احتلال العراق للكويت – لعبة الأمم
احتلال العراق للكويت – لعبة الأمم
الزمان / 11 محرم ـ 1410هـ - 2 أغسطس 1990م .
المكان / الكويت .
الموضوع / الجيوش العراقية تجتاح دولة الكويت بتخطيط أمريكي إنجليزي مشترك
الأحداث /
مقدمة :
مفكرة الإسلام : تعود فكرة ضم الكويت إلى العراق إلى قيام الاتحاد العربي الذي شمل العراق والأردن والذي قام بتدبير وتخطيط إنجليزي للوقوف في مقابل التحالف المصري السوري ولإحكام السيطرة والنفوذ على تلك المناطق الهامة , وكانت ميزانية الاتحاد ضعيفة فرأى الإنجليز ضرورة ضم الكويت للاتحاد لتحسين الميزانية وقد قام وزير خارجية إنجلترا سلوين لويد بطلب الحكومة العراقية باتخاذ اللازم نحو تنفيذ الضم , ووصل سلودين إلى بغداد في 27 رجب 1375هـ لحضور الاجتماع الاستشاري لحلف بغداد ففاتحه نوري السعيد بضرورة إعلان استقلال الكويت التي كانت مازالت تحت الاحتلال الإنجليزي تمهيداً لضمها للاتحاد ووافق ووافق الإنجليز على ذلك الأمر , وعمل نوري السعيد على إقناع أمير الكويت عبد الله السالم الصباح للقيام بزياة العراق زيارة رسمية للوقوف على النهضة العمرانية الحديثة وبالفعل زار العراق في 21شوال 1377هـ وعرض عليه نوري السيعد المشروع فاشترط أمير الكويت موافقة الإنجليز وهذا ما ضمنه له نوري السعيد وبدأت العراق في حملة دبلوماسية للحصول على التأييد العربي للاتحاد ووافقت السعودية غير أن الانقلاب الذي أطاح بالملكية في العراق أجهض المشروع الإنجليزي .
ولما جاء عبد الكريم قاسم فكر في إحياء المشروع من زاوية مادية بحتة ولكنه كان شيوعي التوجه مما حدا بإنجلترا وأمريكا للوقوف في وجه هذا التحالف رغم أنه من نتاج أفكارهم أصلاً وقد قام عبد الكريم قاسم بالتنسيق مع ناظم القدسي رئيس سوريا واتفقا على ضم الكويت للعراق فلم يمض إلا قليل من الوقت حتى أطيح بالاثنين وفي شهر واحد رمضان 1382 .
لعبة الأمم وسياسة الاستدراج :
كان الخطط الاستعمارية لأعداء الإسلام في مرحلة سابقة تقوم على محورين الأول ضرب أي قوة للمسلمين يمكن أن تتحدى إرادة القوى الصليبية أو تمثل تهديداً مباشراً للكيان الصهيوني بفلسطين وتمثل هذا المحور في إشعال الحروب الداخلية بين المسلمين بعضهم البعض مثل حرب العراق وإيران وحروب اليمن والخلافات الحدودية بين كل الدول العربية تقريباً , وبين المسلمين واليهود من جهة أخرى مثل حروب 48 , 56 , 67 , 73 وهذه الصراعات أضعفت قوة المسلمين وأشغلتهم بأنفسهم سنوات وسنوات .
أما المحور الثاني فكان بث ا لتفرقة بين المسلمين بإحياء العصبيات والقوميات والخلافات المذهبية وبالأخص بين أهل السنة والشيعة الروافض .
وظل هذا المخطط يسير على أساس هذين المحورين حتى ظهرت مستجدات على ساحة الأحداث ألزمت أعداء الإسلام تغيير خططهم وهذا المستجد كان النفط والثروات الطائلة التي تدفقت على الدول الإسلامية التي ظهر فيها النفط والذي ظهر أثره جلياً على عدة محاور هي :
1- الثروات الهائلة التي تدفقت على البلاد المسلمة مما أدى لارتفاع مستوى الدخل وعاش الناس في رخاء والتفت الناس في تلك البلاد للأقليات المسلمة التي في غالبيتها فقيرة ومضطهدة فمدوا لهم يد المساعدة .
2- انطلق الدعاة في قوافل مدعومة بالأموال والشباب المسلم المثقف من نتائج الرخاء المادي وافتتاح المدارس والمعاهد والجامعات وأقبل الشباب من خارج الدول العربية للتعلم بالجامعات الإسلامية بالسعودية ومصر واليمن .
