الجمل الاعتراضية التي باللون الاحمر من اضافتي للمقال الاصلي لشرح العامية السودانية التي يتحدث بها المحارب
أقدم محارب سودانى على قيد الحياة
(1-2)الشاويش عوض: مائة عام وثلاث اعوام من الحياة
على باب منزلهم العامر بمدينة امدرمان،استقبلنى الشاويش عوض بسنوات عمره المائة وثلاثة(مولود فى العام 1909) ،فى جلباب ناصع بياضه،وابتسامه صافية لم تشوش عليها اسنان سقطت بفعل الزمان،بحزم قال :كنت ماشى مشوار لو اتأخرت دقيقة ما كان لقيتنى،انه ضبط العسكرية الذى مازال ملتزما به،كما لازال فى تمام صحته يزاور الاهل والعشيرة لا ينقطع عنهم،عاد لصحن البيت ولحديث وذكريات عمرها مائة عام من الشجاعة،فالشاويش عوض ادريس محمد احمد هو اخر من تبقى من قوة دفاع السودان على قيد الحياة.
نبدأ من هناك؟ *ميلادك بقرية جلاس بالولاية الشمالية،
اعتدل فى جلسته وقال ،الحرب لخبطت لى رأسى،أعذرنى إن سهوت او قدمت و أخرت فى سردى،أنا أبوى مات قبل ميلادى بشهر،ماشفتو يعنى،ربانى عمى اسمو محمد بابكر،ومن ثم تزوجت أمى من صديق لوالدى،تزوجها برا بصداقته لوالدى،فقام بتربيتى فيما بعد، رحلنا للخرطوم سنة 1910 تقريبا،زوج أمى اسمه محمد عمر.
*ألم تدرس خلوة،كتاب أو ...؟
لا ، مادرست،جينا الخرطوم بحري وسكنا فى أحد أحيائها،بعدين بحرى الزمن داك بيوتها تنحسب بالعدد ، كان عندى اهلى ساكنين فيها جينا رحلنا جنبهم ، البيوت كلها كان على البحر أشبه بقرية وليست هناك ملامح مدينة،زوج أمى قال لأهلى الولد دا انا سوف اقوم بتربيته زى ولدى ما تخافوا عليهو،هو كان مفكر يشتغل فى الابيض (كبرى مدن غرب السودان) لأن الخرطوم بحرى ماكان فيها متسع للرزق،وفعلا سافرت معاهم الابيض سكنا فى محطة اسمها العين تبعد حوالى كيلو متر من مدينة الابيض عمل خلالها زوج أمى فى تقطيع الأخشاب لمصلحة السكة حديد حيث كان القطار يشتغل بالفحم،وأنا ذاتى اشتغلت فى تقطيع الأخشاب فى بواكير حياتى،كانت تشكل لنا مصدرا مهما للدخل.
*ماقريت (درست) يعنى؟
لا درستنى الدنيا ، بعدين أنا جاييك فى النضم (الكلام).
*إتفضل.
بدرى قبل الخشب اشتغلت بيع تمر فى جلاس ،عندى فكرة فى التجارة،فقررت ان أعمل تاجرا،والدتى كانت تفضل ان اتجه للدراسة فكلمت زوجها انو نرحل الابيض عشان أدرس،هو قال ليها عندى صاحبى هناك اقعدوا مع أسرته،فرفضت ان نكون ضيوفا عند آخرين فمكثنا فى العين زمنا طويلا ، وكان بعد فترة وافق نرحل الابيض،أحس بانى هنا بضيع فى الخلاء (عكس المدينة) دا ساى(بدون فائدة) وفعلا رحلنا الابيض والوقت داك كبرتا خلاص.
*أين سكنتم فى الأبيض وهل عملت بالتجارة؟
أجرنا بيت بالقرب من سوق الابيض وبديت أفرش البضائع بالقرب من احدى قرى الابيض،لحدى ماعملت دكان كان مشهور باسم دكان الشايقى (اسم قبيلة في شمال السودان) ،الوقت داك لم أفكر بالعسكرية ،ولكن حدث أمر ما جعلنى اتجه للجيش،واسمه قوات دفاع السودان حينها وذلك فى منتصف الثلاثينيات.
