وزير خارجية اليابان كونتشيرو جيمبا
القاهرة -أ ش أ: منذ 10 ساعة 10 دقيقة
كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية ماسارو ساتا النقاب عن أن أحد الأهداف الرئيسية لزيارة وزير خارجية اليابان كونتشيرو جيمبا الحالية لمصر هو بحث إمكانية أن تصبح مصر مركزا عملاقا للمصانع اليابانية الكبرى بمنطقة شمال إفريقيا، وقاعدة يتم من خلالها تصدير المنتجات اليابانية إلى دول الاتحاد الأوروبى والقارة الإفريقية.
وقال ماسارو - فى لقاء مع عدد من الصحفيين - "إن الأجندة غير المعلنة وراء زيارة وزير الخارجية كونتشيرو جيمبا هى دراسة كيفية وأبعاد انتقال المصانع اليابانية إلى أرض مصر والمغرب وهما من أهم الدول بمنطقة شمال إفريقيا بهدف تعزيز قدرة الصادرات اليابانية على المنافسة والنفاذ لأسواق أوروبا وإفريقيا".
وأضاف أن اليابان تدرك أن مصر فى سبيلها لتحقيق الاستقرار والنهضة الاقتصادية، كما أن لديها من الإمكانيات البشرية الهائلة وموقعها الفريد ما يشكل عنصرا إضافيا متميزا يدفع المصانع اليابانية للاستعداد للقدوم إلى مصر فور استقرار الأوضاع.
وأشار المحرر الدبلوماسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن إقدام اليابان - أبرز القوى الصناعية العالمية - على نقل العديد من مصانعها العملاقة إلى مصر هو بمثابة قرار استراتيجى مما دفع لدخول وزير الخارجية اليابانى طرفا فى الإعداد لتدشين هذا التوجه دون الانتظار لاستقرار الأوضاع السياسية فى مصر والإنتهاء من عملية التحول الديمقراطى.
وأوضح ماسارو أن وزير خارجية اليابان التقى أثناء زيارته لمصر مع الدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب، والدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء، ووزير الخارجية محمد عمرو، منوها إلى أن جولة وزير خارجية اليابان الحالية تشمل (نيبال، والهند، وإسرائيل، ورام الله، والأردن، ومصر، وأخيرا المغرب).
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية ماسارو ساتا أن هناك مبادرة تقدمت بها اليابان مؤخرا هى مبادرة تحقيق الاستقرار والرخاء ونشر قيم الديمقراطية فى قارة آسيا، وقد انضمت لها دول عديدة.
وقال ماسارو "إن اليابان تدعو مصر وترغب فى أن تنضم إلى هذه المبادرة الطموحة خاصة وأن سيناء جزء من القارة الآسيوية، مؤكدا أن بلاده تريد رؤية استقرار فى منطقة الشرق الأوسط خاصة على الصعيد السياسى مما سيؤدى لاستقرار اقتصادى ورخاء".
وأشار إلى أن مصر تحتاج الآن لاستعادة الأمن، وأن اليابان مستعدة لتقديم كل ما يمكنها لمساعدة مصر إلى جانب مشاركتها فى إنشاء الخط الرابع لمتر الأنفاق الذى سيربط القاهرة بالجيزة، فضلا عن عدة مشروعات أخرى، مضيفا أن هناك أفكارا لدعوة
البرلمانيين المصريين ومساعديهم لزيارة اليابان للتدريب على كيفية إدارة الجلسات
والنظام البرلمانى.
ونوه ماسارو إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى الدكتور سعد الكتاتنى رئيس البرلمان لزيارة اليابان قريبا، مؤكدا على اهتمام بلاده بدعم التعاون مع الشعب المصرى وهناك حوار اقتصادى سيتم دعمه بين البلدين.. ونحن نريد مساندة الإصلاح فى مصر.
