سنة هجرية جديدة

GSN 

سبحان الخالق العظيم
صقور الدفاع
إنضم
23 سبتمبر 2011
المشاركات
24,802
التفاعل
90,851 477 3
الدولة
Saudi Arabia
نحن في هذه الأيام نودع عامًا هجريًا،ونستعد لاستقبال عام هجري جديد، فما أحو جنا في مثل هذه الأيام، حينما تمر الأياموتنقضي الشهور والأعوام، وحين تطوي عجلة الزمن عاماً كاملاً من حياتنا، تقتطعه منأعمارنا وتقرب به آجالنا، فأعمار أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- بين الستينوالسبعين والقليل من يتجاوز، ما أحوجنا لأن نقف قليلاً على مفترق الطرق، لنحاسبأنفسنا على الماضي ولنستعرض ما قدمناه، فنستدرك ما فات ونتوب من العثرات، لقوله- صلى الله عليه وسلم- : (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) (أخرجه الترمذي)،كما ونحمد الله عز وجل على ما وفقنا إليه من صالح الأعمال، فالفضل كله لله سبحانهوتعالى وحده، أن هدانا إلى الطريق القويم والصراط المستقيم، (الْحَمْدُ لِلّهِالَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ) (سورة الأعراف الآية 43)، ثم نعقد العزم ونوطن النفس على أن نواجه العام الجديد،بقلوب مؤمنة ونيات صادقة ورغبة أكيدة في فعل الخير واتباع الحق وطاعة الله وتقواه.
وجدير بنا ونحن نستقبل عاماً جديداً، ونودع عاماً قد انقضى بخيره وشره، أن ندعوالله
 عز وجل أن يجعل هذا العام خيراً من سلفه، وأن يجعل خلفه خيراً منه، فما منيوم يبزغ فجره ويسطع ضوؤه، إلا ويناديك يا ابن آدم، أنا يوم جديد وعلى عملك شهيدفاغتنم مني بعمل الصالحات، فإني لا أعود إلى يوم القيامة، وما من ليل يُرخى سدولهوينشر سكونه، إلا ويناديك يا بن آدم، أنا ليل جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني بطاعةالرحمن وطلب الغفران، فإني لا أعود إلى يوم القيامة.

ونحن هنا نتساءل: كممن إخوتنا وأحبائنا يقضون أوقاتهم في اللهو والغيبة والنميمة، ومشاهدة الأفلامالهابطة والمسلسلات الهدامة، أما آن لهم أن يعودوا إلى رشدهم، ويتوبوا إلىربهم!





أليسوا مأمورين باستغلال الوقت في طاعة الله،فالصلوات موزعة على خمسة أوقات، وكذلك الصوم، والحج، والزكاة، مقسمة على شهورالسنة، ونحن مسؤولون عن أعمارنا، فلماذا نضيعها سدى هكذا؟!

إنك إن طالبتأحدهم بالصلاة، قال: غداً أبلغ من الكبر عتيا، وأتوب وأصلي، ونسي قوله تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) (سورة لقمان، الآية 34)، فأعمارالأمة الإسلامية ما بين الستين والسبعين والقليل من يتجاوز، فنحن مسؤولون عنأعمارنا: «وعن عمره فيم أفناه»(أخرجه الترمذي)، كما أننا مطالبون أفراداً و.ات،ومؤسسات، أن نتقي الله في أعمارنا، وأن نعلن الصلح مع الله، وأن نكثر من أفعالالخير، وننأى بأنفسنا وأهلينا ومجتمعنا عن طريق الشر، عسى أن تدركنا رحمةالله.
وما دمنا لا ندري متى سنموت، فيجب علينا طاعة الله وتنفيذ أوامره وردالحقوق لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال.

إنَّ التاريخ لميعرف أمَّة قدَّس دستورها الزمن كأمتنا الإسلامية، التي حدَّثها الله سبحانه وتعالىدائماً عن نفسه، وعن خلقه بكل دقة.

