المقدمه :
المدفعيه فى القرن الرابع عشر :
لقد لعبت المدفعيه المقطوره و الاسلحه ذات الانتشار دورا هاما فى مختلف الحروب منذ أن عرف الأنسان كيف يستحدث تلك القوه الهائله التى تكمن فى البارود منذ حوالى عام 1327 م .
و منذ ذلك التاريخ , كان جل اهتمام المحرابين , كيف يمكن تطويع هذه الماده حتى تقذف بكتل الاحجار و الحديد الى أهداف أعدائهم , كى تنشر الدمار و الموت فى قلاعهم و بين صفوف جنودهم .
كانت اداتهم فى ذلك الوقت قطعه من المعدن على شكل أنبوب مغلق من أحد الجهتين و التى ظلت خلال سه قرون لا يتغير مبدأ أستخدامها و ان كانت تقنيه الرمى و التسديد قد تطورت قليلا بتطور عالم حركه المقذوفات .
المدفعيه بمنتصف القرن العشرين :
تراجعت مكانه المدفعيه المقطوره , بعد أن كانت تشكل العمود الفقرى للأسلحه الحربيه لعده سنوات , حدث هذا فجأه فى الخمسينيات لدى ظهور الأسلحه الذاتيه الحركه و و بدا لعده سنوات أن المدفعيه الذاتيه الحركه سوف تحل كليا المعدات المقطوره الاكثر بساطه و لكن انعكس هذا الاتجاه اثناء العقد الاخير , و ظهرت تصاميم جديده و كثيره للمدافع المقطوره و المدافع الهاوتزر . يمكن تفسير ذلك على أسباب عديده , لكن المرجح ان السببين الرئيسيين هما الكلفه و المرونه التعبويه , أصبح المدفع أو الهاوتزر الذاتى الحركه الحديث قطعه من قطع المعدات المرتفعه الكلفه للغايه , و حتى و لو أشتق الهيكل من جسم دبابه موجوده بغايه توفير تكاليف عمليه التطوير فان المعده تبقى ذات كلفه مرتفعه .
أما فيما يتعلق بالمرونه التعبويه , فتجدر بالمرونه التعبويه , فتجدر الاشاره الى أن المدفع الذاتى الحركه كان يعتبر دائما الوسيله الوحيده الممكنه التى تتيح للمدفعيه ان تلحق بركب الفرق المدرعه , كما أنه لاقى ترحيبا فى الخمسينيات بوصفه مضادا للاثار النوويه و بأن باستطاعته ., على الارجح , و قايه افراد طاقمه فى الميدان المعارك النوويه , لكن هذه الحجه قد فقدت كثير من قوتها اليوم , و أصبح الطلب فى معظم بلدان اليوم هو اسلحه الاخف وزنا التى يمكن نقلها بالطائرات أكثر مما هو الاسلحه التى تتيج الاحتمال المستبعد فى بقاء أفراد الطاقم بعد الحرب النوويه .
خضعت مدفعيه الميدان بعد حربى 1991 و 2003 فى الكويت العراق لعمليات أعاده تقييم و تمحيص عميقين فى ظل ما تبدل فى عمليات حقل المعركه و أساليب القياده و التحكم , من خلال ادخال تكنولوجيا المعلومات الحديثه لشبكه الحرب المركزيه , و من خلال نظريات الحركيه الاستراتيجيه المعلومه و أفكار التموضع المسبق الانتشار , لا شك أن الحربين المذكورتين لا تعتبران المقياس الصحيح لكافه جيوش العالم , من حيث أنهما لا يتطابقان سوى على جيوش الدول الصناعيه الكبرى , الا انه قد يصح اعتبار خطواطهما العريضه توجهات دليله للمرحله المقبله فى تصميم و صناعه الاسلحه , و قد ساعدت هذه التوجيهات على ظهور أنواع جديده من الاسلحه و أفول نجم أنواع اخرى , فى محاوله لملاءمه المعدات المستخدمه لأساليب قتال جيده .
