Updated : 13/06/2012 02:00:26 PM
علمت الاندبندنت انه يجري تسليح متمردين سوريين من قبل العربية السعودية والعراق في تطور يهدد باشعال صراع قوة اقليمي مدفوع بالانتفاضة ضد نظام الاسد المستمرة منذ 15 شهرا.
وتلقى مقاتلون من الجيش السوري الحر اسلحة من الدولتين الخليجيتين نقلت الى داخل سوريا عبر تركيا بموافقة ضمنية من مخابرات تلك الدولة وذلك وفقا لدبلوماسي غربي في انقرة. واعاقت ترسانة سلاح قديمة وغير ملائمة اداء الجيش الحر فيما كان باستطاعة النظام ان يعول على اسلحة من روسيا وايران. وادعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس ان موسكو تزود سوريا بمروحيات هجومية." وابلغت مؤتمرا في واشنطن " نحن قلقون من المعلومات الاخيرة التي لدينا بأن مروحيات قتالية في طريقها من روسيا الى سوريا وهو ما سيصعد الصراع بشكل كبير".
ومنذ بداية الانتفاضة هرَب ناشطون معادون للنظام كميات صغيرة من السلاح تم شراؤها من السوق السوداء من اقليم هاتاي التركي الى محافظة ادلب السورية.
لكن منذ ثلاثة اسابيع قال اعضاء من الخليط الرخو للمجموعات التي تشكل الجيش الحر انهم تلقوا شحنات متعددة من السلاح تضم بنادق كلاشينكوف الهجومية ورشاشات بي كيه سي وقذائف صاروخية واسلحة مضادة للدبابات من دول خليجية وان تركيا تساعد في تسليم الاسلحة.
وقال احد اعضاء هذا الجيش يعيش في منطقة الحدود التركية السورية ان "الحومة التركية تساعدنا على التسلح". وزعم ان الاسلحة وصلت اولا الى ميناء تركي على متن سفينة ثم نقلت برا الى الحدود دون تدخل من السلطات التركية.
واوضح مسؤولون سعوديون سابقا انهم يشعرون بأنه يجب تسليح المتمردين كما اعلن الملك السعودي عبدالله ان الحوار "عقيم".
واكد دبلوماسي غربي في انقرة تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان ايصال "اسلحة خفيفة" للمتمردين هو "تطور جديد"تقوم به شاحنات لا تحمل اي علامات وتنقل الاسلحة الى الى مجموعات متمردة على الحدود. وقال" هناك اسلحة تصل بعلم الاتراك". وقام المجلس الوطني السوري وهو المنظمة التي تضم المجموعات المعارضة بفحص الشحنات.
وينظر الى المجلس الوطني على انه فقد كل مشروعيته لدى الناشطين داخل البلاد بعد فشله في توحيد المعارضة المنقسمة على نفسها. لكن مع ذلك اصرت تركيا على ان يقر المجلس المجموعات المحددة التي تتلقى الاسلحة قبل السماح بنقل الاسلحة عبر الحدود.
وقال الدبلوماسي" لن يعترفوا بذلك رسميا" لكن المجلس الوطني" ازلامهم" في اشارة للمخابرات التركية. وتتم عملية الفحص بغرض منع السلاح من الوقوع في ايدي متشددين اسلاميين . لكن الدبلوماسي عبر عن قلقه لان الاسلحة لم تسلم عمليا الا الى متمردين متعاطفين مع جماعة الاخوان المسلمين السورية وهي الجماعة المهيمنة داخل المجلس الوطني. وقال" فقط جماعات الاخوان المسلمين هي من يتلقى السلاح". وقال ناشطون غير مرتبطين بالاخوان المسلمين على طول الحدود انهم لم يسمعوا بأي اسلحة يتم تسليمها الا منذ ايام قليلة.
لكن القوة الحقيقية للاخوان المسلمين داخل سوريا لا تزال موضع جدل.واضاف الدبلوماسي ان المجلس الوطني انتهى نتيجة تفشي الصراعات الداخلية وان المتمردين الذين اصبحوا القوة المهيمنة في الثورة " قد يطلقون لحاهم" لجذب انتباه المتمولين الاثرياء المتدينين الى نزاع وصفه بانه "حرب اهلية".
ولم يرد مسؤولون سعوديون وقطريون على طلبات للتعليق. وفي مؤتمر "اصدقاء سوريا" في تونس في فبراير الماضي انسحب الوفد السعودي من الجلسات مطالبا بإجراء اكثر حزما. وقبل مغادرته وصف وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل تسليح المتمردين السوريين بأنه "فكرة ممتازة".
وقال مسؤول تركي"تركيا لا تزود احدا بالسلاح، ولا ترسل عناصر مسلحة الى اي دولة مجاورة بما فيها سوريا". كما جدد القول بأن الدول الغربية تقدم فقط مساعدات "غير قاتلة".
وفي الوقت الذي استضافت فيه اعضاء من الجيش الحر في معسكرات لاجئين في هاتاي،ظلت تركيا مترددة في توريط نفسها في الصراع. لكن وبعد حوادث اطلاق نار عبر الحدود وتقارير عن ان النظام يؤيد الان المتمردين الاكراد المنخرطين في صراع ضد تركيا منذ 30 عاما فان البلاد تغير سياستها وفقا لما يقوله اندرو تابلر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى.
وقال ان "الاسد لم ينفذ خطة انان بالمرة ، هذا اكبر شيء" مضيفا ان باستطاعة تركيا تحديدا"ان ترى الاعصار الآخذ في التجمع".
وقال تابلر ان مقاطع الفيديو المحملة على الانترنت تظهر المزيد من دبابات النظام المدمرة ، لكنه حذر من ان الاسلحة لن تعكس مسار الصراع بشكل حاسم. وقال ايضا "هذه الاسلحة تساعد في مضايقة قوات النظام لكنها ليست كافية لاسقاطه".
وقال ضابط متمرد ان قواتهم تسيطر الان على معظم باب الهوا وهي بلدة سورية بها معبر حدودي الى تركيا وانها تحضر لهجوم في الايام القليلة المقبلة بعد ان تلقت اسلحة ومعدات اتصال.
(الاندبندنت البريطانية)
http://www.araa.com/article/17990