تل الذخيرة : حرب الماضي وسلام الحاضر
شهدت العلاقات العربية الإسرائيلية حدثا تاريخيا الأسبوع الماضي. على الرغم من بساطة هذا الحدث وبعده عن أضواء الإعلام تمكن من التأثير على كل من حضره حتى ذرف الدموع2012 / 07 / 03
أنباء موسكو"
تمثل هذا الحدث بقيام قدامى الحرب الأردنيين والإسرائيليين بزيارة مناطق القتال الذي كان دار بينهما قبل 45 سنة، حيث ألقوا التحية على بعضهم البعض وألقوا كلمات تكريم لزملائهم الذين قتلوا.
أنباء موسكو"
تمثل هذا الحدث بقيام قدامى الحرب الأردنيين والإسرائيليين بزيارة مناطق القتال الذي كان دار بينهما قبل 45 سنة، حيث ألقوا التحية على بعضهم البعض وألقوا كلمات تكريم لزملائهم الذين قتلوا.
وفي مقالة خصصتها صحيفة "هآرتس"
لهذا الحدث أعادت إلى الأذهان محطات من التاريخ: في اليوم الثاني من حرب العام 1967 سيطرت قوات المظلات الإسرائيلية على موقعة "تل الذخيرة" في القدس التي كانت بأيدي المشاة الأردنيين.
وبعد أربع ساعات من القتال العنيف الذي أودى بحياة 36 جنديا إسرائيليا و71 جنديا أردنيا فضلا عن إصابة العشرات بجروح من الجانبين تمت السيطرة على الموقعة.
أمام شجاعة الجنود الأردنيين ومثابرتهم في الدفاع عن الموقعة حتى آخر جندي
ارتجل الإسرائيليون جملة رثاء صغيرة وضعت على رأس بندقية أردنية وتقول:
الجيش الإسرائيلي: دفن في هذا المكان
17 جنديا أردنيا شجاعا. 7 تموز/يوليو 1967. ومنذ ذلك الحين أصبحت معركة "تل الذخيرة" إحدى المحطات الشهيرة في الحروب التي خاضتها إسرائيل.
وبعد 45 عاما، أي في الشهر الجاري زار جنود أردنيون شاركوا في هذه الحرب أرض المعركة إلى جانب "أعدائهم السابقين".
وشملت هذه الزيارة التي تستمر لمدة يومين برعاية فريدريخ إيبرت ستيفتونغ وتنظمها مؤسسة التعاون الاقتصادي الإسرائيلية ومركز السلام والتنمية في عمان
لقاءات بين قادة سابقين إسرائيليين وأردنيين ورحلة مشتركة إلى مواقع القتال تنتهي بمراسم ذكرى معركة موقعة "تل الذخيرة".
ويقول عساف دافيد، كاتب المقالة
إنه رافق المجموعة طوال اليوم الأول للزيارة مشيرا إلى أن المشهد كان أكثر من رائع.
وقال:" نرى محاربين قاتلوا في السابق يجلسون اليوم في دائرة ويروون ذكريات عن القتال".
وأضاف ان ضابطا أردنيا كان قد انضم إلى الجيش بعد أن قتل والده في حرب 1956 أصيب بدهشة خلال هذا اللقاء الذي كشف له أن الضابط الإسرائيلي الجالس أمامه كان هو من قاد الوحدة الإسرائيلية في اشتباك قتل أبوه فيه.
وفي أجواء من المزاح طالب الجنود الأردنيون بعملية ثأر أو مصالحة قبلية بين العائلتين.
وتبادل الجنود من الجانبين لحظات من هذه المعركة ومحطات في حين قرأ الشاعر الإسرائيلي حاييم غوري، وكان قائدا عسكريا عام 1967، أشعاره على الحضور وأكثرها شهرة قصيدة "ها هي أجسادنا جثيمة".
من الجانب الآخر قام قائد اللواء الأردني بقراءة أسماء الجنود الذين سقطوا في المعركة تلاه القائد الإسرائيلي الذي بدوره قرأ على الجميع أسماء الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في موقعة "تل الذخيرة".
هذا الحدث هو أول ذكرى مشتركة بين الإسرائيليين والعرب.
في هذه الذكرى سلم الإسرائيليون الجنود الأردنيين صورة عن جملة الرثاء التي كتبوها عام 1967 وانتهت المراسم إلا أن المظليين الإسرائيليين أصروا على أن يقوم كاتب المقالة بترجمة جملة أخيرة رغبوا بنقلها إلى الأردنيين:" كنا في الواقع أسودا
إلا أنكم كنتم نمورا".
http://anbamoscow.com/aworld/20120703/375841250.html
وفي لحظة النهاية وقف مظلي إسرائيلي وجها لوجه أمام قائد الوحدة الأردنية وعرف كل منهما أنهما التقيا منذ 45 عاما في هذا المكان وتقاتلا بالسلاح الأبيض، في هذه اللحظة قال القائد الأردني:" وحدهم من يقاتلون بعضهم في هذا الشكل قادرون على فهم معنى السلام".