سيناريوهات محتملة لاستخدام المجال الجوي الأفضل لتوجيه ضربة عسكرية ضد طهران
محللون :إسرائيل لن تستخدم أجواء السعودية ضد إيران
دبي - سارة قاسميلي
رغم استعراض القوة الذي تحفل به وسائل الإعلام، يرى محللون أنه من غير المحتمل أن تعمد إسرائيل إلى استخدام المجال الجوي السعودي لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
فالتقرير الذي نشرته وكالة يو.بي.آي. يوم السبت 11 أغسطس حول أن السعودية حذرت إسرائيل من أنها ستعمد إلى اعتراض أية مقاتلات حربية إسرائيلية يمكن أن تعبر أجواءها، أثار استياء عارما رغم أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك نفى أن تكون بلاده قد تلقت أية رسالة بهذا المضمون من الجانب السعودي، فيما لم يصدر أي موقف من الجانب السعودي حول هذه المسألة.
ومنذ ذلك الحين بدأت تنهمر التحليلات حول إمكانية موافقة السعودية على استخدام إسرائيل لمجالها الجوي في مهاجمة بلد مسلم.
ويقول وزير الإعلام الكويتي السابق والمحلل السياسي سامي عبداللطيف النصف لـ"العربية نت" إنه لو كانت الضربة الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية قريبة لما سمحت إسرائيل بتداول الموضوع في وسائل الإعلام، مضيفا: "استنادا إلى ما قاموا به في السابق، فإنهم لم يطلقوا تحذيرات بمهاجمة المنشآت النووية العراقية في بداية ثمانينيات القرن الماضي. إنهم لا يكشفون عن نواياهم".
وأوضح النصف أنه "لا يمكن بأي شكل من الاشكال أن تسمح السعودية باستخدام أجوائها لمهاجمة إيران، حيث إنها لا ترغب في تعقيد الأمور معها".
ولفت النصف إلى أنه "يمكن لإسرائيل استخدام مناطق أخرى غير المجال الجوي السعودي. فإيران بلد مترامي الأطراف ويمكن مهاجمتها من الشمال أو من الجنوب، من مناطق عدة، وحتى يمكن مهاجمتها من الشرق. إسرائيل على علاقة جيدة مع العديد من الدول القريبة جغرافيا من إيران".
ويوافق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، الدكتور صالح المانع على النظرية القائلة بأن إسرائيل لا تحتاج إلى المجال الجوي السعودي حين يكون متاحا لها استخدام الأجواء التركية أو الأردنية.
ولفت المانع في حديثه لـ"العربية نت" أنه "عندما هاجمت إسرائيل الأراضي السورية منذ عامين، استخدمت المجال الجوي التركي. كما أن السعوديين لن يسمحوا لدولة أخرى بمهاجمة بلد مسلم".
وبالنسبة إلى الدكتور المانع فإن "السعوديين يأملون في أن تكون الجهود الدبلوماسية كافية لإقناع إيران بتجميد طموحاتها النووية كما حصل خلال حكم (الرئيس الإيراني السابق) خاتمي".
المجال العراقي أسهل
ويقول فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام في الكويت، من جهته، لـ"العربية نت" إن استخدام مجالات جوية أجنبية لمهاجمة إيران يشكل معضلة بالنسبة إلى إسرائيل. ومع ذلك، في حال كان ما يذكره التقرير صحيحا حول نية إسرائيل استخدام المجال الجوي السعودي، فإن ذلك سيتم عبر التحليق فوق منطقة حدودية في طرف المملكة.
وبحسب الشليمي، فإن أحد الخيارات المتاحة أمام الإسرائيليين يتمثل في التحليق عند الأطراف الحدودية البعيدة بحيث تكون الطائرات الإسرائيلية قد غادرت أجواء المملكة قبل وصول المقاتلات الحربية السعودية إليها، بسبب المسافة الشاسعة بين قواعد الطائرات الحربية ومنطقة الخرق الجوي الاسرائيلي المحتمل فوق الصحراء، موضحا أن "الطائرات السعودية تحتاج إلى دقائق عدة للوصول إلى هناك".