قد يصح الكلام على أن أهميه سلاح مدفعيه الميدان اخد بتراجع لصالح الاعتماد المتزايد على أسلحه الطيران و الطوافات الهجوميه فى الاسناد النارى المباشر و العام على مدى عقد من الزمان . الا أنه ظهر أن من الصعوبه بمكان الاستغناء عن سلاح مدفعيه الميدان , و جرى تطوير معدات المدفعيه و تقنياتها لتستعيد مكانتها على مسرح العمليات الحربيه و تتكامل مع باقى الاسلحه فى تناغم تام فكان ان تراجعت المدفعيه المقطوره لصالح أمرين : الاول ظهور مدافع ذاتيه الحركه مجنزره أثقل مما عرف فى حقبه الحرب البارده , و الثانى ابتداع مدافع من نفس العيار , ثقيله الوزن , ذاتيه الحركه , الا انها ركبت على عربات مدلوبه , قد تعتبر خفيفه قياسيا الى العربات المجنزره , لكنها ما تزال رغم ذلك عربات ثقيله و ضخمه , و ذلك لتأمين مركبه استراتيجيه و تكتيكيه لقوات التدخل السريع راج انتشارها فى الولايات المتحده الأمريكيه و اوروبا .
أما التطور الاخر الذى لجأ اليه الباحثون فانه يتمثل فى ظهور جيل جديد من ذخائر المدفعيه كان بدأ عصرها ينبلج فى السبعينيات و الثمنينات من القرن الماضى , و ساعم فى دفعها بقوه منذ نهايه التسعينات التطور الهائل فى الالكترونيات المنمنمه و و الاعتماد المتزايد على نقنيه حرب الشبكه المركزيه و على تظام GPS العسكرى لتحديد الموقع العالمى . و من أهم مدفعيه الميدان الحديثه :المدفعيه المقطوره :
هى نوع من المدفعيه الميدانيه يتم قطرها بواسطه عربه أو يتم أنزالها ميكانيكيا أو يديويا من عربه و تكون مكونه من عجلتين أو أكثر و يحتاج نصب هذا النوع من المدافع وقت . ومن أمثله هذا المدفع عو المدفع M777 البريطانى .
المدفعيه ذاتيه الحركه :
هى نوع من المدفعيه الميدانيه تكون ذاتيه التحرك أى يغنى محمله على دبابه أو عربه مدلوبه و هذا يعطيها حمايه ذاتيه من الهجمات كما يوفر وقت نصب المدفع تحضيرا للرمى أو الرحيل . و من أمثله هذا المدفع هو المدفع الامريكى M109 .
المدفع Caesar من شركه جيات :
كانت شركه جيات الفرنسيه بين السابقين فى تصور تركيب مدفع 155 ملم على شاحنه 6 * 6 مزود بنظام ملاحه مستقل الى جانب نظام و معدات تحضير الرمى , و من ضمنها نظام توجيه المدفع و نظام ادماج المدفع بشبكه تبادل معلومات تكتيكيه , بهدف معالجه الاهداف الموكله اليه بدقه و السرعه اللازمتين .
الشاحنه من نوع Renault Sherpa 6*6 و تصل وزن المنظومه الى 18 طنا و يمكن تحميل النظام بأكمله على طائره C-130 و تبلغ مدى العربه القصوى 100 كلم فى الساعه و على الطرقات لمدى 600 كلم , أى بسرعه تبلغ ضعفى سرعه المدافع المجنزره من نفس العيار , و يمكنها عبور خنادق بعمق 1,2 متر .
السبطانه المعتمده هنا 155 ملم تزن 3400 كلج و يمكنها أطلاق 6 طلقات فى الدقيقه على أن تبلغ حياتها 500 طلقه بالحشوه السادسه القصوى و الحراره 63 درجه مئويه كونها غير مطليه من الداخل بمعدن الكروم , و ينسب الى جيات اعتقادها بأنه يمكن مضاعفه هذا العدد اذا ما تم طلى جوف السبطانه بمعدن الكروم و هو برنامج معروف فى المفوضيه العامه للتسليح فى فرنسا تحت اسم ADVITAR أى مضاعفه مدى حياه سبطانه المدفع .
المدفع FH77 BW L52 من BAE Systems bofors:
انتقلت عدوى تركيب مدافع الميدان على شاحنات الى دول أخرى عريقه فى خبراتها الصناعيه العسكريه و منها السويد التى عرفت شركتها الان Bofors defense حاليا BAE Systems bofors انطلاقه المدفع المقطور 155ملم المزود بمحرك مستقل يؤمن له حركيه نسبيه بسرعه 7 كلم فى الساعه دون العوده الى القاطره .
