القاهرة – عامر القرالة- «هي فوضى ».. بهاتين الكلمتين وصف احمد رمضان ( 36 عاما ) ويعمل طبيب اسنان في عيادة خاصة الاجواء الانتخابية التي تشهدها مصر حيث تفشت اعمال العنف والبلطجة وانتشر « المال السياسي « الذي بدا واضحا من البذخ في حملات بعض المرشحين فضلا عن العشوائية في الدعاية الانتخابية. ويعبر رمضان الذي كان يجلس امام محل لبيع الساعات في شارع طلعت حرب بوسط القاهرة عن امتعاضه من الظروف التي تشهدها مصر وهي تهم بوضع قدميها على اول طريق الديمقراطية عبر انتخاب اول مجلس شعب بعد ثورة (25 يناير) التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك.
ولم يخف رمضان وهو يجول ناظريه وسط زخم الشعارات ولافتات الدعاية الانتخابية عن قلقة مما ستؤول اليه الامور في مصر خلال وبعد الانتخابات قائلا بلهجته المصرية « الله يحمي مصر من اولادها «.
ويبدأ المصريون اليوم الاثنين فصلا جديدا بعد « الثورة « مع انطلاق انتخابات مجلس الشعب التي تجرى على وقع اعمال العنف والمواجهات الدائرة بين الشرطة والمتظاهرين الذين يطالبون بانهاء الحكم العسكري رغم اعلان الاخير عن اجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية حزيران القادم.
وظهرت التجاوزات جلية في الحملة الدعائية للانتخابات، مصحوبة بفوضى وعشوائية وتعد على القوانين والانظمة التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات فيما تحولت شوارع القاهرة الى ساحات حرب بين انصار المرشحين.
ولعل اول ما يلفت نظر الزائر الى العاصمة المصرية ، القاهرة، في هذا الوقت الكم الهائل من لافتات الدعاية الانتخابية التي غزت المدينة واحتلت الشوارع والميادين والكباري (الجسور) والمؤسسات الحكومية والمباني، واستباحت دور العبادة والمقابر واخترقت حرمات المنازل.
وتقول شيما جابر (25 ) الطالبة كلية الطب بجامعة 6 اكتوبر «ان الاوضاع الامنية في مصر لم تعد كسابق عهدها قبل الثورة « وتضيف جابر التي نزلت للتو من الاتوبيس ( الباص) بالقرب من ميدان رمسيس قادمة من الجامعة « بلدنا تقف الان على مفترق طرق « داعية كل الاطياف السياسية في البلاد لتحكيم عقولهم لمصلحة مصر لتعود الى الواجهة من جديد.
وتستعيد اذهان المصريين هذه الايام مع انتشار اعمال العنف والبلطجة مرارة التجربة التي عاشوها ابان احداث. ويقول عبدالمنعم السيد ( 42)عاما ويعمل سائق سيارة اجرة « هناك من يحاول تكريس الفوضى والبلطجة في مصر التي كانت مضرب المثل بالامان «.
ويتذكر السيد بعد ان فرغ من الاستماع الى اخبار الانتخابات والاحداث الجارية في ميدان التحرير عبر مذياع سيارته ايام الرعب الذي عاشها هو جيرانه في حي السيدة زينب بوسط القاهرة بعد انسحاب الشرطة من الشوارع حيث تحولت منطقتهم الى مسرح للبلطجية واصحاب السوابق الذين تمكنوا من الهروب من السجون قائلا «الله لا يعيدها من ايام «.
ومع تراخي القبضة الامنية للشرطة وفرار الاف المساجين وتردي الاوضاع الاقتصادية في مصر بدأ الوضع الامني ياخذ منحنى خطيرا حيث تنتشر اعمال العنف حتى وصلت الى مناطق ظلت تتمتع بالأمن والاستقرار علي مدى سنوات طوال.
ويقول الناشط السياسي والاعلامي مصطفى بكري «إننا ندرك دوماً أن البلطجة لم تغب أبداً عن الشارع المصري غير أنها ظلت محصورة في أماكن محددة وكانت عناصرها معروفة لرجال الأمن غير أن ما يجري الان هو تمحور لهذه الظاهرة حتى عمت مساحة البلاد طولا وعرضا حيث تتكاثر عناصرها بإدخال اشخاص جدد ربما لم يمارسوا البلطجة ولم يفكرو فيها من قبل، غير أن انفلات الأوضاع الأمنية أغرى هذه العناصر لتمارس تلك المهمة في ظل غياب القانون.
