{ فأعينوني بقوة }
الأستاذ الدكتور محمد جميل الحبال
الأستاذ الدكتور محمد جميل الحبال
قصة ذو القرنين التي ذكرها الله في سورة الكهف فيها من الفوائد والعبر والعظات الشيئ الكثير.. نستقي منها ما يفيد نهضة أمتنا اليوم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يوسف: 111
فالباري عز وجل عندما يسرد لنا قصص القرآن فهي عبرة وهداية وتوجيه وارشاد { هدى ورحمة لقوم يؤمنون } للإتعاظ والاتباع لان الصراع بين الباطل والايمان والكفر قائم الى يوم القيامة وان اختلف الزمان والمكان والاشخاص .
قال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } يوسف :3
وقصة ذو القرنين التي ذكرها الله في سورة الكهف فيها من الفوائد والعبر والعظات الشيئ الكثير والذي يهمنا في هذا المقام الاحداث التي ذكرها القرآن الكريم بخصوص القوم الذين وجدهم في منطقة بين السدين في قوله تعالى { حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا } الكهف:93
لعجمة السنتهم واستعجام اذهانهم وقلوبهم كما جاء في تفسير ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) لعبد الرحمن السعدي ص560
إذ أعطى الله ذو القرنين من الاسباب العلمية والذهنية والمواهب المعرفية والتقنيات المتطورة ما فقه به ألسنة القوم وفهمهم حيث قال الله عز وجل على لسانهم : { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا } الكهف :94
وكانوا يتعرضون لغزو هؤلاء المعتدين بالقتل واخذ الاموال وغير ذلك من الاعتداءات والانتهاكات فطلبوا منه عملية انقاذية لبناء السد الذي يحجب عنهم المعتدين ويقيهم من هجماتهم وذلك لما رأوا فيه من الامكانيات والمواهب والصلاح ما يؤهله للقيام بهذا العمل لقاء اعطائه مبلغا من المال { فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا }
وهذا يدل أنه كانت عندهم الامكانية المادية والاموال ولكنهم كانوا يفتقرون الى الامكانات العلمية و الفكرية وروح الابتكار والمبادرة والعمل الجماعي !
وكلمة ( خرجا ) تعني : جعلاً ومكافأت والتي رفضها ذو القرنين حيث لم يكن ذا طمع ورغبة في الدنيا بل قصده الاصلاح والدفاع عن المظلومين والمستضعفين وهدايتهم الى الدين الحق . لذلك فقد وجدوا في هذا الرجل المؤمن ضالتهم ومبتغاهم , لذلك: { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا } الكهف :95
أي أنه رفض أخذ الاموال وطلب المعونة من الله عز وجل والتمكين له بتنفيذ مطلبهم وبالشكل الافضل والاقوى وذلك ببناء الردم بدل السد الذي طلبوه ! حيث ان الردم أحصن وأقوى من السد للدفاع والحماية ! ولكن بشرط واضح وصريح بقوله: { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ }
أي أن يدخلهم ويطلب مشاركتهم في هذه العملية الدفاعية الانقاذية لتخليصهم من العدوان المستمر ولم يقل لهم اذهبوا الى المعابد وادعوا ربكم ليخلصكم وينقذكم رغم ما نعرفه عن أهمية الدعاء ولكنه في هذا الموقف والظرف وجههم الى العمل الجماعي المتواصل حسب الخطة العملية التكنولوجية التي وضعها لهم لإقامة هذا الردم على الأسس العلمية والمعرفية الدقيقة التي وهبها الله اياها بقوله عز وجل :
{ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا } الكهف : 84
نقول أنه دمجهم واشركهم وجعلهم يعملون كفريق واحد في تنفيذ هذا المشروع الدفاعي الانقاذي وعلى أسس علمية غاية في الدقة والتقدم التقني بقوله عز وجل : { آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } الكهف :96
