الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
الرماية بالسهام وأثرها
في غـــــزوة الـخـــنــدق



أ.د/ عدنان درويش عبد الغني جلـّون



يقرر بعض الدارسين أن الرماية بالقوس والسهام قديمة جداً ويرجعها بعضهم إلى آدم ونوح عليهما السلام، بينما ينسبها بعضهم إلى أمم وأفراد جاؤوا من بعد، يقول العلامة الدينوري في السهام (ت 733هـ): وأما مبدأ عملها وأول من رمى بها، اختلف الناس في القوس ومبدأ من رمى عنها، فقال بعض أهل العلم: إن القوس جاء بها جبريل إلى آدم عليه السلام، وعلمه الرمي عنها، وتوارثه ولده إلى زمن نوح عليه السلام، وذكرت الفرس في كتاب الطبقات الأربع: أن أول من رمى عنها جمشيد الملك الفارسي، وقيل إنه كان في زمن نوح عليه السلام، وتوارثه بعده ولده طبقة بعد طبقة. وقال آخرون: إن أول من رمى عنها النّمرود، وخبره مشهور في رميه نحو السماء وعَوْد سهمه إليه وقد غُمس من الدم.، ورمى عنها بعد النمرود سامن اليماني ثم كند بن سامن ثم رستم من المجوس ثم اسفنديار وغيرهم، وقيل إن أول من وضعها بَهرام جور بن سابور ذي الأكتاف، وهو من الملوك الساسانية، وإنه عملها من الحديد والنحاس والذهب، ولم يكن رآها من قبل ذلك فلم تطاوعه في المدّ فعمله من القرون والخشب والعَقب. وهذا القول مردود على مقاله، لأن القوس الأول لم تزل تفتخر بالرمي في الحروب والصيد، ولم يُنقل أن الرمي انقطع في دولة منهم، والله أعلم"( الدينوري، نهاية الأرب في فنون الأدب، ص 228-229).
ويذكر الأستاذ مصطفى الفرحاني: أن "أول هدف رمي فيه بعد رمي أهل الحجاز الهدف الذي بدمشق في باب شرقي، وكان أنشأه أبو عبيدة بن الجرَّاح ورمي فيه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرني بذلك جماعة من أهل الشام، وبعده أو قريب منه أهداف مصر وملوك حلوان وآثار الصحابة في هذه المواضع كثيرة. فأما أهل العراق من أهل الكوفة والبصرة وغيرهم فأول رميهم الذي يأتي إلينا كان في أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقد حكى لنا أنه لما اتسع الإسلام وخالطت الفُرس العرب ورموا معهم، رأى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقد حكي أن يعمل لهم قوساً وسطى يعني بين العَربي والفَارسي، فعمل القوس المعروفة بالواسطية، وإنما اسمُها من الوسطية إلى الواسطية"( مصطفى الفرحاني، فضل القوس العربية، ص 31أ-32أ).
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق


مكـانة الرماية بالسهـام فـي الثقافة الإسلامية

عند الحديث عن الحرب والسلاح والحرب وآلاته، فإن الرماية بالسهام ستقود ناصية الحديث، كيف لا وهي رفيق الفارس العربي في حِلِّه وترحاله، في غزواته وغاراته، في الحصول على لقمة عيشه وأولاده، ولعل ما يمكن أن تصنف فيه الرماية بالسهام في أنها أداة هجوم ودفاع، لها تأثيرها في القُرب والبعُد، يخافها ويخشاها كل حارب وفارس، قال: ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى-ت عام 70 قبل الهجرة-:

ثَلاَثَةُ أصْحَابٍ: فُؤَادٌ مُشـَيَّعٌ وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْرَاءُ عَيْطَلُ
هَتُوفٌ مِنَ المُلْسِ المُتُونِ رَصَائِعُ قد نِيطَتْ إليها وَمِحْمَلُ
إذا زَلَّ عنها السَّـهْمُ حَنَّتْ كأنَّها مُرَزَّأةٌ عَجْلَى تُرنُّ وَتُعْوِلُ

(لامية الشنفري، الأبيات 11-13)


الرماية بالسهام فـي الـحـديـث النبوي الشريف

عن سلمة بن الأكوع قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علـى نفر من أسلم ينتضلون بالسوق فقال: (ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان)، قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما لكم لا ترمون؟) قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: (ارموا وأنا معكم كلكم)(رواه أحمد (4/50) مؤسسة قرطبة، والبخاري (3/1062) ط3، دار ابن كثير، 1407هـ ).

جاء في سنن أبي داود: حدثنا ‏ ‏سعيد بن منصور ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن المبارك ‏ ‏حدثني ‏ ‏عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبو سلام ‏ ‏عن ‏ ‏خالد بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏عقبة بن عامر ‏ ‏قال ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول: (إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه ‏ ‏يحتسب ‏ ‏في صنعته الخير والرامي به ‏ ‏ومنبله ‏ ‏وارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ليس من اللهو إلا ثلاث تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها أو قال كفرها)(سنن أبي داود، الرمي، (2/16)، ط دار الفكر ).

حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فليح ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ هلال بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي عمرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه: ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: (‏لقاب قوس ‏في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب وقال ‏ ‏لغدوة ‏ ‏أو ‏ ‏روحة ‏ ‏في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب)

( وجاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري: ‏قوله: (عن عبد الرحمن بن أبي عمرة): ‏هو الأنصاري, والإسناد كله مدنيون. ‏‏قوله: (لقاب قوس في الجنة). ‏في حديث أنس في الباب الذي يليه " لقاب قوس أحدكم " وهو المطابق لترجمة هذا الباب. ‏‏قوله: (خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب) ‏‏هو المراد بقوله في الذي قبله " خير من الدنيا وما فيها ").

من هذا المنطلق، أخذ المسلمون الأوائل على عاتقهم تحمل رسالة تعلم وتعليم الرماية بالسهام لصغارهم وكبارهم، حتى أصبحت الرماية بالسهام مصدراً من مصادر القوة المادية والمعنوية للشخصية المسلمة لدعم الحياة الطبيعية والرياضية وجزءاً هاماً من وسائل الاستعدادات الأساسية للقاء العدو، فجاءت الآيات القرآنية الكريمة متتالية مباشرة تحث المسلمين على تعلم وتعليم الرماية بالسهام والاستعداد بها على حد اعتبارها السلاح الأوفى والأقوى ضمن عدة المحاربين، وأنها السبيل إلى إعداد القوة الأساسية لصد العدوان الذي لا يعترف إلا بمنطلق ومنطق القوة المادية والمعنوية، لذا نزل قوله تعالى
"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (سورة: الأنفال، الآية: 60)

حدثنا ‏ ‏سعيد بن منصور ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن وهب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏عمرو بن الحارث ‏عن ‏ ‏أبي علي ثمامة بن شفي الهمداني ‏أنه سمع ‏ ‏عقبة بن عامر الجهني ‏ ‏يقــــــول: ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو على المنبر يقول: (ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي)(سنن أبي داود. و‏قال المنذري: ‏(إن القوة الرمي) ‏‏: أي هو العمدة وأخرجه مسلم وابن ماجه ).
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

تطور الرماية عند العرب

اهتم عرب الجزيرة العربية بالرماية بالسهام وأدواتها، فتناقلوا تعلمها وتعليمها جيلاً بعد جيل، وقد تنوعت السهام في الجزيرة العربية كالآتي:

أ ـ قوس وسهم الجُمَّاح
بقوس وسهم الجُمَّاح كانت بداية مرحلة تعليم صبيان البادية الرماية بالسهام، ثم ينتقل الصغار إلى مرحلة التعليم والرماية عن الأقواس الأكبر أو الأقوى حَيْلاً. يقول الشيخ أحمد الدينوري رحمه الله: " والجُمَّاحُ سهام يرمي بها الصبيان وواحدها الجُمَّاح، يريش الصبي الجُمَّاح بريشتين وهو من أدنى شجرة يجدها، وأكثرها من الثُّمام، وبها يتعلم صبيان أهل البادية الرمي أوّل شيء. وقوسُ الجُمَّاح عودُ يثنّيه ثم يوتّره مثل قوس النَّداف إلا أنها أصغر، فإذا شَبَّ الغلام وأطاق الرمي ترك الجُمَّاح وقوس الجُمَّاح وأخذ في النبل". وقيل: "الجُمَّاحُ سهمٌ الصي تجعل في طرفه تمراً معلوكاً بقدر عِفاص القارورة ليكون أهدى له، وقال غيره لئلا يعقر به قال: وليس له ريش وربّما لم يكن له أيضاً فُوق يرمي به عن قوسه. (أحمد الدينوري، كتاب النبات، ص 356 )

ب ـ القوس الحجازية
قضيب واحد، فرع قضيب واحد. قضيب واحدٌ فَلقٌ، قضيبان فِلقان. مُعَقّبة. وهذه الأنواع الثلاثة يصنعونها من: عُود النبع. عود الشَوحط. عود الشِريان. الشَريج: وجمعها شَرائج والقوس التي تُصنع منها قضَيبين فلقَين. القوس المُعَقَّبة: هي التي يجعلون ببطنها قرون المَعِز ويُعَقِّبونها ولا تكون هذه إلا عند الماهر منهم، أو من قرب منهم من الحاضرة. القوس الواسطية: "قال بعض علماء هذه الصناعة: إنما سميت واسطية لأنها مُتوسطة بين قسي العرب والحجازية.

