يستطيع موقع "أخبار بلدنا" الأردني أن يؤكد أن لقاءات مغلقة لم تخصص وقائعها للنشر جرت في العاصمة البريطانية لندن بين جلالة الملك عبدالله الثاني ومسؤولين سياسيين وأمنيين عربا وأجانب، إذ ما إن كان يعلم المسؤولين العرب والأجانب أن جلالة الملك يتواجد في بريطانيا، حتى كانوا يلجأون الى مقر إقامته للتداول في الحال والهم العربيين، بحثا عن آفاق ونقاط إتفاق لمجمل ما يحصل على الأرض العربية منذ نحو عام، تحت لافتة "الربيع العربي".
وتحدث أغلب المسؤولين الذين إلتقاهم الملك عن أن الأردن قد استطاع أن يتعدى مرحلة الصراعات الداخلية والإضطرابات والإحتجاجات، وأن الأردن هو البلد الوحيد تقريبا في الشرق الأوسط، الذي استطاع أن يعالج أزماته رغم خطورة موقعه الجغرافي، وقلة موارده، وأزمته الإقتصادية، وهي عوامل صعبة ظل خلالها المستوى الأمني يعمل بجد وإجتهاد ليس في الأردن فحسب، وإنما خارج الحدود أيضا، إذ كان للمستوى الأمني إنجازه الخاص بتسليم معلومات الى بلد خليجي كادت سفارته على وشك التدمير في بلد آسيوي، من قبل تنظيم إسلامي.
معلومات موقع اخبار بلدنا الاردني تشير ان الملك و خلال اللقاءات كان يتعرض لإلحاح من نوع خاص حول الوصفة الأردنية الخاصة، في معالجة أزمة الداخل خلال أشهر بسيطة، إذ كان الملك يعترف خلال اللقاءات أن فرصة الربيع الأردني جاءته على طبق من ذهب، فهو لم يكن راض عن جمود الإصلاح السياسي في بلاده، الذي كان عرضة للشد والجذب بين مسؤولين، فمن كان يطرح خيار التقدم في الإصلاحات السياسية من فريقه الخاص، كان يتعرض لحملات التشكيك والتخوين من قبل مسؤولين آخرين يعتقدون أن إصلاحا حقيقيا من شأنه أن يجهضهم نفوذهم السياسي، ومكتسباتهم، لذلك كانوا يبادرون الى فتح جبهات عدة لتخويف الناس من الإصلاحات.
وينقل عن الملك القول خلال هذه اللقاءات، أنه من إندلاع أحداث تونس، كانت إحتجاجات شعبية قد بدأت في الأردن قبل تونس، وإن كان مسارها مختلف كليا عما يحصل في تونس، لكنه عقد إجتماعا وأبلغهم أن العواصف ربما تهب على الأردن، وأنه لن يقبل أن يتأذى الأردن من عواصف يمكن للأردن أن يتقيها ببضعة وصفات أعدت سلفا، لكنها حشرت في الأدراج من قبل مسؤولين سابقين إما خافوا من تطبيقها، أو أنهم عجزوا عن التعامل معها.
خلال اللقاء أيضا يقول الملك أن الأردن لا يزال ينقصه الكثير، وأنا أعمل بلا كلل أو ملل، ففي ساعات الصباح الأولى من كل سبت ألتقي بشخصيات سياسية وأمنية وإعلامية وأكاديمية وإقتصادية أفهم منهم، الوضع الداخلي بشكل أقرب، إذ يقول هؤلاء خلال اللقاءات معي، أن الأردن ينقصه المزيد، سياسيا وإقتصاديا، وهو يتفق بشكل أو بآخر مع هذا الرأي.
في الموضوع السوري فقد ذكرت مصادر موقع اخبار بلدنا الاردني ان الملك شرح لمن استضافهم أنه لم يدع الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وهذا ليس عمله أبدا، إنما سألته المذيعة البريطانية بشكل متكرر ومستفز عن وضع الأسد، لكنه مع توجيه سؤال عن الكيفية التي يمكن له أن يعالج فيها الأحداث لو كان مكان الأسد، أجاب أنه سيترك الحكم لمصلحة البلاد والعباد، وأنه غير نادم على هذا التصريح رغم إستيائه من توظيفه من قبل المحطة كعنوان رئيسي، إذ فاجأ الملك من التقاهم أنه شخصيا فكر في التنازل عن العرش في وقت مبكر من توليه الحكم، كاشفا أيضا أن والده الملك الراحل كان قد راوده نفس التفكير في عقد التسعينات من القرن الفائت، وأنه على قناعة أنه لا يمكن حكم الشعب بالحديد والنار، ومصادرة حريتهم.
وبشأن سوريا ايضا، وردا على أسئلة حول عدم إستجابة الأردن، لخلق منطقة على الحدود الأردنية السورية تشبه الى حد ما مدينة بنغازي الليبية للمباشرة بتوفير الدعم السياسي والعسكري للمعارضة السورية، أكد الملك أنه من حيث المبدأ لا يمكن للأردن تخيل سيناريو ضرب سوريا عسكريا، وأنه ليس مع هذا الخيار أبدا، وإن تم فإنه لا يمكن أن يكون إنطلاقا من الأراضي الأردنية بأي حال من الأحوال.
المصدر
موقع اخبار بلدنا الاخباري