دوافع احتلال فرنسا للجزائر

a_aziz

عضو
إنضم
23 ديسمبر 2007
المشاركات
9,399
التفاعل
267 0 0
كتبهاحرفوش مدني ، في 1 فبراير 2009 الساعة: 09:21 ص
ولذلك نرى لزاما علينا، إنصافا للتاريخ، وإيضاحا للحقيقة والواقع - أن نقف بالقارئ الكريم على أصل العامل الذي دفع بفرنسا لاحتلال الجزائر.و لقد سبق أن أشرنا إلى محاولاتها الفاشلة منذ القرن السابع عشر غزوها ، و الاستيلاء عليها ؛ أي قبل حادثة المروحة بِمائتي سنة الأمر الذي لا يترك لك مجالا للشك في النية السيئة الخبيثة التي كانت تبيتها فرنسا المعتدية الظالمة للجزائر المسالمة.
على أن المؤرخين المنصفين من الفرنسيين قد وقفوا بسهولة على حقيقة ذلك الطابع المموه الذي حاولت فرنسا أن تعطيه لسبب الحملة الإجرامية.
فهذا السير” روي دفركس”(Sir Roy deveraux)يقول في كتابه:”مظاهر الجزائر” “… أنه من المتعذر أن يبرر المرء من وجهة النظر الأخلاقية ، اعتداء أمة متمدينة على إقليم ليس لها”.
وأما رجل الدولة النمساوي الشهير:” ميترنيخ” (Metternich) فيقول:” أنه ليس من المعقول في شئ أن تصرف فرنسا مائة مليون، وتضحي بأربعين ألف رجل من جيشها من أجل ضربة مروحة”.

 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

الدوافع الاقتصادية
والعوامل والدوافع التي دفعت بفرنسا على أن تحتل الجزائر، وتبسط عليها سلطانها تتلخص - قبل كل شئ- في المطامع الاقتصادية.
وأَيُّمَا عملية استعمارية تتم إلا وهي تحمل، أول ما تحمل عملية تجارية ترمي إلى استنزاف خيرات البلاد المحتلة، وبسط اليد على موارد الرزق فيها واحتكار أسواقها، واسترقاق أبنائها لصالح الغزاة المستعمرين.
ويصور هذه الفكرة أدق تصوير حاكم البنغال الوطني في مذكرته التي يشكو فيها لإدارة الشركة البريطانية أساليب عملائها في شهر مايو سنة 1722 إذْ يقول:” أنهم يستخدمون القوة في الاستيلاء على الطيبات والسلع من الفلاحين والتجار بربع قيمتها. وهم يرغمون الفلاحين وغيرهم بأساليب العنف والقهر،على أن يدفعوا في البضائع التي يبيعونها لهم خمسة أضعاف استحقاقها”.
ولقد اتسم القرن التاسع عشر، أكثر من غيره، بذلك التسابق، بين الدول الأوروبية والأمريكية إلى استعمار الشعوب والأمم في إفريقيا وآسيا حتى أنه أصبح ينعت”بعصر الاستعمار”، ومما لا شك فيه- تاريخيا وعمليا، واقتصاديا، أن فرنسا كانت أكثر تلك الدول شراهة في الغزو وبحثا عن الأسواق لتصرف منتجاتها، وسعيا وراء التوسع الاستعماري وبسط النفوذ والحصول على المواد الأولية ؛لأنها كانت أكثر خوفا من غيرها على تجارتها الخارجية بسبب منافسة هولندا، وإنجلترا لها،وبسبب فقدانها كندا والهند، وضياع مصر من يديها بعدما كانت تمني نفسها بخيراتها،وبالاستقرار في دلتا نيلها.
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

