بوكو حرام تهدد وحدة نيجيريا
عبرت سلسلة التفجيرات التي اجتاحت شمال نيجيريا خلال احتفالات أعياد الميلاد واستهدفت كنائس وأقسام شرطة
عن أزمة حقيقية تعيشها هذه الدولة التي تمتلك من القدرات ما يؤهلها لتصبح دولة مستقرة ومتقدمة. فنيجيريا التي يطلق عليها عملاق إفريقيا كونها تضم أكبر عدد من السكان في القارة ويصل تعدادهم إلي154 مليون نسمه, وتحتل المرتبة الأولي في انتاج النفط في إفريقيا هذا فضلا عن القدرات العسكرية التي أهلتها لتصبح دولة قائدة في إقليم غرب أفريقيا ذلك الإقليم الذي يعج بالإضرابات والأزمات وكان لها دور واضح في استعادة الاستقرار في العديد من دوله, كما تتولي نيجيريا قيادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الايكواس التي تعتبر من أهم المنظمات الإقليمية الفرعية التي تمكنت من تطوير آليات أمنية وسياسية خلال التسعينيات من القرن الماضي واستخدمتها في ارساء السلام في إقليم غرب إفريقيا.
ودوليا يمثل الاستقرار في نيجيريا أهمية حيوية للدول الغربية, خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا, نظرا للثروات التي تمتلكها هذه الدولة, خاصة الثروة النفطية حيث تحتل المرتبة الثالثة عشر في إنتاج النفط العالمي. إلا أن هذه الدولة كانت مسرحا للاضطرابات والصراعات التي اتخذت أشكالا مختلفة خلال السنوات العشر الأخيرة, كان أبرزها الصراع بين المسلمين والمسيحيين حيث يشكل المسلمون50% من عدد السكان ويتركزون في الشمال في حين يمثل المسيحيون40% ويعيش غالبيتهم في الجنوب.
وبرغم أن واجهة الصراع كانت دائما تشير إلي كونه صراعا دينيا بين طائفتين, فإن عوامل أخري كثيرة كانت تستتر خلف هذا الصراع وتحركه أهمها; العوامل الإثنية والاقتصادية, حيث تتكون نيجيريا من أكثر من250 جماعة إثنية ولغوية أكبرها ثلاث جماعات هي الهوسا وغالبيتهم مسلمون, والإيبو واليوروبا ومعظمهم مسيحيون, وعادة كان يستخدم السياسيون الانتماءات والولاءات الإثنية في تحقيق أهدافهم السياسية. كما أن القدرات الاقتصادية لنيجيريا لم تنعكس علي الأوضاع المعيشية لغالبية المواطنين, حيث لا يزال70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر وينتشر الفساد بصورة كبيرة في مؤسسات الدولة وبين المسئولين الحكوميين, حيث يسعي الجميع للحصول علي المناصب السياسية لأنها تمثل الطريق الآمن للاستحواذ علي الثروة مما يفجر صراعا طبقيا نتيجة لسوء توزيع الثروات, خاصة عائدات النفط.
ووسط هذه الصراعات التي لم تعبر في جوهرها عن وجود أزمة طائفية حقيقية في نيجيريا بين المسلمين والمسيحيين ظهرت جماعة بوكو حرام و يعني هذا الاسم بلغة الهوسا الفولاني التعليم الغربي محرم وبدأت هذه الجماعة تنشر أفكارها منذ عام2004, وهي ترفض التعليم الغربي وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل الولايات النيجيرية الـ36 وألا يكون تطبيقها قاصرا علي12 ولاية في شمال نيجيريا فقط كما هو معمول به منذ عام.2000
واستمرت هذه الجماعة في نشر أفكارها بصورة سلمية بين أفراد المجتمع, خاصة الشباب حتي يوليو2009, حيث تحولت إلي استخدام العنف وبدأت في تنفيذ سلسلة من الهجمات المسلحة علي مراكز الشرطة وبعض المباني الحكومية مما دفع الأمن النيجيري إلي استخدام القوة المفرطة في مواجهة إرهاب هذه الجماعة التي أعلنت أنها تسير علي خطي حركة طالبان الأفغانية وأنها تهدف إلي إقامة دولة إسلامية في نيجيريا وانتهت المعارك بين قوات الأمن وعناصر الجماعة إلي مقتل أكثر من700 شخص, وقيام قوات الأمن بإعدام زعيم الجماعة محمد يوسف دون محاكمة لتعلن السلطات النيجيرية أنها تمكنت من القضاء علي جماعة بوكو حرام, إلا أن الأمر لم ينته عند هذه النقطة حيث أصدرت بوكو حرام في أغسطس2009 بيانا أعلنت خلاله انضمامها إلي تنظيم القاعدة وتوعدت بتنفيذ هجمات جديدة في شمال وجنوب نيجيريا.