أما المنظومه الجديده فتعتمد أساسا على المدفع FH77 السبق الذى يتسطيع أن يرمى 3طلقات فى 13 ثانيه أو عشرين طلقه فى دقيقتين و نصف دقيقه لرمايات الفاعليه أو 75 طلقه فى الساعه فى تعهد الرمايه المتواصله .
و يصل مداه الى 40 كلم اذا ما استخدمت الذخائر الحاليه , لكنه من المتوقع أن يصل الى 60 كلم مع جهزو ذخيره M982 Exclibur .
و طاقم المدفع يـالف من 6 الى 8 أفراد فباستطاعته التدرؤ داخل قمره المدرعه . و يمكن تخفيض عدد الطاقم الى 3أو 4 أفراد حسب درجه الاعتماد على تلقائيه الاعمال المطلوبه .
المدفع G6-52 من Denel جنوب افريقيا :
بعد خبره طويله فى مجال صناعه نظم المدفعيه البعيد المدى و نظره جنوب أفريقيا الفريده لاستخدام الاليات المدلوبه فى القتل , توصلت شركه Denel الى تصميم G6-52 الذى يمتاز بمدى 50 كلم من القذائق ذات التعقب المجوف المعزز بحشوه أنسيابيه و الى 67 كلم فى القذائف المعززه بدفع صاروخى . و تحمل المنظومه 40 طلقه جاهزه للرمى داخل البرج اضافه الى 8 طلقات موضبه داخل الشاحنه , ولا تتعدى اعاده التذخير للطلقات الى 40 طلقه فى عشر دقائق و سرعه الجهوز للرمى 45 ثانيه و مدى جهوز للرحيل 30 ثانيه .
و تستطيع منظومه G6-52 السير بسرعه قصوى تتراوح بين 70 كلم و 80 كلم فى الساعه على الطرقات و هذا أمر ليس بديهيا نظرا لوزن العربه الكامل الذى يصل الى 49 طنا .
المدفع LWSPH من سنغافوره :
شركه Singapre Technologies ضنينه بالمعلومات حول مدفعها الخفيف الذاتى الحركه LWSPH التى تقوم بتطويره بالاشتراك مع القوات المسلحه فى سنغافوره و شركه Defense science منذ عام 1996 .
يتركز هذا النظام على هيكل مفتوح منبسط يحمل المدفع فى مؤخرته و الذى يصل وزنه كاملا الى 7000 كلج دون الذخيره , و يتميز بنظام التعليق المستقل على كافه الاطارات , يدفعه محرك بقوه 125 كيلو وط , بسرعه 80 كلم فى الساعه , المدفع بحد ذاته هو من عيار 155 كلم و يصل مدى المدفع الى 30 كلم .
يمكنه رمى رشقه من 3 طلقات فى 15 ثانيه على أن يصل نسق الطلقات الى 6 طلقات بالدقيقه كحد أقصى , و يمكن للعربه أن تنتقل من مركز رمى الى مركز أخر يبعد 500 متر باقل من دقيقه واحده .
المدفع Portee من BAE Systems :
تقوم شركه BAE بتصميم المدفع Portee , وهو يتألف من النظام المدفعى M777 الخفيف المقطور من عيار 155 ملم محمول على عربه من طراز Supacat 8 * 6 و المعروف أن المرحله الاوليه للمدفع M777 قد بدأ لصالح سلاح مشاه البحريه الامريكيه كع توقع طلبات اضافيه له لصالح الجيش الامريكى و الحرس الوطنى تصل الى 600 مدفع .
و المفارقه الثانيه هو أن الانتقال من وضعيه الانتقال الى وضعيه الرمى فى هذه المنظومه يختلف جذريا عن المتعارف عليها حتى الان , فهو خليط بين المدفعيه المحموله أو الذاتيه الحركه , فالمدفع هنا محمول على متن شاحنه , يتم أنزاله عنها ميكانيكيا فيصبح مستقلا عن شاحنته فى وضعيه الارباض و جاهزا للرمى بغضون دقيقه واحده و يأخذ 3دقائق لاعاده وضعه فى وضعيه الرحيل و جهزت الشاحنه لتؤمن الحمايه من الاسلحه البيولوجيه و النوويه و الكيميائيه .