وفيما تشير تقارير امنية الى وجود ( 42 ألف ) بلطجي و(90 الف ) مسجل خطر ينتشرون في الشوارع بعد هروبهم من السجون اثناء الثورة حيث استغل هؤلاء حالة الإنفلات الأمني وهشاشة القبضة الامنية وعاثوا في الارض فسادا، يتهم اخرون قيادات بالحزب الوطنى المنحل بالوقوف وراء هذه الظاهرة ودعمها بالاموال والاسلحة والكواد المدربة للقيام بأعمال العنف ونشر الرعب بين الناس لاجهاض الثورة.
ولعل من أصعب التحديات التي تواجها انتخابات مجلس الشعب في مصر انتشار ظاهر ( المال السياسي ) لما لها من تاثير على نزاهة اهم انتخابات تشهدها البلاد على ومبدا تكافوء الفرص بين المرشحين.
ويقول الكاتب الصحفي في جريدة الاهرام محمود عبدالعظيم « ان المال السياسي يغمر القاهرة هذه الأيام وعبر عن نفسه في تحركات جماهيرية وانتخابات نقابية و محطات فضائية وصحف ومواقع إلكترونية وناشطين بالمئات تجدهم متفرغين للعمل السياسي والإعلامي دون ان يتوقف أحد ليسأل هؤلاء من أين ينفقون ومن أين يأكلون دون ان يكون لأي منهم مصدر رزق معلوم «.
ويضيف عبدالعظيم « على الدولة ان تدرك خطورة ان يتسلل المال الأجنبي الي بعض الأحزاب الناشئة فيصبح ولاؤها الأول لمن يدفع أكثر لا للوطن «. مشيرا الى ان المال السياسي يفسد كل شيء فهل قامت الثورة لتحارب الفساد أم باسمها ترتكب أنواع جديدة ومبتكرة من الفساد من يريد ان يعمل بالسياسة في مصر فليعمل متطوعا لا نريد للبعض أن يتخذ العمل السياسي طريقا للثراء وشراء الفلل والسيارات الفارهة وإلا فما هو الفرق مع نظام مبارك «.
ويبين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة علي الصاوي اشكال استخدام المالي السياسي في الانتخابات وهي انفاق هذه الاموال في توفير وسائل نقل ومطبوعات ودعاية للمرشحين سواء من المال العام او الخاص ، بالاضافة الى استخدام المال الخاص في تنفيذ مشروعات في الدائرة التي يتم الترشح بها، فضلا عن عملية شراء الاصوات والتي كان يتبعها بعض الضمانات لضمان اعطاء الصوت للمرشح المطلوب الا ان هناك اختلافا في حجم الانفاق الانتخابي وطريقة الانفاق.
http://alrai.com/article/5253.html
ولم يخف رمضان وهو يجول ناظريه وسط زخم الشعارات ولافتات الدعاية الانتخابية عن قلقة مما ستؤول اليه الامور في مصر خلال وبعد الانتخابات قائلا بلهجته المصرية « الله يحمي مصر من اولادها «.
ويبدأ المصريون اليوم الاثنين فصلا جديدا بعد « الثورة « مع انطلاق انتخابات مجلس الشعب التي تجرى على وقع اعمال العنف والمواجهات الدائرة بين الشرطة والمتظاهرين الذين يطالبون بانهاء الحكم العسكري رغم اعلان الاخير عن اجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية حزيران القادم.
وظهرت التجاوزات جلية في الحملة الدعائية للانتخابات، مصحوبة بفوضى وعشوائية وتعد على القوانين والانظمة التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات فيما تحولت شوارع القاهرة الى ساحات حرب بين انصار المرشحين.
ولعل اول ما يلفت نظر الزائر الى العاصمة المصرية ، القاهرة، في هذا الوقت الكم الهائل من لافتات الدعاية الانتخابية التي غزت المدينة واحتلت الشوارع والميادين والكباري (الجسور) والمؤسسات الحكومية والمباني، واستباحت دور العبادة والمقابر واخترقت حرمات المنازل.
وتقول شيما جابر (25 ) الطالبة كلية الطب بجامعة 6 اكتوبر «ان الاوضاع الامنية في مصر لم تعد كسابق عهدها قبل الثورة « وتضيف جابر التي نزلت للتو من الاتوبيس ( الباص) بالقرب من ميدان رمسيس قادمة من الجامعة « بلدنا تقف الان على مفترق طرق « داعية كل الاطياف السياسية في البلاد لتحكيم عقولهم لمصلحة مصر لتعود الى الواجهة من جديد.
