المهندس محمود الدبعي
كانت 2011 سنة استثنائية بامتياز في الوطن العربي الكبير ، كما حول العالم، تلاحقت الأحداث السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية، وتنافست بالدم حيناً وبنشوة الحرية أحياناً على صنع تاريخ ستتوالى فصوله بلا شك سنة 2012 وما بعدها. بمقاييس كثيرة،يشكل "الربيع العربي" بطل 2011 بلا منازع، حيث نالت الناشطة السياسية اليمنية توكل كارمان جائزة نوبل للسلام، وتم دحرجت رؤوساً كبيرة عن كراسي الحكم في تونس و ليبيا و مصر،والتي وصلت سيوفاً فوق أخرى،مدشناً للمنطقة مرحلة انتقالية مفتوحة على تحديات خطيرة.
ومع "الربيع العربي"حل خريف وول ستريت و حل "خريف الاورو" الذي يعتبر أكبر تحد للاندماج الأوروبي وينذر بتداعيات على الاقتصاد العالمي كله.ومع هذه الأحداث، شهدت يوميات 2011 محطات بارزة أخرى، من مقتل الشيخ أسامة بن لادن بعد مطاردة استمرت عشر سنين،إلى الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان ودمر مفاعل فوكوشيما النووي في أسوأ حادث تسرب نووي في البلاد منذ 25 سنة.
سقوط حكومة عصام شرف بمصر و سقوط حكومة البخيت بالأردن و تقديم ثلاث وزراء اردنيين سابقين للمحكمة بتهم الفساد و نجاح الإسلاميين في الإنتخابات العامة في تونس و في المغرب و مصر و انتهاء نظام معمر القذافي بمقتله و توقيع علي عبدالله صالح على الوثيقة الخليجية بعد ان نجى من محاولة إغتيال هذه بعض الأحداث المهمة في وطننا . إن وصول المرزوقي وهو معارض يساري تونسي لكرسي الرئاسة و وصول حزب النهضة لترأس الحكومة التونسية حدث تاريخي فريد من نوعه. تأسيس مجالس وطنية للتغير في ليبيا و سوريا ظاهرة جديدة في الربيع العربي.
قد تستحق أحداث أخرى مكاناً لها في يوميات السنة الاستثنائية،كصفقة شليط حيث نجحت حكومة حماس بعقد اتفاقية مع إسرائيل تطلق الأخيرة سراح اكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل الجندي شاليط الذي تم اختتافه في غزه و كالجدل في شأن دور أميركا في العالم مع انشغالها بأزمتها الاقتصادية، إضافة إلى توتر علاقتها مع حليفتها باكستان على اثر قتل اكثر من 25 جندي باكستاني.
وعلى خط السلام بالشرق الأوسط حيث تم انسحاب قوات الإحتلال الأمريكي من العراق تاركة خلفها بلدا ممزقا طائفيا و استمر الجمود، سجلت للفلسطينيين خطوة طموحة تمثلت في اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين ورفع علم فلسطين لأول مرة كعضو كامل الحقوق رغم عن انف أمريكا وإسرائيل و تقديم السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة طلباً للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية تقف له واشنطن مع حلفائها الأوروبيين و إسرائيل في المرصاد.
لن تبلغ أحداث بهذا الحجم خواتيمها قريباً، وهي بلا شك ستطبع السنة المقبلة وربما السنوات التالية.فكيف ستؤثر هذه الأحداث على سنة 2012؟ وما هي أبرز المحطات المرتقبة خلالها؟
في رأي ديفيد روزكوف،وهو باحث زائر في معهد "كارنيغي إنداومنت للسلام الدولي" أن 12 حدثاً ستستأثر بالعناوين الرئيسية سنة 2012،بينها رحيل الرؤساء السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد والفنزويلي هوغو تشافيز والزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو.وقد استند في توقعاته لمجلة "فورين بوليسي"إلى الدينامية التي أرستها أحداث 2011،إضافة إلى مؤشرات سياسية واجتماعية ومحطات بارزة سنة 2012.
وهنا المحطات الـ12:
* تغيير القيادة في مراكز سلطة حول العالم:
صحيح أن هذا الأمر بديهي في ظل الانتخابات الرئيسية المرتقبة في الولايات المتحدة والصين ودول كبيرة في أوروبا،بما فيها فرنسا وروسيا والمكسيك ومصر ودول أخرى. ولكن نظراً إلى الدور المهم للدول المعنية والاضطرابات التي تسود العالم والميل إلى عدم الاستقرار يمكن أن تستأثر التغيرات المرتقبة بجانب مهم من اهتمام العالم طوال السنة.
