حكم الدعوة إلى الله بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة

ابو حامد

عضو مميز
إنضم
14 مارس 2008
المشاركات
1,109
التفاعل
15 0 0
حكم الدعوة إلى الله بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: ما حكم الدعوة إلى الله بالأحاديث الضعيفة والموضوعة؟

الجواب: لا يجوز الدعوة إلى الله بهذا، ولنضرب مثالاً لهذا: يروى حديث موضوع عن علي بن أبي طالب أنه قال: {دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدته يبكي بكاءً شديداً، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله! ما الذي أبكاك؟
فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء، رأيت نساءً عذابهن شديد، فأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن... } ثم يذكرون حديثاً طويلاً بعض ألفاظه صحيحة، لكن بهذا الطول ليس بحديث ولا يصح.
والعبرة التي نأخذها نحن في واقعنا الآن من كلامنا هذا، أن الأمة بحاجة إلى العلم الشرعي الصحيح، وأنها لا يجوز لها أن تدعو بهذه الأباطيل، حتى لو دعوت إلى الله فلا تدعو إلا بما شرع الله، حتى لو جمعنا الناس إلى المسجد للصلاة بناء على حديث موضوع أو ضعيف كما يذكر أحياناً أحاديث تُعلق في المساجد، فهذا لا يصح، ويخطئون على ذلك؛ لأن الإنسان ترتبط هدايته بما اهتدى به، فإذا ارتبطت هدايته بحديث موضوع ظل يجله ويعظمه ويعتقد صحته، فيكون رجوعه إلى الحق ممزوجاً بذلك الباطل، وهو اعتقاد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال شيئاً وهو لم يقله، فيكون ذلك من الكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن القول على الله بغير علم.
فالدعوة -والحمد لله- في غنىً عن هذا، والموعظة من القرآن تكفينا، ولو قرأناه قراءة المتدبر المتأني المعتبر المتعظ لكفانا وأغنانا، ويضاف إليه ما صح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومواعظه موجودة في كتاب الرقاق من الصحاح وفي كتب الوعظ الصحيحة كما في صحيح الترغيب والترهيب -مثلاً- والحمد لله هي موجودة وميسرة، فلماذا نرجع إلى الأباطيل أو الضعاف أو الأمثال أو الحكايات أو الروايات؟ لا يجوز ذلك، وهذا من الخلل في منهج الدعوة، ومما يجب على الصحوة وشبابها أن يحذروه إن شاء الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله الطيبين.


وهذه فائدة من كتاب شرح البيقونية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

أما الضعيف فهو ما ليس بصحيح ولا حسن0
وجميع هذه الأقسام مقبولة ما عدا الضعيف، وكلها حجة ما عدا الضعيف0
وجميع هذه الأقسام يجوز نقله للناس والتحديث بها لأنها كلها مقبولة وحجة ما عدا الضعيف فلا يجوز نقله أو التحدث بها إلا مبينا ضعفه، لأن الذي ينقل الحديث الضعيف بدون أن يبين ضعفه للناس فهو أحد الكاذبين على النبي- صلى الله عليه وسلم- لما روى مسلم في صحيحه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ( من حدَّث عنّي بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )0 وفي حديث آخر ( من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)0
إذا فلا تجوز رواية الحديث الضعيف إلا بشرط واحد وهو أن يبين ضعفه للناس، فمثلا إذا روى حديث ضعيفا قال: روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث وهو ضعيف0

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

الذي يظهر لي أن الحديث الضعيف لا تجوز روايته إلا مبينا ضعفه مطلقا، لا سيما بين العامة لأن العامة متى ما قلت لهم حديثا فإنهم سوف يعتقدون أنه حديث صحيح، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله، ولهذا من القواعد المقررة عندهم هو ( أن ما قيل في المحراب فهو صواب ) وهذه القاعدة مقررة عند العامة فلو تأتي لهم بأ كذب حديث على وجه الأرض لصدقوك، ولهذا فالعامة سيصدقوك حتى لو بيّنت لهم ضعفه لا سيما في الترغيب والترهيب، فإن العامي لو سمع أي حديث لحفظه ولأعرض عن الانتباه لدرجته وصحته0

والحمد الله فإن في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الصحيحة ما يغني عن هذه الأحاديث، والغريب أن الوضَّاعين الذين يكذبون على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وضعوا أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حث الناس على التمسك بالسنة، وقالوا: إننا لم نكذب على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإنما كذبنا له، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار ) أما نحن فقد كذبنا له، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه لأنك نسبت إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- ما لم يقله، وهذا هو الكذب عليه صراحة، وفي السنة الصحيحة غنى عما كذبت عليه0
 
كم احبك يا اخي ابو حامد....و الله اعجز عن شكرك بارك الله فيك
مواضيعك كلها موعظة لنا, و كم اعجبني موضوعك, فهجو مهم ليبين للناس الفرق الشاسع بين حديث صحيح و اخر ضعيف
 
بارك الله فيك اخوي ابوحامد واجزل لك الثواب والعطاء
 
عودة
أعلى