عرف سلاح الدفاع الجوي كأحد العناصر الرئيسية المكملة لتشكيلات الوحدات القتالية العامة الجوية والبرية والبحرية ، بالإضافة إلى حماية المنشات والمصالح العامة ، فهو يمثل الدرع الواقي لصد مختلف أنواع الهجمات الجوية المعادية، ولقد فرضت تكتيكات المعركة الحديثة وتهديد الحرب الالكترونية الحديثة تجسيد العديد من الجهود والاهتمامات على صعيد التطوير والتحديث الدفاعي، حيث أصبحت أنظمة الدفاع الجوي اليوم تتمتع بالعديد من المميزات الالكترونية الحديثة من خلال تعدد الوسائط Multimedia لتكامل ودمج مجمل الأنظمة في إطار منظومة تكامل موحدة لتنفيذ العمليات والمهام من خلال أنظمة التحكم والسيطرة الآلية المتقنة في وقت واحد ،كما كان لسباق التسلح من خلال باستحداث وإنتاج الأنظمة الالكترونية الهجومية التي يقابلها على الخط الآخر المعاكس استحداث وإنتاج الأنظمة الدفاعية المضادة لها الأثر الواضح والتي ظهرت جلياً في أنظمة الدفاع الجوي الحديثة في وقتنا المعاصر.
قبل الحديث عن أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية لابد من تسليط الضوء على تشكيلات القوات البحرية وتقسيماتها الرئيسية والتي تتكون من مجموعة من العناصر من خلالها يتم تنفيذ مجمل العمليات والمهام الموكلة إليها ،فهناك القواعد البحرية على الشواطئ تتمركز بها عناصر الأسطول البحري التي تتكون من المنشات الفنية والإدارية الخاصة للمحافظة على كفاءة هذه الوحدات وإجراء عمليات الصيانة والإصلاحات اللازمة لها وكذلك التزود بالذخائر والتعيينات والإمدادات الأخرى، وتنقسم الوحدات البحرية إلى نوعين رئيسيين وهما /سفن السطح Surface Ship والغواصات Submarines ، وتتكون وحدة سفن السطح من البوارج البحريةBattle Ships وحاملات الطائرات Aircraft Carriers وسفن الإبرار البحريAmphibious Landing Ships والطراداتCruisers والمدمرات والفرقاطات الثقيلةDestroyers والفرقاطات الخفيفة والقراويط Light Frigates And Corvettes والوحدات الهجومية السريعة Fast Attack Cra ، وتتكون وحدة الغواصات من الغواصات النووية والغواصات التقليدية .
تتلخص مهام القوات البحرية من الناحية الدفاعية لأي دولة في المحافظة على أمنها وسلامتها الحدودية البحرية ضد أي عدوان خارجي يهدد أمنها ومصالحها وأهدافها القومية ، بالاشتراك مع باقي أفرع القوات المسلحة الأخرى ،حيث يرتبط مفهوم القوة البحرية منذ القدم بالأهداف والمصالح الاقتصادية والأمنية للدولة ، ومن هذا المنطلق تجسد القوات البحرية السياج الأمني المتين للحدود البحرية والسياسية لأي بلد من خلال مجموعة الأدوار والمهام العسكرية الموكلة إليها لتنفيذها.
وقد دخل الدفاع الجوي إلى القوات البحرية للمشاركة في تحقيق المفهوم الحديث لإحراز السيطرة البحرية والذي يضم في مكوناته أيضا ضرورة إحراز السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات البحري ، إذا أن العنصر الجوي أصبح يمثل خطورة بالغة لا يُستهان بها ، حيث شكلت الهجمات الجوية المعادية مصدر تهديد رئيسي لتشكيلات القوات البحرية سواء في المواني أو في البحار وعلى ذلك يجب أن تشمل الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق السيطرة البحرية والتي تكفل توفير الحماية الفعلية للقوات البحرية من الهجمات الجوية وجود سلاح الدفاع الجوي للقوات البحرية.