ففي هذه الآية الواحدة أعلاه ثلاث اوامر بينت بإيجاز بليغ التقنية العالية التي طبقها ذو القرنين في اقامة هذا الردم ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ) و ( قَالَ انفُخُوا ) و ( آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ) إذ أن الخطط القويمة اذا لم تنفذ او تطبق وقعيا بوساطة الايدي العاملة المتواضعة فسوف لن يتحقق لها النجاح فالعبرة بالتنفيذ والتطبيق وليس بالكلام او الكتابة النظرية وكما نقول ( حبرا على ورق !) فتوافر العقل المفكر والخطة المحكمة والمال الوفير والمواد الاولية والايدي العاملة المتعاونة كلها هذه حلقات توصل الى نجاح المشروع ( أي مشروع كان) خاصة الايدي العاملة النى كانت معطلة ومشلولة فعندما أجتمعت وتوجهت الى الاتجاه الصحيح ودخلت في تنفيذ عملية مشروع الانقاذ لأقامة الخط الدفاعي الذي تم بنجاح حبث لم يستطع المعتدين ( يأجوج ومأجوج) من عبوره أو أختراقه قال تعالى : { فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } الكهف :97
أقول وبالله التوفيق بعد الاستعراض السريع والمختصر لهذه القصة القرآنية أن الامة الاسلامية اليوم تتعرض لهذه الهجمات والاعتداءات والاحتلالات من قبل اعداءها المعادين لعقيدتها و الطامعين بخيراتها من الصهاينة المحتلين والصليبيين الحاقدين . رغم ما لدى هذه الامة من الامكانات المادية والثروات الطبيعية والبشرية فضلا عن موقعها الجغرافي المتميز في هذا العالم ! فأمتنا اليوم هي في أمس الحاجة الى اقامة مثل هذا ( الردم ) الدفاعي لصد هذا العدوان المتواصل وانقاذ ما يمكن انقاذه من امثال ( يأجوج ومأجوج العصر الحديث )!
وهذا من الممكن تحقيقه عن طريق التعاون بين المخلصين وعلى كافة المستويات والاخذ بوسائل العلم والتكنلوجيا وتنشأة الجيل على الايمان والاخلاق .
والله يقول الحق ويهدي السبيل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يوسف: 111
فالباري عز وجل عندما يسرد لنا قصص القرآن فهي عبرة وهداية وتوجيه وارشاد { هدى ورحمة لقوم يؤمنون } للإتعاظ والاتباع لان الصراع بين الباطل والايمان والكفر قائم الى يوم القيامة وان اختلف الزمان والمكان والاشخاص .
قال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } يوسف :3
وقصة ذو القرنين التي ذكرها الله في سورة الكهف فيها من الفوائد والعبر والعظات الشيئ الكثير والذي يهمنا في هذا المقام الاحداث التي ذكرها القرآن الكريم بخصوص القوم الذين وجدهم في منطقة بين السدين في قوله تعالى { حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا } الكهف:93
لعجمة السنتهم واستعجام اذهانهم وقلوبهم كما جاء في تفسير ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) لعبد الرحمن السعدي ص560
إذ أعطى الله ذو القرنين من الاسباب العلمية والذهنية والمواهب المعرفية والتقنيات المتطورة ما فقه به ألسنة القوم وفهمهم حيث قال الله عز وجل على لسانهم : { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا } الكهف :94
وكانوا يتعرضون لغزو هؤلاء المعتدين بالقتل واخذ الاموال وغير ذلك من الاعتداءات والانتهاكات فطلبوا منه عملية انقاذية لبناء السد الذي يحجب عنهم المعتدين ويقيهم من هجماتهم وذلك لما رأوا فيه من الامكانيات والمواهب والصلاح ما يؤهله للقيام بهذا العمل لقاء اعطائه مبلغا من المال { فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا }
وهذا يدل أنه كانت عندهم الامكانية المادية والاموال ولكنهم كانوا يفتقرون الى الامكانات العلمية و الفكرية وروح الابتكار والمبادرة والعمل الجماعي !
