب غشاء الجنب؛ وربما التهاب غشاء التامور المحيط بالقلب والذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج المريض. وقد ينتقل القيح طريق الدم ليصل إلى أماكن عدة مثل الدماغ والكلية والكبد فتتكون خراجات في تلك الأعضاء.
د ـ مرض الدرن (السل طوبيرچولوسيس):
تعتبر الصداقة وطيدة وقديمة بين مرض السل والإدمان على الكحول.
ويرجع سبب ذلك إلى سوء التغذية وانخفاض القدرة المناعية عند المدمنين.
لذا فإن هناك مقولة طبية شائعة بين الأطباء مفادها أنك إذا وجدت مرضاً في الرئة عند مدمن الخمر ففكر أولاً بمرض السل.
وفي عدة دراسات أجريت في العديد من بلدان العالم ومنها: الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والدنمارك واستراليا ويوغسلافيا (سابقاً) ثبت بالدليل القاطع ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السل لدى متعاطي الخمور، فقد وجد من بين تلك الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أن (22.2) حالة من بين كل ألف مدمن يعانون من السل الرئوي مقارنة مع (0.4) حالة من بين كل ألف من الأشخاص العاديين.
أما في كندا فقد أثبتت الدراسة التي قام بها الباحث (أولين وزملاؤه) على بعض المساجين، أن نسبة انتشار مرض السل في أوساط المساجين من المدمنين تفوق (16) مرة نسبة انتشاره عند نفس العدد من المساجين من غير المدمنين على الكحول.
كما يتعرض المدمنون وخصوصاً أولئك المصابين بتليف الكبد للإصابة بالتهاب الصفاق الدرني (ط.b.پيريتونيتيس). حيث يشعر المريض بانتفاخ وألم في بطنه مع ارتفاع في حرارة جسمه.
ومن بين المشكلات التي تواجه الأطباء في علاج مرضى السل المدمنين على الكحول ما يلي:
1 ـ عدم التزام المدمن بالسير على خطة العلاج.
2 ـ إذا أدخل المدمن إلى المستشفى، فإنه لا يلتزم بقوانين المستشفى ولا بالنصائح الطبية، بل نجده يحاول الخروج من المستشفى دون موافقة الطبيب.
3 ـ عند خروجه من المستشفى لا يلتزم المدمن بالاستمرار على العلاج، والجدير بالذكر أن علاج مرض السل يتطلب فترة طويلة (6 ـ 9 أشهر)، يتناول خلالها كمية كبيرة من الأدوية يومياً.
4 ـ يفقد الطبيب متابعة سير المرض عند المدمنين وذلك لعدم زيارتهم للطبيب بشكل دوري.
ونتيجة لعدم الاستمرار على العلاج وعدم أخذ المدمن للجرعة الكافية من العلاج، فإن البكتيريا المسببة لهذا المرض تصبح لديها مناعة ضد هذه الأدوية، ومن ثم يصعب القضاء عليها مما يؤدي إلى انتشار المرض، لذا فإن معظم الأوساط الطبية تكاد تجمع على دور مدمني الخمر في نشر داء السل في المجتمع.
والمعلوم طبياً أن هذا المرض يمكن أن يصيب معظم أجزاء الجسم إذا انتشر الميكروب عن طريق الدم.
وليس هذا فحسب، بل إن الكحول يزيد من الآثار الجانبية الناتجة عن بعض الأدوية المستخدمة في مكافحة السل. وخير مثال على ذلك ما يحدثه الكحول من زيادة في إصابة الكبد بالالتهاب مع استخدام عقار الأيزونايزايد (لسونيازيدي)، حيث ارتفعت نسبة الإصابة عند المدمنين بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بغيرها من غير المدمنين، وهذا السبب دفع بعض الأطباء إلى عدم استخدام هذا العقار كعلاج وقائي عند المدمنين.
هـ ـ توقف التنفس أثناء النوم (صلييپ ابنيا):
أثبتت بعض الدراسات الطبية أن ارتفاع نسبة توقف التنفس أثناء النوم يمكن أن تحدث نتيجة احتساء كمية كبيرة من الكحول قبل النوم.