ولتتضح لنا هذه الناحية الاقتصادية التي دفعت بفرنسا لاحتلال الجزائر-نستشهد بشاهد فرنسي من أهلها،وهو وكيل العلاقات التجارية الفرنسية في ” سفرن”بألمانيا، كتب يوصي فرنسا بأن تعمل على غزو الجزائر قائلا:”إن الفوائد المادية التي يمكن لفرنسا أن تحصل عليها، حتى إذا لم تدخل في الحساب المائة والخمسين مليونا التي تحتوي عليها خزينة الجزائر في التقدير العام، أجدى وأنفع للبلاد مما يمكن أن يتكلف اقتصاديا ويستطرد معددا الثروة الطبيعية في الجزائر فيقول:” سهول طيبة جدا ذات خصوبة مدهشة عجيبة، مناجم للحديد، والرصاص منتجاتها من أجود وأحسن الأنواع، جبال الملح المعدني ، ملح البارود والملح العادي يوجدان تقريبا في كل مكان وبكثرة فائقة حتى على وجه الأرض:انتهى من كتاب”بداية إمبراطورية” صفحتي 75-76 لصاحبه”إسكير”.
على أنه يجب أن لا ننسى، بالنظر هنا، جانب أولئك الأشراف الأثرياء والنبلاء الذين جردتهم ثورة 1798 من أراضيهم ومزارعهم، فهم أيضا لهم اعتبارهم فيما نحن بصدده، لأن فتح أراضي جديدة فيما وراء البحار لا يمكن إلا أن يساعدهم على توظيف أموالهم، وبسط سلطانهم، وإعادة مجدهم.ومن هنا فهم يعدون عنصرًا مشجعا على القيام بعملية غزو الجزائر واحتلالها.
ومن الناحية الصناعية كانت فرنسا في ذلك العهد تعاني صعوبات جمة من ناحية عدم توافر الموارد الأولية لديها،و يتضح ذلك لدينا إذا ما نحن ناظرنا بين الحالة عندها وبينها في إنجلترا في ذلك العهد.
والجدول الذي نثبته أسفل لأثمان القطن سنة 1811 نقلا عن كتاب:”القضية الجزائرية” صفحة 19 لصاحبه”ن-دوربان-لوف”يوضح لنا مقدار تلك الأزمة التي تعانيها فرنسا في المواد الأولية، و في ارتفاع أثمانها بسبب قلتها، و عدم توافرها.
ثمن القطن في لندن في ليبزيغ في باريس من
قطن البرازيل 230 فرنكا 268 فرنكًا 1.600إلى1640
قطن الشرق 128 570 ً 900 إلى 920​
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

**الدوافع السياسية**
استقبلت فرنسا القرن التاسع عشر وهي مطرودة من كندا في أمريكا، ومن الهند في آسيا، ومن مصر في إفريقيا. ثم تتابعت عليها الهزائم في أوربا في آخر”العهد النابليوني” ورأت أحلامها تتحطم في القارة عندما عقد مؤتمر لندن الدبلوماسي على إثر هزيمة “نابليون” في “واترلو”.ومن ثم راحت تحاول استرجاع الصيت المنهار، والسمعة المتداعية والسلطان الضائع، والمجد السياسي المفقود. فحاولت أول ما حاولت لرد شئ من ذلك مهاجمة أسبانيا، ولكنها ردت على أعقابها خاسئة.
ثم تبدى وظهر لها في الجو مطمح طالما تاقت نفسها إليه، وتعلقت آمالها ومطامعها به، وهو وإن كان بالأمس دونه خرط القتاد إلا أنه يظهر لهم اليوم من السهولة و اليسر بمكان.
ذلك لأن العرين قد خلا من آساده (كذا)،ولأن الآجام والآكام قد غادرها ليوثها ولأن ثغور الجزائر قد ارتحل عنها المرابطون بها، وبعد عنها أبطالها في رحلتهم إلى الشرق منذ سنة 1827، بأسطول الجزائر وبقوتها البحرية اللُّجِّيَّة، لنجدة الأخوة الإسلامية المستغيثة وللدفاع عن الكرامة العربية والشرقية في محنتها، ولمساندة الأسطولين المصري والتركي في تلك المؤامرة الخبيثة، مؤامرة “نافارينو” التي تألبت فيها إنجلترا وفرنسا وروسيا عليهما، وتحالفت على أن تجعل حدًّا ونهاية للقوة الإسلامية في البحر تمهيدًا للسطو على الأقطار العربية والإسلامية، ووضع اليد على كنوزها وخيراتها مقسمة الأسلاب والمغانم، مستعبدة أبناء الفاتحين الأول وأحفادهم على حين بغتة من أمرهم.
فهرع الأسطول الجزائري إلى:”نافارينو” مدفوعًا بالحمية العربية ومسوقًا بالنخوة الإسلامية.و هنالك كانت الكارثة، ووقع ما لم يكن في الحسبان؛ إذْ كانت الدائرة على الأساطيل الثلاثة:المصري التركي،والجزائري ؛فابتلعها البحر بمن فيها من الأبطال الأشاوس.
وفقدت الجزائر بذلك، من جملة ما فقدت من معظم وحدات أسطولها الكبرى وعديد من الوحدات الخفيفة،أكثر من أربعة آلاف جندي بحار هبوا من الجزائر لنجدة العروبة والإسلام،فلقوا حتفهم بجانب إخوانهم المصريين والأتراك، ولسان حالهم ينشد:
ولست أبالي حين أُقْتَلُ مسلمًا** على أي جنب كان في الله مصرعي
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

