- إنضم
- 4 أبريل 2012
- المشاركات
- 418
- التفاعل
يشكل تدريب الجيوش في القرن الحادي والعشرين في ميادين المعارك المعقدة
والمربكة تحدياً رئيسياً وقد ادى الى تطوير حلول تكنولوجية مدمجة للمساعدة
في هذه العملية.
تكمن في صلب هذه الحلول نظم الاشتباك التكتيكي (TES) التي تعتمد على
الليزر. والتي تستعمل أجهزة اطلاق الليزر بدلاً من الرصاص او القذائف
الاكبر منها او الأسلحة الموجهة على مسافة قصيرة، مثل الصواريخ المضادة
للدبابات. ويركب جهاز اطلاق الليزر على السلاح ويسوّى محاذياً لماسورة
السلاح. وان كل الجنود المتدربين مزودين بصدار وخوذ مجهزة بكاشف الليزر حتى
أنه عندما يصابون بطلقة ليزر يسجلون الاصابة، وينبغي على مرتدي الصدرية ان
يسلك سلوك المصاب. ويتم اطلاق اشارات الخطر ويبعد سلاح المصاب حتى لا
يتمكن المصاب من المشاركة في التمرين بعد ذلك.
في نظم الاشتباك التكتيكية (TES) الحديثة يُرمّز اطلاق الليزر حتى يمكن
تحديد الاسلحة الفردية في التمرين في الميدان بواسطة التحكم بالتمرين
(EXCOM) والحسابات المناسبة لخطورة الاصابة ومدى الضرر الذي يصيب الرأس.
تشكل المدافع اليدوية الصغيرة جزءاً من نظام الاشتباك التكتيكي (TES)،
كما يمكن ان تشكل الاسلحة الاكبر. بما فيها الدبابات والمدافع ذات العيار
الكبير. اذ يمكن في التمارين الميدانية ان يطلق جهاز اطلاق الليزر خرطوشة
تعتمد على اجهزة تشبيه مفاعل حقيقي (WES) والمُركّبة على أهداف محتملة، مثل
الدبابات والمركبات الأخرى. وتشمل ادوات تشبيه مفاعل السلاح الحقيقي (WES)
اجهزة الوميض"الانفجار الصاروخية والدخان التي تضفي على تمرين الميدان
الواقعية. وتتمتع هذه الأدوات بدورها بنظام (GPS) ضمنياً، وهي متصلة بشبكات
الراديو التي تغطي منطقة التمرين وتتيح استخدام اسلحة غير مباشرة
كالمدفعية والهواوين لتشبيه فعلي ان بالنسبة لمطلق النار او القوات الواقعة
تحت النار.
تسجل كل هذه الأحداث على كمبيوتر التمرين. ويمكن بعد
مراجعة الاجراء (AAR) اضافة تحليل شامل لاطلاق السلاح ودقته وتأثير الرأس
الحربية على الأهداف. وقد أدت هذه التقنيات الى ازالة الكثير من التكهنات
في تقدير التمارين الميدانية، وادت الى مزيد من التدريب الفعلي اكثر مما
كان متاحاً سابقاً بدلاً من اطلاق النار الحي الخطر جداً.
عندما نشر اول نظام اشتباك تكتيكي (TES) في اوائل الثمانينات من القرن
الماضي، اعتمدت هذه النظم على الاتصالات الثابتة وعلى البنى التحتية
للمراقبة. ولم يكن هناك الا فرصة محدودة لجمع وتحليل بيانات المراجعة بعد
الاجراء (AAR). وأدى التقدم التكنولوجي في العقد الماضي الى تسهيلات في نظم
الاشتباك التكتيكية المعقدة وتحويلها الى نظم متحركة جداً. وان نظم (AWE)
المحمولة ونظم التحكم بالتمرين تعني انه يمكن اجراء التمرين حالياً بدرجة
عالية من الواقعية في اي مكان في العالم وفي امكنة واسعة من الارض والبيئات
المختلفة.
السوق العالمية
ان نظام الاشتباك التكتيكي (TES) متاح حالياً على نطاق واسع وتحتدم في
سوقه المنافسة العالية. وان عدة لاعبين يعرضون في السوق سلسلة من
المنتوجات، انطلاقا من قطع المعدات الفردية وانتهاء بتأمين مراكز تدريب على
القتال جاهزة.