راجمات الصواريخ الحديثه :
اولا : الراجمه الأمريكيه HIMARS:
فى محاوله لمواكبه تطورات الحروب المستجده , و على مسار مواز لتركيب مدافع الميدان على عربات مدلوبه ,قامت شركه لوكهيد مارتن للصواريخ و أداره الرمى LMMFC الأمريكيه بتصميم نموذج مصغر لراجمه الصواريخ الامريكيه MRLS , على عربه مدلوبه خفيفه ( 5 اطنان ) من فئه HIMARS تحمل ست انابيب أطلاق بينما تحمل MRLS 12 انبوبا , أو انبوبا واحده لاطلاق الصاروخ ATACMS و هى أطلاق كافه الصوارخ التى تطلفها النظام MRLS و تتبع كل اساليب MRLS من ناحيه القتال و التدريب .
أما المقارنه بين الذخائر التى تستخدمها HIMARS أو MRLS و الذهائر التى تستخدمها المدفعيه الحديثه , فهى لا تنبئ بالخير لأول وهله لمستقبل المدفعيه و لا نعلم ما يخبئه المستقبل أو اذا ما تجوز مقارنه الحقبه الحاصه بحقبه ما بعد الحرب العالميه الثانيه , عندما ظهرت أولى الراجمات السوفيتيه وكانت مصمممه للقيام برميات مساحيه كبيره , بينما كانت مدفعيه الميدان مصممه لمعالجه أهداف دقيقه .
و يمكن نقل النظام HIMARS بواسطه الطائرات C-130 لتواكب أى انتشار سريع للقوات الملحه حيث تدعو الحاجه .
ثانيا : النظام الروسى سميرش :
يعتمد الجيش الروسى حاليا بشكل أساسى على راجمه الصواريخ الثقيله سميرش فى مهاجمه و تدمير معظم الأهداف الارضيه فى ميدان المعركه .
فهذه الراجمه تعتبر سلاح مثالى فى تطبيق تكتيك الضربات المساحيه العميقه و الذى يمكن من خلاله تدمير تشكيلات مدرعه معاديه كبيره بأقل جهد ممكن .
و يتكون راجمه الصواريخ سميرش من مركبه قاذفه من طراز 9A52-2 تحمل 12 صاروخا من عيار 300 ملم و مركبه أعاده تلقيم بالصواريخ , و مركبه تحكم و اداره نيران طراز فيفارى 1K123 و ويتكون طاقم العربه من اربعه افراد , و طاقم النظام بالكامل من 7 أفراد و و يصل الوزن القتالى للمركبه الى 43,7 طن و طولها 21,1 متر , و ارتفاعها 3 متر و عرضها 3 متر , وهى مدفوعه بمرحك ديزل 518 حصان , وتبلغ سرعتها القصوى على الطريق 60 كلم فى الساعه و على الأراضى الغير ممهده 35 كلم غى الساعه و يبلغ مدى عملها 850 كلم .
و تستخدم الراجمه صواريخ عيار 300 ملم , ويبلغ مداها 70 كلم و و لكن تم زيادته مؤخرا الى 90 كلم , وهذه الصواريخ مسلحه بمجموعه متنوعه من الرؤوس الحربيه , منها شديد الانفجار و عالى التشظيه و الدخانيه و الرؤوس الحربيه المحمله برؤوس حربيه ثانويه و قنابل وقود Fuel air explosive و ايضا يتم تجهيز هذه الصواريخ لحمل رؤوس ثانويه ذكيه مضاده للدبابات من طراز بازلت و يحمل كل صاروخ 5 رؤوس حربيه من هذا الطراز . و تطلق هذه الرؤوس من الصاروخ فوق منطقه ااهداف لتفتح مظله صغيره لتخفيض سرعه هبوطها و ثم تنشط باحثها الحرارى لتحديد أماكن الاهداف و و بعد ذلك تطلق رأس حربى مخترق يزن 1 كلج بسرعه 2000 متر فى الثانيه نحو الهدف .
و يحتاج تجهيز النظام لاطلاق النيران الى 3 دقائق فقط , و يمكنه أطلاق كل الصواريخ ( 12 صاروخ ) فى خلال 38 ثانيه فقط , او اطلاق الصواريخ بشكل فردى بفصل 3 ثوان بين كل صاروخ و الاخر .