ومنذ ذلك التاريخ وجماعة بوكو حرام مستمرة في تنفيذ عملياتها الإرهابية التي تستهدف الكنائس وأقسام الشرطة والمؤسسات والشخصيات العامة وتعمل علي تنفيذ هذه العمليات في المناسبات الدينية لتدفع المسيحيين الذين يعيشون في شمال نيجيريا إلي مغادرة مناطقهم, في ظل عجز سلطات الأمن النيجيرية عن الحد من أنشطة هذه الجماعة أو القضاء عليها. وعقب التفجيرات الأخيرة أعلن الرئيس النيجيري جوناثان جودلاك فرض حالة الطوارئ في أربع ولايات هي بورنو ويوبي والنيجر وبلاتو, وتأسيس وحدة عسكرية خاصة لمكافحة الإرهاب في الوقت الذي يتوقع فيه شن جماعات مسيحية لهجمات ضد مسلمين ردا علي أعمال بوكو حرام, وفي المقابل هددت الجماعة بتصعيد مواجهاتها ضد القوات الحكومية وطالبت المواطنين المسيحيين بمغادرة مدن الشمال خلال ثلاثة أيام.
وقد أثار هذا التصعيد الأخير لأعمال بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا العديد من التكهنات حول مستقبل الاستقرار في هذه الدولة التي تعاني العديد من المشكلات الداخلية المرتبطة بظروف نشأتها وطبيعة التكوينات الاثنية والدينية فيها وتأثير هذه التكوينات علي مسار عملية التحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية وخاصة بعد التحول إلي الحكم المدني عام.1999
فقد كشفت هذه الهجمات عن ضرورة استخدام آليات مختلفة لمكافحة الإرهاب في نيجيريا وألا تركز السلطات النيجيرية فقط علي الآليات الأمنية والعسكرية, فلابد من مواجهة انتشار الأفكار المتطرفة والتي تجذب قطاعا واسعا من المواطنين وخاصة الشباب الذين يعانون البطالة بالاعتماد علي نشر التوعية الدينية وتأكيد زيف هذه الجماعات التي تستخدم العنف وقتل الأبرياء تحت ذريعة الدفاع عن الإسلام في مواجهة السلطات الحاكمة الموالية للغرب, خاصة أن الشعب النيجيري كغيره من الشعوب الأفريقية معتدل في انتماءاته الدينية, كما يمكن للحكومة النيجيرية الاهتمام أكثر بتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية للمواطنين وتوفير فرص عمل والقضاء علي الفساد والتفاوت الكبير في توزيع الدخول. فقد بدا أن جماعة بوكو حرام تهدف من خلال خططها الإرهابية إلي تقسيم نيجيريا علي أساس ديني ما بين شمال مسلم وجنوب مسيحي ومن ثم تفتيت الدولة الكبيرة إلي دويلات وما يمكن أن ينجم عن ذلك من صراعات مختلفة وخاصة فيما يتعلق بتوزيع عائدات النفط حيث تتركز المناطق المنتجة له في الوسط والجنوب.
كما طرحت هذه العمليات تهديدات أمنية للدول المجاورة لنيجيريا, خاصة في ظل اعلان التنظيمات الإرهابية المنتمية إلي تنظيم القاعدة في القارة عن وجود صلات قوية ودعم متبادل فيما بينها, خاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط في منطقة الغرب والساحل الافريقي القريبة, وكذلك حركة شباب المجاهدين الصومالية, حيث أعلنت بوكو حرام تلقي عناصرها تدريبات علي أيدي التنظيمين.
