شيخ الخطاطين المبدعين : حامد الآمدي/د.حسن المعايرجي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0
حامد آيتاش الآمدي شيخ الخطاطين المبدعين في تركيا
1891-1982م

الدكتور حسن المعايرجي

في أحد مستشفيات استانبول طويت في هدوء صفحة مجيدة لآخر عباقرة الخط العربي في تركيا، وقد رثاه عارفوه على صفحات المجلات والصحف التركية. وهالني وللأسف أنه لم تُشِر إليه أية صحيفة أو مجلة عربية من قريب أو بعيد مع فضل الرجل وغزارة التراث الذي خلفه. وقد وافاه الأجل المحتوم يوم الأربعاء 19 مايو/أيار 1982.. وبوفاته فقدَ العالم الإسلامي رجلاً من خيرة أبنائه وقف حياته لكتابة القرآن الكريم، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته..

رحلة العلم
ولد الشيخ حامد الآمدي في ديار بكر بتركيا عام 1309هـ - 1891م واسمه الحقيقي الشيخ موسى عزمي، واشتهر بحامد أيتاش الآمدي نسبة إلى »آمد« وهي قرية في ديار بكر. والده »ذو الفقار« ووالدته »منتهى«، وكان جده خطاطاً، درس في الكتّاب في مسجد »أولو« بقريته وأكمل دراسته الثانوية بالمدرسة العسكرية الرشيدية بديار بكر ثم انتقل إلى استانبول لدراسة القانون حيث أمضى سنة واحدة في »كلية الحقوق« أو »مكتب القضاة« كما كانت تسمى، ثم انتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة والصنايع، وكان ذلك بمعاونة أستاذه »مدحت بك« الذي لاحظ موهبته في الخط، وفي هذه الأثناء توفي والده واضطر إلى ترك الأكاديمية للعمل وكسب القوت.
وقد تعلم الخط الثلث علي يد أحمد حلمي بك، كما تعلم الرقعة على يد وحيد أفندي، ثم عمل مدرساً ثم خطاطاً في دار الطبعة، ثم تقدم للعمل في مطبعة المدرسة العسكرية ونال إجازة امتحان الخطاطين. ثم سافر إلى ألمانيا حيث درس رسم الخرائط وعمل في قوات الصاعقة بالجيش الألماني في أثناء الحرب العالمية الأولى، وعند عودته إلى استانبول تعلم »الجلي ثلث« من الحاج نظيف بك وكتابة الطغراء من إسماعيل حقي وغيرهم من مشاهير الخطاطين في عصره.
ومن آثاره التي يمكن مشاهدتها في تركيا والعراق ومصر، ما تركه من كتابات قرآنية، في مسجد شيشلي ومسجد أيوب ومسجد باشباهشي ومسجد حاجي كوشك في استانبول وقبة مسجد كوخاتيب في أنقرة، ومساجد أخرى كثيرة في استانبول ودنزلي وشانا قلعة.
كما كتب أربعين حديثاً نبوياً وكثيراً من كتب تعليم الخط والآلاف من مختلف الكتابات الإسلامية والمدائح النبوية والأشعار وغيرها.
وكان قمة إنتاجه نسخ المصحف الشريف مرتين بخط يعتبر من أجمل الخطوط.
وله تلاميذ كثيرون في تركيا والشام والعراق، أجازهم ومنحهم شهادات تقليدية تؤهلهم لحمل لقب خطاط، ومن الغريب أن تعلمتْ على يديه طالبة يابانية أجازها في الخط العربي.
وقد زاره كاتب المقال في مكتبه الواقع في خان رشيد أفندي-أنقرة جاد سي- محلة سركه جي باستانبول، وكان قد جاوز السابعة والثمانين عاماً، وكان ما يزال يكتب بنشاط وبيد ثابتة.
ولعل في النماذج المنشورة في كتاباته أحسن تعريف للقارئ العربي بشيخ الخطاطين المبدعين، رحمه الله.
وعزاؤنا هو ما خلفه من آثار كثيرة تعتبر الآن تراثاً للأمة الإسلامية، فورثها مصاحف خطها قلمُه وطبعت في استانبول وبرلين وتعد من روائع المصاحف التي طبعت في العالم، كما أن عزاءنا فيه فيمن خلفوه من تلاميذه الذين ورثوا عنه أسرار الحرف العربي وقواعد كتابته وأصول خطه، وأذكر منهم الأستاذ حسن شلبي من استانبول أمدّ اللهُ في عمره.

عن موقع الفسطاط
 
عودة
أعلى