إنما نسميه بهذا لأنه بني لمنع الإغارات التي كانت تقوم بها قبائل يأجوج و مأجوج من الشمال علي الجنوب ، كما يسمي كذلك سد "ذي القرنين" لأنه هو الذي أقامه لهذا الغرض ..
و يقول أزاد : " لقد تضافرت الشواهد علي أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية ، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلي القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية ، و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة ، و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" أو "ميكر" في أوروبا .. و باسم التتار قي آسيا ، و لاشك أن فرعا لهؤلاء القوم كانوا قد انتشروا علي سواحل البحر الأسود في سنة 600 ق.م. و أغار علي آسيا الغربية نازلا من جبال القوقاز ، و لنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت الشعوب الجبلية غاراتهم إلي "كورش" فبني السد الحديدي لمنعها" ، و تسمي هذه البقعة الشمالية الشرقية ( الموطن الأصلي لهؤلاء باسم "منغوليا " و قبائلها الرحالة "منغول" ، و تقول لنا المصادر اليونانية أن أصل منغول هو "منكوك" أو "منجوك" و في الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك" و النطق اليوناني "ميكاك" و يخبرنا التاريخ الصيني عن قبيلة أخري من هذه البقعة كانت تعرف باسم "يواسي" و الظاهر أن هذه الكلمة ما زالت تحرف حتى أصبحت يأجوج في العبرية .. "
و يقول : " إن كلمتي : " يأجوج و مأجوج " تبدوان كأنهما عبريتان في أصلهما و لكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتين ، إنهما أجنبيتان اتخذتا صورة العبرية فهما تنطقان باليونانية "كاك Gag" و "ماكوك Magog"
و قد ذكرتا بهذا الشكل في الترجمة السبعينية للتوراة ، و راجتا بالشكل نفسه في سائر اللغات الأوروبية " .
و الكلمتان تنطقان في القرآن الكريم بهمز و بدون همز .
و قد استطرد أزاد بعد ذلك لذكر الأدوار السبعة أو الموجات السبع التي قام بها هؤلاء بالإغارة علي البلاد الغربية منها و الجنوبية .
ملاحظة : اذهب الى محرك البحث قوقل واكتب بالانجليزية Gog او Gag و Magog واذهب الى البحث بالصور وشاهد كيف ان يأجوج وماجوج معروفين ايضا عند كتب الغرب وستلاحظ صور لرجل له قرنين من ضمن الصور ظناً منهم انه على هذا الشكل .
مكان السد :
ثم يحدد مكان السد بأنه في البقعة الواقعة بين بحر الخرز "قزوين" و "البحر الأسود" حيث توجد سلسلة جبال القوقاز بينهما ، و تكاد تفصل بين الشمال و الجنوب إلا في ممر كان يهبط منه المغيرون من الشمال للجنوب ، و في هذا الممر بني كورش سده ، كما فصله القرآن الكريم ، و تحدثت عنه كتب الآثار و التاريخ .
و يؤكد أزاد كلامه بأن الكتابات الأرمنية – و هي كشهادة محلية – تسمي هذا الجدار أو هذا السد من قديم باسم " بهاك غورائي" أو "كابان غورائي" و معني الكلمتين واحد و هو مضيق "غورش" أو "ممر غورش" و "غور" هو اسم "غورش أو كورش".
و يضيف أزاد فوق هذا شهادة أخري لها أهميتها أيضا و هي شهادة لغة بلاد جورجيا التي هي القوقاز بعينها . فقد سمي هذا المضيق باللغة الجورجية من الدهور الغابرة باسم " الباب الحديدي " .
و بهذا يكون أزاد قد حدد مكان السد و كشف المراد من يأجوج و مأجوج ..
و قد تعرض لدفع ما قيل أن المراد بالسد هو سد الصين ، لعدم مطابقة مواصفات سد الصين لمواصفات سد ذي القرنين و لأن هذا بني سنة 264 ق.م. بينما بني سد ذي القرنين في القرن السادس قبل الميلاد .