المدفعيه فى القرن الرابع عشر :
لقد لعبت المدفعيه المقطوره و الاسلحه ذات الانتشار دورا هاما فى مختلف الحروب منذ أن عرف الأنسان كيف يستحدث تلك القوه الهائله التى تكمن فى البارود منذ حوالى عام 1327 م .
و منذ ذلك التاريخ , كان جل اهتمام المحرابين , كيف يمكن تطويع هذه الماده حتى تقذف بكتل الاحجار و الحديد الى أهداف أعدائهم , كى تنشر الدمار و الموت فى قلاعهم و بين صفوف جنودهم .
كانت اداتهم فى ذلك الوقت قطعه من المعدن على شكل أنبوب مغلق من أحد الجهتين و التى ظلت خلال سه قرون لا يتغير مبدأ أستخدامها و ان كانت تقنيه الرمى و التسديد قد تطورت قليلا بتطور عالم حركه المقذوفات .
المدفعيه بمنتصف القرن العشرين :
تراجعت مكانه المدفعيه المقطوره , بعد أن كانت تشكل العمود الفقرى للأسلحه الحربيه لعده سنوات , حدث هذا فجأه فى الخمسينيات لدى ظهور الأسلحه الذاتيه الحركه و و بدا لعده سنوات أن المدفعيه الذاتيه الحركه سوف تحل كليا المعدات المقطوره الاكثر بساطه و لكن انعكس هذا الاتجاه اثناء العقد الاخير , و ظهرت تصاميم جديده و كثيره للمدافع المقطوره و المدافع الهاوتزر . يمكن تفسير ذلك على أسباب عديده , لكن المرجح ان السببين الرئيسيين هما الكلفه و المرونه التعبويه , أصبح المدفع أو الهاوتزر الذاتى الحركه الحديث قطعه من قطع المعدات المرتفعه الكلفه للغايه , و حتى و لو أشتق الهيكل من جسم دبابه موجوده بغايه توفير تكاليف عمليه التطوير فان المعده تبقى ذات كلفه مرتفعه .
أما فيما يتعلق بالمرونه التعبويه , فتجدر بالمرونه التعبويه , فتجدر الاشاره الى أن المدفع الذاتى الحركه كان يعتبر دائما الوسيله الوحيده الممكنه التى تتيح للمدفعيه ان تلحق بركب الفرق المدرعه , كما أنه لاقى ترحيبا فى الخمسينيات بوصفه مضادا للاثار النوويه و بأن باستطاعته ., على الارجح , و قايه افراد طاقمه فى الميدان المعارك النوويه , لكن هذه الحجه قد فقدت كثير من قوتها اليوم , و أصبح الطلب فى معظم بلدان اليوم هو اسلحه الاخف وزنا التى يمكن نقلها بالطائرات أكثر مما هو الاسلحه التى تتيج الاحتمال المستبعد فى بقاء أفراد الطاقم بعد الحرب النوويه .
خضعت مدفعيه الميدان بعد حربى 1991 و 2003 فى الكويت العراق لعمليات أعاده تقييم و تمحيص عميقين فى ظل ما تبدل فى عمليات حقل المعركه و أساليب القياده و التحكم , من خلال ادخال تكنولوجيا المعلومات الحديثه لشبكه الحرب المركزيه , و من خلال نظريات الحركيه الاستراتيجيه المعلومه و أفكار التموضع المسبق الانتشار , لا شك أن الحربين المذكورتين لا تعتبران المقياس الصحيح لكافه جيوش العالم , من حيث أنهما لا يتطابقان سوى على جيوش الدول الصناعيه الكبرى , الا انه قد يصح اعتبار خطواطهما العريضه توجهات دليله للمرحله المقبله فى تصميم و صناعه الاسلحه , و قد ساعدت هذه التوجيهات على ظهور أنواع جديده من الاسلحه و أفول نجم أنواع اخرى , فى محاوله لملاءمه المعدات المستخدمه لأساليب قتال جيده .