يضاف إلي ذلك أن إرهاب جماعة بوكو حرام يفتح مجالا رحبا للتدخل الخارجي في شئون نيجيريا, فالقوي الدولية التي تتنافس للفوز بحصص أكبر من الثروات في نيجيريا لن تسمح بتهديد مصالحها الحيوية في هذه الدولة, خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد علي5% من استهلاكها علي النفط النيجيري وتستحوذ الشركات الأمريكية علي أكثر من7.4 مليار دولار من الاستثمارات في قطاع النفط في نيجيريا. في الوقت الذي تطالب فيه جماعة بوكو حرام بقطع علاقات نيجيريا مع الولايات المتحدة, خاصة بعد اغتيال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
http://www.ahram.org.eg/769/2012/01/05/47/123203/219.aspx
عبرت سلسلة التفجيرات التي اجتاحت شمال نيجيريا خلال احتفالات أعياد الميلاد واستهدفت كنائس وأقسام شرطة
عن أزمة حقيقية تعيشها هذه الدولة التي تمتلك من القدرات ما يؤهلها لتصبح دولة مستقرة ومتقدمة. فنيجيريا التي يطلق عليها عملاق إفريقيا كونها تضم أكبر عدد من السكان في القارة ويصل تعدادهم إلي154 مليون نسمه, وتحتل المرتبة الأولي في انتاج النفط في إفريقيا هذا فضلا عن القدرات العسكرية التي أهلتها لتصبح دولة قائدة في إقليم غرب أفريقيا ذلك الإقليم الذي يعج بالإضرابات والأزمات وكان لها دور واضح في استعادة الاستقرار في العديد من دوله, كما تتولي نيجيريا قيادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الايكواس التي تعتبر من أهم المنظمات الإقليمية الفرعية التي تمكنت من تطوير آليات أمنية وسياسية خلال التسعينيات من القرن الماضي واستخدمتها في ارساء السلام في إقليم غرب إفريقيا.
ودوليا يمثل الاستقرار في نيجيريا أهمية حيوية للدول الغربية, خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا, نظرا للثروات التي تمتلكها هذه الدولة, خاصة الثروة النفطية حيث تحتل المرتبة الثالثة عشر في إنتاج النفط العالمي. إلا أن هذه الدولة كانت مسرحا للاضطرابات والصراعات التي اتخذت أشكالا مختلفة خلال السنوات العشر الأخيرة, كان أبرزها الصراع بين المسلمين والمسيحيين حيث يشكل المسلمون50% من عدد السكان ويتركزون في الشمال في حين يمثل المسيحيون40% ويعيش غالبيتهم في الجنوب.
وبرغم أن واجهة الصراع كانت دائما تشير إلي كونه صراعا دينيا بين طائفتين, فإن عوامل أخري كثيرة كانت تستتر خلف هذا الصراع وتحركه أهمها; العوامل الإثنية والاقتصادية, حيث تتكون نيجيريا من أكثر من250 جماعة إثنية ولغوية أكبرها ثلاث جماعات هي الهوسا وغالبيتهم مسلمون, والإيبو واليوروبا ومعظمهم مسيحيون, وعادة كان يستخدم السياسيون الانتماءات والولاءات الإثنية في تحقيق أهدافهم السياسية. كما أن القدرات الاقتصادية لنيجيريا لم تنعكس علي الأوضاع المعيشية لغالبية المواطنين, حيث لا يزال70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر وينتشر الفساد بصورة كبيرة في مؤسسات الدولة وبين المسئولين الحكوميين, حيث يسعي الجميع للحصول علي المناصب السياسية لأنها تمثل الطريق الآمن للاستحواذ علي الثروة مما يفجر صراعا طبقيا نتيجة لسوء توزيع الثروات, خاصة عائدات النفط.
ووسط هذه الصراعات التي لم تعبر في جوهرها عن وجود أزمة طائفية حقيقية في نيجيريا بين المسلمين والمسيحيين ظهرت جماعة بوكو حرام و يعني هذا الاسم بلغة الهوسا الفولاني التعليم الغربي محرم وبدأت هذه الجماعة تنشر أفكارها منذ عام2004, وهي ترفض التعليم الغربي وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل الولايات النيجيرية الـ36 وألا يكون تطبيقها قاصرا علي12 ولاية في شمال نيجيريا فقط كما هو معمول به منذ عام.2000
واستمرت هذه الجماعة في نشر أفكارها بصورة سلمية بين أفراد المجتمع, خاصة الشباب حتي يوليو2009, حيث تحولت إلي استخدام العنف وبدأت في تنفيذ سلسلة من الهجمات المسلحة علي مراكز الشرطة وبعض المباني الحكومية مما دفع الأمن النيجيري إلي استخدام القوة المفرطة في مواجهة إرهاب هذه الجماعة التي أعلنت أنها تسير علي خطي حركة طالبان الأفغانية وأنها تهدف إلي إقامة دولة إسلامية في نيجيريا وانتهت المعارك بين قوات الأمن وعناصر الجماعة إلي مقتل أكثر من700 شخص, وقيام قوات الأمن بإعدام زعيم الجماعة محمد يوسف دون محاكمة لتعلن السلطات النيجيرية أنها تمكنت من القضاء علي جماعة بوكو حرام, إلا أن الأمر لم ينته عند هذه النقطة حيث أصدرت بوكو حرام في أغسطس2009 بيانا أعلنت خلاله انضمامها إلي تنظيم القاعدة وتوعدت بتنفيذ هجمات جديدة في شمال وجنوب نيجيريا.
