الجزء الاول : القوات المدرعة الاسرائيلية:
اعتقد العديد من الاسرائيليون ان الاستخدام الثقيل للدبابات ضد العرب فى اى حرب مقبلة سيحقق نفس نجاح حرب يونيو 1967 وخلال الفترة الاخيرة قبل بداية حرب اكتوبر قرر كلا من رئيس اركان الجيش الاسرائيلى (دافيد اليعازر) الذى كان من قبل قائد سلاح المدرعات الاسرائيلى حتى فترة من منتصف الستينات ومعه نائب رئيس الاركان الجنرال (اسرائيل تال) الذى تولى بدوره قيادة سلاح المدرعات الاسرائيلى خلف ل(دافيد اليعازر) ويعتبر الاب الروحى لدبابة الاسرائيلية ( ماركافا) وهى كلمة عبرية تعنى (عربة الرب) قررا ان الاعتمادات المالية لتسليح الجيش الاسرائيلى ستخصص اولويات انفاقها لسلاح الطيران اولا والمدرعات ثانيا اما ما سيتبقى فيتم توزيعه على باقى الافرع والاسلحة.
اعتقد العديد من الاسرائيليون ان الاستخدام الثقيل للدبابات ضد العرب فى اى حرب مقبلة سيحقق نفس نجاح حرب يونيو 1967 وخلال الفترة الاخيرة قبل بداية حرب اكتوبر قرر كلا من رئيس اركان الجيش الاسرائيلى (دافيد اليعازر) الذى كان من قبل قائد سلاح المدرعات الاسرائيلى حتى فترة من منتصف الستينات ومعه نائب رئيس الاركان الجنرال (اسرائيل تال) الذى تولى بدوره قيادة سلاح المدرعات الاسرائيلى خلف ل(دافيد اليعازر) ويعتبر الاب الروحى لدبابة الاسرائيلية ( ماركافا) وهى كلمة عبرية تعنى (عربة الرب) قررا ان الاعتمادات المالية لتسليح الجيش الاسرائيلى ستخصص اولويات انفاقها لسلاح الطيران اولا والمدرعات ثانيا اما ما سيتبقى فيتم توزيعه على باقى الافرع والاسلحة.
الجنرال ادان يشرح خطته للدفاع عن سيناء امام جولدا مائير وموشي ديان
كان الجنرال الاسرائيلى (افراهام ادان ) او (برين) كما يلقب قائد سلاح المدرعات الاسرائيلى حتى قبل انلاع حرب اكتوبر بفترة قصيرة وعند بداية الحرب تم استدعائه من تقاعده ليقود الفرقة المدرعة الاسرائلية المسئولة عن المحور الشمالى بشمال (سيناء) والذى نال هزيمة كبيرة يوم الاثنين الثامن من اكتوبر عام1973 وكان الكولونيل (عساف ياجورى) اشهر اسير مصرى بالجبهة المصرية للحرب قائدا لاحدى كتائب فرقة الجنرال (ادان)
(( ولم يكن (عساف) قائدا للواء مدرع كما هو شائع ولكن تم اطلاق وصف لواء على القوة التى كان يقودها وبحسب تعليل الفريق (كمال حسن على ) مدير سلاح المدرعات المصرى خلال اكتوبر نظرا للعدد الكبير من الدبابات والعربات المجنزرة والمدافع ذاتية الحركة المثبتة فوق شاسيهات مركبات مدرعة هى الاخرى حيث فاق عدد القطع المدرعة بتلك الكتيبة ماهو مألوف غالبا فى تعداد الكتائب المدرعة)).
http://group73historians.com/wp-content/uploads/2012/03/10.jpg[/IMG
[FONT="Comic Sans MS"][SIZE="5"][COLOR="DarkRed"][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR="DarkRed"][SIZE="5"][FONT="Comic Sans MS"][B] والجنرال (ادان) بالمناسبة هو من تم هزيمة قواته خلال اربع محاولات فاشلة لاقتحام مدينة (السويس)
الا ان هذا لايعنى ان الرجل سجله غير حافل بالانتصارات فقد دمر اللواء المدرع المصرى المستقل (25) او بمعنى ادق قوة كبيرة منه (65) دبابة
ودمر القوة الضاربة للواء المدرع المصرى التابع للفرقة الثالثة مشاة ميكانيكية المصرية وهى فرقة من الاحتياطى الاستراتيجى للقوات المسلحة المصرية حيث خسر اللواء المصري )(60 ) دبابة.