◆ لقد حدَّث الله عن خلق السموات والأرض،فقال: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) (سورةهود ، الآية 7).

◆ وحدَّث عن أمره وإرادته، فذكر أن ذلك يتمُّ في غير زمان: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (سورةيس، الآية 82).

◆ وحدَّث عن علمه بالخلق وأحوالهم، فبيَّن أنَّ ذلك يتناولأدق الأمور: {اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُوَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ}(سورة الرعد، الآية 8).

◆ وحدَّث عن تسجيل أعمال الخلائق، فبيَّن أنَّ ذلك يشمل القليل والكثير: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِوَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاكَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا) (سورة الكهف، الآية 49).

◆ وحدَّث سبحانه عنحسابه للخلق، فذكر أن ذلك يتمُّ بميزان دقيق: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَلِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍمِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}(سورة الأنبياء، الآية 47).

ومن المعلوم أنَّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد اغتنم كل لحظة منحياته، وعلَّم أصحابه ذلك، فما مضى قرن من الزمان حتى رأينا الرايات الإسلاميةترفرف فوق مساحات شاسعة من قارات العالم بفضل الله أولاً، ثم بجهدهم وعملهموإخلاصهم.

إن الواجب علينا أن يراجع كل واحد منا أعماله خلال العام الماضيفإن وجد خيراً فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فعليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً،فالله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة على مصراعيه لكل إنسان كي يعود إلى محرابالطاعة.


إن التوبة كرم إلهي ومنحة من الله لعباده، عرفهم فيها كيفية الرجوعإليه إن بعدوا عنه، وكيفية التخلص من تبعات الذنوب إذا عصوه، كي يفروا إليه تائبينمنيبين متطهرين.

فما أكرمه من إله، وما أرحمه بخلقه وعباده، يجابه الناسربهم بالفسوق والعصيان، ويخالفون دينه، ويأتون ما نهى عنه حتى إذا تابوا وأنابوا،قبل الله توبتهم وغفر سيئاتهم وأحبهم ورفع درجاتهم، (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّالتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (سورة البقرة الآية 222).

ومنفضل الله على أمتنا الإسلامية أنه رحيم، وأن رحمته سبقت غضبه {نَبِّئْ عِبَادِيأَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} (سورة الحجر الآية 49-50)، كما ووصف حبيبه محمداً -صلى الله عليه وسلم- بقوله {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًاوَنَذِيرًا} (سورةالأحزاب الآية 45) فهو- صلى الله عليه وسلم- البشير قبل النذير، ومن المعلوم أنه- عليه الصلاة والسلام - كان يغتنم كل مناسبة لتبشير الناس وترغيبهم في عفو اللهورحمته، وإظهار فضله وكرمه كيف لا؟ وهو القائل: «بشروا ولا تنفروا، يسروا ولاتعسروا» (أخرجه الشيخان).

أخي القارئ: إني أسوق إليك هذا الحديث الذي يطمئنالنفوس بفضل الله وعفوه، وخيره وفضله وكرمه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،قال النبي- صلى الله عليه وسلم-، يقول الله عز وجل يوم القيامة: «يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك فينادي بصوت، إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار،قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف-أراه قال: تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذتضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب اللهشديد، فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: منيأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداءفي جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أنتكونوا ربع أهل الجنة، فكبرنا، ثم ثلث الجنة، فكبرنا، ثم شطر أهل الجنةفكبرنا»(أخرجه الإمام البخاري).