* مؤشرات أولى إلى اضطرابات سياسية حقيقية في الصين:
وسط انتقادات علنية متزايدة للحكومة على خلفية مسائل تراوح بين تحطم قطارات والتلوث،وحملات علنية بين فصائل الحكومة الصينية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي،وإن تكن مراقبة،على الزعماء الجدد للصين أن يتوقعوا مزيداً من الانقسامات وأوقاتاً صعبة للحفاظ على السيطرة المركزية في القوة الناشئة العظمى.
* انهيار سلالة الأسد في سوريا:
تقدر واشنطن وباريس أن أيام الرئيس بشار الأسد في السلطة صارت معدودة،وإن يكن هو يتصرف عكس ذلك.ومع إصرار المعارضة السورية وتزايد الضغوط من جيران دمشق،لن يكون دعم حزب الله وروسيا وإيران كافياً لحماية بشار الأسد من مصير حسني مبارك.
* نزاع على السلطة في باكستان:
ليس مثل هذا الأمر بالجديد في باكستان.فكما هي الحال في مصر،ينظر الجيش الباكستاني إلى الديموقراطية على أنها معادل لابتسامة مصطنعة كبيرة أمام الكاميرات.وفي ظل التقارير الأخيرة عن خلافات داخلية ليست خطرة المراهنة على قيادة جديدة في إسلام آباد بحلول نهاية السنة المقبلة.
* نهاية أحمدي نجاد في إيران:
إذا استمر تفاقم التوتر بين محمود أحمدي نجاد ورجال الدين الذين يديرون الجمهورية الإسلامية من خلف الكواليس،لن يكون الغرب هو الذي يطيح هذا الرجل، وإنما الخلافات الداخلية في البلاد.وفي المقابل، سيحاول هو الاحتفاظ بمنصبه بمواجهات مع الأميركيين والإسرائيليين وغيرهم.
* نقلة نوعية في الشرق الأوسط:
مع استمرار "الربيع العربي"تتواصل التحولات في الشرق الأوسط طوال 2012.وتصير الصين والهند مستهلكين أكثر أهمية من أي وقت مضى للنفط، فيما تتراجع الولايات المتحدة.وتزداد أهمية الصين لاعباً رئيسياً بالنسبة إلى باكستان وأفغانستان وإيران،على رغم ادعائها أنها لا تريد التدخل. وتواصل الولايات المتحدة تحويل انتباهها إلى كل من آسيا والداخل. وتمضي إسرائيل في إضعاف نفسها بسياستها الاستيطانية.أما الدور التركي فيزداد أهمية، ويبدأ المحور المعتدل التركي ـ المصري،الحلول محل مركز الثقل السعودي - الخليجي.
أما السباق على التسلح النووي في المنطقة، فيتسارع مع تزايد عدم الاستقرار في باكستان.والاهم من ذلك كله، يصير صعود الديموقراطية الإسلامية وانتشارها التطور غير المتوقع ،الأمر الذي يؤدي إلى قيام حكومات يصعب على الولايات المتحدة الانسجام معها وتهديداً كبيراً لدول مجلس التعاون الخليجي. أنها مشاكل وتحديات كبيرة سيواجه صناع السياسة أوقاتاً صعبة لمواكبتها،وهو ما سيؤدي إلى مشاكل جديدة.
* نهاية تشافيز وكاسترو:
يبدو الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو مرشحين لمغادرة الساحة هذه السنة. وحتى إذا لم يحصل ذلك، ستواجه سياستاهم تراجعاً كبيراً ويتوقع أن تحقق المعارضة في هذه البلاد مكاسب سياسية كبرى في التاريخ الحديث.
* بوتين يعود إلى قمة السلطة بروسيا أشد صرامة من المتوقع:
ليس متوقعاً أن تؤثر المعارضة المتزايدة لفلاديمير بوتين على إعادة انتخابه السنة المقبلة،إلا أن الرجل القوي في موسكو لن ينسى صيحات الاستهجان ضده في ساحات موسكو، وهو يعد العدة لحملات مضادة.