وخلال الفترة التى سبقت تقاعده كان الجنرال (ادان) يقوم بنشر ناقلات الجنود الامريكية (M 113) بوحدات المشاة الميكانيكية والمظلات الاسرائيلية كبديل للعربات نصف المجنزرة المتقادمة (M3) كذلك قام (ادان) بتطوير وتحديث المشاة الميكانيكية حيث تشكل هذه المشاة بالاضافة الى المدفعية الذاتية الحركة المحمولة بدورها فوق شاسيهات دبابات او مركبات مدرعة و يشكل المشاة الميكانيكية والمدافع ذاتية الحركة جزءا من الفرق المدرعة الاسرائيلية .
[/B][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[IMG]http://group73historians.com/wp-content/uploads/2012/03/845965586.jpg
تعليق : يتضح لنا ان الاسرائيليون حرصوا على جعل قواتهم الية مدرعة حيث يتوفر لمثل هذه القوة المزايا التالية الخفة وسرعة الحركة والقدرة على المناورة وهو ما يناسب العقيدة العسكرية الاسرائيلية فى الحرب السريعة الخاطفة سواء كانت هذه الحرب تحركاتها دفاعية او هجومية ، مع توفير الوقاية حيث توفر هذه الدروع الوقاية لاطقمها من جنود المدرعات او الجنود المحمولة فوق ناقلات الجند المصفحة واطقم المدفعية ذاتية الحركة، و اخيرا تمتع هذه القوة بنيران قاتلة ومؤثرة غزيرة وكثيفة.
وكما نرى فقد كان الجنرال(ادان) حريصا فى ما ابتكره من تجديدات وتطويرات على المشاة الميكانيكية الاسرائيلية ان يجعلها تتأزر خلال المعارك مع الدبابات ليخوضا معا بالاشتراك مع المدفعية ذاتية الحركة معركة اسلحة مشتركة سريعة وحاسمة للنيل من قوة العدو.
ولكن ماذا عن تعداد سلاح الدبابات الاسرائيلى عند بداية القتال ؟
من يقرأ تعداد اى سلاح مدرع قاتل فى معارك دبابات الشرق الاوسط سيجد اختلافات من تقدير الى اخر ولكن حسب ماهو متوافر فى احصاء حديث الى حد ما صدر عام 2005 تكون هذا
السلاح من (2209) دبابة دفعة واحدة (2138) منهم فى حالة صلاحية قتالية للدخول فى عمليات حربية وتوزعت الدبابات على الطرز التالية:
1- دبابات (سانتوريان/CENTURION ) المعدلة والمزودة بمدفع عيار) 105 mm) ومحرك ديزل ويطلق عليها الاسرائليون (شوت كال) اى (السوط) عدد (709) من هذا النوع.
2- (سانتوريان/CENTURION ) غير معدلة عدد (314).
وكما نرى فقد كان الجنرال(ادان) حريصا فى ما ابتكره من تجديدات وتطويرات على المشاة الميكانيكية الاسرائيلية ان يجعلها تتأزر خلال المعارك مع الدبابات ليخوضا معا بالاشتراك مع المدفعية ذاتية الحركة معركة اسلحة مشتركة سريعة وحاسمة للنيل من قوة العدو.
ولكن ماذا عن تعداد سلاح الدبابات الاسرائيلى عند بداية القتال ؟
من يقرأ تعداد اى سلاح مدرع قاتل فى معارك دبابات الشرق الاوسط سيجد اختلافات من تقدير الى اخر ولكن حسب ماهو متوافر فى احصاء حديث الى حد ما صدر عام 2005 تكون هذا
السلاح من (2209) دبابة دفعة واحدة (2138) منهم فى حالة صلاحية قتالية للدخول فى عمليات حربية وتوزعت الدبابات على الطرز التالية:
1- دبابات (سانتوريان/CENTURION ) المعدلة والمزودة بمدفع عيار) 105 mm) ومحرك ديزل ويطلق عليها الاسرائليون (شوت كال) اى (السوط) عدد (709) من هذا النوع.
2- (سانتوريان/CENTURION ) غير معدلة عدد (314).
