السلام عليكم
اخواني الاعزاء نشاهد كثيرا من الاخبار عن صناعة اسلحة وعن اختراعات ومعلومات قد تناقض المنطق او العقل ففينا من يصدقها ومنا من يعارضها او يرفضها وقد تكون واقعا حقيقيا وقد تكون حربا نفسية لغرس بذرة الخوف والخنوع في نفس العدو .
والحرب النفسية سلاح لا تحده حدود فهو يؤثر على الشعب قبل العسكر ولا يحده زمن فاثاره قد تبقى لاجيال واجيال ولا يقتل الا جماعات جماعات و له القدرة على تغيير مجريات الحرب او الصراع جذريا وفي وقت اسرع من استعمال السلاح مهما كان متطورا .
لذى سنحاول في هذا الموضوع الالمام بالحرب النفسية تعريفا وتاريخا وتاثيرا وتطبيقا :
تعريف الحرب النفسية:
يمكن تعريف الحرب النفسية بأنها الأستعمال المخطط للدعاية ومختلف الأساليب النفسية للتأثير على أراء و مشاعر وسلوكيات العدو بطريقة تسهل الوصول للأهداف والحرب النفسية متأصلة في جزور التاريخ الانساني فحقيقة لا نعلم من هو أول من عرفها ولكن يمكن أن نجد أمثلة كثيرة لها في تاريخ الجنس البشري.
يمتاز السلاح النفسي عن غيره من الأسلحة التقليدية كون إجراءاته متعددة ومتغيرة تتلون باستمرار تبعا للظروف، والمواقف، كذلك يتوجه إلى أهداف ليست معلنة واتجاهاته على وجه العموم غير مباشرة. وسلاح بهذه الخصائص يكتسب قوة التأثير غير المباشرة دون مقاومة المستهدفين أو ممانعة من قبل المجاورين في المنطقة .
السلاح النفسي الذي لا يتوقف تأثيره عند حالة معينة يمتاز بالاستمرارية وبسهولة التكرار والمرونة فـي اختيار الوقت والوسيلة، والمناورة بالجهد المتيسر، وهي مبادئ توفر له فرصاً جيدة لإدامة زخم التأثير بدرجات أشد وفترات زمنية أطول.
والحرب النفسية عمل لا يتعلق إنجازه بالمؤسسة العسكرية فقط، لأن استخدام الجيش أو القوة العسكرية كان وما زال بيد الساسة بقصد فرض الإرادات وخلق القناعات " لصالح المنتصر " أو تحوير أخرى بالاتجاه الذي يريده المنتصر، وبالتالي أصبح الجيش وفعله أثناء الحرب وقبلها أو بعدها إحدى أدوات الحرب النفسية. وهو كذلك لا يقتصر فعله على الدبلوماسية فقط، في ممارسة الضغط والعزل وقطع العلاقات، ولا على الاقتصاد والتجارة وعمليات التجسس والاستخبارات فحسب، بل على كل جهد مدني أو عسكري الطابع، أو اقتصادي أو اجتماعي أو معلوماتي يمكن استثماره في تحليل وإدارة الصراع :
آ) فإن كان أحد الأطراف في أحد كفتي الصراع على سبيل المثال يمتلك القدرة العسكرية الجيدة فقد يستخدمها أو يلوح باستخدامها ضد خصمه لخلق قناعات أو قبول واقع جديد، والقناعة والقبول مسألة نفسية.
ب) وإن كان الاقتصاد هو الأقوى في جعبته فإنه سيلجأ إلى استخدامه على شكل عقود خاصة، ومنع تصدير وحصار وغيرها لتكوين تصورات وأفكار، والأفكار والتصورات مسألة نفسية.
ج) وإن امتلك وسائل الاتصال وتقنية المعلومات، فسيبادر إلى استخدامها للتأثير في تكوين الاتجاهات والميول والرغبات، وهذه هي الأخرى معالم نفسية.
وعموما فإن الحرب النفسية عمل شامل يتم تحقيقه بأساليب متعددة متنوعة من بينها :
آ - المباشرة:
أولا: النشاط الدبلوماسي: اتفاقيات، أحلاف، تدخل في شؤون الآخرين، تكتلات،عزل.. الخ
ثانيا: العمل العسكري: الهجمات الشاملة، الضربات الإجهاضية، مناوشات حدودية، استعراضات عسكرية، قصف أهداف استراتيجية، احتلال مناطق حيوية، أو التهديد به ـ أي العمل العسكري.
ثالثا: الجهود الاقتصادية: حصار، مقاطعة، تضخم، إلغاء اتفاقيات، تزوير عملة، قروض، مساعدات، خطابات ضمان … الخ.
ب- غير المباشرة ( النفسية ):
السرية منها والعلنية، التي تشمل:
أولا: الأنشطة الإعلامية لأغراض التحوير الفكري والخرق القيمي وتغيير الميول والاتجاهات.
ثانيا: العمليات الاستخبارية للتسميم السياسي والتعزيز المعلوماتي، وإثارة المخاوف والفتن والاضطرابات.
ثالثا: استعراض القوة وشراء الذمم والتآمر والتجهيل والتخريب النفسي والقيمي، والتلاعب بالآمال والطموحات واستغلال المشاعر الإنسانية وغيرها.
الحرب النفسية هي استخدام علم النفس بصفة عامة وعلم النفس العسكري بصفة خاصة لإحراز النصر. وتعتبر الحرب النفسية أضمن سلاح تستخدمه الدول في الحرب الحديثة لأنها تقوم بالدور الفعال في قتل إرادة وتحطيم معنويات العدو والحصول على استسلامه.
أمثلة من الحرب النفسية :
1. ففي مصر القديمة استخدم الحيلة والخديعة والمفاجأة في حروبه خاصة عند فتح يافا في فلسطين .
2. وفي الصين القديمة استخدم السحر و العرافون والعسكريون.
3. وفي اليونان القديمة استخدم السب والشتائم والتشهير السياسي لتأثير على الروح المعنوية للعدو
4. واستخدم المغول الجاسوسية وأجاد التتار الحرب النفسية وكانوا أساتذة فيها. والقراصنة أيضا استخدموا الحرب النفسية البحرية .
5. وفي الحرب العالمية الأولى تحولت الحر النفسية من وسيلة عرضية إلى أداة عسكرية رئيسية. وقيل أن الحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب . وبين الحربين قام الانجليز والألمان والروس والأمريكان بجهود كبيرة في ميدان الحرب النفسية. وفي الحرب العالمية الثانية استخدمت الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام. وبعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن أصبحت الحرب النفسية مستمرة لا هي حرب فعلية ولا هي سلام حقيقي. أنها الحرب الباردة تقتل من بعيد وببطء