* تعزيز منطقة الاورو:
كانت 2011 السنة التي اكتشفت فيها منطقة الاورو أنها لا يمكنها أن تستمر من دون نفسها. أما 2012 فستكون السنة التي تكتسب فيها العملية الطويلة والبطيئة والمحبطة لبناء مؤسسات مالية ونقدية جديدة وقوية زخماً. سيحصل ذلك بطريقة متقطعة وغير منتظمة وستتواصل عناوين: النهاية قريبة،ولكن إذا تمكنت منطقة الاورو من تجاوز هذه السنة، عندها سيكون شعارها للسنة المقبلة:"ما لا يقضي علينا يجعلنا أقوى".
* ركود إقتصادي عالمي مع رابح مفاجئ أو اثنين:
قد تنجو منطقة الاورو من كارثة،لكنها قد تنتج أزمة اقتصادية أكبر. فالركود في أوروبا المتقشفة سيزداد سوءا نتيجة الكساد الذي يجتاح دولاً ناشئة، والنتيجة يمكن أن تكون ركوداً أعمق في كل أنحاء العالم. لكن المفارقة أن الولايات المتحدة قد تخرج رابحة، واليابان أيضاً.
* سقوط مصرف كبير يؤدي إلى إصلاح تنظيمي محدود:
يمكن أن تثير الاضطرابات في منطقة الاورو كابوساً في "وول ستريت" مع استمرار معاناة مصارف أوروبية كبيرة على رغم رزمة إنقاذ من الاتحاد الأوروبي.وقد يواجه صناع السياسة أرقاً طوال السنة، خوفاً من أن يؤدي اضطراب في الأسواق إلى انهيار مصرف بعد آخر، والنتيجة ستكون مزيداً من رزم الإنقاذ المالي من دون إصلاحات.
* انتشار التطرف في أفريقيا يدفع الولايات المتحدة إلى التحرك:
رأينا هذه السنة قواعد لطائرات من دون طيار وقوات تتحرك بصمت إلى أفريقيا. وفي ظل القلق الأميركي والغربي من المتطرفين في المنطقة، وتحديداً في نيجيريا، سيزداد التركيز على تنظيم القاعدة وفروعه في المنطقة. وبحلول نهاية السنة سينظر إلى هذا الأمر على أنه تهديد أمني متقدم في قائمة المراقبة.
كانت 2011 سنة استثنائية بامتياز في الوطن العربي الكبير ، كما حول العالم، تلاحقت الأحداث السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية، وتنافست بالدم حيناً وبنشوة الحرية أحياناً على صنع تاريخ ستتوالى فصوله بلا شك سنة 2012 وما بعدها. بمقاييس كثيرة،يشكل "الربيع العربي" بطل 2011 بلا منازع، حيث نالت الناشطة السياسية اليمنية توكل كارمان جائزة نوبل للسلام، وتم دحرجت رؤوساً كبيرة عن كراسي الحكم في تونس و ليبيا و مصر،والتي وصلت سيوفاً فوق أخرى،مدشناً للمنطقة مرحلة انتقالية مفتوحة على تحديات خطيرة.
ومع "الربيع العربي"حل خريف وول ستريت و حل "خريف الاورو" الذي يعتبر أكبر تحد للاندماج الأوروبي وينذر بتداعيات على الاقتصاد العالمي كله.ومع هذه الأحداث، شهدت يوميات 2011 محطات بارزة أخرى، من مقتل الشيخ أسامة بن لادن بعد مطاردة استمرت عشر سنين،إلى الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان ودمر مفاعل فوكوشيما النووي في أسوأ حادث تسرب نووي في البلاد منذ 25 سنة.
سقوط حكومة عصام شرف بمصر و سقوط حكومة البخيت بالأردن و تقديم ثلاث وزراء اردنيين سابقين للمحكمة بتهم الفساد و نجاح الإسلاميين في الإنتخابات العامة في تونس و في المغرب و مصر و انتهاء نظام معمر القذافي بمقتله و توقيع علي عبدالله صالح على الوثيقة الخليجية بعد ان نجى من محاولة إغتيال هذه بعض الأحداث المهمة في وطننا . إن وصول المرزوقي وهو معارض يساري تونسي لكرسي الرئاسة و وصول حزب النهضة لترأس الحكومة التونسية حدث تاريخي فريد من نوعه. تأسيس مجالس وطنية للتغير في ليبيا و سوريا ظاهرة جديدة في الربيع العربي.