ويعود السبب في ذلك إلى تأثير الكحول التثبيطي على الجهاز العصبي.
و ـ المضاعفات الرئوية التي تحدث نتيجة تليف الكبد الكحولي:
1ـ نقص الأكسجين في الدم (حيپوخيميا):
ويعتبر من أهم المضاعفات التي تنتج عن تليف الكبد الناتج عن الإدمان على تعاطي الخمور، ومن أسباب حدوث نقص الأكسجين ما يلي:
أ ـ استسقاء البطن (الحبن) (إسچيتيس)، حيث تنتفخ البطن بشكل كبير فيصبح التنفس عسيراً على المريض، مما يؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية، فتقل بذلك كمية الأكسجين الواصلة إلى الدم.
ب ـ الارتشاح البلوري (pليورال يففوسيون). حيث تتجمع السوائل حول الرئتين مما يعيق عملية تبادل الغازات بين الحويصلات الهوائية (الأسناخ) والأوعية الدموية الرئوية.
ج ـ تكون تحويلات دموية (vاسچولار سهونتس) في داخل الرئتين مما يجعل الدم يتحاشى المرور (بيپاسس) في الأوعية الدموية الرئوية التي جعلها الله تعالى محيطة بكل حويصلة هوائية حتى يتم تبادل الغازات بينهما في نظام بديع محكم، قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل: 88) فإذا حيل بين عملية التبادل هذه، فإن تشبع الدم بالأكسجين يقل، مما ينتج عنه نقص الأكسجين لدى جميع خلايا الجسم.
2ـ القلوية التنفسية (rيسپيراتوري إلكالوسيس):
وتحدث غالباً نتيجة إصابة المدمن بنوبات من التنفس السريع (حيپير ڢينتيلاتيون) مما ينتج عن ذلك طرد كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يلعب دوراً مهماً في تعادل قلوية الدم.
وتكون نتيجة ذلك نقص الصوديوم والكالسيوم والماغنسيوم الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المريض بالتشنج والتكزز.
وقد لوحظ حدوث هذه الحالة لدى مدمني الخمور عند توقفهم المفاجئ عن تعاطي الخمور بعشر ساعات.
3 ـ التهاب الحويصلات الهوائية التليفي: (fيبروسينع الڢيوليتيس)
4 ـ ارتفاع ضغط الدم في الدورة الدموية الرئوية: (pولموناري هيپيرتينسيون):
ز ـ المضاعفات الرئوية التي تحدث نتيجة التهاب البنكرياس:
يتسبب التهاب البنكرياس الناتج عن تعاطي الخمور في إصابة (9 ـ 13%) من مدمني الخمور بوذمة الرئتين الحادة (إچوتي پولموناري يديما) والتي تعرف بمتلازمة إعاقة التنفس عند الكبار (إrضص)، والتي قد تؤدي إلى هبوط وفشل في عملية التنفس، وتكون الوفاة قاب قوسين أو أدنى من المريض ـ بإذن الله.
ويعود سبب ذلك إلى تأثير أنزيمات البنكرياس ـ التي تحررت في الدم نتيجة لالتهاب البنكرياس ـ والتي تقوم بتدمير كل نسيج يقف في طريقها ومن ضمنها أنسجة الرئتين.
غيرها وغيرها من مضار الخمور التي لا نهاية لها..وللأسف فأن هذا
السم تتداوله أيدي بعض شبابنا الذي سحرهم الغرب ..إلى درجة أن هذه
الفئة من الشباب تنسبه إلى (الموضة) أو آخر صرعات العصر، ومن لم
يحتسيه أو يتجنبه فهو (متخلف) متحجر في نظرهم..
من أجل كل ذلك حرم الله سبحانه وتعالى الخمر وأمرنا بأجتنابها،كما
أمرنا الرسول (ص) بذلك حيث قال كل مسكر خمر وكل خمر حرام)..
وقال(ص) أيضاً في ذلك : (أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا
يذيقهم نعيمها ، مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق...)..