ويقول الشليمي إنه يمكن من الجانب النظري أن يستخدم الاسرائيليون المجال الجوي السعودي من دون أن يتم رصدهم، في حال حلقت الطائرات الحربية فوق طائرات مدنية، وعندما يصل السعوديون يجدون أنه مجرد جسم أجنبي طائر".
لكنه يرى أن "الحل الأسهل لإسرائيل قد يكون التحليق فوق العراق، حيث إن المجال الجوي العراقي ما زال خاضعا لسيطرة القوات الأمريكية من دون أدنى شك".
وردا على سؤال "العربية نت" عن أسباب عدم صدور أي موقف من جانب السلطات السعودية حول المسألة، قال النصف إن السبب واضح: "سواء كانت طائرات إسرائيلية أو أردنية أو مصرية، فإنه لا يمكن للسعودية أن تسمح لأي مقاتلات حربية بالتحليق في مجالها الجوي من دون موافقتها".
لكن لا يخفي الشليمي أن التوتر القائم بين السعودية وإيران حول الصراع في سوريا قد يكون السبب وراء "حرج" السعودية من إصدار أي موقف.
إسرائيل تفضل طريقا مباشرا
وينقل تقرير يو.بي.اي عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن الأمريكيين يستفيدون من الموقف السعودي في محاولة لثني إسرائيل عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بشكل أحادي. وتقول المصادر إن السعودية المجهزة بطائرات حربية أمريكية الصنع كان يمكن أن تسمح بعبور المقاتلات الإسرائيلية لأجواء المملكة في حال تم ذلك في إطار عملية عسكرية مشتركة مع واشنطن.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في وقت سابق أن إسرائيل تفضل استخدام طريق مباشر، يمر فوق الأردن والعراق.
وبينما لا أحد يعرف ما إذا كان الأردن سيسمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجاله الجوي، نقل تقرير يو.بي.اي عن محللين أجانب أن الأردنيين سيغضون الطرف، بينما رأى آخرون أن عمان قد تعتبر ذلك بمثابة انتهاك لاتفاق السلام مع إسرائيل. ولهذا فالطريقان الآخران المتاحان، هما واحد يمر فوق تركيا وسوريا، والآخر يمر فوق البحر الأحمر لكن مسافته اطول.
وكانت نيويورك تايمز نقلت عن محللين عسكريين مقربين من البنتاجون ومسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية في فبراير الماضي، أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية لوقف البرنامج النووي الإيراني ستكون عملية ضخمة ومعقدة مختلفة عن الضربات الإسرائيلية "الجراحية المحددة" لاستئصال المفاعل النووي في سوريا عام 2007 او مفاعل تموز العراقي في عام 1981.
وبحسب اندرو ر. هوين، المسؤول السابق في البنتاجون الذي يترأس حاليا مشروع القوات الجوية في مؤسسة "راند" والمختص بإجراء الدراسات لصالح القوات الجوية الأمريكية، فقد صرح لنيويورك تايمز أن أحدا لن يقول "ستتم العملية بهذه الطريقة، سرب من الطائرات ستحلق ليلا، تضرب وتغادر".
خيار أذربيجان
وفي شهر مارس الماضي ذكر تقرير أن المسؤولين العسكريين الاسرائيليين يبحثون جديا في الحصول على حق استخدام القواعد العسكرية في أذربيجان ذات الموقع الاستراتيجي المناسب لمهاجمة إيران.
وتحدث التقرير عن توسيع نطاق التعاون بين إسرائيل وهذه الجمهورية القوقازية المحاذية لإيران، مع توفر معلومات حول إنجاز صفقة تسلح بين إسرائيل وأذربيجان في فبراير بقيمة 1.6 بليون دولار، شملت تزويد باكو بطائرات من دون طيار وصواريخ مضادة للطائرات.
لكن حكومة باكو نفت بشدة مضمون هذا التقرير، حيث قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاذربيجانية: "لن تتم أية عملية ضد إيران.. انطلاقا من أراضي اذربيجان".
واتهم المتحدث الاذربيجاني "المنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية الدائرة في فلكها برفع نسبة التوتر عمدا" بين إيران واذربيجان.
أما في المقلب الآخر، فيبدو أن إسرائيل غير مكترثة بالموقف السعودي مع تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي ايهود باراك أن ذلك "لن يؤثر في المخططات الإسرائيلية".
