تخدم كلا النوعين من التوجيه وهما الإمساك الآلي بالهدف (التوجيه الإيجابي) والتوجيه باستخدام فرد في حلقة التوجيه (التوجيه نصف إيجابي). ستتيح تلك القدرات إطلاق الصواريخ على مسافات بعيدة وتقليل زمن الاشتباك. يقوم الجيش الأمريكي باختبار نظم التشغيل والمعالجة التي سبق تطويرها لتوفير التعرف الآلي على الهدف لأجهزة الاستشعار التي تعمل بموجات الأشعة تحت الحمراء لمعرفة إمكانية استخدامها مع أجهزة الاستشعار التي تعمل بالليزر.
يعتقد على نطاق واسع أن الصواريخ الموجودة بالخدمة وتستخدم رادار الليزر في التوجيه هي فقط الصاروخ الجوال المتقدم (Advanced Cruise Missile) من النوع AGM-129A الذي تنتجه شركة جنرال دايناميكس (حالياً شركة رايثون). يستخدم هذا الصاروخ التوجيه بالقصور الذاتي في معظم مسار الطيران ولكن يستخدم التوجيه برادار الليزر في المرحلة النهائية من الطيران أثناء الهجوم على الهدف.
AGM-129A
تقوم شركة لوكهيد مارتن منذ عام 1990 بتطوير نظام الهجوم الآلي منخفض التكاليف Low Cost Autonomous Attack System - LOCAAS) الذي سيستخدم في مهاجمة الأهداف الأرضية وهو عبارة عن صواريخ يتم دفعها بواسطة محرك توربيني نفاث صغير. سيتم استخدام هذا السلاح بواسطة كل من الجيش والقوات الجوية الأمريكية ويستخدم التوجيه بالقصور الذاتي- النظام العالمي لتحديد الموقع(GPS) بالإضافة إلى باحث ليدار قادر على تكوين صورة ثلاثية الأبعاد للهدف وذلك لتأكيد التعرف على الهدف. تشمل الأهداف التي سيتعامل معها هذا النظام الدبابات والعربات المدرعة، مواقع الصواريخ أرض جو، وقواذف الصواريخ البالستية. تشمل نظم الصواريخ التي سيتم استخدام تلك الصواريخ الصغيرة معها الصواريخ طراز AGM - 154, AGM - 130، وصواريخ المدفعية متعددة القواذف.
من المتوقع أن يتم استخدام التوجيه الإيجابي بالليزر مع نظم الأسلحة الأخرى وذلك لرفع كفايتها. تشمل تلك النظم الذخائر المشتركة للهجوم المباشر (JDAM). من الأسلحة المتوقع أيضاً استخدام نظام التوجيه الإيجابي بالليزر معها القنابل الذكية الصغيرة (Small Smart Bomb SSB) التي تزن 250 رطل وبها مفرقعات تزن 50 رطلاً فقط ولها دقة مشرط الجراح. سيكون لتلك القنابل تأثير تدميري على الهدف يعادل تأثير القنبلة 2000 رطل الخارقة الأقل منها من حيث الدقة وذلك بالإضافة إلى أن خطر إصابة الأهداف غير المطلوبة مثل الأهداف المدنية سيكون أقل بالنسبة للقنبلة 250 رطل.
JDAM
استخدام الليزر لتمييز العدو من الصديق
يتم استخدام الليزر منخفض الطاقة مع الأجهزة المركبة على الأسلحة الصغيرة التي يحملها أفراد المشاة وعند توجيهها للهدف يمكن معرفة موقعه حيث يمكن للأفراد الذين يستخدمون نظارات الرؤية الليلية الحساسة لتردد الليزر المستخدم أن يشاهدوا بقعة الليزر حتى في الظلام التام. تقوم شركة لتون لأنظمة الليزر بإنتاج النسخة طراز AN/PEQ-1A من جهاز تمييز الأهداف بالليزر لقوات العمليات الخاصة (Special Operations Forces Laser Marker -SOFLAM) لصالح القوات الخاصة الأمريكية. يحتوي هذا الجهاز على بصريات لها قوة تكبير 10 مرات ومنظار تسديد ليلي لشعاع ليزر التمييز يوفر للعامل أن يرى بقعة الليزر على هدفه على مسافة 2 3 كيلومتر ليلاً وهو ما يزيد من احتمال التعيين الناجح للأهداف. تسوق شركة ليتون هذا الجهاز تحت اسم الجهاز الأرضي تعيين الأهداف بالليزر (Ground Laser Target Designatior - GLTD) . تشمل الدول التي اشترت هذا الجهاز سواء للتقييم أو لاستخدامه عملياتياً كل من استراليا لاستخدامه مع الذخير عيار 155 ملم كوبرهيد، الدنمارك وفرنسا وماليزيا لاستخدامه القنال الموجهة بالليزر من النوع GBU-12، والنرويج لاستخدامه مع الصواريخ الموجهة هيل فاير للدفاع الساحلي وكذلك مع القنابل الموجهة بالليزر بيف واي الثانية، ودولة الإمارات العربية المتحدة لاستخدامه مع القنابل الموجهة بالليزر حكيم PGM 1، ويجري اختباره في الكويت لاستخدامه مع الذخائر كوبرهيد والصاروخ هيل فاير الثاني، وتايلاند لاستخدامه مع القنابل الموجهة بالليزر طويلة المدى.
تقوم شركة ليتون حالياً بتطوير جهاز الليزر الخفيف لتخصيص الأهداف وتقدير المسافة لصالح قوات الجيش ومشاة البحرية الأمريكيتين وذلك تنفيذاً لعقد قيمته 9 مليون دولار ولمدة 30 شهراً وذلك تمهيداً لإنتاج ما يقرب من 1000 جهاز من المتوقع أن يبدأ إنتاجها في عام 2000. يحتوي هذا الجهاز على وحدة لتخصيص الأهداف بالليزر، ووحدة تقدير مسافة بالليزر غير الضار للعين، ووحدة لقياس الزوايا في الاتجاهين الأفقي والرأسي، ووحدة استقبال للنظام العالمي لتحديد الموقع (GPS)، ووحدة تصوير بالأشعة تحت الحمراء الحرارية، وبصريات، ووحدات رقمية لتبادل البيانات ويتم تحميل جميع تلك الوحدات في عبوتين تزنان معاً أقل من 15 كيلوجرام. سيتم استخدام جهاز الليزر الخفيف لتعيين الأهداف وتقدير المسافة أيضاً مع قوات المشاة الميكانيكية ليحل محل أجهزة تعيين الأهداف بالليزر المحملة على عربات التي تستخدم مع الجيش ومشاة البحرية الأمريكيتين. تستخدم أجهزة تخصيص الأهداف الليزر من النوع نيودميوم ياج (Neodymium - YAG) الذي له طول موجة 1.06 ميكرومتر وذلك لأن معظم أجهزة الاستشعار المستخدمة مع الأسلحة الموجهة بالليزر تعمل على هذا النطاق من الموجات بينما يتم استخدام الليزر غبر الضار بالعين مع أجهزة تقدير المسافة بالليزر.