3- ظهور قوة النفط السياسية أثناء حرب العاشر من رمضان عندما قطعت دول الخليج النفط عن أمريكا وأوروبا وتأثرت الدول الصناعية تأثيراً كبيراً رفع سعر برميل البترول من أربعة دولارات إلى أربعين دولار وأحس الصليبيون أن حياتهم متوقفة ومرتبطة بمنابع النفط .
ومن يومها قرر أعداء الإسلام التخطيط للسيطرة على منابع النفط وصرح الرئيس الأمريكي نيكسون بضرورة وجود قوة لبلاده في منابع النفط وحاول وزير خارجيته هنري كسينجر إقناع وزير خارجية الكويت وقتها صباح الأحمد أن يعطي تسهيلات خاصة للأمريكان على أرض الكويت ولكن طلبه رفض .
انتهاء الحرب الباردة وأثر ذلك على الخطط الصليبية :
انتهت الحرب الباردة بين المعسكر الشيوعي والغربي سقط الاتحاد السوفيتي وانحل وانهدم سور برلين وزال حلف وارسو ولا عزاء للملحدين وأدى هذا السقوط الفكري والسياسي للمعسكر الشيوعي لعدة نتائج خطيرة أثرت على خطط الأعداء وهي :
1- توقف الصراع بين الشرق والغرب وإنتقاله بين رؤوس المعسكر الغربي بعضهم البعض وبين الإسلام من جهة أخرى وبزوغ قوة ألمانيا بعد اتحادها وفرنسا وأوروبا في جملتها تعتمد على النفط العربي في منطقة الخليج والسماح لأمريكا بالسيطرة على منابع النفط سيجعل أوروبا تخضع لأمريكا .
2- ظهور مشكلة اقتصادية كبيرة تتمثل في القوات العسكرية التي كانت مرابطة في أوروبا الغربية أمام قوات المعسكر الشيوعي وتحمي أوروبا من خطر المد الشيوعي حيث لم يعد لها بعد سقوط الشيوعية ضرورة وأوروبا طلبت سحبها من بلادها لتوفير نفقاتها الباهظة وتسريحها كان سيسبب مشكلة بطالة كبيرة في أمريكا ومن الواجب نقلها لجهة أخرى تتحمل أعباء تلك القوات وكان الخليج أفضل مكان .
3- أدى سقوط المعسكر الشرقي لحالة انهيار اقتصادي ببلاد هذا المعسكر وكانت أمريكا قد وعدتهم بالمساعدات إن هم تخلوا عن الشيوعية فأخذت أمريكا في البحث عن مصدر لتمويل هذه المساعدات وكان الخليج محط أنظار الجميع لغناه أولاً ولإفقاره ثانياً وهو المخطط القديم .
4- كانت مخازن الأسلحة لدى الدول الصليبية مكدسة بالأسلحة منذ أيام الحرب الباردة ولابد من تصريفه لإحلاله بأحدث منه حتى لا يفقد قيمته وهذا التصريف لا يكون إلا في ميادين الحروب فلابد من إشعال حرب .
بالجملة وجدت الفرصة المناسبة بانتهاء الحرب بين العراق وإيران وسقوط الحلف الشيوعي وتفرد أمريكا بزعامة العالم , وتأمنت الوسيلة والأداة اللازمة ممثلة في شخص طاغية غشوم مجنون بالعظمة والزعامة وهو صدام حسين , وتحققت المصالح في القوت المسحوبة من أوروبا وتصريف للمخزون الأسلحة والسيطرة على منابع النفط و وضمنت أهداف المخطط الصليبي القديم بحرب الإسلام وإفقار أهله وإفسادهم وبث التفرقة بين المسلمين .
غزو الكويت :
اكتملت فصول المسرحية الصليبية وتم إعدادها بعناية وجرى التحضير لها وعمل عدة تجارب أشبه بالبروفات مثل إنزال القوات الأمريكية بجزيرة جرينادا وإنزال آخر ببنما وتدريبات مكثفة بصحراء نيفادا للاعتياد على جو الصحراء القائظ ولم يبق إلا تنفيذ اللعبة أو إخراج المسرحية .
بدأت اللعبة بإشعار الزعيم العراقي صدام حسين بأنه المنتصر في حرب الخليج الأولى مما بث جنون العظمة في قلبه وهو موجود أصلاً وقد تعود على القسوة والطغيان وعدم رفض أورد أي أوامر له وبعد انتهاء حرب إيران أخذ في البحث عن متنفس يستغل فيه قوات جيشه وطاقاتهم حتى لا يلتفتوا إليه خاصة وأن العراق قد تضررت بشدة أثناء القتال ولم يعد القتال عليهم بأي نفع اقتصادي كما وعدوا من قبل .
