تستخدم قوات المشاة في القتال على نطاق واسع حول العالم، لدى وحداتها عادة بعض الدروع ولكنها تعتمد اساسا على الجنود الراجلين او المؤللين لبناء قدراتها القتالية. تقوم هذه القوات بعمليات عسكرية لتحقيق اهداف محددة مسبقا، وقد تستخدم في القتال اسلحة مدمجة على المستوى التكتي. ويذكر في هذا المجال، ان قوات المشاة الصغيرة والمتوسطة الحجم، ليست معدة لمحاربة جيوش تملك عتادا ونظما متقدمة على قدم المساواة في معارك تقليدية. وهي تشبه الى حد بعيد قوات مشاة المواجهة "OPFOR" المستخدمة إبان الحرب العالمية الاولى "WWI" المعروفة بحرب الخنادق، انما مزودة باسلحة متقدمة اكثر فعالية وفتكا.
لدى قوات المشاة الصغيرة والمتوسطة قدرات دمج محدودة، اي انها تستطيع القيام بعمليات قتالية على المستوى التكتي، وبدعم ناري محدود، او القتال على مستوى الكتيبة باستخدام الاسلحة المشتركة. وعادة ما تكون التكنولوجيا المستخدمة في نظم اسلحة الدعم مستوردة.
من جهتها تستطيع قوات المشاة الكبيرة انجاز عمليات واسعة على جبهات مترامية الاطراف، كما باستطاعتها نشر القوة العسكرية على مساحات شاسعة من مسارح العمليات. اما النظم القتالية الرئيسية اللازمة لذلك فهي تتراوح بين مدافع ذاتية الدفع بعيدة المدى Howitzers وراجمات صواريخ واسلحة حرب كيميائية وبيولوجية.
تملك الدول عادة التي لديها وحدات مشاة كبيرة صناعات اسلحة اساسية، كما قد تستورد بعض النظم التي تحتاجها لهذه الغاية...
وبالرغم من ان قوات المشاة الكبيرة تكون عادة مزودة بشبكات اتصالات متطورة، الا انها في دور المواجهة "OPFOR" ينبغي ان تعتمد على بلد خارجي لاستخدام الاقمار الاصطناعية في اتصالاتها. وحين تجابه تلك القوات عدوا بقدراتها ذاتها، فقد تعمد الى القيام بعمليات قتالية تقليدية او توجه اهتمامها نحو اهداف ثمينة محددة.
وفي مواجهة جيش كبير متقدم تكنولوجيا، فقد تعمد قوات المشاة تلك، الى محاولة تغيير اساس النزاع ومواصلة تحقيق اهدافها من خلال الاستمرار في عمليات الارهاب وتغذية ثورات العصابات. وفي حال تدخلت قوة خارجية او تحالف في النزاع، تعمل على زعزعة رادارات العدو، لجهة الاستمرار في القتال، دون محاولة قهر قواته الرئيسية على مسرح القتال.
تختلف قوة المواجهة "OPFOR" المرتكزة على وحدات المشاة عن تلك المرتكزة على المدرعات والوحدات المؤللة، بشكل اساسي في الحجم والمستوى التكنولوجي والقدرة على الاستعانة بأسلحة اخرى ابان العمليات. ويذكر ان تشكيلات قوة المواجهة المؤللة والمدرعة ما زالت تشمل وحدات كبيرة من المشاة، وتتألف عادة من عدد كبير من الفرق والقطاعات المقاتلة، وتستطيع انجاز عمليات استراتيجية ضمن عمليات مشتركة مع قوى حليفة على مسرح العمليات.
تملك عادة الدول ذات صناعات الدفاع المتقدمة قوات مواجهة مدرعة ومؤللة، تكون فيها ٤٠% على الاقل من قوات المشاة المقاتلة مؤللة داخل عربات قتال مصفحة. وتعمد هذه الدول الى تطوير نظم قتال مختارة معينة لمواجهة افضل نظم البلدان المجاورة في حال نشوب نزاع مسلح معها.
اما العقيدة القتالية والتكتيكات المستخدمة قتاليا، فغالبا ما تكون قد استخدمت ابان الحرب العالمية الثانية او تلك المستحدثة او المستمدة من خبرة البلدان التي تصنع وتصدر العديد من نظم الاسلحة المتقدمة، كما باتت تكنولوجيات الدعم الناري واكتساب الهدف من الامور الضرورية لتنفيذ شتى المهام.
تستخدم القوات الكبيرة المؤللة والتي تستعين بالدروع اسلحة متطورة للغاية كالمدافع التلقائية الدفع، وراجمات الصواريخ ذات القذائف العالية الدقة، والدبابات المتوسطة والثقيلة، والنظم التي توفر القدرات الحرارية القاتلة: كالليزر، ونظم الرؤية ليلا، والطائرات دون طيار، والمقاتلات، والطوافات، وغيرها. تخوض تلك القوات باعدادها الضخمة عمليات مشتركة مع اسلحة البحر والجو او مع جيوش البلدان الحليفة.
تملك البلدان التي تجهز قوات مشاة ضخمة، الهيكليات اللوجستية والقيادية القادرة لتمكين القوات المسلحة من تنفيذ عمليات قتالية مستمرة على مسارح القتال، مع القدرة على نشر القوات في مسارح عمليات نائية مع استمرار مواصلة العمليات. ويذكر ان القيادات العسكرية لهذه الدول المتفوقة صناعيا، تستخدم قوات "OPFOR" المعتمدة على الدروع والقوات المؤللة، وتستطيع تخفيض حجم قواتها مع الحفاظ على القدرات العسكرية الرفيعة المستوى ذاتها. مع الملاحظة انه كلما اصبحت النظم القتالية اكثر قدرة كلما زاد تعقيد بنيتها وكلما تعززت قدرة هذه القوات على اقتناص الفرص المتاحة على ساحة القتال لتدمير الاهداف واحراز النصر. واخيرا فان مثل هذه القوات مكلفة جدا، ان لجهة التجهيز والتدريب او لجهة الصيانة والخدمة اللوجستية.