الهجوم الجوي الياباني على بيرل هاربر
- (49) قاذفة قنابل تحت قيادة العقيد (ميتسو فوتشيدا) .
- (51) طائرة دعم تحت قيادة المقدم (شيجاروموراتا) .
- (40) طائرة من حاملات الطوربيد (كاكويتشي تاكاهاتشي) .
وكان لدا الأميركيين في جزر هاواي (394) طائرة ولكن قسماً ضئيلاً منها كان جاهزاً للقيام بعمليات حربية وبالإضافة إلى ذلك فلم يكن هناك طيارون لقيادة هذه الطائرات فالجميع في أجازة عطلة نهاية الأسبوع وأميركا ما زالت في حالة سلم ولم تدخل الحرب بجانب البريطانيين .
وهذا كانت الحالة بالنسبة لبقية الوحدات في جزر هاواي ففي ميناء بيرل هاربر حشد الأميركيون (90) سفينة حربية مختلفة ذهب بحارتها في أجازات طويلة , وفي محطات الرادار كان يقوم بالخدمة رجلان فقط وحتى حاجز الألغام الخاص بالميناء والذي يعتبر الوسيلة الوحيدة للدفاع عنه ضد الغواصات والطوربيدات بقي مفتوحاً لمدة ساعة ونصف الساعة ولم يغلقه احد .
ولقد كثر عدد المسئولين عن هذه الحادثة فلم يتمكن الملازم وليام سكير الذي كان يعمل على كاسحة الألغام من إرسال أشارة عن غواصة معادية ظهرت له أثناء عمله كما لم يعلم الملازم تيلر قائده عن خمسين طائرة مجهولة الهوية ظهرت على شاشة الرادار قادمة من الشمال وكانت دار الإذاعة الخاصة بالجزيرة تذيع الكثير من الموسيقى الراقصة بسبب ليلة الأحد فأمنت للسفن الحربية والطائرات اليابانية منارة لاسلكية تساعدها على التوجه نحو الجزيرة وكان ((تشاريس موريس)) رئيس فلرع المعلومات البحرية في المحيط الهادئ قد اخبر الأميرال هالسي بأنه يتوقع هجوماً مفاجئاً على بيرل هاربر ومع العلم بان أشارة من واشنطن أرسلت تتوقع القيام بهجوم مفاجئ على الجزيرة ولكنها وصلت إلى هنولولو في الساعة السابعة صباحاً ولم تعمم .
ولقد حالف الحظ اليابانيين فحصلوا على المفاجأة التي كانوا يحلمون بها ووضعت خطة هذه العملية قبل عشرة أشهر من المعركة واشرف غلى تحضيرها الأميرال ياماتو قائد الأسطول الياباني آنذاك وكانت العملية مؤلفة من قسمين طائرات محمولة تتقدم من نحو اواهو من الشمال والقسم الآخر عبارة عن قطع بحرية وغواصات خفيفة تتقدم من الجنوب .
بدء المعركة :
في الساعة السادسة صباحاً أصبح الأسطول الياباني على بعد (250) ميلاً من اواهو وعندئذ أقلعت المجموعة الأولى من الطائرات وكانت عبارة عن مجموعة من القاذفات حاملات الطوربيد من طراز (ناكيجاما) ومجموعة من قاذفات الانقضاض من طراز (ايتشي) و(49) قاذفة قنابل عادية و(43) مقاتلة طراز (زيرو) لحماية الموجة الأولى .
وفي الساعة (7.15) أقلعت الموجة الثانية وكانت عبارة عن ( 80) قاذفة منقضة و(54) مقاتلة من طراز (زيرو) و(36) مقاتلة عادية .
ولقد قام العقيد الطيار (ميتسوفوتشيدا) بتلقين طياري الموجة الاولى شارحاً لهم خطتين للهجوم : الاولى للهجوم المفاجئ , والثانية للهجوم المكشوف , ففي الخطة الاولى كان على الطائرات حاملات الطوربيد ان تبدا هجومها اولاً وكانت الاشارة المتفق عليها لتنفيذ الخطة هي خرطوشة من مسدس الاشارة . وفي الخطة الثانية عندما تضيع المفاجأة وينكشف امر الهجوم للعدو كان على قاذفات الانقضاض والقاذفات العادية ان تبدا هجومها بالاول لكي تدمر المقاومات الارضية وعندئذ تبدا القاذفات حاملات الطوربيد هجومها على السفن الحربية الراسية في الميناء , والاشارة المتفق عليها لهذه الخطة هي ((خرطوشتان)) .
ولكن حدث بعض الالتباس بين طياري الموجة الاولى فقد اطلق قائد الموجة خرطوشة سوداء وذلك عندما اقترب من الهدف معلناً البدء بتنفيذ خطة المفاجاة وشاهد طيارو القاذفات الاشارة ولكن طياري المقاتلات لم يشاهدوها ولهذا اضطر إلى اطلاق خرطوشة ثانية شاهدها طيارو المقاتلات ولكن طياري القاذفات فهموا منها تنفيذ الخطة الثانية وبذلك حصلت بعض الفوضى وهجمت القاذفات والمقاتلات سوية على الاهداف .
