بقلم: تيم ريبلي
بينت الدروس التي تم الاطلاع
عليها خلال حرب الخليج العام ١٩٩١ قيمة الاسلحة الدقيقة. واكدت مع ذلك ايضا
الصعوبات في استخدامها خصوصا عندما يحجب المطر او الدخان او الغبار مشاهدة
الارض او الهدف من الجو.
ان مشكلة الرؤية الضعيفة لا تؤثر على الاسلحة
الموجهة بالاقمار الاصطناعية التي تستفيد من نظام تحديد الموقع (GPS).
وتعتمد دقة هذه الاسلحة على دقة نظام القياس المستعمل في تحديد الموقع وعلى
الدقة في ضبط احداثيات الهدف، التي تعتمد كثيرا على معلومات المخابرات،
التي ليست كلها دقيقة. ومع ذلك، اذا كانت معلومات التصويب دقيقة، يرجح ان
تحقق الاسلحة الموجهة بالاقمار الاصطناعية ضربة ناجحة اكثر من اي نوع آخر
من الاسلحة الموجهة بدقة. ومهما كانت الاحوال الجوية. ان اكثر سلاح
يطلق من الجو موجها بنظام (GPS) بيع على نطاق واسع هو سلاح الهجوم المباشر
المشترك (JDAM) من شركة (Boeing)، التي انتجت منذ العام ١٩٩٨ اكثر من ١٩٥
الف مجموعة ذيلية من السلاح (JDAM)، الذي يتألف من قسم ذيلي جديد يتضمن
نظام ملاحة يعمل بالقصور الذاتي"نظام (GPS).
يوجه سلاح (JDAM)
المجهز بقنابل، بنظام توجيه مدمج يعمل بالقصور الذاتي مربوط بجهاز استقبال
نظام (GPS)، يمنحه مدى محددا يبلغ نحو ١٥ ميلا بحريا ٢٨ كلم. وقد طور
نظامJoint اي التوجيه سلاح الجو الاميركي والبحرية الاميركية، ولذلك يطلق
على السلاح (JDAM) تعبير المشترك. وكان المقصود به ان يتفوق على القنابل
الموجهة بالليزر وعلى تكنولوجيا التصوير بالاشعة تحت الحمراء. ويجري تركيب
المؤشرات الليزرية حاليا على بعض اسلحة (JDAM) لتحويلها الى اسلحة بقدرة
مزدوجة.
An F-16 drops a JDAM-equipped GBU-31 2,000-pound bomb.
ان ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة (JDAM) ليست سلاحا، بل هي
مجموعة توجيه مربوطة بالقنابل غير الموجهة. وتتألف المجموعة من قسم ذيلي
بأسطح تحكم ايرودينامية وبمجموعة الواح طويلة وبنظام توجيه مشترك يعمل
بالقصور الذاتي وبوحدة تتحكم بتوجيه نظام (GPS). ويندرج نظام ذخيرة (JDAM)
المجهز بالقنابل من وزن ٥٠٠ رطل ٢٣٠ كلغ الى وزن ٢٠٠٠ رطل ٩١٠ كلغ. وقد
اثبتت الذخيرة حاليا دقة او خطأ دائريا محتملا بلغ ١١ مترا.
بدا استعمال ذخيرة (JDAM) وقاذفة القنابل الخفية (B-2 Spirit) خلال عملية قوة
التحالف في العام ١٩٩٩ ضد يوغوسلافيا. وقد اطلقت قاذفات (B-2) في رحلة دون
توقف ذهابا ايابا دامت ٣٠ ساعة اكثر من ٦٥٠ قذيفة (JDAM). وذكرت مقالة نشرت
في مجلة عسكرية عام ٢٠٠٢ ان قاذفات (B-2) اطلقت خلال عملية قوة التحالف
٦٥١ قذيفة (JDAM) بلغت نسبة اعتماديتها ٩٦ في المائة واصابت ٨٧ في المائة
منها الاهداف المعينة. ونظرا لنجاح الذخيرة الاصلية (JDAM) العملاني، توسع
البرنامج ليشمل قنابل ال ٥٠٠ رطل ٢٣٠ كلغ (Mark 82) وال ١٠٠٠ رطل ٤٥٠ كلغ
(Mark 83)، وبدأ التطوير في اواخر العام ١٩٩٩. ونتيجة للدروس التي تم
الاطلاع عليها خلال عملية الحرية المستدامة وعملية حرية العراق، تابعت
البحرية الاميركية وسلاح الجو الاميركي تعزيزها لمجموعات توجيه القنابل مثل
تحسين دقة نظام (GPS) ودقة الباحث للتوجيه النهائي للاستعمال ضد اهداف
متحركة.
ان القنابل الموجهة بمجموعة (JDAM) غير باهظة التكاليف
بالمقارنة مع بدائل مثل الصواريخ الجوالة. وتقدر التكاليف الاصلية لكل
مجموعة ذيلية بنحو ٤٠٠٠٠ دولار، لكن بعد تقديم عروض تنافسية. تم توقيع عقود
مع شركة (McDonnell Douglas) استملكتها شركة Boeing في وقت لاحق لتسليم
مجموعات تبلغ تكاليف كل مجموعة ١٨٠٠٠ دولار. ومنذ ذلك الحين، ازدادت
التكاليف الى ٢١٠٠٠ دولار في عام ٢٠٠٤ ومن المتوقع ان بلغت ٣١٠٠٠ دولار في
عام ٢٠١١.