ومن خلال مجمل هذا الطرح نسعى جاهدين إلى تقديم المعلومة التوضيحية للمادة بشكل مبسط بالإضافة إلى عرض لبعض أخر التقنيات المستخدمة في أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية من خلال معالجة موضوعية متواضعة نأمل أن تلقى استحسان القارئ الكريم. الاعتبار التكتيكي لمنظومة الدفاع الجوي للقطع البحرية
لمعرفة الخصائص التكتيكية لطبيعة عمل الدفاع الجوي للقطع البحرية لابد من معرفة العناصر الثلاثة الأساسية لنجاح تنفيذ المهام القتالية بصورة جيدة والمتمثلة في(تحديد ومعرفة نوعية المهمة القتالية - تحديد منطقة الخطر - توافر عنصر الحركة والمرونة الواسعة)، إن كل قوة بحرية تخرج إلى عرض البحر يكون خروجها لغاية محدودة ومهمة معينة، ومن ذلك ينتج خطوط سير وسرعات وتشكيلات متتابعة، كما يتحدد نوعية وعدد السفن التي تتشكل منها هذه القوى، ومهما تكن المهمة المعطاة للقوى البحرية فإنها بالتأكيد لن تكون مقتصرة على الدفاع الجوي، ومن هنا يظهر لنا بوضوح المعطيات الأساسية لآلية الدفاع الجوي لقوة بحرية في عرض البحر، وهي تنبع من تناقض ضرورة الدفاع الجوي مع المهمة الأساسية التي خرجت من أجلها السفن ونظرا للمهمة الأساسية المعطاة للسفن فإنها لا تتمكن من تطبيق المبدأ الأساسي للدفاع الجوي بشكل عام، وهو السيطرة على الجو .
وبالرغم من أن القوة البحرية لا تستطيع القيام بذلك على حساب مهمتها الأساسية، فيجب ألا يغيب عن بالنا أنها لا تملك المبادرة في كل لحظة، ولكي تكفل عدم مفاجأتها من قبل العدو الجوي فهي تنظم دفاعها الجوي على مبدأ المنطقة الخطرة المحدودة التي يمكنها أن تستخدم فيها وسائط الدفاع الجوي غير المخصصة للمهمة الأساسية، ومن جهة أخرى تجدر الملاحظة أن القوة البحرية مٌشكّلة من عدة عناصر متحركة، وهي بذلك تمتاز بمرونة وحركة واسعة، فتشكل أهدافاً غير واضحة تتغير أوضاعها باستمرار وهذا مما يقلل نتائج الهجوم الجوي عليها هذا إذا لم يستطع هذا العدو استطلاعها بشكل دقيق ومعرفة تشكيلاتها.
إن عنصر التكتيك الهجومي الذي يتبعه العدو في مهاجمة القطع البحرية يبدو بشكلين متميزين : أولهما ما يبدأ به العدو من الاستطلاع والمراقبة لمعرفة الموقف ،والثاني هو ما يتبعه بالهجوم المباشر، وإن المراقبة والاستطلاع يكونان تحت أشكال شتى ابتداءً من أبسطِ الأنواعِ التي هي الرؤية المباشرة حتى أكثر الوسائط من الأجهزة الإلكترونية، وليس من الضروري التأكيد على الميزات والفوائد التي تجنيها أي دولة تمتلك وسائط الهجوم من الاستطلاع الدقيق بالاستعداد لقوات العدو ومواقع أساطيله، سواء أكان ذلك في قيادة العمليات الجوية أو توجيه الغواصات، إن الهجوم المباشر يملك جميع وسائط التسلح الحديث من طائرات الهجوم التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بعدة أضعاف وذات مدى بعيد، تقوم بهجومها في طيران مكثف أو تستخدم في أعمالها صواريخ أرض/ جو نصف موجهة أو موجهة ذات رؤوس تقليدية أو نووية، أو صواريخ بحر - بحر تطلق من مسافات متوسطة، أو بعيدة سواءً من سفن سطحية أو غواصات في جوف البحر.
التدابير التكتيكية المتبعة ضمن إطار العمليات الدفاعية والتقنية الحديثة للقطع البحرية من المهام الالكترونية المتبعة ما تستخدمه لتنفيذ العمليات أثناء الإبحار من عمليات التمويه الالكتروني أو استخدم شبكة الإنذار العالمية الفضائية أو باستخدام تقنية الاستشعار الحراري لنظم الكشف والمراقبة.
تتجه جميع الجهود نحو تحسين الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في عمليات التمويه الالكتروني ، حيث لا يجوز قطع الصمت الإلكتروني إلا في الحالات الضرورية جداً، التي لها علاقة مباشرة بمهمة الأسطول، ويكون خرق الصمت الإلكتروني بأمر من القائد فقط، وبالدرجة الأولى تمنع القوة البحرية من إجراء أي بث إلكتروني يكشف وجودها في عرض البحر أو يدل على مكانها أو تشكيلها، وبالطبع فإن مثل هذا الصمت يسبب مضايقة في مجال السيطرة على السفن وخاصة لتأمين الاتصال فيما بينها، وهي لذلك تستخدم طائرة خاصة تكون واسطة لنقل الاتصال بالموجة القصيرة جداً التي يمكن اعتبارها سرية نسبياً وذلك بسبب قصر مداها.