ج ـ القوس النبوية الشريفة
يحتفظ متحف توب كابي في استانبول بقوس تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلت من الحجاز إلى تركيا في أواخر العهد العثماني. ورغم عدم وجود دليل قطعي على صحة هذه النسبة فإن دراسة هذه القوس تفيد في معرفة نوع قديم على أقل تقدير وقد زرت المتحف وصوّرت القوس وسعيت على الحصول على مقاييسها واستعنت بسعادة الأستاذ/ ناجي صادق مفتي سفير خادم الحرمين الشريفين بتركيا، الذي تفضل بالكتابة إلى الجهات المعنية، وتم الحصول على هذه المقاييس لأول مرة منذ أن عرفت هذه القوس النبوية الشريفة بقصرها وسُمْك وسطها عن سائر الأجزاء الأخرى، وقد تمّ التعاون مع السيد إدورد مِكِّوِن Edwerd McEwen حيث قام بصنع نموذج للقوس من خامة شرائح الخيزران، وقمنا بعرض نموذج القوس والرماية عنها في مدينة إرنهام ببريطانيا عام 1978م.

د-القوس السعدية: قوس سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
هو: سعد بن أبي وقاص بن مالك بن وَهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، ويكنى: أبا إسحاق، وأمُّه: حَمْنَةُ بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصّي ( ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3: 137)، أسلم وهو ابن سبع عشرة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رمى في الإسلام بسهم (ابن سعد، نفس المرجع، 3: 140).
تعتبر قوس سيدنا سعد بن أبي وقاس رضي الله عنه، القوس الشريفة الثانية التي احتفظت بها بالمدينة المنورة لعدة قرون وتوارثها الأجيالُ بعد الأجيال لدى آل أبي الجود الأنصاري بالمدينة المنورة، وقد شاهدت القوس بنفسي في دار الشيخ علي أبي الجود الأنصاري رحمه الله، في زقاق حبش، جنوب شرق المسجد النبوي الشريف.


صورة حَيَّة لقوس سيدنا سعد بن أبي وقاص، نم تصوير القوس في بيت الشيخ علي أبو الجود الأنصاري رحمه الله، أرشيف المؤلف، 1379 هـ.​



هـ ـ الرماية بالسهام الحربية
تلعب السهام الحربية بأنواعها وأحجامها المختلفة دورها الأساسي في عمليات الهجوم والدفاع ضد العدو، لذلك اهتمت العرب بصناعة السهام، وما تتطلبه كل قوس من السهام حسب المناسبة التي ستستخدم فيها السهام، والسهام الحربية على أقسام منها:
أ ـ سهام حادة النصل المدببة: لاختراق كل ما هو صلب مثل الدروع.
ب ـ السهام العريضة النصل: لشق الجلد والخامات الخفيفة.
ج ـ السهام المُدملكة المدورة النصول: للصيد الطير.
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق


طبيعة إصابات السهام في الغزوات والحروب
طبيعة رماية السهام في أرض المعركة نوعان:

  • تبادل رمي السهام فمنها ما يصل فيصيب، أو لا يصل فيطيش حول الجند وفي الميدان، ويتبادل الفريقان استخدام ورد السهام ما وصل من السهام السليمة فيردها.
  • سهام يرسلها بهدف إصابة شخص ما بعينه، فتصيب وتجرح وتقتل إن آجلاً في أرض المعركة، أو عاجلاً بعد فترة من الزمن.
يتبادل الفريقان إرسال السهام فرادا أو جملة واحدة بحيث تشكل مجموعة السحابة سوداء، فيطيش بعضها ويصيب بعضها الأخر أحد الفريقين، وقد تكون إصابات بعض السهام الطائشة ذات إصابة قاتلة، ويطلق على مثل هذا السهم "سهم غرب"، قال ابن هشام: "سَهْمُ غَرْبٍ وسَهْمٌ غَرْبٌ بإضافة وغير إضافة، أي وهو الذي لا يُعرف من أين جاء ولا منْ رَمى به" (ابن هشام، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 3: 313).

فعالية أسلحة المسلمين في السرايا والغزوات الـنــبــويـة
لا يختلف اثنان في مدى فعالية أنواع السلاح جملة وتفصيلاً، إلا أن للقوس والسهام آثارهما في الإصابة والنكاية البالغة في شخص العدو مما لا تفعله أي أداة من أدوات الحرب الأخرى، واضعين في عين الاعتبار إمكانية استخدام القوس والسهام -الرماية بالسهام عموماً- في مجالي الهجوم والدفاع، وهذا أيضاً لا يتوفـــر في أي سلاح آخــر، وتشير بعض المـــراجـــع إلــى أن فعــاليــة مسافة -الرماية بالسهام قديماً وحديثاً- إنما يرتبط بنوعية السهام وقوة حيل القسي نفسها، إضافة إلى طريقة الرماية نفسها، وحيث أن رماية السبق -الرماية البعيدية، على البعد- هي الأنجع والأكثر استخداماً في جميع الحروب التي عرفها الإنسان، لذلك فقد جرت مقارنة بين أدنى وأقصى مسافة يمكن أن يصلها السهم.