ولقد كان الهجوم ساحقاً وناجحاً بشكل عجيب فلم تكن هناك اية مقاومة تذكر حتى ان اهالي الجزيرة عندما شاهدوا الطائرات تنقض فوق الاهداف ظنوا انها طائرات اميركية تقوم بمناورة معينة . كما ظن الجيش بان البحرية تقوم بتمارين خاصة بينما صاح رجال البحرية عندما انفجرت القذائف حولهم والذعر باد عليهم :
(ان سلاح الطيران الاميركي يستخدم الذخيرة الحية في مناوراته على سفننا) .
وكان الاميرال وليام اول من لاحظ انها طائرات يابانية وكان في جولته العادية على الميناء الحربي غارسل انذاره إلى كافة السفن الحربية بمغادرة الميناء ولكن الانذار جاء متاخراً فقد سقطت ثلاثة طوربيدات حول كاسحات الالغام فلم تصبها ولكنها اصابت السفن الاخرى فاشتعلت النيران فيها ومع ذلك ففي الطرف الآخر من الميناء الحربي مازال رجال الطراد نافادا يظنون انها عبارة عن مناورة يقوم بها الجيش فلم يكترثوا بالامر بل بقي فريق الموسيقى يعزف بعض الاناشيد العسكرية بينما كان رجال الطراد يجتمعون لاجراء التفقد الصباحي ورفع العلم حتى وصلتهم الرشة الاولى من مدفع طائرة يابانية ووصلتهم اشارة الانذار بالمكبرات : (هذه غارة معادية وليست تمرين او مناورة) .
واستمر الهجوم واصاب بعض الطرادات ثلاثة طوربيدات واشتعلت بها النيران ثم اخذت بالغرق الطراد تلو الاخر وهي :
(اوكلاهوما , فرجينيا , كاليفورنيا) اما الطراد ((اريزونا)) فقد انفجر وتطايرت شظاياه وقتلت الف رجل في لحظة واحدة .
وفي مطار هيكام شرق ميناء بيرل هاربر كان ضابط المراقبة ينتظر وصول سرب قاذفات طراز (ب-17) قادم من الجزر المجاورة بقصد التدريب ولكن اليابانيين هاجمو المطار قبل وصول القاذفات فقذفوا حظائر الطائرات بالقنابل وفتحوا نيران المدافع الرشاشة على الطائرات المصوفة على طول المهابط الثانوية .
وفي نادي الضباط على ساحل البحر كان ضابطان طياران يسبحان في الصباح الباكر فلما شاهدا الهجوم هرعا نحو طائراتهما وبسرعة اقلعا ولكنهما اكتشفا عدم وجود ذخيرة في الطائرتين ولهذا عادا فهبطا وبعد ان اخذا بعض الذخيرة اقلعا ثانية وهاجما تشكيلة من القاذفات فاسقطا قاذفتين ثم هاجما تشكيلة اخرى فاسقطا اربعا منها ثم اصيب احدهما برصاصة في يده فاضطر للهبوط في اقرب مطار بينما تابع الثاني عمله فاسقط طائرة اخرى .
ووصلت القاذفات الاميركية إلى مطار هيكام وكان عددها اثنتي عشر قاذفة وكانت قد وصلتها الاشارة في الجو بان المطار قد هوجم من قبل طائرات مجهولة الهوية ولم يحسن الطيارون التصرف بل قرروا الهبوط وهكذا هوجمت طائرة النقيب ريموند وهو يقترب للهبوط حيث فتحت عليها النيران طائرة زيرو يابانية فاشتعلت بالنار وعندما حطت على الارض انفصل زيلها عنها اما بقية الطائرات فانفجرت في الجو .
وفي الساعة الثامنة واربع انتهت الاغارة الاولى فتراكض الجنود والضباط الاميركيين إلى مدافعهم المضادة وما تبقى من السفن ولكنهم كانوا تحت تاثير المفاجاة ولهذا لم يرفع بعضهم اغطية السبطانات وبعضهم اطلق حوالي (40) قذيفة من العيارات الثقيلة دون وضع الصاعق فلم تنفجر في الجو بل سقطت هذه القذائف في هنولولو وانفجرت فوق الابنية وبلغت اضرارها (500) الف دولار .
لقد اثبتت هذه المعركة نجاح الهجوم والنصر إذا كانت المفاجاة مؤمنة له . ففي معركة واحدة خسر الاميركيون (18) سفينة حربية , يضاف إلى ذلك احتراق (188) طائرة واصابة (159) طائرة باعطاب كبيرة و لقد قتل من الاميركيين (2403) اكثرهم ماتوا عند انفجار الاريزونا التي اصابتها طوربيدات اليابانيين , اما خسائر اليابانيين فلم تتعد (29) طائرة .