وقعت اشتباكات بين سفن حربية أمريكية وقوات إيرانية داخل الخليج عام 1988. ومع تصاعد الحرب الكلامية بين الدولتين حاليا، تطرح تساؤلات حول احتمالية أن يكرر التاريخ نفسه.
وربما توضح الاشتباكات التي اندلعت في أبريل/نيسان 1988 في الواقع شكل النزاع البحري الأكبر المحتمل مع تصاعد التوترات داخل المنطقة.
ففي أواخر الثمانينات كانت إيران في حرب مع العراق، وامتد الصراع إلى منطقة الخليج، حيث كانت إيران تستهدف السفن القادمة من دول تظن أنها تدعم العراق.
وفي مارس/آذار 1987 وافق الرئيس الأميركي حينئذ رونالد ريغان على رفع العلم الأميركي فوق ناقلات نفط كويتية لتتمتع بحماية السفن الحربية الأميركية.
وبعد أسابيع قليلة، اصطدمت ناقلة نفط بلغم إيراني. وتبع ذلك سلسلة من مناوشات متفرقة بلغت ذروتها في أبريل/نيسان عام 1988 بعدما أصاب لغم إيراني سفينة حربية أميركية ودمر جزءا كبيرا منها.
وكان ذلك الحادث سببا في عملية أميركية شاركت فيها طائرات وسفن حربية وقوات خاصة من أجل تلقين الإيرانيين درسا.
ودمرت منصتا نفط بحريتان تستخدمان في تنسيق العمليات الإيرانية، فيما غرقت اثنتان من السفن الحربية وتحطم جزء كبير من سفينة أخرى.
وكانت النتيجة واضحة: لم تكن القوات البحرية التقليدية الإيرانية على مستوى القوة البحرية الأميركية.
يقول سيمون هندرسون، الخبير المتخصص في شؤون الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه إذا وقعت اشتباكات بحرية أخرى "أظن أن إيران ستضمن تأمين سفنها البحرية الأكبر حجما داخل الميناء."
ويضيف: "السؤال الذي سيطرح نفسه حينئذ: هل السفن هناك آمنة بالفعل؟"
وكانت النتيجة واضحة: لم تكن القوات البحرية التقليدية الإيرانية على مستوى القوة البحرية الأميركية.
يقول سيمون هندرسون، الخبير المتخصص في شؤون الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه إذا وقعت اشتباكات بحرية أخرى "أظن أن إيران ستضمن تأمين سفنها البحرية الأكبر حجما داخل الميناء."
ويضيف: "السؤال الذي سيطرح نفسه حينئذ: هل السفن هناك آمنة بالفعل؟"
قدرات إيران
ولا يعتقد مايكل كونيل، المحلل الإيراني بمركز التحليلات البحرية، أن مناوشات الثمانينات تصلح بالضرورة كمؤشر على شكل أي نزاع قد ينشب حاليا.
ويرجع كونيل ذلك إلى سببين أولهما تحسن القدرات الإيرانية، ولاسيما ما يعرف بالقدرات غير المتناظرة، بدرجة كبيرة منذ الثمانينات.
والثاني هو أن المناوشات كانت خلال حروب ناقلات النفط محدودة النطاق. ومن غير المحتمل أن يبقى أي نزاع بحري بين إيران والولايات المتحدة في نطاق محدود.
ويستخدم لفط الحرب "غير المتناظرة" كثيرا في الوقت الحالي، ويشير بالأساس إلى نهج قد يتبعه خصم ضعيف عند مواجهة قوة عسكرية أكبر بالاعتماد على تكتيكات وأسلحة تمنح الضعيف بديلا عن المواجهة المباشرة.
وسعت إيران ـ ولاسيما العناصر البحرية في قوات الحرس الثوري ـ إلى بناء قوة بحرية جديدة تعتمد بدرجة كبيرة على عدد كبير من السفن الصغيرة والسريعة تدعمها قطع بحرية قادرة على زرع الألغام. ويدعم ذلك مدفعية وصواريخ مضادة للسفن موجودة على الشاطئ.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما مدى التهديد الذي تطرحه هذه القوة الإيرانية غير المتناظرة؟
يقول كونيل: "من الصعب الإجابة على هذا السؤال لأنه لم يتم اختبار قدراتهم من قبل.
يقول كونيل: "من الصعب الإجابة على هذا السؤال لأنه لم يتم اختبار قدراتهم من قبل.
ويقال إنهم حصلوا على "العناصر" المناسبة لقوة غيرة متناظرة، كما أنهم ينفذون مناورات بشكل منتظم."
ولكن يؤكد كونيل أنه من المهم أن نضع في الاعتبار أن الإيرانيين سيستخدمون كل هذه التكتيكات بالتزامن لتشكيل دفاع من عدة أوجه.
ولكن يؤكد كونيل أنه من المهم أن نضع في الاعتبار أن الإيرانيين سيستخدمون كل هذه التكتيكات بالتزامن لتشكيل دفاع من عدة أوجه.
ويضيف: "ستتعامل السفن الأميركية مع قطع بحرية صغيرة وألغام وغواصات صغيرة في منطقة عمليات مركزة."
ويستطرد قائلا: "إذا أرادت الولايات المتحدة إزالة الألغام، فعليها التخلص أولا من تهديدات أخرى. وستمثل هذه عملية استنزاف مرهقة قد يسقط فيها قتلى وجرحى على الجانب الأميركي."
ويضيف: "في حالة نشوب نزاع مباشر، ستنتصر البحرية الأميركية في نهاية المطاف، ولكن سيستغرق ذلك بعض الوقت، وسترتفع خلال ذلك أسعار النفط، وربما يفلح الإيرانيون في إصابة هدف أو اثنين."
ولدى سيمون هندرسون شكوك أكبر في القدرات البحرية الإيرانية. ويقول: "ربما ثمة مبالغة في هذه التكتيكات. كما أن البحرية الأميركية تستعد للمواجهة المقبلة مع إيران منذ أعوام ـ ولا ترغب في خسارتها."
ويشير إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على استخدام القوة المفرطة لتجنب وقوع اشتباكات متفرقة.
وشكك عدد من الخبراء في أن تكون إيران ستسعى إلى إغلاق مضيق هرمز في الظروف الحالية. ويرى مايكل كونيل أن ذلك سيكون بمثابة "انتحار اقتصادي".