استخدام الليزر في تقدير المسافة
تعتمد نظرية استخدام الليزر في تقدير المسافة على قياس الزمن الذي يستغرقه شعاع الليزر للوصول إلى الهدف والانعكاس من عليه والرجوع إلى مكان إطلاقه وتلك الطريقة توفر قياساً دقيقاً للمدى يتم استخدامه كمدخل لنظم إدارة النيران. قامت شركة ADI للإلكترونيات بإنتاج جهازها طراز ELSR-1000 الذي يستخدم الليزر غير الضار بالعين ويتم تجربة هذا الجهاز في كل من استراليا، وكندا، فرنسا
وماليزيا. يستخدم هذا الجهاز أنبوب أشعة الكاثود (Cathode - Ray Tube) لعرض المدى وتحذير المستخدم بالمعلومات الخاصة بالأعطال في حالة طلبها. تقوم أيضاً شركة CILAS بتسويق جهازها لتقدير المسافة الذي يستخدم الليزر غير الضار بالعين لاستخدامه مع أجهزة إدارة النيران الموجودة على الحوامات، والمركبات ونظم الأسلحة أرض جو. قام الجيش النرويجي بشراء هذا الجهاز لاستخدامه مع أجهزة إدارة النيران المركبة على عربات القتال للمشاة.
قامت كل من شركة زايس في ألمانيا، وشركة أفيمو ببريطانيا بتطوير أجهزة قياس مسافة بالليزر للاستخدام مع الأسلحة المضادة للدبابات قصيرة المدى ومدافع الماكينة الثقيلة وبنادق القناصة وتستخدم تلك الأجهزة الليزر غير الضار بالعين. تقوم شركة ليتون بإنتاج نظامها الصغير للمراقبة الذي يستخدم الليزر غير الضار بالعين والأشعة تحت الحمراء لصالح الجيش الأمريكي ولأغراض التصدير للخارج تحت اسم ESL-200. تشمل الدول التي تقوم بالتعاقد على هذا النظام كل المملكة العربية السعودية لتركيبه على عائلة العربات المدرعة الخفيفة، والجيش الكندي لاستخدامه مع عربات الاستطلاع. يقوم الجيش الأمريكي بتكامل جهاز شركة ليتون لتقدير المسافة بالليزر غير الضار بالعين مع نظم إدارة النيران للدبابة M1A2 كما قام بالتعاقد مع شركة هيوز للطائرات على توريد 416 نظام لتقدير المسافة لاستخدامها مع عربات برادلي المجهزة لاستخدام الصواريخ المضادة للدبابات تو (TOW).
استخدام الليزر في الاتصالات
يمكن بواسطة تضمين (Modulation) شعاع الليزر توفير نطاق واسع من الموجات تناسب بعض أشكال الاتصالات وخصوصاً في تلك الوصلات التي تكون على خط البصر حيث يتم استغلال خاصية انتقال شعاع الليزر في خط مستقيم ومتماسك مما يجعل من الصعب على العدو التنصت عليه. يمكن للأمطار والسحب والدخان، والغبار أن تضعف الشعاع ولكن تأثير ذلك لا يؤثر في الاستخدامات المتخصصة وخصوصاً في الاتصالات الفضائية أو في المسافات القصيرة خلال الجو.
يوفر عرض الموجة المتاح بواسطة الليزر توصيل البيانات بمعدل عال جداً. قامت شركة ماكدونالد دوجلاس (بوينج حالياً) بتطوير الجيل الأول من أجهزة الاتصالات البينية لصالح القمر الصناعي للاتصالات MILSTAR والذي يستخدم الليزر ذو الطاقة 250 وات وله مدى يصل إلى 84000 كيلومتر. قامت هيئة الدفاع ضد الصواريخ البالستية (BMDO) بتمويل وحدة إرسال واستقبال من المتوقع أن تطير مع مركبة الفضاء لأغراض الأبحاث خلال العام القادم.