  • يشير الواقدي بقوله: "قال أبو عبد الله، قلت لإبراهيم بن جعفر: وُجد في الكتيبة خمسمائة قوس عربية. وقال: أخبرني أبي عمن رأى كنانة بن أبي الحُقيق يرمي بثلاثة أسهم في ثلاثمائة، يعني ذراع، فيدخلها في هدف شِبراً في شِبر" ( الواقدي، المغازي، 2: 670).
  • في المسابقة بالرماية بالسهام يشير ابن القيم رحمه الله بقوله: "ويشترط معرفة مدى الرمي إما بالمشاهدة والرؤية. وإما الذراعان لأن الإصابة في مثلها غالباً وهو ما زاد على ثلاثمائة ذراع الغرض يفوت بذلك، وقد قيل أنه ما رمى في أربعمائة ذراع إلا عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، هذا كلام أصحاب أحمد. وقال العراقيون من أصحاب الشافعي: إذا كانت المسافة مائتين وخمسين ذراعاً جاز وإن زاد على ثلاثمائة وخمسين لم يجز، وفيما بينهما وجهان وهذا تقدير ليس معهم به نص من الإمام ولا دليل من الشريعة.، وقال الخراسانيون منهم: إن كانت المسافة تقرب الإصابة فيها صح تعيينها، وإن تعذرت الإصابة فوجهان، قلت: وهذا أقرب إلى الصواب فإنهم إذا جوزوا تقديرها بثلاثمائة وخمسين ذراعاً أو بثلاثمائة، ولم يجوزوا الرمي على البعد بل على الإصابة لم تحصل الإصابة في هذه المسافة إلا اتفاقاً وكلما بعدت المسافة عزت الإصابة، ولهذا رمي الغرض لا يكون إلا في هذه المسافة غالباً وهذه ثلاثة: قصيرة، وطويلة، ومتوسطة، ولذا يبتدئ المتعلم بالقريب، ثم المتوسط، ثم البعيد، فالذي يصيب ما جرت به العادة في الثلاثة بنبال الثلاثة هو الرامي حقيقة" (ابن القيم، الفروسية، ص 82).
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

سرعة وتأثير السهام في الغزوات والحروب

جرت العادة أن يبدأ تعرض الجيوش في المعارك الحربية إلى التناوش أو تبادل رمي السهام تبعاً لنوعية أرض المعركة وقرب أو بُعد الجيشين عن بعضهما البعض، ومن المعروف بأنه كلما قَرُبَت المسافة بين الجيشين كانت الإصابة أكبر وأوقع، والعكس صحيح، ولتأثير وقع السهام على كلا الجيشين ثلاثة أحوال عند الرماية على النحو التالي:

1- الرماية على مسافات مختلفة، غير محددة بالقرب والبُعد. حيث تتحكم قبضة الرامي اليسرى -القابضة على القوس- في تحديد المسافة، ويكون ذلك على النحو التالي:

  • التهديف باستخدام ظهر الإبهام الأيسر عند الرماية على المسافة القريب، ويخفض الرامي يده لأسفل كلما قربت المسافة.
  • التهديف باستخدام القاعدة السفلى لإصبع الخنصر عند الرماية على المسافة البعيدة، ويرفع الرامي يده كلما بَعُدت المسافة.
  • أما التهديف على أطراف ظهور سلاميات الأصابع الثلاثة الأخرى ـ الشعادة والوسطى والبنصر- فإنما يكون من أجل التهديف لتحديد المسافات الأبعد إلى الأقرب.

2- الرماية من المرتفعات، وهو ما يعرف بالرماية من أعلى لأسفل. حيث ترتفع يد الرامي بالقوس حسب تقدير المسافة وأعلى مسافة للرماية على المسافات البعيدة ما يكون ارتفاع ذراع الحاملة للقوس مع الجسم من نقطة الإبط بحيث يكوّن الذراع مع الجسم زاوية قدرها 45 ْ، خمسة أربعون درجة، وتطبق هذه القاعدة في رماية الصواريخ الحديثة. لذا وجب على الرامي أن يراعي مدى ارتفاع ذراعه أثناء الرماية حسب المسافة التي يقدرها بمكان الرماية. كما أن تأثير رمي السهام من الأعلى لأسفل إنما تزداد نسبة سرعتها بسبب الجاذبية الأرضية التي تؤثر فعاليتها على السهم أثناء الهبوط.

3- الرماية من منخفضات مختلفة، وهو ما يعرف بالرماية من أسفل لأعلى. إذ يتحكم الرامي بثني كتفه حتى تلتحم العضد بجنب الرامي، ثم يرمي سهامه باتجاه الأسفل، وتعتمد زاوية التصاق العضد بجانب الرامي تبعاً لانخفاض المستوى الذي سيتم الرماية فيه، مثل:

  • إذا كان الرامي في أعلى السور، ويقصد رماية العدو الواقف أسفل السور مباشرة فيتوجب على الرامي أن يلصق عضده بالجنب يتكون لضمان إصابة عدوه. ويقوم الرامي بالرماية بنفس الطريقة إذا كان العدو محاصراً في بئر وما شابهه.
  • وترتفع العضد عن الجانب كلما بعُد رامي أو جند العدو من نطاق خارج السور.
  • وفي الحالات الثلاثة، تعتمد الرماية على خبرة الرامي ومدى معرفته وخبرته في تقدير المسافات، إضافة إلى نوعية القسي والسهام، ولا تأتي هذه الخبرة إلا بكثرة الرماية والتدريب المستمر تحت إشراف أستاذ عالم بفنون الرماية بالسهام، حيث تتحكم هذه الخبرة بمدارات الرماية لاكتساب الخبرة في تقدير المسافات (سليمان بن سليمان الرامي، تحفة الطلاب في علم الرماية بالنشاب، ص 74أ – 75ب).
بغض النظر عن نوع السهم والقوس وتوافق أجزائهما مع بعضها البعض من حيث الطول والقصر وقوة الخيل، ونوعية الخشب وبقية ما يلزم السهم والقوس من شروط تختص بصناعتهما، تعتمد سُرعة السهم على خبرة وسرعة الرامي في إطلاق سهامه مجال الاختبار، لذلك فقد خصص أساتذة الرماية بالسهام اختباراً لمعرفة سرعة السهم، فعلى الرامي بعد أن يتخذ مكانه في الميدان أن يرمي ثلاثة أسهم متتالية، بحيث يرمي السهم الأول، ثم يلحقه بالسهم الثاني، على أن يكون رماية السهم الثاني مباشرة قبل غياب غبار السهم الأول، يم يرمي السهم الثالث، الذي يصل إلى قبل اختفاء غبار السهم الثاني، وهكذا، أما إذا كان هناك فرق كبير ما بين السهام الثاني والثالث، فيرجع ذلك إلى بطئ رماية الرامي أو فساد في صناعة القوس أو السهام.

4-مكانة غزوة الخندق من السرايا والغزوات النبوية الشريفة:
قال بن هشام: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي، وكان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه سبعاً وعشرين غزوة ( ابن هشام، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 4: 464-466). وكانت بعوثه صلى الله عليه وسلم وسًراياه ثمانية وثلاثين من بين بَعْثٍ وسَرِيةٍ (ابن هشام، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 4: 266-267). إن تفاصيل جميع غزواته وسراياه وبعوثه صلى الله عليه وسلم، سيطيل بنا المقام والحديث، فمن الأيسر بمكان الإيجاز بذكر آثار الرماية بالسهام وما ورد في بعض السرايا والغزوات التي سجلت للتاريخ الإسلامي والرماية بالسهام معايير ومبادئ وأسس التاريخ الحربي والاجتماعي والرياضي للأمة الإسلامية، هذا التاريخ الذي شهد له قادة وعلماء ومستشرقوا الغرب، وهذه شهادة البروفيسور إدمونت بوزورثBosworth الذي يؤكد ويقول: "كَوّنَ الجيش العربي أقوى جيش شهده العالم في أقصر فترة زمنية ممكنة" (Edmond Bosworth, ARMIES OF THE PROPHET, Chap. 8, in THE WORLD OF ISLAM).

ولما: " لم يكن بين القوم قتال إلا الرمي بالنّبل والحصى، فأوقع الله بينهم التخاذل، ثم أرسل عليهم، في ظلمة شديدة من الليل ريح الصبا الشديدة في برد شديد، فأسقطت خيامهم، وأطفأت نيرانهم وزلزلتهم، حتى جالت خيولهم، بعضها ببعض في تلك الظلمة فارتحلوا خائبين (جعفر سبيه، سيرة سيد الأنام، 3: 229-230). برزت أهمية غزوة الخندق في الكشف عن آثار الرماية بالسهام، كما برز دور الفرسان والرجَّالة الرماة في هذه الغزوة، حيث كانوا يمثلون الخطوط الأكثر أهمية في الدفاع والهجوم على جيش المشركين، كما برز في هذه الغزوة دور الرماية بالسهام في استقصاء دور جيش المشركين ومنعهم من عبور الخندق أو الوصول إلى جيش المسلمين بالرغم من المحاولات العديدة التي باءت جميعها بالفشل.
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

أسلحة جيش المسلمين في غزوة الخندق

نظراً لعدم تمكن جيش المشركين من المقابلة الفعلية المباشرة لجيش المسلمين، بسبب تَتَرُّس جيش المسلمين بالخندق والساتر الترابي الذي عمل على منع جيش المشركين من الوصول إلى جيش المسلمين، لذلك " لم يكن بين القوم قتالٌ إلا الرمي بالنّبل والحصى، فأوقع الله بينهم التخاذل، ثم أرسل عليهم الله، في ظلمة شديدة من الليل ريح الصبا الشديدة في برد شديد، فأسقطت خيامهم، وأطفأت نيرانهم وزلزلتهم، حتى جالت خيولهم، بعضها في بعض في تلك الليلة الظلمة فارتحلوا خائبين"( المصدر السابق). ونتيجة لذلك حددت أسلحة جيش المسلمين بثلاثة أنواع من الأسلحة هي:

1- القوة المادية: وتشمل علي: الأسلحة التالية: البيضة، الترس، الحجارة، الحربة، الدرع، الرمح، السيف، القناة، القوس، المِغْفَر، النبال.
2- القوة المعنوية: التي تربى عليها جيش المسلمين بفضل توجيهات ونصائح وإرشادات النبي صلى الله عليه وسلم.
3- القوة الإلهية: -الريح والمطر والبرد- التي مد بها الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم لدعم جيش المسلمين.
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

