رد: دعوة للنقاش هل نجحت مبادرة السلام العربي
ندوات المركز
الخبراء والسياسيون يطالبون بضرورة إسقاط مبادرة السلام العربية لأنها تخدم إسرائيل
بتاريخ: 19 اغسطس, 2010
فى ندوة سياسية هامة عقدت بالأمس فى مقر مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة فى إطار الإفطار الرمضانى السنوى للمركز ، وحملت عنوان
(بعد القرصنة الإسرائيلية ضد سفن اختراق الحضار على غزة : لماذا لا تسقط مبادرة السلام والتسوية) أكد الحبراء والسياسيون المشاركون فى الندوة على ضرورة العمل شعبياً على اسقاط مبادرة السلام العربية وغيرها من الاتفاقات التى تكبل حركة المقاومة العربية والفلسطينية ضد العدو الصهيونى لأن مثل هذه الاتفاقات منذ الاعلان عنها خاصة مبادرة السلام السعودية المسماة أيضاً بمبادرة السلام العربية 2002 وحتى اليوم وهى تخدم على إسرائيل فى عدوانها على الحقوق الفلسطينية وتمثل غطاءً شرعياً عربياً لقضم مزيد من الأرض وبناء عشرات المستوطنات ، وشن العديد من الحروب ، وارتكاب مئات المجازر ، كل ذلك بدون رد فعل عربى رسمى واحد، لأن هؤلاء العرب مكبلين لأيديهم وأنفسهم بمبادرات سلام وهمية لا قيمة ولا تأثير لها وهى مبادرات حاصرت المقاومة وجرمتها ، وخدمت المشروع الصهيونى العدوانى ولاتزال تخدمه ، شارك فى فعاليات الندوة وأبحاثها كل من المناضل والمؤرخ الفلسطينى المعروف / عبد القادر ياسين – الكاتب الصحفى عادل الجوجرى – الخبير السياسى د. ضياء رشوان – المفكر القومى البارز د. محمد سيف الدولة – أ. فاروق العشرى أمين مساعد الحزب الناصرى فى مصر – المناضل اليسارى أحمد شرف – د. نجلاء مكاوى أستاذ الاجتماع السياسى بجامعة المنصورة- أ. محمود عبده الخبير فى الدراسات الإسرائيلية – د. عبد التواب مصطفى المفكر الإسلامى ومدير عام البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى – أ. أسامة الجندى الباحث والكاتب الصحفى – أ. محمد عبد الشكور الكاتب الصحفى المعروف – صلاح سليمان عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع – والشاعران الكبيران ماهر حسن – وسمير فراج (اللذان ألقيا قصائد مهمة عن فلسطين والمقاومة) ، ولفيف من الإعلاميين والخبراء ، وأدار الندوة د. رفعت سيد أحمد المدير العام لمركز يافا للدراسات والأبحاث .
هذا وقد خلصت الندوة إلى جملة من التوصيات والنتائج كان أبرزها :
أولاً : أكد الخبراء والسياسيون المشاركون فى أبحاث الندوة (6 أبحاث) ومناقشاتها على أن ما سمى بمبادرة السلام العربية تعود نشأتها إلى دور خبيث للمخابرات الأمريكية من خلال دفع توماس فريدمان الكاتب اليهودى الأمريكى المعروف بصلاته مع الإدارة الأمريكية ، للتنسيق مع عاهل السعودية (الملك عبد الله وقت أن كان ولياً للعهد) لإطلاق مبادرة للتطبيع والصلح مع إسرائيل عام 2002 وقد نجح فى ذلك وبدأت السعودية الترويج بالإعلام والمال السخى لهذه المبادرة ، لتحولها إلى (مبادرة عربية) تشكل لها لجنة من 13 دولة عربية ، تكون مهمتها بالأساس الترويج لمبادرة تخدم إسرائيل ولا تخدم حقوق العرب فى فلسطين ، إذن – وفقاً للمشاركين فى الندوة – كان نشأة ومسار المبادرة أمريكى / إسرائيلى ، والدور السعودى فيها ، جاء تحت وهم أن ذلك سيحسن من الصورة السلبية للسعودية لدى الرأى العام العالمى بعد أحداث 11 سبتمبر التى اشترك فيها 15 سعودياً من 19 هم إجمالى المتورطين فيها ، وجاء أيضاً لينفذ أجندة سعودية – أمريكية تاريخية ومشتركة منذ الثلاثينيات من القرن الماضى تقوم على أن بقاء إسرائيل حقيقة ينبغى على (العرب المعتدلين !!) الدفاع عنها وحمايتها دوماً عبر مثل هذه المبادرات التى لا تخدم سوى إسرائيل .
