قامت السلطات الفرنسية بشكل مباشراوعن طريق وسطاء بتزويد الثوار الليبيين بالاسلحة وفقا لقوائم بهذه الاسلحة بحثها الليبيون مع الرئيس ساركوزي. أوردت وكالة "فرانس بريس" هذا الخبر يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني نقلا عن الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي الذي شارك في تلك المحادثات. وتحدث الفيلسوف والمفكر الفرنسي برنار ليفي في كتابه بعنوان "حرب غير مرغوب فيها" الذي يمكن ان يشتريه القارئ الفرنسي في المكاتب عما قريب تحدث كيف استطاع إقناع ساركوزي بالمشاركة في النزاع الليبي على المستوى الدبلوماسي أولا ثم على المستوى العسكري.
والتقى ليفي بمصطفي عبد الجليل المسؤول في المجلس الانتقالي الوطني يوم 5 مارس/آذار الماضي في بنغازي وعرض عليه ان يسلم رسائل الى ساركوزي ويبعث وفدا للثوار الى باريس. وتم استقبال وفد الليبيين في قصر الاليزيه يوم 10 مارس/آذار الماضي. واعلنت فرنسا بعد تلك المحادثات انها تعترف بالمجلس الانتقالي رسميا.
ويقول ليفي ان فرنسا قدمت المساعدة العسكرية الملموسة لليبيين. وابلغ ليفي ساركوزي في اواخر مارس/آذار انه اقنع رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الانتقالي محمود جبريل بالوصول السريع للاسلحة الفرنسية والمدربين الفرنسيين. ودار الحديث حول المساعدة العسكرية ايضا خلال زيارة سرية قام بها لباريس عبد الفتاح يونس القائد الاعلى لقوات المجلس الانتقالي الذي اغتيل يوم 28 يوليو/تموز، ولم تتضح لحد الآن ملابسات هذا الاغتيال.
ويقال ان الرئيس الفرنسي ذكر خلال لقاءه بيونس وغيره من العسكريين الليبيين مسألة توريد الاسلحة الى ليبيا عن طريق قطر. كما انه تطرق الى وجود المدربين الفرنسيين في ليبيا . وسأل ساركوزي ايضا عن ما يحتاج اليه الليبيون من المساعدات العسكرية وسلمه هؤلاء قائمة تضم 100 عربة مدرعة قادرة على السير في الاراضي الوعرة برشاشات عيار 12.7 مم و14.5 مم على ظهرها، ووسائل الاتصال بما فيها 200 جهاز لاسلكي محمول و2-3 محطات لصيانتها و100 سيارة بيكاب و700 – 800 قاذفة صاروخية للقنابل (ار بي جي) وألف رشاش كلاشينكوف و5 منظومات صاروخية مضادة للدبابات من طراز "ميلان". ثم التقى يونس في باريس بممثل شركة "بانار" الدفاعية الفرنسية المتخصصة في توريد المدرعات، وأسفر اللقاء عن الاتفاق على توريد المعدات الحربية في أسرع وقت، علما ان الصفقة تعتبر مجانية.
واشار ليفي "نقلا عن تصريح ادلى به الرئيس الفرنسي، الى ان الثوار الذين كانوا يحاربون القوات الحكومية في منطقة جبال نافوسا قد تسلموا كميات كبيرة من الاسلحة، وذلك عن طريق دول صديقة لهم. ولم تمر اسابيع حتى أوصل ليفي الى قصر الاليزيه مجموعة من العسكريين من مصراتة المسيطرعليها من قبل الثور. وتلقى هؤلاء ايضا تعهدات على مستوى عال بتوريد اسلحة اليهم.
واستغرقت الانتفاضة في ليبيا حوالي 9 اشهر. واسفرت المواجهات بين كتائب الحكومة وقوات الثوارعن سقوط آلاف الاشخاص. وألحقت أضرار هائلة باقتصاد هذا البلد المستخرج للنفط.. وبدأ في مارس/آذار تطبيق حظر الطيران فوق ليبيا بغية حماية السكان المسالمين من ضربات قوات القذافي مما مكن الناتو من تنفيذ العملية العسكرية في هذا البلد والتي انتهت في 31 اكتوبر/تشرين الاول وذلك بعد مقتل معمر القذافي الذي كان يحكم ليبيا على مدى 42 سنة في 20 اكتوبر/تشرين الاول بضواحي مسقط رأسه مدينة سرت.
واعترفت الاركان العامة الفرنسية رسميا في نهاية يونيو/حزيران انها قامت بتزويد الثوارالليبيين بالرشاشات وقاذفات القنابل ، لكنها انكرت انها اوردت صواريخ موجهة مضادة للدبابات. وقد اعلن جيرار لونجيه وزير الدفاع الفرنسي في مطلع يوليو/تموز الماضي ان فرنسا لا ترى اي داع لاسقاط الاسلحة من الجو للثوار ، اذ ان المناطق التي سيطر عليها الثوار تصبح مستقلة لشراء الاسلحة في بلدان اخرى.