البيشمركة ذراع فولاذية لثورتي أيلول وكولان
الكاتب/ عبد الرحمن آلوجي
تثار منذ مدة موجة غريبة من الجدل – تتفاوت حدته ودرجته – حول مشروعية وجود البيشمركة , وجدوى هذا الوجود وأهميته , ومدى حدوده وصلاحية هذه الحدود , كما يتفاوت الموقعون والمخالفون والمختلفون حول جدية الطرح ومستواه , ودوافعه , إلا أن المحاربين على جبهة الرفض ,
والداعين إلى اعتبار البيشمركة عصابات ومخربين وسلابين نهابين – بزعمهم الباطل- , ودوافعهم المغرضة , هؤلاء متفقون على رفض وجودهم , وداعون بصيغة أو بأخرى إلى حلهم كباقي الميليشيات المعرقلة , والمنافسة والمعيقة لعمل الجيش العراقي , ومن هؤلاء سوى الزمرة الفاشية العنصرية التي خرجها وألهمها دروسها النظام السابق بعض من الكرد ومن المحسوبين على الكرد , متناسين – وهم يدركون – أن البيشمركة هم صانعو هذه المكاسب الكبرى التي ينعم بها الشعب الكردي في الإقليم خاصة والعراق وكبار وطنييه وأحراره والمناضلين .. وأن لهؤلاء الأبطال وما قدموه من قوافل الشهداء , وما رخصوه من دماء على مدى تجاوز نصف قرن الفضل الأكبر , فيما نشهده من نجاحات كبرى تحققت من خلال الذراع الفولاذية لثورتي أيلول وكولان والانتفاضة الربيعية الباسلة , وما تمخضت عنها من تجربة ديمقراطية فريدة في الإقليم وما نشهده من برلمان وحكومة , وإدارة وتشريع , واستقرار ورفاه , ولقد ذكرت ذلك عام 1996 في زيارة وفد التحالف الديمقراطي الكردي إلى كردستان العراق في قصيدة شعرية ألقيت في " فندق سدير " في مصيف صلاح الدين , حيث كان أحرار العراق يتخذونه مقرا للمؤتمر الوطني العراقي آنئذ , وفي ظل حماية الأبطال " البيشمركة " قلت فيها :
ومجلس يرتئيه القوم منتخبا بعد التشرد في الآفاق مكتمل
وثورة – عظمت – أرسى دعائمها دم الشهادة والأبطال والجبل
وراية رفرفت حمراء خافقة من خانقين إلى زاخو لها قبل
هذه الأبيات التي صيغت من قصيدة طويلة تعكس بأس البيشمركة وفضلهم على مكاسب الشعب الكردي خاصة والعراقي عامة , حيث كانوا على الدوام الدرع الحصينة , والملاذ الآمن في المناطق المحررة لكل أطياف وألوان واتجاهات المعارضة الوطنية العراقية , بما عرفوا من بأس وصلابة على الأعداء , ورحمة ونخوة , وأخلاق فروسية عالية للأصدقاء , حيث استطاع البارزاني الخالد أن يضع اللبنات الوطيدة الأولى لعقيدة جهادية عظيمة , وسلوك فدائي منظم لنواة جيش كردستاني ووطني , اعتز بقيمه وأخلاقياته , ونبله وشهامته كل عراقي وطني مناضل ومنصف , خبر عن قرب نهج هؤلاء الأبطال وتضحياتهم ومواقفهم الوطنية الرائدة في المحن والشدائد ورفض الضيم , ومقارعة الاستبداد والطغيان, والتصدي الكبير والمؤثر لمخطط الإبادة والحرق والقتل والإفناء , وقد قلت في ذلك منذ واحد وثلاثين عاما – في رحيل البارزاني الخالد – من قصيدة رثائية فيه في الأول من آذار :
بيشمركة الكرد العظيم خطاهم وخطاك يا نمر أشم اثنان
صنوان في درب تمجد واحد يحدوهما قدر الفدى وتفان
رضعا لبان الحرب في غمراتها سحقا بزند الكرد كل جبان