وردا على سؤال حول تعاون اليابان القوى مع النظام السابق، والآن تتعامل مع برلمان بأغلبية إسلامية، وما إذا كان ذلك يثير قلق اليابان، أشار إلى أن البرلمان له تأثير كبير فى الحياة السياسية، والأمر متروك للشعب ليحدد نوع الحكومة التى
يريدها، مشيرا إلى أن الأمر المؤكد أن مصر دولة مهمة جدا لليابان.
وأضاف أن العلاقات قوية بين الجانبين بغض النظر عن نوع الحكومة، منوها إلى أنه سيكون هناك تشجيع للاستثمار اليابانى فى مصر لخلق فرص عمل جديدة للشباب المصرى وتبادل الخبرات.
وبالنسبة لما إذا كان لدى اليابان مخاوف من التعاون بين أية حكومات إسلامية قادمة فى دول "الربيع العربى" وإيران من جانب وكوريا الشمالية من جانب أخر، أكد المتحدث باسم الخارجية اليابانية أنه ليس لدى اليابان أي قلق بل بالعكس فاليابان تشعر بالتفاؤل إزاء مستقبل التعاون مع دول "الربيع العربى".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية ماسارو ساتا "إن هناك اهتماما يابانيا بالمنطقة لأن 90% من واردتها البترولية تحصل عليها من دول الخليج، وقد
سبق أن قام وزير الخارجية بجولة فى يناير الماضى شملت أفغانستان وقطر والإمارات والسعودية".
وحول موقف اليابان من المؤتمر الدولى المزمع عقده فى ديسمبر القادم فى فنلندا لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووى، أكد أن بلاده تؤيد عقد المؤتمر بقوة نظرا لمعاناة اليابان من الأسلحة النووية فى الحرب العالمية الثانية، ولهذا فاليابان ترى أن هذا المؤتمر مهم جدا للسعى لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل خاصة الأسلحة النووية.
وبشأن التركيز على الملف النووى الإيرانى وتجاهل الملف الإسرائيلى، قال مارسو "إن إسرائيل لم تنضم لمعاهدة حظر السلاح النووى على عكس إيران"، لافتا إلى أن بلاده تشارك العديد من دول العالم القلق من الملف النووى الإيرانى.
وأضاف أن اليابان تحث إسرائيل أيضا على المشاركة فى المؤتمر المهم وسنتحدث معهم حول ذلك لأنه من المهم إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووى خاصة أن اليابان لديها مبادرة مع أستراليا لإخلاء آسيا من السلاح النووى ويتم مناقشتها فى مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووى التى تعقد كل خمس سنوات.
ونوه ماسارو إلى أن اليابان لديها علاقات جيدة مع إيران وتتابع المفاوضات التى تتم فى إطار (5+1) والتى سيتعقد قريبا فى العراق، وهناك أنباء عن تحسن فى المفاوضات، مشيرا إلى أن وزير الخارجية اليابانى قال لنظيره الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان عندما التقاه منذ أيام قليلة "إنه لا يجب اتخاذ أية خطوة قد تشجع إيران أو تعطيها الحجة لاستكمال برنامجها النووى العسكرى لأن ذلك سيخلق حالة من الفوضى والمشاكل فى المنطقة والعالم".
وبالنسبة للصواريخ بعيدة المدى التى أعلنت كوريا الشمالية عن إطلاقها مؤخرا، شدد ماسارو على أن تلك الصواريخ غير مقبولة وتتعارض مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة وهى جريمة ضد الإنسانية.
وأوضح أن هناك مباحثات حاليا بين اليابان وروسيا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لحث كوريا الشمالية على احترام القانون الدولى، مضيفا "سنكون مستعدين إذا فعلت ذلك على إجراء مباحثات معها نظرا لعدم وجود علاقات بيننا حاليا.. والأمر هنا ليس قائم على تقبل الآخر بل على احترام القانون الدولى".
وأكد أن بلاده مهتمة بتقوية الحوار مع الجامعة العربية، وأن هناك حوار عربى يابانى تريد تطويره وتعزيزه.
http://www.akhbarelyom.org.eg/news29784_11.