وبالطبع فإنه من غير الممكن المحافظة على الصمت الإلكتروني بشكل تام، إذ إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال بقاء الأسطول في حالة غيبوبة عما يدور حوله وذلك محافظة على الصمت الإلكتروني، ولذلك فإن القائد يتبع طريقة الصمت المطلق بالنسبة لمعظم سفن الأسطول، ويحدد أوقات بث متناوبة لبعض السفن، ويحتمل في ذلك تنفيذ أي فرضية كانت وخاصة استخدام الإرسال الإذاعي عن طريق سفن صغيرة مكشوفة بهوية مزورة، وأخيراً فإن كافة سفن الأسطول تستخدم وسائطها الإلكترونية السلبية (التصنت) بغية كشف العدو المنتظر والحصول على معلومات دقيقة عنه.
كما يمكن للقطع البحرية الاستعانة بشبكة الإنذار العالمية المربوطة معها والتي تعتمد على الاستطلاع الفضائي ، وبالنسبة لبقية الدول التي لا تمتلك استطلاع فضائي فهناك الإنذار المبكر والمراقبة البحرية المحمولة على الطائرات (E8 ) و(E2C ) حيث تستطيع الطائرات الأحدث منها متابعة 600هدف بنفس الوقت وتقديم المساعدة لإدارة العمليات القتالية والنيران لعدد40 موقع قتالي في مكعب جوي حجمه 3 مليون كلم مربع.
تستخدم أنظمة الاستشعار الحراري لنظم الكشف والمراقبة البحرية بعد الرادارات ، ويستخدم النظام الحديث ( Goal Keeper )(حارس المرمى) جيل جديد من المستشعرات الحرارية تمكنه من استشعار 64 هدفاً في نفس الوقت ، مع فرصة دائمة للتركيز على خطورة 12 هدفاً منها وتحويلها من مرحلة الكشف العادي إلى مرحلة مركزة من التتبع الدقيق.
إن ما يعطي الفاعلية للدفاع الجوي هو تنفيذ كافة الاحتياطات على سفن الأسطول من (الانتشار - الوضعيات النسبية للسفن - الصمت والتمويه الإلكتروني - استخدام الأسلحة المضادة للطائرات)، ويجب أن نتذكر أن مسائل الدفاع الجوي تضاف إلى مسائل مكافحة الغواصات وإلى المسائل التكتيكية والتموينية المعقدة بالنسبة للمهمة العملياتية المنوطة بالقوة البحرية، ولهذه الغاية نجد أن جميع البحريات اتجهت نحو الحلول الآلية بواسطة الحاسبات الإلكترونية الحديثة.
ولكي تنفذ منظومة الدفاع الجوي للقوات البحرية المهام القتالية الموكلة إليها بنجاح لابد من توافر مجمل أنظمة التسلح الدفاعية الجوية المتكاملة ،ابتداءً بمنظومة الإنذار والسيطرة الرادارية ومنظومة المدفعية م/ط وانتهاء بمنظومة الصواريخ سطح/جو المكملة من خلال توزيع المهام والأدوار.
يعد عنصر المراقبة والإنذار أحد العناصر المكونة لطبيعة عمل الدفاع الجوي بشكل عام فهو يمثل العين والإحساس الثاقب المنبه من اقتراب الخطر الجوي المعادي على إختلاف انتمائه التشكيلي في صنوف الوحدات القتالية المعروفة ،ومن أهم تقنيات المراقبة والإنذار وأقواها هي الرادارات التي أثبتت الممارسة العملياتية أنه لا غنىً عنها ، وفيما يخص القوة البحرية سنتناول في هذا الإطار الرادارات البحرية مع عرض موجز لبعض أحدث التقنيات المستخدمة على الصعيد العالمي .
إن كافة السفن القتالية البحرية مزودة برادارات كشف جوي، والحديث منها يستطيع كشف طائرة على مسافة (17) ميلاً بحرياً (300 كم)، وبالإضافة إلى ذلك فإن سفن الكشف الجوي تزود برادارات خاصة وميزاتها أفضل، إذ تستطيع تحديد ارتفاع الطائرة بالإضافة إلى بعدها. كما أننا نلاحظ أن بعض الدول تزود أساطيلها بطائرات مزودة برادار قوي، وتستطيع هذه الطائرات إعطاء إنذار مبكر عن طيران العدو، وكذلك تستطيع كشف العدو عندما يطير على ارتفاعات منخفضة محاولاً التقرب ما أمكن من الأسطول مستفيداً من عدم إمكانية رادار السفن كشفه على مسافة بعيدة عند طيرانه المكثف فوق سطح البحر.