3- دبابات (M48) المعدلة والتى يطلق الاسرائيليون عليها (ماجاش S/3) اى
( الصادمة الضاربة ) والمزودة بمدفع عيار) 105 mm) ومحرك ديزل بعدد
(445).
4- دبابة (M 60 A1) او (ماجاش 6A) بعدد 150 .
5- دبابات سوفيتية الصنع اسرها الاسرائيليون من المصريين والسوريين فى حروب سابقة دبابة طرز (T 54) او (تيران 4) كما يسميها الاسرائيليون و(T 55) او (تيران 5) كما يطلقون عليها بعدد 146 دبابة وقد زودت هذه الدبابات بمدافع رشاشة طراز ( براوننج) وتم تعديل مدفعيتها لتصبح عيار(105 mm).
6- دبابات (شرمان/sherman) بطرازيها المعدلين اسرائيليا والذين يطلق عليهما تمييزا لهما عن باقى نسخ دبابات (شرمان) الاخرى الغير المعدلة (M 50) و (M51) وكلا التعديلين مزود بالمدفع عيار عيار (75MM) الفرنسى وهو مدفع خفيف الوزن او المدفع (105 MM) وعدد الطرازين معا (374) دبابة.
I الدبابة (تيران او الدبابة الاسرائيلية 1967Tank Israeli 1967/ اوTI -67:
قبل ان نتواصل مع باقى البحث على هنا ان اشير الى الدبابة السوفيتية (T/54) و طرازها المعدل (T/55) اللتين استخدمتهما الجيوش العربية خلال حرب 1967 واسر الاسرائيليون ودمروا عدد كبير منها فقد فكر الاسرائيليون فى استغلال وجود دبابات سليمة بين ايديهم لم تكلفهم شيئا للحصول عليها ولن تكلفهم الا ما سيتطلبه تعديل وتطوير هذه الدبابات لتتلائم مع المواصفات التى يحرص الاسرائيليون على وجودها بدروعهم والتى تضمن لهم التفوق النوعى على دبابات اعدائهم العرب .
خسرت (مصر) عام 1967 عدد 291 دبابة (T/54)، و عدد 82 دبابة (T/55) حيث دمر عدد كبير من هذه الدبابات واسر عدد اخر البعض منه سليم تماما والبعض الاخر بحاجة الى اصلاح وقرر الجيش الاسرائيلى ادخال هذه الدبابات فى خدمته ليعزز من قوته ويعوض خسائره
ملحوظة مهمة للغاية : على الرغم من التفوق الجوى الاسرائيلى المدمر عام 1967 والفوضى العربية فى القتال الا ان سلاح المدرعات الاسرائيلى تكبد خسائر فادحة بحق خلال القتال وهو ما يدحض اسطورة تفوق الجيش الاسرائيلى فعلى الرغم من ان كل عناصر النصر صاحبته الا ان خسائره فى بعض الاسلحة وموضوعنا هنا هو سلاح الدبابات كانت ثقيلة الا ان الخسارة توارات مع وهج الانتصار المبهر.
بدأ تطوير هذه الدبابات بإضافة اجهزة لاسلكى موحدة النوع اليها بالاضافة الى الرشاشات الثقيلة مع تعديل لمخازن الدبابة الداخلية واضافة علامات ودهانات اسرائيلية عليها بدلا من تلك الدهانات والعلامات العربية لتمييزها كدبابات صارت تابعة لجيش العدو الاسرائيلي وسميت الدبابات المعدلة بهذه الاضافات (تيران/4) وهى الدبابة السوفيتية (T/54) المعدلة اسرائيليا و(تيران/5) وهى الدبابات (T/55) السوفيتية الاصل التى عدلها الاسرائليون طبقا لما سبق ذكره من تعديلات .
فى عام 1969 بدأ اضافة المزيد من التعديلات الى الدباباتين فقد تم تسليحهما بالمدفع الغربى عيار 105 MM المعروف (M68) والذى كانت (اسرائيل ) تصنعه محليا تحت اسم (شارير) وهى كلمة عبرية تعنى القوى او البأس ، وتم استبدال مدافع الدباباتين الاصليين عيار 100MM بهذا المدفع (M68) وهو بالمناسبة تصنيع امريكى للمدفع البريطانى (L 107 ) وهو المدفع الذى اثار اعجاب دول الغرب لبأسه فتم توحيده على القوات المدرعة لدول حلف شمال الاطلنطى وصنعه الامريكيون تحت اسم (M68) .
