بهدف جعلها تحلق لمدة أطول وعلى مسافة أبعد
اعد علماء أميركيون في مختبرات سانديا الوطنية، وهي الوكالة الحكومية للأبحاث النووية والتطوير، مع شركة نورثروب غرومان تصاميم جيل جديد من الطائرات بدون طيار تمكنها من التحليق لمدة أطول وفي مناطق بعيدة من دون تزويدها بالوقود.
وأعدت التصاميم الجديدة مختبرات سانديا الوطنية، وهي الوكالة الحكومية الرئيسية للأبحاث النووية والتطوير، مع شركة نورثروب غرومان، التي تعتبر من اكبر المتعهدين العسكريين المتعاملين مع البنتاغون. وقالت سانديا إن الهدف من الطائرات الجديدة هو زيادة وقت التحليق من أيام الى أشهر، وتوفير قدر أكبر من الطاقة لتشغيل المعدات على متنها.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الناشط كريس كولز من منظمة حرب الطائرات بدون طيار البريطانية المناهضة لاستخدام هذه الطائرات، سواء للأغراض العسكرية أو المدنية، قوله إن الطائرات بدون طيار اقل اماناً بكثير من الطائرات الأخرى، وتتحطم في احيان كثيرة. وأضاف أن هناك توجهاً قوياً لزيادة استخدامها وأن دلالات ذلك خطيرة سواء للحكومات أو الرأي العام.
وتهدف الأبحاث الجارية في هذا القطاع التكنولوجي الحساس، الى حل ثلاث مشاكل ترتبط بالطائرات بدون طيار هي مدة تحليقها غير الكافية فوق الهدف المحتمل وكمية الطاقة المطلوبة لتشغيل منظومات مراقبة واسلحة متطورة على متنها، وعدم توفر القدرة على الاتصال.
ودرس فريق مختبرات سانديا وشركة نورثروب غرومان العديد من نظم الطاقة لتشغيل طائرات بدون طيار من الحجم الكبير والمتوسط، قبل أن يستقر رأي الفريق على استخدام الطاقة النووية. والمعروف أن نورثروب صممت طائرة بدون طيار مجهزة بمفاعل نووي يُستخدم غاز الهليوم في تبريده منذ العام 1986، وعملت سابقاً على مشاريع نووية مع مختبر ابحاث السلاح الجوي الاميركي. ويعود تاريخ التصاميم لبناء طائرات تعمل بالطاقة النووية الى عقد الخمسينات.
واكتشف فريق البحث أن الطائرات بدون طيار النووية قادرة على تأمين وقت استطلاع وجمع معلومات أطول بكثير، في الرحلة الواحدة بالمقارنة مع التكنولوجيات الأخرى، وتقلل ايضاً تكاليف منظومات الاسناد، بالاستغناء مثلا عن الحاجة الى وجود قواعد متقدمة وامدادات من الوقود في مناطق بعيدة وقد تكون معادية.
وتقرر وقف العمل بسبب مخاوف من اعتراض الرأي العام على مثل هذه التكنولوجيا المحفوفة بالمخاطر المحتملة، بما في ذلك خطر تحطمها وبذلك تحويل الطائرة عملياً الى ما يُسمى بـ "قنبلة قذرة"، أو وقوع منظومة الدفع النووية بأيدي ارهابيين أو قوى غير صديقة.
وأكدت مختبرات سانديا انتهاء المشروع. وقالت إن البحث في هذا الموضوع كان نظرياً ومفهومياً الى حد بعيد، وأن العمل اسفر عن دراسة جدوى اولية من دون بناء مكونات أو اختبارها، وأضافت "أن المشروع انتهى".
ونقلت صحيفة الغارديان عن وثيقة لاتحاد العلماء الأميركيين وهو مؤسسة ابحاث مستقلة، أن مختبرات سانديا اجرت دراسات مركزة لترجمة الحاجات المحددة الى تصاميم نظرية وعمليات يمكن نقلها بسهولة من مختبرات سانديا الى كوادر التصميم والانتاج.
وتتسم القضية بحساسية بالغة حتى أن الوثيقة تتجنب الحقيقة الماثلة في أنها تتحدث عن طائرة بدون طيار، مشيرة بدلاً من ذلك الى "تكنولوجيات الدفع والطاقة التي ذهبت أبعد بكثير من التكنولوجيات الهيدروكاربونية المتاحة". ولكن كبير الباحثين في مختبرات سانديا الدكتور ستيفن درون هو خبير معروف في تكنولوجيا الدفع النووية.
كما جاء في الوثيقة التي تلخص مشروع البحث، أنه من المقرر استخدام النتائج "في الجيل القادم من المركبات الجوية غير المأهولة التي تُستخدم في تطبيقات عسكرية واستخباراتية"، حيث ستتيح المنظومات اداء لا تضاهيه التكنولوجيات الأخرى.
واضافت الوثيقة، أن النتائج لن تُستخدم في المستقبل القريب أو على المدى المتوسط بسبب المحاذير السياسية.
ويمكن تقدير الآثار المحتملة للطائرات بدون طيار التي تعمل بالطاقة النووية بمقارنتها مع طائرات عاملة حالياً مثل ام كيو ـ 9 ريبر، التي تُستخدم على نطاق واسع في افغانستان وباكستان ضد الجماعات المسلحة. وتحمل طائرة ريبر نحو طنين من الوقود، بالاضافة الى حمولة مماثلة من الاسلحة ومعدات أخرى، وتستطيع البقاء في الجو نحو 24 ساعة أو 14 ساعة فقط حين تكون حمولتها كاملة من الذخيرة.
ولكن استخدام الطاقة النووية سيمكن الطائرة ريبر من البقاء في الجو فترة اطول بكثير، وحمل عدد أكبر من الصواريخ أو معدات الاستطلاع والاستغناء عن الحاجة الى أطقم ارضية تتمركز في مناطق نائية وخطيرة.
ويعتقد الناشط كولز أن زيادة القدرات التكنولوجية للطائرات بدون طيار تهدد بأخطار متعددة لأن هبوط كلفتها، وقلة خسائرها المحتملة بالمقارنة مع الحرب التقليدية، يغريان باستخدامها من دون التفكير في العواقب المترتبة على ذلك.
http://65.17.227.85/Web/news/2012/4/727037.html