قد يصح الكلام على أن أهميه سلاح مدفعيه الميدان اخد بتراجع لصالح الاعتماد المتزايد على أسلحه الطيران و الطوافات الهجوميه فى الاسناد النارى المباشر و العام على مدى عقد من الزمان . الا أنه ظهر أن من الصعوبه بمكان الاستغناء عن سلاح مدفعيه الميدان , و جرى تطوير معدات المدفعيه و تقنياتها لتستعيد مكانتها على مسرح العمليات الحربيه و تتكامل مع باقى الاسلحه فى تناغم تام فكان ان تراجعت المدفعيه المقطوره لصالح أمرين : الاول ظهور مدافع ذاتيه الحركه مجنزره أثقل مما عرف فى حقبه الحرب البارده , و الثانى ابتداع مدافع من نفس العيار , ثقيله الوزن , ذاتيه الحركه , الا انها ركبت على عربات مدلوبه , قد تعتبر خفيفه قياسيا الى العربات المجنزره , لكنها ما تزال رغم ذلك عربات ثقيله و ضخمه , و ذلك لتأمين مركبه استراتيجيه و تكتيكيه لقوات التدخل السريع راج انتشارها فى الولايات المتحده الأمريكيه و اوروبا .
أما التطور الاخر الذى لجأ اليه الباحثون فانه يتمثل فى ظهور جيل جديد من ذخائر المدفعيه كان بدأ عصرها ينبلج فى السبعينيات و الثمنينات من القرن الماضى , و ساعم فى دفعها بقوه منذ نهايه التسعينات التطور الهائل فى الالكترونيات المنمنمه و و الاعتماد المتزايد على نقنيه حرب الشبكه المركزيه و على تظام GPS العسكرى لتحديد الموقع العالمى . و من أهم مدفعيه الميدان الحديثه :المدفعيه المقطوره :
هى نوع من المدفعيه الميدانيه يتم قطرها بواسطه عربه أو يتم أنزالها ميكانيكيا أو يديويا من عربه و تكون مكونه من عجلتين أو أكثر و يحتاج نصب هذا النوع من المدافع وقت . ومن أمثله هذا المدفع عو المدفع M777 البريطانى .
المدفعيه ذاتيه الحركه :
هى نوع من المدفعيه الميدانيه تكون ذاتيه التحرك أى يغنى محمله على دبابه أو عربه مدلوبه و هذا يعطيها حمايه ذاتيه من الهجمات كما يوفر وقت نصب المدفع تحضيرا للرمى أو الرحيل . و من أمثله هذا المدفع هو المدفع الامريكى M109 .
المدفع Caesar من شركه جيات :
كانت شركه جيات الفرنسيه بين السابقين فى تصور تركيب مدفع 155 ملم على شاحنه 6 * 6 مزود بنظام ملاحه مستقل الى جانب نظام و معدات تحضير الرمى , و من ضمنها نظام توجيه المدفع و نظام ادماج المدفع بشبكه تبادل معلومات تكتيكيه , بهدف معالجه الاهداف الموكله اليه بدقه و السرعه اللازمتين .
الشاحنه من نوع Renault Sherpa 6*6 و تصل وزن المنظومه الى 18 طنا و يمكن تحميل النظام بأكمله على طائره C-130 و تبلغ مدى العربه القصوى 100 كلم فى الساعه و على الطرقات لمدى 600 كلم , أى بسرعه تبلغ ضعفى سرعه المدافع المجنزره من نفس العيار , و يمكنها عبور خنادق بعمق 1,2 متر .
السبطانه المعتمده هنا 155 ملم تزن 3400 كلج و يمكنها أطلاق 6 طلقات فى الدقيقه على أن تبلغ حياتها 500 طلقه بالحشوه السادسه القصوى و الحراره 63 درجه مئويه كونها غير مطليه من الداخل بمعدن الكروم , و ينسب الى جيات اعتقادها بأنه يمكن مضاعفه هذا العدد اذا ما تم طلى جوف السبطانه بمعدن الكروم و هو برنامج معروف فى المفوضيه العامه للتسليح فى فرنسا تحت اسم ADVITAR أى مضاعفه مدى حياه سبطانه المدفع .
المدفع FH77 BW L52 من BAE Systems bofors:
انتقلت عدوى تركيب مدافع الميدان على شاحنات الى دول أخرى عريقه فى خبراتها الصناعيه العسكريه و منها السويد التى عرفت شركتها الان Bofors defense حاليا BAE Systems bofors انطلاقه المدفع المقطور 155ملم المزود بمحرك مستقل يؤمن له حركيه نسبيه بسرعه 7 كلم فى الساعه دون العوده الى القاطره .
أما المنظومه الجديده فتعتمد أساسا على المدفع FH77 السبق الذى يتسطيع أن يرمى 3طلقات فى 13 ثانيه أو عشرين طلقه فى دقيقتين و نصف دقيقه لرمايات الفاعليه أو 75 طلقه فى الساعه فى تعهد الرمايه المتواصله .
و يصل مداه الى 40 كلم اذا ما استخدمت الذخائر الحاليه , لكنه من المتوقع أن يصل الى 60 كلم مع جهزو ذخيره M982 Exclibur .
و طاقم المدفع يـالف من 6 الى 8 أفراد فباستطاعته التدرؤ داخل قمره المدرعه . و يمكن تخفيض عدد الطاقم الى 3أو 4 أفراد حسب درجه الاعتماد على تلقائيه الاعمال المطلوبه .
المدفع G6-52 من Denel جنوب افريقيا :
بعد خبره طويله فى مجال صناعه نظم المدفعيه البعيد المدى و نظره جنوب أفريقيا الفريده لاستخدام الاليات المدلوبه فى القتل , توصلت شركه Denel الى تصميم G6-52 الذى يمتاز بمدى 50 كلم من القذائق ذات التعقب المجوف المعزز بحشوه أنسيابيه و الى 67 كلم فى القذائف المعززه بدفع صاروخى . و تحمل المنظومه 40 طلقه جاهزه للرمى داخل البرج اضافه الى 8 طلقات موضبه داخل الشاحنه , ولا تتعدى اعاده التذخير للطلقات الى 40 طلقه فى عشر دقائق و سرعه الجهوز للرمى 45 ثانيه و مدى جهوز للرحيل 30 ثانيه .
و تستطيع منظومه G6-52 السير بسرعه قصوى تتراوح بين 70 كلم و 80 كلم فى الساعه على الطرقات و هذا أمر ليس بديهيا نظرا لوزن العربه الكامل الذى يصل الى 49 طنا .
المدفع LWSPH من سنغافوره :
شركه Singapre Technologies ضنينه بالمعلومات حول مدفعها الخفيف الذاتى الحركه LWSPH التى تقوم بتطويره بالاشتراك مع القوات المسلحه فى سنغافوره و شركه Defense science منذ عام 1996 .
يتركز هذا النظام على هيكل مفتوح منبسط يحمل المدفع فى مؤخرته و الذى يصل وزنه كاملا الى 7000 كلج دون الذخيره , و يتميز بنظام التعليق المستقل على كافه الاطارات , يدفعه محرك بقوه 125 كيلو وط , بسرعه 80 كلم فى الساعه , المدفع بحد ذاته هو من عيار 155 كلم و يصل مدى المدفع الى 30 كلم .
يمكنه رمى رشقه من 3 طلقات فى 15 ثانيه على أن يصل نسق الطلقات الى 6 طلقات بالدقيقه كحد أقصى , و يمكن للعربه أن تنتقل من مركز رمى الى مركز أخر يبعد 500 متر باقل من دقيقه واحده .
المدفع Portee من BAE Systems :
تقوم شركه BAE بتصميم المدفع Portee , وهو يتألف من النظام المدفعى M777 الخفيف المقطور من عيار 155 ملم محمول على عربه من طراز Supacat 8 * 6 و المعروف أن المرحله الاوليه للمدفع M777 قد بدأ لصالح سلاح مشاه البحريه الامريكيه كع توقع طلبات اضافيه له لصالح الجيش الامريكى و الحرس الوطنى تصل الى 600 مدفع .
و المفارقه الثانيه هو أن الانتقال من وضعيه الانتقال الى وضعيه الرمى فى هذه المنظومه يختلف جذريا عن المتعارف عليها حتى الان , فهو خليط بين المدفعيه المحموله أو الذاتيه الحركه , فالمدفع هنا محمول على متن شاحنه , يتم أنزاله عنها ميكانيكيا فيصبح مستقلا عن شاحنته فى وضعيه الارباض و جاهزا للرمى بغضون دقيقه واحده و يأخذ 3دقائق لاعاده وضعه فى وضعيه الرحيل و جهزت الشاحنه لتؤمن الحمايه من الاسلحه البيولوجيه و النوويه و الكيميائيه .