العربية نت
محللون :إسرائيل لن تستخدم أجواء السعودية ضد إيران
دبي - سارة قاسميلي
رغم استعراض القوة الذي تحفل به وسائل الإعلام، يرى محللون أنه من غير المحتمل أن تعمد إسرائيل إلى استخدام المجال الجوي السعودي لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
فالتقرير الذي نشرته وكالة يو.بي.آي. يوم السبت 11 أغسطس حول أن السعودية حذرت إسرائيل من أنها ستعمد إلى اعتراض أية مقاتلات حربية إسرائيلية يمكن أن تعبر أجواءها، أثار استياء عارما رغم أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك نفى أن تكون بلاده قد تلقت أية رسالة بهذا المضمون من الجانب السعودي، فيما لم يصدر أي موقف من الجانب السعودي حول هذه المسألة.
ومنذ ذلك الحين بدأت تنهمر التحليلات حول إمكانية موافقة السعودية على استخدام إسرائيل لمجالها الجوي في مهاجمة بلد مسلم.
ويقول وزير الإعلام الكويتي السابق والمحلل السياسي سامي عبداللطيف النصف لـ"العربية نت" إنه لو كانت الضربة الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية قريبة لما سمحت إسرائيل بتداول الموضوع في وسائل الإعلام، مضيفا: "استنادا إلى ما قاموا به في السابق، فإنهم لم يطلقوا تحذيرات بمهاجمة المنشآت النووية العراقية في بداية ثمانينيات القرن الماضي. إنهم لا يكشفون عن نواياهم".
وأوضح النصف أنه "لا يمكن بأي شكل من الاشكال أن تسمح السعودية باستخدام أجوائها لمهاجمة إيران، حيث إنها لا ترغب في تعقيد الأمور معها".
ولفت النصف إلى أنه "يمكن لإسرائيل استخدام مناطق أخرى غير المجال الجوي السعودي. فإيران بلد مترامي الأطراف ويمكن مهاجمتها من الشمال أو من الجنوب، من مناطق عدة، وحتى يمكن مهاجمتها من الشرق. إسرائيل على علاقة جيدة مع العديد من الدول القريبة جغرافيا من إيران".
ويوافق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، الدكتور صالح المانع على النظرية القائلة بأن إسرائيل لا تحتاج إلى المجال الجوي السعودي حين يكون متاحا لها استخدام الأجواء التركية أو الأردنية.
ولفت المانع في حديثه لـ"العربية نت" أنه "عندما هاجمت إسرائيل الأراضي السورية منذ عامين، استخدمت المجال الجوي التركي. كما أن السعوديين لن يسمحوا لدولة أخرى بمهاجمة بلد مسلم".
وبالنسبة إلى الدكتور المانع فإن "السعوديين يأملون في أن تكون الجهود الدبلوماسية كافية لإقناع إيران بتجميد طموحاتها النووية كما حصل خلال حكم (الرئيس الإيراني السابق) خاتمي".
المجال العراقي أسهل
ويقول فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام في الكويت، من جهته، لـ"العربية نت" إن استخدام مجالات جوية أجنبية لمهاجمة إيران يشكل معضلة بالنسبة إلى إسرائيل. ومع ذلك، في حال كان ما يذكره التقرير صحيحا حول نية إسرائيل استخدام المجال الجوي السعودي، فإن ذلك سيتم عبر التحليق فوق منطقة حدودية في طرف المملكة.
وبحسب الشليمي، فإن أحد الخيارات المتاحة أمام الإسرائيليين يتمثل في التحليق عند الأطراف الحدودية البعيدة بحيث تكون الطائرات الإسرائيلية قد غادرت أجواء المملكة قبل وصول المقاتلات الحربية السعودية إليها، بسبب المسافة الشاسعة بين قواعد الطائرات الحربية ومنطقة الخرق الجوي الاسرائيلي المحتمل فوق الصحراء، موضحا أن "الطائرات السعودية تحتاج إلى دقائق عدة للوصول إلى هناك".
ويقول الشليمي إنه يمكن من الجانب النظري أن يستخدم الاسرائيليون المجال الجوي السعودي من دون أن يتم رصدهم، في حال حلقت الطائرات الحربية فوق طائرات مدنية، وعندما يصل السعوديون يجدون أنه مجرد جسم أجنبي طائر".