وهكذا تبدى لفرنسا، وظهر لها في الجو ذلك المطمح الذي دونه قطع حبل الوريد، وخرط القتاد ، والمستحيلات الأربع؛فأعدت له العدة وجهزت له القوات، واتخذت للأمر كل الأهبة، وما يتطلب من الحذر، ثم راحت ترقب الأحداث وتنتهز الفرصة، وتبحث عن الأسباب التي يمكن أن تتخذها ذريعة، وعن المعاذير التي يمكن أن تستند إليها.
فكان أن استفز قنصلها:”دوفال” حسين باشا داي الجزائر كما قدمنا طبق خطة مرسومة، مدروسة، موعز بها. فنتج عن ذلك حادث المروحة تلك الشعوذة التي طلعت بها فرنسا على العالم مبررة بها إقدامها على الغزو والاحتلال. ولهذه الشعوذة المخيطة بالخيط الأبيض يشير المؤرخ الفرنسي “هنري جارو” في كتابه”التاريخ العام للجزائر” الذي قرضته الأكاديمية الفرنسية، وأثنت عليه، إذْ يقول بالحرف الواحد:” كانت حكومة فرنسا قد عزمت على أن تضع حَدًّا للقرصنة الجزائرية وأرادت أن تغتنم فرصة مغيب أكبر السفن الحربية الجزائرية في المشرق كي تجد دعوى تبرر بها إعلان الحرب على الجزائر،فأرسلت تعليمات إلى قنصلها(في الجزائر)تأمره بأن يغتنم أية فرصة لإيجاد الخلاف النهائي…”.
ومن تلك الدوافع السياسية أيضا لاحتلال الجزائر محاولة “شارل العاشر” ملك فرنسا، ومحاولة حكومته-شغل الرأي العام الفرنسي بحرب خارجية يتخلصان بها من ذلك التذمر وخنق الرأي العام، والزج بالأحرار والجمهوريين في غياهب السجون.
فبوادر” ثورة يوليو” سنة 1830، أو ثورة الأيام الثلاثة التي ذهبت بشارل العاشر” وافتكت الحكم والسلطان من فرع”البربون” الأكبر لتنصب بدله على عرش فرنسا الفرع الأصغر-كانت قد بدأت تعصف مزمجرة نائحة، مهددة.فكان من سياسة الملك:”شارل العاشر” وحكومته، اتقاءً للأخطار التي يمكن أن تسفر عنها،وجوب الإسراع بإثارة حرب خارجية تلهي الناس، وتشغلهم عن مسائلهم الداخلية.
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