تؤكد الشواهد على استمرارية الرادار وفعالية استخدامه على سفن السطح مع وجود متطلبات إضافية لاستخدام الرادار في المياه القريبة من الشواطئ أكثر من أعماق المحيط والمياه البعيدة ، حيث تتزايد العوائق وتمنع الحصول على صورة أكثر وضوحاً خلال عمليات الكشف والاستطلاع وخاصة في مواجهة الصواريخ القريبة من السطح أو تلك التي يتم إطلاقها من السطح أو تلك التي يتم إطلاقها على ارتفاع منخفض تحت المقطع الراداري .
من أهم المواصفات الأدائية للرادارات البحرية تمتعها بقدرات كبيرة على الفصل وتمييز الأهداف خاصةً صغيرة المقطع منها ، ومن أحدثها النظام الأوروبي المتطور (EMPAR) ذو النسق الشبكي المتعدد المهام من ( ماركوني) و( كوماند سيستمز) البريطانيتين بالاشتراك مع إلينا من ايطاليا ، وتنتج هذه المجموعة من الشركات الرادارات (MARA, HAGIC, IPN) التي تعتبر من الرادارات الصامتة لتقليل فرص كشف مواصفات الشعاع ، ومن ثم تدني فرص إعاقته ، كما أن المسح الهوائي المزدوج الطور لتحقيق ثبات أفقي للشعاع يؤمن كشفاً دقيقاً للأهداف المنخفضة ، ويكشف الرادار إحداثيات دقيقة لـ250هدفاً وعلى مديات من 80كلم حتى 160كلم مع تضييق مخروط الشعاع لضمان الدقة ، ويؤمن الرادار تغطية نصف كروية 360درجة.
النظام المدمج AMRFS تم تصميم هذا النظام بين مجموعة شراكة تضم كلاً من إيطاليا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والذي أنظمت إليهم فيما بعد أسبانيا وأستراليا من أجل التعاون المشترك لإنتاج رادار يعمل في حيز التردد X-Band الذي يعمل من خلال الموجات الكهرومغناطيسية ويمكنه اكتشاف التهديدات القادمة من الارتفاعات المنخفضة والتعرف إلى الصواريخ البالستية في مواقعها والكشف عن الأهداف حتى مدى الأفق وتتميز الرؤوس الحربية التي تطير خارج الغلاف الجوي.
النظام البريطاني المدمج MESAR إن المفهوم المتطور لمفهوم نظام (ميسار) يؤكد على الطابع التكتيكي للرادار البحري الحديث وعلى تقنية عالية تستغني عن مجموعات الهوائيات ذات الحجم والوزن الكبيرين ، ولا يبقى إلا على عدد محدود جدا من هوائيات الاتصال البارزة للعيان ، وهذا التطور يشكل حلقة أساسية في سلسلة محكمة التناسق ابتداءً باستخدام طلاء خاص لامتصاص الأشعة وانتهاء بحصر البصمة الرادارية ، ويرجع ذلك إلى قدرته على تغيير أسلوب العمل تلقائيا طبقا لخصائص التهديدات المعادية التي يقوم باكتشافها في وقت معين لأن بإمكانه أن يعيد برمجة نفسه لحظياً لتغيير نمط العمل وتغيير الشكل الموجي لمواجهة أعمال الإعاقة.
النظام الراداريT/T النتائج المضمونةTMX / TMKu وهو نظام راداري دقيق يُمكن من تعقب الهواء ، والمياه السطحية والأهداف الأرضية الثابتة بدقة بالغة، فحجم الرادار كاملاً ينخفض إلى وحدة واحدة (الأمامية) والتي تقع خلف الهوائي، والتي تتميز بأحادية متسقة تماما للرادار النبضي ، وكذلك أجهزة استشعار بما في ذلك كاميرا الأشعة تحت الحمراء ، وكاميرا تلفزيون ليزريه ، ونظام لوازم البيانات المستهدفة للسيطرة على النيران. من خلال المحور الثالث بين المحورين الأفقي والعمودي ، و القادر على تعقب وكشف الأهداف المهاجمة بدقة ، وحتى في البحار يقدم مكتب التقييم الراداري TMKu وحدات تتبع يمكن ترقيتها إلى مستوى التكنولوجيا الجديدة بالاستعاضة عن التقنيات السابقة ، وبالتالي ضمان المزيد من سنوات الخدمة.
