تحياتي للجميع
توجه العديد من الانتقادات لمجموعة من مواقف الدول الغربية تجاه قضايانا العربية والإسلامية وتنعت هذه الدول بأنها متخاذلة وأن كلامها عن حقوق الإنسان ليس سوى شعارات جوفاء وأنها لم تلتزم بما تعهدت به ولا تأبه بما صادقت عليه من عهود ومواثيق دولية وانتقد مثلا بشدة انسحاب الدول الاوروبية من المؤتمر العالمي الأخير لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب ....
علينا أولا أن نعرف أن الأمم المتحدة هي منظمة للدول وليست للشعوب شأنها شأن مجموعة من المؤتمرات الرسمية التي تعقد ، فمواقف الدول وحقوق الإنسان بالنسبة إليها تخضع لميزان القوى بينها، ولضغط مصالحها المشتركة والتي تراعي فيها مصالح شعوبها وحقوق مواطنيها بالدرجة الأولى قبل صحة أو خطأ موقف من قضايانا ،ولا يمكن أن نتصور أن دولة غربية تتخلى عن مصالح شعبها من أجل" سواد عيوننا " كما يقال أو تلتزم بمعيار من معايير حقوق الإنسان تخسر فيه حقوق شعبها ...فهي ليست مستعدة مثلا لخسارة سوق لبضائعها أو دولة صديقة تربطها بها علاقة اقتصادية أو اجتماعية ...وتحرص في هذا على الأولويات.
كما أنها أمنت حقوق مواطنيها عبر اتفاقيات جهوية مثل الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان بالنسبة لأوروبا بالإضافة إلى مجموعة من الحقوق الغير معلن عنها والتي يتمتعون بها .
وثانيا علينا أن نعرف أيضا أن الوضع يختلف بالنسبة للشعوب الغربية في التعامل مع قضايانا ،وعديدة هي الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية التي هزت العواصم الغربية تحديا للمواقف الرسمية وتضامنا مع قضايانا العربية متجاوزة التباينات والفوارق الوطنية والقومية والدينية والثقافية والاجتماعية والحدود الوهمية ،واختلطت فيها الأصوات العربية بالأجنبية ،ملتفة حول قيمة الإنسان المطلقة ومعبرة عن الإرث الحضاري والإنساني المشترك ، مما يدل على متانة جسور التواصل بين الشعوب وسلاسة الخطاب الكوني المتعالي عن الخلافات والاختلاف فحذاء منتظر الزايدي في العراق وصل تأثيره في وقت قياسي إلى عمق أمريكا حيث رميت صور بوش بأحذية أمريكية ، وهل يمكن نسيان موقف شعب فنيزويلا ورئيسها Hugo Chavez الذي اجتمع مع الجالية الفلسطينية في فنزويلا لمواساتها والاستماع إليها بعد موقفه الشجاع من العدوان على غزة ، كما لا يمكن نسيان مواقف مثقفين من أمثال Alain Gresh المدير الحالي لجريدة LE monde Diplomatique الفرنسية الذي خصص قرابة صفحتين من الجريدة المذكورة لفضح ممارسات وخروقات الصهاينة في الأيام الأولى من العدوان على لبنان سنة 2006 وعبر عن مواقف أكثر تجذرا من بعض مثقفي الدول العربية ، والمتصفح لموقعه على الانترنيت يندهش لما يجده فيه من تفاصيل على قضايانا العربية عبر تاريخها الطويل والمرير.
فالعامل الهام الذي يؤثر في الدول الغربية وفي مواقفها سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على مستوى المؤتمرات هو ضغط الشعوب من أجل قضاياها الإنسانية المشتركة ، والشعوب في الدول الغربية تحظى بقيمة هامة إلى درجة أن بعض المتخصصين طرحوا سؤالا "هل الشارع أي الاحتجاجات الشعبية أصبح مصدرا من مصادر التشريع ؟ "بحيث أن ضغط الجماهير على حكومة ما قد يجعلها تتراجع عن تشريعات حتى وإن أقرها البرلمان، مثلما حدث مع "قانون عقدة أول عمل " الذي سحب من البرلمان في فرنسا سنة 2005 ، إذن المدخل الرئيسي للضغط على الدول الغربية هي شعوبها ،
بل يعتبر ركنا هاما في دخول توصيات الأمم المتحدة في إطار القانون الدولي العرفي ، وعلينا أن لا نغفل أن دول العالم الثالث تشكل الأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة .
فالكلام عن الذات بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية يستدعي بالضرورة الكلام عن الآخر الذي لا تربطه بها علاقة الدين واللغة ،هذا الآخر الملازم لها ليس فقط بسبب شبكة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ....التي تربط دولها به ولكن أسطر أيضا على أهميته في طرح قضاياها والتعريف بها لدى الشعوب لما يكتسيه هذا التعريف من أهمية بالغة منها ما ذكرته سابقا في نصرة هذه القضايا ، وحشد الرأي العام حولها، وتوضيح ما قد يلفها من غموض ، ومواجهة الدعاية المضادة لها ، ومد جسور التواصل والحوار المثمر وزرع بذور التضامن الذي هي في أمس الحاجة إليه ، خاصة ونحن نعيش في عالم أصبح قرية صغيرة كما يقال ويلعب فيه التسابق على المعلومات دور السباق على التسلح قديما .
فكيف نتواصل مع هذا الآخر الذي لا تربطنا معه علاقة العروبة والإسلام والذي له دور هام في معادلاتنا ؟ ؟؟؟؟؟؟؟
وهل نخاطبه بنفس الخطاب الذي ساد ويسود بيننا ويخفق في العديد من الحالات، لازدواجيته المملة التي يعياني منها تعليمنا وثقافتنا ومجتمعنا؟؟؟؟؟؟
إن هناك إرثا ثقافيا وفكريا وحضاريا وقانونيا مشتركا بين الشعوب ،والتواصل عبره يتيح هامشا مهما للفعل والتفاهم، بإمكانه أن يشكل قاعدة للتعاون المثمر دون أن يؤثر ذلك عل خصوصية أي طرف ، ويكفي في نظري أن نتحرر ونحرر خطابنا من مجموعة من الأفكار المسبقة التي وقفت وتقف سدا منيعا في وجه انفتاحنا الضروري على شعوب العالم . والسلام
منقول
توجه العديد من الانتقادات لمجموعة من مواقف الدول الغربية تجاه قضايانا العربية والإسلامية وتنعت هذه الدول بأنها متخاذلة وأن كلامها عن حقوق الإنسان ليس سوى شعارات جوفاء وأنها لم تلتزم بما تعهدت به ولا تأبه بما صادقت عليه من عهود ومواثيق دولية وانتقد مثلا بشدة انسحاب الدول الاوروبية من المؤتمر العالمي الأخير لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب ....
علينا أولا أن نعرف أن الأمم المتحدة هي منظمة للدول وليست للشعوب شأنها شأن مجموعة من المؤتمرات الرسمية التي تعقد ، فمواقف الدول وحقوق الإنسان بالنسبة إليها تخضع لميزان القوى بينها، ولضغط مصالحها المشتركة والتي تراعي فيها مصالح شعوبها وحقوق مواطنيها بالدرجة الأولى قبل صحة أو خطأ موقف من قضايانا ،ولا يمكن أن نتصور أن دولة غربية تتخلى عن مصالح شعبها من أجل" سواد عيوننا " كما يقال أو تلتزم بمعيار من معايير حقوق الإنسان تخسر فيه حقوق شعبها ...فهي ليست مستعدة مثلا لخسارة سوق لبضائعها أو دولة صديقة تربطها بها علاقة اقتصادية أو اجتماعية ...وتحرص في هذا على الأولويات.
كما أنها أمنت حقوق مواطنيها عبر اتفاقيات جهوية مثل الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان بالنسبة لأوروبا بالإضافة إلى مجموعة من الحقوق الغير معلن عنها والتي يتمتعون بها .