قال الإمام القسطلاني رحمه الله، والظاهرأنه- صلى الله عليه وسلم- لما رجا من رحمة الله تعالى، أن تكون أمته نصف أهل الجنةأعطاه الله مارجاه، وزاد من فضله، وقد جاءت زيادة في حديث آخر : «أنتم ثلثا أهلالجنة» فزاده الله على الثلث حتى بلغت أمته ثلثي أهل الجنة، وفي ذلك فضل عظيم منالله سبحانه وتعالى، حيث خاطب حبيبه -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: {وَلَسَوْفَيُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (سورة الضحى الآية 5) ، وقد روي أن النبي- صلى اللهعليه وسلم - قال: إذاً لا أرضى وواحد من أمتي في النار. هكذا بشر الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- أصحابه، بعد أن بكوا واشتد عليهم الأمر، ووقعت منهم الكآبة،كما وبشر أمته برحمة الله بهم، حيث جعل نصيبهم في الجنة أكثر من غيرهم من الأمم،وهذا فضل من الله ونعمة.

نسوق هذا الهدي النبوي لنبين للمسلمين وجوب العملبالكتاب والسنة، والتحلي بالخلق الكريم والمعاملة الحسنة، وبعد ذلك رجاء رحمةالرحمن، لأن الأساس هو العمل، ومن ثم طلب الثواب من الله سبحانهوتعالى.
 
رد: سنة هجرية جديدة

شكرا عالموضوع الرائع
لكن حبيت اذكركم ان عيد ميلادي غداً ان شاء الله تعالى >>> لا تنسوا تجيبو هدايا و كيكات :biggrin:
 
رد: سنة هجرية جديدة

شكرا عالموضوع الرائع
لكن حبيت اذكركم ان عيد ميلادي غداً ان شاء الله تعالى >>> لا تنسوا تجيبو هدايا و كيكات :biggrin:

:busted_red[1]: لا يجوز عيد الميلاد



احترامي:busted_red[1]:
 
رد: سنة هجرية جديدة

الحمد لله انه مازال هناك من يتدكر راس العام الهجري الجديد
ضننا انو شجرة باباهم نوال الريفيون طغت على اهتماماتهم
 