اختيار وعَرض جُند السرايا والــغـزوات

لكل حرب ولكل لقاء أسسه وسياساته من حيث انتقاء الرجال المشاركين في هذه أو تلك المعركة، ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يشترك في لقاء العدو إلا من كان مؤهلاً وصالحاً لطبيعة ذلك اللقاء الذي يتم فيه عرض المشاركين في لقاء العدو، ويتم ذلك على النحو التالي:


  • الحَد الأدنى لسنّ الجُند خمس عشرة سنة
    يعتبر " السن فهو بلوغ السن الخامسة عشرة لحديث نافع عن ابن عمر قال: (عَرَضَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقِتَالِ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُجِزْنِي وَعَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَجَازَنِي)، قَالَ نَافِعٌ فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا لَحَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ فَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ كَانَ ابْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَاجْعَلُوهُ فِي الْعِيَالِ".

    ومما يؤيد سن الوجوب الذي ذهبنا إليه ما ذكره ابن عبد البر في مختصر السيرة قال: (وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ -في غزوة أحد- سَمُرَة بن جندب الفزَاري ورافع بن خديج ولكل واحد منهما خمس عشرة سنة، وكان رافع راميا، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد والبراء بن عازب وأسيد بن ظهير وعرابة بن أوس بن أرقم وأبا سعيد الخدري، ثم أجازهم كلهم عليه السلام يوم الخندق -أي بعد ذلك بعام إلى قوله- وإنما رد من لم يبلغ خمس عشرة سنة وأجاز من بلغها). ومن تأمل قول ابن عبد البر، إن الصحابي رافعا بن خديج عندما أُجِيز للقتال في هذا السن كان رامياً، أي متقنا للرماية، أدرك أنه تدرب على الرماية حتى أتقنها قبل سن الخامسة عشرة، وأدرك أن الصحابة كانوا يتدربون قبل بلوغهم هذا السن ليصبحوا مؤهلين للقتال عندها". وقال النووي: (باب بيان سن البلوغ) وهو السن الذي يجعل صاحبه من المقاتلين ويجري عليه حكم الرجال في أحكام القتال وغير ذلك، قوله عن ابن عمر ـ وساق الحديث السابق ـ هذا دليل لتحديد البلوغ بخمس عشرة سنة، وهو مذهب الشافعي والأوزاعي وابن وهب وأحمد وغيرهم قالوا: باستكمال خمس عشرة سنة يصير مكلفا وإن لم يحتلم فتجري عليه الأحكام من وجوب العبادة وغيره،

    ويستحق سهم الرجل من الغنيمة ويُقْتَل إن كان من أهل الحرب -إلى قوله-(لَمْ يُجِزْنِي وَأَجَازَنِي) المراد جعله رجلا له حكم الرجال المقاتلين.فسن خمس عشرة سنة كقرينة على البلوغ والاحتلام هو سن التكليف الشرعي، تجب عنده فروض العين، ومنها جهاد العين إن تعين، وبالتالي فهو السن الذي يجب عنده التدريب العسكري على المسلمين (ابن النحاس، مشارع الأشواق).
  • على هذا المبدأ سار قادة الجيوش الإسلامية الأُول في تطبيق قواعد اختيار الجند. قال ابن هشام أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سَمُرة بن جُندب الفَزاري، ورافع بن خَديج، أخا بني حارثة، وهما ابنا خمس عشرة سنة، وكان قد ردَّهما، فقيل له: يا رسول الله إنّ رافعاً رامياً، فأجازه، قيل له: يا رسول الله فإن سُمرة يصرع رافعاً، فأجازه: وردّ رسول الله سلى الله عليه وسلم: أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، أحد بني النجار، والبراء بن عازب، أحد بني حارثة، وعمرو بن بن حزم أحد بني مالك بن النجار، وأسيد بن ظهير أحد بني حارثة، ثم أجازهم يوم الخندق، وهم أبناء خمس عشرة سنة ( ابن هشام، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 3: 11-12).
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

مــواجــهـة العدو في غزوة الـخــنـدق
كان ولا زال اصطفاف وترتيب مواقف الجُند في ساحة المعركة واحداً من أهم العوامل النفسية والدفاعية التي تأثر تأثيراً مباشراً في نفسية العدو مهما قلت أو كثرت عدته وعدده، قال الله تعالى: قال تعالى:

"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ" (سورة الصف:4).

(المستدرك، كتاب الجهاد: 2 /68 ووافقه الذهبي.هو هشام بن حسان، تقدم. عن ابن النحاس، مشارع الأشواق.، 764).