وثانيا علينا أن نعرف أيضا أن الوضع يختلف بالنسبة للشعوب الغربية في التعامل مع قضايانا ،وعديدة هي الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية التي هزت العواصم الغربية تحديا للمواقف الرسمية وتضامنا مع قضايانا العربية متجاوزة التباينات والفوارق الوطنية والقومية والدينية والثقافية والاجتماعية والحدود الوهمية ،واختلطت فيها الأصوات العربية بالأجنبية ،ملتفة حول قيمة الإنسان المطلقة ومعبرة عن الإرث الحضاري والإنساني المشترك ، مما يدل على متانة جسور التواصل بين الشعوب وسلاسة الخطاب الكوني المتعالي عن الخلافات والاختلاف فحذاء منتظر الزايدي في العراق وصل تأثيره في وقت قياسي إلى عمق أمريكا حيث رميت صور بوش بأحذية أمريكية ، وهل يمكن نسيان موقف شعب فنيزويلا ورئيسها Hugo Chavez الذي اجتمع مع الجالية الفلسطينية في فنزويلا لمواساتها والاستماع إليها بعد موقفه الشجاع من العدوان على غزة ، كما لا يمكن نسيان مواقف مثقفين من أمثال Alain Gresh المدير الحالي لجريدة LE monde Diplomatique الفرنسية الذي خصص قرابة صفحتين من الجريدة المذكورة لفضح ممارسات وخروقات الصهاينة في الأيام الأولى من العدوان على لبنان سنة 2006 وعبر عن مواقف أكثر تجذرا من بعض مثقفي الدول العربية ، والمتصفح لموقعه على الانترنيت يندهش لما يجده فيه من تفاصيل على قضايانا العربية عبر تاريخها الطويل والمرير.
فالعامل الهام الذي يؤثر في الدول الغربية وفي مواقفها سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على مستوى المؤتمرات هو ضغط الشعوب من أجل قضاياها الإنسانية المشتركة ، والشعوب في الدول الغربية تحظى بقيمة هامة إلى درجة أن بعض المتخصصين طرحوا سؤالا "هل الشارع أي الاحتجاجات الشعبية أصبح مصدرا من مصادر التشريع ؟ "بحيث أن ضغط الجماهير على حكومة ما قد يجعلها تتراجع عن تشريعات حتى وإن أقرها البرلمان، مثلما حدث مع "قانون عقدة أول عمل " الذي سحب من البرلمان في فرنسا سنة 2005 ، إذن المدخل الرئيسي للضغط على الدول الغربية هي شعوبها ،
بل يعتبر ركنا هاما في دخول توصيات الأمم المتحدة في إطار القانون الدولي العرفي ، وعلينا أن لا نغفل أن دول العالم الثالث تشكل الأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة .
فالكلام عن الذات بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية يستدعي بالضرورة الكلام عن الآخر الذي لا تربطه بها علاقة الدين واللغة ،هذا الآخر الملازم لها ليس فقط بسبب شبكة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ....التي تربط دولها به ولكن أسطر أيضا على أهميته في طرح قضاياها والتعريف بها لدى الشعوب لما يكتسيه هذا التعريف من أهمية بالغة منها ما ذكرته سابقا في نصرة هذه القضايا ، وحشد الرأي العام حولها، وتوضيح ما قد يلفها من غموض ، ومواجهة الدعاية المضادة لها ، ومد جسور التواصل والحوار المثمر وزرع بذور التضامن الذي هي في أمس الحاجة إليه ، خاصة ونحن نعيش في عالم أصبح قرية صغيرة كما يقال ويلعب فيه التسابق على المعلومات دور السباق على التسلح قديما .
فكيف نتواصل مع هذا الآخر الذي لا تربطنا معه علاقة العروبة والإسلام والذي له دور هام في معادلاتنا ؟ ؟؟؟؟؟؟؟
وهل نخاطبه بنفس الخطاب الذي ساد ويسود بيننا ويخفق في العديد من الحالات، لازدواجيته المملة التي يعياني منها تعليمنا وثقافتنا ومجتمعنا؟؟؟؟؟؟
إن هناك إرثا ثقافيا وفكريا وحضاريا وقانونيا مشتركا بين الشعوب ،والتواصل عبره يتيح هامشا مهما للفعل والتفاهم، بإمكانه أن يشكل قاعدة للتعاون المثمر دون أن يؤثر ذلك عل خصوصية أي طرف ، ويكفي في نظري أن نتحرر ونحرر خطابنا من مجموعة من الأفكار المسبقة التي وقفت وتقف سدا منيعا في وجه انفتاحنا الضروري على شعوب العالم . والسلام
منقول