كما تعرض للرد علي ما قيل بأن المراد بالسد هو جدار دربند ، أو باب الأبواب كما اشتهر عند العرب بأن جدار دربند بناه أنوشروان ( من ملوك فارس من 531 – 579 م ) بعد السد بألف سنة ، و أن مواصفاته غير مواصفات سد ذي القرنين و هو ممتد من الجبل إلي الساحل ناحية الشرق و ليس بين جبلين كما أنه من الحجارة و لا أثر فيه للحديد و النحاس .
و على ذلك يكون المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة و العكارة و ليس صافيا . و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغري و رأي الشمس تغرب في بحر إيجه في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا و اليونان غربا و هي كثيرة الجزر و الخلجان .
و المقصود بمطلع الشمس هو رحلته الثانية شرقا التي وصل فيها إلي حدود باكستان و أفغانستان الآن ليؤدب القبائل البدوية الجبلية التي كانت تغير علي مملكته .
و المراد ببين السدين أي بين جبلين من جبال القوقاز التي تمتد من بحر الخزر ( قزوين ) إلي البحر الأسود حيث إتجه شمالا .
و لقد كان أزاد بهذا البحث النفيس أول من حل لنا هذه الإشكالات التي طال عليها الأمد ، و حيرت كل المفكرين قبله . و حقق لنا هذا الدليل ، من دلائل النبوة الكثيرة .. رحمه الله و طيب ثراه ..
هل يمكن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج؟
بقلم / أ.د.عبد الله قادري الأهدل
هل يمكن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج؟
نعم، يمكن اكتشافه عقلا،وعادة،وشرعا.
أما عقلا: فلا مانع مطلقا من السير في أرض الله والوصول إلى كل بقعة فيها بالوسائل المتاحة.
وأما عادة: فقد اعتاد الناس الأسفار والانتقال من مكان إلى آخر في الأرض،بَعُدَ أو قربَ، وفي تلك الأسفار تمت اكتشافات كثيرة لما كان مجهولا من الأرض، ومنها قارات كبرى ، كأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وأستراليا ، كما اكتشفت أماكن دقيقة وصغيرة في البحار والأنهار والجبال والشعاب.
واستخدم الناس لتلك الاكتشافات كل الوسائل المتاحة لهم ، من المشي على الأقدام إلى الركوب على الدواب بأنواعها ، واستخدام آلات النقل البرية ، من العربات التي تجرها الدواب كالخيول، إلى الدراجة العادية،فالنارية،فالسيارة،فالمراكب القادرة على السير في المسالك الوعرة-جبلية أو مستنقعات وأوحال أو غيرها-كالدبابات والمصفحات..
كما استخدموا وسائل النقل البحرية والنهرية الصغيرة والكبيرة السريعة والبطيئة.
وجاء دور الوسائل الجوية من المناطيد إلى الحوامات الصغيرة والكبيرة إلى الطائرات العملاقة،عسكرية ومدنية.
ثم المراكب الفضائية ، وما زُوِّدت بها تلك المراكب كلها من آلات تصوير مدهشة ، تصور أدق التفاصيل في أصغر الكائنات الممكن تصويرها.
هذه الوسائل وغيرها جرت العادة باستخدامها لاكتشاف غالب ما يظهر في المعمورة ، ومعنى هذا أن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج ممكن عادة ، ولا يوجد مانع عادي يمنع من اكتشافه.
وأما شرعا: فلا يوجد نص شرعي-لا من القرآن ولا من السنة-يدل على كونه من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها الناس ، بل يستفاد من نصوص الشرع عكس ذلك ، وهو معرفة الناس للسد ومعرفتهم ليأجوج ومأجوج ، ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:
الدليل الأول: أن قبيلتي يأجوج ومأجوج كانتا معروفتين للقبائل التي شكت من اعتدائهما عليها إلى ذي القرنين" قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض..." ( الكهف:94 ) ..
الدليل الثاني : أن ذا القرنين بلغ المكان الذي كان يأجوج ومأجوج يعيثون فيه فسادا ،وهو الذي بنى السد بإعانة أهل البلد المتضررين: " فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما" ( الكهف:95 ) ...