ومنذ ذلك التاريخ وجماعة بوكو حرام مستمرة في تنفيذ عملياتها الإرهابية التي تستهدف الكنائس وأقسام الشرطة والمؤسسات والشخصيات العامة وتعمل علي تنفيذ هذه العمليات في المناسبات الدينية لتدفع المسيحيين الذين يعيشون في شمال نيجيريا إلي مغادرة مناطقهم, في ظل عجز سلطات الأمن النيجيرية عن الحد من أنشطة هذه الجماعة أو القضاء عليها. وعقب التفجيرات الأخيرة أعلن الرئيس النيجيري جوناثان جودلاك فرض حالة الطوارئ في أربع ولايات هي بورنو ويوبي والنيجر وبلاتو, وتأسيس وحدة عسكرية خاصة لمكافحة الإرهاب في الوقت الذي يتوقع فيه شن جماعات مسيحية لهجمات ضد مسلمين ردا علي أعمال بوكو حرام, وفي المقابل هددت الجماعة بتصعيد مواجهاتها ضد القوات الحكومية وطالبت المواطنين المسيحيين بمغادرة مدن الشمال خلال ثلاثة أيام.
وقد أثار هذا التصعيد الأخير لأعمال بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا العديد من التكهنات حول مستقبل الاستقرار في هذه الدولة التي تعاني العديد من المشكلات الداخلية المرتبطة بظروف نشأتها وطبيعة التكوينات الاثنية والدينية فيها وتأثير هذه التكوينات علي مسار عملية التحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية وخاصة بعد التحول إلي الحكم المدني عام.1999
فقد كشفت هذه الهجمات عن ضرورة استخدام آليات مختلفة لمكافحة الإرهاب في نيجيريا وألا تركز السلطات النيجيرية فقط علي الآليات الأمنية والعسكرية, فلابد من مواجهة انتشار الأفكار المتطرفة والتي تجذب قطاعا واسعا من المواطنين وخاصة الشباب الذين يعانون البطالة بالاعتماد علي نشر التوعية الدينية وتأكيد زيف هذه الجماعات التي تستخدم العنف وقتل الأبرياء تحت ذريعة الدفاع عن الإسلام في مواجهة السلطات الحاكمة الموالية للغرب, خاصة أن الشعب النيجيري كغيره من الشعوب الأفريقية معتدل في انتماءاته الدينية, كما يمكن للحكومة النيجيرية الاهتمام أكثر بتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية للمواطنين وتوفير فرص عمل والقضاء علي الفساد والتفاوت الكبير في توزيع الدخول. فقد بدا أن جماعة بوكو حرام تهدف من خلال خططها الإرهابية إلي تقسيم نيجيريا علي أساس ديني ما بين شمال مسلم وجنوب مسيحي ومن ثم تفتيت الدولة الكبيرة إلي دويلات وما يمكن أن ينجم عن ذلك من صراعات مختلفة وخاصة فيما يتعلق بتوزيع عائدات النفط حيث تتركز المناطق المنتجة له في الوسط والجنوب.
كما طرحت هذه العمليات تهديدات أمنية للدول المجاورة لنيجيريا, خاصة في ظل اعلان التنظيمات الإرهابية المنتمية إلي تنظيم القاعدة في القارة عن وجود صلات قوية ودعم متبادل فيما بينها, خاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط في منطقة الغرب والساحل الافريقي القريبة, وكذلك حركة شباب المجاهدين الصومالية, حيث أعلنت بوكو حرام تلقي عناصرها تدريبات علي أيدي التنظيمين.
يضاف إلي ذلك أن إرهاب جماعة بوكو حرام يفتح مجالا رحبا للتدخل الخارجي في شئون نيجيريا, فالقوي الدولية التي تتنافس للفوز بحصص أكبر من الثروات في نيجيريا لن تسمح بتهديد مصالحها الحيوية في هذه الدولة, خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد علي5% من استهلاكها علي النفط النيجيري وتستحوذ الشركات الأمريكية علي أكثر من7.4 مليار دولار من الاستثمارات في قطاع النفط في نيجيريا. في الوقت الذي تطالب فيه جماعة بوكو حرام بقطع علاقات نيجيريا مع الولايات المتحدة, خاصة بعد اغتيال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
http://www.ahram.org.eg/769/2012/01/05/47/123203/219.aspx