"الصاروخ الكورى" يدق ناقوس الخطر النووى فى قلب آسيا
قبل 48 ساعة من إطلاق كوريا الشمالية لصاروخها المزمع طويل المدى، تتجه أنظار العالم إلى بيونج يانج، التى مازالت تتحدى كل من يقف أمام طموحاتها النووية، رغم وفاة زعيمها كيم جونج إيل فى ديسمبر من العام الماضى، وتواصل كوريا الشمالية تحدى العالم بإقامة ثالث تجربة نووية لها، بعد تجربتها الأولى فى عام 2006 وتجربتها الثانية عام 2009، التى أدت إلى حدوث هزة اصطناعية فى المنطقة الشمالية الشرقية بالبلاد.
وقامت بيونج يانج بتفعيل برنامجها النووى عام 1993، بعد أن انسحبت من معاهدة حظر الانتشار النووى التى انضمت إليها عام 1985. وبعد مفاوضات مع الولايات المتحدة فى عهد الرئيس كلينتون، وقامت بتعليق انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووى. وكان اتفاق عام 1994، بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، يقضى بوقف بيونج يانج كافة أنشطتها النووية، والسماح بوصول المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى منشآتها النووية فى الوقت المناسب، مقابل تزويدها بنفط الوقود الثقيل ومفاعلين لتوليد الطاقة من نوع أقل. غير أن المفاعلين اللذين كان من المقرر أن يقدمهما اتحاد شركات دولى يحمل اسم "طيدو" تأخر وصولهما كثيرا عن الموعد المقرر، مما أدى لترسيخ حالة عدم ثقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وتلا ذلك قيام بيونج يانج بتطوير قدراتها النووية والصاروخية، حيث تزايدت حدة التصعيد، بفرض عقوبات دولية وانفرادية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، ثم العودة إلى الحوار والمفاوضات دون التوصل إلى نتائج محددة.
فى عام 2006 أطلقت كوريا الشمالية صاروخين طويلى المدى "تايبو دونج" 1و2، واللذين يصل مداهما لأكثر من سبعة آلاف كيلومتر، ويصلان إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة، إضافة لقدرتهما على الوصول إلى جميع الأراضى اليابانية.
وقد استهدفت كوريا الشمالية من تطوير برنامجها الصاروخى تحقيق عدة أهداف، أولها: أن بيع هذه الصواريخ يعتبر مصدر دخل للعملات الصعبة لحكومة بيونج يانج. ثانيها: أن تطوير هذه الصواريخ لتطال كافة الأراضى اليابانية سيمكن بيونج يانج من استهداف جميع القواعد الأمريكية فى اليابان، الأمر الذى يحول دون استخدام الولايات المتحدة لها فى حال اندلاع حرب معها. ثالثها: أن كوريا الشمالية ستكون قادرة على المفاوضة على حجم أكبر من المساعدات الاقتصادية، فى حال كانت قدراتها العسكرية والصاروخية أكبر. ورغم إجراء التجربة النووية الكورية، فقد استأنفت المحادثات السداسية مرة أخرى، وقامت كوريا الشمالية بعدد من الخطوات باتجاه التهدئة مع الولايات المتحدة، حيث قامت فى فبراير عام 2007 بإغلاق مفاعلها النووى الرئيسى. وفى يونيو من العام نفسه، قامت بإغلاق مفاعل يونجبيون.
وقامت كوريا الشمالية بثانى تجاربها النووية عام 2009، حيث قامت بتفجير جهاز نووى تحت الأرض ، وأدت إلى حدوث هزة اصطناعية بالمنطقة الشمالية الشرقية من كوريا الشمالية.
بعد مرور ثلاثة أعوام من التجربة النووية الثاني، ورغم التهدئة التى سعت لها بيونج يانج مع واشنطن، مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية ضخمة، إلا أن الزعيم الكورى الجديد كيم جونج أون سار على نهج والده واتخاذ نبرة "التحدى" أيضا وأعلن عن إطلاق صاروخ بالستى طويل المدى فى الذكرى المئوية لتأسيس الدولة الكورية ما بين 12- 14 أبريل.
