مالك بن نبي في ذكرى وفاته

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
لو لم يكن مالك بن نبي موجوداً لكان لزاماً علينا إيجاده... فقد افتقدت الأمة الإسلامية بعد دولة الموحدين إلى مفكّرين أصحاب رؤية كلّيّة شاملة للإنسان والدين والحياة يشّرحون النفس والمجتمع لوضع اليد على مكامن الداء واقتراح العلاج المناسب مهتدين بالوحي ومستعينين بأدوات العصر، وعلى كثرة المؤلفين فإنّه من النادر وجود من توفّرت فيه هذه المواصفات في الأزمة المتأخرّة ، باستثناء ابن خلدون الّذي سار الأستاذ مالك على خطاه فكان بارعاً في تحليله نفسيّة المسلم الفرد والمجتمع المسلم من خلال تاريخه وحاضره ومستقبله، فكانت الرؤية الّتي صاغها الأكثر تناسباً مع توجّه التاريخ وسنن الله في الخلق، وقد نبّه _ رحمه الله _ على أهمّيّة علوم الأخلاق والنفس والاجتماع باعتبارنا أكثر حاجةً إليها من علوم المادّة الّتي تمثّل خطراً حقيقيا على مجتمع يجهل الناس فيه أنفسهم، ولا شك أن معرفة إنسان الحضارة وصياغته أصعب من صناعة محرّك أو تدريب قرد على وضع رابطة عنق (من كتاب وجهة العالم الإسلامي).
وقد انفرد مالك بوضع ذلك المفهوم الخطير الّذي تلقّفه الدارسون وأشبعوه بحثاً وهو "القابلية للاستعمار" والّذي يركّز في تحليل الانهزام أمام قوى الاستعمار على العوامل الذاتية بدل تضخيم العوامل الخارجية الّذي يريح الناس من محاسبة النفس والنقد الذاتي ويلقي بهم في دوّامة عقليّة التفسير التآمري للأحداث، وهو نداء علمي قوي لإيقاظ الأمّة وتصحيح مسارها لاسترجاع وعيها كمقدّمة ضرورية لاسترجاع استقلالها وسيادتها.
لقد حمل الأستاذ مالك بن نبي همّ الأمّة الإسلامية ونظّر لرجوعها إلى السكة وبناء الحضارة فكان حجر الزاوية في عمله هو الثقافة أي عوامل الدين والأخلاق والإنسان والتاريخ والعلاقات الاجتماعية ومعرفة الآخر وأساليبه، لذلك لم تكن منهجيته منصبّة على دراسة النصوص الشرعية _ وهو مفكّر وفيلسوف وليس مفسّراً أو فقيهاً _ وإنّما كانت اتخاذ هذه النصوص المقدّسة معياراً لدراسة الإنسان والمجتمع للعودة بهما إلى قيم المجتمع الإسلامي كالشورى (ويسميها _ بلا عقدة _ الديمقراطية) والعدل والقوة والبعد الإنساني. ويستطيع الدارس لتراثه ومسيرته أن يلاحظ انشغاله بدنيا المسلمين أكثر من انشغاله بالآخر وسلبياته ومآخذه، وخلافاً لمفكرين إسلاميين كبار توّاقين لدولة الإسلام فإن مالكاً كان توّاقاً لحياة مزدهرة ،فقد اعترض _ رحمه الله _ على مقولة الشهيد سيد قطب _ رحمه الله _ أنّ " الإسلام هو الحضارة " ورأى أن الحضارة مادة وإنتاج أي سعي إنساني لذلك انشغل _ مرّةً أخرى _ بتخلّف المسلمين عن العصر أكثر من انشغاله بمطاردة مخالفة الشرع، وكان يرى أن تحكيم الشريعة في بلاد جائعة ليس له معنىً كبير لكنه تفطّن إلى عبثيّة اكتساب مدنية كبيرة إذا كانت منقطعة عن الله، وهو يتابع أمارات الانحطاط الّتي تنذر بانتهاء عصر الرجل الأبيض رغم امتلاكه ناصية المادة، فرأى أن الحل يكمن في التصور الإسلامي وهو الجمع بين عمارة قوية وحاكمية تامة، فما أجمل ناطحة سحاب بنيت على تقوى من الله !
ولا بد من التأكيد أن منطلق مالك كان قرآنياً خلافاً لما قد يظنّ أصحاب القراءة السطحية القاصرة، لكن تناوله للقرآن الكريم كان حيّاً واعياً بصيراً، فقد ابتدأ مشواره الفكري بكتابة "الظاهرة القرآنية"، ثم كانت كل كتبه محتكمة إلى الوحي المنزّل بصورة تفاعليّة واقعيّة بديعة، ويكفي في هذا السياق اقتطاف هذه العبارات من كتابه "وجهة العالم الإسلامي" يتحدّث فيها عن الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله فيقول:
"وإذا كان قد أتيح لذلك الزعيم أن يؤثّر تأثيراً عميقاً في سامعيه فما ذلك إلاّ لأنّه لم يكن يفسّر القرآن بل كان يوحيه في الضمائر التي يزلزل كيانها، فالقرآن لم يكن على شفتيه وثيقة باردة أو قانوناً محرّراً بل كان يتفجّر كلاماً حيّاً وضوءً أخّاذا يتنزّل من السماء فيضيء ويهدي"، ويقول رحمه الله أيضاً: "فلكي يتغيّر الفرد لم يستخدم ذلك الزعيم (أي حسن البنا) سوى الآية القرآنية ولكنّه كان يستخدمها في نفس الظروف النفسية التي كان يستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده".
إن مالك بن نبي _ رحمه الله _ ليس ملكاً للجزائر وحدها _ فضلاً عن مجموعة من أبنائها _ إنّما هو ملك للعرب والمسلمين والإنسانية كلّها،
 