ويتميز نظام TMX / TMKuبحركة عالية لتعقب الأهداف السريعة ، ويتكون من جهاز بثلاثة محاور لتعقب الأهداف المهاجمة ذات السرعات العالية ، التي تتدرج في الالتقاط وتتبع الهدف من خلال التكامل الكهربائي البصري الكامن electro optical في تقنية أجهزة الاستشعار وتجهيز البيانات في وقت واحد.
نشطت شركة رايثيون في آسيا على مدى السنوات الأخيرة ، حيث أسست شراكات قوية مع عملائها في الحكومات في بعض من دول آسيا، ولها مكاتب في ستة بلدان آسيوية ، بالإضافة إلى إحدى كبريات الشركات الفرعية في أستراليا، وفي هذا العام خبراء رايثيون يظهرون مجموعة من الحلول في المجالات المدنية والعسكرية ، وتشمل المتكاملة الجوية وأنظمة الدفاع الصاروخية ، ونظم الحرب البحرية ، وأجهزة الاستشعار ، أمن الحدود والسواحل، وقد قدمت شركة رايثيون الأمريكية التي تعد الرائدة عالمياً في ابتكار تقنيات الاستشعار المتقدمة والأسلحة : المصفوفة النشطة ( المسح الإلكتروني) المتمثلة بالرادار (AESA) هو مجرد مثال واحد من طائفة من القدرات التي تقدمها الشركة التي تتوسع باستمرار.
تؤكد الشواهد الحالية على استمرارية الرادارات والحديث منها في فعالية استخداماتها على السفن الحربية مع وجود متطلبات إضافة لاستخدام الرادار في المياه القريبة من الشواطئ أكثر من أعماق المحيط والمياه البعيدة ، حيث تتزايد العوائق وتمنع الحصول على صورة أكثر وضوحاً خلال عمليات الكشف والاستطلاع وخاصة في مواجهة الصواريخ القريبة من السطح أو تلك التي يتم إطلاقها على ارتفاع منخفض تحت المقطع الراداري . منظومة الصواريخ سطح /جو
مثلت الصواريخ سطح/ جو اليوم الأساس الفعال في بناء حلقات الدفاع الجوي في سفن السطح ، وإذا أخذنا مخططات الدفاع الجوي الأمريكي كمثال فإننا نجد أنها كانت مكونة من 5حلقات أولها لتدمير الطائرات المعادية على مسافة 100ميل وارتفاعات100الف قدم والتي تنفذ بواسطة الطائرات (توم كات) والصواريخ (فونيكس ) AIM-54C وتحصل طائرات( توم كات) على بيانات الأهداف المعادية من طائرات الإنذار المراقبة الجوية E2C التي تؤمن بيانات 24هدفاً حيث يمكنها أن تشتبك مع 6منها وتعتبر هذه الحلقة عملياً منقرضة نتيجة لتأكل دور التوم كات وعدم تخصيص ما يحل محلها أما الحلقة الثانية والثالثة فقد اقتصرت حاليا على الدفاع الذاتي للسفن وهذا ما تتبناه معظم الدول اليوم التي تعتمد على الصواريخ ذات المدى المتوسط والقريب.
يمكن أن تشكل صواريخ الطبقات الداخلية، تقنية دفاع فعالة على طبقات، باستخدام صاروخ (Mistral 2) من شركة (MBDA)، وان تعمل كتكملة لقدرة الدفاع الجوي القائمة على سفينة اكبر مثل حاملة الطائرات، وأن نظام (SIMBAD) هو قاذفة مزدوجة خفيفة الوزن مجهزة بصاروخين من نوع (Mistral 2) جاهزين للإطلاق، ولأنه يشغل يدوياً وسهل الاستعمال فقد صمم أساساً للدفاع المضاد جواً عن قوارب الدورية السريعة وسفن الدعم اللوجستي، هذا النظام قيد الخدمة في بحريات متعددة حول العالم.