وتستعيد اذهان المصريين هذه الايام مع انتشار اعمال العنف والبلطجة مرارة التجربة التي عاشوها ابان احداث. ويقول عبدالمنعم السيد ( 42)عاما ويعمل سائق سيارة اجرة « هناك من يحاول تكريس الفوضى والبلطجة في مصر التي كانت مضرب المثل بالامان «.
ويتذكر السيد بعد ان فرغ من الاستماع الى اخبار الانتخابات والاحداث الجارية في ميدان التحرير عبر مذياع سيارته ايام الرعب الذي عاشها هو جيرانه في حي السيدة زينب بوسط القاهرة بعد انسحاب الشرطة من الشوارع حيث تحولت منطقتهم الى مسرح للبلطجية واصحاب السوابق الذين تمكنوا من الهروب من السجون قائلا «الله لا يعيدها من ايام «.
ومع تراخي القبضة الامنية للشرطة وفرار الاف المساجين وتردي الاوضاع الاقتصادية في مصر بدأ الوضع الامني ياخذ منحنى خطيرا حيث تنتشر اعمال العنف حتى وصلت الى مناطق ظلت تتمتع بالأمن والاستقرار علي مدى سنوات طوال.
ويقول الناشط السياسي والاعلامي مصطفى بكري «إننا ندرك دوماً أن البلطجة لم تغب أبداً عن الشارع المصري غير أنها ظلت محصورة في أماكن محددة وكانت عناصرها معروفة لرجال الأمن غير أن ما يجري الان هو تمحور لهذه الظاهرة حتى عمت مساحة البلاد طولا وعرضا حيث تتكاثر عناصرها بإدخال اشخاص جدد ربما لم يمارسوا البلطجة ولم يفكرو فيها من قبل، غير أن انفلات الأوضاع الأمنية أغرى هذه العناصر لتمارس تلك المهمة في ظل غياب القانون.
وفيما تشير تقارير امنية الى وجود ( 42 ألف ) بلطجي و(90 الف ) مسجل خطر ينتشرون في الشوارع بعد هروبهم من السجون اثناء الثورة حيث استغل هؤلاء حالة الإنفلات الأمني وهشاشة القبضة الامنية وعاثوا في الارض فسادا، يتهم اخرون قيادات بالحزب الوطنى المنحل بالوقوف وراء هذه الظاهرة ودعمها بالاموال والاسلحة والكواد المدربة للقيام بأعمال العنف ونشر الرعب بين الناس لاجهاض الثورة.
ولعل من أصعب التحديات التي تواجها انتخابات مجلس الشعب في مصر انتشار ظاهر ( المال السياسي ) لما لها من تاثير على نزاهة اهم انتخابات تشهدها البلاد على ومبدا تكافوء الفرص بين المرشحين.
ويقول الكاتب الصحفي في جريدة الاهرام محمود عبدالعظيم « ان المال السياسي يغمر القاهرة هذه الأيام وعبر عن نفسه في تحركات جماهيرية وانتخابات نقابية و محطات فضائية وصحف ومواقع إلكترونية وناشطين بالمئات تجدهم متفرغين للعمل السياسي والإعلامي دون ان يتوقف أحد ليسأل هؤلاء من أين ينفقون ومن أين يأكلون دون ان يكون لأي منهم مصدر رزق معلوم «.
ويضيف عبدالعظيم « على الدولة ان تدرك خطورة ان يتسلل المال الأجنبي الي بعض الأحزاب الناشئة فيصبح ولاؤها الأول لمن يدفع أكثر لا للوطن «. مشيرا الى ان المال السياسي يفسد كل شيء فهل قامت الثورة لتحارب الفساد أم باسمها ترتكب أنواع جديدة ومبتكرة من الفساد من يريد ان يعمل بالسياسة في مصر فليعمل متطوعا لا نريد للبعض أن يتخذ العمل السياسي طريقا للثراء وشراء الفلل والسيارات الفارهة وإلا فما هو الفرق مع نظام مبارك «.
ويبين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة علي الصاوي اشكال استخدام المالي السياسي في الانتخابات وهي انفاق هذه الاموال في توفير وسائل نقل ومطبوعات ودعاية للمرشحين سواء من المال العام او الخاص ، بالاضافة الى استخدام المال الخاص في تنفيذ مشروعات في الدائرة التي يتم الترشح بها، فضلا عن عملية شراء الاصوات والتي كان يتبعها بعض الضمانات لضمان اعطاء الصوت للمرشح المطلوب الا ان هناك اختلافا في حجم الانفاق الانتخابي وطريقة الانفاق.
http://alrai.com/article/5253.html