وكان أن اختيرت الجزائر لتلك الحرب العدوانية بعدما تبين لفرنسا إبحار الأسطول الجزائري إلى”نافارينو” وخلو الثغور الجزائرية من مرابطيها، ومن أبطالها، وحراسها.
وهناك دافع سياسي آخر لغزو الجزائر.ذلك أن فرنسا كانت في مطلع القرن التاسع عشر من أقوى الدول الأوربية عسكريًّا،و أكثرها سكانًا وأشدها حرصًا على استرجاع سلطانها الاستعماري الذي فقدته في حروب القرن الثامن عشر،وأن تعيد مكانتها العسكرية التي تتابعت عليها الهزائم في “مصر”،و”روسيا” وليبزيج،في بروسيا ” و”واترلو” .
وكان السياسيون الأوربيون يدركون تمام الإدراك هذا الحرص الذي يعتمل ويتفاعل في نفسية القادة الفرنسيين من مدنيين وعسكريين.فهم خوفًا من التوسع الفرنسي على حساب القارة الأوربية، وعلى حساب أمنها وسلامتها-زينوا لفرنسا في مؤتمر”فيينَّا” سنة 14-1815 القيام بحملة على الجزائر على أن يساندوها، ويساعدوها ماديًّا وعسكريًّا.
وأصدر المؤتمر قراره هذا بالإجماع إذا ما استثنينا بريطانيا التي عارضته.
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

والسياسيون الأوربيون في ذلك العهد،و في مؤتمر”فيينَّا” على الخصوص،كانوا لا يهمهم من إصدار قرارهم ذلك إلا أن يشغلوا فرنسا في حرب بعيدة عن القارة الأوربية،و أن يجدوا بذلك مجالا لنشاط القادة الفرنسيين العسكريين ولرجال الجيش الذين كانت أسكرتهم ذكريات الانتصارات الماضية.ومن ثم فهم ما برحوا يحاولون رد اعتبارهم في نظر العالم في ذلك العهد، و في نظر أنفسهم أيضًا حتى يبرهنوا من جديد على براعتهم الحربية، وتفوقهم العسكري، وخبرتهم الإستراتيجية.
وقد تم للجميع ما أرادوا، أما فرنسا فقد زادت اقتناعا بفكرة العمل على احتلال الجزائر؛لأن الفكرة في حد ذاتها، مجردة من التشجيع الأوربي الجديد الذي أبداه المؤتمر، قديمة طالما راودتها، ودغدغتها، و استهوتها إلى هذه الناحية الجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط.
ومن هنا زاد اهتمامها بالجزائر، واستعدادها للسطو عليها في مناسبة تعينها ظروف الزمان والمكان. وأما السياسيون الأوربيون فقد نجحوا بذلك في إبعاد الخطر عن قارتهم؛لأنهم يوقعون لفرنسا على الوتر المحبوب الحساس ويزينون لها ما في خبيئتها، ويسيلون لها لعابها، ويمنونها بإعادة السلطان والمجد، وبداية إمبراطورية جديدة على حساب الجزائر.
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

الدوافع الصليبية
على أنه يجب أن لا نهمل هنا بالنظر تلك الدوافع الصليبية التي كانت تدفع فرنسا “البنت الكبرى للكنيسة الكاثوليكية” إلى احتلال الجزائر.
فهي بهذا الوصف الذي أسبغته على نفسها كثيرًا ما كانت تخامرها المطامع في أن تجعل لها من إفريقيا ما كان لروما الزائلة من سلطان روحي و استعماري، و هي لذلك لا تتحرج بأن تتعهد علنا للعالم الكاثوليكي بالعمل على ” تمسيح إفريقيا وردها إلى الكنيسة الكاثوليكية”.
ولماذا نذهب بعيدًا وها هو ذا “الدوق دي كليرمونت تونر ” وزير الحربية الفرنسية يثبت في التقرير الذي قدمه لملكه بتاريخ 14 أكتوبر سنة 1827 ما لا يترك مجالا للشك في نوايا فرنسا الصليبية. فهو يعدد في تقريره كل الاعتبارات التي حملت” شارل العاشرٍ” على أن يسارع دون ما إمهال إلى الأخذ بالثأر…” من الإهانة التي ألحقت بفرنسا ” وبأن يضمن في نفس الوقت ” اعتراف المسيحيين بالجميل وذلك بإبادة أشد أعدائهم طغيانا..، ويستطرد قائلا:” مولاي لقد قمتم ضد عاصمة الجزائر بحرب عادلة” (إشارة إلى الحملة التي قادها على إثر المروحة الأميرال” كولليت ” ضد الجزائر بتاريخ 16 يونية سنة 1827 ، وإلى التي قادها الكابتن دي فريجات ديبوتي _ توارس(في 20 أكتوبر من نفس السنة)”ولقد قمتم بها وحدكم … مولاي لعلـه ليس من الاحتمال في شيء وليس بدون أهداف خاصة أن تنادي العناية الإلهية ابن القدس لويس ليأخذ الثأر، وليقتص للدين للإنسانية، للإهانة التي لحقته هو بالذات… أنه لا توجد دولة كبرى يمكن أن يكون لها الحق بأن تملي على ملك فرنسا المعاملة التي يتخذها من انتصاره على داي الجزائر إذا ما منحته العناية هذا الانتصار أو أن تعدل (تلك الدولة الكبرى) من التعويضات التي يمكن أن يطلبها جزاء وفاقًا للتضحيات التي تسببها له حملة هي بعد كل شئ ليست بأقل فائدة لأوربا كلها منها لفرنسا نفسها.
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

ويجب أن لا نتردد بالقول لأنفسنا بأنه ليس هناك أمن مع حكومة الجزائر إلا بإبادتها كليا.وليس هناك يا مولاي، وسيلة أخرى للوصول إلى هذا الهدف إلا بحملة برية اتخذ لها الضمان لنجاحها” فروح الصليبية هنا ظاهرة واضحة لا تحتاج إلى من يلفت النظر إليها.
ولنستمع بعد هذا إلى الملك:”شارل”العاشر يوم 31 يناير سنة 1830 يقول الشيوخ و النواب مجتمعين في جلسة عامة:” أن التعويض الباهر الذي أريد التحصيل عليه ، ترضية لشرف فرنسا، يؤول،بإهانة القدير، لصالح المسيحيين”.
أما الجنرال:”دي بورمونت” الذي جاء الجزائر قائدًا عامًا للحملة فيقول في خطابه الموجه إلى الوعاظ من رجال الدين المرافقين للجيش في إحدى المناسبات الدينية.” لقد جئتم لتعيدوا معنا فتح باب المسيحية في إفريقيا، أننا نأمل بأن تعود إليها(يعني المسيحية تعود إلى إفريقيا)قريبًا، لتعمل من جديد على ازدهار المدنية التي انطفأت.
هذه بعض الدوافع الاقتصادية، والسياسية، والصليبية التي حدت بفرنسا، ودفعت بها إلى احتلال الجزائر.و كل هذه الدوافع تدمغ فرنسا، وتصمها بالعدوان المبيت المدبر على الجزائر المسالمة.

 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

لم تكن دولة بمفهوم الدولة الحديثة
نصيحة جميلة مني كأخ اطلع جيدا على تاريخ شمال افريقيا و ابحث في مراجع التاريخ
:f010[1]:
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

على أنه يجب أن لا نهمل هنا بالنظر تلك الدوافع الصليبية التي كانت تدفع فرنسا “البنت الكبرى للكنيسة الكاثوليكية” إلى احتلال الجزائر.
فهي بهذا الوصف الذي أسبغته على نفسها كثيرًا ما كانت تخامرها المطامع في أن تجعل لها من إفريقيا ما كان لروما الزائلة من سلطان روحي و استعماري، و هي لذلك لا تتحرج بأن تتعهد علنا للعالم الكاثوليكي بالعمل على ” تمسيح إفريقيا وردها إلى الكنيسة الكاثوليكية”.