رد: مالك بن نبي في ذكرى وفاته



مالك بن نبي ( 1905 - 1973م ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين.
حياته
ولد في مدينة تبسة في الشرق الجزائري سنة 1905 م ، في أسرة فقيرة بين مجتمع جزائري محافظ تخرج بعد سنوات الدراسة الأربع، في مدرسته التي اعتبرها "سجناً يعلّم فيه كتابة "صك زواج أو طلاق" وتخرج سنة 1925م.
سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه. وبعد العودة بدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان أهمها، عمله في محكمة (آفلو) حيث وصل في (مارس 1927م)، احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده.
ثم أعاد الكرة سنة 1930م و لكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. تركت هذه الممارسات تأثيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي والسياسي.
ثم انغمس في الدراسة، وفي الحياة الفكرية، كما تزوج فرنسية واختار الإقامة في فرنسا وشرع يؤلف، في قضايا العالم الإسلامي كله، فكان سنة 1946 كتابه "الظاهرة القرآنية" ثم "شروط النهضة" 1948 الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار و"وجهة العالم الإسلامي" 1954،أما كتابه " مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي" فيعتبر من أهم ماكتب بالعربية في القرن العشرين .‏
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام، فكتب "فكرة الإفريقية الآسيوية" 1956. وتشرع أعماله الجادة تتوالى، وبعد استقلال (الجزائر) عاد إلى الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في (جامعة الجزائر) المركزية، حتى استقال سنة‏ 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام"مذكرات شاهد القرن".
فكره
مثلت مذكراته صورة عن نضال (مالك بن نبي) الشخصي في طلب العلم والمعرفة أولاً، والبحث في أسباب الهيمنة الأوروبية ونتائجها السلبية المختلفة وسياسة الاحتلال الفرنسي في الجزائر وآثاره، ممّا عكس صورة حية لسلوك المحتلين الفرنسيين أنفسهم في (الجزائر) ونتائج سياستهم، ووجوهها وآثارها المختلفة: الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعي.
الاستعمار والحركة الوطنية
ممّا عبر بشكل قوي عن صلته بوطنه، وآثار الاستعمار والدمار الذي أحدثه في (الجزائر) سياسياً، وزراعياً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، فهو شاهد على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر وظروف مواجهة الفعل الاستعماري العنصري، فكانت الشهادة قوية زاخرة، وستبقى من المناجم الثرية للباحثين في أكثر من مجال من مجالات الحياة المختلفة، وفي مقدمتها المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي أولاً وأخيراً، حيث يسجل لنا مالك مواقف مختلفة في مسار الحركة الوطنية نفسها، مما خدم القضية الوطنية في (الجزائر) ومما خذلها منذ أصيب المجتمع بمرض (الكلام) بتعبير (مالك بن نبي) نفسه، بعد إخفاق (المؤتمر الإسلامي الجزائري) سنة (1936) إلى (باريس) في الحصول على مطالبه "ولا يستطيع أحد تقييم ما تكبدنا من خسائر جوهرية منذ استولى علينا مرض الكلام، منذ أصبح المجتمع سفينة تائهة بعد إخفاق المؤتمر" المؤتمر ذلك المشروع الذي قضى نحبه "في الرؤوس المثقفة: مطربشة كانت أم معممة" فكان ذلك عبرة للحركة الوطنية التي فصلت الخطاب فيها ثورة نوفمبر (1954-1962)، في ليل اللغط الحزبي البهيم؛ فكانت هذه الثورة (جهينة الجزائر) التي قادت إلى استقلال مضرج بالدماء والدموع،
علاقته بالثورة الجزائرية
وسرعان ما عمل العملاء والانتهازيون والوصوليون على اغتصابه، وتهميش الشرفاء الأطهار من صانعيه، وفي مقدمة هؤلاء الشرفاء رجال الفكر والرأي ومنهم (مالك بن نبي) الذي قضى يوم (31/10/1973)، في صمت معدماً، محاصراً منسياً، وهي سبة عار في جبين أولئك الديماغوجيين ومنهم (أشباه المجاهدين) الذين باعوا الوطن ـ مقايضة ـ على (طبق من ذهب) لعملاء الاستعمار، وبيادقه، وأحفاده انتماء، وهوى؛ ليمرغوا سمعته في الأوحال العفنة.
مؤلفاته
· الظاهرة القرآنية
· شروط النهضة
· فكرة كومنولث إسلامي
· مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
· مشكلات الحضارة
· مذكرات شاهد للقرن
· القضايا الكبرى
· في مهب المعركة
· الصراع الفكري في البلاد المستعمرة
· دور المسلم ورسالته
· تأملات
· بين الرشاد والتيه
· مجالس دمشق
· وجهة العالم الإسلامي
· من أجل التغيير
· مشكلة الثقافة
· ميلاد مجتمع
· المسلم في عالم الاقتصاد
· فكرة الإفريقية الآسيوية
 
رد: مالك بن نبي في ذكرى وفاته

عجبا لمن ذكر دولة الموحدين ومؤسسه المنحرف محمد بن تومرت
من الجيد ان قادة دولة الموحدين والذين جاؤوا بعد أبن تومرت
أقروا بكذبه وأختلال عقيدته وأنكروا ما كان يقوله وأعلنوا
تبرؤهم من أفكاره الضالة وكان لهم صولة وجولة في الجهاد في
بلاد الاندلس ولكن مساهمة ابن تومرت في أسقاط دولة المرابيط
خطيئة وعار ستلاحقه الى أن يرث الله الارض ومن عليها .

وأن كان سيد قطب قد ذكر ان الاسلام هو الحظارة فقد صدق فيما قال .
 
عودة
أعلى