كانت الكويت أثناء الحرب تضخ النفط من جزيرة وربة وبوبيان وهذا الضخ يصل إلى حقول النفط العراقية بالرميلة ولم تكن العراق تأخذ لذلك بالاً لانشغالها بالحرب وبسبب المساعدات الكويتية السخية للعراق فلما انتهت الحرب أخذت العراق في المطالبة بتعويضات عما أخذ منه من نفط الرميلة فامتنعت الكويت بحجة ما دفعته من مساعدات للعراق أثناء الحرب فعرضت العراق نسيان ما سبق نظير دفع ثمن ما سيضخ في المستقبل فامتنعت الكويت فهددتها العراق باحتلال جزيرتي وربةوبوبيان .
أبدت أمريكاً تجاهلاً للموضوع وعدم حماسة في التدخل لحل المشكلة كما أظهرت عدم اهتمامها بالعراق حتى لو غزا الكويت , والعراق في هذه الوقت كان يدور في فلك السياسة الإنجليزية صحابة النفوذ القديم في العراق وبالاتفاق بين أمريكا وإنجلترا أخذت إنجلترا في تحريض العراق على ضم الكويت مرة أخرى كما حرضتهم من قبل أيام نوري السعيد وسلوين لويد وفي نفس الوقت أخذت في تحريض الكويت على رفض مطالب العراق والإصرار على ذلك حتى وصل الأمر إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء والحرب الكلامية في وسائل الإعلام .
ثم قامت أمريكا بدورها في تأكيد الرفض الكويتي للمطالب العراقية بوعد الكويت بالدفاع عنها ضد الأطماع العراقية فأصرت الكويت بكل ثقة واعتزاز على عدم الدفع وعلى الطرف الآخر قامت سفيرة أمريكا بالعراق بالاجتماع مع صدام حسين وإعطاؤه الضوء الأخضر لغزو الكويت .
وبالفعل تم إنجاح اللعبة الصليبية التي لم تكن لتنجح أو تروج لو كان هناك حكام على مستوى الوعي الإسلامي الصحيح وتوج النجاح في 11 محرم 1411هـ 2 أغسطس م حيث اجتاحت الجيوش العراقية الكويت واحتلتها وقامت رحى حرب لم تنته حتى وقتنا الحاضر ؟؟!!! .
احتلال العراق للكويت – لعبة الأمم
الزمان / 11 محرم ـ 1410هـ - 2 أغسطس 1990م .
المكان / الكويت .
الموضوع / الجيوش العراقية تجتاح دولة الكويت بتخطيط أمريكي إنجليزي مشترك
الأحداث /
مقدمة :
مفكرة الإسلام : تعود فكرة ضم الكويت إلى العراق إلى قيام الاتحاد العربي الذي شمل العراق والأردن والذي قام بتدبير وتخطيط إنجليزي للوقوف في مقابل التحالف المصري السوري ولإحكام السيطرة والنفوذ على تلك المناطق الهامة , وكانت ميزانية الاتحاد ضعيفة فرأى الإنجليز ضرورة ضم الكويت للاتحاد لتحسين الميزانية وقد قام وزير خارجية إنجلترا سلوين لويد بطلب الحكومة العراقية باتخاذ اللازم نحو تنفيذ الضم , ووصل سلودين إلى بغداد في 27 رجب 1375هـ لحضور الاجتماع الاستشاري لحلف بغداد ففاتحه نوري السعيد بضرورة إعلان استقلال الكويت التي كانت مازالت تحت الاحتلال الإنجليزي تمهيداً لضمها للاتحاد ووافق ووافق الإنجليز على ذلك الأمر , وعمل نوري السعيد على إقناع أمير الكويت عبد الله السالم الصباح للقيام بزياة العراق زيارة رسمية للوقوف على النهضة العمرانية الحديثة وبالفعل زار العراق في 21شوال 1377هـ وعرض عليه نوري السيعد المشروع فاشترط أمير الكويت موافقة الإنجليز وهذا ما ضمنه له نوري السعيد وبدأت العراق في حملة دبلوماسية للحصول على التأييد العربي للاتحاد ووافقت السعودية غير أن الانقلاب الذي أطاح بالملكية في العراق أجهض المشروع الإنجليزي .
ولما جاء عبد الكريم قاسم فكر في إحياء المشروع من زاوية مادية بحتة ولكنه كان شيوعي التوجه مما حدا بإنجلترا وأمريكا للوقوف في وجه هذا التحالف رغم أنه من نتاج أفكارهم أصلاً وقد قام عبد الكريم قاسم بالتنسيق مع ناظم القدسي رئيس سوريا واتفقا على ضم الكويت للعراق فلم يمض إلا قليل من الوقت حتى أطيح بالاثنين وفي شهر واحد رمضان 1382 .