الدليل الثالث: أن خروج يأجوج ومأجوج من أمارات الساعة وعلاماتها ، وأمارات الساعة تظهر للناس، وخروجهم يكون من ذلك السد ، فلا بد أن يرى الناس خروجهم ، والمكان الذي يخرجون منه ، وأخبر الله تعالى أن يأجوج ومأجوج ستُفتَح - أي يُفتَحُ السد الذي كان يحول بينهم وبين الخروج - كما قال تعالى: "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق.. ( الأنبياء :96، 97 ) وفتحه من أمارات الساعة ، وأمارات الساعة ليست كالساعة التي لا يعلمها إلا الله ، ولو كانت لا تظهر للناس ولا يطلعون عليها لما صح أن تكون أمارات.
الدليل الرابع: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا قبل موته أن رَدْمَ يأجوج ومأجوج-الذي قال الله تعالى فيه بعد أن بناه ذو القرنين: " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " ( الكهف:97 ) قد نُقِب وفُتِحَ شيء يسير منه ، وهذا الفتح اليسير هو بداية ما أخبر الله به في سورة الأنبياء أنه سيحدث، ففي حديث زينب بنت جَحش،رضي الله عنها،أن النبي صلى الله عليه وسلم،دخل عليها فَزِعا يقول:" لا إله إلا الله ! ويل للعرب من شر قد اقترب،فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه " وحَلَّقَ بإصْبَعِه الإبهام والتي تليها. قالت زينب ابنة جحش : فقلت : يا رسول الله ! أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كَثُر الخَبَث".
وهو دليل على أن يأجوج ومأجوج قد استطاعوا أن يحدثوا في السد من النَّقْبِ ما يتمكنون به من الخروج منه.
من هم يأجوج ومأجوج؟ :
إن يأجوج ومأجوج قبيلتان من بني آدم ، وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام ، كانوا متوحشتين احترفوا الإغارة والسلب والنهب والقتل والظلم من قديم الزمان ، وكانوا يقطنون الجزء الشمالي من قارة آسيا ، شمالا ، وغالب كتب التاريخ تشير إلى أنهم منغوليون تتريون ، وأن موطنهم يمتد من التبت والصين جنوبا إلى المحيط المتجمد الشمالي ، وأنهم عاصروا قورش الذي بنى سد دانيال.
كما ذُكِرَ أنهم مروا في إفسادهم في الأرض بسبعة أدوار ، كانت بدايتها قبل (5000آلاف سنة) وآخرها : هجوم جنكيزخان على الحضارة الإسلامية ، فهم أسلافه.
وقد ذكر بعض المؤرخين حكايات غريبة عن يأجوج ومأجوج ، والصحيح أنهم كبقية بني آدم في الطول والقصر وغير ذلك.
وقد بنى الصينيون سورهم العظيم لحماية أنفسهم من هجمات القبائل المغولية التي لا زالت تقطن في شمال الصين وشمال غربه إلى الآن ، وقد احتلوا الصين فترة من الزمن كما هو معروف.
وهذا يدل على أن يأجوج ومأجوج ليسوا هم الصينيين ، ولكن ذلك لا ينافي تكاثر قبيلتي يأجوج ومأجوج واستيلائهما على الصين وغيرها من البلدان المجاورة في آخر الزمان ، ويكون خروجهم جميعا وفسادهم الأخير في الأرض عند نزول عيسى عليه السلام ، ويكون الصينيون وغيرهم معهم ، ويكون إطلاق يأجوج ومأجوج على الجميع من باب التغليب ، إما لكثرتهم وغلبتهم على سواهم ، وإما لكونهم القادة عندئذ ، وهذا أسلوب معروف في اللغة العربية ، هذا مع العلم أن كثيرا من التتار والمنغول-الذين هم أصل يأجوج ومأجوج-أصبحوا من قوميات الصين الآن.
من هم الذين شكوا إلى ذي القرنين من إفساد يأجوج ومأجوج ، وطلبوا منه بناء السد لحمايتهم منهم؟ :
أما القبائل التي استنجدت بذي القرنين لحمايتهم من يأجوج ومأجوج فقد أشار القرآن الكريم على أنهم في جهة مشرق الشمس ، وأنهم ضعفاء متأخرون في الحضارة ، إذ لم يكن لهم من البنيان ما يسترهم من وهج الشمس ، وأنهم لا يكادون يفقهون ما يقال لهم-ولكن الله هيأ لذي القرنين من الأسباب ما يجعلهم يفقهون عنه ويفقه عنهم-.