قد تستحق أحداث أخرى مكاناً لها في يوميات السنة الاستثنائية،كصفقة شليط حيث نجحت حكومة حماس بعقد اتفاقية مع إسرائيل تطلق الأخيرة سراح اكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل الجندي شاليط الذي تم اختتافه في غزه و كالجدل في شأن دور أميركا في العالم مع انشغالها بأزمتها الاقتصادية، إضافة إلى توتر علاقتها مع حليفتها باكستان على اثر قتل اكثر من 25 جندي باكستاني.
وعلى خط السلام بالشرق الأوسط حيث تم انسحاب قوات الإحتلال الأمريكي من العراق تاركة خلفها بلدا ممزقا طائفيا و استمر الجمود، سجلت للفلسطينيين خطوة طموحة تمثلت في اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين ورفع علم فلسطين لأول مرة كعضو كامل الحقوق رغم عن انف أمريكا وإسرائيل و تقديم السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة طلباً للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية تقف له واشنطن مع حلفائها الأوروبيين و إسرائيل في المرصاد.
لن تبلغ أحداث بهذا الحجم خواتيمها قريباً، وهي بلا شك ستطبع السنة المقبلة وربما السنوات التالية.فكيف ستؤثر هذه الأحداث على سنة 2012؟ وما هي أبرز المحطات المرتقبة خلالها؟
في رأي ديفيد روزكوف،وهو باحث زائر في معهد "كارنيغي إنداومنت للسلام الدولي" أن 12 حدثاً ستستأثر بالعناوين الرئيسية سنة 2012،بينها رحيل الرؤساء السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد والفنزويلي هوغو تشافيز والزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو.وقد استند في توقعاته لمجلة "فورين بوليسي"إلى الدينامية التي أرستها أحداث 2011،إضافة إلى مؤشرات سياسية واجتماعية ومحطات بارزة سنة 2012.
وهنا المحطات الـ12:
* تغيير القيادة في مراكز سلطة حول العالم:
صحيح أن هذا الأمر بديهي في ظل الانتخابات الرئيسية المرتقبة في الولايات المتحدة والصين ودول كبيرة في أوروبا،بما فيها فرنسا وروسيا والمكسيك ومصر ودول أخرى. ولكن نظراً إلى الدور المهم للدول المعنية والاضطرابات التي تسود العالم والميل إلى عدم الاستقرار يمكن أن تستأثر التغيرات المرتقبة بجانب مهم من اهتمام العالم طوال السنة.
* مؤشرات أولى إلى اضطرابات سياسية حقيقية في الصين:
وسط انتقادات علنية متزايدة للحكومة على خلفية مسائل تراوح بين تحطم قطارات والتلوث،وحملات علنية بين فصائل الحكومة الصينية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي،وإن تكن مراقبة،على الزعماء الجدد للصين أن يتوقعوا مزيداً من الانقسامات وأوقاتاً صعبة للحفاظ على السيطرة المركزية في القوة الناشئة العظمى.
* انهيار سلالة الأسد في سوريا:
تقدر واشنطن وباريس أن أيام الرئيس بشار الأسد في السلطة صارت معدودة،وإن يكن هو يتصرف عكس ذلك.ومع إصرار المعارضة السورية وتزايد الضغوط من جيران دمشق،لن يكون دعم حزب الله وروسيا وإيران كافياً لحماية بشار الأسد من مصير حسني مبارك.
* نزاع على السلطة في باكستان:
ليس مثل هذا الأمر بالجديد في باكستان.فكما هي الحال في مصر،ينظر الجيش الباكستاني إلى الديموقراطية على أنها معادل لابتسامة مصطنعة كبيرة أمام الكاميرات.وفي ظل التقارير الأخيرة عن خلافات داخلية ليست خطرة المراهنة على قيادة جديدة في إسلام آباد بحلول نهاية السنة المقبلة.
* نهاية أحمدي نجاد في إيران:
إذا استمر تفاقم التوتر بين محمود أحمدي نجاد ورجال الدين الذين يديرون الجمهورية الإسلامية من خلف الكواليس،لن يكون الغرب هو الذي يطيح هذا الرجل، وإنما الخلافات الداخلية في البلاد.وفي المقابل، سيحاول هو الاحتفاظ بمنصبه بمواجهات مع الأميركيين والإسرائيليين وغيرهم.