فكانت هذه الآية الكريمة الدرس الأول للمسلمين كي يُعِدوا أنفسهم ويَرُصُّوا صفوفهم لمواجهة العدو، وقد ورد في ذلك عدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الاصطفاف وأجر الاصطفاف في الرِباط وفي الحرب (الواقدي، المغازي، 1: 69). حتى أتقن المسلمون تراص صفوفهم، " وقال خُفاف بن إيماء: فرأيتُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومَ بدر، وقد تصافّ الناس وتزاحموا، فرأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يسُلّون السيوف، وقد أنبضوا القِسِيّ، وقد ترس بعضُهم بعض بصفوفٍ متقاربة، لا فُرجَ بينها، والآخرون من المهاجرون فقال: أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ألاّ نسلّ السيوف حتى يغشونا" ( ).
غير أن الحال مختلف في غزوة الخندق لاختلاف طبيعة أرض المعركة، حيث كان جيش المسلمين متحصناً بالجبل والخندق، بينما افترش المشركون الساحة الواسعة أمام معسكر المسلمين، لذلك على كلا الفريقين أن يعيدا خطتي الهجوم والدفاع والحراسة نوعاً وكماً، كي يضمن:

1-جيش المسلمين عدم وصول المشركين إلى معسكرهم باختراق الخندق.
2-أما جيش المشركين فيسعى لمحاولة اختراق الخندق وكسر ما شيِّد من الساتر الترابي، ليصل إلى المسلمين. وفي كلتا المحاولتين، فقد سعى:
أ- تشديد مراقبة وحراسة جند المسلمين على طول حدود الخندق التي وصلت لـ 3 كيلو متر تقريباً، كي لا يستطيع أي من جيش المشركين من طفر أو اختراق الخندق.
ب-أما جيش المشركين فقد كان جُلّ همه محاولات اختراق الساتر أو الجدار الترابي بأي وسيلة، سواء بقفز الفرسان بخيوله، من خلال الاختراقات الفردية أو الجماعية من خلال أحد ثغرات الخندق.
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

من الأحداث الهامة للرماية بالسهام في غزوة الخندق

  • رُمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم فقطع منه الأكحل، ومات شهيداً في غزوة بني قريظة (ابن كثير، 3: 207). "رماه حِبان بن قيس ابن العَرقة، أحد بني عامـر بن لؤي، وقيل أبو أسامة الجُشْمي، حليف بن مخزوم" (ابن هشام، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 3: 273).
  • حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن حدثنا زهير عن أبي الزبير عن جابر قال: رمى سعد بن معاذ في أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص قال: ثم ورمت قال: فحسمه الثانية (مسند الإمام أحمد، 3: 312، مؤسسة قرطبة، مصر).
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

من أحداث محاولات طفر واخــتـراق الــخـــنـدق

  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "لقد رأيتني أَحْرُس الخندق، وخيلُ المشركين تَطِيف بالخَندق وتطلب غِرَّةَ ومَضيقاً من الخَنْدق فتقتحم فيه، وكان عمرو بن العاص وخالد بن الوليد هما اللذان يفعلان ذلك، يطلبان الغفلة من المسلمين. فلقينا خالد بن الوليد في مائة فارس، قد جال بخيله يُريد مَضيقاً من الخَنْدق يُريد أن يعبر بفرسانه، فنَضحْناهم بالنَّبل حتى انصرف" (الواقدي، المغازي، 2: 465).
  • قال ابن هشام: ومن بني مخزوم بن يَقظة: نوفل بن عبد الله بن المُغيرة، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يبيعهم جسده، وكان قد اقتحم الخندق، فتورط فيه، فقُتل، فغلب المسلمون على جَسَدِه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حاجة لنا في جسده ولا بثمنه)، فخلى بينهم وبينه، قال ابن هشام: أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده عشرة آلاف درهم، فيما بلغني عن الزُّهري(ابن هشام سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 3: 313-314).
  • قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: " أن نوفَل بن عبد لله وَقَع به فرسه في الخَندق، فَرُمي بالحجارة حتى قُتل" (الواقدي، المغازي، 2: 471).

مــلاحـظـــة:
أثبت الدراسات التحليلية والمقارنة بين قياسات قفزات الإنسان والحيوان لأعلى أو للأمام، فوجد أن الأرقام القياسية للحصان بصفة خاصة على المستوى المحلي أو الدولي كانت على النحو التالي:
"الرقم الاسترالي للقفز لأعلى: ¼1ر8 قدم – 5 متر،
الرقم الأسترالي للقفز من على الماء: 10ر32 قدم = 10 متر
الرقم العالمي من فوق حفرة الماء: ½6ر27 قدم = 4ر8 متر" (The Diagram Group; Sports Comarisons. P. 87, 89).
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

ما قيل من أشعار في غزوة الخندق
يمثل الشعر في الغزوات ملاحم يشارك فيها المديح، والحث على العمل، والهجا، والعزاء، وتصبير النفس، وقد قيل الكثير من الشعر في غزوة الخَنْدق، وستذكر على سبيل المثال نماذج من بعض قيل وله علاقة بالرماية بالسهام وصفاً: قال ضِرار بن الخطاب بن مِرداس:

وجُرداً كالقِداح مُسَوِّمات تَؤُمُّ بها الغواة الخاطِئيِنـا
كأنهم إذا صالُوا وصُلنا بباب الخَنْدَقَيْن مُصافحونا
(ابن هشام، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 3: 316. للمزيد أنظر: الواقدي، المنغزي، 3: 315-347)