رد: سنة هجرية جديدة

كل سنه وانتم طيبيين
 
رد: سنة هجرية جديدة

1322330625992.jpg
 
رد: سنة هجرية جديدة

التاريخ الهجري واستقلالية الامة

د. أحمد عبد الحميد عبد الحق
سيهل علينا قريباً العامُ الهجري الجديد -الذي نسأل الله أن يكون عامَ خير على أمة الإسلام جميعاً- ليذكرنا باستقلالية الأمة الإسلامية، تلك الاستقلاليةُ التي أراد الخليفةُ الثاني للمسلمين عمرُ بن الخطاب أن يؤكدها بإعلان التأريخ الهجري تأريخاً خاصّاً بالمسلمين، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ستَّ عشرةَ أو سبعَ عشرة للهجرة.
فقد جاء عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعَ الناسَ (وكان لا يقضي أمرًا دون مشورتهم)، فأخبرهم عن رغبته في اتخاذ تأريخ خاص بالمسلمين، ثم سألهم فقال: من أي يوم نكتب التاريخ؟ فقال علي رضي الله عنه من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك، فرضي ذلك المسلمون[1].
وقيل: إن بعضهم قال: أرِّخْ لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم : لمهاجَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: لا بل نؤرخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مهاجَره فرق بين الحق والباطل[2].
ولا يعني ذلك أن الأمة الإسلامية كانت مهادنة أو مذابة في الأمم الأخرى من قبل، كلا، بل بدأت استقلاليتُها قبل ذلك بكثير، فاستقلاليةُ الأمم لا تتم بين ليلة وضحاها، وإنما تحتاج سنين وسنين، تماماً كالطفل الذي ينمو شيئاً فشيئاً حتى يبلغ أشده، وتلك سُنة لم يهملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخرق اللهُ له نواميسَها.
ولذلك وجدناه صلى الله عليه وسلم يبدؤها متدرجاً بالعزلة الشعورية في مكة، يوم أن أمره الله سبحانه وتعالى بهجر الأوثان والأصنام في قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5].
فهجر صلى الله عليه وسلم ومن معه الرجزَ بشتى أنواعه، من لهوٍ وفجورٍ وفاحشةٍ وسُكْرٍ وعُريٍ، وصاروا لا يشاركون المشركين في صغير ولا كبير من معاصي الجاهلية، وإن بقي التعارف والتبادل في أمر المعاش قائماً، وبقيت صلةُ الأقارب والخُلان والإحسان من المسلمين إلى غيرهم دائمة، بل زادت وسمت بسمو أخلاق المؤمنين الجدد، فصار المسلمون شاماتٍ بين أفراد المجتمع الجاهلي، لا يُرى منهم سوى نبل الأخلاق مع غيرهم، وصفاء الود والحب والإيثار لأنفسهم.
وتبع ذلك استقلاليةٌ تامة في مجال العقيدة وتوحيد الله سبحانه وتعالى، ظهر هذا حين طمِع المشركون في أن يجاملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بآلهتهم المزعومة، وأن يشاركهم فيما يقام حول أوثانهم وأصنامهم من لهو ولعب باسم العبادة، وقالوا: "يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر"[3] كما يريد البعض الآن أن يفعل تحت مسميات شتى؛ فرد الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله جل شأنه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون].
وأمر سبحانه المسلمين بتجنب أماكن لهوهم في قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]، وقوله سبحانه وتعالى: {وإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
ثم تلاه الاستقلالُ في العبادات بأن خصَّص الله للمسلمين المساجدَ لأداء الصلوات، واتخاذ الأذان وسيلة لدعوة المؤمنين مميزة لهم عن النواقيس والأجراس التي تتخذها الأممُ الأخرى، يقول ابنُ إسحاق: فلما اطمأن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة واجتمع إليه إخوانُه من المهاجرين، واجتمع أمرُ الأنصار، استحكم أمرُ الإسلام، فقامت الصلاة، وفُرضت الزكاة والصيام.. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة، فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل بُوقاً كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، فبينما هم على ذلك رأى عبدُ الله بن زيد النداء، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه طاف بي هذه الليلة طائفٌ، مر بى رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده، فقلتُ: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله[4].
ثم جاء الأمرُ من الله سبحانه وتعالى بتحويل قبلة الصلاة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]
وتلا ذلك الاستقلالية في التشريعات التي تسير أمور الدولة الإسلامية، وقد جاء الأمرُ بذلك في كثير من الآيات القرآنية، منها قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 48-49]
وقد وضحت هذه الاستقلالية في التشريع تمام الوضوح في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 18-20].
وإذا كانت استقلاليةُ الأمة قد اقتصرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمور الشرعية، فإنها بدأت تتوسع لتشمل كلَّ أمور المعاش فيما بعد، وهذا التوسعُ لم يعنِ مقاطعةَ الأمم الأخرى، وعدم تبادل المنافع معها أبداً، وكيف يكون ذلك، وقد جعل الله هذا التبادل من نعمِه على البشرية؛ فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وإنما عُني به أن تكون للأمة شخصيتُها المميزة، وأن تسعى للاعتماد على نفسها، والتخلص من التبعية للأمم الأخرى، وألا يكون اقتصادُها مرتبطًا بغيره من الاقتصادات الأخرى، ينهار بانهياره، ولا يكون سبل تعليمها وتربيتها وتثقيفها نابعاً من تخطيط غيرها، وإنما من إبداع أفرادها، تماماً كما تفعل سائرُ الدول القويةُ الآن وفي كل عصر..
وقد لمسنا هذا التوسعَ بأجلى صوره في تعريب الدواوين الذي قام به عبدُ الملك بن مروان والحجاجُ بن يوسف الثقفي، إذ كان ديوانُ الشام من قبل يُكتب باليونانية، وديوان فارس والعراق بالفارسية، وديوان مصر بالقبطية، ويهيمنُ على وظائفه غيرُ المسلمين، فأمر عبد الملك بنقلها جميعاً إلى العربية؛ مما أدى إلى تقليص نفوذ غير المسلمين من الأعاجم الذين يعملون بهذه الدواوين، وساعد على تسابق الناس في تعلم العربية، فلم ينتهِ القرنُ الأول الهجري حتى كانت اللغةُ العربية لغةَ التخاطب والتعامل والتدوين في شتى البلاد الخاضعة للدولة الإسلامية..
وكادت لغاتُ البلاد القديمة أن تُنسى بعد أن أقبل العجمُ على العربية، يحاولون إتقانَها ومنافسة العرب أنفسهم فيها، وليرقوا بذلك إلى المناصب العليا بالدولة، وكان ذلك إيذاناً باستقلالية الأمة في لغتها وثقافتها أيضاً.
كما جاء ضرب الدينار والدرهم الإسلاميين ليكونا شعاراً للدولة الإسلامية، وليتمما استقلالية الأمة في اقتصادها وعدم تبعيتها للأمم الأخرى في مجال الاقتصاد الذي هو عصب الحياة، وقد حدث ذلك بعد أن هدد الإمبراطورُ البيزنطي المسلمين باستخدام عبارات جارحة لمشاعرهم عليها، إذ كتب إلى عبد الملك بن مروان يلومه على كتابة "عبارة التوحيد" شعاراً على رأس الورِق الذي تنتجه الدول
 