تقوم شركة استرو ترا (Astro Terra) بإنتاج وحدة تجريبية للإتصالات قادرة على نقل 155 ميجا بت في الثانية الواحدة وتتكلف في حدود 75000 دولار ويقوم حالياً مركز نظم الحرب البحرية والفضائية بتقييمه لصالح الاستخدام في الاتصالات بين القطع البحرية والساحل ومن الساحل للقطع البحرية. تقوم أيضاً شركة ثرمو تركس (Thermo Trex) بإنتاج نظام مشابه لصالح مكتب الاستطلاع المحمول جواً للأغراض الدفاعية (Defense Airborne Reconnaissance Office) التابع للقوات الجوية الأمريكية وذلك لاستخدامه في الاتصالات من وإلى الطائرات بدون طيار. كما تقوم قيادة الفضاء والدفاع الصاروخي (Army Space And Missile Command) التابعة للجيش الأمريكي بالإشراف على تطوير نظام يطلق عليه النظارات المتحدثة (Talking Binoculars) يستخدم الليزر في نقل البيانات خلال فترات الصمت اللاسلكي.
استخدام الليزر في الكشف عن الألغام البحرية والغواصات
تتيح قدرة شعاع الليزر الأزرق الأخضر على اختراق ماء البحر وتكوين صورة ذات درجة تحليل مناسبة عن حجم وشكل الشئ تتيح استخدامه لكشف الغواصات والألغام البحرية. يعتبر الليدار وسيلة فعالة لكشف وتصنيف الأهداف المغمورة تحت سطح الماء. بعد غرق القطعة البحرية الأمريكية صامويل. ب. روبرتس (Samuel B. Roberts) في الخليج العربي عام 1988م بواسطة لغم بحري غير متقدم قامت شركة كامان إيروسبيس (Kaman Aerospace) بتطوير نظام الليدار ماجيك لانترن (Magic Lantern) لكشف الألغام. بعد تدمير القطعتين البحريتين الأمريكيتين تريبلي (Tripli) وبرنستون (Princeton) أثناء حرب تحرير الكويت تم التفكير في وسيلة فعالة للإجراءات المضادة ضد الألغام وأوضحت التجارب الأولية نجاح الأنواع التجريبية التي استخدمت وفي عام 1996 بدأت البحرية الأمريكية في استخدام النظام ماجيك لانترن. يقوم احتياطي البحرية بتجهيز أحد سربيه من الحوامات سوبر سي سبرايت (Super Seasprite) من النوع SH-2G بثلاثة أنواع من نظام الإجراءات المضادة للألغام المحمول جواً ماجيك لانترن الذي تنتجه شركة كامان أيروسبيس ويستخدم الليزر الأزرق الأخضر ومصفوفة من آلات التصوير وذلك لمسح الماء أسفل الحوامات من السطح وحتى قاع القطع البحرية. يقوم هذا النظام بعد القيام بعدة عمليات مسح بمقارنتها والربط بينها لكشف الألغام الطافية أو الغاطسة ويتم تحديد موقع تلك الألغام بواسطة جهاز استقبال للنظام العالمي لتحديد الموقع (GPS).
قامت شركة ساندرز (Sanders) بتطوير نظام مشابه طراز ATD-111 لصالح برنامج تجارب الحرب ضد الغواصات في عام 1989. يتم تحميل هذا النظام داخل مستودع وتم تجربته مع الحوامات سي هوك (Sea Hawk) حيث تم تجميع البيانات من هذا النظام في وضع العمل على الكشف عن الألغام. من المتوقع أن يكون النظام ماجيك لانترن و النظام ATD-111 قد دخلا في منافسة في أواخر عام 1998 وذلك لاختيار أفضلهما لصالح برنامج نظام الليزر للكشف عن الألغام المحمول جواً.
الاستخدامات الأخرى لأشعة الليزر
يستخدم الليزر في أغراض مدنية كثير سواء في الطب أو الصناعة ولكننا سنناقش هنا الاستخدامات التي يمكن أن تكون مدنية وفي نفس الوقت يمكن استغلالها في الأغراض العسكرية. من هذه الاستخدامات الكشف عن مكونات الهواء الجوي وبالتالي الإنذار عن استخدام غازات الحرب الكيميائية، ودراسة التغيرات الجوية مثل العواصف والدوامات الهوائية، تجنب الهيئات الأرضية المرتفعة والعوائق بمختلف انواعها.