واصبحت الدبابة السوفيتية التى تم تزويدها بالمدفع الاسرائيلى (شارير) معروفة ب(TIRAN /4 SHARIR) و(TIRAN/5 SHARIR) .
اما عن تسمية الدبابات السوفيتية المعدلة اسرائيليا ب(تيران) فيقال فى معظم المصادر ان تلك التسمية على اسم مضيق (تيران) بخليج العقبة والذى اتخذت (اسرائيل) مما ادعت انه اغلاق له ذريعة لحربها على (مصر) والتى انتهت بهزيمة الاخيرة فتم تسمية الدبابات على ما يبدو احتفاء بالسبب الذى ادى الى حرب الانتصار الاسرائيلية .
وهنا اود ان اشير وباطمئنان وبعد حوالى نصف قرن من الحرب الى ان (مصر) لم تغلق خليج (العقبة) عام 1967 وان ذلك ان تم فلم يتجاوز فترة الاسبوع على الاكثر اذكر ذلك لاوضح لمن يقولون ان (مصر) هى من قدمت الذريعة لـ(اسرائيل) للهجوم عليها ومن ثم تتحمل هى تبعات هزيمتها لابين ان (مصر) كانت قد نزعت دعوى التحجج من جانب خصومها بأى ذرائع لشن الحرب عليها وبالتالى هى لاتستحق لوما بل واضيف انه ربما لا يعلم البعض ان (مصر) قد قبلت بعودة قوات الامم المتحدة الفاصلة بين (مصر) و(اسرائيل) والتى كانت متمركزة على جانبى الحدود بين البلدين قبلت بعودة هذه القوات وتمركزها على الجانب الاسرائيلى من الحدود الا ان (اسرائيل) هى التى رفضت وارجو من القراء الى ان يعودوا الى الحوار الذى قام به الاصدقاء هنا على موقع المجموعة 73 مؤرخين مع اللواء (عبد المنعم خليل) الذى قاد القوات التى كلفت بإغلاق مضيق (العقبة) لنرى انه من الناحية العلمية التقنية التسليحية لم يكن ما لدى هذه القوات اى سلاح ضارب فعال لتنفيذ هكذا مهما الا اذا اعتبرنا المدفعين البدائيين الذين سلحت بهما هذه القوة اسلحة فعالة.
هناك رأى اخر لهذه التسمية يذكره الكاتب الغربى (SIMON DUNSTAN) فى كتابه (السنتوريون ضد ال”T /55″) وهو كتاب عن القتال بين الدباباتين المستخدمة اسرائيليا ” سنتوريون”و “التى /55) المستخدمة سوريا وذلك خلال حرب 1973 فيقول ان لفظ (تيران) الذى اطلقه الاسرائيليون على الدبابات التى اسروها وعدلوها يعنى ” الدكتاتور”.
على ان كل المصادر بما فيها الاسرائيلية تجمع على ان تسمية الدبابات ب(تيران) يعود الى مضائق (تيران ) كما سبقت الاشارة اعلاه ويبدو رأى (سيمون دنستين) متفردا عن باقى المصادر
وبالمناسبة فالرجل له كتابين منفصلين اخرين عن حرب اكتوبر احدهما عن القتال ب(الجولان) والثانى ب(سيناء) موجودين في قسم المراجع الاجنبيه بالموقع للتحميل مجانا لمن يريد الاطلاع عليهم .
والعديد من المعلومات بهذين الكتابين مما يمكن وصفه بالدعارة التأريخية بكل تأكيد فى تبنى وجهة النظر الاسرائيلية بل والمزايدة بذكر اكاذيب لا يمكن حتى لاكبر مغالط تاريخى اسرائيلى متعصب ان يديعها مثل قوله ان القوات الجوية الاسرائيلية (حيال هافير) فقد خلال القتال الجوى مع الطيارين العرب خمسة طائرات فقط.
ويبدو انه فى حالة سكر ليس من المفترض ان يصاب بها اى مؤرخ فلا يعرف ان الطيران الصهيونى فقد على الجبهة المصرية خلال معركة 14 اكتوبر 1973 الشهيرة فوق مدينة (المنصورة) المصرية 17 طائرة وان هذه لم تكن هى المعركة الجوية الوحيدة بالحرب التى يخسر فيها الاسرائليين طائرات جتى ان كان عدد ماخسروه اقل من خصومهم.