ويرى بعض المؤرخين أنهم كانوا يقطنون في شمال أذربيجان وجورجيا وأرمينيا...ويطلق عليهم اليونانيون اسم كولش).
و يقول أزاد : " لقد تضافرت الشواهد علي أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية ، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلي القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية ، و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة ، و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" أو "ميكر" في أوروبا .. و باسم التتار قي آسيا ، و لاشك أن فرعا لهؤلاء القوم كانوا قد انتشروا علي سواحل البحر الأسود في سنة 600 ق.م. و أغار علي آسيا الغربية نازلا من جبال القوقاز ، و لنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت الشعوب الجبلية غاراتهم إلي "كورش" فبني السد الحديدي لمنعها" ، و تسمي هذه البقعة الشمالية الشرقية ( الموطن الأصلي لهؤلاء باسم "منغوليا " و قبائلها الرحالة "منغول" ، و تقول لنا المصادر اليونانية أن أصل منغول هو "منكوك" أو "منجوك" و في الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك" و النطق اليوناني "ميكاك" و يخبرنا التاريخ الصيني عن قبيلة أخري من هذه البقعة كانت تعرف باسم "يواسي" و الظاهر أن هذه الكلمة ما زالت تحرف حتى أصبحت يأجوج في العبرية .. "
و يقول : " إن كلمتي : " يأجوج و مأجوج " تبدوان كأنهما عبريتان في أصلهما و لكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتين ، إنهما أجنبيتان اتخذتا صورة العبرية فهما تنطقان باليونانية "كاك Gag" و "ماكوك Magog"
و قد ذكرتا بهذا الشكل في الترجمة السبعينية للتوراة ، و راجتا بالشكل نفسه في سائر اللغات الأوروبية " .
و الكلمتان تنطقان في القرآن الكريم بهمز و بدون همز .
و قد استطرد أزاد بعد ذلك لذكر الأدوار السبعة أو الموجات السبع التي قام بها هؤلاء بالإغارة علي البلاد الغربية منها و الجنوبية .
ملاحظة : اذهب الى محرك البحث قوقل واكتب بالانجليزية Gog او Gag و Magog واذهب الى البحث بالصور وشاهد كيف ان يأجوج وماجوج معروفين ايضا عند كتب الغرب وستلاحظ صور لرجل له قرنين من ضمن الصور ظناً منهم انه على هذا الشكل .
مكان السد :
ثم يحدد مكان السد بأنه في البقعة الواقعة بين بحر الخرز "قزوين" و "البحر الأسود" حيث توجد سلسلة جبال القوقاز بينهما ، و تكاد تفصل بين الشمال و الجنوب إلا في ممر كان يهبط منه المغيرون من الشمال للجنوب ، و في هذا الممر بني كورش سده ، كما فصله القرآن الكريم ، و تحدثت عنه كتب الآثار و التاريخ .
و يؤكد أزاد كلامه بأن الكتابات الأرمنية – و هي كشهادة محلية – تسمي هذا الجدار أو هذا السد من قديم باسم " بهاك غورائي" أو "كابان غورائي" و معني الكلمتين واحد و هو مضيق "غورش" أو "ممر غورش" و "غور" هو اسم "غورش أو كورش".
و يضيف أزاد فوق هذا شهادة أخري لها أهميتها أيضا و هي شهادة لغة بلاد جورجيا التي هي القوقاز بعينها . فقد سمي هذا المضيق باللغة الجورجية من الدهور الغابرة باسم " الباب الحديدي " .
و بهذا يكون أزاد قد حدد مكان السد و كشف المراد من يأجوج و مأجوج ..
و قد تعرض لدفع ما قيل أن المراد بالسد هو سد الصين ، لعدم مطابقة مواصفات سد الصين لمواصفات سد ذي القرنين و لأن هذا بني سنة 264 ق.م. بينما بني سد ذي القرنين في القرن السادس قبل الميلاد .
كما تعرض للرد علي ما قيل بأن المراد بالسد هو جدار دربند ، أو باب الأبواب كما اشتهر عند العرب بأن جدار دربند بناه أنوشروان ( من ملوك فارس من 531 – 579 م ) بعد السد بألف سنة ، و أن مواصفاته غير مواصفات سد ذي القرنين و هو ممتد من الجبل إلي الساحل ناحية الشرق و ليس بين جبلين كما أنه من الحجارة و لا أثر فيه للحديد و النحاس .
و على ذلك يكون المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة و العكارة و ليس صافيا . و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغري و رأي الشمس تغرب في بحر إيجه في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا و اليونان غربا و هي كثيرة الجزر و الخلجان .
و المقصود بمطلع الشمس هو رحلته الثانية شرقا التي وصل فيها إلي حدود باكستان و أفغانستان الآن ليؤدب القبائل البدوية الجبلية التي كانت تغير علي مملكته .
و المراد ببين السدين أي بين جبلين من جبال القوقاز التي تمتد من بحر الخزر ( قزوين ) إلي البحر الأسود حيث إتجه شمالا .
و لقد كان أزاد بهذا البحث النفيس أول من حل لنا هذه الإشكالات التي طال عليها الأمد ، و حيرت كل المفكرين قبله . و حقق لنا هذا الدليل ، من دلائل النبوة الكثيرة .. رحمه الله و طيب ثراه ..
هل يمكن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج؟
بقلم / أ.د.عبد الله قادري الأهدل
هل يمكن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج؟
نعم، يمكن اكتشافه عقلا،وعادة،وشرعا.
أما عقلا: فلا مانع مطلقا من السير في أرض الله والوصول إلى كل بقعة فيها بالوسائل المتاحة.
وأما عادة: فقد اعتاد الناس الأسفار والانتقال من مكان إلى آخر في الأرض،بَعُدَ أو قربَ، وفي تلك الأسفار تمت اكتشافات كثيرة لما كان مجهولا من الأرض، ومنها قارات كبرى ، كأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وأستراليا ، كما اكتشفت أماكن دقيقة وصغيرة في البحار والأنهار والجبال والشعاب.
واستخدم الناس لتلك الاكتشافات كل الوسائل المتاحة لهم ، من المشي على الأقدام إلى الركوب على الدواب بأنواعها ، واستخدام آلات النقل البرية ، من العربات التي تجرها الدواب كالخيول، إلى الدراجة العادية،فالنارية،فالسيارة،فالمراكب القادرة على السير في المسالك الوعرة-جبلية أو مستنقعات وأوحال أو غيرها-كالدبابات والمصفحات..
كما استخدموا وسائل النقل البحرية والنهرية الصغيرة والكبيرة السريعة والبطيئة.
وجاء دور الوسائل الجوية من المناطيد إلى الحوامات الصغيرة والكبيرة إلى الطائرات العملاقة،عسكرية ومدنية.
ثم المراكب الفضائية ، وما زُوِّدت بها تلك المراكب كلها من آلات تصوير مدهشة ، تصور أدق التفاصيل في أصغر الكائنات الممكن تصويرها.
هذه الوسائل وغيرها جرت العادة باستخدامها لاكتشاف غالب ما يظهر في المعمورة ، ومعنى هذا أن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج ممكن عادة ، ولا يوجد مانع عادي يمنع من اكتشافه.
وأما شرعا: فلا يوجد نص شرعي-لا من القرآن ولا من السنة-يدل على كونه من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها الناس ، بل يستفاد من نصوص الشرع عكس ذلك ، وهو معرفة الناس للسد ومعرفتهم ليأجوج ومأجوج ، ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:
الدليل الأول: أن قبيلتي يأجوج ومأجوج كانتا معروفتين للقبائل التي شكت من اعتدائهما عليها إلى ذي القرنين" قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض..." ( الكهف:94 ) ..
الدليل الثاني : أن ذا القرنين بلغ المكان الذي كان يأجوج ومأجوج يعيثون فيه فسادا ،وهو الذي بنى السد بإعانة أهل البلد المتضررين: " فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما" ( الكهف:95 ) ...
الدليل الثالث: أن خروج يأجوج ومأجوج من أمارات الساعة وعلاماتها ، وأمارات الساعة تظهر للناس، وخروجهم يكون من ذلك السد ، فلا بد أن يرى الناس خروجهم ، والمكان الذي يخرجون منه ، وأخبر الله تعالى أن يأجوج ومأجوج ستُفتَح - أي يُفتَحُ السد الذي كان يحول بينهم وبين الخروج - كما قال تعالى: "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق.. ( الأنبياء :96، 97 ) وفتحه من أمارات الساعة ، وأمارات الساعة ليست كالساعة التي لا يعلمها إلا الله ، ولو كانت لا تظهر للناس ولا يطلعون عليها لما صح أن تكون أمارات.
الدليل الرابع: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا قبل موته أن رَدْمَ يأجوج ومأجوج-الذي قال الله تعالى فيه بعد أن بناه ذو القرنين: " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " ( الكهف:97 ) قد نُقِب وفُتِحَ شيء يسير منه ، وهذا الفتح اليسير هو بداية ما أخبر الله به في سورة الأنبياء أنه سيحدث، ففي حديث زينب بنت جَحش،رضي الله عنها،أن النبي صلى الله عليه وسلم،دخل عليها فَزِعا يقول:" لا إله إلا الله ! ويل للعرب من شر قد اقترب،فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه " وحَلَّقَ بإصْبَعِه الإبهام والتي تليها. قالت زينب ابنة جحش : فقلت : يا رسول الله ! أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كَثُر الخَبَث".
وهو دليل على أن يأجوج ومأجوج قد استطاعوا أن يحدثوا في السد من النَّقْبِ ما يتمكنون به من الخروج منه.
من هم يأجوج ومأجوج؟ :
إن يأجوج ومأجوج قبيلتان من بني آدم ، وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام ، كانوا متوحشتين احترفوا الإغارة والسلب والنهب والقتل والظلم من قديم الزمان ، وكانوا يقطنون الجزء الشمالي من قارة آسيا ، شمالا ، وغالب كتب التاريخ تشير إلى أنهم منغوليون تتريون ، وأن موطنهم يمتد من التبت والصين جنوبا إلى المحيط المتجمد الشمالي ، وأنهم عاصروا قورش الذي بنى سد دانيال.
كما ذُكِرَ أنهم مروا في إفسادهم في الأرض بسبعة أدوار ، كانت بدايتها قبل (5000آلاف سنة) وآخرها : هجوم جنكيزخان على الحضارة الإسلامية ، فهم أسلافه.
وقد ذكر بعض المؤرخين حكايات غريبة عن يأجوج ومأجوج ، والصحيح أنهم كبقية بني آدم في الطول والقصر وغير ذلك.
وقد بنى الصينيون سورهم العظيم لحماية أنفسهم من هجمات القبائل المغولية التي لا زالت تقطن في شمال الصين وشمال غربه إلى الآن ، وقد احتلوا الصين فترة من الزمن كما هو معروف.
وهذا يدل على أن يأجوج ومأجوج ليسوا هم الصينيين ، ولكن ذلك لا ينافي تكاثر قبيلتي يأجوج ومأجوج واستيلائهما على الصين وغيرها من البلدان المجاورة في آخر الزمان ، ويكون خروجهم جميعا وفسادهم الأخير في الأرض عند نزول عيسى عليه السلام ، ويكون الصينيون وغيرهم معهم ، ويكون إطلاق يأجوج ومأجوج على الجميع من باب التغليب ، إما لكثرتهم وغلبتهم على سواهم ، وإما لكونهم القادة عندئذ ، وهذا أسلوب معروف في اللغة العربية ، هذا مع العلم أن كثيرا من التتار والمنغول-الذين هم أصل يأجوج ومأجوج-أصبحوا من قوميات الصين الآن.
من هم الذين شكوا إلى ذي القرنين من إفساد يأجوج ومأجوج ، وطلبوا منه بناء السد لحمايتهم منهم؟ :
أما القبائل التي استنجدت بذي القرنين لحمايتهم من يأجوج ومأجوج فقد أشار القرآن الكريم على أنهم في جهة مشرق الشمس ، وأنهم ضعفاء متأخرون في الحضارة ، إذ لم يكن لهم من البنيان ما يسترهم من وهج الشمس ، وأنهم لا يكادون يفقهون ما يقال لهم-ولكن الله هيأ لذي القرنين من الأسباب ما يجعلهم يفقهون عنه ويفقه عنهم-.
ويرى بعض المؤرخين أنهم كانوا يقطنون في شمال أذربيجان وجورجيا وأرمينيا...ويطلق عليهم اليونانيون اسم كولش).
و الله أعلم