لعبة الأمم وسياسة الاستدراج :
كان الخطط الاستعمارية لأعداء الإسلام في مرحلة سابقة تقوم على محورين الأول ضرب أي قوة للمسلمين يمكن أن تتحدى إرادة القوى الصليبية أو تمثل تهديداً مباشراً للكيان الصهيوني بفلسطين وتمثل هذا المحور في إشعال الحروب الداخلية بين المسلمين بعضهم البعض مثل حرب العراق وإيران وحروب اليمن والخلافات الحدودية بين كل الدول العربية تقريباً , وبين المسلمين واليهود من جهة أخرى مثل حروب 48 , 56 , 67 , 73 وهذه الصراعات أضعفت قوة المسلمين وأشغلتهم بأنفسهم سنوات وسنوات .
أما المحور الثاني فكان بث ا لتفرقة بين المسلمين بإحياء العصبيات والقوميات والخلافات المذهبية وبالأخص بين أهل السنة والشيعة الروافض .
وظل هذا المخطط يسير على أساس هذين المحورين حتى ظهرت مستجدات على ساحة الأحداث ألزمت أعداء الإسلام تغيير خططهم وهذا المستجد كان النفط والثروات الطائلة التي تدفقت على الدول الإسلامية التي ظهر فيها النفط والذي ظهر أثره جلياً على عدة محاور هي :
1- الثروات الهائلة التي تدفقت على البلاد المسلمة مما أدى لارتفاع مستوى الدخل وعاش الناس في رخاء والتفت الناس في تلك البلاد للأقليات المسلمة التي في غالبيتها فقيرة ومضطهدة فمدوا لهم يد المساعدة .
2- انطلق الدعاة في قوافل مدعومة بالأموال والشباب المسلم المثقف من نتائج الرخاء المادي وافتتاح المدارس والمعاهد والجامعات وأقبل الشباب من خارج الدول العربية للتعلم بالجامعات الإسلامية بالسعودية ومصر واليمن .
3- ظهور قوة النفط السياسية أثناء حرب العاشر من رمضان عندما قطعت دول الخليج النفط عن أمريكا وأوروبا وتأثرت الدول الصناعية تأثيراً كبيراً رفع سعر برميل البترول من أربعة دولارات إلى أربعين دولار وأحس الصليبيون أن حياتهم متوقفة ومرتبطة بمنابع النفط .
ومن يومها قرر أعداء الإسلام التخطيط للسيطرة على منابع النفط وصرح الرئيس الأمريكي نيكسون بضرورة وجود قوة لبلاده في منابع النفط وحاول وزير خارجيته هنري كسينجر إقناع وزير خارجية الكويت وقتها صباح الأحمد أن يعطي تسهيلات خاصة للأمريكان على أرض الكويت ولكن طلبه رفض .
انتهاء الحرب الباردة وأثر ذلك على الخطط الصليبية :
انتهت الحرب الباردة بين المعسكر الشيوعي والغربي سقط الاتحاد السوفيتي وانحل وانهدم سور برلين وزال حلف وارسو ولا عزاء للملحدين وأدى هذا السقوط الفكري والسياسي للمعسكر الشيوعي لعدة نتائج خطيرة أثرت على خطط الأعداء وهي :
1- توقف الصراع بين الشرق والغرب وإنتقاله بين رؤوس المعسكر الغربي بعضهم البعض وبين الإسلام من جهة أخرى وبزوغ قوة ألمانيا بعد اتحادها وفرنسا وأوروبا في جملتها تعتمد على النفط العربي في منطقة الخليج والسماح لأمريكا بالسيطرة على منابع النفط سيجعل أوروبا تخضع لأمريكا .
2- ظهور مشكلة اقتصادية كبيرة تتمثل في القوات العسكرية التي كانت مرابطة في أوروبا الغربية أمام قوات المعسكر الشيوعي وتحمي أوروبا من خطر المد الشيوعي حيث لم يعد لها بعد سقوط الشيوعية ضرورة وأوروبا طلبت سحبها من بلادها لتوفير نفقاتها الباهظة وتسريحها كان سيسبب مشكلة بطالة كبيرة في أمريكا ومن الواجب نقلها لجهة أخرى تتحمل أعباء تلك القوات وكان الخليج أفضل مكان .
3- أدى سقوط المعسكر الشرقي لحالة انهيار اقتصادي ببلاد هذا المعسكر وكانت أمريكا قد وعدتهم بالمساعدات إن هم تخلوا عن الشيوعية فأخذت أمريكا في البحث عن مصدر لتمويل هذه المساعدات وكان الخليج محط أنظار الجميع لغناه أولاً ولإفقاره ثانياً وهو المخطط القديم .
4- كانت مخازن الأسلحة لدى الدول الصليبية مكدسة بالأسلحة منذ أيام الحرب الباردة ولابد من تصريفه لإحلاله بأحدث منه حتى لا يفقد قيمته وهذا التصريف لا يكون إلا في ميادين الحروب فلابد من إشعال حرب .
بالجملة وجدت الفرصة المناسبة بانتهاء الحرب بين العراق وإيران وسقوط الحلف الشيوعي وتفرد أمريكا بزعامة العالم , وتأمنت الوسيلة والأداة اللازمة ممثلة في شخص طاغية غشوم مجنون بالعظمة والزعامة وهو صدام حسين , وتحققت المصالح في القوت المسحوبة من أوروبا وتصريف للمخزون الأسلحة والسيطرة على منابع النفط و وضمنت أهداف المخطط الصليبي القديم بحرب الإسلام وإفقار أهله وإفسادهم وبث التفرقة بين المسلمين .
غزو الكويت :
اكتملت فصول المسرحية الصليبية وتم إعدادها بعناية وجرى التحضير لها وعمل عدة تجارب أشبه بالبروفات مثل إنزال القوات الأمريكية بجزيرة جرينادا وإنزال آخر ببنما وتدريبات مكثفة بصحراء نيفادا للاعتياد على جو الصحراء القائظ ولم يبق إلا تنفيذ اللعبة أو إخراج المسرحية .
بدأت اللعبة بإشعار الزعيم العراقي صدام حسين بأنه المنتصر في حرب الخليج الأولى مما بث جنون العظمة في قلبه وهو موجود أصلاً وقد تعود على القسوة والطغيان وعدم رفض أورد أي أوامر له وبعد انتهاء حرب إيران أخذ في البحث عن متنفس يستغل فيه قوات جيشه وطاقاتهم حتى لا يلتفتوا إليه خاصة وأن العراق قد تضررت بشدة أثناء القتال ولم يعد القتال عليهم بأي نفع اقتصادي كما وعدوا من قبل .
كانت الكويت أثناء الحرب تضخ النفط من جزيرة وربة وبوبيان وهذا الضخ يصل إلى حقول النفط العراقية بالرميلة ولم تكن العراق تأخذ لذلك بالاً لانشغالها بالحرب وبسبب المساعدات الكويتية السخية للعراق فلما انتهت الحرب أخذت العراق في المطالبة بتعويضات عما أخذ منه من نفط الرميلة فامتنعت الكويت بحجة ما دفعته من مساعدات للعراق أثناء الحرب فعرضت العراق نسيان ما سبق نظير دفع ثمن ما سيضخ في المستقبل فامتنعت الكويت فهددتها العراق باحتلال جزيرتي وربةوبوبيان .
أبدت أمريكاً تجاهلاً للموضوع وعدم حماسة في التدخل لحل المشكلة كما أظهرت عدم اهتمامها بالعراق حتى لو غزا الكويت , والعراق في هذه الوقت كان يدور في فلك السياسة الإنجليزية صحابة النفوذ القديم في العراق وبالاتفاق بين أمريكا وإنجلترا أخذت إنجلترا في تحريض العراق على ضم الكويت مرة أخرى كما حرضتهم من قبل أيام نوري السعيد وسلوين لويد وفي نفس الوقت أخذت في تحريض الكويت على رفض مطالب العراق والإصرار على ذلك حتى وصل الأمر إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء والحرب الكلامية في وسائل الإعلام .
ثم قامت أمريكا بدورها في تأكيد الرفض الكويتي للمطالب العراقية بوعد الكويت بالدفاع عنها ضد الأطماع العراقية فأصرت الكويت بكل ثقة واعتزاز على عدم الدفع وعلى الطرف الآخر قامت سفيرة أمريكا بالعراق بالاجتماع مع صدام حسين وإعطاؤه الضوء الأخضر لغزو الكويت .
وبالفعل تم إنجاح اللعبة الصليبية التي لم تكن لتنجح أو تروج لو كان هناك حكام على مستوى الوعي الإسلامي الصحيح وتوج النجاح في 11 محرم 1411هـ 2 أغسطس م حيث اجتاحت الجيوش العراقية الكويت واحتلتها وقامت رحى حرب لم تنته حتى وقتنا الحاضر ؟؟!!! .