رسالة في (احترام العلماء)
محمد شامي شيبةبسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلم والمسلمة:
• اعلم أن الله قد رفع المؤمنين وأهل العلم (العلم الشرعي) كما قال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" فاحترام العلماء هو احترام لما يحملونه من العلم الشرعي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
• وإن احترام علماء الشريعة واجب وقد قال صلى الله عليه وسلم : "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويرف لعالمنا حقه" قال الألباني في صحيح الجامع (حسن).
• واعلم أن احترام العلماء وما يصدرونه من فتاوى هو احترام لإرث الأنبياء فإن العلماء هم ورثة الأنبياء ولهم مكانتهم وفضلهم واستمع إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك حيث قال: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضَّا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" رواه أهل السنن/ صحيح.
• اعلم أن رؤية العلماء ما أنزل الله على رسوله من الكتاب هو الحق وأن الحق فيه وأما ما خالفه وناقضه فذلك باطل وأما رؤية غير أهل العلم من المنافقين فهي رؤية غير سليمة وقد قال تعالى: "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق"، فالعلماء الذين يرون الحق وينشرونه ويعلمون أن القرآن والسنة تهدي إلى الصراط المستقيم المؤدي إلى كل خير في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة هم الذين يجب اتباعهم والاهتداء بما يدعون إليه من الحق بخلاف غير العلماء من الجهال وأصحاب الأهواء الذين يسعون إلى نشر الباطل وإهلاك من تبعهم وسار في ركابهم فكن أيها المسلم واعياً لما ينفعك متبعاً له حذراً مما يضرك مفارقاً له.
• أيها المسلم اعلم أن الله قد أمرك بسؤال العلماء فيما أشكل عليك كما قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، فاسلك هذا النهج "سؤال العلماء والعمل بما يصدر منهم من الفتاوى والتوجيهات الحكيمة لأنها تنبع من القرآن والسنة" واحذر من الجهال الذين هم دعاة على أبواب جهنم مع أنهم من جلدتنا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا" ثم أمر صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة فقال: "فالزم جماعة المسلمين وإمامهم فإن لم تكن جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك" صحيح.
• إذا مات العالم فذلك قبض لبعض العلم بموت بعض العلماء ولذا إذا مات العالم فإننا نحس بما يلحق بموته وتُعرف جهوده وتظهر آثاره فكم من بلاء يدفعه الله بالعلماء وكم من طاعة ييسر الله نشرها بالعلماء (علماء الشريعة) فإذا مات العالم حزن المسلم ودعى للعالم وأكثر من الاستغفار له والترحم عليه وقام بنشر آثاره في الأمة، ويموت العالم فيفرح أهل الشر والفساد وأخذوا في نشر باطلهم ساعين في إضلال الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" صحيح.
• أيها المسلم كن محباً للعلماء دالا عليهم محبباً الناس فيهم مدافعاً عنهم بالقول والقلم والكتابة وغيرها واحذر من معاداة علماء الشريعة وعباد الله المؤمنين في المجالس وغيرها فانك إن عاديتهم فقد آذنك الله بالحرب وستكون مهزوماً وقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" صحيح، واعلم أيها المسلم أن المدافعة عن أهل العلم الشرعي والرد على أعدائهم ومن يتكلم فيهم ويسعى في إسقاطهم عند المجتمع، كل ذلك الدفاع من الجهاد في سبيل الله فلك به أجر عظيم لأن الدفاع عنهم هو دفاع عن القرآن والسنة والشريعة.
• أكرم العلماء فهم أحق الناس بالإكرام حتى في مخاطبتهم ومجالستهم واستفد من سمتهم وحديثهم وأخلاقهم وادع الله لهم بالتوفيق وكل خير وإذا احتيج إليك في خدمتهم أو علاجهم أو غير ذلك فلا تتردد في ذلك بكل سرور وحب مخلصاً في ذلك لله جل وعلا.
والله الموفق...