يستخدم جهاز ليدار الامتصاص التفاضلي (Differential Absorption Lidars) في مراقبة آثار الغازات والجزيئات الجوية الأخرى. تستخدم تلك الوحدات مصدرين لأشعة الليزر يعملان على طولي موجة متجاورين. يقوم المصدر الأول بتوليد أشعة ليزر لها طول موجة قريب من طول الموجة الذي يحدث عنده أقصى امتصاص للأشعة بواسطة الغاز المطلوب الكشف عنه. بينما يقوم المصدر الثاني بتوليد أشعة ليزر لها طول موجة في الحيز الذي لا يمتصه الغاز المطلوب الكشف عنه. نظراً لأن كل نوع من جزيئات الغازات له شكل محدد لامتصاص أشعة الليزر كما أن قوة وعرض وخطوط الامتصاص تعتمد على كثافة، وضغط، ودرجة حرارة الغاز مما يتيح استخدام مثل تلك الأجهزة مراقبة المكونات الغريبة بالجو.
في أوائل التسعينات قامت شركة هيوز للطائرات بتطوير جهاز استشعار بالليزر له قدرة على كشف وتحديد نوع الغازات الكيميائية الموجودة في
دان القتال وذلك لذمة عقد تم توقيعه مع قيادة الدفاع الكيميائي والبيولوجي التابعة للجيش الأمريكي وتم اختبار هذا الجهاز بنجاح وذلك باستخدام غازات كيميائية مشابهة للغازات الحقيقية. يستخدم هذا الجهاز وحدة إرسال لأشعة الليزر له ترددات مختلفة ويمكنه إرسال 16 تردد في دفعة الليزر الواحدة. في سبتمبر 1988 اتفقت فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على التعاون في تطوير جهاز للكشف عن الغازات الكيميائية الحربية. قامت أيضاً شركة مجرية بتطوير الجهاز VTB-1 الذي يعمل من بعد لكشف الغازات الحربية ويستخدم ليزر ثاني أكسيد الكربون ويمكن ضبط ترددات أشعة الليزر الناتجة منه في حدود 40 تردد ينحصر طول موجاتها بين 9 و 11 ميكرومتر.
تستخدم أجهزة الليدار لمراقبة حال الجو بقياس سرعة الريح وذلك بواسطة قياس التشتت المنعكس من على جزيئات الهواء الصلبة الموجودة بالجو وعادة ما تكون تلك الانعكاسات ضعيفة وذلك يلزم استخدام جهاز استقبال له حساسية عالية. يعتمد قياس سرعة الريح كما هو الحال مع رادار دوبلر على قياس الفرق في التردد بين الموجات المرسلة والموجات المنعكسة. قام الباحثون في مركز البحوث الدفاعية البريطاني بتصنيع جهاز ليدار يمكنه قياس الفرقعات البسيطة التي تحدث نتيجة لاحتكاك الهواء، والدوامات الهوائية التي تتكون خلف الطائرة وهي ظواهر يمكن أن تعرض الطائرات التي تواجهها للخطر. في حالة استخدام مثل تلك الأجهزة على مدرجات الطائرات فإنه من الممكن زيادة أمن الطائرات.
يمكن أن توفر قدرة جهاز الليدار على كشف الدوامات الهوائية نظماً لتجنب الدوامات سواء للطائرات المدنية أو العسكرية. تعتمد النظم الحالية لتجنب الدوامات الهوائية على جزء له شكل مقاوم للهواء مركب على جهاز لقياس التسارع ولذلك فمثل تلك الأجهزة لها فاعلية محدودة. لكي يكون نظام تجنب الدوامات الهوائية فعالاً يجب أن يكون قادراً على قياس شدة الدوامات قبل أن تواجهها الطائرة. يتم حالياً استكشاف إمكانية تحقيق هذا المفهوم بواسطة برنامج وكالة ناسا (NASA) الفضائية الأمريكية لتطوير نظام ليدار متطور محمول جواً لقياس المتغيرات المختلفة أثناء الطيران.