رد: سنة هجرية جديدة

الحمد لله انه مازال هناك من يتدكر راس العام الهجري الجديد
ضننا انو شجرة باباهم نوال الريفيون طغت على اهتماماتهم



صدقت



احترامي:b070[1]:
 
رد: سنة هجرية جديدة

التاريخ الهجري واستقلالية الامة

د. أحمد عبد الحميد عبد الحق
سيهل علينا قريباً العامُ الهجري الجديد -الذي نسأل الله أن يكون عامَ خير على أمة الإسلام جميعاً- ليذكرنا باستقلالية الأمة الإسلامية، تلك الاستقلاليةُ التي أراد الخليفةُ الثاني للمسلمين عمرُ بن الخطاب أن يؤكدها بإعلان التأريخ الهجري تأريخاً خاصّاً بالمسلمين، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ستَّ عشرةَ أو سبعَ عشرة للهجرة.
فقد جاء عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعَ الناسَ (وكان لا يقضي أمرًا دون مشورتهم)، فأخبرهم عن رغبته في اتخاذ تأريخ خاص بالمسلمين، ثم سألهم فقال: من أي يوم نكتب التاريخ؟ فقال علي رضي الله عنه من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك، فرضي ذلك المسلمون[1].
وقيل: إن بعضهم قال: أرِّخْ لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم : لمهاجَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: لا بل نؤرخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مهاجَره فرق بين الحق والباطل[2].
ولا يعني ذلك أن الأمة الإسلامية كانت مهادنة أو مذابة في الأمم الأخرى من قبل، كلا، بل بدأت استقلاليتُها قبل ذلك بكثير، فاستقلاليةُ الأمم لا تتم بين ليلة وضحاها، وإنما تحتاج سنين وسنين، تماماً كالطفل الذي ينمو شيئاً فشيئاً حتى يبلغ أشده، وتلك سُنة لم يهملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخرق اللهُ له نواميسَها.
ولذلك وجدناه صلى الله عليه وسلم يبدؤها متدرجاً بالعزلة الشعورية في مكة، يوم أن أمره الله سبحانه وتعالى بهجر الأوثان والأصنام في قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5].
فهجر صلى الله عليه وسلم ومن معه الرجزَ بشتى أنواعه، من لهوٍ وفجورٍ وفاحشةٍ وسُكْرٍ وعُريٍ، وصاروا لا يشاركون المشركين في صغير ولا كبير من معاصي الجاهلية، وإن بقي التعارف والتبادل في أمر المعاش قائماً، وبقيت صلةُ الأقارب والخُلان والإحسان من المسلمين إلى غيرهم دائمة، بل زادت وسمت بسمو أخلاق المؤمنين الجدد، فصار المسلمون شاماتٍ بين أفراد المجتمع الجاهلي، لا يُرى منهم سوى نبل الأخلاق مع غيرهم، وصفاء الود والحب والإيثار لأنفسهم.
وتبع ذلك استقلاليةٌ تامة في مجال العقيدة وتوحيد الله سبحانه وتعالى، ظهر هذا حين طمِع المشركون في أن يجاملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بآلهتهم المزعومة، وأن يشاركهم فيما يقام حول أوثانهم وأصنامهم من لهو ولعب باسم العبادة، وقالوا: "يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر"[3] كما يريد البعض الآن أن يفعل تحت مسميات شتى؛ فرد الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله جل شأنه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون].
وأمر سبحانه المسلمين بتجنب أماكن لهوهم في قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]، وقوله سبحانه وتعالى: {وإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