ولكنه يبالغ اكثر من الاسرائيليين انفسهم الذين لا ينكروا مثلا معركة (المنصورة) وخسائرها الا انهم يغضون الطرف عن ذكرها عمدا لانها تحمل بصمة تفوق حضارى قبل ان يكون عسكرى للطيار العربى امام الطيران الاسرائيلى الذى وصف يوما بأنه سلاح طيران يحكم دولة .. دولة (اسرائيل).
هناك اسم اخر لدبابات (تيران) هو(TI/67) البعض يقرأ او يترجم الاسم او الرمز السابق خطأ فيقول (تى 67) بينما النطق السليم (تى اى 1967) هذا الاسم تطلقه المؤسسات العسكرية الغربية او بعض دولها على تلك الدبابات وهو اختصار ل(ISRAELI TANK 1967) الدبابة الاسرائيلية 1967 هذا الاسم الكامل توارى واصبح الرمز ( TI/67) هو المستخدم فى الاشارة الى الدبابات السوفيتية المعدلة اسرائيليا وصار هذا الرمز شائعا كاسم يطلق على هذه الدبابات حتى من قبل الاسرائليون انفسهم ويعتبره بعضهم اسم تدليل لهذه الدروع.
على ان الاسرائيليون او بمعنى ادق ضباط سلاح المدرعات والجيش الاسرائيلى لم يكونوا يحبون هذه الدبابات بسبب ضيق كابينة القيادة من الداخل مما يؤدى الى عدم راحة الطاقم كما ان هذه الدبابات تتشابه مع الدبابات التى يمتلكها اعدائهم بحكم انها فى الاصل تطوير لما تم غنيمته من نفس طراز دبابات الاعداء مما قد يؤدى الى مشاكل فى تمييز العدو من الصديق على الرغم من سعى الاسرائيليون لجعل هذه الدبابات تبدو اسرائيلية قدر الامكان ومن الجدير بالذكر ان بعض هذه الدبابات قاتلت ضد القوات الاسرائيلية فى (سيناء) عام 1973 .
وقام الاسرائليون باضافة ما يعرف بصناديق او سلال التخزين على اجناب ابراح هذه الدبابات وفوق مؤخرات ظهرها “صناديق التخزين عبارة عن صندوف اشبه بالسلة الكبيرة يوضع فوق جسم الدبابة الخارجى وتوضه به ادوات ومهمات او اى شىء قد يستخدمه طاقم الدبابة”.
كما ان مشكلة كبيرة قد ظهرت عند تسليح هذه الدبابات بالمدفع 105 MM لزيادة قدرتها التدميرية فالمدفع المتوائم اصلا للعمل مع الدبابات الغربية يتم تلقيمه بالقذائف حسب تصميم هذه الدبابات الغربية من الجانب الايسر حيث يتواجد مكان المدفعجى بالدبابات الغربية اما الدبابات السوفيتية فيتم تلقيم مدافعها من الجانب الايمن للدبابة من الداخل حيث يوجد مكان المدفعجى
مما اضطر الاسرائليون لتعديل المدفع ونظام تعميره ليتوافق مع تصميم الدبابات السوفيتية التى اسروها ورغم صعوبة ذلك فعلوها .
والاستخدام القتالى الاشهر لهذه الدبابات كان خلال نفس العام الذى بدأ فيه التعديل الواسع النطاق لها اة عام 1969 حيث شن بها الاسرائليون هجومابرمائيا عنيفا عبر خليج(السويس) فى منطقة (الزعفرانة) فى عملية عنيفة تم تصويرها واذاعتها عبر وسائل الاعلام الدولية وحملت اسما دعائيا يتوافق مع طبيعتها العنيفة المزلزلة هو (غزو مصر) او العملية (رافيف/RAVIV) وهى كلمة عبرية تعنى “المبهر او المدهش” و هناك مقال منفصل لاحداث هذه العملية منشور في الموقع منذ فتره تحت اسم عمليه غزو مصر بخرائط اسرائيليه وشهادات مصريه واسرائيليه من إعداد المجموعه 73 مؤرخين .