ثانياً : كشف المشاركون فى الندوة عن أن مبادرة السلام العربية تسقط حق العودة لـ 6 ملايين فلسطينى فى الشتات وتجرم المقاومة الفلسطينية والعربية ، ولا تعيد سوى أقل من 20% من مساحة فلسطين التاريخية لأصحابها الفلسطينيين ؛ وبالتالى هى مادرة لإنقاذ إسرائيل قبل أن تكون مبادرة للسلام العادل ، وأنها رغم كل ما تقدمه لإسرائيل من مكاسب، رفضتها إسرائيل عملياً فى اليوم التالى لاعلان هذه المبادرة (مارس عام 2002) باجتياح واسع للضفة الغربية وفرض حصار على ياسر عرفات إلى أن تم قتله بالسم إبان عهد شارون ، ورغم أن المبادرة كان هدفها إنهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية إلا أن الإسرائيليين رفضوها ولايزالون يرفضونها لماذا ؟ أجاب الخبراء لأن إسرائيل تريد مزيداً من التنازلات المجانية العربية وهو ما يفعله العرب بقيادة محور الاعتدال (السعودى – المصرى) منذ اطلاق المبادرة (مارس 2002) وحتى اليوم (2010) دون ثمن يذكر ولا حتى (عود ثقاب !!) على حد وصف الخبراء المشاركون فى الندوة .
ثالثاً : أكد المشاركون فى الندوة على أن السؤال الاستراتيجى الآن وبعد سلسلة التنازلات العربية والخضوع للإملاءات الإسرائيلية والإصرار على مبادرات سلام عبثية لا قيمة ولا أهمية لها سوى انها غطاء للعدوان والاستيطان الإسرائيلى ، لقد أصبح السؤال الآن هو ليس هل ترفع أعلام إسرائيل على مكة وعلى جامعة الدول العربية ؟! بل متى ترفع هذه الأعلام بعد كل هذه التنازلات والقبول الدائم للإذلال الإسرائيلى والأمريكى ؟! ، وأن الرد العملى على هذا السؤال شعبياً ينبغى أن يكون بتفعيل ثقافة ودور المقاومة الشعبية فى مواجهة إسرائيل وفى دعم حركات المقاومة فى فلسطين والعراق لأنها (المقاومة) الأمل الوحيد لاستعادة الكرامة العربية التى داستها إسرائيل وأمريكا بالنعال ، وعبر استراتيجية للهيمنة وامتصاص ما تبقى من النفط والمال (عبر صفقات السلاح التى آخرها ما جرى يوم 16/8/2010 صفقة الـ 60 مليار دولار لدول الخليج) . ان المقاومة هى المخرج الوحيد من هذا التيه .
* هذا وقد قامت صحف (المصرى اليوم – الأنوار – الديار - الميدان – المصور – الأحرار ومواقع المطرقة – شباب مصر – وطن خارج السرب) وغيرها بتغطية فاعليات الندوة والتى ستصدر قريباً فى كتاب واسع الانتشار .
[FONT=MCS Taybah S_U normal.][/FONT]