لكنه يرى أن "الحل الأسهل لإسرائيل قد يكون التحليق فوق العراق، حيث إن المجال الجوي العراقي ما زال خاضعا لسيطرة القوات الأمريكية من دون أدنى شك".
وردا على سؤال "العربية نت" عن أسباب عدم صدور أي موقف من جانب السلطات السعودية حول المسألة، قال النصف إن السبب واضح: "سواء كانت طائرات إسرائيلية أو أردنية أو مصرية، فإنه لا يمكن للسعودية أن تسمح لأي مقاتلات حربية بالتحليق في مجالها الجوي من دون موافقتها".
لكن لا يخفي الشليمي أن التوتر القائم بين السعودية وإيران حول الصراع في سوريا قد يكون السبب وراء "حرج" السعودية من إصدار أي موقف.
إسرائيل تفضل طريقا مباشرا
وينقل تقرير يو.بي.اي عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن الأمريكيين يستفيدون من الموقف السعودي في محاولة لثني إسرائيل عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بشكل أحادي. وتقول المصادر إن السعودية المجهزة بطائرات حربية أمريكية الصنع كان يمكن أن تسمح بعبور المقاتلات الإسرائيلية لأجواء المملكة في حال تم ذلك في إطار عملية عسكرية مشتركة مع واشنطن.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في وقت سابق أن إسرائيل تفضل استخدام طريق مباشر، يمر فوق الأردن والعراق.
وبينما لا أحد يعرف ما إذا كان الأردن سيسمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجاله الجوي، نقل تقرير يو.بي.اي عن محللين أجانب أن الأردنيين سيغضون الطرف، بينما رأى آخرون أن عمان قد تعتبر ذلك بمثابة انتهاك لاتفاق السلام مع إسرائيل. ولهذا فالطريقان الآخران المتاحان، هما واحد يمر فوق تركيا وسوريا، والآخر يمر فوق البحر الأحمر لكن مسافته اطول.
وكانت نيويورك تايمز نقلت عن محللين عسكريين مقربين من البنتاجون ومسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية في فبراير الماضي، أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية لوقف البرنامج النووي الإيراني ستكون عملية ضخمة ومعقدة مختلفة عن الضربات الإسرائيلية "الجراحية المحددة" لاستئصال المفاعل النووي في سوريا عام 2007 او مفاعل تموز العراقي في عام 1981.
وبحسب اندرو ر. هوين، المسؤول السابق في البنتاجون الذي يترأس حاليا مشروع القوات الجوية في مؤسسة "راند" والمختص بإجراء الدراسات لصالح القوات الجوية الأمريكية، فقد صرح لنيويورك تايمز أن أحدا لن يقول "ستتم العملية بهذه الطريقة، سرب من الطائرات ستحلق ليلا، تضرب وتغادر".
خيار أذربيجان
وفي شهر مارس الماضي ذكر تقرير أن المسؤولين العسكريين الاسرائيليين يبحثون جديا في الحصول على حق استخدام القواعد العسكرية في أذربيجان ذات الموقع الاستراتيجي المناسب لمهاجمة إيران.
وتحدث التقرير عن توسيع نطاق التعاون بين إسرائيل وهذه الجمهورية القوقازية المحاذية لإيران، مع توفر معلومات حول إنجاز صفقة تسلح بين إسرائيل وأذربيجان في فبراير بقيمة 1.6 بليون دولار، شملت تزويد باكو بطائرات من دون طيار وصواريخ مضادة للطائرات.
لكن حكومة باكو نفت بشدة مضمون هذا التقرير، حيث قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاذربيجانية: "لن تتم أية عملية ضد إيران.. انطلاقا من أراضي اذربيجان".
واتهم المتحدث الاذربيجاني "المنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية الدائرة في فلكها برفع نسبة التوتر عمدا" بين إيران واذربيجان.
أما في المقلب الآخر، فيبدو أن إسرائيل غير مكترثة بالموقف السعودي مع تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي ايهود باراك أن ذلك "لن يؤثر في المخططات الإسرائيلية".
العربية نت