ولاحظت الدراسة، أنه خلافًا للماضي، فإن السوريين اهتموا جدا بأن تقوم وسائل الإعلام بتغطية التدريبات الثلاثة، في الوقت الذي كانت فيه بالماضي تتستر وتتكتم على تدريبات من هذا القبيل، لافتةً إلى أن بعض المنظومات التي شاركت في التدريبات تُشكل خطرا إستراتيجيا على الدولة العبرية، وتجعل كل منطقة في العمق الإسرائيلي في مرمى الصواريخ السورية المتطورة جدا، بحسب الدراسة، التي أكدت على أن الخبراء لم يتمكنوا من رصد جميع المنظومات التي تم استخدامها في التدريبات التي جرت في شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وأشار الباحثون الإسرائيليون إلى أن وسائل الإعلام السورية دأبت على تكرار النبأ الذي جاء فيه أن الجيش السوري يعكف الآن على التحضير لتدريبين آخرين. وبرأي الدراسة فإن الرسالة السورية موجهة إلى حلف شمال الأطلسي بأن سورية هي ليست ليبيا، مشددةً على أنه خلافًا لليبيا، فإن سورية تتمتع بدعم كبير جدًا من روسيا، التي توثقت العلاقات بينهما منذ مطلع العام 2005، بحيث باتت سورية الحليفة الإستراتيجية الأولى في منطقة الشرق الأوسط لروسيا، وبالتالي فإن الأخيرة تُدافع عنها في المحافل الدولية، وتواصل إمدادها بالأسلحة، على حد تعبير الباحثين من مركز أبحاث الأمن القومي.
وساقت الدراسة قائلةً إن النظام الحاكم في دمشق يخشى أكثر ما يخشى من عملية عسكرية تقودها تركيا، التي أعلنت في آب (أغسطس) الماضي عن عدم رضاها من تصرف النظام الحاكم وقمعه للمتظاهرين، عندما قام وزير الخارجية التركي، داوود أوغلو، بزيارة إلى دمشق، وأن الخلاف بين الدولتين تأجج في الفترة الأخيرة.
مضافًا إلى ذلك، قالت الدراسة إن المسؤولين الرسميين السوريين امتنعوا بتاتًا عن الحديث حول التدريبات، ولكن من الواضح أن التدريبات تحمل في طياتها العناد والإصرار والردع لكل من تُسول له نفسه بالاعتداء على سورية، لافتةً إلى أن الرئيس الأسد نفسه كان قد هدد قبل عدة أشهر بأن أي تدخل عسكري في سورية سيؤدي الى هزة أرضية إقليمية، لافتًا إلى أنه في جميع الأحوال ستتعرض إسرائيل للقصف.
وبرأي الدراسة فإن أخطر ما تم عرضه ومشاركته في التدريب هو الصاروخ (اونيكس ـ ياخونت) الروسي لتدمير السفن البحرية في ظروف عمليات التشويش اللاسلكية الالكترونية المعادية. وقد بدأ العمل على تصنيع هذا الطراز من الصواريخ في مطلع ثمانينات القرن الماضي تحت إشراف كبير المصممين يفريموف، ومن مميزات الصاروخ ما يلي: مدى الإطلاق إلى ما وراء الأفق، الذاتية التامة للاستخدام القتالي (أطلق وانس)، تغيير ارتفاع التحليق من المنخفض إلى العالي ثم إلى المنخفض، إمكانية الإطلاق من على شتى الوسائل بما فيها السفن بكافة أنواعها والغواصات والمنصات الأرضية والطائرات، وصعوبة اكتشافه من قبل الرادارات الحديثة ( تكنولوجية ستيلس).
كما أنه من أهم صفات الصاروخ هي سرعته التي تفوق سرعة الصوت بمقدار 2.6 مرة مما يقلل من تعرضه للاعتراض والتدمير من قبل وسائل الدفاع الجوي الحديثة. ويزود هذا الصاروخ البالغ وزنه ثلاثة أطنان برأس راداري يوجه ذاتيا يزن 200 ـ 300 كيلوغرام، وبوسعه تدمير الطرادات الحديثة على مدى يصل إلى 300 كيلومتر، أما عدة صواريخ من هذا النوع فبوسعها تدمير حاملة طائرات بكاملها.
وقالت الدراسة أيضًا أن الخبراء لا يتوقعون أن يشهد الصاروخ مثيلا له في العالم خلال السنوات العشر القادمة على اقل تقدير، وقد اهتمت به عدد من دول منطقة آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط التي كانت قد اشترت السفن والزوارق الروسية المزودة بالصواريخ المجنحة. كما يمكن أن يحل صاروخ (ياخونت) محل صاروخ (غاربون) الأمريكي الصنع في سفن تلك الدول، أما بالنسبة لإسرائيل، فتقول الدراسة، إن نصب هذا الطراز من الصواريخ على شواطئ سورية يجعل من جميع المناطق في إسرائيل، من الشمال حتى تل أبيب في مرماه، بالإضافة إلى ذلك، عبرت الدراسة عن خشية صناع القرار من نقل المنظومة المذكورة إلى حزب الله اللبناني، كما فعلت سورية في الماضي عندما مدت الحزب بمنظومة C-802.
وفي حال نشر المنظومة على السواحل اللبنانية فإن جميع المناطق في إسرائيل ستُصبح في مرماها، بما في ذلك قطاع غزة، على كل الأحوال، رأى الخبراء الإسرائيليون، إن هذه المنظومة تشكل تحديًا إستراتيجيًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي، وبالتالي يتحتم على الجيش البحث عن الوسائل لصد هذه المنظومة الخطيرة جدًا على أمن الدولة العبرية، وخلصت الدراسة إلى القول إن قيام سورية باستعمال هذه الصواريخ في الفترة الحالية بالذات خلال التدريبات الأخيرة تثير العديد من التساؤلات، مذكرة بأن روسيا تملك في سورية أكبر قاعدة بحرية عسكرية، وذلك في ميناء طرطوس، ولن تسمح لنفسها، في نزاعها الحالي مع الغرب، فقدان هذه القاعدة الإستراتيجية.
ولا تنسو التقييم:a020[2]::a020[2]::a020[2]: