قررت موسكو منذ عام 2002 تسليح قواتها الجوية بطائرة حديثة من الجيل الخامس للمقاتلات ، فكلفت احدى شركاتها الوطنية الكبرى بأخذ خطوات هذا المشروع الهام بتكلفة مبدئية لبحوثه تتجاوز ( 1.5 ) مليار دولار . تستهدف روسيا من ورائه إحلال تلط الطائرة محل أسطول طائرات الجيل الرابع العاملة لدى قواتها الجوية من طرازي ( ميج - 29 fulcrum ) و ( سوخوي - 27 flanker ) حمل هذا البرنامج - لدى الشركة المنتجة - الاسم ( T - 50 ) بينما تطلق عليه القوات الجوية الاسم ( سوخوي PAK-FA ) و هذا الرمز الاخير مستمد من بدايات كلمات روسية ، تشكل كلمة معناها بالانجليزية : Future Air Complex for Tactical Air Forces . يتألف طاقم الطائرة من طيار واحد ، و تتبع الفئة المتوسطة من المقاتلات القادرة على الاقلاع و الهبوط على ممرات قصيرة طولها نحو ( 160 ) متر ، في حين ان الطول التقليدي لممراتها سيبلغ ( 350 ) متر . ستتمتع تلك المقاتلة بقدرات عالية على التخفي مع تدني شديد في مقطعها الراداري ، و عمرها الافتراضي سيكون - كباقي طائرات الجيلين الرابع و الخامس - ليس أقل من ( 15 ) سنة أو ( 4000 ) ساعة طيران و من المقرر ان تشهد نهاية العالم الحالي أو بداية العام القادم أولى طلعاتها التجريبية ، على ان يبدأ دخولها الخدمة الفعلية لدى القوات الجوية الروسية خلال العام 2012 .
و تعتبر المقاتلة ( سوخوي T - 50 ) متعددة المهام ، فهي قاذفة ذات قدرات قتالية فائقة تحقق لها السيادة الجوية . و يرجع ذلك الى قدراتها العالية على المناورة التي تصل إلى ( 11 ) G و سرعتها البالغة ( 2.5 ) ماخ و عمله على ارتفاع ( 20 ) كم من سطح الأرض . بل و معدلات تسلقها الرأسي التي تصل إلى ( 350 ) متر في الثانية ، ناهيك عن مداها البالغ ( 5500 ) كم و قدرتها على البقاء في الجو لمدة ( 3.5 ) ساعات متصلة . و قد صرح الفريق البحثي مؤخرا بأن تلك الطائرة الحديثة ستعمل بمحركين من طراز ( AL-41F ) ، تبلغ قدرة دفع كل منها ( 15.5 ) طن و تصل نسبة الدفع إلى الوزن ( 1.19 ) ، و معدلات استهلاك الوقود ( 2.55 ) لتر في الكيلو متر الواحد . يزن كل محرك نحو ( 1.35 ) طن و تزن فاتحة عادمه ( 380 ) كجم ، و تتحرك فتحة العادم لتوجية الطائرة في جميع الاتجاهات بين زاويتي ( + 16 : - 16 ) درجة ، و ذلك بمعدل ( 60 ) درجة في الثانية . و قد حددت القوات الجوية الروسية التسليح الرئيسي للمقاتلة في ( 2 ) مدفع ( 30 ) مم ، إضافة إلى ( 8 ) منصات لاطلاق الصواريخ و القذائف الذكية ، بمعدل ( 4 ) منصات أسفل كل جناح . و ستزود تلك المقاتلة الروسية برادار ( AFAR/AESA ) ، وزنه أقل من ( 80 ) كجم و قطره نحو ( 0.7 ) متر لكشف و تتبع الأهداف المعادية حتى مدى ( 400 ) كيلو متر . و يعمل بطاقة تبلغ ( 4 ) كيلو وات و بتردد نحو ( 3 ) ميليمترات ، و يمكنه تتبع ( 32 ) هدف و الاشتباك مه ( 8 ) أهداف آخرى في آن واحد . هذا و تشير التقارير الأولية إلى أن طول الطائرة سيصل إلى ( 22 ) متر و ارتفاعها ( 6.05 ) متر ، أما جناحيها فباعهما ( 14.2 ) متر و مساحة السطح ( 78.8 ) متر مربع . وزن الطائرة و هي فارغة ( 18.5 ) طن بينما وزن اقلاعها الاقصى ( 37 ) طن ، أما وقوده الداخلي فيزن ( 10.3 ) أطنان . على صعيد آخر أبرمت روسيا و الهند مع مطلع العام الماضي ، يسمح لنيودلهي الانضمام لهذا المشروع هندسيا و تمويلا . لتصبح القوات بذلك القوات الجوية الهندية ثاني مستخدم لهذه الطائرة ، من خلال طراز يعمل بمحرك واحد فقط مع اختلاف أنظمة التسليح ايضا عن النسخة الروسية . سينضم عدد - لم يحدد بعد - منه إلى الخدمة الفعلية لدى نيو دلهي بعد ( 4 ) سنوات من انضمام نظيره إلى الخدمة الفعلية في موسكو ، على الرغم من اشارة تقارير - غير مؤكدة - إلى احتمال انسحاب الهند من المشروع . و عليه أبدت موسكو استعدادها لتصدير تلك المقاتلة إلى دول صديقة جاءت في مقدماتها إندونسيا و ربما تكون الصين ايضا التي يواجه مشروعها الوطني لانتاج مقاتلة من الجيل الخامس عثرات شديدة .