ثم تلاه الاستقلالُ في العبادات بأن خصَّص الله للمسلمين المساجدَ لأداء الصلوات، واتخاذ الأذان وسيلة لدعوة المؤمنين مميزة لهم عن النواقيس والأجراس التي تتخذها الأممُ الأخرى، يقول ابنُ إسحاق: فلما اطمأن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة واجتمع إليه إخوانُه من المهاجرين، واجتمع أمرُ الأنصار، استحكم أمرُ الإسلام، فقامت الصلاة، وفُرضت الزكاة والصيام.. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة، فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل بُوقاً كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، فبينما هم على ذلك رأى عبدُ الله بن زيد النداء، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه طاف بي هذه الليلة طائفٌ، مر بى رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده، فقلتُ: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله[4].
ثم جاء الأمرُ من الله سبحانه وتعالى بتحويل قبلة الصلاة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]
وتلا ذلك الاستقلالية في التشريعات التي تسير أمور الدولة الإسلامية، وقد جاء الأمرُ بذلك في كثير من الآيات القرآنية، منها قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 48-49]
وقد وضحت هذه الاستقلالية في التشريع تمام الوضوح في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 18-20].
وإذا كانت استقلاليةُ الأمة قد اقتصرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمور الشرعية، فإنها بدأت تتوسع لتشمل كلَّ أمور المعاش فيما بعد، وهذا التوسعُ لم يعنِ مقاطعةَ الأمم الأخرى، وعدم تبادل المنافع معها أبداً، وكيف يكون ذلك، وقد جعل الله هذا التبادل من نعمِه على البشرية؛ فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وإنما عُني به أن تكون للأمة شخصيتُها المميزة، وأن تسعى للاعتماد على نفسها، والتخلص من التبعية للأمم الأخرى، وألا يكون اقتصادُها مرتبطًا بغيره من الاقتصادات الأخرى، ينهار بانهياره، ولا يكون سبل تعليمها وتربيتها وتثقيفها نابعاً من تخطيط غيرها، وإنما من إبداع أفرادها، تماماً كما تفعل سائرُ الدول القويةُ الآن وفي كل عصر..
وقد لمسنا هذا التوسعَ بأجلى صوره في تعريب الدواوين الذي قام به عبدُ الملك بن مروان والحجاجُ بن يوسف الثقفي، إذ كان ديوانُ الشام من قبل يُكتب باليونانية، وديوان فارس والعراق بالفارسية، وديوان مصر بالقبطية، ويهيمنُ على وظائفه غيرُ المسلمين، فأمر عبد الملك بنقلها جميعاً إلى العربية؛ مما أدى إلى تقليص نفوذ غير المسلمين من الأعاجم الذين يعملون بهذه الدواوين، وساعد على تسابق الناس في تعلم العربية، فلم ينتهِ القرنُ الأول الهجري حتى كانت اللغةُ العربية لغةَ التخاطب والتعامل والتدوين في شتى البلاد الخاضعة للدولة الإسلامية..
وكادت لغاتُ البلاد القديمة أن تُنسى بعد أن أقبل العجمُ على العربية، يحاولون إتقانَها ومنافسة العرب أنفسهم فيها، وليرقوا بذلك إلى المناصب العليا بالدولة، وكان ذلك إيذاناً باستقلالية الأمة في لغتها وثقافتها أيضاً.
كما جاء ضرب الدينار والدرهم الإسلاميين ليكونا شعاراً للدولة الإسلامية، وليتمما استقلالية الأمة في اقتصادها وعدم تبعيتها للأمم الأخرى في مجال الاقتصاد الذي هو عصب الحياة، وقد حدث ذلك بعد أن هدد الإمبراطورُ البيزنطي المسلمين باستخدام عبارات جارحة لمشاعرهم عليها، إذ كتب إلى عبد الملك بن مروان يلومه على كتابة "عبارة التوحيد" شعاراً على رأس الورِق الذي تنتجه الدول