كان الجيش الاسرائيليى فى الفترة من عام (1973-1967) ينظر اليه على انه جيش من الدبابات. وبينما كان سلاح الطيران الاسرائيلى يعانى من مشاكل من شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات فى الفترة الاخيرة من حرب الاستنزاف مما هز صورته ولو قليلا فإن القوات المدرعة الاسرائيلية احد شركاء الانتصار فى حرب (1967) لم تهتز صورتها المنتصرة منذ تلك الحرب لعدم تورطها فى معارك تسبب لها اى تحديات مثلما حدث للسلاح الجوى الاسرائيلى.
لذا كانت الفترة حتى حرب اكتوبر خالية من اى تجارب لاستخلاص الدروس منها .
وعند بداية حرب اكتوبر كانت قيادة القوات الاسرائيلية ب(سيناء) برئاسة ضابط قدير فى حروب الدبابات هو الجنرال (البرت ماندلر) والذى كان يستعد قبل الحرب لشغل منصب قائد سلاح الدبابات الاسرائيلى خلفا للجنرال (افراهام ادان) الذى تقاعد واصبح جنرال احتياط تم استدعائه بعد اندلاع الحرب لقيادة الفرقة المدرعة الاسرائيلية بالقطاع الشمالى من (سيناء الشمالية)
وعام 1974 عين لبعض الوقت قائدا لقيادة للجبهة الجنوبية الاسرائيلية ((وهى القيادة المسئولة عن حماية جنوب (اسرائيل) وكافة الاراضة العربية المحتلة المجاورة لهذا الجنوب ” قطاع غزة/سيناء))
اما الجنرال (ماندلر) فلم يشغل اى منصب فبعد اندلاع الحرب قتله المصريون بعد ان حددوا موقعه لتفقد (اسرائيل ) واحدا من ابرع قادتها ” سيكون لمصرعه ان شاء (الله) مقال منفصل والذى له اكثر من رواية مما يعزز القول ان للنصر الف اب ” المهم انه مات مدحورا وشغل موقعا دائم فى الجحيم بالطبع.
تستمر الخدمة الالزامية للمجندين بسلاح الدبابات الصهيونى لمدة حوالى العامين ويستمر الطاقم المتكامل لكل دبابة فى العمل معا سواء خلال مدة الخدمة الالزامية او عقب انتهائها ودخولهم على قوة وحدات الاحتياط حيث يتم تخصيص هؤلاء المجندين المحترفين لتلك الوحدات ويتم تدريب المجندين الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ضباط احتياط تدريبا خاصا اضافيا يستمر لمدة عام تقريبا ليلحقوا بزملائهم الاخرين ممن تم تخصيصهم لوحدات الاحتياط المدرعة كجنود عادييين ولكن كقادة فصائل دبابات.
وعلى الرغم من ان التدريبات خلال فترة الاحتياط لا يكون كافيا او كفؤا الا ان الاسرائيليون يهتمون بمهارة اطلاق النار والتصويب على الاهداف لاطقم مدرعاتهم ولايسمحوا لها بالركود او الضمور لانها مهارة لاغنى عنها ابدا كما اعتبروها.
برجاء الرجوع الى مسلسل (المرتفعات المحطمة) الذى اقوم بترجمته عن مقال للصحفى الاسرائيلى اليهودى (أبراهام رابينوفيتش) والذى تناولنا فى حلقاته المنشورة بالموقع 73 مؤرخين ضعف عملية تعبئة الاحتياطى المدرع الاسرائيلى ومثال ذلك اللواء المدرع الذى كان يقوده الكولونيل (اورى اور) وهو لواء مدرع مخصص للقتال على جبهة (الجولان( ورأينا خلال هذه الحلقات كيف وقف (اورى) حائرا وهو يعمل على تكوين طاقم متكامل لكل دبابة وهذا مثال عملى يناقض ما ذكره كل من (لون نوردينLON NORDEEN ودافيد اسبىDAVID ISBY)
عن وجود طاقم متكامل المهارات يعمل مع بعضه طول فترة الخدمة الالزامية وطول فترة الاحتياط التالية سواء خلال مناورات الاحتياط السنوية او فى حالة اندلاع حرب مما يعنى ان الاسرائيليين كانوا قد وصلوا الى مرحلة مهترئة فى مجال تعبئة واعدادالقوات الاحتياطية فكما نرى للواء (اور) فأطقم دبابات لوائه بدلا من ان ينطلقوا فور استدعائهم كل الى دباباته التى يعرف رقمها باللواء مع طاقم من الزملاء المفترض انه عمل معهم خلال فترة الخدمة الزامية وخلال فترة الاحتياط خلال تدريباتها السنوية مما يشحذ مهارتم ويختصر الوقت عند اندلاع الحرب وييسر عملية التعبئة وسرعة الانطلاق للجبهة حيث يعرف الكل بعضه ويعرف دبابته ويعرف دوره بكل دبابة اما ما حدث فعليا لجيش يدعى الكفاءة خلال بداية حرب اكتوبر او حرب يوم كيبور كما يسميها الاسرائيليون فقد كان مهزلة فـ (اور) كان عليه ان يجهز طاقم متكامل لكل دبابة فى عملية دمج قسرى مما يعنى ان هؤلاء الجنود لم يعملوا مع بعضهم من قبل خلال اى فترة (الزامية/او احتياط) كما من المفترض ان يحدث داخل اى جيش عصرى ولن يدهشنى فى الواقع لو ثبت ان الجيش الاسرائيلى لم يستدع وحدات احتياطه للقيام بأى تدريبات خلال فترة حالة الللاسلم واللاحرب بين اعوام 1973/1970 والهدوء على كل الجهات اعتقاد منه بضعف كفاءة الجيوش العربية وايا كان الامر فاهتراء الاحترافية واضح.