*حصل شنو؟
فى الدكان ،كانن بنات الحى بيجن يشترن حاجاتهن،ومن ضمنهن كانت تأتى (بلولة) فتاة فى كامل حسنها وهيبتها ووقارها،عشقها قلبى فى صمت،ودخلت فى نفيستى،لكن نظرا للتقاليد لم أفاتحها فى الأمر،لمن البنات المعاها شعرن بالموضوع،وبقن يكاونها بالغناء ويرددن:
الشايقى شقى حالو
يابلولة كفى مالو
انتى جنيتى ودرب العشرة فاتح ليكى.
وكانت بلولة تجاريهن بالرد قائلة:
الشايقى شقى حالو
نحنا جميع قبلانين
عوازلى تعبان مالو
*وعقب؟
الاغنية انتشرت وبقت حديث البلد،وأهلها ماقبلوا اشتكونى للعمدة وجاء اتكلم معاى قال لى النضم (الكلام) دا حدو هنا ما يزيد ،انا بقلبى قلت الله فكانى (تخلص) ، ما كنت داير (عايز) أسوى مشاكل وأركز على دكانى وبس.
?وبعدين؟
البنات بقن يستفزن فى بلولة، واذكر انو كان عندهم مناسبة فى البيت ،وقد شغفنا حبا ،فقام رسلت لى (رحط)(الرحط قطعة ملابس مثل الاسكيرت تلبسنها البنات قبل الزواج) مع صاحبتها وقالت ليها قولى للشايقى كان ما جيت مناسبتنا ألبس الهدم دا، الموضوع استفزانى شديد وبى هناك محذرنى رسمى ما أجى جنب حلتهم ساكت ،غايتو يوم المناسبة دا انسحبت بالليل شلت سكينى وعكازى وفجيت القش (فتحت طريق) ودخلت بيت اللعبة (الرقص في غرب السودان يسمونه اللعب) ، الحفلات زمان بسموها اللعبة ما زى زمنكم الحسى (الان) دا،البنات بيقيفن صف والرجال قصادهن وكل زول بيدى زولو شبال (طريقة معينة لتحية البنت للشاب اثناء الرقصة بشعرها) ،غايتو دخلت وبلولة شافتنى قام قالت لى اختها امسكى الدلوكة (الطبلة ) وغنى،اختها رفضت،قامت بقت تغنى براها (لوحدها) وانا نزلت الدارة (ساحة الرقص)،هزيت فوق الجماعة ،لما شافتنى جات أدتنى الشبال وقالت لى انت جيت للموت وأنا جاهزة للموت ،طوالى مرقت (اخرجت)سكينتى وقطعت يدى تلاتة قطعات وكنت مفكر ابعج (اطعن)بطنى لكن ابوها جاء مسكنى وودانى لى العمدة،العمدة رسل ليها قال ليها جيبى بارود وختى ليهو فى الجرح طبعا كان عندو فهم.
*والبارود فى الجرح أحر من الجرح ذاته؟
طبعا،داير يشوفنى راغب بالجد وللا ساى،انا بعاين وهى تدعك فى الجرح،امانة عليك ماشعرت بى شئ،منها شلت عكازى ومشيت البيت،لكن قررت تانى ما أمشى ،عشان ما أحرجها،وقررت أدخل الجيش ،الزول وقت يبقى عسكرى مافى عوجة بتجيهو تانيا قلت أبعد من المشاكل.
*ومشيت بارا(مدينة شمال الابيض)؟
ايوه اتجندت هناك،المعسكر سنة كان ماسكنا ضابط اسمو عبد الله بابكر سنة 1934 واتخرجت جندى بالنمرة 12080 ببلوك (اعتقد سرية او كتيبة) هجانة (راكبي الجمال) ،ومنها اخذت فترة فى الابيض وبارا قبل ان تندلع الحرب العالمية .
*قبل ان ندخل فى أجواء الحرب،علمت انك تزوجت بلولة فيما بعد؟
فعلا،شاءت الاقدار ان تصبح زوجتى الاولى،تزوجت بعدها مرتين،ولم أنجب منها ،لقد توفيت بعد ست سنوات من زواجى بها، يا ولدى كلما ذكرتها بتجينى شحة فى قلبى..رحم الله بلولة.
*إذا.. فلنعد للحرب والقتال؟
جاتنا تعليمات بالسفر الى كرن (مدينة في غرب اثيوبيا) ،كان الطليان ، حاجة اسمها الطليان بتعرفها.
في الحلقة الثانية يتحدث عن تجربته في الحرب العالمية الثانية
أقدم محارب سودانى على قيد الحياة
(1-2)الشاويش عوض: مائة عام وثلاث اعوام من الحياة
على باب منزلهم العامر بمدينة امدرمان،استقبلنى الشاويش عوض بسنوات عمره المائة وثلاثة(مولود فى العام 1909) ،فى جلباب ناصع بياضه،وابتسامه صافية لم تشوش عليها اسنان سقطت بفعل الزمان،بحزم قال :كنت ماشى مشوار لو اتأخرت دقيقة ما كان لقيتنى،انه ضبط العسكرية الذى مازال ملتزما به،كما لازال فى تمام صحته يزاور الاهل والعشيرة لا ينقطع عنهم،عاد لصحن البيت ولحديث وذكريات عمرها مائة عام من الشجاعة،فالشاويش عوض ادريس محمد احمد هو اخر من تبقى من قوة دفاع السودان على قيد الحياة.
نبدأ من هناك؟ *ميلادك بقرية جلاس بالولاية الشمالية،
اعتدل فى جلسته وقال ،الحرب لخبطت لى رأسى،أعذرنى إن سهوت او قدمت و أخرت فى سردى،أنا أبوى مات قبل ميلادى بشهر،ماشفتو يعنى،ربانى عمى اسمو محمد بابكر،ومن ثم تزوجت أمى من صديق لوالدى،تزوجها برا بصداقته لوالدى،فقام بتربيتى فيما بعد، رحلنا للخرطوم سنة 1910 تقريبا،زوج أمى اسمه محمد عمر.
*ألم تدرس خلوة،كتاب أو ...؟
لا ، مادرست،جينا الخرطوم بحري وسكنا فى أحد أحيائها،بعدين بحرى الزمن داك بيوتها تنحسب بالعدد ، كان عندى اهلى ساكنين فيها جينا رحلنا جنبهم ، البيوت كلها كان على البحر أشبه بقرية وليست هناك ملامح مدينة،زوج أمى قال لأهلى الولد دا انا سوف اقوم بتربيته زى ولدى ما تخافوا عليهو،هو كان مفكر يشتغل فى الابيض (كبرى مدن غرب السودان) لأن الخرطوم بحرى ماكان فيها متسع للرزق،وفعلا سافرت معاهم الابيض سكنا فى محطة اسمها العين تبعد حوالى كيلو متر من مدينة الابيض عمل خلالها زوج أمى فى تقطيع الأخشاب لمصلحة السكة حديد حيث كان القطار يشتغل بالفحم،وأنا ذاتى اشتغلت فى تقطيع الأخشاب فى بواكير حياتى،كانت تشكل لنا مصدرا مهما للدخل.
*ماقريت (درست) يعنى؟
لا درستنى الدنيا ، بعدين أنا جاييك فى النضم (الكلام).
*إتفضل.
بدرى قبل الخشب اشتغلت بيع تمر فى جلاس ،عندى فكرة فى التجارة،فقررت ان أعمل تاجرا،والدتى كانت تفضل ان اتجه للدراسة فكلمت زوجها انو نرحل الابيض عشان أدرس،هو قال ليها عندى صاحبى هناك اقعدوا مع أسرته،فرفضت ان نكون ضيوفا عند آخرين فمكثنا فى العين زمنا طويلا ، وكان بعد فترة وافق نرحل الابيض،أحس بانى هنا بضيع فى الخلاء (عكس المدينة) دا ساى(بدون فائدة) وفعلا رحلنا الابيض والوقت داك كبرتا خلاص.
*أين سكنتم فى الأبيض وهل عملت بالتجارة؟
أجرنا بيت بالقرب من سوق الابيض وبديت أفرش البضائع بالقرب من احدى قرى الابيض،لحدى ماعملت دكان كان مشهور باسم دكان الشايقى (اسم قبيلة في شمال السودان) ،الوقت داك لم أفكر بالعسكرية ،ولكن حدث أمر ما جعلنى اتجه للجيش،واسمه قوات دفاع السودان حينها وذلك فى منتصف الثلاثينيات.
*حصل شنو؟
فى الدكان ،كانن بنات الحى بيجن يشترن حاجاتهن،ومن ضمنهن كانت تأتى (بلولة) فتاة فى كامل حسنها وهيبتها ووقارها،عشقها قلبى فى صمت،ودخلت فى نفيستى،لكن نظرا للتقاليد لم أفاتحها فى الأمر،لمن البنات المعاها شعرن بالموضوع،وبقن يكاونها بالغناء ويرددن:
الشايقى شقى حالو
يابلولة كفى مالو
انتى جنيتى ودرب العشرة فاتح ليكى.
وكانت بلولة تجاريهن بالرد قائلة:
الشايقى شقى حالو
نحنا جميع قبلانين
عوازلى تعبان مالو
*وعقب؟
الاغنية انتشرت وبقت حديث البلد،وأهلها ماقبلوا اشتكونى للعمدة وجاء اتكلم معاى قال لى النضم (الكلام) دا حدو هنا ما يزيد ،انا بقلبى قلت الله فكانى (تخلص) ، ما كنت داير (عايز) أسوى مشاكل وأركز على دكانى وبس.
?وبعدين؟
البنات بقن يستفزن فى بلولة، واذكر انو كان عندهم مناسبة فى البيت ،وقد شغفنا حبا ،فقام رسلت لى (رحط)(الرحط قطعة ملابس مثل الاسكيرت تلبسنها البنات قبل الزواج) مع صاحبتها وقالت ليها قولى للشايقى كان ما جيت مناسبتنا ألبس الهدم دا، الموضوع استفزانى شديد وبى هناك محذرنى رسمى ما أجى جنب حلتهم ساكت ،غايتو يوم المناسبة دا انسحبت بالليل شلت سكينى وعكازى وفجيت القش (فتحت طريق) ودخلت بيت اللعبة (الرقص في غرب السودان يسمونه اللعب) ، الحفلات زمان بسموها اللعبة ما زى زمنكم الحسى (الان) دا،البنات بيقيفن صف والرجال قصادهن وكل زول بيدى زولو شبال (طريقة معينة لتحية البنت للشاب اثناء الرقصة بشعرها) ،غايتو دخلت وبلولة شافتنى قام قالت لى اختها امسكى الدلوكة (الطبلة ) وغنى،اختها رفضت،قامت بقت تغنى براها (لوحدها) وانا نزلت الدارة (ساحة الرقص)،هزيت فوق الجماعة ،لما شافتنى جات أدتنى الشبال وقالت لى انت جيت للموت وأنا جاهزة للموت ،طوالى مرقت (اخرجت)سكينتى وقطعت يدى تلاتة قطعات وكنت مفكر ابعج (اطعن)بطنى لكن ابوها جاء مسكنى وودانى لى العمدة،العمدة رسل ليها قال ليها جيبى بارود وختى ليهو فى الجرح طبعا كان عندو فهم.
*والبارود فى الجرح أحر من الجرح ذاته؟
طبعا،داير يشوفنى راغب بالجد وللا ساى،انا بعاين وهى تدعك فى الجرح،امانة عليك ماشعرت بى شئ،منها شلت عكازى ومشيت البيت،لكن قررت تانى ما أمشى ،عشان ما أحرجها،وقررت أدخل الجيش ،الزول وقت يبقى عسكرى مافى عوجة بتجيهو تانيا قلت أبعد من المشاكل.
*ومشيت بارا(مدينة شمال الابيض)؟
ايوه اتجندت هناك،المعسكر سنة كان ماسكنا ضابط اسمو عبد الله بابكر سنة 1934 واتخرجت جندى بالنمرة 12080 ببلوك (اعتقد سرية او كتيبة) هجانة (راكبي الجمال) ،ومنها اخذت فترة فى الابيض وبارا قبل ان تندلع الحرب العالمية .
*قبل ان ندخل فى أجواء الحرب،علمت انك تزوجت بلولة فيما بعد؟
فعلا،شاءت الاقدار ان تصبح زوجتى الاولى،تزوجت بعدها مرتين،ولم أنجب منها ،لقد توفيت بعد ست سنوات من زواجى بها، يا ولدى كلما ذكرتها بتجينى شحة فى قلبى..رحم الله بلولة.
*إذا.. فلنعد للحرب والقتال؟
جاتنا تعليمات بالسفر الى كرن (مدينة في غرب اثيوبيا) ،كان الطليان ، حاجة اسمها الطليان بتعرفها.
في الحلقة الثانية يتحدث عن تجربته في الحرب العالمية الثانية