ان احدث تطور حصل في سياسة الجيش الاميركي هو شراء معدات نظم الاشتباك
التكتيكية (TES) من موردين مختلفين والطلب ان يقدموا بدورهم منتوجات يمكن
تبادل العمل عليها. وقد زودت شركة (Cubic Defence) اصلا، على سبيل المثال،
نظام اشتباك ليزرياً مدمجا متعدد المهمات (MILES)، لكن يجري التعاقد عليه
حاليا مع مصادر متعددة تشمل شركة (Lockheed Martin) وشركة (SAIC).
ان بعض التطورات التي تدعو الى مزيد من الاهتمام في مجال نظام الاشتباك
التكتيكي (TES) تتعلق بتصميم البرمجية والمعدات لتتيح لمكونات (TES)
المختلفة العمل معا كجزء من نظام مدمج. وكانت شركة (Intercoastal
Electronics) الاميركية هي الرائدة على سبيل المثال لتتيح لطوافات الهجوم
(AH - 64 Apache) المشاركة في تمرين نظام الاشتباك التكتيكي (TES)، مستعملة
اسلحتها الخاصة جو - ارض والاشتباك مع نظم الاسلحة المضادة للطائرات
القائمة على الارض. وان اللاعبين الرئيسيين في سوق نظم الاشتباك التكتيكي
(TES) هي شركات (Cubic) و(Lockheed Martin) و(SAIC) .
لدى شركة (SAIC) سلسلة من المنتوجات تلبي حاجات التدريب الحي، انطلاقا
من مكونات نظم الاشتباك اللايزرية (MILES) الاساسية وصولا الى احدث نموذج
في نظام الاشتباك اللايزري (MILES)، وهو نظام مركبة القتال (CVS)، والجهود
الناشئة المتمثلة بالتجربة العملانية لنظام الاشتباك التكتيكي (OT - TES)
ونظم التصويب الجيومترية (GB).
ان نظم التدريب اللاسلكية على نظام الاشتباك التكتيكي (TES) من شركة
(SAIC) تركّب بسهولة وسرعة وتتكيف مع مستعملها ومع نظم الاسلحة. وتعني كلمة
لاسلكي عدم وجود كبلات يمكن قصها او اتلافها خلال التمرين. وهذا يخفض
تكاليف الدعم وتدخُّل الجنود ويتيح للمستعمل التدريب على القتال فورا.
اما شركة (Cubic Defence)، فتواصل تسويق مشتقات من معدات نظم الاشتباك
(MILES) الاصلية، وقد انتقلت بقوة الى السوق لتسويق النظم الجوالة المدمجة.
وقد باعت نظما للجيش الاميركي والبحرية الاميركية وللقوات الكندية
والهنغارية وقوات كوريا الجنوبية وللقوات الرومانية والسلوفاكية
والسنغافورية وللقوات البريطانية والاسترالية.
يتضمن منتوج (PAN) من شركة (Cubic) احدث التكنولوجيات اللاسلكية،
ويحتفظ في الوقت نفسه بالمنهجيات المجربة في شركة (Cubic) التي اكتُسبت من
نشر اكثر من ١٢٥٠٠٠٠ نظام اشتباك (MILES) حول العالم. ويمكن تشغيل نظام
(PAN) بنظم وادوات تدريب على القتال ثابتة ومتحركة، ويشكل نظاما مثاليا
للاستعمال خلال التدريب على العمليات المدينية. ويستخدم وصلات لاسلكية
قياسية من الصناعة تحل محل الاحزمة التقليدية والكبلات. وقد خفض ازالة
الكبلات والموصلات والانسجة تكاليف الشراء كثيرا، وهي تُدمَج تماما مع
النظم الآلية والعمليات المدينية"نظم (MOUT).
ان نظام التدريب الآلي المحلي الاولي (I-HITS) من شركة (Cubic)، الذي
طُوّر للجيش الاميركي، يؤمن قدرات تدريب في مركز التدريب على القتال (CTC)
عالية الدقة ومتدرجة لاي مهمة، بما فيها قوة في مواجهة عمليات مدينية
وتدريب مشترك ومتعدد الجنسيات. وهو نظام منخفض التكاليف يمكن الاعتماد عليه
ويستعمل بمرونة. ويمنح انطلاقا من تخطيط المهمة والاعادة الى التقدير
الموضوعي، قدرات جاهزة في مركز التدريب على القتال (CTC) في المحطات
الداخلية ومحطات التعبئة والمواقع العملانية للانتشار الامامي. وتحتوي رزمة
على نظام التدريب ويمكن تصميمه ليستعمل في حركة عالية قابلا للنقل او
للاستعمال في مواقع ثابتة. وهو نظام متدرج على كل مستويات التدريب انطلاقا
من الزمرة وانتهاء باللواء لضمان جهوزية قتالية تامة في البيئة العملانية
الحالية...