مصدرى الثانى الذى اعتمدت عليه فى شرح عملية اعداد المنتسبين الجدد لسلاح الدبابات الاسرائيلى فهو كتاب (قوات الدفاع الاسرائيلية منذ عام 1973) للكاتبان ) Samuel M. Katz, Ron Volstad سامويل ام.كاتز/ رون فول ستاد) ويتشابه تقريبا ما كتبوه مع ما كتبه (لون نوردينLON NORDEEN ودافيد اسبىDAVID ISBY) والمشار اليه فى السطور اعلاه
فيذكران (( ان على الرغم من ان الخدمة بسلاح المدرعات الاسرائيلى هى الزامية وليست تطوعية الا ان العديد من الاسرائيليين يتطوعوا للاتحاق بهذا السلاح ويبدأ التدريب الاولى لفترة شهرين اى ثمانية اسابيع )) .
(لون نوردينLON NORDEEN ودافيد اسبىDAVID ISBY) كما ذكرنا بالسطور اعلاه اشارا الى ان فترة التدريب الاساسى هى احد عشر اسبوعا اى بفارق ثلاثة اسابيع عما ذكره (كاتز) و (فول ستاد) اللذين بحسب كتابهما فاءن فترة الشهرين تتضمن تدريبا صارما على اتقان استخدام اسلحة المشاة وكيفية التعامل بها فى مواقف قتالية محدودة مع الكثير من التمارين والتأهيل البدنى وكما نرى من معلومة هذين الكاتبين يبدو ان الاسرائيليون يريدون ان يعلموا رجالهم كيف يكون لديهم حد ادنى من خبرة قتال جندى المشاة ان اضطرتهم الظروف الى ذلك .
بعد انتهاء فترة التدريب الاساسى يتم تحويل الجنود الغير مؤهلين بدنيا ونفسيا للخدمة بالسلاح المدرع الى وظائف ادارية كالتدريب على العمل كأطقم طبية لسلاح المدرعات او يتم توزيع بعضهم لوحدات المشاة الميكانيكية ويتواصل تدريبهم فى هذا السلاح.
اما المجندين الذين تأهلوا للخدمة بسلاح الدبابات بعد التدريبات الاساسية فيتم ارسالهم الى مدرسة المدرعات ويتم هناك تعليمهم وظائف تشغيل واستخدام الدبابة اى ادوار السائق والمدفعجى الى اخره.
وكل ومهارة من هذه المهارات او الوظائف يتم تدريسها كل على حدة ويضيف الكاتبان ) Samuel M. Katz, Ron Volstad سامويل ام.كاتز/ رون فول ستاد) انه خلال هذه النقطة او هذه المرحلة تحديدا يتم تعليم المتدرب وظيفة واحدة فقط من وظائف طاقم الدبابة الا انهما لايذكران ان كان يتم تجاوز ذلك فى مراحل لاحقة وتعليم الطاقم باقى مهارات ووظائف التحكم بالدبابة الاخرى.