الاطلاق من الارض
نشر الجيش الاميركي ومشاة البحرية
الاميركية سلسلة واسعة من الاسلحة الموجهة بنظام (GPS) لزيادة دقة قدراتها
الضاربة. وتشمل هذه الاسلحة قنبلة المدفعية (M982 Excalibur) عيار ١٥٥ ملم
والقذيفة المتعددة الاطلاق الموجهة (GMLRS) وقذيفة الهاون الموجهة بدقة
(XM395) ومجموعة التوجيه الدقيق (XM1156) لتناسب القنابل الحالية عيار ١٥٥
ملم بتوجيه دقيق، كما يحول برنامج ذخيرة (JDAM) في سلاح الجو الاميركي
القنابل الصماء التقليدية الى اسلحة دقيقة تماما.
ان قذيفة (M982 Excalibur) XM982)
سابقا هي قنبلة مدفعية موجهة على مسافة بعيدة، عيار ١٥٥
ملم، طورتها شركة (Raytheon - MS) وشركة (BAE Systems Bofors). وهي قذيفة
موجهة بنظام (GPS) بدقة يمكن استعمالها في احوال دعم قريب ضمن نطاق ١٥٠
مترا من القوات المهاجمة.
كانت الخبرة القتالية الاولية بقذيفة
(Excalibur) في العراق في صيف العام ٢٠٠٧ ناجحة جدا سقطت ٩٢ من القذائف على
بعد ٤ امتار من الهدف، حملت الجيش الاميركي الى اتخاذ قرار بزيادة معدل
الانتاج الى ١٥٠ قذيفة في الشهر ازاء ١٨ قذيفة في الشهر سابقا. ويستعمل
السلاح حاليا السويد واستراليا وكندا والولايات المتحدة والنروج. وتنسجم
القذيفة مع مدفع هويتزر ذاتي الدفع (M109 A6 Paladin) مدفع هويتزر (M198)
مدفع هويتزر خفيف الوزن (M777) وكذلك مع مدفع نظم القتال المستقبلية
البيعدة عن خط الرؤية ومع نظام مدفعية (ARCHER).
كانت قذيفة شركة
(Bofors) السويدية (STRIX)، احدى قذائف الهاون الاولى الموجهة بنظام (GPS)
التي تدخل الخدمة، والتي تطلق مثل قذيفة الهاون التقليدية. وتحتوي القذيفة
عيار ١٢٠ ملم على مستشعر يعمل بالاشعة تحت الحمراء يستعمل في توجيه ذاتي
على اي دبابة او مركبة قتال مدرعة تقع بالقرب منها. وقد مضى على وجود قذيفة
(STRIX) في الخدمة في الجيش السويدي والسويسري اكثر من ١٦ سنة منذ العام
١٩٩٤. وتطلق القذيفة بمدافع هاون تقليدية، كما يمكن ان تطلق بنظام الهاون
المتقدم (AMS)، وهو مدفع هاون اوتوماتيكي مزدوج. عيار ١٢٠ ملم مركب في برج
مركبات قتال مدرعة.
منح الجيش الاميركي في العام ٢٠٠٦ شركة (ATK) واحدا
من عقدين لتجربة تكنولوجية بهدف تطوير مجموعة توجيه دقيق (PGK) لنظام
مدفعية هويتزر (Howitzer) عيار ١٥٥ ملم. وسوف يجعل مخزون مجموعة التوجيه
الدقيق (PGK) المعروفة أيضاً ب (XM1156) ذخيرة المدفعية الحالية الصماء
فعالة اكثر بتكلفة منخفضة نسبياً، وذلك باضافة توجيه بنظام (GPS) وقدرة
ملاحة في رزمة تناسب تماماً صمام القذيفة الحالية عيار ١٥٥ ملم.
ان مجموعة توجيه الذخيرة (MGK) هي الحل من شركة (ATK) الذي يلبي حاجة الجيش
الاميركي لنشر قذيفة الهاون الدقيقة بسرعة، عيار ١٢٠ ملم، التي سوف تؤمن
قدرة عضوية لاطلاق النار مباشرة بدقة لأفرقاء القتال في اللواء. وسوف تؤمن
مجموعة ذخيرة التوجيه (MGK) المعروفة ايضاً ب (XM395) رداً سريعاً موثوقاً
وفتاكاً، لا سيما في الاراضي الجبلية الوعرة للمدفعية وفي المناطق المبنية
التي يمانع القادة من استخدام الدعم الجوي القريب ونيران المدفعية التي قد
تؤدي الى اضرار جانبية كبيرة.
اما نظام اطلاق القذائف الصاروخية
المتعددة الموجهة (GMLRS) فيشكل افضل قذيفة مدفعية صاروخية بعيدة المدى
مبيعاً في العالم صممت خصيصاً لتدمير الاهداف التي تتسم بأولوية عالية على
مسافة ٧٠ كلم وابعد. وقد استخدم النظام بنجاح في كلا البيئتين المدنية وغير
المدنية، ويستطيع العمل في كل الأحوال الجوية والخفيفة في حين يبقى بعيداً
عن مدى معظم الاسلحة التقليدية. وان كل نظام (GMLRS) مثبت في حاضن اطلاق
في نظام الاطلاق (MLRS) ويطلق من مجموعة اطلاق القذائف (MLRS)، وقد استعملت
السلاح عملياً القوات الاميركية والبريطانية.
مستقبل نظام GPS
http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/rounded_corner.php?src=admin/news/uploads/1313161186-sdarabiaREADY.jpg&radius=8&imagetype=jpeg&backcolor=ffffff
على
رغم ان اسلحة نظام (GPS) قد استعملت على نطاق واسع منذ اكثر من عشر سنوات
فلا تزال مع ذلك في بدايتها. وتوجد امكانية لاستخدامها في المدافع البحرية
من السفينة الى الشاطىء وفي اسلحة المشاة بعيار منخفض جداً. ويبدو ان
مستقبل اسلحة نظام (GPS) ممتاز.
المصدر : مجلة الدفاع العربي