1- مقدمة
تعتبر مقاومة مولاي الشقفة حلقة من حلقات الجهاد الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وسياسته المطبقة، في الجزائر القائمة على الاستبداد والظلم وقد تولد عنها رد فعل قوي من طرف الشعب الجزائري جسده في المقاومات والانتفاضات والثورات التي ميزت مرحلة القرن التاسع عشر، ومنها مقاومة مولاي الشقفة بمنطقة جيجل وما جاورها.
2-أسباب مقاومة مولاي الشقفة
من أبرز هذه الأسباب مايلي:
- آثارمقاومة المقراني والشيخ الحداد على المناطق القريبة ومنها منطقة الشمال القسنطيني.
- السياسة الاستعمارية المطبقة على سكان المنطقة والقائمة على الجور والظلم والاستبداد وهذا ما أثر سلبا على كل أوضاع الشعب الجزائري الإجتماعية والاقتصادية.
- البعد الديني الذي ميز بالدرجة الأولى كل المقاومات والثورات والإنتفاضات الشعبية والقائم على الصراع بين الدين الإسلامي صاحب الأرض والدين المسيحي المحتل والمتمثل في أهل الكفر من المحتلين الفرنسيين .
3-دور مولاي الشقفة في مواجهة الاستعمار الفرنسي
كان لاندلاع مقاومة محمد المقراني والشيخ الحداد أثر بالغ على مولاي الشقفة الذي وجد ضالته في إعلان إنضما مه إلى الثورة ضد الفرنسيين في 20 جوان 1871 ليفتح بذلك جبهة ثانية ضد الفرنسيين،وقد كانت بداية جهاده بالاشتراك مع ثوار الزواغة في4 جويلية 1871 بالهجوم على قافلة فرنسية قادمة من قسنطينة في إتجاه مدينة سطيف، وقد أقام بعد ذلك عند قبائل بني خطاب ومنها إنتقل إلى منطقة العروسة . لقد استطاع الشيخ الحسين بن أحمد الملقب بمولاي الشقفة من كسب تأييد العديد من قبائل المنطقة وشيوخها ومن أبرزهم الشيخ إبراهيم بن عمر من قبائل بني عبيد والشيخ صالح بن صويلح من قبائل بني فرغان والشيخ أعمر بن رفاس من قبائل مسلم، وقد وحد صفوف المقاومة في منطقة جيجل مع الشيخ محمد بن فياله مقدم الزاوية والمقدم الحاج العربي وابن الحاج محمد الصديق .
4- سير العمليات الجهادية
تمثلت بداية العمليات الجهادية في الهجوم على القافلة العسكرية الفرنسية بتاريخ4 جويلية 1871، لتتوسع على نطاق كبير في منطقة جيجل، حيث وقع الهجوم على مدينة جيجل في 4 جويلية في نفس السنة وألحق المجاهدون بالقوات الفرنسية خسائر بشرية ومادية معتبرة ,ومنها انتقلت الانتفاضة إلى شمال منطقة الميلية، قام إثرها المجاهدون بالهجوم على القوات الفرنسية المرابطة فيها. بعد ذلك بدأت عملية التوعية بضرورة الانخراط في صفوف المقاومة من منطقة إلى أخرى فمن سكان عشيش وبني قايد العقيبة إلى بني تليلان بالماء الأبيض، واعتمد الشيوخ ومنهم محمد بن فياله على مراسلة شيوخ وسكان هذه المناطق لحمل السلاح وحثهم على تخريب المنشات الاقتصادية التي أقامها العدو الفرنسي حيث تم تخريب السكة الحديدية الرابطة بين منطقة سكيكدة وقسنطينة وتعرضت القرى التي أنشأها المعمرون بدورها إلى الحرق والتخريب .وفي 27 جويلية 1871 خاض المجاهدون بقيادة كل من الحسين بن أحمد الملقب بمولاي الشقفة و محمد بن فياله معركة كبيرة ضد قوات العدو الفرنسي ,هاجموا خلالها منطقة ميلة وأتلفوا مزارع المعمرين. ونتج عن هذه المعركة التي وقعت في وادي شرشار وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الفرنسي.
وفي خطة استراتيجية انسحب الحسين بن أحمد إلى قبائل الزواغة وبني خطاب واستقر بينهم، في حين لجأ محمد بن فيالة إلى قبائل بني حبيبي حيث أتى مع قواته على حرق مزارع المعمرين وغابات واد الكبير ووادي الزهور. و مع بداية شهر أوت من عام 1871، خاض المجاهد الحسين بن أحمد ومحمد بن فيالة عدة معارك ضارية ضد القوات الفرنسية التي كان على رأسها كل من الجنرال دو لاكروا والضابط أوبري. لينتقلا بعدها إلى مناطق أخرى لتوسيع الانتفاضة, حيث وصلا بقواتهما إلى عين النخلة تم فج بينان ومنها إلى جبل سيدي معروف وجبل قوفي .
5- أسباب فشل مقاومة مولاي الشقفة
إن الموازنة العسكرية في هذه الانتفاضة بين القوات الجزائرية المشكلة من المتطوعين يحدوهم الجهاد وحب الاستقلال وطرد الكفر من أرض الجزائر, وقوة كافرة استعمارية هدفها السيطرة على خيرات الشعب واحتقاره وإذلاله بالقوة التي استمدتها من تجاربها في خوضها لحروب كبيرة في أوربا لم يعهدها الجزائريون من قبل, بغض النظر عن العتاد العسكري المتطور آنذاك خاصة سلاح المدفعية الذي اشتهرت به فرنسا الاستعمارية في تلك الحقبة.
إن قلة العتاد العسكري وضعف التخطيط العسكري و قلة الخبرة والتجربة الميدانية بالنسبة للانتفاضة كانت العوامل الأساسية في إفشالها ، حيث تمكنت القوات الاستعمارية المدججة بالأسلحة والمعتمدة على الخونة في مراقبة تحركات رجال الانتفاضة من محاصرة الثوار واقتياد كل من البطلين الحسين بن أحمد ومحمد بن فيالة أسيرين في 21 أوت 1871. لكن هذا الحدث لم يؤثر على استمرارية الانتفاضة فقام الشيخان القريشي بن سيدي سعدون وعمر بوعرعور بمواصلة الانتفاضة في كل من القل ووادي الكبير وفرجيوة غير أن القوات الفرنسية ألقت القبض على الشيخ القريشي في حين تمكن الشيخ عمر بوعرعور من الهروب إلى تونس بصفة سرية عن طريق بجاية إلى أن توفي هناك في منفاه.
ردود الأفعال الفرنسية :
عانت المناطق التي اندلعت فيها الانتفاضة من الأعمال الإجرامية الفرنسية التي جاءت كرد فعل لما حققته هذه الانتفاضة وكان أول عمل إجرامي قامت به سلطات الاستعمار الفرنسي هو حرق وتخريب زاويتي الشيخين في 4 و 5 سبتمبر 1871، ليتعرض السكان إلى التجريد من ممتلكاتهم, ونفي البعض منهم ومحاكمتهم، وتطبيق القوانين الجائرة عليهم عقابا لهم على جهادهم. وما ردود الفعل الاستعمارية إلا صورة طبق الأصل لنتائج السياسة الفرنسية القائمة على استعباد الشعوب وإذلالها .
6- ردود الأفعال الفرنسية
عانت المناطق التي اندلعت فيها الانتفاضة من الأعمال الإجرامية الفرنسية التي جاءت كرد فعل لما حققته هذه الانتفاضة وكان أول عمل إجرامي قامت به سلطات الاستعمار الفرنسي هو حرق وتخريب زاويتي الشيخين في 4 و 5 سبتمبر 1871، ليتعرض السكان إلى التجريد من ممتلكاتهم, ونفي البعض منهم ومحاكمتهم، وتطبيق القوانين الجائرة عليهم عقابا لهم على جهادهم. وما ردود الفعل الاستعمارية إلا صورة طبق الأصل لنتائج السياسة الفرنسية القائمة على استعباد الشعوب وإذلالها
تعتبر مقاومة مولاي الشقفة حلقة من حلقات الجهاد الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وسياسته المطبقة، في الجزائر القائمة على الاستبداد والظلم وقد تولد عنها رد فعل قوي من طرف الشعب الجزائري جسده في المقاومات والانتفاضات والثورات التي ميزت مرحلة القرن التاسع عشر، ومنها مقاومة مولاي الشقفة بمنطقة جيجل وما جاورها.
2-أسباب مقاومة مولاي الشقفة
من أبرز هذه الأسباب مايلي:
- آثارمقاومة المقراني والشيخ الحداد على المناطق القريبة ومنها منطقة الشمال القسنطيني.
- السياسة الاستعمارية المطبقة على سكان المنطقة والقائمة على الجور والظلم والاستبداد وهذا ما أثر سلبا على كل أوضاع الشعب الجزائري الإجتماعية والاقتصادية.
- البعد الديني الذي ميز بالدرجة الأولى كل المقاومات والثورات والإنتفاضات الشعبية والقائم على الصراع بين الدين الإسلامي صاحب الأرض والدين المسيحي المحتل والمتمثل في أهل الكفر من المحتلين الفرنسيين .
3-دور مولاي الشقفة في مواجهة الاستعمار الفرنسي
كان لاندلاع مقاومة محمد المقراني والشيخ الحداد أثر بالغ على مولاي الشقفة الذي وجد ضالته في إعلان إنضما مه إلى الثورة ضد الفرنسيين في 20 جوان 1871 ليفتح بذلك جبهة ثانية ضد الفرنسيين،وقد كانت بداية جهاده بالاشتراك مع ثوار الزواغة في4 جويلية 1871 بالهجوم على قافلة فرنسية قادمة من قسنطينة في إتجاه مدينة سطيف، وقد أقام بعد ذلك عند قبائل بني خطاب ومنها إنتقل إلى منطقة العروسة . لقد استطاع الشيخ الحسين بن أحمد الملقب بمولاي الشقفة من كسب تأييد العديد من قبائل المنطقة وشيوخها ومن أبرزهم الشيخ إبراهيم بن عمر من قبائل بني عبيد والشيخ صالح بن صويلح من قبائل بني فرغان والشيخ أعمر بن رفاس من قبائل مسلم، وقد وحد صفوف المقاومة في منطقة جيجل مع الشيخ محمد بن فياله مقدم الزاوية والمقدم الحاج العربي وابن الحاج محمد الصديق .
4- سير العمليات الجهادية
تمثلت بداية العمليات الجهادية في الهجوم على القافلة العسكرية الفرنسية بتاريخ4 جويلية 1871، لتتوسع على نطاق كبير في منطقة جيجل، حيث وقع الهجوم على مدينة جيجل في 4 جويلية في نفس السنة وألحق المجاهدون بالقوات الفرنسية خسائر بشرية ومادية معتبرة ,ومنها انتقلت الانتفاضة إلى شمال منطقة الميلية، قام إثرها المجاهدون بالهجوم على القوات الفرنسية المرابطة فيها. بعد ذلك بدأت عملية التوعية بضرورة الانخراط في صفوف المقاومة من منطقة إلى أخرى فمن سكان عشيش وبني قايد العقيبة إلى بني تليلان بالماء الأبيض، واعتمد الشيوخ ومنهم محمد بن فياله على مراسلة شيوخ وسكان هذه المناطق لحمل السلاح وحثهم على تخريب المنشات الاقتصادية التي أقامها العدو الفرنسي حيث تم تخريب السكة الحديدية الرابطة بين منطقة سكيكدة وقسنطينة وتعرضت القرى التي أنشأها المعمرون بدورها إلى الحرق والتخريب .وفي 27 جويلية 1871 خاض المجاهدون بقيادة كل من الحسين بن أحمد الملقب بمولاي الشقفة و محمد بن فياله معركة كبيرة ضد قوات العدو الفرنسي ,هاجموا خلالها منطقة ميلة وأتلفوا مزارع المعمرين. ونتج عن هذه المعركة التي وقعت في وادي شرشار وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الفرنسي.
وفي خطة استراتيجية انسحب الحسين بن أحمد إلى قبائل الزواغة وبني خطاب واستقر بينهم، في حين لجأ محمد بن فيالة إلى قبائل بني حبيبي حيث أتى مع قواته على حرق مزارع المعمرين وغابات واد الكبير ووادي الزهور. و مع بداية شهر أوت من عام 1871، خاض المجاهد الحسين بن أحمد ومحمد بن فيالة عدة معارك ضارية ضد القوات الفرنسية التي كان على رأسها كل من الجنرال دو لاكروا والضابط أوبري. لينتقلا بعدها إلى مناطق أخرى لتوسيع الانتفاضة, حيث وصلا بقواتهما إلى عين النخلة تم فج بينان ومنها إلى جبل سيدي معروف وجبل قوفي .
5- أسباب فشل مقاومة مولاي الشقفة
إن الموازنة العسكرية في هذه الانتفاضة بين القوات الجزائرية المشكلة من المتطوعين يحدوهم الجهاد وحب الاستقلال وطرد الكفر من أرض الجزائر, وقوة كافرة استعمارية هدفها السيطرة على خيرات الشعب واحتقاره وإذلاله بالقوة التي استمدتها من تجاربها في خوضها لحروب كبيرة في أوربا لم يعهدها الجزائريون من قبل, بغض النظر عن العتاد العسكري المتطور آنذاك خاصة سلاح المدفعية الذي اشتهرت به فرنسا الاستعمارية في تلك الحقبة.
إن قلة العتاد العسكري وضعف التخطيط العسكري و قلة الخبرة والتجربة الميدانية بالنسبة للانتفاضة كانت العوامل الأساسية في إفشالها ، حيث تمكنت القوات الاستعمارية المدججة بالأسلحة والمعتمدة على الخونة في مراقبة تحركات رجال الانتفاضة من محاصرة الثوار واقتياد كل من البطلين الحسين بن أحمد ومحمد بن فيالة أسيرين في 21 أوت 1871. لكن هذا الحدث لم يؤثر على استمرارية الانتفاضة فقام الشيخان القريشي بن سيدي سعدون وعمر بوعرعور بمواصلة الانتفاضة في كل من القل ووادي الكبير وفرجيوة غير أن القوات الفرنسية ألقت القبض على الشيخ القريشي في حين تمكن الشيخ عمر بوعرعور من الهروب إلى تونس بصفة سرية عن طريق بجاية إلى أن توفي هناك في منفاه.
ردود الأفعال الفرنسية :
عانت المناطق التي اندلعت فيها الانتفاضة من الأعمال الإجرامية الفرنسية التي جاءت كرد فعل لما حققته هذه الانتفاضة وكان أول عمل إجرامي قامت به سلطات الاستعمار الفرنسي هو حرق وتخريب زاويتي الشيخين في 4 و 5 سبتمبر 1871، ليتعرض السكان إلى التجريد من ممتلكاتهم, ونفي البعض منهم ومحاكمتهم، وتطبيق القوانين الجائرة عليهم عقابا لهم على جهادهم. وما ردود الفعل الاستعمارية إلا صورة طبق الأصل لنتائج السياسة الفرنسية القائمة على استعباد الشعوب وإذلالها .
6- ردود الأفعال الفرنسية
عانت المناطق التي اندلعت فيها الانتفاضة من الأعمال الإجرامية الفرنسية التي جاءت كرد فعل لما حققته هذه الانتفاضة وكان أول عمل إجرامي قامت به سلطات الاستعمار الفرنسي هو حرق وتخريب زاويتي الشيخين في 4 و 5 سبتمبر 1871، ليتعرض السكان إلى التجريد من ممتلكاتهم, ونفي البعض منهم ومحاكمتهم، وتطبيق القوانين الجائرة عليهم عقابا لهم على جهادهم. وما ردود الفعل الاستعمارية إلا صورة طبق الأصل لنتائج السياسة الفرنسية القائمة على استعباد الشعوب وإذلالها