ولى تعليق هنا فأحد المصادر الاجنبية وفى بحث له بكتاب اعتقد انه صدر منذ فترة طويلة اكد ان اطقم الدبابات الاسرائيلية يتم تعليمهم كل وظيفة من وظائف طاقم الدبابة فمثلا السائق يستطيع ان يلعب دور المدفعجى والعكس صحيح ويسرى تبادل الادوار هذا على فرد من افراد طاقم الدبابة الاسرائيلية اما اطقم الدبابات العربية فليس لديهم هكذا تبادل للادوار باستثناء اطقم الدبابات المصريين والاردنيين.
نواصل برنامج التدريب بحسب كتاب (كاتز) و (فول ستاد) فمرحلة التدريبات على اتقان وظائف طاقم الدبابة بمدرسة المدرعات تستمر لشهر كامل يبدأ بعدها توزيعهم على الالوية المدرعة ودباباتها ليتم تدريب طاقم كل دبابة على العمل كفريق متكامل على مستوى الطاقم ثم تدريب هذا الطاقم على العمل كفريق متكامل مع زملائهم من اطقم الدبابات الاخرى على مستوى الفصيلة الى تواصل مراحل التدريب الى المستويات الاعلى حتى انتهاء هذه المرحلة يضع بعدها الجنود المأهلون دبوس لشعار وحدات المدرعات الاسرائيلية كرمز على انهم صاروا اطقم مدرعات كفؤة.
ومع نهاية هذه المرحلة يتم اختيار مجموعة تكون محدودة منهم ليصبحوا قادة طاقم دبابة (حكمدار) وذلك عبر ما يعرف بالعبرية (كورس ماتاكيم) اى كورس او برنامج اعداد المجند ليصبح قائد لطاقم احد الدبابات وبعده باءمكان هذا المجند الذى يكون برتبة صول ان يختار الاستمرار فى كورسات اكثر تقدما ان اختار ليصبح ضابط احتياط يتعلم فيه ان يكون قائدا لفصيلة دبابات
وهذه النقطة الاخيرة تتشابه تقريب مع ما ذكره(لون نوردينLON NORDEEN ودافيد اسبىDAVID ISBY) .
نقطة اخيرة هى اطقم الصيانة للدبابات التى تشكل عنصر تعزيز اضافى لسلاح المدرعات الاسرائيلى وهؤلاء يعملون قريبا او بالخطوط الامامية لو لزم الامر وهؤلاء تابعون لوحدات الصيانة بالجيش الاسرائيلى ويت الحاقهم بسلاح المدرعات .
وتؤكد العديد من المصادر منها عربى كتاب اللواء (جمال حماد) عن حرب اكتوبر على مدى كفاءة هذه الوحدات التى لعبت دورا كبيرا فى اعادة عشرات الدبابات الاسرائيلية الى العمل والقتال خلال حرب اكتوبر بكفاءة تامة.
يجدر الاشارة الى ان المصريون اخبروا المؤرخ الشهير (ادجار اوبالانس) انهم استولوا على بعض الدبابات الاسرائيلية مصابة بشكل بسيط لايتجاوز مجرد تغيير جنزير الا ان اطقمها هجروها بسبب عدم اتقانهم على اداء ابسط انواع الصيانة لدباباتهم واعتمادهم التام على وحدات الصيانة واضاف (اوبالانس) ان المصريون اكدوا له ان ذلك لم يكن ليحدث لهم اذ ان اطقم دروعهم عندها خبرة بصيانة الدبابات وهو ما لايتوافر لنظرائهم الاسرائيليين.
يقول (لون نوردينLON NORDEEN ودافيد اسبىDAVID ISBY) ان دبابات )شرمان) المعدلة اى (سوبر شرمان المعروفة ب M/50 وM51) كان يتم تسليح الوحدات من المشاة الميكانيكية بها وذلك خلال فترة اوائل السبعينات بينما كانت طرز الدبابات الاخرى (تيران)-(شوت كال) و(ماجاش)يتم تزويد الوحدات المدرعة اى وحدات سلاح الدبابات لا المشاة بها .
كانت قوات الجيش الاسرائيلى الاحتياطية تنفذ تدريبات قتالية سنوية وتم تخزين معدات هذه القوات بالقرب من ساحات المعارك المحتملة توفيرل للوقت ولاتمام سرعة الحشد للاحتياط الذى كان يتم تعبئته كاملا فى خلال 72 ساعة على فرض عدم وجود اى عوائق تعيق هذه العملية.