ـ نظام (TETRAL)، فقد طور ليمنح دفاعاً جوياً مضاداً عن سفن تندرج من فئة قوارب الدورية السريعة وصولاً إلى الفرقاطات، وهو مركب على قاذفة ثابتة ويتم التحكم به من بعد عبرغرفة العمليات، ونظام (TETRAL) مجهز بأربعة صواريخ (Mistral 2) جاهزة للإطلاق، ويتمتع بقدرة أوتوماتيكية على الاشتباك، وان نظام (TETRAL) هو أحدث إضافة على هذه المجموعة من النظم السهلة التشغيل والتلقيم بسرعة ذات صيانة منخفضة والتي يمكن تكييفها على منصات مختلفة، والنظام هو قيد الخدمة على متن سفن الحراسة لزبائن التصدير، وقد اختار صاروخ (Mistral) في استعماله براً وبحراً وجواً ٤٠ قوة مسلحة في ٢٧ بلداً .
ـ نظام RIF-M لدفاع الجوي القوات البحرية ,ويوفر هذا النظام الحماية من التهديدات على ارتفاعات من مستوى سطح البحر تصل إلى 90.000 قدم والتي تتراوح من 7 حتى 150 كم، واحد الصواريخ التي يستخدما النظام RIF-M هي الصواريخ طراز (48H6E2) التي تعد الأفضل أو الأرجح لتستخدم في نظم الدفاع الصاروخي ،حيث تحمل وزن 180 كيلوجراما من الرؤوس المتفجرة ، ويستخدم النظام RIF-M خياراً آخر من الصواريخ وهي طراز(9M96E ) التي تشبه الصواريخ طراز(S-300PMU-2) المستخدم على الأرض ،هذه الصواريخ مداها التأثيري من2 الى40كم حيث وهي قادرة على تدمير الأهداف التي يصل مدى ارتفاعها فوق سطح البحر الى70.000قدم، كما يعتبر الصاروخ ( ( 9M96E قوي للغاية حيث يصل وزن الرأس المتفجر الى 24كجم، نظام RIF-M قادرة على أطلاق 4صواريخ مرة واحدة وعلى عدة أهداف مشاركة والفاصل الزمني بين نموذجي إطلاق الصواريخ هو 2-4 ثانية.
الصاروخ سطح-جو بعيد المدى ERAM SM-6 تم تصميم هذا النوع من صواريخ سطح/ جو لمجابهة التهديدات الهجومية الجوية بعيدة المدى التي تشكل تهديداً على القطع البحري الحربية القابعة في الماء ، والذي تم تصميمه وتصنيعه في الولايات المتحدة الأمريكية حيث دخل الخدمة الفعلية في العام 2004م ليشكل سلاحاً دفاعياً جديداً للأمدية البعيدة التي تهدد القوات البحرية وتبلغ سرعة هذا الصاروخ (4ماخ) بمدى يصل إلى 240كلم وارتفاع يصل إلى 33كلم .
ـ الصاروخ سطح-جو متوسط المدى RIM-162 ESSM المصمم دفاعياً ضد الهجمات الجوية ذات الارتفاعات المتوسطة المدى من الطائرات المقاتلة أو الصواريخ التي تهدد سفن السطح وهو صاروخ أمريكي الصنع دخل الخدمة الفعلية كنظام دفاعي في القوات البحرية في العام 2004م والذي تبلغ سرعته (4ماخ) والذي أثبت جدارة فعلية للأداء أثناء التجارب الأولية للنموذج المصنع .
ـ الصاروخ سطح-جو قصير المدى RIM-116 Rolling Airframe Missile(RAM)، وهو صاروخ دفاعي ضد الهجمات الجوية ( الطائرات والصواريخ ) من صنع الولايات المتحدة الأمريكية والذي دخل الخدمة في القوات البحرية كنظام دفاعي في العام 1989م والذي تبلغ سرعته Mach 2.0(2.0ماخ) مع مدى تأثيري يصل إلى 9 كلم بارتفاع يصل إلى 5.30 كلم.