* نقلة نوعية في الشرق الأوسط:
مع استمرار "الربيع العربي"تتواصل التحولات في الشرق الأوسط طوال 2012.وتصير الصين والهند مستهلكين أكثر أهمية من أي وقت مضى للنفط، فيما تتراجع الولايات المتحدة.وتزداد أهمية الصين لاعباً رئيسياً بالنسبة إلى باكستان وأفغانستان وإيران،على رغم ادعائها أنها لا تريد التدخل. وتواصل الولايات المتحدة تحويل انتباهها إلى كل من آسيا والداخل. وتمضي إسرائيل في إضعاف نفسها بسياستها الاستيطانية.أما الدور التركي فيزداد أهمية، ويبدأ المحور المعتدل التركي ـ المصري،الحلول محل مركز الثقل السعودي - الخليجي.
أما السباق على التسلح النووي في المنطقة، فيتسارع مع تزايد عدم الاستقرار في باكستان.والاهم من ذلك كله، يصير صعود الديموقراطية الإسلامية وانتشارها التطور غير المتوقع ،الأمر الذي يؤدي إلى قيام حكومات يصعب على الولايات المتحدة الانسجام معها وتهديداً كبيراً لدول مجلس التعاون الخليجي. أنها مشاكل وتحديات كبيرة سيواجه صناع السياسة أوقاتاً صعبة لمواكبتها،وهو ما سيؤدي إلى مشاكل جديدة.
* نهاية تشافيز وكاسترو:
يبدو الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو مرشحين لمغادرة الساحة هذه السنة. وحتى إذا لم يحصل ذلك، ستواجه سياستاهم تراجعاً كبيراً ويتوقع أن تحقق المعارضة في هذه البلاد مكاسب سياسية كبرى في التاريخ الحديث.
* بوتين يعود إلى قمة السلطة بروسيا أشد صرامة من المتوقع:
ليس متوقعاً أن تؤثر المعارضة المتزايدة لفلاديمير بوتين على إعادة انتخابه السنة المقبلة،إلا أن الرجل القوي في موسكو لن ينسى صيحات الاستهجان ضده في ساحات موسكو، وهو يعد العدة لحملات مضادة.
* تعزيز منطقة الاورو:
كانت 2011 السنة التي اكتشفت فيها منطقة الاورو أنها لا يمكنها أن تستمر من دون نفسها. أما 2012 فستكون السنة التي تكتسب فيها العملية الطويلة والبطيئة والمحبطة لبناء مؤسسات مالية ونقدية جديدة وقوية زخماً. سيحصل ذلك بطريقة متقطعة وغير منتظمة وستتواصل عناوين: النهاية قريبة،ولكن إذا تمكنت منطقة الاورو من تجاوز هذه السنة، عندها سيكون شعارها للسنة المقبلة:"ما لا يقضي علينا يجعلنا أقوى".
* ركود إقتصادي عالمي مع رابح مفاجئ أو اثنين:
قد تنجو منطقة الاورو من كارثة،لكنها قد تنتج أزمة اقتصادية أكبر. فالركود في أوروبا المتقشفة سيزداد سوءا نتيجة الكساد الذي يجتاح دولاً ناشئة، والنتيجة يمكن أن تكون ركوداً أعمق في كل أنحاء العالم. لكن المفارقة أن الولايات المتحدة قد تخرج رابحة، واليابان أيضاً.
* سقوط مصرف كبير يؤدي إلى إصلاح تنظيمي محدود:
يمكن أن تثير الاضطرابات في منطقة الاورو كابوساً في "وول ستريت" مع استمرار معاناة مصارف أوروبية كبيرة على رغم رزمة إنقاذ من الاتحاد الأوروبي.وقد يواجه صناع السياسة أرقاً طوال السنة، خوفاً من أن يؤدي اضطراب في الأسواق إلى انهيار مصرف بعد آخر، والنتيجة ستكون مزيداً من رزم الإنقاذ المالي من دون إصلاحات.
* انتشار التطرف في أفريقيا يدفع الولايات المتحدة إلى التحرك:
رأينا هذه السنة قواعد لطائرات من دون طيار وقوات تتحرك بصمت إلى أفريقيا. وفي ظل القلق الأميركي والغربي من المتطرفين في المنطقة، وتحديداً في نيجيريا، سيزداد التركيز على تنظيم القاعدة وفروعه في المنطقة. وبحلول نهاية السنة سينظر إلى هذا الأمر على أنه تهديد أمني متقدم في قائمة المراقبة.