راجمات الصواريخ الحديثه :
اولا : الراجمه الأمريكيه HIMARS:
فى محاوله لمواكبه تطورات الحروب المستجده , و على مسار مواز لتركيب مدافع الميدان على عربات مدلوبه ,قامت شركه لوكهيد مارتن للصواريخ و أداره الرمى LMMFC الأمريكيه بتصميم نموذج مصغر لراجمه الصواريخ الامريكيه MRLS , على عربه مدلوبه خفيفه ( 5 اطنان ) من فئه HIMARS تحمل ست انابيب أطلاق بينما تحمل MRLS 12 انبوبا , أو انبوبا واحده لاطلاق الصاروخ ATACMS و هى أطلاق كافه الصوارخ التى تطلفها النظام MRLS و تتبع كل اساليب MRLS من ناحيه القتال و التدريب .
أما المقارنه بين الذخائر التى تستخدمها HIMARS أو MRLS و الذهائر التى تستخدمها المدفعيه الحديثه , فهى لا تنبئ بالخير لأول وهله لمستقبل المدفعيه و لا نعلم ما يخبئه المستقبل أو اذا ما تجوز مقارنه الحقبه الحاصه بحقبه ما بعد الحرب العالميه الثانيه , عندما ظهرت أولى الراجمات السوفيتيه وكانت مصمممه للقيام برميات مساحيه كبيره , بينما كانت مدفعيه الميدان مصممه لمعالجه أهداف دقيقه .
و يمكن نقل النظام HIMARS بواسطه الطائرات C-130 لتواكب أى انتشار سريع للقوات الملحه حيث تدعو الحاجه .
ثانيا : النظام الروسى سميرش :
يعتمد الجيش الروسى حاليا بشكل أساسى على راجمه الصواريخ الثقيله سميرش فى مهاجمه و تدمير معظم الأهداف الارضيه فى ميدان المعركه .
فهذه الراجمه تعتبر سلاح مثالى فى تطبيق تكتيك الضربات المساحيه العميقه و الذى يمكن من خلاله تدمير تشكيلات مدرعه معاديه كبيره بأقل جهد ممكن .
و يتكون راجمه الصواريخ سميرش من مركبه قاذفه من طراز 9A52-2 تحمل 12 صاروخا من عيار 300 ملم و مركبه أعاده تلقيم بالصواريخ , و مركبه تحكم و اداره نيران طراز فيفارى 1K123 و ويتكون طاقم العربه من اربعه افراد , و طاقم النظام بالكامل من 7 أفراد و و يصل الوزن القتالى للمركبه الى 43,7 طن و طولها 21,1 متر , و ارتفاعها 3 متر و عرضها 3 متر , وهى مدفوعه بمرحك ديزل 518 حصان , وتبلغ سرعتها القصوى على الطريق 60 كلم فى الساعه و على الأراضى الغير ممهده 35 كلم غى الساعه و يبلغ مدى عملها 850 كلم .
و تستخدم الراجمه صواريخ عيار 300 ملم , ويبلغ مداها 70 كلم و و لكن تم زيادته مؤخرا الى 90 كلم , وهذه الصواريخ مسلحه بمجموعه متنوعه من الرؤوس الحربيه , منها شديد الانفجار و عالى التشظيه و الدخانيه و الرؤوس الحربيه المحمله برؤوس حربيه ثانويه و قنابل وقود Fuel air explosive و ايضا يتم تجهيز هذه الصواريخ لحمل رؤوس ثانويه ذكيه مضاده للدبابات من طراز بازلت و يحمل كل صاروخ 5 رؤوس حربيه من هذا الطراز . و تطلق هذه الرؤوس من الصاروخ فوق منطقه ااهداف لتفتح مظله صغيره لتخفيض سرعه هبوطها و ثم تنشط باحثها الحرارى لتحديد أماكن الاهداف و و بعد ذلك تطلق رأس حربى مخترق يزن 1 كلج بسرعه 2000 متر فى الثانيه نحو الهدف .
و يحتاج تجهيز النظام لاطلاق النيران الى 3 دقائق فقط , و يمكنه أطلاق كل الصواريخ ( 12 صاروخ ) فى خلال 38 ثانيه فقط , او اطلاق الصواريخ بشكل فردى بفصل 3 ثوان بين كل صاروخ و الاخر .