ـ النظام الصاروخي الأمريكي الحديث SM-3 14مارس 2009 : البحرية الأمريكية ( الجوية وقيادة الدفاع الصاروخي) ، فيما يخص جهودها المبذولة في تطوير ونشر الأنظمة المضادة للتهديدات الصاروخية ، أكملت تزويد 18 سفينة من النوعAEGIS بأنظمة الحماية المضادة للصواريخ، منها ست سفن المتمركزة في هاواي ، وخمس في اليابان ، وخمسة في سان دييغو (كاليفورنيا) واثنتان في نورفولك بولاية فيرجينيا، هذا وقد أكمل النظام الصاروخي الحديث SM-3 لسفن المدمرة نجحه في 16 من أصل 19 إختبار للاستخدام الفعلي للنظام في صد هجمات الطائرات بشكل جيد ،الأمر الذي تسبب في تحويل المزيد من موارد القوات البحرية لتجهيز السفن. منظومة المدفعية م/ط
مثلت المدفعية البحرية أهمية بالغة من خلال تعدد المهام والأغراض حيث لا تزال محافظة على مكانتها الفعلية كونها تمثل سلاح الأغراض العامة المفضل ، وتعتبر المدفعية م/ط الحديثة نظام دفاعي ذاتي بحري قادر على الرد بفعالية قتالية فتاكة وقوة فائقة ، والذي يعتبر السلاح الرئيسي للزوارق الصغيرة والثانوي للسفن الحربية الكبيرة ، حيث يتميز بكثافة النيران العالية والتغطية الجيدة ، وفي الوقت الراهن تميزت تكنولوجيا المدافع م/ط البحرية بمميزات عالية من حيث خفة الوزن ودقة المناورة مع الأهداف الجوية بالإضافة إلى كثافة النيران العالية ونوعية الذخائر الحديثة المستخدمة وسنذكر في هذا الصدد نماذج مختارة للأسلحة الحديثة منها .
ـ المدفع المتوسط العيار MK 2 بدأ إنتاج النوع المحسن من المدفع ام كي 2 عيار 57مم عام 1977م وذلك كسلاح متعدد الاستخدامات يمتاز بمعدل عالي من النيران التي توفر للسفن المقاتلة السطحية الأصغر حجماً قدرات قصف يمكن الاعتماد عليها ضد الأهداف الجوية والسطحية والساحلية ، ولكي تقوم بدمج هذه الوظائف في قاعدة مدفع مدمجة خفيفة الوزن ، قامت Befors بتصميم جديد أوتوماتيكي بالكامل للتعامل مع الذخيرة ، كما قامت أيضا بإدخال محركات مؤازرة جديدة في آلية تسديد المدفع لتحسين درجة التصويب ، وقامت بتطوير أنواع الذخائر مع الإبقاء على المدافع وتحسين الكتلة والمخزن الخاص بالمدفع نوع MK1 .
ـ المدفع البحري عيار35مم (الألفية) 35 mm/1000 KDG Millennium GDM-008 (تحديث 22 أكتوبر 2008م)
تم تصنيع المدفع البحري عيار35مم (الألفية) من قبل شركة Oerlikon Contraves الألمانية السويسرية ، والتي أصبحت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المرخص لها من قبل أورليكن كونترافس للبيع وتصنيع أنظمة السلاح مع الاحتفاظ بكامل الحقوق القانونية لشركة أورليكن ، اسم المدفع (Oerlikon 35 mm/1000 KDG) ، الوصف (. Millennium GDM-008الألفية)، الاستخدام الحالي (البحرية الملكية الدنمركية) ، تاريخ الصنع 1995م، تاريخ دخوله الخدمة 2003م .
كانت وما تزال مدفعية 35م/ط الموجهة أحد أقوى وأحدث أسلحة الدفاع الجوي العام التي تستخدم السبطانات وقد أثبتت هذا التجارب القتالية لعدة دول، ويعد المدفع35م/طMillennium GDM-008 مدفع البحرية السريع القادر على الاشتباك مع الأهداف الجوية السريعة وإصابة الأهداف بفعالية للغاية مع وجود احتمالات تدميرية كبيرة لهيكل الهدف ، يعمل سلاح المدفع على الغاز من خلال أربع غرف، هذه السبطانات مزودة بلفائف ثلاثية حول فوهة السبطانة لقياس السرعة الابتدائية للمقذوف ويستخدم صمام الضرب لقياس مدى المقذوف وكفاءة التدمير،حيث يستخدم نوعية خاصة من الذخائر الالكترونية الانشطارية المتفجرة (AHEAD) N/A ،حيث يصل مداها التدميري إلى 3.500 متر للأهداف الجوية ويصل مداها التدميري إلى5.000 متر لأهداف سطحية ، وهو مناسباً بشكل مثالي لمواجهة التهديدات غير المتماثلة ،حيث يشارك بشكل فعال في صد الهجمات الجوية والبحرية والبرية ، يمكن تركيبة ودمجه مع أي نظم دفاعية جوية متطورة لسهولة ومرونة النظم الالكترونية القائمة داخل طبقة النظام ، ويعد مدفع الألفية من أحدث ما توصلت إلية تكنولوجيا الأسلحة الدفاعية البحرية نظراً لما يحتويه النظام العام من تقنيات الكترونية دقيقة .