من المشاكل التي تواجه توجيه قنابل الطائرات والذخائر من الارتفاعات العالية مشكلة سرعة الريح التي يمكن أن تغير مكان سقوط القنبلة أو المقذوف. تحاول حالياً القوات الجوية الأمريكية حالياً مواجهة تلك المشكلة بواسطة إضافة مجموعة توجيه على ذيل القنبلة تعمل إما بالقصور الذاتي أو بالنظام العالمي لتحديد الموقع (GPS) ولكن مثل هذا الحل سيضيف تكلفة أخرى لكل قنبلة يتم إسقاطها. من الحلول الأخرى البديلة التي تحاول القوات الجوية الأمريكية استخدامها هو وضع جهاز ليدار على الطائرة يوفر معلومات فورية عن الريح ولقد بدأت تجارب هذا النظام في عام 1995 باستخدام لطائرة C-141 ولكن المشكلة تمثلت في استخدام مكونات صغيرة جداً حتى يكون مثل هذا الجهاز مناسباً. يهدف هذا الحل إلى قياس سرعة الريح على فترات تصل إلى عدة مئات من الأمتار بين الطائرة والأرض وتوفر الإطلاق الدقيق للقنابل من على ارتفاعات تصل إلى 10000 قدم.
من الاستخدامات الهامة الأخرى لأجهزة الليدار هي تجنب العوائق. تقوم عدة شركات بتطوير أجهزة ليدار لتجنب العوائق لاستخدامها مع الحوامات. تقوم شركة نورثروب جرومات بتطوير نظام لتجنب العوائق (Obstacle Avoidance System - OASYS) لصالح الجيش الأمريكي لاستخدامه مع الحوامات في العمليات منخفضة الارتفاع. يوفر هذا النظام المعلومات الخاصة بالعوائق الأرضية على شاشة العرض الرأسية للطيار (Head - Up Display) أو على خوذة مجهزة بشاشة عرض (Helmet Mounted Display - HMD)بالرغم من أن النظام قد تم اختباره على نوعين من الحوامات إلا أن الجيش الأمريكي ليس له خطط حالياً لتوفيره.
في يناير 1999 طلب حرس الحدود الألماني 25 جهازاً لكشف العوائق من النوع هيلاس (Hellas) الذي تنتجه شركة دايملر بنز أيروسبيس وذلك لاستخدامها مع حواماتها الجديدة يوروكبتر. يعتبر جهاز هيلاس جهاز ليدار للتصوير بالليزر الذي له طول موجة 1.54 ميكرومتر غير ضار للعين ويمكنه كشف العوائق مثل الأسلاك وغيرها وله مجال رؤية 32 × 32 درجة ويمكنه كشف السلك الذي له قطر سنتمتر واحد على مسافة 300 500 متر.
قامت مجموعة مشتركة من شركات داسلت الكترونيك، جي. إي. سي ماركوني. وزايس بتطوير نظام الليدار من النوع(Eloise) الذي يعمل بليزر ثاني أكسيد الكربون ويستخدم كجهاز لتحذير الحوامات من العوائق. يقوم هذا النظام بتحذير الحوامات لمدة 10 ثوان عن وجود سلك قطره (5) ملم ويمكن استخدامه حتى في الظروف الجوية السيئة. تقوم أيضاً شركة ماركوني بإنتاج جهازها الخاص بتجنب العوائق الذي يطلق عليه Loam ويستخدم مع الحوامات. يستخدم هذا الجهاز الليزر غير الضار بالعين ويمكن كشف العوائق مثل الأسلاك والأشجار والصواري. يستقبل طاقم الطائرة الإنذار بصرياً وبالصوت وتعرض شاشة العرض شكل، وموقع، ومسافة العائق.