تقدم شركة (Saab) السويدية للتدريب والتشبيه سلسلة كاملة من المنتوجات
والحلول في المجال الحي والفعلي والانشائي. وان منتوجات شركة (Saab) من
المشبهات وسلسلة المعدات الى نظام التدريب الالي (GAMER) هي في الخدمة في
مؤسسات حول العالم، بما فيها كل بلد عضو رئيسي في (NATO) والعديد من
الحلفاء. وان كل معدات التدريب من شركة (Saab) هي معدات عالية المتانة
ومقاومة لطيف واسع من الاحوال البيئية الصعبة، كما وانها مصممة تصميما
جاهزا ومدرجا تماما.
ان مجموعة برمجية (WISE) من شركة (Saab) هي منصة دمج تسمح للزبائن وصل
النظم او التطبيقات في بيئة مشتركة وتكوين دفق انسيابي للمعلومات فيما
بينها، بصرف النظر عن الانشاء ومقاييس الاتصال والبروتوكولات. وتمنح
المستعمل ايضا نظرة عامة شاملة حول كل الاعمال التي تحصل داخل المنصة بحيث
تمكن المستعمل من مراقبة ومشاهدة الوحدات والاحداث بسرعة. وفي استخدام
تصميم انشائي مفتوح، تدعم منصة البرمجية (WISE) عددا كبيرا من السطوح
البيئية وتسهل دمج نظم مختلفة في بيئة المستعمل وتحقق تبادل التشغيل فيما
بينها - بصرف النظر عن المقاييس والبروتوكولات المستعملة. ولذلك، تزيل
المنصة (WISE) ايضا الحاجة الى عمل الترميز الصعب الباهظ التكاليف والذي
يستهلك وفقا ضرورة دمج البرمجية.
النظام قيد العمل
تستعمل قوات الجيش البريطاني نظام ليزر للتدريب على الاشتباك في كينيا
كجزء من تدريبها قبل الانتشار في افغانستان (PDT) زودته شركة (Saab) بموجب
عقد تقديم خدمات بمبلغ ٢٥ مليون جنيه استرليني. ويشكل هذا المرفق نموذجا
حول كيفية استعمال معدات نظام الاشتباك التكتيكي (TES) لتعزيز وضبط اداء
قوات الجيش البريطاني المتوجهة لمناطق النزاع.
تتحمل شركة (Saab) للتدريب بموجب العقد الذي منح لها في عام ٢٠٠٩
المسؤولية عن ادارة ودعم النظام في شمال غرب كينيا على مدى فترة ثلاث
سنوات. واستنادا للشركة (Saab)، سوف تستعمل سبع مجموعات قتالية من القوات
المرفق كل سنة كجزء من التوسع الرئيسي في التدريب قبل الانتشار في
افغانستان وفي شرق البلاد الافريقية. وان البدء في اجراء تحديث رئيسي
للمرفق في كينيا يمول بموجب مشروع تمويل المطلب العملاني العاهل (UOR) عبر
وزارة الدفاع البريطانية. وان مشروع نظم الاشتباك التكتيكي المنشورة (DTES)
هو تطوير لمفهوم رؤية سابقة لعقد تجربة منح لشركة (Saab) قبل سنتين لتقدم
قدرة بحجم الشركة في بيليز (Belize) وكينيا.
يوجد في صميم نظم الاشتباك التكتيكي المنشورة (DTES) شبكة من المحطات
الاساسية المحمولة جاهزة التصميم تشكل شبكة متابعة تتيح تحريك مشبهات
تأثيرات الاسلحة المحلية وتسجل موقع كل اللاعبين في التمرين لاعادته خلال
المراجعات بعد الاجراء. وعلى رغم ان النظام يمكن نشره نظريا على شاحنات من
اربعة اطنان، فان الطلب الثقيل على التدريب من الوحدات المتوجهة الى
افغانستان يعني ان الجيش البريطاني لا يتوقع نقل النظام خلال العقد الاولي.
تتألف مجموعة القتال في نظام الاشتباك التكتيكي المنشود (DTES) من ثلاث
مجموعات من المعدات التي تدعم سريات البنادق في عمل تدريبها في الفصيل
الفردي والسرية الفردية، ويمكن ضمها معا للقيام بتمرين قتالي على نطاق واسع
يشترك فيه نحو ٩٠٠ لاعب.
المصدر : مجلة الدفاع