وكلمة ( خرجا ) تعني : جعلاً ومكافأت والتي رفضها ذو القرنين حيث لم يكن ذا طمع ورغبة في الدنيا بل قصده الاصلاح والدفاع عن المظلومين والمستضعفين وهدايتهم الى الدين الحق . لذلك فقد وجدوا في هذا الرجل المؤمن ضالتهم ومبتغاهم , لذلك: { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا } الكهف :95
أي أنه رفض أخذ الاموال وطلب المعونة من الله عز وجل والتمكين له بتنفيذ مطلبهم وبالشكل الافضل والاقوى وذلك ببناء الردم بدل السد الذي طلبوه ! حيث ان الردم أحصن وأقوى من السد للدفاع والحماية ! ولكن بشرط واضح وصريح بقوله: { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ }
أي أن يدخلهم ويطلب مشاركتهم في هذه العملية الدفاعية الانقاذية لتخليصهم من العدوان المستمر ولم يقل لهم اذهبوا الى المعابد وادعوا ربكم ليخلصكم وينقذكم رغم ما نعرفه عن أهمية الدعاء ولكنه في هذا الموقف والظرف وجههم الى العمل الجماعي المتواصل حسب الخطة العملية التكنولوجية التي وضعها لهم لإقامة هذا الردم على الأسس العلمية والمعرفية الدقيقة التي وهبها الله اياها بقوله عز وجل :
{ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا } الكهف : 84
نقول أنه دمجهم واشركهم وجعلهم يعملون كفريق واحد في تنفيذ هذا المشروع الدفاعي الانقاذي وعلى أسس علمية غاية في الدقة والتقدم التقني بقوله عز وجل : { آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } الكهف :96
ففي هذه الآية الواحدة أعلاه ثلاث اوامر بينت بإيجاز بليغ التقنية العالية التي طبقها ذو القرنين في اقامة هذا الردم ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ) و ( قَالَ انفُخُوا ) و ( آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ) إذ أن الخطط القويمة اذا لم تنفذ او تطبق وقعيا بوساطة الايدي العاملة المتواضعة فسوف لن يتحقق لها النجاح فالعبرة بالتنفيذ والتطبيق وليس بالكلام او الكتابة النظرية وكما نقول ( حبرا على ورق !) فتوافر العقل المفكر والخطة المحكمة والمال الوفير والمواد الاولية والايدي العاملة المتعاونة كلها هذه حلقات توصل الى نجاح المشروع ( أي مشروع كان) خاصة الايدي العاملة النى كانت معطلة ومشلولة فعندما أجتمعت وتوجهت الى الاتجاه الصحيح ودخلت في تنفيذ عملية مشروع الانقاذ لأقامة الخط الدفاعي الذي تم بنجاح حبث لم يستطع المعتدين ( يأجوج ومأجوج) من عبوره أو أختراقه قال تعالى : { فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } الكهف :97
أقول وبالله التوفيق بعد الاستعراض السريع والمختصر لهذه القصة القرآنية أن الامة الاسلامية اليوم تتعرض لهذه الهجمات والاعتداءات والاحتلالات من قبل اعداءها المعادين لعقيدتها و الطامعين بخيراتها من الصهاينة المحتلين والصليبيين الحاقدين . رغم ما لدى هذه الامة من الامكانات المادية والثروات الطبيعية والبشرية فضلا عن موقعها الجغرافي المتميز في هذا العالم ! فأمتنا اليوم هي في أمس الحاجة الى اقامة مثل هذا ( الردم ) الدفاعي لصد هذا العدوان المتواصل وانقاذ ما يمكن انقاذه من امثال ( يأجوج ومأجوج العصر الحديث )!
وهذا من الممكن تحقيقه عن طريق التعاون بين المخلصين وعلى كافة المستويات والاخذ بوسائل العلم والتكنلوجيا وتنشأة الجيل على الايمان والاخلاق .
والله يقول الحق ويهدي السبيل