بارك الله فيك اخي عزيز على المقال .........الصراحة كل الحركات الاستعمارية الاوربية والغربية الى يومنا هذا ......هي في غالبها او هي بتحديد رغبة الغرب في لعب
درو الوريث الشرعي لتركة الامبراطورية الرومانية القديمة والكنيسة الرومانية الغربية {{ الكاثوليكية }}} واستعادة ممتلكتها القديمة بل تلك الحركات هي الرغبة في تجسيد الامبراطورية الرومانية القديمة وقوتها وهو تماما ما حاولت فعله فرنسا في شمال افريقيا وبريطانيا في الهند والشرق الاوسط وما تفعله امريكا حاليا........بل حتى الصراع القائم منذ قرون بين الغرب والذي تجسده اوربا الغربية وامريكا اليوم والشرق الذي تجسده روسيا اليوم يدخل في اطار الصراع على من هو الاحق بورثة تركة الامبراطورية الرومانية والذي بداء من عام 800 م عند اعاة احياء الامبراطورية الرومانية الغربية في فرنسا من طرف الجرمان وانتهاك حقوق الامبراطورية الشرقية في الغرب........و حتى لا نخرج عن الموضوع ونحوله الى درس سياسي تاريخي ......نقول في الاخير ان احتلال فرنسا للجزائر وشمال افريقيا له ابعاد واسباب اعمق وابعد بكثير من تلك الاسباب التي بررت بها فرنسا سلوكها الاستعماري اتجاه الجزائري وشمال افريقيا والعالم العربي....

 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

الدوافع الاقتصادية
والعوامل والدوافع التي دفعت بفرنسا على أن تحتل الجزائر، وتبسط عليها سلطانها تتلخص - قبل كل شئ- في المطامع الاقتصادية.
وأَيُّمَا عملية استعمارية تتم إلا وهي تحمل، أول ما تحمل عملية تجارية ترمي إلى استنزاف خيرات البلاد المحتلة، وبسط اليد على موارد الرزق فيها واحتكار أسواقها، واسترقاق أبنائها لصالح الغزاة المستعمرين.
ويصور هذه الفكرة أدق تصوير حاكم البنغال الوطني في مذكرته التي يشكو فيها لإدارة الشركة البريطانية أساليب عملائها في شهر مايو سنة 1722 إذْ يقول:” أنهم يستخدمون القوة في الاستيلاء على الطيبات والسلع من الفلاحين والتجار بربع قيمتها. وهم يرغمون الفلاحين وغيرهم بأساليب العنف والقهر،على أن يدفعوا في البضائع التي يبيعونها لهم خمسة أضعاف استحقاقها”.
ولقد اتسم القرن التاسع عشر، أكثر من غيره، بذلك التسابق، بين الدول الأوروبية والأمريكية إلى استعمار الشعوب والأمم في إفريقيا وآسيا حتى أنه أصبح ينعت”بعصر الاستعمار”، ومما لا شك فيه- تاريخيا وعمليا، واقتصاديا، أن فرنسا كانت أكثر تلك الدول شراهة في الغزو وبحثا عن الأسواق لتصرف منتجاتها، وسعيا وراء التوسع الاستعماري وبسط النفوذ والحصول على المواد الأولية ؛لأنها كانت أكثر خوفا من غيرها على تجارتها الخارجية بسبب منافسة هولندا، وإنجلترا لها،وبسبب فقدانها كندا والهند، وضياع مصر من يديها بعدما كانت تمني نفسها بخيراتها،وبالاستقرار في دلتا نيلها.

صحيح وهذه هي مختصر الاسباب الاقتصادية الداخلية و الخارجية لفرنسا والتي ادت بها الى ضم الجزائر ودول شمال افريقيا وهي نفسها الاسباب التي نرها تتكرر الى اليوم مع كل الحركات الاستعمارية والامبريالية في العالم .........وهنا يظهر تاثير الفكر الروماني على الغرب وبناء الفكر التوسيعي لديه وهو الفكر الذي ادى بفرنسا لدخول شمال افريقيا والذي كان في نفس الوقت احد اسباب الاستعمار الفرنسي للمنطقة ......ففي تاريخ الفكر الروماني نجد ان رغبة الرومان في تحقيق امنهم القومي ادت بهم الى الصراع مع قرطاجة القوة الافريقية التي كانت تشكل تهديد للقوة الرومانية الناشئة.....والرغبة في تحقيق الامن القومي الروماني ادت ايضا بروما الى دخول في سلسلة حروب استباقية مع اهم القوى الحضارية والعسكرية في المتوسط كسوريا السلوقية ومقدونيا والدول الاغريقية والقبائل البربرية في اوربا واخضاعها قبل ان تتحول الى قوى حقيقية تهدد المصالح الرومانية في المتوسط وهو التقليد الاستراتيجي الذي استمرت اوربا والعالم الغربي الى اليوم في تقليده بدقة.....وفي الاسباب الاقتصادية التي ادت الى التوسع الروماني نجد ان رغبة الرومان في تامين مصادر القمح الدائمة ادت بهم الى اخضاع مصر ودول شمال افريقيا ولتامين طرق التجارة الغنية الى الهند وجهت الحملة الرومانية الفاشلةعام 13 م بقيادة ايليوس غالوس حاكم مصر على الجزيرة العربية ....ولتامين طريق التجارة او طريق الحرير الى الشرق لم تتوقف الحروب الرومانية الفارسية على العراق ومنطقة الخليج الى غاية الفتح الاسلامي ومن الاسباب التي ادت بروما الى احتلال اسبانيا وبريطانيا هي مناجم الفضة والحديد الكبيرة التي زخرت بهم البلدان وهو نفس السبب الذي ادى الى احتلال داسيا {{ رومانيا الحالية }} التي تزخر بمناجم الذهب .....اما الاسباب الاجتماعية التي ادت الى التوسع الروماني في المتوسط هو انشاء المستعمرات في البلدان المحتلة الغنية وتصريف غوغاء روما وحثالتها ومشاكلهم الى تلك المستعمرات الغنية وكذالك كانت الحروب الخارجية والانتصارات العظيمة وسيلة في تصريف الحكومة الرومانية لمشاكلها الداخلية بالهاء الشعب الروماني وتخديره بسلسلة الانتصارات العظيمة والامجاد لكن الاهم ان تلك الحروب الخارجية والالة العسكرية العظيمة كانت دائما ما تجد وقودها في عوام الشعب ووسلية جيدة في صرف نظره عن الازمات الداخلية وهو ماكرره الغرب على مدى قرون ويكرره الان.........قد يقول البعض اننا نشطح بالموضوع بعيدا عن النص لكن من دون اخذ ولو نبذة قصيرة عن اساس الفكر الاستعماري للعالم الغربي لا يمكن صراحتا فهم اسباب الاحتلال والصراع الاوربي والغربي على الجزائر ولا اسباب رغبة الغرب وصراعه في الهمينة على العالم
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

لابد وأن تصبح فرنسا بحول الله وقوته جمهورية إسلامية بغزو الشمال أفريقيين (العرب والأمازيغ) (المسلمين) الناعم :12[1]:
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

المطلوب من الاعضاء الترفع عن الرد على بعض الجهلة ممن لا هم لهم الا تشويه المواضيع
عمل تقرير بمشاركة مسيئة والباقي على الادارة
شكرا للاخوة على الردود وشكرا للقيصر الروماني على الاضافة بارك الله فيكم في انتضار انزالكم للمواضيع الخاصة بتاريخ الجزائر
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

لابد وأن تصبح فرنسا بحول الله وقوته جمهورية إسلامية بغزو الشمال أفريقيين (العرب والأمازيغ) (المسلمين) الناعم :12[1]:

اللي هم أخواننا المهاجرين هناك :bud[1]:
 
رد: دوافع احتلال فرنسا للجزائر

بارك الله فيك اخي عزيز على مجهودك الجبار ... نتمنى ان تنال جزائه من عند الله في الدنيا و الاخرة.

فرنسا كانت تعلم مسبقا ان الجزائر هي التي ستخرجها من عنق الزجاجة جراء ازمتها الخانقة التي كانت تعيشها و لا ابالغ ان قلت ان استدمار فرنسا للجزائر كان السبب فيما وصلت اليه فرنسا من تطور و قوة.
 
عودة
أعلى