ـ المدفع البحري الخفيف عيار25مم (نظام MLG25) صمم هذا النظام ليفي بمتطلبات القوات البحرية الدفاعية لحماية السفن ضد الأهداف السطحية والجوية والأهداف الساحلية ، وهو نظام تشغيل وسيطرة عن بعد من خلال مركز السيطرة المدفعي عن بعد والمجهز للتحكم بالضرب والسيطرة على تتبع الأهداف من خلال أجهزة التتبع والرؤية الليلية وأجهزة الاستشعار والتي تمكن من التعقب التلقائي أو التعقب بالتحكم اليدوي , و يتميز هذا نظام بديناميكية ودقة عالية في التحكم في إطلاق النيران باستخدام احدث الذخائر ذات الفعالية والتأثير ،كما يمكن أن تدمج أو تركب على جميع أنواع سفن السطح البحرية وفي أي مكان يمكن تركيبها عليه دون الحاجة إلى اختراق سطح السفينة.
ـ المدفع البحري الخفيف عيار27مم (نظام MLG27) صمم هذا النظام الألماني لحماية المقاتلين على سفن السطح الصغيرة وغيرها من الزوارق الصغيرة ، بل والتي يمكن أيضا أن تكون بمثابة التسلح الثانوي في وحدات أكبر وهو مدفع يتيح مشاركة فعالة في مجابهة الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والطائرات المروحية والزوارق السريعة والأهداف الساحلية الأرضية بسبب الكثافة والنسبة العالية من النيران،كما يعتبر هذا النظام مناسب أيضاً للدفاع ضد الهجمات الإرهابية التي تنطوي على حرفة عالية، ويمكن التحكم فيها عن بعد ، بالإضافة إلى المميزات المتكاملة لتقديم نتائج كشف مضمونة من خلال أجهزة الاستشعار الموصلة ، و استخدام كاميرا التصوير الموصلة بشاشة تلفزيونية باستخدام تقنية التصوير الحراري ، و مجموعة الكشف الليزرية ، بالإضافة إلى نظام التتبع الآلي واليدوي لتعقب الأهداف، ويسلح هذا المدفع بذخائر شديدة الاختراق (خارقة للدروع ) من نوع FAPDS 27mm التي تحو ل الطاقة الحركية إلى آثار محرقة شديدة الانفجار مماثلة للذخائر المعروفة subcalibre.
ويمكن ربطه أو دمجه بسهولة مع الأنظمة القائمة بما في ذلك أجهزة المدافع الأخرى مما يتيح مشاركة فعالة في مجابهة الهجمات الجوية ، وبسبب أنها خفيفة الوزن وصغيرة الحجم يسمح هذا التصميم بدمجها مع جميع أنواع السفن من دون الحاجة لاختراق السطح .
ـ المدفع البحري الخفيف عيار30مم نظام (MLG 30 / ABM) والذي يعمل بالتحكم عن بعد والمصمم للرد على التهديدات غير المتناظرة مثل الدفاع عن النفس لنظام اليوم والغد ليتلاءم مع مختلف أنواع السفن الحربية وزوارق الدوريات ضد الأهداف الجوية الأهداف السطحية وأهداف الشاطئ ويتميز بدرجة عالية من الدقة والنظام يعمل من خلال مزيج من الديناميكية العالية بالإضافة إلى نظام الاستشعار التقني للرؤية الليلية ، بضمان سيطرة دقيقة على النيران تستخدم أحدث تكنولوجيا ذخائر التفجير الجوية (ABM) لتحقيق الفعالية المطلوبة، و المدفع البحري الخفيف عيار30مم اليوم يقوم بتحسين قدرة السفن بشكل كبير في التعامل مع متطلبات التسليح الأكثر تعقيداً من خلال التحكم عن بعد والتعاون مع نظم المراقبة والاستطلاع الآلية ، كما يسمح تصميمه بدمجه مع جميع أنواع السفن من دون الحاجة لاختراق السطح بمرونة ،كما يتميز بانخفاض الوزن.
ـ مجلة الدفاع ؛ع146(2008)
ـ مجلة الدفاع الخليجي ؛ ع52(2000) ـ ع37(2004) ـ ع 75(2004)
ـ مجلة الجندي؛ ع378(2005) ـ ع393(2006)
ـ مجلة Janes IDR ؛ August 2008
ـ كتيب مجلة الدفاع ( المفهوم الاستراتيجي للقوة البحرية)