وأكملت كوريا الشمالية نصب الصاروخ صاحب المراحل الثلاث فى منصة الإطلاق وتبقت عملية تزويد الصاروخ بالوقود فقط، متوقعا أن تبدأ بيونج يانج، بحقن الصاروخ بالوقود اليوم أو غدا نظرا لأن عملية التزويد تستغرق يومين قبل الإطلاق".
وحول توقيت إطلاق الصاروخ بعيد المدى لكوريا الشمالية، ذكر مسئول آخر فى الحكومة أن الأحوال الجوية تعتبر أهم عنصر لإطلاقه مشيرا إلى أن كوريا الشمالية ستحدد توقيت إطلاقه غير أنه من المرجح أن تطلقه قبل الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الأسبق كيم إيل سونج مؤسس الدولة الموافق يوم 15 إبريل.
واعتبرت الحكومة الكورية أنه من المرجح أن تطلق كوريا الشمالية الصاروخ خلال يومى 11 و14 إبريل حيث إنها نقلت تقريرا إلى وسائل الإعلام العالمية التى تريد إجراء تغطية الصاروخ، يدعوها إلى الوصول إلى بيونج يانج حتى يوم 12 إبريل.
وسيتم إطلاق الصاروخ بعد الانتهاء من تركيب ثلاث مراحل من التعزيز على منصة الإطلاق التى من المتوقع أن تشهد إطلاق الصاروخ فى غضون يومين او ثلاثة.
وتنظر كل من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة والقوى الإقليمية الأخرى إلى هذه المزاعم بأنها "ذريعة لإخفاء تجربة صاروخية محظورة"، وفى محاولة منها لدعم قضيتها قامت (بيونج يانج) بدعوة خبراء فضاء وصحفيين أجانب لمشاهدة وحضور عملية اطلاق الصاروخ.
وتنظر كل من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة والقوى الإقليمية الأخرى إلى هذه المزاعم بأنها "ذريعة لإخفاء تجربة صاروخية محظورة"، وفى محاولة منها لدعم قضيتها قامت (بيونج يانج) بدعوة خبراء فضاء وصحفيين أجانب لمشاهدة وحضور عملية اطلاق الصاروخ.
وأشارت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية الى ان الصحفيين والخبراء قاموا اليوم بجولة فى محطة اطلاق الصاروخ الواقعة فى منطقة (كولسان) الشمالية الغربية.
وقد صعد الزعيم الكورى كيم جونج أون، من لهجة الخطاب العسكرى لنظامه، حيث هددت بيونج يانج بالرد على أى دولة تعترض الصاروخ الكورى الشمالى الناقل أو بجمع حطامه.
وقد حذرت لجنة التوحيد السلمى لكوريا فى بيونج يانج من أن اعتراض القمر الصناعى سيكون "عملا حربيا"، وسوف يتسبب فى كارثة هائلة، موضحة أن كل من "اعترض القمر الصناعى أو جمع حطامه سوف يلقى عقابا فوريا، حازما وبلا رحمة" من الشمال.
فى السياق ذاته حذر مسئول أمريكى من أن صاروخا كوريا شماليا من المزمع أن يطلق الشهر القادم قد يؤثر على منطقة بين استراليا واندونيسيا والفلبين.
وأشارت تقارير إلى أن كيرت كامبيل مساعد وزير الخارجية الامريكى قد طلب من الدول الثلاث إدانة إطلاق الصاروخ.
وقالت كوريا الشمالية إن الصاروخ سيتخذ مسارا جديدا بدلا من مساره الاول الذى يمر فوق اليابان.
وأكدت اليابان إنها وضعت دفاعاتها المضادة للصواريخ على أهبة الاستعداد فى جزيرة اوكيناوا التى قد تكون فى ممر الصاروخ.
وقالت كوريا الشمالية إن الصاروخ سيضع قمرا صناعيا فى الفضاء ولكن الولايات المتحدة تقول إن إطلاق القمر الصناعى يأتى كستار لاختبار صاروخ طويل المدى، وهو ما قد يستخدم كوسيلة لنقل أسلحة نووية.
المصدر
التعديل الأخير: