
ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن كبير المصممين في معهد موسكو للتقنيات الحرارية، مصمم صاروخ "بولافا" يوري سولومونوف في اجتماع المجلس الأسبوع الماضي قوله إن وزارة الدفاع تخلت عن بعض طلباتها في العام الماضي.
في الوقت ذاته، تؤكد وزارة الدفاع على أن نوعية الكثير من التقنيات العسكرية ولاسيما التقليدية منها متدنية، وأن أسعارها باهظة جدا، وبدوره، منع نائب رئيس الحكومة المشرف على الصناعات العسكرية دميتري روغوزين وزارة الدفاع ومجمع الصناعات العسكرية من الجدال عبر وسائل الإعلام.
وكان الرئيس دميتري ميدفيديف، بدوره، وجه اللائمة على كل من ساعد في عدم استكمال شراء الطلبات العسكرية، داعيا إلى معاقبة المقصرين بالطرد من الوظيفة. ووعد وزير الدفاع أناتولي سيرديوكوف فيما بعد بعقد عقود بيع وشراء للأسلحة والمعدات "الناقصة" في الوقت القريب.
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا تبقى السباقة في الصناعات العسكرية في المجال النووي فقط، أما في باقي التقنيات، فقد تأخرت لمدة 30 عاما.
وبالفعل، كال سولومونوف في كلمته الآنفة الذكر المديح للأسلحة الإستراتيجية الروسية التي تتقدم روسيا بها، حسب قوله، لمدة 10 – 15 سنة على كل "ما سيصنع في الغرب وفي الشرق".
وتابع كبير المصممين: "في العام 2011 تمكنا كليا من انجاز المهام الموضوعة أمامنا المتعلقة بتصميم الصاروخ الإستراتيجي الجديد "توبول – م" وإدخاله شرف الخدمة في قواعد أرضية وفق نموذجين، وكذلك نظام "يار" الحديث مع الصاروخ الجديد الخاص به ذي الرأس الانشطاري والذي يعمل بالوقود الصلب. كما انتهت التجارب على صاروخ "بولافا" البالستي الجديد المخصص لتسليح الغواصات الذرية الروسية الحديثة من مشروع "بوري".
وأضاف سولومونوف: "ازدادت الفاعلية الإنتاجية خلال 10 سنوات في مجال تصنيع الأسلحة النووية في البلاد، لدرجة لم تكن موجودة حتى في المرحلة السوفييتية وذلك ربما على حساب التأخر الواضح الذي طرأ على القطاعات غير النووية والصاروخية في المجمع الصناعي العسكري الروسي. ويتوجب علينا الآن ألا ندخل في الغد بتقنيات تنتجها قطاعات الأسلحة التقليدية هذه ويقارب عمرها الـ30 سنة، لذلك فإن الصندوق الذي تكلم عنه نائب رئيس الحكومة لشؤون المجمع الصناعي العسكري روغوزين مؤخرا والذي نؤيد تشكيله ودعمه، ضروري لنا كالهواء".
وبدوره شاطر النائب الأول لوزير الدفاع الروسي ألكسندر سوخوروكوف رأي سولومونوف ووجه بدوره انتقادات شديدة للصناعات العسكرية المسؤولة عن إنتاج أسلحة وتقنيات تقليدية في البلاد، مشيرا إلى أن نوعيتها خلال السنوات الأخيرة تهبط باستمرار، مضيفا في الوقت نفسه أن أسعار هذه المنتجات ترتفع منذ العام 2009 بنسبة 15 – 20 بالمائة سنويا.
غير أن روغوزين أكد أن وتائر النمو الاقتصادي في المجمع الصناعي العسكري في الوقت الحاضر تفوق وتائر النمو في القطاعات المدنية، منوها بأن "منتجات المجمع الصناعي العسكري خلال السنوات الثلاث الماضية (2009-2011) ارتفعت بمقدار 1.3 مرة، كم ارتفعت إنتاجية العمل في المجمع في الفترة المذكورة بمقدار 1.6 مرة".
ووعد نائب رئيس الحكومة الروسية روغوزين بتحديث المجمع الصناعي العسكري الروسي حتى العام 2020، مؤكدا على أنه سيكون قادرا على المنافسة في السوق العالمية، وأضاف: "سيضم القطاع 40 شركة علمية إنتاجية، قادرة على تطوير ذاتها وإدارة أنشطتها بفعالية، وكذلك متمكنة من المنافسة في السوق المحلية والدولية".
المصدر