الموقع الجغرافي لغزوة الخندق:

طبيعة الخندق وحدوده:

  • طول الخندق 5000 ذراع/3000 متر تقريباً.
  • عرض الخندق: 9 أذرع إلى ما فوقها/7-10متر.
  • العمق: 7-10 أذرع/ 3-5 متر.
  • ارتفاع الساتر الترابي: 5 أذرع/2 متر تقريباً.
  • عدد العاملين: 1500عامل.
  • نصيب الفرد: 5ر5متر طولاً.
  • مدة الحفر: 6 أيام.
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

المراجع الأساسية والمساعدة


  • سنن الترمذي.
  • ابن القيم، الفروسية، دار الكتب الأهلية، بيروت، 1970م، ص 82.
  • ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت، 1957م، 3: 137. 3: 140.
  • ابن كثير، 3: 207.
  • ابن ماجه، سنن ابن ماجه.
  • ابن النحاس أبي زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي ثم الدمياطي. (ت. 814 ﻫ)،
  • مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق و مثير الغرام إلى دار السلام (في الجهاد وفضائله)، تحقيق ودراسة إدريس محمد علي و محمد خالد إسطنبولي. ص 764. عن موقع alsanam.net/media/0/26/26.doc.
  • ابن هشام، أبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، (ت218هـ)، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 4 أجزاء، راجعه وعلق عليه: محمد خليل هراس، مكتبة الجمهورية، القاهرة. 3: 11-12. 3: 313-314. 3: 316. 3: 273. 3: 274- 275. 4: 142-143. 4: 464-466. 4: 266- 267.
  • أحمد الدينوري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب، 677-733هـ، كتاب النبات، مكتبة دار الكتب المصرية، 1344هـ/1925م، ص 356.
  • أرنبغا الزردكاش، كتاب الأنيق في المناجيق، تحقيق الدكتور/ نبيل محمد عبد العزيز.
  • الجوهري، الصحاح، 4: 1455.
  • السيوطي، جلال الدين: تفسير الجلالين ص 378-379.
  • المستدرك، كتاب الجهاد: 2 /68
  • المقريزي، السلوك، 2-3/916.
  • الواقدي، محمد بن عمر بن واقد، (ت206هـ)، كتاب المغازي، تحقيق مارسدن جونس، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1965. 2: 440-441.
    2: 444-445، 2: 448- 449، 2: 670. 2: 463-464. 2: 452-453.
    2: 465 -465. 2:.466 2: 471. 2: 476-477. 3: 315-347.
  • جرجي زيدان، تاريخ التمدن الإسلامي، مطبعة الهلال بالفجالة، القاهره، 1902م 1: 142-، 143، 144.
  • جعفر مصطفى سبيه، موسوعة سيرة سيد الأنام عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، 4 أجزاء، المكتبة المكية، مكة المكرمة، 1422هـ/2001م.
  • حسين بن عبد الرحمن اليونيني، كتاب في معرفة علم رمي السهام، رسالة دكتوراه، غير منشورة: تحقيق عدنان درويش جلون، جامعة مانشستر، 1980م. ص 16.
  • سليمان بن سليمان الرامي، تحفة الطلاب في علم الرماية بالنشاب، ص 74أ – 75ب.
  • سنن أبي داود. الرمي.
  • سورة: الأنفال، الآية: 60.
  • سورة: الصف - الآية: 4.
  • صحيح مسلم.
  • طيبغا البكلميشي، 5 ص 22، 32-44.
  • فتح الباري في شرح صحيح البخاري.
  • لامية الشنفري، الأبيات 11-13.
  • مسند الإمام أحمد.
  • مصطفى الفرحاني، فضل القوس العربية، مخطوط رقم 1339، جوثه، ألمانيا، ص 5أ. ص 31أ- 32أ.
  • واثق الصالحي، منجنيق الحضر، مجلة سومر، ج1/33، 1977م، ص 141-168.
  • Edmond Bosworth, ARMIES OF THE PROPHET, in the THE WORLD OF ISLAM. Chap., 8.
  • The Diagram Group; SPORTS CAPARISONS: AN ILLUSTRATED SURVY OF ACHIEVMENTS, RECOVDS, RULES AND EQUIPMENT. Arthur Barker Lid. London.1981.

  • المواقع الالكترونية:
  • www.alsanam.net/media/0/26/26.doc
  • http://www.quran-radio.com/gh_alrasool7.htm
  • www.kenshrin.com/servers/a_service/t_place/citadel/index_old.html9k.
  • http://www.e-prism.org/images/Silsilat%20al-Idad%20lil- Jihad.doc


_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله}. وفي رواية: {والممد به، فارموا واركبوا، ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ليس من اللهو ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله. ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها}
 
رد: الرماية بالسهام وأثرها في غـــــزوة الـخـــنــدق

اعتذر لعدم ادراجي الصور
ان شاء الله راح نضعها في الموضوع لاحقا
 
عودة
أعلى