الولايات المتحدة لديها القدرة، وربما تستعد بالفعل لشن هجوم واسع على ايران، حسب ما تناقلته الاوساط الاعلامية البريطانية باهتمام بالغ أكدت عليه كبرى الصحف الاسرائيلية .. ورغم تكرار مثل هذه التحاليل والتهديدات بشكل شبه مستمر خاصة في السنوات الاربع الماضية إلا انها لا تغير طبيعة التساؤل: ماذا لو؟
تهديدات سابقة
أهم هذه التهديدات ربما كان في عام 2007 عندما صدر تقرير بعنوان "حسابات الحرب مع إيران" أعده خبير الأسلحة البريطاني الدكتور دان بليش مدير مركز الدراسات الدولية والدبلوماسية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS)، ومارتن بوتشر، وهو المدير السابق للمجلس البريطاني الأمريكي للمعلومات الأمنية (BASIC) والمستشار السابق للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي.
التقرير أفاد أن واشنطن متاهبة تماما لضرب إيران منذ عام ٢٠٠٧ وإن لم تفصح عن ذلك بوضوح. وحسب تقدير الخبيرين لدرجة التأهب في ذلك الحين فإن الهجوم من المرجح أن يكون على نطاق واسع ومتعدد الجبهات. ورغم ان الهدف منه التركيز على المنشآت النووية الايرانية إلا انه الضربات ستوجه كذلك إلى المباني الحكومية والبنى التحتية باستخدام قاذفات بعيدة المدى وصواريخ.. ورجح التقرير عدد الاهداف المحددة للضربة الامريكية آنذاك بعشرة الاف هدف في بضع ساعات.
هذا بالاضافة إلى بعض العمليات البرية البسيطة لدعم المقاومة الشعبية المسلحة داخل المحافظات الإيرانية التي تتسم بتفاوت إثني مثل المناطق الأذربيجانية، وبالوشستان وكردستان وخوزستان.
ربما نعم .. ربما لا
مثل هذه التحليلات والتقارير عادة ما تقابل بالتشكيك على قدر ما تقابل بالاهتمام. فبعض المحللين يرون ان هذه التقارير تبدو وكأنها واثقة بقدرة القوات الامريكية الجوية والبحرية على تدمير ايران متجاهلة إخفاق الولايات المتحدة في العراق وأن نفس الاسباب قد تؤدي إلى فشلها في إيران.
إلا ان التلفزيون الإسرائيلي كشف أن لقاءات تمت بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيمين نتانياهو والحاخام عوفاديا يوسف كانت لنيل مباركته لعمل عسكري ضد إيران. ونشر التلفزيون مقاطعا لزعيم حزب شاس إيلي يشاي، يقر فيه الحرب على إيران بوصفها أمرا مرتقبا.
إلا ان وزير الدفاع إيهود باراك اضطر للرد عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي نافيا اتخاذ قرار فعلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. كما نفى باراك كذلك ان يكون ثمة خلاف بين تل ابيب وواشنطن بهذا الشأن، بعد تقارير لجريدة "يديعوت احرنوت" قالت فيه ان اسرائيل تنوي ضرب إيران دون التنسيق مع واشنطن. إلا انه ركز كالعادة على إن إيران تهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم بأسره لذلك لا ينبغي تجاهل أي خيار على الطاولة حسب قوله. وتساءل وزير الدفاع الاسرائيلي: هل كانت أوروبا لتتدخل في ليبيا لو امتلك القذافي سلاحا نوويا؟ وهل كانت الولايات المتحدة ستسقط صدام حسين لو امتك السلاح النووي؟
من ناحية أخرى .. اقتراب نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجعل التوتر المتصاعد حول ايران منطقيا ويصب التصعيد في قالب إعلامي أكثر مما هو عسكري، يرمي على الأقل إلى الضغط على روسيا والصين للموافقة على عقوباتٍ جديدة لإيران. كما يترجم مخاوف إسرائيل من التغيير الذي يجتاح العالم العربي واحتمالات ان يصب في مصلحة إيران.
رأي الشارع
إذا كانت الحبكة إعلامية هي الغاية فإن ذلك لا ينفي هدفها العسكري مطلقا فما هو التاثير الذي تركته هذه التهديدات مع تكرارها على الرأي العام؟
وفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته مجموعة راسموسن الامريكية للابحاث نهاية الشهر المنصرم، يرجح أكثر من نصف الناخبين الامريكيين احتمال شن الحرب على ايران في غضون خمس سنوات. بينما يرى 17٪ احتمالها في مدة أقصر من ذلك بكثير بينما لم تتعد النسبة التي لم ترجح شن هجوم عسكري على إيران سوى 5 ٪ فقط.
وفي إسرائيل أوضح استطلاع صحيفة "هارتس" ان ٨٠٪ ممن شملهم الاستطلاع يرون ان الحرب لا مفر منها وانها حتما ستفضي إلى مواجهات اقليمية أخرى. بينما استبعد ذلك 20٪.
ولعدم سهولة الوصول إلى مثل هذه الاستطلاعات في البلاد العربية من ناحية أخرى احببنا ان نستطلع راي بعض القراء.
علاء رضا من الاسكندرية يرى ان المواجهة حتمية لان اسرئيل تريد ان تنفرد بالهيمنة على المنطقة ما دامت القوة الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي - حسب قوله – امتلاك ايران للسلاح النووى يضر بهذه القوة التي تستفرد بها اسرائيل في الشرق الاوسط بل يعطي لايران المجال لتصدير الثورة الاسلامية لبلدان الخليج وزعزعة استقرار الاسر الحاكمة فيه. ويتساءل علاء رضا عن رد فعل إيران تجاه جيرانها الخليجيين في حالة استخدم الطيران الاسرائيلي لاجوائهم اثناء ضرب المواقع الايرانية.
خالد شكري من تونس يؤيد رأي علاء رضا مضيفا ان الامر كله تضخيم لموقف ايران مثل تقارير الاسلحة النووية التي سبقت حرب العراق إلا ان ايران حسب راي شكري اقوى من العراق نظرا لعدة اعتبارات منها تواجد القوات الامريكية في مرمي النيران الايرانية في منطقة الخليج ووجود حلفاء استراتيجيين لايران اقليميا ودوليا.
أما محمد هاني وهو لبناني يعيش في الولايات المتحدة لا يتوقع شن الحرب بالفعل وان كان يتمناه حسب قوله. فهو يرى في ايران دولة عدوانية غير مسؤولة وليس من الحكمة السماح لها بالحصول على السلاح النووي.
فما قولكم؟!