مجهود تشكر عليه

احترامي:b070[1]:
 
رد: سنة هجرية جديدة

كل عام و الامة الاسلامية والعربيه بخير وسلامة
والاشرار باامراض نفسيه وعصبيه وجنون رسمي
والاخير الانتحار
 
التعديل الأخير:
رد: سنة هجرية جديدة

لاحول ولاقوة إلا بالله لايوجد لدى المسلمين سوى عيدين يا اخوان..
لايجوز التهنئه ولا المباركه بغيرهما
وعموماً مادمنا نقصد بالتهنئه برأس السنه الهجريه او غيرها من مناسبات المسلمين الدعاء لا التهنئه
ومادمنا لانتخذها عاده فلا بأس إن شاء الله ولايكتفى بالتهنئه ِمن ماقرأت بفتوى الشيخ بن عثمين بالمباركه بل بالدعاء
لكي لاتتحول المناسبات الاسلاميه الى ابتداعات وبدع لا اساس لها وينبغي عدم البدء بالمباركه والمبادره لأنها ليست من الدين في شيء
فلذلك علينا الدعاء لا التبريك والتهنئه فقط
فنسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم ان يمن على امتنا العربيه والاسلاميه بالأمن والإيمان وان يكشف الهم ويزيل الضر اللهم يا واحد يا احد اللهم فاحقن دماء المسلمين اللهم فاحقن دماء المسلمين اللهم فاحقن دماء المسلمين واذل الشرك والمشركين
وازل كل طاغية متجبر متكبر ياجبار السماوات والارض اللهم ول علينا خيارنا اللهم ول علينا خيارنا اللهم ول علينا خيارنا ياعزيز يارحيم ياكريم يا واهب يا معطي يا ملك الملوك وجبار السماوات والارض
اللهم اشف جرحى المسلمين وارحم شهدائهم وداو مريضهم وازل الهم واكشف الضر عن ضعيفهم يامعين يامعين
ياواحد يا احد يافرد ياصمد يامن ملأ نورك اركان عرشك ياذا الملك اللذي لايرام والعز اللذي لايضام تقبل دعائنا لأخواننا المسلمين وارزقنا وإياهم القبول في الدنيا والاخره
اللهم امتنا على الاسلام كما احيتنا على الاسلام وانزلنا منزلاً مباركاً عندك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
 
رد: سنة هجرية جديدة

كل عام وجميع اعضاء وزوار هذا المنتدى بخير وصحه وسلامه
 
رد: سنة هجرية جديدة

كل عام و الامة الاسلامية والعربيه بخير وسلامة
والاشرار باامراض نفسيه وعصبيه وجنون رسمي
والاخير الانتحار

مشكور على مرورك


احترامي:b070[1]:
 
عودة
أعلى