يختلف جهاز الليدر للإنذار عن العوائق الموجودة مع القاذفة B-2 Spirit التي تنتجها شركة نورثروب جرومات يختلف من حيث مهمته غير العادية للإنذار حيث يقوم بالإنذار عن وجود دوامات خلف الطائرة يمكن أن تكشف وجودها المخي. يقوم نظام الطيار للتحذير (Pilot Alert System - PAS) الذي يوجد به جهاز لإرسال الليزر وجهاز استقبال له بكشف بداية ظهور الدوامات الهوائية ويحذر طاقم الطائرة منها.
B-2 Spirit
التكاليف والإعاقة
قد تكون حالياً تكاليف نظم الليدار مرتفعة وغير اقتصادية ولكن بمجرد استقرار ونضح تقنية تلك النظم ستنخفض التكلفة وبالتالي ستسمح باستخدامها وانتشارها حتى مع الذخائر قصيرة المدى المستهلكة. ستمكن درجة التحليل العالية للصور التي توفرها أشعة الليزر من التعرف الآلي حتى على المركبات وهو ما سيعمل على انتشار استخدامها.
في حالة انتشار استخدام أجهزة الليدار في الأغراض العسكرية فإن ذلك من المتوقع أن يعمل على تطوير أجهزة للإجراءات المضادة بما في ذلك استخدام أجهزة الإعاقة البصرية، والصواريخ المضادة للإشعاعات في حيز موجات الضوء المرئي وحيز موجات الأشعة تحت الحمراء. أثناء حرب فيتنام تم تطوير نسخة من الصاروخ AIM-9B تحت مشروع أطلق عليه اسم فوكس(Focus) يتم توجيهه على الضوء المرئي لاستخدامه ضد الشاحنات الفيتنامية أثناء الليل وتم تحقيق إصابات عديدة حتى اكتشف الفيتناميون ذلك وبدءوا في قيادة المركبات ليلاً بدون استخدام الإضاءة.
الليزر والقانون
يتعارض استخدام الليزر الذي يؤدي إلى تدمير دائم للعين مع القانون الدولي. في أكتوبر 1995م أصدر مؤتمر المراجعة الأول لإتفاقية عام 1980م الخاصة ببعض الأسلحة التقليدية أصدر بروتوكولاً عن أسلحة الليزر التي تسبب العمى. تضمن هذا البروتوكول
المواد الآتية:
1 يمنع استخدام أسلحة الليزر المصممة خصيصاً، سواء كان هدفها القتالي الوحيد أو كان أحد أهدافها القتالية، إحداث العمى الدائم للرؤية غي المعززة، أي للعين المجردة التي تستخدم
لتصحيح النظر. على الأطراف التي لها باع طويل في إنتاج تلك الأسلحة أن تمتنع عن نقل تلك الأسلحة لأي دولة أو هيئة مستقلة غير تابعة للدولة.
2 عند استخدام نظم الليزر، ستتخذ الأطراف التي لها باع طويل في إنتاجها جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب حدوث العمى الدائم للرؤية غير المعززة. تشمل تلك الاحتياطات تدريب قواتها المسلحة والإجراءات العملية الأخرى.
3 لا يشمل المنع الذي يغطيه هذا البروتوكول حدوث العمى سواء بالصدفة أو نتيجة لإصابة غير مقصودة من الاستخدام العسكري المشروع لنظم الليزر ضد معدات بصرية.
4 يقصد بالعمى الدائم في هذا البروتوكول الفقد غير القابل للشفاء أو الإصلاح للرؤية التي يتم تعجيزها بدرجة خطيرة مع عدم وجود أمل في عودتها. يقصد بالتعجيز الخطير للرؤية أن تقل حدة الإبصار عن 20-200 بمقياس سنيلين (Snellen) باستخدام كلا العينين.
منقول بتصرف والصور بحث شخصي