فهم الذين سحقوا ومن خلال قائدهم الأولى , ورموزهم الكبرى كل متماد في غيه, وكل حاقد متربص , وكل جبان يسعى في الخفاء إلى خساسة المكر والخديعة , وهم الذين حموا كرامة الإقليم وممتلكاته , والعراق وموارده , والذين يصمونهم بالتخريب والفساد والقتل والاعتداء لا يعرفون تاريخ هؤلاء الشرفاء , ويتجاهلون وضعهم الدستوري , وكونه جزءا من الجيش النظامي العراقي , بموجب مواد الدستور وفقراته , وكونه من قوام الحرس المدافع عن حدود العراق , وإقليم كردستان من ضمنه , مما يشكل ردا قانونيا حاسما لكل المغرضين والحاقدين وصنائعهم وأزلامهم , ولكل من يريد أن يجر العراق – مرة أخرى – إلى دوامة فتنة عمياء , لا تبقي و لا تذر , بل تحاول أن تجرد كل وطني من سلاحه وقوته الضاربة لأن البيشمركة ملك لكل عراقي شريف ومناضل , ومؤمن بمستقبل العراق واستقراره وعمرانه وتقدمه ,
وقد ثبت ذلك ميدانيا من خلال الموقف التحرري والفدائي والمقاتل والمدافع الأمين عن مقدرات العراق في مراحل الثورة والانتفاضة والتحرير , حيث لم يشارك هؤلاء في إراقة قطرة دم عراقية , كما لم يشهد العراق منهم أي مظهر إرهابي بل كانوا حربا على الإرهاب وصنوفه وأشكاله , وسوف يظل جيشا منظما ومطورا وحاميا أمينا لمكاسب شعبنا بمختلف فئاته وأطيافه وملله ونحله , وشوكة في خاصرة الحاقدين والمساومين والقتلة والمنافقين , ومهم تفننوا في الحملة على وجود هذا القطاع المناضل والمكافح من جسد الثورة وامتداداتها , وسر وجودها , وعظمة اقتدارها , وعمق وطنيتها وشرف انتمائها إلى دوحة الفكر الإنساني البعيد عن العنصرية والاستعلاء , المنافح بكل إباء عن قيم المصالحة والمصارحة والتعايش وتكافؤ فرص الحياة والإخاء
الكاتب/ عبد الرحمن آلوجي
تثار منذ مدة موجة غريبة من الجدل – تتفاوت حدته ودرجته – حول مشروعية وجود البيشمركة , وجدوى هذا الوجود وأهميته , ومدى حدوده وصلاحية هذه الحدود , كما يتفاوت الموقعون والمخالفون والمختلفون حول جدية الطرح ومستواه , ودوافعه , إلا أن المحاربين على جبهة الرفض ,
والداعين إلى اعتبار البيشمركة عصابات ومخربين وسلابين نهابين – بزعمهم الباطل- , ودوافعهم المغرضة , هؤلاء متفقون على رفض وجودهم , وداعون بصيغة أو بأخرى إلى حلهم كباقي الميليشيات المعرقلة , والمنافسة والمعيقة لعمل الجيش العراقي , ومن هؤلاء سوى الزمرة الفاشية العنصرية التي خرجها وألهمها دروسها النظام السابق بعض من الكرد ومن المحسوبين على الكرد , متناسين – وهم يدركون – أن البيشمركة هم صانعو هذه المكاسب الكبرى التي ينعم بها الشعب الكردي في الإقليم خاصة والعراق وكبار وطنييه وأحراره والمناضلين .. وأن لهؤلاء الأبطال وما قدموه من قوافل الشهداء , وما رخصوه من دماء على مدى تجاوز نصف قرن الفضل الأكبر , فيما نشهده من نجاحات كبرى تحققت من خلال الذراع الفولاذية لثورتي أيلول وكولان والانتفاضة الربيعية الباسلة , وما تمخضت عنها من تجربة ديمقراطية فريدة في الإقليم وما نشهده من برلمان وحكومة , وإدارة وتشريع , واستقرار ورفاه , ولقد ذكرت ذلك عام 1996 في زيارة وفد التحالف الديمقراطي الكردي إلى كردستان العراق في قصيدة شعرية ألقيت في " فندق سدير " في مصيف صلاح الدين , حيث كان أحرار العراق يتخذونه مقرا للمؤتمر الوطني العراقي آنئذ , وفي ظل حماية الأبطال " البيشمركة " قلت فيها :
ومجلس يرتئيه القوم منتخبا بعد التشرد في الآفاق مكتمل
وثورة – عظمت – أرسى دعائمها دم الشهادة والأبطال والجبل
وراية رفرفت حمراء خافقة من خانقين إلى زاخو لها قبل
هذه الأبيات التي صيغت من قصيدة طويلة تعكس بأس البيشمركة وفضلهم على مكاسب الشعب الكردي خاصة والعراقي عامة , حيث كانوا على الدوام الدرع الحصينة , والملاذ الآمن في المناطق المحررة لكل أطياف وألوان واتجاهات المعارضة الوطنية العراقية , بما عرفوا من بأس وصلابة على الأعداء , ورحمة ونخوة , وأخلاق فروسية عالية للأصدقاء , حيث استطاع البارزاني الخالد أن يضع اللبنات الوطيدة الأولى لعقيدة جهادية عظيمة , وسلوك فدائي منظم لنواة جيش كردستاني ووطني , اعتز بقيمه وأخلاقياته , ونبله وشهامته كل عراقي وطني مناضل ومنصف , خبر عن قرب نهج هؤلاء الأبطال وتضحياتهم ومواقفهم الوطنية الرائدة في المحن والشدائد ورفض الضيم , ومقارعة الاستبداد والطغيان, والتصدي الكبير والمؤثر لمخطط الإبادة والحرق والقتل والإفناء , وقد قلت في ذلك منذ واحد وثلاثين عاما – في رحيل البارزاني الخالد – من قصيدة رثائية فيه في الأول من آذار :
بيشمركة الكرد العظيم خطاهم وخطاك يا نمر أشم اثنان
صنوان في درب تمجد واحد يحدوهما قدر الفدى وتفان
رضعا لبان الحرب في غمراتها سحقا بزند الكرد كل جبان
فهم الذين سحقوا ومن خلال قائدهم الأولى , ورموزهم الكبرى كل متماد في غيه, وكل حاقد متربص , وكل جبان يسعى في الخفاء إلى خساسة المكر والخديعة , وهم الذين حموا كرامة الإقليم وممتلكاته , والعراق وموارده , والذين يصمونهم بالتخريب والفساد والقتل والاعتداء لا يعرفون تاريخ هؤلاء الشرفاء , ويتجاهلون وضعهم الدستوري , وكونه جزءا من الجيش النظامي العراقي , بموجب مواد الدستور وفقراته , وكونه من قوام الحرس المدافع عن حدود العراق , وإقليم كردستان من ضمنه , مما يشكل ردا قانونيا حاسما لكل المغرضين والحاقدين وصنائعهم وأزلامهم , ولكل من يريد أن يجر العراق – مرة أخرى – إلى دوامة فتنة عمياء , لا تبقي و لا تذر , بل تحاول أن تجرد كل وطني من سلاحه وقوته الضاربة لأن البيشمركة ملك لكل عراقي شريف ومناضل , ومؤمن بمستقبل العراق واستقراره وعمرانه وتقدمه ,
وقد ثبت ذلك ميدانيا من خلال الموقف التحرري والفدائي والمقاتل والمدافع الأمين عن مقدرات العراق في مراحل الثورة والانتفاضة والتحرير , حيث لم يشارك هؤلاء في إراقة قطرة دم عراقية , كما لم يشهد العراق منهم أي مظهر إرهابي بل كانوا حربا على الإرهاب وصنوفه وأشكاله , وسوف يظل جيشا منظما ومطورا وحاميا أمينا لمكاسب شعبنا بمختلف فئاته وأطيافه وملله ونحله , وشوكة في خاصرة الحاقدين والمساومين والقتلة والمنافقين , ومهم تفننوا في الحملة على وجود هذا القطاع المناضل والمكافح من جسد الثورة وامتداداتها , وسر وجودها , وعظمة اقتدارها , وعمق وطنيتها وشرف انتمائها إلى دوحة الفكر الإنساني البعيد عن العنصرية والاستعلاء , المنافح بكل إباء عن قيم المصالحة والمصارحة والتعايش وتكافؤ فرص الحياة والإخاء